logo
إسرائيل تريد اتفاقا يحقق لها النصر والمقاومة ترد بالاستنزاف

إسرائيل تريد اتفاقا يحقق لها النصر والمقاومة ترد بالاستنزاف

الجزيرةمنذ 16 ساعات
مع تمسك تل أبيب بفرض اتفاق يتضمن استسلاما للمقاومة وسيطرة على نصف مساحة قطاع غزة تقريبا والتحكم في توزيع المساعدات، رفع الفلسطينيون وتيرة عملياتهم على الأرض وأصبحوا يعتمدون الاستنزاف وسيلة أساسية لإنهاء الحرب بالطريقة التي لا يريدها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية.
ففي الوقت الذي يتحدث فيه نتنياهو ومن قبله الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن اتفاق محتمل خلال أيام قليلة، أكد محمد الهندي نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي أن المطروح هو مقترح استسلام لن تقبل به المقاومة، وقال إن حرب الاستنزاف تصب في مصلحة المقاومة رغم الأثمان الباهظة التي يدفعها المدنيون.
وتحاول إسرائيل فرض اتفاق ينتهي بسيطرتها على 40% من مساحة غزة والتحكم في توزيع المساعدات وحصرها في مدينة خيام تخطط لإقامتها على أنقاض رفح جنوبي القطاع، بينما تتمسك المقاومة بالانسحاب الكامل ووقف الحرب وإعادة مهمة توزيع المساعدات إلى الأمم المتحدة.
ومع اتساع الخلاف بين الجانبين، صعدت المقاومة من عمليتها خلال الأيام الأخيرة على نحو يقول الخبير العسكري العميد إلياس حنا إنه يجعل إسرائيل غير قادرة على تحقيق مكاسب تكتيكية على الأرض، فضلا عن المكاسب الإستراتيجية في المفاوضات.
الاستنزاف في مصلحة المقاومة
تأقلمت المقاومة على الوضع الميداني وأصبحت تعمل بلا مركزية كاملة وبأقل عدد ممكن من المقاتلين لإلحاق خسائر كبيرة بصفوف الاحتلال، كما حدث في بيت حانون مؤخرا.
علاوة على ذلك، انتقل المقاومون إلى مرحلة السعي لأسر جنود خلال العمليات، وهو ما اعترف به الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي عندما أكد أن جنديا قتل خلال محاولة أسره من جانب المقاومة في خان يونس.
وغياب القيادة المركزية للعمليات جعل جيوب المقاومة تقاتل حسب الهدف المتاح لها، ولم تعد إسرائيل تمتلك معلومات عملياتية تمكنها من إحباط هذه الهجمات أو التعامل مع هذه الجيوب، كما قال حنا في برنامج "مسار الأحداث".
وفي ظل حالة الإنهاك الشديد التي يعيشها جيش الاحتلال، وعجزه عن التعامل مع حرب المدن التي تشنها المقاومة، فإن عملية الاستنزاف الحالية ستخدم المقاومة بشكل أكبر.
لكن إسرائيل -رغم كل هذه الخسائر- تحاول فرض رؤيتها لما بعد الحرب من خلال الاتفاق المحتمل للهدنة، لأنها ربما لا تكون قادرة على تجديد المعارك بعد انتهاء مدة الـ60 يوما المقترحة لوقف القتال، كما يقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى.
فإسرائيل التي كانت تدخل حروبا خاطفة لتحقيق إنجازات عملياتية يمكنها تحويلها لمنجزات سياسية، أصبحت اليوم تتخبط بين عشرات التصورات لما يجب أن تنتهي عليه هذه المواجهة.
صحيح أن الحكومة تحاول استعادة نصف الأسرى خلال هدنة الـ60 يوما، لكن خشيتها من عدم قدرتها على استئناف القتال تدفعها لتضمين الاتفاق شروطا يمثل قبولها تحقيقا لأهداف الحرب السياسية التي لم تنجح في تحقيقها عسكريا، في ظل تلاشي المبررات التي قد يستند إليها نتنياهو لتجديد الحرب.
رهان على الميدان
في الوقت نفسه، لم يعد أمام المقاومة إلا التمسك بشروطها والاعتماد على الميدان لإجبار تل أبيب على الذهاب لإنهاء الحرب، لا سيما أن الجانب الفلسطيني لا يمتلك ظهيرا سياسيا ولا عربيا، كما يقول الباحث السياسي سعيد زياد.
ولأنه من غير المعقول القبول بحشر الفلسطينيين في حيز ضيق بمدينة رفح ، والسماح للاحتلال بتشغيل عملاء لإدارة القطاع، فإن رهان المقاومة يظل محصورا بإلحاق خسائر كبيرة بالجيش حتى يدفعه للخلاف مع القيادة السياسية الإسرائيلية.
وترفض المقاومة مطلب الولايات المتحدة بالتركيز على تبادل الأسرى وإدخال المساعدات وإرجاء القضايا الخلافية الأخرى لحين التوصل لاتفاق نهائي بشأن هاتين النقطتين. وقد أكد الهندي -في مقابلة مع الجزيرة- أن المقاومة لن تسمح لواشنطن وتل أبيب بالتلاعب بمستقبل الفلسطينيين وتمهيد تهجيرهم.
وفي حين قالت هيئة البث الإسرائيلية إن نتنياهو سيعقد، مساء اليوم الأحد، جلسة مشاورات بشأن صفقة تبادل، دعت عائلات الأسرى الإسرائيليين إلى التظاهر والضغط على الحكومة نتنياهو للإسراع بإبرام صفقة شاملة وإنهاء الحرب.
وحمّلت العائلات "حكومة المتطرفين" المسؤولية عن المماطلة بلا نهاية وكسب مزيد من الوقت لتحقيق أهدافه السياسية الداخلية والمحافظة على ائتلافه الحكومي من التفكك.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

