
إبراهيم المصرى : الأمن القومى المصرى يرتبط بفلسطين
فى ظل الأوضاع الملتهبة التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط، وما شهدته الأيام الأخيرة من تطورات دراماتيكية على الساحة الإقليمية، بعد وقف الحرب بين الاحتلال الإسرائيلى وإيران، تتزايد التساؤلات حول مستقبل المنطقة، ومخاطر امتلاك إسرائيل لسلاح نووى دون رقيب، خاصة مع الحديث عن تدمير البرنامج النووى الإيراني. كما تزداد الأسئلة حول دور المجتمع الدولى فى كبح جماح امتلاك أسلحة الدمار الشامل.
وفى هذا السياق، كان لنا هذا الحوار مع النائب اللواء إبراهيم المصري، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، الذى تحدث بصراحة عن الموقف من البرنامج النووى الإسرائيلي، وخسائر إسرائيل على المدى البعيد، وأبعاد العلاقات الدولية والإقليمية المرتبطة بالصراع الفلسطيني. كما قدم قراءة سياسية وأمنية متعمقة للمشهد الحالي، مؤكدًا أن حل القضية الفلسطينية هو مفتاح الاستقرار فى الشرق الأوسط.
بعد وقف الحرب بين الاحتلال الإسرائيلى وإيران.. كيف ترى خطورة امتلاك إسرائيل لبرنامج نووى عسكري؟
بالتأكيد يشكل ذلك خطرًا كبيرًا، ولا أحد يجرؤ على مواجهته أو الحديث عنه. إسرائيل تملك سلاحًا نوويًا ومفاعل "ديمونة" العسكرى المعروف عالميًا، لكنها تظل حالة شاذة واستثنائية تحظى بحماية دولية. الجميع يعلم ببرنامجها النووي، ولكن لا يُطبق عليها القانون الدولي.
لماذا لم تتخذ الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، موقفًا من البرنامج النووى الإسرائيلي؟
**لأن إسرائيل محمية دوليًا وتعتبر ولاية أمريكية وعين الغرب فى المنطقة. لا يُسمح لأحد بتهديدها أو الاقتراب من برنامجها النووي، وهذا ما يجعلها فوق المساءلة والتفتيش. القوى الكبرى تكيل بمكيالين.
بعد الإعلان عن تدمير المنشآت النووية الإيرانية.. هل تتجه الدول الكبرى إلى دعم إيران فى إنشاء برنامج نووى سلمي؟
التهدئة الأخيرة بالتأكيد تضمنت مكاسب لإيران من خلف الكواليس، وربما قبولًا ضمنيًا بعدم استكمال مشروعها النووي. لكن لا يمكن إنكار أن إيران خسرت الكثير، بما فى ذلك ترسانتها والفصائل التى تدعمها مثل حزب الله وحماس.
لماذا ترى إسرائيل نفسها فوق المساءلة؟ وهل يمكن أن يستمر هذا الوضع؟
لأنها مدعومة من قوى عظمى، ولأنها ببساطة لا تُحاسب. هذا الوضع سيستمر طالما بقيت هذه الحماية الدولية، إلا إذا تحقق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
هل يعطى عدم انضمام إسرائيل لمعاهدة حظر الانتشار النووى مبررًا لامتلاكها سلاحًا نوويًا؟
لا، لكنه يعطيها مساحة للمراوغة. إسرائيل ترفض الانضمام لأنها لا تريد رقابة ولا مساءلة. وهى الدولة الوحيدة فى المنطقة التى تملك سلاحًا نوويًا دون التزامات دولية.
نعمٌ؛ الوكالة تتعرض لضغوط سياسية، وهذا واضح فى تعاطيها المختلف مع إيران مقارنة بإسرائيل.
بعد تدمير البرنامج النووى الإيراني.. هل هناك حاجة لامتلاك إيران برنامجًا نوويًا عسكريًا؟
من وجهة نظر إيران، نعم، لضمان التوازن. لكن المجتمع الدولى يرى العكس. القضية الأعمق أن المنطقة كلها يجب أن تُخلى من السلاح النووي.
