
دول تفرض على زوارها اشتراطات سياحية غريبة
وتعد اليابان، أرض الشمس المشرقة، من أكثر الوجهات شعبية في العالم، وحافظت لفترة طويلة على قواعد سفر ميسرة للسياح، إذ يمكن لغالبية المواطنين الغربيين الحصول على تأشيرة عند الوصول، غير أن تكرار حالات فرار بعض الأجانب من البلاد من دون تسديد فواتيرهم الطبية، دفع السلطات إلى التفكير في تشديد الضوابط.
وعلى رغم أن فرض التأمين الصحي الإجباري سيضيف عبئاً إدارياً على المسافرين، إلا أن اليابان لن تكون استثناء صارخاً على المستوى الدولي، إذ إن هناك دولاً عديدة تفرض شروط دخول أكثر غرابة أو تطرفاً.
صحيفة "تلغراف" استعرضت الدول التي تفرض أغرب شروط التأشيرات السياحية على وجه الأرض.
اختبار كوفيد
لا يزال بعضنا يتذكر أيام السفر في ظل الجائحة، حين كان التنقل يتطلب اختبارات كوفيد مرهقة وجوازات تلقيح، لكن ما قد لا يعرفه كثيرون هو أن هناك دولة واحدة في العالم لا تزال تطلب من الزوار الخضوع لاختبار كوفيد عند الوصول، إنها تركمانستان، إذ لا يزال أخذ مسحة أنفية إلزامياً للمسافرين الدوليين.
صحيح أن تركمانستان، الجمهورية السوفياتية السابقة، ليست وجهة سياحية تقليدية، وعندما نتحدث عن القواعد الغريبة، فإن اسمها غالباً ما يقترن بالنزعات الاستبدادية الغريبة، مثل قرار الرئيس السابق إعادة تسمية أيام الأسبوع بناء على أهوائه الشخصية، لكن هل يمكن أن يكون هناك قدر من المنطق خلف هذا "الجنون"؟
من المحتمل أن تركمانستان ليست الدولة الوحيدة التي لا تزال تحتفظ بكميات هائلة من اختبارات "بي سي آر" (PCR) الضعيفة الجودة، التي جرى شراؤها خلال ذروة الجائحة ولم تستخدم.
لكن السؤال الأهم، هو كم عدد الدول الأخرى التي وجدت وسيلة للتخلص من هذه الاختبارات من خلال فرضها على الزائرين الدوليين؟ وبسعر مرتفع يبلغ 31 دولاراً للاختبار الواحد.
قد لا تكون السياحة أولوية في عشق أباد، لكن يبدو أن هناك استثماراً ذكياً في مخلفات الجائحة.
التوقيع على تعهد المناخ
لأسباب مفهومة، تميل الدول الجزرية الصغيرة إلى التعامل مع الاستدامة البيئية بجدية بالغة، لكن في عام 2017، اتخذت دولة بالاو، الواقعة في ميكرونيزيا ويبلغ عدد سكانها نحو 18 ألف نسمة، خطوة غير مسبوقة عندما اشترطت على جميع الزوار الدوليين توقيع تعهد بيئي خاص.
هذا التعهد يلزم السائحين بأن "يسيروا بخفة" فوق أراضي بالاو، ويقللوا من بصمتهم الكربونية طوال فترة إقامتهم في البلاد، وكما هي الحال مع كثير من المبادرات المناخية الرمزية، لا يزال النقاش قائماً حول ما إذا كان هذا التعهد يذهب أبعد من مجرد لفتة ذكية.
لكن ما هو مؤكد أنه يترك للزوار تذكاراً فريداً، إذ يرفق التعهد الموقع على إحدى صفحات جواز السفر، ليصبح قطعة حديث شيقة يتفاخر بها المسافرون لاحقاً.
