
قبل انتهاء المفاوضات، ترامب يعلن عن رسوم جمركية بنسبة 35 في المئة على الواردات الكندية
وجاء الإعلان على شكل رسالة نشرها ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي "سوشيال تروث"، ضمن تهديدات أخرى بفرض رسوم جمركية شاملة بنسبة تتراوح بين 15 في المئة و 20 في المئة على معظم الشركاء التجاريين.
من جهته، قال رئيس الوزراء الكندي مارك كارني إن حكومته ستواصل حماية العمال والشركات في البلاد، بينما يقترب الموعد النهائي للمدة المحددة للمفاوضات التجارية.
وأرسل ترامب أكثر من عشرين رسالة مماثلة إلى شركاء تجاريين آخرين للولايات المتحدة هذا الأسبوع، كما قال إنه سيعلن قريباً عن رسوم جمركية جديدة على الاتحاد الأوروبي.
وكما هو الحال مع كندا، تعهد ترامب بتنفيذ تلك الرسوم الجمركية بحلول الأول من أغسطس/آب.
وتم بالفعل فرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 25 في المئة على بعض السلع الكندية، كما تضررت كندا بشدة من الرسوم الجمركية العالمية التي فرضها ترامب على الصلب والألمنيوم والسيارات - على الرغم من وجود إعفاء حالي للسلع التي تتوافق مع اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية.
وتشير وسائل إعلام أمريكية إلى أن الإعفاء من اتفاقية كندا والولايات المتحدة والمكسيك (CUSMA) سيظل سارياً حتى مع تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية.
كما فرض ترامب رسوماً جمركية عالمية بنسبة 50 في المئة على واردات الألومنيوم والصلب، ورسوما جمركية بنسبة 25 في المئة على جميع السيارات والشاحنات المُصنّعة خارج الولايات المتحدة.
كما أعلن مؤخراً عن فرض رسوم جمركية بنسبة 50 في المئة على واردات النحاس، ومن المقرر أن تدخل حيز التنفيذ الشهر المقبل.
وتبيع كندا حوالي ثلاثة أرباع بضائعها إلى الولايات المتحدة، كما أنها تعتبر مركزاً لتصنيع السيارات ومورداً رئيسياً للمعادن، مما يجعل الرسوم الجمركية الأمريكية مضرة لهذه القطاعات بشكل خاص.
وجاء في رسالة ترامب أن الرسوم الجمركية البالغة 35 في المئة، ستكون منفصلة عن تلك الرسوم المفروضة على قطاعات محددة.
وأضاف ترامب: "كما تعلمون، لن تكون هناك رسوم جمركية إذا قررت كندا - أو الشركات داخلها - بناء أو تصنيع منتجات داخل الولايات المتحدة".
كما ربط ترامب الرسوم الجمركية بما سمّاه "فشل كندا" في وقف تدفق الفنتانيل إلى الولايات المتحدة، فضلاً عن الرسوم التي تفرضها كندا حالياً على مزارعي الألبان في الولايات المتحدة والعجز التجاري بين البلدين.
ما هي الرسوم الجمركية التي أعلنها ترامب؟ ولماذا؟
يقول ترامب: "إذا تعاونت كندا معي لوقف تدفق الفنتانيل، فربما ندرس تعديل هذه الرسالة. قد تُعدّل هذه الرسوم، بزيادتها أو نقصانها، حسب علاقتنا".
واتهم ترامب كندا في السابق - إلى جانب المكسيك - بالسماح "لأعداد كبيرة من الناس بالدخول إلى الولايات المتحدة ودخول الفنتانيل".
وفي رده على منصة إكس، قال رئيس الوزراء الكندي مارك كارني إن بلاده حققت تقدماً جوهرياً "لوقف آفة الفنتانيل" في أمريكا الشمالية، وإن حكومته ملتزمة بمواصلة العمل جنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة لحماية المجتمعات في كلا البلدين.
وفقًا لبيانات الجمارك وحرس الحدود الأمريكي، تُصادر حوالي 0.2 في المئة فقط من جميع كميات الفنتانيل التي تدخل إلى الولايات المتحدة عبر الحدود الكندية، أما باقي الكمية، فتُصادر عبر الحدود الأمريكية مع المكسيك.
وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت كندا أيضاً عن زيادة التمويل لأمن الحدود وعينت مسؤولاً عن مكافحة الفنتانيل رداً على شكاوى ترامب.
وانخرطت كندا في محادثات مكثفة مع الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة للتوصل إلى اتفاق تجاري وأمني جديد.
وفي قمة مجموعة السبع في يونيو/حزيران الماضي، قال كارني وترامب إنهما ملتزمان بالتوصل إلى اتفاق جديد خلال 30 يوماً، وحددا موعداً نهائياً لانتهاء المفاوضات في 21 يوليو/تموز الجاري.
وهدّد ترامب في رسالته بزيادة الرسوم الجمركية على كندا إذا ردّت بالمثل.
وفرضت كندا بالفعل رسوماً جمركية مضادة على الولايات المتحدة، وتعهّدت بفرض المزيد إذا لم يتوصل الجانبان إلى اتفاق بحلول الموعد النهائي.
وفي أواخر يونيو/حزيران، ألغى رئيس الوزراء الكندي ضريبة على شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى، بعد أن وصفها ترامب بأنها "هجوم صارخ" وهدد بإلغاء محادثات التجارة.
وقال كارني إن الضريبة تم إلغاءها "كجزء من مفاوضات أكبر" بشأن التجارة بين البلدين.
ورفضت وزيرة الصناعة الكندية ميلاني جولي، الجمعة، أسئلة وسائل الإعلام حول ما إذا كانت أوتاوا تبذل جهداً كافياً للدفاع عن الكنديين، واكتفت بالقول: "لن نتفاوض علناً".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ 7 ساعات
- BBC عربية
"من المنتصر في الحرب العالمية؟"- مقال رأي في نيويورك تايمز
في جولة عرض صحف اليوم، تناولت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أبرز القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة، فيما ركزت صحيفة الغارديان البريطانية على الأزمة الأوكرانية، حيث ناقشت احتمالات سقوط أوكرانيا وتأثير ذلك على الاستقرار الإقليمي والدولي. أما صحيفة الفاينانشال تايمز، فقد تطرقت إلى تأثيرات فصل الصيف على الصحة النفسية. في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز، يستعرض الكاتب روس داوثات ملامح السياسة الخارجية الأمريكية، مشيراً إلى انسحاب الولايات المتحدة "الفوضوي" من أفغانستان، وغزو روسيا لأوكرانيا، وتصاعد الصراعات بين إسرائيل وكل من غزة ولبنان وإيران، ليصل في تحليله إلى الصين التي يصفها بـ"أشد خصوم أمريكا". ويشير داوثات إلى أنه في حال اندلاع حرب بين الولايات المتحدة والصين، فإن هذه الأزمات الإقليمية، من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط، ستُعاد قراءتها في كتب التاريخ "كمقدمات لحرب عالمية ثالثة". ورغم أن الكاتب يرى أن الوضع الحالي لم يبلغ بعد مستوى "الانفجار الكارثي"، إلا أنه يؤكد على أهمية النظر إلى واقع الولايات المتحدة من منظور عالمي، حيث تشكّل كل من روسيا وإيران والصين، في رأيه، تحالفاً يسعى لاختبار النفوذ الأمريكي. يشير الكاتب إلى أن الولايات المتحدة شهدت تقلبات ملحوظة في السنوات الأخيرة، لافتاً إلى أن الفترة بين عامي 2021 -2022 أظهرت الولايات المتحدة في موقع "الضعف"، خاصة بعد انسحابها من أفغانستان و"المبالغة"، حسب تعبيره، في