فى ضوء تهدئة الأوضاع، هل يمكن لنتنياهو أن يلجأ إلى حرب جديدة؟
لا أستبعد ذلك، نتنياهو قد يبحث عن حرب أو تصعيد جديد لتمديد بقائه فى الحكم والهرب من المحاكمات التى تنتظره.
ما المكاسب التى يمكن أن تحققها إيران من اتفاق وقف إطلاق النار؟ وهل حققت إسرائيل أهدافها الاستراتيجية من الهجوم؟
إيران قد تكون حصلت على بعض الضمانات مقابل وقف التصعيد، لكنها فى الواقع تعرضت لخسائر كبيرة. أما إسرائيل، فقد تسعى لتكريس هيمنتها، لكنها لن تنعم بالسلام الحقيقى طالما استمرت فى ارتكاب المجازر ضد الفلسطينيين، فستنشأ أجيال جديدة ترفض الاحتلال وتقاومه، ولن يتحقق الاستقرار إلا بحل الدولتين وإنهاء القضية الفلسطينية بشكل عادل.
لماذا لا تنتفض الدول الكبرى ضد البرنامج النووى الإسرائيلي؟ ولماذا لا تُلزمها ببرنامج سلمي؟
لا تجرؤ أى دولة على انتقاد البرنامج النووى الإسرائيلي، وإن وُجدت حالات فردية هنا أو هناك فهى بلا أى صدى. القوة هى التى تحكم القرار الدولي، ولم تعد لمحكمة العدل الدولية أو الأمم المتحدة أو مجلس الأمن أى تأثير يُذكر.
لكن من وجهة نظري، إسرائيل خسرت كثيرًا على المدى البعيد. لقد فقدت سمعتها عالميًا، وأصبحت تُرى كدولة احتلال وإبادة وعدوان على الأطفال، خصوصًا بعد أن شاهد العالم مشاهد الإبادة الجماعية بأم عينه. الجيل الجديد فى أوروبا والعالم تأثر بذلك، وهذا له تبعات مستقبلية مؤكدة.
كما أن فقدان الأمن الداخلى فى إسرائيل كان واضحًا خلال حرب الـ12 يومًا، إذ شهدنا هجرة من الداخل للخارج، فمعظم الإسرائيليين يحملون جنسيات أجنبية، بينما الفلسطينى راسخ فى أرضه. ولن توجد دولة اسمها إسرائيل ما لم يُنفذ حل الدولتين.
هل تعتبر إسرائيل نفسها فوق المساءلة والتفتيش الدولي؟
نعم، إسرائيل تضع نفسها فوق المساءلة، وحتى عند ظهور أى انتقاد لها داخل محكمة العدل الدولية أو مجلس الأمن يتم تهديد أعضاء هذه الهيئات. ولكن هذا الوضع لن يستمر للأبد، ولن تنعم إسرائيل بالسلام ما لم تقم دولة فلسطينية.
كيف تفسر رفض إسرائيل الانضمام لاتفاقية حظر الانتشار النووي؟
إسرائيل حالة شاذة ومارقة بكل ما تعنيه الكلمة، وتتصرف كدولة ذات سيادة مستمدة من نفوذ أمريكى مباشر، فهى فعليًا تُعامل كما لو كانت الولاية الأمريكية رقم 54.
هل تساعد الدول الغربية إيران فى تبنى برنامج نووى سلمي؟
أعتقد أن هناك اتفاقًا بهذا الشأن وهو معلن، خصوصًا فى ظل غياب دعم فعلى من روسيا والصين لإيران بسبب ظروفهما، وهذا دفع طهران لقبول وقف إطلاق النار فى نهاية المطاف.
فى رأيك، ما الحل للصراع فى المنطقة؟
لا يوجد حل سوى إقامة دولة فلسطينية، هذا هو جوهر المشكلة، وكل ما يحدث من صراعات إقليمية يعود أصله إلى عدم حل القضية الفلسطينية.
