logo
تسعة اختراعات لا نعلم أن وراءها نساء

تسعة اختراعات لا نعلم أن وراءها نساء

الأياممنذ 3 أيام
Getty Images
إذا سألت عن مخترعين بارزين، قد تتبادر إلى أذهاننا شخصيات مثل توماس إديسون (مخترع المصباح الكهربائي) وألكسندر غراهام بيل (مخترع الهاتف) والعبقري الإيطالي ليوناردو دافنشي.
لكن ماذا عن النساء المخترعات مثل ماري أندرسون أو آن تسوكاموتو؟
قد تجهلون هذين الاسمين، لكن هاتين السيّدتين هما اثنتان فقط من المخترعات اللواتي ابتكرن بعض الأجهزة وحقّقن إنجازات علمية نستخدمها في حياتنا اليومية.
ولأجل الحصول على المزيد من المعلومات ما عليكم إلا النظر إلى تسعة اختراعات ما كنا سنحصل عليها لولا النسوة اللاتي ابتكرنها.
للاستمتاع بمجموعة متنوعة من المقالات والمعلومات الشيقة والملهمة، انضم إلى قناتنا على واتساب (
1: برمجيات الكمبيوتر - غريس هوبر
بعد التحاق غريس هوبر بالبحرية الأمريكية في الحرب العالمية الثانية، كُلّفت بالعمل على إنتاج كمبيوتر جديد أطلق عليه اسم "مارك 1".
ولم يمض وقت طويل قبل أن تصبح، هوبر، في طليعة مبرمجي الكمبيوتر في خمسينيات القرن الماضي، إذ كان لها الفضل في ابتكار نظام ترجمة التعليمات إلى لغة تتمكن أجهزة الكمبيوتر من فهمها وقراءتها، مما جعل عملية البرمجة أسرع بكثير وأحدث ثورة في عمل الكمبيوتر.
وواصلت هوبر العمل في مجال الكمبيوتر حتى تقاعدها من البحرية في سن الـ 79، وكانت حينها أكبر ضباط هذا السلاح عمراً.
2: التعرّف على هوية المتكلم والمنتظر على الخط - شيرلي آن جاكسون
BBC
شيرلي آن جاكسون عالمة أمريكية متخصصة في الفيزياء النظرية، كانت بحوثها التي أجرتها منذ سبعينيات القرن الماضي مسؤولة عن ابتكار أنظمة التعرف على هوية المتكلم في المكالمات الهاتفية، وهوية المنتظر على الخط الهاتفي أثناء إجراء مكالمة هاتفية أخرى.
ومكّنت ابتكاراتها في عالم الاتصالات الهاتفية آخرين من اختراع أجهزة الفاكس والأسلاك البصرية وخلايا إنتاج الطاقة الكهربائية الشمسية.
وكانت جاكسون أوّل أمريكية سوداء تحصل على شهادة الدكتوراة من معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا، كما كانت أول أمريكية سوداء تدير جامعة بحثية ذات مستوى عالٍ.
3: ماسحة زجاج السيارات - ماري أندرسون
وفي يوم شتوي بارد عام 1903، كانت ماري أندرسون في زيارة لمدينة نيويورك. وأثناء تلك الزيارة، لاحظت ماري أن سائق السيارة التي كانت تستقلها اضطر لفتح شباكه الجانبي من أجل إزالة الثلج من على زجاج السيارة الأمامي.
وكل مرة كان يفتح شباكه، يزداد الشعور بالبرد لدى ركّاب السيارة.
فألهمت هذه التجربة، ماري، لابتكار ماسحات من المطاط يمكن تشغيلها من داخل السيارة. وفي عام 1903 حصلت على براءة اختراع بذلك.
لكن اختراع ماري لم يحظ بدعم صانعي السيارات آنذاك، إذ ظنوا أنه سيؤثر سلباً على انتباه السائقين أثناء القيادة.
ولم تحقق ماري أي ربح مادي من اختراعها حتى بعد أن أصبحت ماسحات الزجاج جزءاً أساسياً في السيارات.
4: بطاريات المحطة الفضائية الدولية - أولغا غونزاليز سانابريا
تعد بطارية النيكل والهيدروجين طويلة العمر التي تزود المحطة الفضائية الدولية بالطاقة من الابتكارات المهمة حقاً.