ادفع ضريبة سياحية بقيمة 100 دولار
أصبحت الضرائب السياحية من الاتجاهات الرائجة في أوروبا هذه الأيام، لكن الرسوم المثيرة للجدل التي تفرضها مدن مثل البندقية وأمستردام تبدو متواضعة للغاية مقارنة بما تفرضه مملكة بوتان.
الدولة الجبلية الصغيرة الواقعة في جبال الهيمالايا قررت فرض رسم يومي قدره 100 دولار على السياح الدوليين (باستثناء القادمين من الهند المجاورة)، ويدفع هذا المبلغ عند الوصول.
وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز السياحة المستدامة والحفاظ على البيئة والثقافة المحلية، لكنها في الوقت نفسه تشكل حاجزاً مكلفاً أمام كثير من المسافرين الراغبين في استكشاف "أرض التنين الرعدي".
وكما هو متوقع، تعد "رسوم التنمية المستدامة" التي تفرضها بوتان — وهو اسمها الرسمي — أعلى ضريبة سياحية في العالم، وعلى رغم ذلك، يصر رئيس وزراء البلاد تشيرينغ توبغاي، على أن هذه الرسوم الباهظة تحظى بترحيب من المسافرين المغامرين الذين يقصدون المملكة للتمتع بمناظرها الطبيعية الخلابة.
وقال توبغاي لشبكة إخبارية أميركية في الربيع الماضي "يشعر معظم السياح بالسعادة لأن بإمكانهم الإسهام، ولو بجزء صغير لكن ذو مغزى، في التنمية المستدامة في بوتان".
إثبات إذن الوالدين
في عصر السفر الدولي واسع النطاق، أصبحت قضية اختطاف الأطفال من أحد الوالدين مشكلة خطرة، إذ تتعاون الدول حول العالم لمنع الأمهات أو الآباء المنفصلين من تهريب أطفالهم خارج البلاد وإبعادهم من متناول الطرف الآخر.
ولهذا السبب، تطلب كندا من أي مسافر قاصر (دون عمر 18 سنة) يسافر بمفرده أو مع أحد الوالدين فقط، تقديم إثبات خطي بموافقة الوالد الآخر، وهذا الإجراء يهدف إلى منع حالات الاختطاف العائلي ويعد شرطاً أساساً لدخول البلاد.
ومع ذلك، قليل من الدول تتعامل مع هذه المشكلة بقدر من الجدية الاستباقية كما تفعل كندا، التي تنصح أي والد أو والدة يسافر بمفرده مع طفله (أو أطفاله) بحمل رسالة خطية من الطرف الآخر تثبت أن السفر جرى بموافقته.
من الناحية النظرية، يعتبر هذا الإجراء وسيلة ذكية للحد من عمليات اختطاف الأطفال من أحد الوالدين، لكن من الناحية العملية، قد يكون هذا شرطاً غير متوقع قد يربك المسافرين الأبرياء الذين لم يخطر ببالهم أن يحتاجوا إلى مثل هذا النوع من الوثائق.
اترك العلكة (والقيود) في المنزل
كثيراً ما كانت سياسة سنغافورة الصارمة تجاه العلكة جزءاً من الفولكلور السياحي لعقود، لكن ما لا يعرفه كثيرون هو أن هناك حظراً مشابهاً يشمل أشياء أخرى غير متوقعة، مثل كراكرز عيد الميلاد (المفرقعات الاحتفالية) والأصفاد (نعم، الأصفاد!)، وكلها تعامل بالجدية نفسها من السلطات.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
هذه القوانين، وإن بدت غريبة للبعض، تعكس نهج سنغافورة المتشدد في الحفاظ على النظام العام، حتى لو تطلب الأمر فرض قيود على بعض التفاصيل التي يعتبرها الآخرون عادية أو تافهة.
ومن الإيجابيات المحتملة لصرامة سنغافورة أنها تشجع المسافرين على تفقد حقائبهم - والاطلاع على القوانين - بدقة قبل السفر. وبالنظر إلى القوانين الشديدة للغاية التي تطبقها الدولة في شأن المخدرات، بما في ذلك بعض الأدوية الموصوفة طبياً، فإن توخي الحذر في هذه الحال قد يكون في غاية الأهمية.