كيف ترى مستقبل العلاقات العربية الإيرانية؟
بعض الخلافات بين الجانبين مفتعلة، والبعض الآخر حقيقى نتيجة للمد الثورى الإيراني. لا ننسى أن الخمينى عاش فى فرنسا وتلقى دعمًا وتوجيهًا من الخارج، كما أن هناك تعاونًا غير معلن بين إسرائيل وإيران، ليس وليد اليوم، بل ممتد من سنوات، ولكنه غير مرئى للرأى العام.
ما مصير رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بعد التهدئة؟
نتنياهو نفّذ المخطط بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة، وهذا ما صعّد من شعبيته. اليوم يُنظر إليه كبطل قومى فى تل أبيب بسبب اقتحامه للأراضى الإيرانية. حتى دونالد ترامب يدافع عنه بشدة، والأيام المقبلة ستكون فى صالحه وصالح التيار المتشدد المسيطر على إسرائيل منذ أكثر من 30 عامًا. فى النهاية، يبقى القرار للشعب الإسرائيلى ليختار من يحكمه.
كيف ترى ممارسات الاحتلال الإسرائيلى فى غزة فى ظل صمت المجتمع الدولي؟
الاحتلال الإسرائيلى لا يضع المجتمع الدولى أو المنظمات الدولية فى اعتباره إطلاقًا، ويتوحش فى ارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطينى أمام أعين العالم أجمع. الاحتلال يعربد ويمارس الإبادة الجماعية بمباركة الدول الداعمة له، فى ظل غياب أى موقف حازم من القوى الكبرى.
ما موقف مصر من هذه الجرائم بحق الفلسطينيين؟
موقف مصر واضح وصريح منذ عام 1948 وحتى الآن. القضية الفلسطينية تمثل عمود الخيمة بالنسبة للعرب جميعًا، وخاصة الأمن القومى المصرى المرتبط ارتباطًا وثيقًا بفلسطين. الدولة المصرية لم تدخر وقتًا أو جهدًا فى دعم القضية، وسعت إلى حشد الرؤى العربية والدولية لوقف الحرب فى غزة، والتأكيد على حل الدولتين، ومنح الشعب الفلسطينى حقوقه المشروعة ووقف نزيف دم الأبرياء.
هناك من يشكك أحيانًا فى موقف مصر، ما تعليقك؟
لا يستطيع أحد أن يزايد على موقف مصر إطلاقًا. قبل اندلاع الحرب الأخيرة، كانت مصر بالفعل تتبرع وتشرع فى إعادة إعمار ما دمره الاحتلال الإسرائيلى فى غزة. وفور اندلاع حرب الكيان الصهيونى على غزة فى السابع من أكتوبر، تبنت مصر القضية الفلسطينية بشكل كامل، وحذّرت من العواقب الوخيمة لجرائم الاحتلال، وطالبت مرارًا بحل الدولتين كخيار وحيد لاستقرار المنطقة.
للأسف، المجتمع الدولى لم يتبنّ الرؤية المصرية حتى الآن رغم أنها الرؤية الصائبة والداعمة للحق وللقضية الفلسطينية. بل إن المجتمع الدولى كان منحازًا بشكل واضح لإسرائيل، وهو ما شجع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق أشقائنا فى غزة. الحلول المؤقتة والمسكنات لن تُجدى نفعًا، والحل الحقيقى يكمن فى تنفيذ حل الدولتين ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يمني برس
منذ 4 ساعات
- يمني برس
الشيخ نعيم قاسم: لا نقاش في سلاح المقاومة قبل زوال الاحتلال
أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم، أن الدفاع عن الوطن لا يحتاج إلى إذن من أحد، مشددا على أن المقاومة مستمرة حتى رحيل الاحتلال، وأن النقاش في سلاحها مرهون بوجود بديل جاد وفعال للحماية. وفي كلمة له خلال المجلس العاشورائي في مجمع سيد الشهداء ببيروت، دعا الشيخ قاسم المطالبين بنزع سلاح المقاومة إلى المطالبة أولا بإنهاء العدوان، مؤكداً أن شعب المقاومة لا يهاب الأعداء، ولا يسلم بحقوقه. وأشار إلى أن مشاركة حزب الله في معركتي 'أولي البأس' و'طوفان الأقصى' جاءت نصرة لغزة، وقدم خلالها شهداء من الرجال والنساء والأطفال، معتبرا أن المقاومة شاملة، لا تميز في التضحية والعطاء. واعتبر قاسم أن المقاومة نابعة من تعاليم الإسلام ونهج الإمام الحسين، وهي خيار راسخ لمواجهة العدو الإسرائيلي، مؤكدا لا خيار أمامنا سوى المقاومة حتى يرحل الاحتلال.


