
«ألف ليلة وليلة» في افتتاح مهرجان أفينيون بنسخة تحتفي بالثقافة العربية
يستهل هذا الحدث المسرحي الدولي البارز فعالياته في جنوب فرنسا مساءً في قاعة الشرف بقصر الباباوات بعرض «نوت» لمصممة الرقصات مارلين مونتيرو فريتاس من الرأس الأخضر، وهو عمل فني لثمانية راقصين وموسيقيين مستوحى من حكايات «ألف ليلة وليلة»، وفقا لوكالة «فرانس برس».
بعد تخصيص حيز أساسي من نسخة 2023 للغة الإنجليزية، وللإسبانية في 2024، اختار مدير الحدث تياغو رودريغيز اللغة العربية لتكون ضيفة مهرجان أفينيون هذا العام، لكي يشارك الجمهور «ثراء تراثها وتنوع إبداعها المعاصر».
وبذلك، سيُثري نحو 15 فنانا، معظمهم من مصممي الرقص والموسيقيين، نسخة هذا العام من الحدث الذي يُفرد حيزا مهما في الأصل للرقص.
في هذا البرنامج الذي يضم 42 عرضا، يُذكّر تياغو رودريغيز بأن بعض الفنانين «يتناولون قضايا الساعة بشكل صريح»، و«هذا جزء لا يتجزأ من هوية المهرجان»، و«يستكشف آخرون، بشكل أكثر علنية مسائل عميقة (بالقدر نفسه). وهذا يُظهر «مدى التزام الفنانين التفكير في العالم من خلال عروضهم».
-
-
-
ومن أبرز الفعاليات المرتقبة، في 18 يوليو، أمسية ستتلى فيها مقتطفات من ما يُسمى بمحاكمة «اغتصابات مازان» لجيزيل بيليكو، الفرنسية التي كان يخدّرها زوجها لسنوات قبل تسليمها لغرباء بغاية اغتصابها.
من المتوقع أن يكون لهذا العمل الفني من توقيع ميلو رو تأثير خاص، نظرا لكون هذه المحاكمة التي أثارت اهتماما إعلاميا عالميا قد عُقدت في أفينيون بين سبتمبر وديسمبر 2024.
من جانبه، نشر تياغو رودريغيز على إنستغرام الأربعاء نصا بعنوان «مهرجان أفينيون يبدأ بينما تستمر المجزرة في غزة».
وقال «تواصل الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة هجماتها على غزة، مرتكبةً جرائم حرب ومانعةً المساعدات الإنسانية ومنتهكةً بشكل ممنهج حقوق الإنسان والقانون الدولي، ومتسببةً في مقتل عشرات آلاف المدنيين الفلسطينيين، بمن فيهم آلاف الأطفال».
وأعرب عن رغبته في بناء «عالم تُقام فيه المهرجانات من جديد في غزة بسلام وحرية».
ناقوس خطر
تأسس مهرجان أفينيون المسرحي، وهو الأشهر من نوعه في العالم إلى جانب مهرجان إدنبره، العام 1947 على يد جان فيلار. وتحوّل فعالياته مدينة الباباوات إلى مسرح عملاق في شهر يوليو من كل عام.
إلى جانب مهرجان In «إن»، تنطلق فعاليات «أوف» Off الموازية في أفينيون، أكبر سوق للفنون المسرحية في فرنسا، في حدث يضم حوالى 1700 عرض مسرحي.
لكن يُحتفل بالمسرح فيما يمر هذا النشاط الثقافي الأساسي بفترةٍ عصيبة في فرنسا، حيث تضررت الفعاليات الثقافية جراء تخفيضات متعددة في الميزانية.
دعا اتحاد «سي جي تي سبيكتاكل» (CGT Spectacle)، النقابة الرائدة في قطاع الفنون المسرحية والتي تُطالب بـ«استقالة» وزيرة الثقافة رشيدة داتي منذ نهاية يونيو، الفنانين والفنيين إلى «رفض المشاركة في العروض إذا ما حضرت الوزيرة أو أي عضوٍ آخر في حكومة (فرنسوا) بايرو».
جرى تقديم إشعار وقائي بالإضراب حتى 26 يوليو، وهو تاريخ انتهاء المهرجان.
ولم تُعلن الوزيرة التي تجري جولة في المنطقة الأحد، عن زيارتها لأفينيون بعد. وصرحت الوزارة لوكالة فرانس برس بأنه «يجري حاليا وضع اللمسات الأخيرة على جدول رحلتها».
كذلك، دعت نقابة CGT وسبع منظمات أخرى للفنون الأدائية إلى تظاهرة أمام مبنى البلدية مساء السبت «لدق ناقوس الخطر» ضد هذه التخفيضات في الميزانية.