وتمكنت أولغا غونزاليز سانابريا، المنحدرة من بورتوريكو، من تطوير تقنية أسهمت في إنتاج هذه البطاريات في ثمانينيات القرن الماضي.
وعملت أولغا مديرة لقسم الهندسة في مركز غلين للأبحاث التابع لوكالة الفضاء والطيران الأمريكية (ناسا).
5: غسالة الصحون - جوزفين كوكران
لطالما حلمت جوزفين كوكران - التي كانت تقيم مآدب طعام بشكل دوري - بجهاز يمكنه غسل صحونها بأسرع مما يتمكن خدمها من ذلك، ولا يكسر هذه الصحون.
وكان الاختراع الذي أنجزته، والذي كان يشتمل على محرك يدير عجلة داخل مرجل نحاسي، أول غسالة صحون تستخدم ضغط الماء في عملها.
وكان زوج كوكران، السكير، قد ترك لها ديوناً ثقيلة عقب وفاته، مما دفعها إلى تسجيل براءة اختراعها في عام 1886 وإلى تأسيس أول مصنع لهذه الغسالات.
6: نظام الأمن المنزلي - ماري فان بريتان براون
كانت ماري فان بريتان براون تعمل ممرضة، وكثيراً ما تبقى في بيتها بمفردها، مما دفعها إلى التفكير في ابتكار يجعلها أكثر أماناً في مسكنها.
وبمعية زوجها ألبرت، طورت براون أول نظام للأمن المنزلي رداً على ارتفاع معدلات الجريمة وضعف أداء الشرطة في ستينيات القرن الماضي.
وكان النظام الذي ابتكرته براون معقداً بعض الشيء، إذ كان يتضمن آلة تصوير تعمل بمحرك يرفعها ويخفضها حول باب بيتها الأمامي للتعرف على وجود أي شخص يحاول اقتحام البيت.
وكان النظام يضمّ أيضاً شاشة في غرفة نومها تبثّ الصور التي تلتقطها آلة التصوير إلى جانب زر للإنذار.
7: فصل الخلايا الجذعية - آن تسوكاموتو
سجّلت، آن تسوكاموتو، براءة اختراع طريقة عزل وفصل الخلايا الجذعية في عام 1991، ومنذ ذلك الحين أدت البحوث التي أنجزتها إلى تطوّرات عظيمة في مجال فهم عمل جهاز الدوران لدى مرضى السرطان، وهي تطورات قد تؤدي في نهاية المطاف إلى ابتكار علاج لهذا المرض.
وأجرت تسوكاموتو أبحاثاً إضافية في نمو الخلايا الجذعية، وشاركت في تسجيل براءات اختراع سبعة اختراعات أخرى.
8: مادة الكيفلار - ستيفاني كفوليك
واخترعت الكيميائية، ستيفاني كفوليك، مادة الكيفلار، وهي نسيج خفيف الوزن يستخدم في السُّتَر المقاومة للطلقات النارية.
ومنذ نجاحها في تطوير هذه المادة في عام 1965، أنقذ الكيفلار، الذي تبلغ متانته خمسة أضعاف متانة الفولاذ، حياة العديد من البشر، ويستخدمه الملايين يومياً.
ويوجد الكيفلار في العديد من المنتجات منها القفازات المنزلية والهواتف المنقولة والطائرات والجسور المعلّقة.
9: لعبة المونوبولي - إليزابيث ماجي
رغم أن كثيرين يقولون إن تشارلز دارو هو الذي ابتكر المونوبولي، وهي واحدة من أشهر الألعاب في التاريخ، لكن قوانين اللعبة كانت من بنات أفكار إليزابيث ماجي.
أرادت ماجي إظهار مخالب الرأسمالية، وذلك عن طريق لعبة مبتكرة يتبادل فيها اللاعبون الأموال والأملاك.
وكانت اللعبة التي سجلتها في عام 1904 تدعى "لعبة أصحاب الأملاك".
أما لعبة المونوبولي المعروفة اليوم، فقد أنتجت للمرة الأولى في عام 1935 من قبل الأخوة باركر الذين اكتشفوا أن دارو لم يكن مخترعها الوحيد، بل كان قد اشترى حقوق نشرها من ماجي بـ 500 دولار فقط.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تسعة اختراعات لا نعلم أن وراءها نساء
تسعة اختراعات لا نعلم أن وراءها نساء