الدستور
منذ 8 ساعات
- الدستور
مفترق طرق.. ترتيبات أمريكا وإسرائيل لبناء «شرق أوسط جديد»
فى الأشهر الأخيرة بدا الشرق الأوسط وكأنه «رواية إثارة»، وأصبح «اليوم التالى» مجهولًا، حيث تغيرت التحالفات والتهديدات والتصريحات بسرعة مذهلة، من غزة وطهران إلى الرياض والدوحة، ومن واشنطن إلى تل أبيب، ولكن فى وسط هذه الفوضى تبرز استراتيجية أكبر، وربما خطة، تستهدف إعادة ترتيب محتملة للشرق الأوسط. ويرى المراقبون أن تحركات واشنطن، وسياسات إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، تهدف لـ«صفقة شاملة» لتسوية النزاعات فى المنطقة، وبناء شرق أوسط جديد، مع ضمان التفوق العسكرى للدولة العبرية، عبر إطلاق عملية تحديث شامل للجيش الإسرائيلى، وهو ما نسلط الضوء عليه فى السطور التالية. «صفقة شاملة» لتسوية النزاعات تتضمن التطبيع مع سوريا ولبنان وعزل المقاومة الفلسطينية حسب تحليل الكاتب الإسرائيلى دانيال م. روزن، فإن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يسعى إلى ترسيخ مفهوم يعرف بـ«الصفقة الشاملة»، وهو مفهوم معروف فى إطار السياسة الدولية وحل النزاعات، والذى من المفترض أن يلعب دورًا مهمًا فى كسر الجمود والتوصل إلى اتفاقيات مستدامة، موضحًا أنه «مع واقع معقد مثل الشرق الأوسط فإن المسألة ستكون شديدة الارتباك وتنطوى على مخاطر أو تغييرات كبيرة فى المنطقة». وقال «روزن»: «يتردد الحديث فى واشنطن وتل أبيب هذه الأيام عن الرغبة فى وقف الحرب على غزة، فربما رأوا أن الفرصة سنحت عقب الهجوم الإسرائيلى الاستباقى على إيران فى الساعات الأولى من صباح ١٣ يونيو، وقصف الولايات المتحدة المواقع النووية فى إيران، وما سبقه من تدمير محور إيران فى المنطقة (حزب الله فى لبنان، ونظام الأسد فى سوريا)، ولم يتبق إلا بعض الهجمات العشوائية من الحوثيين فى اليمن، فيما تم القضاء على قيادة الجناحين العسكرى والسياسى لحركة حماس فى غزة بشكل كبير، بالإضافة إلى فقدان معظم قدراتها العسكرية وقواها البشرية». وأضاف: «أن مسألة (الصفقة الشاملة) تطرح السؤال القديم: هل هذا جيد أم سيئ لليهود؟». وتابع: «تم تخفيف العقوبات على سوريا، ومُنح زعيمها الجديد، أحمد الشرع، شرف لقاء الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.. قبل أقل من عشرة أشهر، كانت الولايات المتحدة قد رصدت مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار لمن يدلى بمعلومات تؤدى إلى القبض عليه». وتساءل المحلل الإسرائيلى: هل نشهد سذاجةً أمريكيةً أم هناك استراتيجية أعمق قيد التنفيذ؟