يُقدم للمرة الأولى السبت أيضا عرضٌ للراقص اللبناني علي شحرور، يروي القصة المأسوية للعمال المهاجرين الذين تُركوا لمصيرهم خلال الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله الموالي لإيران في لبنان خريف العام 2024.
كذلك، يُعرض في قاعة الشرف بقصر الباباوات عملٌ بارز عن تاريخ أفينيون بعنوان «النعال الحريرية» لبول كلوديل، من إخراج مدير المسرح الوطني الفرنسي إريك روف.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 7 ساعات
- الوسط
«شانيل» تقدّم مجموعة راقية وبسيطة ضمن عرض أزياء لخريف وشتاء 2025-2026
قدّمت دار «شانيل» الثلاثاء مجموعة من الأزياء الراقية والبسيطة في «غران باليه»، في آخر عرض أزياء للدار الفرنسية قبل تولّي المدير الفني الجديد ماتيو بلازي تصميم العروض المقبلة. لموسم خريف وشتاء 2025-2026، تُعيد دار الأزياء الفرنسية التركيز على القطع الكلاسيكية الشتوية، مستخدمة قماش التويد الشهير الذي يظهر هذه المرة في فساتين بأطوال مختلفة، ومعاطف طويلة، وبزات من تنانير وبناطيل بقصات منخفضة الخصر مزينة بالترتر والريش واللؤلؤ، وفقا لوكالة «فرانس برس». وذكر بيان للدار أن «أبعاد التصاميم المستوحاة من خزانة ملابس الرجال، تضمن حرية حركة كاملة للجسم». - - وتجمع هذه المجموعة الجديدة بين الفساتين والتنانير الخفيفة، المصنوعة من الحرير أو القماش الخفيف (الفوال)، مع طبقات متعددة، بالإضافة إلى تنانير طويلة مفتوحة فوق تنانير قصيرة، أو حتى أحزمة عريضة مع جيوب. واعتُمدت في مختلف التصاميم ألوان الأسود والبيج والأبيض، مع أحذية طويلة تصل إلى الفخذ مع طرف أمامي مستدير. إطلالة العروس التقليدية واختُتم العرض بإطلالة العروس التقليدية، مع فستان أبيض بأكمام طويلة مرصعة بالترتر. ومن بين الضيوف الذين حضروا عرض الأزياء الممثلات ماريون كوتيار وكارول بوكيه وبينيلوبي كروز وكيرستن دانست، بالإضافة إلى مغنيتي البوب لورد وغراسي أبرامز. أما مجموعة «شانيل» المقبلة التي ستُعرض في أكتوبر خلال أسبوع الموضة النسائية في باريس، فسيتولى تصميمها ماتيو بلازي الذي عُيّن في ديسمبر مديرا فنيا للدار بعد ستة أشهر من الاستقالة المفاجئة لفيرجيني فيار.


الوسط
منذ 9 ساعات
- الوسط
عمل مسرحي ضمن مهرجان أفينيون يجسد آخر حوار بين نافالني وزوجته
في مسرح «تياتردي هال» بمدينة أفينيون الفرنسية، وعلى هامش مهرجان «أفينيون»، يتجسد أحد أكثر المشاهد إنسانية ودرامية في تاريخ المعارضة الروسية المعاصرة، وهي اللحظات الأخيرة التي جمعت بين أليكسي نافالني وزوجته يوليا في برلين، قبيل اتخاذه القرار المصيري بالعودة إلى روسيا في يناير 2021. المسرحية، التي تحمل عنوان «أليكسي ويوليا»، هي عمل من كتابة وإخراج غايتان فاسار، الذي يؤدي أيضا دور نافالني، إلى جانب الممثلة سابرينا كوروغلي في دور يوليا، إذ يعيد الاثنان تخيّل حوار داخلي مكثف، قائم على الوثائق والذكريات، يكشف لحظات التردد، والإصرار، والحب، والخوف، وحيرة الاختيار بين المنفى الآمن أو العودة إلى المجهول، وفقا لوكالة «فرانس برس». استلهم فاسار فكرته من مذكرات نافالني التي نُشرت بعد وفاته في أكتوبر 2024، وتحديدا من لحظة محوها الرقمي من منشور سُحب لاحقًا، حيث تحدث عن «إحدى أقوى اللحظات» في حياته، حين قرر هو وزوجته أن يعودا إلى روسيا، رغم كل التهديدات. يقول فاسار إن الهدف من العمل هو «إسماع صوت نافالني، ومن خلاله، صوت المعارضة الروسية»، مضيفًا: «أردنا أن نظهر شجاعة هذا الرجل، وأن نذكّر الناس أنه لم يختف فحسب، بل تم محوه عمداً من المشهد العام». - - في مشهد مؤثر من العرض، تسأل يوليا زوجها: «هل تعتقد أن نعشك سيسقط النظام؟»، فيرد نافالني بإصرار: «لا أستطيع العيش في حالة فرار». هذه الجملة وحدها تكثف فلسفة نافالني السياسية والإنسانية، حيث الإيمان بأن مقاومة الظلم تستحق التضحية بالحياة. دور الفنان السياسي المسرحية لا تكتفي بإعادة سرد لحظة تاريخية، بل تفتح نقاشاً أكبر حول دور الفنان والسياسي في مواجهة الاستبداد، وعن خيار المنفى مقابل البقاء، وتطرح أسئلة تتجاوز الحالة الروسية إلى كل من يؤمن بقضية ويواجه ثمناً شخصياً باهظاً.