الوعود المقدّمة لأوكرانيا. في المقابل يرى داوثات أن "الانتكاسات" التي تعرضت لها روسيا في أوكرانيا، إلى جانب النجاحات الأمريكية وقدرتها على حشد الدعم الدولي لأوكرانيا، قادت إلى موجة من الفخر وتجدد الثقة في استمرار الهيمنة الأمريكية، على حد تعبيره. غير أن هذا التفاؤل استمر حتى "فشل" آخر هجوم أوكراني، وهجمات حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث عاد المزاج العام إلى التشاؤم. ويفسر المقال النظرة التشاؤمية بتراجع قدرة أمريكا على حماية حلفائها، تحت قيادة رئيس "منهك بسبب تقدمه في السن"، في إشارة إلى الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن. يرى الكاتب أن الشعور بالأزمة ساهم في عودة ترامب إلى السلطة، لكن بداية ولايته أثارت مخاوف من إنهائه الصراع العالمي عبر التخلي عن الحلفاء وعقد صفقات مع "الطغاة". يقول داوثات إن قصف ترامب للبرنامج النووي الإيراني جاء تتويجاً لفترة تراجع فيها نفوذ طهران، لكن التهديد لايزال قائماً، كما أن أزمة غزة مستمرة بلا حل. و تراجع ترامب عن تقنين السلاح لأوكرانيا لا يخفي محدودية الترسانة الأمريكية، ولا يلغي استمرار روسيا في كسب الأراضي ببطء. ويرى الكاتب أن الصين تمثل خصماً أكثر جدية من روسيا أو إيران، لكنها في الوقت نفسه لاعب شديد الحذر، يكتفي بمراقبة تحركات حلفائها دون أن تتدخل مباشرة، بحسب ما جاء في المقال. يخلص الكاتب إلى أن السياسة الخارجية الأمريكية بحاجة إلى استراتيجية طويلة الأمد لمواجهة الصين، بالإضافة إلى مرونة قصيرة الأجل، تجمع بين الانفتاح على السلام والاستعداد للحرب، في ظل صراع عالمي، على حد تعبيره. "ماذا لو سقطت أوكرانيا؟" نقرأ مقالاً للكاتب سيمون تيسدال، مختص بالشؤون الخارجية في صحيفة الغارديان البريطانية، ويطرح في مقاله تساؤلاً "ماذا لو سقطت أوكرانيا؟ ويشير من خلاله إلى أن هذا السيناريو لم يعد مجرد احتمال نظري، و يتطلب إجابة عاجلة. يفتتح الكاتب مقاله بالقول إن أوكرانيا تقاتل، على مدار 40 شهراً الغزو الروسي، ما تسبب في خسائر بشرية هائلة وتدمير واسع، وسط فشل عالمي في إيقاف المأساة. ويشير المقال إلى أن التصعيد الروسي في الحرب، إلى جانب تعثر الدعم الأمريكي وجهود السلام، ما يجعل التراخي في الردود يبدو غير مبرر. ويستدعي طرح سؤال: ماذا لو سقطت أوكرانيا؟. يجيب تيسدال بأن سقوط أوكرانيا سيكون "فشلاً استراتيجياً ملحمياً للغرب، يعادل أو يتجاوز كوارث أفغانستان والعراق"، مشيراً إلى أن العواقب السلبية على أوروبا وبريطانيا والتحالف الأطلسي والقانون الدولي ستكون كبيرة ومقلقة. يذكر المقال أنه منذ أواخر عام 2023، مع توقف الهجمات المضادة الأوكرانية، بات واضحاً أن أوكرانيا "لم تحقق نصراً"، في حين تقدمت القوات الروسية ببطء وثبات، بحسب وجهة نظر الكاتب. يستعرض تيسدال تقديرات تشير إلى أن الخسائر الروسية تجاوزت مؤخراً "مليون قتيل وجريح"، لكنه يوضح أن القوات الروسية تستمر في الهجوم رغم ذلك. ويعبر الكاتب عن قلقه إزاء قدرة أوكرانيا على الصمود لفترة أطول، سواء على الصعيد