، وهى استراتيجية لا تستطيع إسرائيل تنفيذها بمفردها». واستطرد: «ربما تُهيئ جهود ترامب الظروف ذاتها التى تحتاجها إسرائيل لتحقيق السلام فى نهاية المطاف. فإذا ما تم ضمّ الدول العربية إلى صف الولايات المتحدة، من خلال الصفقات والمجاملات والحوافز الاقتصادية، فستجد نفسها حتمًا أقرب إلى إسرائيل، إما من خلال المصالح المشتركة أو ببساطة كنتيجة ثانوية. والسلام مع سوريا ولبنان ودول الخليج ليس مجرد حلم بعيد المنال فى هذا الإطار؛ بل هو نتيجة محتملة». واعتبر أن تلك الصفقة حال نجاحها من شأنها أن «تعزل القيادة الفلسطينية، ليس بالعمل العسكرى، بل بنقص مصادر الدعم لمواصلة مقاومتها». وأردف: «المقاومة لا تنجح إلا بتمويلها وإضفاء الشرعية عليها.. تخيّل عالمًا يعيش فيه الأردن، ومصر، وسوريا، ولبنان، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وقطر، والمغرب، وعُمان، والسودان، وليبيا، والبحرين، وغيرها، فى سلام مع إسرائيل؟، مع أن كل هذا قد يبدو خياليًا، إلا أنه طموح واقعى، استنادًا إلى الأحداث الجارية اليوم». ونوه المحلل الإسرائيلى إلى أن سجل ترامب حافل بتحقيق الصفقات الصعبة، فقد دبّرت إدارته السابقة «الاتفاقيات الإبراهيمية»، وتوسطت فى اتفاقيات تطبيع بين إسرائيل ودول عربية، ونقلت السفارة الأمريكية إلى القدس، واعترفت بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، وانسحبت من الاتفاق النووى الإيرانى، وشنت حملة ضغط قصوى على طهران. التحديث التكنولوجى ودعم التسلح الإسرائيلى وتعزيز القوات البرية تؤكد تقارير دولية مختلفة أنه رغم السير فى «طريق السلام»، بدفع من الولايات المتحدة، إلا أن الجيش الإسرائيلى يستعد لسباق تسلح هائل فى الشرق الأوسط، ويعتزم مع واشنطن إطلاق عملية تحديث تكنولوجى وعسكرى شامل، مع التركيز على مدى عملياتى يصل إلى ٢٠٠٠ كيلومتر، وأنظمة دفاع متطورة، وأسلحة جديدة، وأدوات تحت الأرض، وشراكات استراتيجية مع أمريكا. ونقلت عدة تقارير، من بينها تقرير لموقع «والا» العبرى، عن مصادر أمنية قولها إن الجيش الإسرائيلى سيطلب من الولايات المتحدة جلب أدوات جديدة وأكثر تطورًا إلى ساحة المعركة. وأفادت بأنه تجرى حاليًا، خلف الكواليس، عملية مكثفة لبناء قدرات الجيش الإسرائيلى للسنوات المقبلة، بقيادة المدير العام لوزارة الدفاع، ونائب رئيس الأركان، ورئيس مديرية التخطيط فى الجيش الإسرائيلى، خاصة أن الإيرانيين من المرجح أن يدرسوا كيفية مواجهة الجيش الإسرائيلى والاستعداد للمستقبل، بعد الحرب الأخيرة. وأشارت التقارير إلى أن إسرائيل تستهدف إضافة سفن وتطوير أنواع جديدة من القنابل، وأنظمة الكشف والتنبيه والتحكم، والمبادئ العملياتية المتطورة، والتقنيات السرية، وإعادة التزويد بالوقود، مع زيادة مخزون الصواريخ الاعتراضية، وتطوير أنظمة الدفاع الجوى، بما فى ذلك أشعة ليزر أرضية وجوية، وأيضًا حلول للتعامل مع الطائرات المُسيّرة الثقيلة. وبيّنت أنه من المتوقع أن يتم تعزيز القوات البرية بشكل كبير فى مجال الدبابات، وناقلات الجند المدرعة، ومراكز جمع المعلومات الاستخبارية التابعة لشعبة الاستخبارات، وأنظمة الاتصالات، والبنية التحتية للتدريب، وحماية