
دراسة: مستخدمو الذكاء الاصطناعي يدفعون ثمنًا اجتماعيًا في العمل
أجرت الباحثة في الدراسة المنشورة في دورية Proceedings of the National Academy of Sciences، جيسيكا رايف (Jessica Reif)، بجامعة ديوك، وفريقها البحثي أربع تجارب شملت أكثر من 4,400 مشارك.
في التجربة الأولى، طلب الباحثون من 497 شخصًا تخيّل استخدام إما أداة ذكاء اصطناعي أو أداة عمل تقليدية في إنجاز مهمة، ثم تقييم كيف سيحكم عليهم المدراء والزملاء.
النتيجة؟ الذين تخيّلوا استخدام الذكاء الاصطناعي توقّعوا أن يُنظر إليهم كأشخاص أقل دافعية وأكثر كسلاً.
وفي تجربة أخرى، طُلِب من 1,215 شخصًا تقييم موظفين افتراضيين تلقوا دعمًا من الذكاء الاصطناعي أو من زملاء بشريين أو لم يتلقوا أي مساعدة.
النتائج أكدت المخاوف: تم تصنيف مستخدمي الذكاء الاصطناعي بأنهم أقل استقلالية وكفاءة واجتهادًا، بغض النظر عن العمر أو الجنس أو الوظيفة.
دراسة: مستخدمو الذكاء الاصطناعي يدفعون ثمنًا اجتماعيًا في العمل - المصدر | shutterstock
تأثيرات حقيقية على قرارات التوظيف
في التجربة الثالثة، طُبّق السيناريو على موقف أكثر واقعية، حيث قام 801 شخص باستخدام الذكاء الاصطناعي أثناء أداء مهمة بصرية، بينما لعب 1,718 مشاركًا دور مدراء توظيف، وطُلب منهم اختيار مرشحين بناءً على مدى استخدامهم للأدوات الذكية.
وبالرغم من أن اختيار المرشح الأفضل يؤثر على مكافأة المدير، فقد فضّل كثير منهم المرشحين الذين لا يستخدمون الذكاء الاصطناعي بشكل منتظم، ما يدل على أن الصورة الذهنية المرتبطة بـ"الكسل أو الاعتماد المفرط" قد تُؤثر فعليًا على قرارات التوظيف والترقية.
تشير الكاتبة جيسيكا رايف إلى أن الدافع وراء الدراسة جاء من محادثات حقيقية مع موظفين يخشون التصريح باستخدام الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل، ليس بسبب جودة النتائج، بل لأنهم لا يرغبون بأن يُنظر إليهم على أنهم أقل كفاءة.
وأضافت أن النتائج تؤكّد أن هذا التحيّز موجود بالفعل في المؤسسات، وهو ما قد يدفع الموظفين إلى إخفاء استخدامهم للأدوات الذكية، حتى لو كانت فعّالة.