في سنغافورة، قد يؤدي حمل أدوية معينة من دون تصريح مناسب إلى مشكلات قانونية جسيمة، مما يجعل من الضروري معرفة ما هو مسموح وممنوع قبل الوصول إلى البلاد.
استئجار مرشد سياحي (باستثناء واحد)
يعلم معظم الناس أن الطريقة الوحيدة لدخول كوريا الشمالية هي التسجيل في واحدة من تلك الجولات السياحية الدعائية الخاضعة لرقابة مشددة، التي أصبحت هوساً لدى نوع معين من السائحين المغامرين، لكن هل كنت تعلم أن هناك استثناء لهذه القاعدة؟
على رغم تبنيها الاشتراكية السلطوية، تحتوي "مملكة العزلة" في الواقع على منطقة اقتصادية خاصة شبه رأسمالية ترحب بالاستثمار الأجنبي، كما أن متطلبات الدخول إليها أخف بكثير بالنسبة إلى الأجانب.
إلا أن الوصول إلى مدينة راسون ليس بالأمر السهل، إذ يتعين أولاً الحصول على تأشيرة دخول إلى الصين والتوجه إلى الحدود الكورية الشمالية، لكن بالنسبة إلى أولئك الذين يبحثون عن متطلبات دخول فريدة من نوعها، فربما تكون هذه واحدة من أكثر الحالات غرابة وتناقضاً في العالم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سعورس
منذ 7 ساعات
- سعورس
المملكة تدشن مشروع دعم المرضى السودانيين المصابين بالقصور الكلوي في مصر
حضر التدشين نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون التنمية البشرية معالي وزير الصحة والسكان المصري الدكتور خالد عبدالغفار، وسفير جمهورية السودان لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية عماد الدين مصطفى عدوي، والمندوب الدائم للمملكة لدى جامعة الدول العربية السفير عبدالعزيز بن عبدالله المطر، ومدير إدارة المساعدات الصحية والبيئية بالمركز الدكتور عبدالله بن صالح المعلم. وسينفذ المشروع في مدن القاهرة والجيزة والإسكندرية والأقصر وأسوان ويتضمن المشروع ثلاث أهداف رئيسية أولها ضمان خدمات الرعاية الصحية المنقذة للحياة، والثاني رسم خرائط لمقدمي الخدمات في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية من السودانيين، والثالث ضمان الوصول المستدام إلى العلاج. وقال وزير الصحة المصري الدكتور خالد عبدالغفار: "إن ما نشهده اليوم هو تعاون مثمر بين مركز الملك سلمان للإغاثة والوزارة ومنظمة الصحة العالمية، بغرض تخفيف المعاناة عن مرضى القصور الكلوي السودانيين في مصر، معربًا عن تقديره الكبير للمركز لدعمه المبادرات الصحية العالمية، مبينًا أن المشروع يستهدف تقديم (90) ألف جلسة غسيل كلوي سنويًا، بالإضافة إلى تقديم الخدمات الدوائية والعلاجية المتكاملة في المستشفيات المصرية. من جانبه عبر السفير السوداني لدى مصر عن شكره الجزيل لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- على تقديم الخدمات الصحية للشعب السوداني داخل السودان وخارجه، في بادرة تجسد روح التضامن والأخوّة التي تجمع البلدين. فيما أكد المندوب الدائم للمملكة لدى الجامعة العربية عبدالعزيز المطر أن مركز الملك سلمان للإغاثة أصبح من أبرز الجهات المانحة للأعمال الإنسانية على المستوى الإقليمي والدولي، وشريكًا رئيسيًا في الجهود الدولية للإغاثة. بدوره أشار مدير إدارة المساعدات الصحية والبيئية بالمركز الدكتور عبدالله بن صالح المعلم إلى أن هذا التدشين يمثل امتدادًا للنهج السعودي في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية على المستوى العالمي، ويعبر عن التكاتف والتعاضد بين المملكة الداعمة للمشروع، ومصر في احتضانها له، والسودان الدولة المُستفيدة من المشروع، مبينًا أن المركز قدم للشعب السوداني أكثر من (165) مليون دولار أمريكي منذ بدء الأزمة الإنسانية في السودان.