الأيام

timeمنذ 3 أيام

  • الأيام

تسعة اختراعات لا نعلم أن وراءها نساء

Getty Images إذا سألت عن مخترعين بارزين، قد تتبادر إلى أذهاننا شخصيات مثل توماس إديسون (مخترع المصباح الكهربائي) وألكسندر غراهام بيل (مخترع الهاتف) والعبقري الإيطالي ليوناردو دافنشي. لكن ماذا عن النساء المخترعات مثل ماري أندرسون أو آن تسوكاموتو؟ قد تجهلون هذين الاسمين، لكن هاتين السيّدتين هما اثنتان فقط من المخترعات اللواتي ابتكرن بعض الأجهزة وحقّقن إنجازات علمية نستخدمها في حياتنا اليومية. ولأجل الحصول على المزيد من المعلومات ما عليكم إلا النظر إلى تسعة اختراعات ما كنا سنحصل عليها لولا النسوة اللاتي ابتكرنها. للاستمتاع بمجموعة متنوعة من المقالات والمعلومات الشيقة والملهمة، انضم إلى قناتنا على واتساب ( 1: برمجيات الكمبيوتر - غريس هوبر بعد التحاق غريس هوبر بالبحرية الأمريكية في الحرب العالمية الثانية، كُلّفت بالعمل على إنتاج كمبيوتر جديد أطلق عليه اسم "مارك 1". ولم يمض وقت طويل قبل أن تصبح، هوبر، في طليعة مبرمجي الكمبيوتر في خمسينيات القرن الماضي، إذ كان لها الفضل في ابتكار نظام ترجمة التعليمات إلى لغة تتمكن أجهزة الكمبيوتر من فهمها وقراءتها، مما جعل عملية البرمجة أسرع بكثير وأحدث ثورة في عمل الكمبيوتر. وواصلت هوبر العمل في مجال الكمبيوتر حتى تقاعدها من البحرية في سن الـ 79، وكانت حينها أكبر ضباط هذا السلاح عمراً. 2: التعرّف على هوية المتكلم والمنتظر على الخط - شيرلي آن جاكسون BBC شيرلي آن جاكسون عالمة أمريكية متخصصة في الفيزياء النظرية، كانت بحوثها التي أجرتها منذ سبعينيات القرن الماضي مسؤولة عن ابتكار أنظمة التعرف على هوية المتكلم في المكالمات الهاتفية، وهوية المنتظر على الخط الهاتفي أثناء إجراء مكالمة هاتفية أخرى. ومكّنت ابتكاراتها في عالم الاتصالات الهاتفية آخرين من اختراع أجهزة الفاكس والأسلاك البصرية وخلايا إنتاج الطاقة الكهربائية الشمسية. وكانت جاكسون أوّل أمريكية سوداء تحصل على شهادة الدكتوراة من معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا، كما كانت أول أمريكية سوداء تدير جامعة بحثية ذات مستوى عالٍ. 3: ماسحة زجاج السيارات - ماري أندرسون وفي يوم شتوي بارد عام 1903، كانت ماري أندرسون في زيارة لمدينة نيويورك. وأثناء تلك الزيارة، لاحظت ماري أن سائق السيارة التي كانت تستقلها اضطر لفتح شباكه الجانبي من أجل إزالة الثلج من على زجاج السيارة الأمامي. وكل مرة كان يفتح شباكه، يزداد الشعور بالبرد لدى ركّاب السيارة. فألهمت هذه التجربة، ماري، لابتكار ماسحات من المطاط يمكن تشغيلها من داخل السيارة. وفي عام 1903 حصلت على براءة اختراع بذلك. لكن اختراع ماري لم يحظ بدعم صانعي السيارات آنذاك، إذ ظنوا أنه سيؤثر سلباً على انتباه السائقين أثناء القيادة. ولم تحقق ماري أي ربح مادي من اختراعها حتى بعد أن أصبحت ماسحات الزجاج جزءاً أساسياً في السيارات. 