الوسط
منذ 10 ساعات
- الوسط
مهددًا بنية هوليوود التقليدية.. الذكاء الصناعي يقتحم عالم الإبداع
أصبحت مقاطع الفيديو المولّدة بالذكاء الصناعي أكثر إقناعًا، بعدما كانت تُعاني من شوائب تقنية واضحة مثل أيادٍ بستة أصابع أو وجوه مشوهة، ما جعلها اليوم تجذب اهتمام هوليوود والفنانين والمعلنين، وتثير في الوقت نفسه جدلًا حول مستقبل الإبداع. لمعرفة مدى التقدم، يكفي أن نراجع النسخة الجديدة لمقطع شهير يُظهر الممثل الأميركي ويل سميث وهو يأكل السباغيتي، والذي أصبح معيارًا تقنيًا. فبعدما كان يعجّ بالأخطاء البصرية عام 2023، بات اليوم يبدو واقعيًا إلى حدّ يصعب تمييزه عن التصوير الفعلي، بفضل أدوات جديدة مثل «فيو 3» من «غوغل»، و«سورا» من «أوبن إيه آي»، و«دريم ماشين» من «لوما لابس»، و«جين-4» من «رانواي إيه آي»، وفقا لوكالة «فرانس برس». الشركات المنتجة لهذه النماذج دخلت في شراكات مع كيانات كبرى مثل استوديو «لاينزغيت» ومجموعة «إيه إم سي نتووركس»، وتُستخدم هذه الأدوات اليوم في رسم القصص المصورة، والتصور المسبق للمشاهد، والمؤثرات البصرية، بل وحتى لتقييم جدوى تنفيذ أفكار الأفلام من خلال نماذج تجريبية رخيصة التكلفة. - - - ويرى المدير الإبداعي في «رانواي»، جيمي أمفيرسون، أن هذه الأدوات تتيح إمكانيات غير محدودة للفنانين، من خلال إجراء تعديلات غير مكلفة على المشاهد، ما يجعلها وسيلة للحفاظ على الرؤية الفنية بدلًا من تقويضها. فقدان البُعد الإبداعي الشخصي لكن في المقابل، يُبدي البعض مقاومة حيال هذا التوجه، لأسباب أخلاقية وبيئية وفنية. الأستاذة الجامعية إليزابيث ستريكلر تشير إلى القلق المتزايد لدى الطلاب بشأن استهلاك الطاقة والمياه، واستخدام الأعمال الفنية لتدريب النماذج من دون إذن. كما أن بعض صناع الأفلام يرفضون الاعتماد على الذكاء الصناعي خشية فقدان البُعد الإبداعي الشخصي. على الرغم من هذه المخاوف، تواصل شركات مثل «ستيركايس ستوديو» المضي قدمًا، معلنة عن خطط لإنتاج أفلام باستخدام الذكاء الصناعي بميزانيات لا تتجاوز 500 ألف دولار للفيلم، مع وعود بالاستعانة بالمهنيين التقليديين كلما أمكن. وفي حين حصلت نقابة الممثلين الأميركية «ساغ-أفترا» على امتيازات تنظّم استخدام الذكاء الصناعي، لا تزال الكثير من التساؤلات مطروحة بشأن أخلاقيات التقنية الجديدة وتأثيرها على مستقبل السينما. الذكاء الصناعي لا يهدف إلى استبدال الفنان، بل إلى توسيع حدود قدرته. لكنّ توسع استخدامه يُنذر بإعادة صياغة كاملة لقواعد اللعبة في صناعة الإبداع، وربما بتغيير دور هوليوود كحكم أوحد على ما يستحق أن يُروى.