سعورس
منذ 9 ساعات
- سعورس
«تسكيائي» اليابانية.. وحوار الأجيال
وفقًا لآخر الإحصائيات الرسمية في اليابان ، يشكل كبار السن (65 عامًا فأكثر) 29.1 % من السكان، مع توقعات بوصول النسبة إلى 38.4 % بحلول 2060 . هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل انعكاس لأزمة شاملة: 40 % من كبار السن يعيشون بمفردهم، و25 % يعانون من الاكتئاب الشديد بسبب العزلة. في هذا السياق، ظهرت «تسكيائي» كمشروع استقصائي اجتماعي، حيث تعاون باحثون من جامعة طوكيو مع منظمات غير ربحية لفهم جذور المشكلة. واكتشفوا أن العزلة الاجتماعية لكبار السن تكلف الاقتصاد الياباني 1.5 تريليون ين سنويًا (11 مليار دولار) بسبب تراجع الإنتاجية وارتفاع نفقات الرعاية الصحية. هنا لم تكن الحلول التقليدية (كزيادة مراكز الرعاية) كافية، فكان لا بد من «علاج اجتماعي» يعتمد على إعادة دمج كبار السن في النسيج المجتمعي. تعتمد المبادرة على مبدأ «المشاركة المتبادلة» من خلال أنشطة متنوعة مثل صناعة الفخار أو تعليم الخط الياباني التقليدي (شودو). ومساعدة كبار السن في استخدام الهواتف الذكية أو تطبيقات التواصل الاجتماعي. وجلسات يوغا أو رياضة المشي في الحدائق العامة. ونقاشات حول موضوعات مثل «معنى السعادة» أو «التحديات التي واجهها الجيل القديم». وتُنظّم هذه الفعاليات في أماكن مفتوحة ومراكز الشباب، بهدف كسر الحواجز النفسية بين الأجيال. تستند المبادرة إلى ثلاث ركائز استقصائية، الربط بين الاحتياجات، والشراكات الذكية، والقياس الدقيق للأثر. وبعد 5 سنوات من تطبق المبادرة، سجلت المناطق المشاركة في المبادرة انخفاضًا بنسبة 30 % في معدلات الاكتئاب بين كبار السن، وزيادة 45 % في مشاركتهم بالفعاليات المجتمعية. في السعودية، يبلغ معدل الشيخوخة 4.5 % فقط من السكان، وهي في ارتفاع مع تحسن متوسط العمر وانخفاض معدلات الخصوبة. وبحسب تقرير الهيئة العامة للإحصاء، من المتوقع أن يرتفع عدد كبار السن إلى 6.7 ملايين بحلول 2050. هنا، تبرز تحديات مبكرة منها العزلة الاجتماعية، فمع تغير هيكل الأسرة من ممتدة إلى نووية، يزيد شعور كبار السن بالوحدة. وتبرز كذلك الفجوة الرقمية؛ حيث إن 78 % من كبار السن السعوديين لا يستخدمون التطبيقات الذكية. ومن التحديات كذلك هو الهدر الثقافي؛ حيث تضيع معارف تقليدية (كفنون الحرف اليدوية والقصص الشعبية) مع جيل المؤسسين. يأتي هنا دور وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في إنشاء منصة وطنية لربط المتطوعين الشباب (عبر برنامج «الفرص التطوعية» التابع للوزارة) مع كبار السن، مع تحديد أهداف محددة (كتعليم التقنية أو نقل المعرفة). وتمويل مشروعات مشتركة كشراكة مع «مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية» لتدريب كبار السن على استخدام الروبوتات المساعدة، أو مع «الهيئة السعودية للسياحة» لتنظيم جولات ثقافية يقودها كبار السن. ولمؤسسات