4: بطاريات المحطة الفضائية الدولية - أولغا غونزاليز سانابريا تعد بطارية النيكل والهيدروجين طويلة العمر التي تزود المحطة الفضائية الدولية بالطاقة من الابتكارات المهمة حقاً. وتمكنت أولغا غونزاليز سانابريا، المنحدرة من بورتوريكو، من تطوير تقنية أسهمت في إنتاج هذه البطاريات في ثمانينيات القرن الماضي. وعملت أولغا مديرة لقسم الهندسة في مركز غلين للأبحاث التابع لوكالة الفضاء والطيران الأمريكية (ناسا). 5: غسالة الصحون - جوزفين كوكران لطالما حلمت جوزفين كوكران - التي كانت تقيم مآدب طعام بشكل دوري - بجهاز يمكنه غسل صحونها بأسرع مما يتمكن خدمها من ذلك، ولا يكسر هذه الصحون. وكان الاختراع الذي أنجزته، والذي كان يشتمل على محرك يدير عجلة داخل مرجل نحاسي، أول غسالة صحون تستخدم ضغط الماء في عملها. وكان زوج كوكران، السكير، قد ترك لها ديوناً ثقيلة عقب وفاته، مما دفعها إلى تسجيل براءة اختراعها في عام 1886 وإلى تأسيس أول مصنع لهذه الغسالات. 6: نظام الأمن المنزلي - ماري فان بريتان براون كانت ماري فان بريتان براون تعمل ممرضة، وكثيراً ما تبقى في بيتها بمفردها، مما دفعها إلى التفكير في ابتكار يجعلها أكثر أماناً في مسكنها. وبمعية زوجها ألبرت، طورت براون أول نظام للأمن المنزلي رداً على ارتفاع معدلات الجريمة وضعف أداء الشرطة في ستينيات القرن الماضي. وكان النظام الذي ابتكرته براون معقداً بعض الشيء، إذ كان يتضمن آلة تصوير تعمل بمحرك يرفعها ويخفضها حول باب بيتها الأمامي للتعرف على وجود أي شخص يحاول اقتحام البيت. وكان النظام يضمّ أيضاً شاشة في غرفة نومها تبثّ الصور التي تلتقطها آلة التصوير إلى جانب زر للإنذار. 7: فصل الخلايا الجذعية - آن تسوكاموتو سجّلت، آن تسوكاموتو، براءة اختراع طريقة عزل وفصل الخلايا الجذعية في عام 1991، ومنذ ذلك الحين أدت البحوث التي أنجزتها إلى تطوّرات عظيمة في مجال فهم عمل جهاز الدوران لدى مرضى السرطان، وهي تطورات قد تؤدي في نهاية المطاف إلى ابتكار علاج لهذا المرض. وأجرت تسوكاموتو أبحاثاً إضافية في نمو الخلايا الجذعية، وشاركت في تسجيل براءات اختراع سبعة اختراعات أخرى. 8: مادة الكيفلار - ستيفاني كفوليك واخترعت الكيميائية، ستيفاني كفوليك، مادة الكيفلار، وهي نسيج خفيف الوزن يستخدم في السُّتَر المقاومة للطلقات النارية. ومنذ نجاحها في تطوير هذه المادة في عام 1965، أنقذ الكيفلار، الذي تبلغ متانته خمسة أضعاف متانة الفولاذ، حياة العديد من البشر، ويستخدمه الملايين يومياً. ويوجد الكيفلار في العديد من المنتجات منها القفازات المنزلية والهواتف المنقولة والطائرات والجسور المعلّقة. 9: لعبة المونوبولي - إليزابيث ماجي رغم أن كثيرين يقولون إن تشارلز دارو هو الذي ابتكر المونوبولي، وهي واحدة من أشهر الألعاب في التاريخ، لكن قوانين اللعبة كانت من بنات أفكار إليزابيث ماجي. أرادت ماجي إظهار مخالب الرأسمالية، وذلك عن طريق لعبة مبتكرة يتبادل فيها اللاعبون الأموال والأملاك. وكانت اللعبة التي سجلتها في عام 1904 تدعى "لعبة أصحاب الأملاك". أما لعبة المونوبولي المعروفة اليوم، فقد أنتجت للمرة الأولى في عام 1935 من قبل الأخوة باركر الذين اكتشفوا أن دارو لم يكن مخترعها الوحيد، بل كان قد اشترى حقوق نشرها من ماجي بـ 500 دولار فقط.