رغم أن الذكاء الاصطناعي يعزّز الإنتاجية، إلا أن استخدامه قد يؤثر سلبًا على الصورة الاجتماعية للموظف، وفق ما تشير إليه الدراسة. ومع تسارع الاعتماد على هذه الأدوات، تُفتح تساؤلات جديدة حول كيفية إدارة السمعة المهنية في عصر الذكاء الاصطناعي، والتوازن بين الإنجاز والكفاءة من جهة، والانطباعات الإنسانية من جهة أخرى.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 2 ساعات
- الرياض
خارج الإطاروداعاً لدهشة المحتوى
بعد الإعلان عن الإطلاق التجريبي لمنصة Veo الثورية من شركة غوغل، وهي نموذج ذكاء اصطناعي قادر على توليد فيديوهات بأنماط بصرية وسينمائية متنوّعة، بدأ بعض الهواة بإنتاج فيديوهات صادمة لبشر يشبهوننا تماما ويتحركون في مساحات وأماكن مألوفة لأعيننا مثل الأسواق والشوارع وغيرها ليتحدثوا عن بعض الموضوعات المجتمعية ثم يعترفوا بأنهم ليسوا بشرا حقيقيين، وإنما تم توليدهم بالذكاء الاصطناعي. هذا المنتج الثوري يشير بوضوح إلى أن عصر صناعة المحتوى الذي نعرفه اليوم، قد شارف على نهايته؛ وما سيأتي لاحقا هو سيل جارف من الفيديوهات المولدة بشكل كامل عبر الذكاء الاصطناعي، ولفهم الصورة أكثر؛ فإن مشاهير التواصل الاجتماعي مثلا وصلوا لهذه المرحلة من الشهرة لوجود عنصر جذب عند كل شخص منهم يجعل ما يقدمه مثيرا للاهتمام بالنسبة لمتابعيه، قد يكون محتواه يتميز بخفة الظل أو المغامرة أو الجرأة أو حتى المحتوى الرخيص أو غير ذلك، المهم أن لكل منهم بضاعة تبحث عنها شريحة من الجمهور، ما سيحدث هو أن تلك البضاعة مهما كان نوعها ستواجه منافسة شرسة من قبل المحتوى المولد عبر الذكاء الاصطناعي، فمنتج مثل الذي قدمته غوغل (وستتبعها آلاف الشركات) ليس قادرا فقط على صناعة محتويات شبيهة بجودة أعلى وجاذبية لا تضاهى؛ بل أيضا بإغراق الخط الزمني لتلك الوسائل بملايين الفيديوهات والمحتويات البصرية والسمعية والكتابية مما يجعل من الصعب التمييز بين ما هو حقيقي وما هو مصنوع وبالتالي ستفقد تلك المحتويات الدهشة وتفقد معها الاهتمام. التحوّل لا يتوقف عند حدود الأفراد أو المحتوى الاجتماعي، بل يمتد إلى إعادة تشكيل قطاع التسويق برمّته. تخيّل أن حملة إعلانية لشركة مشروبات غازية، كانت تتطلّب سابقا ميزانية ضخمة تشمل تكاليف الإنتاج، واستئجار الموقع، والممثلين، والوجه الإعلاني وغيرها، ستتحوّل قريبا إلى مجرد سلسلة من الأوامر تُدخل في برنامج ذكاء اصطناعي، لينتج الإعلان في دقائق، دون الحاجة لأي عنصر بشري أو مادي. الأمر ذاته سينسحب على الصناعات السينمائية والترفيهية، إذ ستُعاد هيكلة هذه الصناعات بالكامل، ملايين الوظائف ستُلغى، وستغادر شركات كثيرة السوق، لتحلّ محلها كيانات جديدة تتقن تقنيات الذكاء الاصطناعي وتقدّم بدائل تسويقية وترفيهية وإعلامية بتكاليف زهيدة، وسرعة تنفيذ غير مسبوقة. وفي خضم هذا التحوّل الجارف، سيكون من الصعب على كل المشتغلين بإنتاج المحتوى، سواء كانوا مشاهير، أو شركات إنتاج وغيرها أن يحافظوا على تواجدهم، فالمشهد يتجه نحو محتوى لا ينتظر إلهاما، ولا يتطلب قائمة عريضة من التحضيرات اللوجستية، بل يُصنع بضغطة زر، ويُبثّ بلا توقف.