المجتمع المدني دور كبير؛ حيث يمكنها تبني نموذج «تسكيائي» عبر إنشاء «نوادي الحوار بين الأجيال». والجامعات والكليات لها دور في تفعيل مشروعات التخرج التي تربط الطلاب بكبار السن، كتوثيق القصص الشفوية أو تصميم تطبيقات تسهل اتصالهم بالخدمات الحكومية. وتنظيم «فعاليات شعبية» يبيع فيها كبار السن منتجاتهم اليدوية مع مساعدة الشباب في التسويق الإلكتروني. وعمل ورش مهارات متبادلة لهم في استخدام التطبيقات الالكترونية، في مقابل تعلم الشباب فنون الحرف التقليدية. مبادرة «تسكيائي» ليست قصة نجاح يابانية فحسب؛ بل دليل عملي لكيفية تحويل التحديات الديموغرافية إلى فرص. حيث أصبحت مصدر إلهام لدول مثل فنلندا في برنامج «الجدّة الرقمية»، وسنغافورة في مبادرة «حكايات عبر الأجيال». حتى في الدول العربية، بدأت مشروعات مماثلة تظهر في الإمارات والأردن، لكنها لا تزال في مراحلها الأولى. في السعودية؛ تُمثل رؤية 2030 التزامًا ببناء مجتمع حيوي، قد تكون الصداقة بين الأجيال هي المفتاح لتمكين كبار السن ك»سفراء تراث» و»مرشدين مجتمعيين»، بينما يُعيد الشباب اكتشاف أن الحكمة الحقيقية لا تُشترى بالمال، بل تُكتسب بالحوار.. فهل نرى «تسكيائي السعودية» تُعيد رسم خريطة العلاقات بين الأجداد وأحفادهم؟


Independent عربية
منذ 17 ساعات
- Independent عربية
دول تفرض على زوارها اشتراطات سياحية غريبة
هل ستكون هناك عقبة جديدة أمام زيارة اليابان؟ في وقت سابق من هذا الشهر، أفادت وسائل إعلام محلية بأن طوكيو تدرس فرض شرط على المسافرين بضرورة إثبات امتلاكهم لتأمين صحي، إضافة إلى تقديم ما يثبت عدم وجود فواتير طبية غير مدفوعة سابقاً، وذلك قبل السماح لهم بدخول البلاد. وتعد اليابان، أرض الشمس المشرقة، من أكثر الوجهات شعبية في العالم، وحافظت لفترة طويلة على قواعد سفر ميسرة للسياح، إذ يمكن لغالبية المواطنين الغربيين الحصول على تأشيرة عند الوصول، غير أن تكرار حالات فرار بعض الأجانب من البلاد من دون تسديد فواتيرهم الطبية، دفع السلطات إلى التفكير في تشديد الضوابط. وعلى رغم أن فرض التأمين الصحي الإجباري سيضيف عبئاً إدارياً على المسافرين، إلا أن اليابان لن تكون استثناء صارخاً على المستوى الدولي، إذ إن هناك دولاً عديدة تفرض شروط دخول أكثر غرابة أو تطرفاً. صحيفة "تلغراف" استعرضت الدول التي تفرض أغرب شروط التأشيرات السياحية على وجه الأرض. اختبار كوفيد لا يزال بعضنا يتذكر أيام السفر في ظل الجائحة، حين كان التنقل يتطلب اختبارات كوفيد مرهقة وجوازات تلقيح، لكن ما قد لا يعرفه كثيرون هو أن هناك دولة واحدة في العالم لا تزال تطلب من الزوار الخضوع لاختبار كوفيد عند الوصول، إنها تركمانستان، إذ لا يزال أخذ مسحة أنفية إلزامياً للمسافرين الدوليين. صحيح أن تركمانستان، الجمهورية السوفياتية السابقة، ليست وجهة سياحية تقليدية، وعندما نتحدث عن القواعد الغريبة، فإن اسمها غالباً ما يقترن بالنزعات الاستبدادية الغريبة، مثل قرار الرئيس السابق إعادة تسمية أيام الأسبوع بناء على أهوائه الشخصية، لكن هل يمكن أن يكون هناك قدر من المنطق خلف هذا "الجنون"؟ من المحتمل أن تركمانستان ليست الدولة الوحيدة التي لا تزال تحتفظ بكميات هائلة من اختبارات "بي سي آر" (PCR) الضعيفة الجودة، التي جرى شراؤها خلال ذروة الجائحة ولم تستخدم. لكن السؤال الأهم، هو كم عدد الدول الأخرى التي وجدت وسيلة للتخلص من هذه الاختبارات من خلال فرضها على الزائرين الدوليين؟ وبسعر مرتفع يبلغ 31 دولاراً للاختبار الواحد. قد لا تكون السياحة أولوية في عشق أباد، لكن يبدو أن هناك استثماراً ذكياً في مخلفات الجائحة. التوقيع على تعهد المناخ لأسباب مفهومة، تميل الدول الجزرية الصغيرة إلى التعامل مع الاستدامة البيئية بجدية بالغة، لكن في عام 2017، اتخذت دولة بالاو، الواقعة في ميكرونيزيا ويبلغ عدد سكانها نحو 18 ألف نسمة، خطوة غير مسبوقة عندما اشترطت على جميع الزوار الدوليين توقيع تعهد بيئي خاص. هذا التعهد يلزم السائحين بأن "يسيروا بخفة" فوق أراضي بالاو، ويقللوا من بصمتهم الكربونية طوال فترة إقامتهم في البلاد، وكما هي الحال مع كثير من المبادرات المناخية الرمزية، لا يزال النقاش قائماً حول ما إذا كان هذا التعهد يذهب أبعد من مجرد لفتة ذكية. لكن ما هو مؤكد أنه يترك للزوار تذكاراً فريداً، إذ يرفق التعهد الموقع على إحدى صفحات جواز السفر، ليصبح قطعة حديث شيقة يتفاخر بها المسافرون لاحقاً. ادفع ضريبة سياحية بقيمة 100 دولار أصبحت الضرائب السياحية من الاتجاهات الرائجة في أوروبا هذه الأيام، لكن الرسوم المثيرة للجدل التي تفرضها مدن مثل البندقية وأمستردام تبدو متواضعة للغاية مقارنة بما تفرضه مملكة بوتان. الدولة الجبلية الصغيرة الواقعة في جبال الهيمالايا قررت فرض رسم يومي قدره 100 دولار على السياح الدوليين (باستثناء القادمين من الهند المجاورة)، ويدفع هذا المبلغ عند الوصول. وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز السياحة المستدامة والحفاظ على البيئة والثقافة المحلية، لكنها في الوقت نفسه تشكل حاجزاً مكلفاً أمام كثير من المسافرين الراغبين في استكشاف "أرض التنين الرعدي". وكما هو متوقع، تعد "رسوم التنمية المستدامة" التي تفرضها بوتان — وهو اسمها الرسمي — أعلى ضريبة سياحية في العالم، وعلى رغم ذلك، يصر رئيس وزراء البلاد تشيرينغ توبغاي، على أن هذه الرسوم الباهظة تحظى بترحيب من المسافرين المغامرين الذين يقصدون المملكة للتمتع بمناظرها الطبيعية الخلابة. وقال توبغاي لشبكة إخبارية أميركية في الربيع الماضي "يشعر معظم السياح بالسعادة لأن بإمكانهم الإسهام، ولو بجزء صغير لكن ذو مغزى، في التنمية المستدامة في بوتان". إثبات إذن الوالدين في عصر السفر الدولي واسع النطاق، أصبحت قضية اختطاف الأطفال من أحد الوالدين مشكلة خطرة، إذ تتعاون الدول حول العالم