هل سمعت من قبل عن 'أيام الكلب'؟ إنها أكثر حرارة مما تتخيل!
هل سمعت من قبل عن 'أيام الكلب'؟ إنها أكثر حرارة مما تتخيل!

الأيام

time٠٤-٠٧-٢٠٢٥

  • الأيام

هل سمعت من قبل عن 'أيام الكلب'؟ إنها أكثر حرارة مما تتخيل!

Getty Images في كل صيف، ومع ارتفاع درجات الحرارة إلى ذروتها، يظهر في الإعلام الغربي تعبير يعود إلى قرون مضت: "Dog Days of Summer"، أو ما يُعرف تقليدياً بـ"أيام الكلب". وراء هذه العبارة تاريخ طويل يجمع بين الرصد الفلكي والموروث الشعبي وتغيرات الطقس، وهي ظاهرة ما تزال تثير الفضول حتى اليوم، خاصة مع تزايد الحديث عن الاحتباس الحراري وطول فترات الحر. مصطلح "أيام الكلب" لا يُشير إلى الحيوانات الأليفة، بل إلى نجم "الشعرى اليمانية"، ألمع نجم في السماء، والذي يظهر في كوكبة تُدعى "الكلب الأكبر" (Canis Major). منذ آلاف السنين، لاحظ الإغريق والرومان أن هذا النجم يظهر فجراً في توقيت يتزامن مع أشد أيام الصيف حرارة، وبما أن ظهوره كان يقترن بموجات الحر، فقد ارتبط في أذهانهم بالأمراض، والتوتر، وفترات اللااستقرار، ومن هنا وُلد المصطلح الذي ما زال يُستخدم في اللغة الإنجليزية حتى اليوم، رغم أن الارتباط بين النجم والحرارة لم يثبت علمياً. في الثقافات القديمة، أخذت هذه الظاهرة معاني متباينة، ففي مصر القديمة، كان طلوع الشعرى إشارة إلى فيضان النيل، وهو حدث موسمي كان مؤشر على موسم خصب. أما في الموروث الإغريقي والروماني، فقد كانت هذه الأيام تُعد نذير شؤم، وكان الناس يتجنبون اتخاذ قرارات كبيرة أو بدء الحروب خلالها. Getty Images العرب بدورهم لم يستخدموا مصطلح "أيام الكلب"، لكنهم قسّموا الصيف إلى مراحل مثل "القيظ" و"جمرة القيظ" التي تشير إلى أكثر فترات فصل الصيف ارتفاعاً في درجات الحرارة، وكان طلوع نجم الشعرى محسوباً في تقاويمهم الفلكية والزراعية. فلكياً، يُعد ظهور نجم الشعرى اليمانية حدثاً دقيقاً، لكن تحديد فترة "القيظ" منها لم يسهل تحديده بدقة علمياً، ففي التقويم الغربي، تمتد تقليدياً بين 3 يوليو/تموز و11 أغسطس/آب، إلا أن هذه الفترة تختلف من مكان لآخر بحسب خطوط العرض والظروف المناخية. وفي الشرق الأوسط، مثلاً، تبدأ موجات الحر الشديد في يونيو/حزيران، وغالباً ما تستمر حتى سبتمبر/أيلول، دون أن يُطلق عليها اسم خاص مشابه. ومع تصاعد حدة التغير المناخي العالمي، باتت هذه الفترة أكثر من مجرد ذكرى موسمية. وفقاً للبيانات المناخية، فإن "أيام الكلب" باتت تمتد أطول، وتتسم بدرجات