الدبلوماسي أو السياسي، ويشير إلى أن مستقبل صمودها أصبح محل شك، حسب قوله. في المقابل، يشير المقال إلى أن أوكرانيا تعاني من نقص الدول الصديقة التي يمكنها الاعتماد عليها، حيث جمع بوتين تحالفاته من الصين وإيران وكوريا الشمالية لدعم ما وصفه بآلة الحرب، بينما يعاني تحالف الغرب بقيادة بريطانيا وفرنسا من حالة جمود. يتوصل الكاتب في تحليله إلى نتيجتين يراهما الأكثر ترجيحاً، إما حرب بلا نهاية، أو انهيار أوكرانيا، مشدداً على أن الهزيمة وتسوية الصراع وفق الشروط الروسية ستُعد هزيمة للغرب بأكمله، ولن تمثل أي من النتيجتين نصراً حقيقياً، لأي من الطرفين. ويدعو المقال إلى بذل جهود أكبر لإقناع السياسيين والجمهور الروسي بأن هذه الحرب، التي كلفت بلادهم غالياً من الأرواح والموارد، يمكن إنهاؤها من خلال التفاوض، وأن المخاوف الأمنية المشروعة سيتم التعامل معها، وأن البدائل أسوأ بكثير. ويختتم تيسدال بالقول إن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين هو من يجب أن يسقط وليست أوكرانيا" بحسب ما جاء في المقال . حزن الصيف... هل هو حقيقي؟ وفي صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية، نطالع مقالاً بقلم جيميما كيلي، وتشير الكاتبة إلى أن الصيف، رغم متعته وإجازاته، قد يصاحب شعور بالكآبة والقلق لدى كثيرين، بسبب الشعور بالضغط لمواكبة حياة الآخرين، والشعور بعدم الرضا عن أجسادهم، بالإضافة إلى القلق من سرعة انتهاء الموسم. توضح الكاتبة أن الانقلاب الصيفي يشير إلى بداية الصيف فلكياً وليس منتصفه، لكن قصر الأيام تدريجياً بعده يخلق شعوراً بانتهاء الصيف بسرعة. وتضيف أن القلق من نهاية الصيف هو شعور عالمي، حيث يشعر الكثيرون به حتى قبل بداية الصيف. يشير المقال إلى أن هناك من لا يتحمل حرارة الصيف أو حتى فكرة الصيف نفسها، فهم يعدّون الأيام لأسباب مختلفة، مثل كرههم للشمس، والتواصل الاجتماعي، والملابس الخفيفة، ويفضلون الطقس البارد والمعتدل. تقول كيلي: "لا شيء أكثر كآبة من أن تشعر بالحزن عندما يُفترض بك أن تكون سعيداً." وتشير إلى أن الشتاء يوفر عذراً مريحاً للكآبة بسبب جوه المظلم والكئيب، ويمكننا التعبير عن ذلك مع الآخرين. أما الحزن في يوم مشمس، فهو أكثر إزعاجاً وعزلة عاطفية، لكنه في الواقع أكثر شيوعاً مما نعتقد. تلفت الكاتبة إلى أن الأبحاث تظهر باستمرار أن معدلات الانتحار في البلدان ذات المناخ المعتدل، تصل إلى ذروتها في أواخر الربيع أو أوائل الصيف، وتكون في أدنى مستوياتها خلال الشتاء. "أظهر تحليل أُجري عام 2019 وشمل 19 دراسة من دول متعددة أن ارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجة مئوية واحدة مرتبط بزيادة معدلات الانتحار بنسبة 1.7 في المئة." توضح الكاتبة أن الصيف في ظل المناخ المتغير لا يجلب فقط ضغوطاً اجتماعية، بل يؤثر أيضاً جسدياً بسبب ارتفاع درجات الحرارة، مما يسبب أعراضاً مشابهة للقلق مثل تسارع ضربات القلب والدوار. ترى الكاتبة في مقالها أن الحزن لا يقتصر على الأيام الباردة فقط، وأن الصيف ليس فترة سعادة دائمة.