لمنع الأمهات أو الآباء المنفصلين من تهريب أطفالهم خارج البلاد وإبعادهم من متناول الطرف الآخر. ولهذا السبب، تطلب كندا من أي مسافر قاصر (دون عمر 18 سنة) يسافر بمفرده أو مع أحد الوالدين فقط، تقديم إثبات خطي بموافقة الوالد الآخر، وهذا الإجراء يهدف إلى منع حالات الاختطاف العائلي ويعد شرطاً أساساً لدخول البلاد. ومع ذلك، قليل من الدول تتعامل مع هذه المشكلة بقدر من الجدية الاستباقية كما تفعل كندا، التي تنصح أي والد أو والدة يسافر بمفرده مع طفله (أو أطفاله) بحمل رسالة خطية من الطرف الآخر تثبت أن السفر جرى بموافقته. من الناحية النظرية، يعتبر هذا الإجراء وسيلة ذكية للحد من عمليات اختطاف الأطفال من أحد الوالدين، لكن من الناحية العملية، قد يكون هذا شرطاً غير متوقع قد يربك المسافرين الأبرياء الذين لم يخطر ببالهم أن يحتاجوا إلى مثل هذا النوع من الوثائق. اترك العلكة (والقيود) في المنزل كثيراً ما كانت سياسة سنغافورة الصارمة تجاه العلكة جزءاً من الفولكلور السياحي لعقود، لكن ما لا يعرفه كثيرون هو أن هناك حظراً مشابهاً يشمل أشياء أخرى غير متوقعة، مثل كراكرز عيد الميلاد (المفرقعات الاحتفالية) والأصفاد (نعم، الأصفاد!)، وكلها تعامل بالجدية نفسها من السلطات. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) هذه القوانين، وإن بدت غريبة للبعض، تعكس نهج سنغافورة المتشدد في الحفاظ على النظام العام، حتى لو تطلب الأمر فرض قيود على بعض التفاصيل التي يعتبرها الآخرون عادية أو تافهة. ومن الإيجابيات المحتملة لصرامة سنغافورة أنها تشجع المسافرين على تفقد حقائبهم - والاطلاع على القوانين - بدقة قبل السفر. وبالنظر إلى القوانين الشديدة للغاية التي تطبقها الدولة في شأن المخدرات، بما في ذلك بعض الأدوية الموصوفة طبياً، فإن توخي الحذر في هذه الحال قد يكون في غاية الأهمية. في سنغافورة، قد يؤدي حمل أدوية معينة من دون تصريح مناسب إلى مشكلات قانونية جسيمة، مما يجعل من الضروري معرفة ما هو مسموح وممنوع قبل الوصول إلى البلاد. استئجار مرشد سياحي (باستثناء واحد) يعلم معظم الناس أن الطريقة الوحيدة لدخول كوريا الشمالية هي التسجيل في واحدة من تلك الجولات السياحية الدعائية الخاضعة لرقابة مشددة، التي أصبحت هوساً لدى نوع معين من السائحين المغامرين، لكن هل كنت تعلم أن هناك استثناء لهذه القاعدة؟ على رغم تبنيها الاشتراكية السلطوية، تحتوي "مملكة العزلة" في الواقع على منطقة اقتصادية خاصة شبه رأسمالية ترحب بالاستثمار الأجنبي، كما أن متطلبات الدخول إليها أخف بكثير بالنسبة إلى الأجانب. إلا أن الوصول إلى مدينة راسون ليس بالأمر السهل، إذ يتعين أولاً الحصول على تأشيرة دخول إلى الصين والتوجه إلى الحدود الكورية الشمالية، لكن بالنسبة إلى أولئك الذين يبحثون عن متطلبات دخول فريدة من نوعها، فربما تكون هذه واحدة من أكثر الحالات غرابة وتناقضاً في العالم.