حرارة أعلى، مع زيادة في الرطوبة وركود الرياح، هذه الظروف تخلق بيئة مناسبة لارتفاع استهلاك الكهرباء، وتراجع جودة الهواء، وزيادة احتمالات الحرائق، ما يضع الحكومات أمام تحديات إضافية كل عام. ولا يقتصر تأثير هذه الظاهرة على الطقس فقط، فبحسب دراسات حديثة، تزداد خلال هذه الفترة معدلات الضغط النفسي، والتوتر، ونوبات الغضب. كما لوحظ ارتفاع في معدلات الجريمة في بعض المناطق، خاصة تلك التي تفتقر إلى وسائل التبريد أو تعاني من تردّي الخدمات الأساسية. Getty Images في المدن الكبرى، يُسجل ارتفاع ملحوظ في حالات الطوارئ الصحية، نتيجة ضربات الشمس أو الإجهاد الحراري، لا سيما بين كبار السن والعُمّال والمشردين. على المستوى الثقافي، كانت لهذه الأيام مكانة خاصة في الأدب والفولكلور، ففي المسرحيات الإنجليزية الكلاسيكية، كُرّست "أيام الكلب" كرمز لفوضى الصيف واختلال المزاج العام. وتُستخدم عبارة "The dog days are over" في الإنجليزية الحديثة للدلالة على نهاية فترة صعبة. أما في الثقافة العربية، فلا يوجد مقابل لغوي مباشر، لكن تُستخدم تعبيرات مثل "حرّ لافح" أو "جمرة القيظ"، وتظهر في الأمثال والتحذيرات الشعبية خلال مواسم الصيف القاسية. التعامل الشعبي مع هذه الفترات يختلف من منطقة لأخرى، حيث يلجأ الناس في الشرق الأوسط إلى تجنّب الحركة في ذروة النهار، وارتداء ملابس خفيفة، والإكثار من السوائل، أما في المدن، فتزداد الحركة في الليل، بينما تعتمد الحكومات على نشرات التوعية الصحية، وتُصدر تحذيرات دورية، وتنصح بتجنب التعرّض الطويل للشمس. لكن رغم هذه الإجراءات، تظل "أيام الكلب" تمثّل تحدياً متجدداً، خاصة مع تصاعد التغير المناخي، الذي جعل الصيف أكثر شدّة، وغير متوقع في بعض المناطق. لقد تحوّلت هذه الظاهرة من مؤشر فلكي موسمي إلى مرآة تعكس واقعاً بيئياً متقلّباً، يتطلب مراجعة سياسات التكيّف مع الطقس، لا سيما في الدول التي تعاني من بنية تحتية ضعيفة. ورغم أن المصطلح قد يبدو غريباً في السياق العربي، إلا أن الظاهرة ذاتها مألوفة لكل من عاش في منطقة حارة، فما تُسمّيه بعض الثقافات "أيام الكلب"، يعرفه سكان الخليج، وبلاد الشام، وشمال أفريقيا، كفصل طويل من التكيّف والتحمّل، وهو ما يجعل هذه الظاهرة فرصة لفهم أعمق للعلاقة المعقّدة بين الطقس والتاريخ والثقافة والإنسان.

حرائق الغابات تشعل الجدل على منصات التواصل الاجتماعي في سوريا وتركيا
حرائق الغابات تشعل الجدل على منصات التواصل الاجتماعي في سوريا وتركيا