القواعد، وزيادة المخزونات، فضلًا عن تعزيز أنظمة الدفاع الجوى، فى أعقاب حوادث مثل الهجوم الصاروخى الباليستى الإيرانى على «بات يام»، والذى ألحق أضرارًا بـ١٠٢ مبنى شاهق. ونوهت إلى أن تطوير البحرية من بين القضايا المُلحة الأخرى لإسرائيل، للدفاع عن السواحل والمياه الاقتصادية والمشاركة فى الهجمات ضد الحوثيين فى اليمن، مع تطوير القدرات القتالية لتشمل وسائل فعالة والعمل على مسافات بعيدة، مع الإشارة إلى أن التطوير سيتم عن طريق التعاون مع الحلفاء الأجانب، وفى مقدمتهم الولايات المتحدة. مخاوف إسرائيلية من انفراد واشنطن بالقرارات وتغير المواقف برحيل ترامب وفقًا للتقارير العبرية، فإن هناك من يربط بشكل ما بين مدى التوافق بين الإدارة الأمريكية والإسرائيلية، وبين نجاح الاستراتيجية المعنية بتحقيق «صفقة شاملة» تهدف إلى إعادة ترتيب الشرق الأوسط، لكن ما يتردد داخل إسرائيل هو أن ثمة مخاوف من أن الشراكة الحالية مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بنيت بشكل رئيسى على القادة الحاليين، الذين سيغادرون مع مرور الوقت دون أن يكونوا قد ثبتوا الأسباب والمصالح الأساسية والقيم المشتركة، والأهمية الاستراتيجية، والأهمية الجيوسياسية، وما سيجعل تلك الخطة قادرة على الصمود مع مرور الزمن. ويرى المحللون فى إسرائيل أن لأمريكا مصالحها، ولإسرائيل مصالحها، ولحسن حظ كلا البلدين، تتحالف مصالح الأمن القومى الأمريكى مع إسرائيل فى أغلب الأحيان بالنسبة للجمهوريين والديمقراطيين المهتمين بالأمن. ويشير بعضهم إلى أنه مع صعود الانعزاليين ومنتقدى إسرائيل، تظهر شكوك حول خلافات محتملة مستقبلية، لأن الجناح الانعزالى فى الحزب الجمهورى، الذى يحظى بموافقة الرئيس، والجناح التقدمى الصاعد المعادى صراحةً فى الحزب الديمقراطى، لا يعتبران إسرائيل حيوية لتعزيز مصالح السياسة الخارجية الأمريكية. ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، الأمريكية، فإنه بالنسبة لجمهور «أمريكا أولًا»، لا تستطيع إسرائيل تقديم صفقات بمليارات الدولارات، كما يفعل السعوديون والإماراتيون، بل هى بدلًا من ذلك تجر الولايات المتحدة إلى حروب الشرق الأوسط، أما بالنسبة للتقدميين، فإن إسرائيل منبوذة، فهى دولة احتلال وفصل عنصرى، ولن توافق على حل الدولتين. من ناحية أخرى، ترى الصحيفة أن المسألة تتعلق بالرئيس ترامب نفسه، الذى يهمش إسرائيل فى المفاوضات مع سوريا، وهمشها سابقًا مع الحوثيين والمحادثات المباشرة مع حماس، مرجحة أنه ليس بعيدًا أن يقوم بإعلان مفاجئ عن اتفاق نووى أمريكى- إيرانى، مُعاد صياغته ضمن «خطة العمل الشاملة المشتركة»، يُهمل المصالح الوجودية لإسرائيل. وأشارت إلى ما حدث عندما «صافح ترامب الزعيم السورى الجديد ووعده برفع العقوبات، وكان ذلك دليلًا واضحًا على أن دبلوماسيته فى الشرق الأوسط قد همّشت إسرائيل تقريبًا».