BBC عربية
منذ 16 ساعات
- BBC عربية
ترامب يفرض رسوم جمركية جديدة على الاتحاد الأوروبي والمكسيك، وماكرون يدعو للدفاع "بحزم" عن أوروبا
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السبت، إنه يعتزم فرض رسوم جمركية بنسبة 30 في المئة على المكسيك والاتحاد الأوروبي، في إطار ضغط إضافي للدفع نحو إبرام اتفاقات تجارية. وقال ترامب في رسالتين منفصلتين نشرهما على منصته "تروث سوشال"، إن الرسوم ستدخل حيّز التنفيذ في الأول من أغسطس/آب، مشيراً إلى دور المكسيك في "تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة"، واختلال الميزان التجاري مع الاتحاد الأوروبي. والنسبة التي أعلنها ترامب تتخطى نسبة الـ 25 في المئة، التي فرضها في وقت سابق على السلع المكسيكية. وكذلك الحال بالنسبة للاتحاد الأوروبي، إذ تخطّت النسبة تلك التي أعلنها ترامب في أبريل/نيسان الماضي، وبلغت 20 في المئة. ولم تقتصر الإعلانات عن الرسوم الجمركية على المكسيك والاتحاد الأوروبي فقط، إذ وجه ترامب منذ مطلع الأسبوع الجاري رسائل لأكثر من 20 بلداً، لإبلاغها بالرسوم الجمركية الجديدة. وكانت كندا، الجارة الحليفة للولايات المتحدة، قد تلقّت كذلك رسالة مماثلة حدد فيها ترامب نسبة الرسوم على سلعها بـ 35 في المئة. كيف بدأت قصة الرسوم الجمركية؟ منذ عودته إلى سدة الرئاسة الأمريكية في يناير/كانون الثاني 2025، أعلن ترامب فرض رسوم على الشركاء التجاريين لبلاده، ما أحدث اضطراباً في الأسواق المالية وأثار مخاوف من تدهور الاقتصاد العالمي. وفي مطلع أبريل/نيسان، وقع ترامب أمراً تنفيذياً فرض بموجبه "رسوماً جمركية مضادة" على واردات بلاده من دول العالم بنسب متفاوتة، فيما أطلق عليه "يوم التحرير"، لكنه عاد في 9 أبريل/نيسان، ليعلن تعليق فرض الرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً. وخلال تلك المدة، واجهت إدارة الرئيس الأمريكي ضغوطاً لإبرام اتفاقات مع الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، بعدما وعدت بالتفاوض حولها. وحتى الآن، لم تعلن الإدارة الأمريكية عن التوصل لاتفاقات تجارية باستثناء اتفاقين أبرمتهما مع بريطانيا وفيتنام، إلى جانب خفض مؤقت للرسوم مع الصين. وكان من المفترض أن تنتهي تلك المهلة في 9 يونيو/تموز الجاري، أي يوم الأربعاء الماضي، إذ تهياّ الاتحاد الأوروبي وعشرات البلدان الأخرى لزيادة الرسوم الجمركية الأمريكية المحددة حالياً عند 10 في المئة، لكن ترامب عاد ومددّ المهلة حتى الأول من أغسطس/آب. ماذا كانت ردة فعل الاتحاد الأوروبي؟ وفي ردّ فعل أولي على إعلان الرئيس الأمريكي تطبيق رسوم جمركية بنسبة 30 في المئة على الاتحاد الأوروبي، حذّر الاتحاد من أن الرسوم الجديدة قد تؤدي إلى تعطيل سلاسل التوريد، لكنّه أبدى استعداده لمواصلة العمل على اتفاق مع واشنطن. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، في بيان، إن فرض رسوم بنسبة 30 في المئة على صادرات الاتحاد الأوروبي، سيؤدي إلى تعطيل سلاسل التوريد على حساب الشركات والمستهلكين والمرضى على ضفتي الأطلسي. وأضافت: "ما زلنا مستعدين لمواصلة العمل نحو اتفاق بحلول الأول من أغسطس/آب"، لكنها لوّحت باتخاذ "إجراءات مضادة متكافئة" عند الضرورة "للحفاظ على مصالح الاتحاد الأوروبي". وكان الاتحاد الأوروبي قد أعدّ لرسوم مضادة على منتجات أمريكية