الرياض
منذ 2 ساعات
- الرياض
رقميةحين يصبح الذكاء الاصطناعي محررًا
بصراحة.. هل تثق في إعلام الروبوتات؟ وهل تثق بالمحتوى الذي تصنعه تقنيات الذكاء الاصطناعي؟ وهل أصبحت تلك التقنيات التي تتحكم في إعلامنا؟ قد يبدو السؤال مستقبليًا أو يخيل لنا أننا لم نصل تلك المرحلة! لكن الحقيقة أن الجواب لم يعد يحتمل التأجيل، لأن هذا المستقبل قد بدأ بالفعل، بل إنه أصبح حاضرًا متغلغلًا في كواليس أغلب المؤسسات الإعلامية حول العالم. ابتداءً من الأخبار التي تصنع، ومن المواد والفيديوهات التي تنتج، ومن المقالات التي تُكتب وتُنشر أوتوماتيكيًا خلال ثوانٍ، إلى التحليلات الصوتية والمرئية التي تصنعها تقنيات الذكاء الاصطناعي، لذا نحن اليوم أمام إعلام يصوغه 'روبوت' لا يشعر، لا يغضب، لا ينحاز… أو هكذا نعتقد. في عام 2023، أعلنت وكالة 'أسوشيتد برس' أنها تستخدم روبوتات تحرير لكتابة أكثر من 3 آلاف تقرير مالي كل ربع سنة، وهو رقم يستحيل على أي غرفة أخبار بشرية مجاراته، وشركة 'بلومبيرغ' كذلك، تستخدم منصة 'Cyborg' لكتابة تقارير مالية خلال ثوانٍ، بينما اعتمدت صحيفة 'واشنطن بوست' خوارزمية 'Heliograf' لتغطية الانتخابات والأحداث الرياضية. ورغم أن تلك الاستخدامات تبدو تقنية بحتة، فإن الخطر لا يكمن فقط في السرعة أو الكفاءة، بل في سؤال الثقة: هل نثق في محتوى لا نعرف كيف صيغ؟ وهل تنحاز الخوارزميات فعلًا؟ الإجابة المعقدة تبدأ من البيانات، فالذكاء الاصطناعي لا يصنع رأيًا، بل يبني محتواه بناءً على ما دُرب عليه، وما دُرب عليه هو بالضرورة اختيارات بشرية مشبعة بثقافات ومصالح وميل سياسي أو اقتصادي. وإذا كانت مصادر البيانات غير متوازنة أو محملة بانحيازات، فالنتيجة ليست فقط خبرًا غير دقيق، بل واقعًا مشوهًا يخدعنا بوجه محايد. إحصائية صادمة نشرتها منظمة 'MIT Technology Review' أشارت إلى أن أكثر من 61 % من الأخبار التي ينتجها الذكاء الاصطناعي على الإنترنت تحتاج إلى تدقيق بشري، وأن نسبة الأخطاء في الأخبار الآلية تفوق 30 % في المحتوى السياسي. وفي استطلاع أجرته 'Reuters Institute' عام 2024 في 46 دولة، قال 52 % من المشاركين إنهم 'لا يثقون' بالأخبار المنتجة بالذكاء الاصطناعي إذا لم يُذكر صراحة أنها راجعت من قبل محرر بشري. الثقة، في الإعلام، ليست فقط في صحة المعلومة، بل في نيات من يقدّمها، وتوجهاته! فهل يمكن تحميل الروبوت نية؟ هل يمكن محاسبة خوارزمية على ترويج دعاية أو إسقاط معلومة؟ الأسئلة الأخلاقية هنا لا تقل أهمية عن الأسئلة التقنية، ولتوضيح هذا المقصد أستعرض حادثة عام 2023، حين نشرت إحدى منصات الأخبار الأميركية مقالًا كاملاً من إنتاج الذكاء الاصطناعي عن حدث خيري، ليتبين لاحقًا أن الحدث لم يقع أصلًا، وأن الخبر كان مبنيًا على إشاعة منشورة على منصة مجهولة. ولا يقف الأمر عند التضليل، بل يتعداه إلى تهميش الإنسان نفسه. فبحسب تقرير صادر عن 'PwC'، فإن أكثر من 30 % من وظائف الإعلام التقليدي قد تختفي أو يعاد تشكيلها خلال السنوات الخمس القادمة بسبب الأتمتة، وهو ما يعني أن القرار حول 'من نثق فيه' لم يعد رفاهية، بل قرارًا يرتبط بمستقبل مهنة كاملة. لا يعني هذا أن الذكاء الاصطناعي عدو، بل قد يكون أداة هائلة إذا ما ضُبطت بمدونات سلوك وأطر أخلاقية واضحة، فكما لا نترك الطبيب الآلي يشخّصنا دون إشراف بشري، لا ينبغي أن نترك الصحفي الآلي يُخبرنا بالعالم دون رقابة، لذا الدور الأهم اليوم هو للإنسان الذي يُدرب الآلة ويُدقق مخرجاتها. ختاما أقول، قد نعيش في زمن تكتب فيه الآلة كل شيء، لكننا ما زلنا نملك الحق في أن نقرأ بعين الشك، وأن نسأل: من كتب هذا؟ ولماذا؟ وهل يمكنني أن أصدّقه؟ فالثقة ليست فقط في التقنية، بل في من يشغلها.