خبر صح
منذ 11 ساعات
- خبر صح
حزب الله يعيد تقييم ترسانته ودوره في لبنان وفقاً لوكالة رويترز
أفادت تقارير ومصادر لبنانية مطلعة بأن حزب الله بدأ إجراء مراجعة داخلية شاملة تتعلق بتقييم دوره العسكري والسياسي بعد التصعيد الأخير مع إسرائيل. حزب الله يعيد تقييم ترسانته ودوره في لبنان وفقاً لوكالة رويترز اقرأ كمان: ألمانيا تُخلي 20 ألف شخص في أكبر عملية لتفكيك قنابل منذ الحرب العالمية الثانية المقاومة الإسلامية في لبنان ' حزب الله '. مؤشرات على احتمال تخفيف العبء العسكري تتم هذه المراجعة في أجواء من السرية، مع ظهور مؤشرات تدل على إمكانية تخفيف العبء العسكري للجماعة دون التخلي التام عن السلاح. ووفقًا لما ذكرته وكالة 'رويترز' عن مصدر أمني ومسؤول لبناني رفيع، فإن النقاشات داخل الحزب تتناول حجم الأسلحة التي يمتلكها، وسط تساؤلات حول مدى الدعم الإيراني المتوقع في المستقبل، خاصة مع الضغوط المتزايدة والتكاليف السياسية العالية التي باتت تثقل كاهل الحزب داخليًا وخارجيًا. وصرح أحد المسؤولين المطلعين على تفاصيل الاجتماعات بأن لجانًا صغيرة من كوادر الحزب تجتمع بشكل دوري، سواء بشكل مباشر أو عبر الإنترنت، لمناقشة قضايا حساسة تتعلق ببنية القيادة، ودور الحزب في الحياة السياسية، والأنشطة الاجتماعية، بالإضافة إلى مستقبل ترسانته. المقاومة الإسلامية في لبنان ' حزب الله '. قناعة الحزب بتخفيف القوة العسكرية الهائلة وحسب مصادر أخرى، فقد توصل الحزب إلى قناعة بأن القوة العسكرية الكبيرة التي جمعها، خصوصًا الصواريخ والطائرات المُسيّرة، أصبحت عبئًا أكثر من كونها وسيلة ردع، في ظل المخاوف من حدوث مواجهة شاملة مع إسرائيل، وهو ما وصفه أحدهم بأن 'فائض القوة بات عبئًا ثقيلًا'. وتتضمن المداولات اقتراحًا بتسليم جزء من الأسلحة المنتشرة في مناطق مختلفة من لبنان، خصوصًا تلك التي تشكل تهديدًا نوعيًا كالصواريخ المتقدمة والطائرات بدون طيار، وذلك ضمن شروط أبرزها انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب ووقف الغارات الجوية. المقاومة الإسلامية في لبنان ' حزب الله '. مقال له علاقة: ألمانيا توافق على تصدير أسلحة لإسرائيل بقيمة نصف مليار يورو منذ 7 أكتوبر ومع ذلك، تؤكد المصادر أن الحزب لا يعتزم التخلي كليًا عن سلاحه، بل يخطط للاحتفاظ بقدرات محددة مثل الأسلحة الخفيفة والصواريخ المضادة للدروع، تحسبًا لأي تهديدات قد تظهر في المستقبل. وفي الوقت الذي لم يصدر فيه تعليق رسمي من حزب الله بشأن هذه الأنباء، جدد الجيش الإسرائيلي تأكيده على استمراره في عملياته في الشمال، مشددًا على التزامه بمنع أي تهديد محتمل من الأراضي اللبنانية، وفقًا لتصريحاته.