تصل قيمتها إلى نحو 21 مليار يورو، بعد أن فرض ترامب رسوماً منفصلة على واردات الصلب والألمنيوم في وقت سابق من هذا العام. لكن هذه الرسوم عُلّقت حتى 14 يوليو/تموز، ولم يتخذ المسؤولون الأوروبيون حتى اللحظة أي إجراء لتمديد هذا التعليق. من جهته، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن "استياء فرنسا الشديد" مما أعلنه الرئيس الأمريكي، ودعا الاتحاد الأوروبي الى "الدفاع بحزم عن المصالح الأوروبية". فيما دعت وزيرة الاقتصاد الألمانية، كاترينا رايشه، في بيان، الاتحاد الأوروبي، إلى التفاوض "بشكل براغماتي مع الولايات المتحدة" فيما تبقّى من وقت، للتوصل إلى حل يركز على نقاط الخلاف الرئيسية. ماذا كانت ردة فعل المكسيك؟ وكان ترامب قد وجّه رسالة لنظيرته المكسيكية، كلاوديا شينباوم، قال فيها إن المكسيك "تساعدني في ضبط الحدود، لكن ما تفعله المكسيك غير كاف"، مؤكداً فرض تعريفات بنسبة 30 في المئة على السلع المكسيكية الواردة إلى الولايات المتحدة. وقالت الحكومة المكسيكية إنها تبلغت بالتهديد الجديد في محادثات مع الولايات المتحدة الجمعة. ووصفت المكسيك الرسوم بأنها "اتفاق مجحف"، لكن رئيستها، كلاوديا شينباوم، أعربت عن ثقتها بـ "التوصل الى اتفاق" مع الولايات المتحدة حول الرسوم الجمركية. وقالت شينباوم إن بلادها ستتوصل إلى اتفاق مع حكومة الولايات المتحدة، مضيفةً أن إجراء مفاوضات سيتيح الحصول على "شروط أفضل" في الأول من أغسطس/آب، موعد تطبيق الرسوم الجديدة. وقال وزيرا الاقتصاد والخارجية المكسيكيان، في بيان مشترك: "ذكرنا على طاولة التفاوض أنه اتفاق مجحف وأننا لا نوافق عليه".


BBC عربية
منذ 2 أيام
- BBC عربية
قبل انتهاء المفاوضات، ترامب يعلن عن رسوم جمركية بنسبة 35 في المئة على الواردات الكندية
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيفرض رسوما جمركية بنسبة 35 في المئة على السلع الكندية اعتباراً من الأول من أغسطس/آب، قبل انتهاء المدة التي حددها البلدان للتوصل إلى اتفاق تجاري جديد. وجاء الإعلان على شكل رسالة نشرها ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي "سوشيال تروث"، ضمن تهديدات أخرى بفرض رسوم جمركية شاملة بنسبة تتراوح بين 15 في المئة و 20 في المئة على معظم الشركاء التجاريين. من جهته، قال رئيس الوزراء الكندي مارك كارني إن حكومته ستواصل حماية العمال والشركات في البلاد، بينما يقترب الموعد النهائي للمدة المحددة للمفاوضات التجارية. وأرسل ترامب أكثر من عشرين رسالة مماثلة إلى شركاء تجاريين آخرين للولايات المتحدة هذا الأسبوع، كما قال إنه سيعلن قريباً عن رسوم جمركية جديدة على الاتحاد الأوروبي. وكما هو الحال مع كندا، تعهد ترامب بتنفيذ تلك الرسوم الجمركية بحلول الأول من أغسطس/آب. وتم بالفعل فرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 25 في المئة على بعض السلع الكندية، كما تضررت كندا بشدة من الرسوم الجمركية العالمية التي فرضها ترامب على الصلب والألمنيوم والسيارات - على الرغم من وجود إعفاء حالي للسلع التي تتوافق مع اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية. وتشير وسائل إعلام أمريكية إلى أن الإعفاء من اتفاقية كندا والولايات المتحدة والمكسيك (CUSMA) سيظل سارياً حتى مع تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية. كما