الرجل
منذ 5 ساعات
- الرجل
Google Discover يقدم ملخصات مدعومة بالذكاء الاصطناعي... هل يهدد مستقبل الناشرين؟
في تحول جديد ضمن سعي غوغل لتقديم أفضل تجربة للمستخدم، بدأت الشركة في طرح خاصية الملخصات المدعومة بالذكاء الاصطناعي على تطبيق Google Discover، وهو المصدر الرئيسي لآخر الأخبار في تطبيق غوغل على أجهزة iOS و أندرويد. وفي هذه الميزة الجديدة، لن يرى المستخدمون العنوان الرئيسي من مصدر واحد، بل سيشاهدون مجموعة من شعارات الناشرين في الزاوية العلوية اليسرى، يرافقها ملخصات من توليد الذكاء الاصطناعي تشير إلى المصادر المختلفة. التغيير الجديد في Google Discover تُظهر الميزة الجديدة كيفية قيام الذكاء الاصطناعي بتلخيص الأخبار بسرعة، ما يمنح المستخدمين إشعارًا سريعًا للمحتوى عبر Google Discover. ورغم أن التطبيق يُنبّه المستخدمين بأن هذه الملخصات تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي وقد تتضمن أخطاء، إلا أن هذا التغيير يُثير القلق بين الناشرين الذين يعانون بالفعل من انخفاض حركة المرور لمواقعهم. وفي اختبارات أولية، بدأ البعض من ناشري الأخبار في ملاحظة تأثير سلبي على حركة المرور إلى مواقعهم، وأصبحت الملخصات المدعومة بالذكاء الاصطناعي توفر للمستخدمين إجابات مختصرة، دون الحاجة إلى الانتقال إلى الموقع الرسمي. وهذا يجعل الناشرين يواجهون تحديات جديدة في الحفاظ على التدفق الكافي للزوار، ما يؤثر بشكل مباشر على الإيرادات الناتجة عن الإعلانات وحقوق البث. ووفقًا لأبحاث Similarweb، لاحظت الصحافة الرقمية انخفاضًا في حركة المرور الناتجة عن البحث في غوغل، حيث انخفضت عمليات النقر إلى الأخبار بنسبة 69% بحلول مايو 2025، مقارنة بـ 56% في مايو 2024. كما أن المنصات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي، مثل ChatGPT و Perplexity، تساعد المستخدمين في الحصول على الإجابات المطلوبة دون الحاجة للتوجه إلى المواقع الأصلية. وهذا التوجه يُعتبر خطوة أخرى ضمن استراتيجية غوغل للتحول إلى الذكاء الاصطناعي كأداة أساسية في جميع منتجاتها. ومع ذلك، يظل السؤال الأبرز: هل سيؤثر هذا التحول سلبًا على صناعة الإعلام؟.. كما يبدو أن الناشرين سيحتاجون إلى البحث عن طرق جديدة للتكيف مع هذا التغيير وتوفير محتوى يتخطى اختصارات الذكاء الاصطناعي، مثل إدخال ميزات الميكرو بايمنتس أو نماذج الإعلانات الجديدة كما فعلت غوغل عبر Offerwall.