الأيام

time٠٢-٠٧-٢٠٢٥

  • الأيام

حرائق الغابات تشعل الجدل على منصات التواصل الاجتماعي في سوريا وتركيا

Getty Images مشهد من ولاية إزمير التركية. تشهد الدول المطلّة على البحر الأبيض المتوسط منذ أيام موجة حرّ شديد، أكثر حِدّة من المعتاد في هذا الوقت من العام. وفي يوم الأحد الماضي، سجّل البحر الأبيض المتوسط درجة حرارة قياسية، نسبة إلى هذا التوقيت السنوي، عند 26,01 درجة مئوية، بحسب بيانات خدمة كوبرنيكوس الأوروبية.وشهد الساحل السوري حرائق كبيرة وكثيرة، تضرّرت معها مناطق عديدة.وأشار وزير الطوارئ وإدارة الكوارث في سوريا رائد الصالح، إلى 23 حريقاً في محافظات اللاذقية، وطرطوس، وحماه، وإدلب، وغيرها.ولفت الصالح إلى أن أكثر من 50 فريقاً يتعامل مع تلك الحرائق، محذراً من أن الصيف قد يشهد المزيد من هذه الحرائق. وأتتْ الحرائق على مساحات واسعة من غابات جبال مصياف بما تشتمل عليه من نباتات طبية وعطرية نادرة، فضلاً عن تهديدها للمناطق السكنية والأثرية المجاورة.وتُعتبر غابات مصياف، الواقعة في محافظة حماة، من أجمل الغابات السورية، وهي تحتضن نظاماً بيئياً متكاملاً. ورأى ناشطون أن "تصاعد الحرائق المفتعلة في الساحل السوري هو بهدف تهجير المكون العَلويّ وإجباره على بيع أراضيه"، مندّدين بغياب "أي إجراءات حقيقية لوقف الحرائق ومحاسَبة المتسببين بها، ما يعزز الشكوك حول وجود مخطط منظم لاستكمال سياسة التهجير القسري وإعادة رسم الخريطة السكانية في المنطقة"، على حد تعبيرهم. لكن أصحاب نظرية المخطَّط لا يقتنعون بتلك الأسباب الطبيعية، قائلين إن "تلك الحرائق تشتعل حتى في أشهر الشتاء الباردة". وعلى الحدود بين سوريا وتركيا، تداول ناشطون صوراً لاحتراق غابات جبلية بين البلدين، مشيرين إلى أن عمرها مئات السنين. وتشير التوقعات إلى أن درجات الحرارة في إزمير مرشحة للصعود إلى 38 درجة مئوية هذا الأسبوع.وتعدّ شواطئ إزمير مقصداً لقطاع غفير من السائحين. "لا توجد دولة محصّنة" وشهدت المناطق الساحلية التركية حرائق خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبح الصيف أشد حرارة وأكثر جفافاً، وهو ما ينسبه العلماء إلى تغيّر المناخ.وحذرت السلطات في تركيا، من رياح قوية تضرب أجزاء كبيرة من بحر مرمرة وبحر إيجه والبحر الأبيض المتوسط اعتباراً من يوم غد الأربعاء.وتتلظى أوروبا بأولى موجات الحرّ الصيفية الشديدة لهذا العام، ما دفع عدداً من دول القارة العجوز إلى اتخاذ تدابير وقائية، ومن ذلك إغلاق فرنسا مئات المدارس وكذلك الجزء العلوي من برج إيفل.وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن "الحرّ الشديد لم يعُد شيئاً عارضاً، وإنما أصبح هو المعتاد"، مشدداً على أن "كوكب الأرض أصبح أكثر سخونة وأشد خطورة- ولا توجد دولة محصّنة".وعلى حسابها عبر منصة إكس، رصدت خدمة كوبرنيكوس ارتفاعاً في تركيزات الأوزون في الغلاف الجوي بأجزاء من أوروبا، خلال الأيام القليلة الأولى من يوليو/ تموز. ويُعزى هذا إلى ارتفاع درجات الحرارة في الأسابيع الأخيرة. وتؤكد خدمة كوبرنيكوس، المعنيّة بتغير المناخ والتابعة للاتحاد الأوروبي، أن أوروبا هي أسرع قارات العالم ارتفاعاً في درجات الحرارة؛ إذ ترتفع درجة حرارتها بمثلَيْ المتوسط العالمي.وسجلت كل من البرتغال وإسبانيا أعلى درجة حرارة رُصدت على الإطلاق في تلك الدولتين خلال شهر يونيو/حزيران يوم الأحد الماضي عند 46.6 و46 درجة مئوية على التوالي.ولقي شخصان مصرعهما متأثرَين بالحرّ الشديد في إيطاليا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store