فرض ترامب رسوماً جمركية عالمية بنسبة 50 في المئة على واردات الألومنيوم والصلب، ورسوما جمركية بنسبة 25 في المئة على جميع السيارات والشاحنات المُصنّعة خارج الولايات المتحدة. كما أعلن مؤخراً عن فرض رسوم جمركية بنسبة 50 في المئة على واردات النحاس، ومن المقرر أن تدخل حيز التنفيذ الشهر المقبل. وتبيع كندا حوالي ثلاثة أرباع بضائعها إلى الولايات المتحدة، كما أنها تعتبر مركزاً لتصنيع السيارات ومورداً رئيسياً للمعادن، مما يجعل الرسوم الجمركية الأمريكية مضرة لهذه القطاعات بشكل خاص. وجاء في رسالة ترامب أن الرسوم الجمركية البالغة 35 في المئة، ستكون منفصلة عن تلك الرسوم المفروضة على قطاعات محددة. وأضاف ترامب: "كما تعلمون، لن تكون هناك رسوم جمركية إذا قررت كندا - أو الشركات داخلها - بناء أو تصنيع منتجات داخل الولايات المتحدة". كما ربط ترامب الرسوم الجمركية بما سمّاه "فشل كندا" في وقف تدفق الفنتانيل إلى الولايات المتحدة، فضلاً عن الرسوم التي تفرضها كندا حالياً على مزارعي الألبان في الولايات المتحدة والعجز التجاري بين البلدين. ما هي الرسوم الجمركية التي أعلنها ترامب؟ ولماذا؟ يقول ترامب: "إذا تعاونت كندا معي لوقف تدفق الفنتانيل، فربما ندرس تعديل هذه الرسالة. قد تُعدّل هذه الرسوم، بزيادتها أو نقصانها، حسب علاقتنا". واتهم ترامب كندا في السابق - إلى جانب المكسيك - بالسماح "لأعداد كبيرة من الناس بالدخول إلى الولايات المتحدة ودخول الفنتانيل". وفي رده على منصة إكس، قال رئيس الوزراء الكندي مارك كارني إن بلاده حققت تقدماً جوهرياً "لوقف آفة الفنتانيل" في أمريكا الشمالية، وإن حكومته ملتزمة بمواصلة العمل جنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة لحماية المجتمعات في كلا البلدين. وفقًا لبيانات الجمارك وحرس الحدود الأمريكي، تُصادر حوالي 0.2 في المئة فقط من جميع كميات الفنتانيل التي تدخل إلى الولايات المتحدة عبر الحدود الكندية، أما باقي الكمية، فتُصادر عبر الحدود الأمريكية مع المكسيك. وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت كندا أيضاً عن زيادة التمويل لأمن الحدود وعينت مسؤولاً عن مكافحة الفنتانيل رداً على شكاوى ترامب. وانخرطت كندا في محادثات مكثفة مع الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة للتوصل إلى اتفاق تجاري وأمني جديد. وفي قمة مجموعة السبع في يونيو/حزيران الماضي، قال كارني وترامب إنهما ملتزمان بالتوصل إلى اتفاق جديد خلال 30 يوماً، وحددا موعداً نهائياً لانتهاء المفاوضات في 21 يوليو/تموز الجاري. وهدّد ترامب في رسالته بزيادة الرسوم الجمركية على كندا إذا ردّت بالمثل. وفرضت كندا بالفعل رسوماً جمركية مضادة على الولايات المتحدة، وتعهّدت بفرض المزيد إذا لم يتوصل الجانبان إلى اتفاق بحلول الموعد النهائي. وفي أواخر يونيو/حزيران، ألغى رئيس الوزراء الكندي ضريبة على شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى، بعد أن وصفها ترامب بأنها "هجوم صارخ" وهدد بإلغاء محادثات التجارة. وقال كارني إن الضريبة تم إلغاءها "كجزء من مفاوضات أكبر" بشأن التجارة بين البلدين. ورفضت وزيرة الصناعة الكندية ميلاني جولي، الجمعة، أسئلة وسائل الإعلام حول ما إذا كانت أوتاوا تبذل جهداً كافياً للدفاع عن الكنديين، واكتفت بالقول: "لن نتفاوض علناً".