2150 اعتداء في 7 أشهر.. المستوطنون يصعّدون بالضفة وغياب دعم السلطة
2150 اعتداء في 7 أشهر.. المستوطنون يصعّدون بالضفة وغياب دعم السلطة

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

2150 اعتداء في 7 أشهر.. المستوطنون يصعّدون بالضفة وغياب دعم السلطة

رام الله-"عشت لحظات رعب حقيقية، لولا رحمة الله لكنت الشهيد الثالث" بهذه الكلمات وصف سليمان عصفور لحظات الرعب التي عاشها خلال محاولته إسعاف أحد المصابين من قريته سنجل بالضفة الغربية المحتلة بعدما حاصرته مجموعة من المستوطنين المسلحين وفتحوا النار عليه. وتعيش قرية سنجل شمال رام الله منذ أشهر تحت حصار غير معلن تتعرض فيه لاعتداءات متكررة من المستوطنين، وسط غياب أي حماية فعلية، ففي مواجهة عنف منظم ومدعوم من جيش الاحتلال يقف الأهالي وحدهم بوسائل بسيطة وجهود فردية للدفاع عن أنفسهم. وقال عصفور للجزيرة نت إن أكثر من 20 مستوطنا هاجموه خلال توجهه لإجلاء مصاب في المنطقة التي وقعت فيها الاعتداءات مساء أمس الأول الجمعة واستشهد فيها اثنان جراء الاعتداء عليهما من قبل المستوطنين. وتابع "القوات الإسرائيلية كانت في المنطقة وخلال دقائق تركتنا لمصيرنا مع المستوطنين، ثم أغلقت مداخل القرية بالكامل والطرق المؤدية إلى المنطقة ومنعت المواطنين من الوصول لمساندة الشباب، مما مكن المستوطنين من الاستفراد بهم". عصفور (32 عاما) -الذي يعمل في مجال الخدمة المدنية بالقرية منذ سنوات- يرى أن اعتداءات المستوطنين خلال الفترة الفائتة خطيرة وتنذر بخطر أكبر على القرية والمناطق المحيطة بها "في كل مرة تكون أكثر حدة، لم نعد نتحدث عن اعتداءات بقصد التخريب والترهيب، بل بقصد القتل". سجن كبير وخلال الأشهر الفائتة تعرضت قرية سنجل إلى اعتداءات مباشرة ومتكررة من قبل المستوطنين، وتزامن ذلك مع انتهاء قوات الاحتلال الإسرائيلي من بناء جدار عازل حوّل القرية إلى سجن كبير، فالدخول والخروج منها يتم عبر بوابات يتحكم بها جنود الاحتلال، مما عزلها عن محيطها الفلسطيني. القرية التي يسكنها 8 آلاف فلسطيني يحيط بها عدد من المستوطنات، بعضها بني منذ عقود، ولكنها بعيدة عن المناطق العمرانية في القرية، لكن بناء بؤرتين استيطانيتين في منطقة جبل الباطن والتل أدخل القرية في حلقة جديدة من هذه الاعتداءات. وخلال نضال أهالي القرية المستمر استطاعوا تفكيك البؤرة الاستيطانية الموجودة على منطقة التل، وبقي النضال منصب على البؤرة الثانية المقامة على أرض مشتركة مع قرية المزرعة الشرقية المجاورة، والتي كانت مسرحا لجريمة المستوطنين ضد الأهالي وأدت إلى استشهاد الفلسطينييْن الاثنين وإصابة أكثر من 20 فلسطينيا. ويقول مسؤول الدائرة القانونية في بلدية سنجل المحامي أنور غفري إن الأرض المقامة عليها هذه البؤر هي أراض تخضع بشكل مباشر للسلطة الفلسطينية -أراض مصنفة وفقا لتقسيمات أوسلو"أ" و"ب"- حيث قام المستوطنون قبل شهرين تقريبا بنصب خيام عليها. مساندة من الاحتلال ويضيف غفري للجزيرة نت أن الأهالي في البداية ظنوا أنه تصرف فردي، وتواصل المسؤولون المحليون مع الارتباط العسكري الفلسطيني لمعالجة الأمر مع الارتباط العسكري الإسرائيلي، لكن الأمر كان أكبر من ذلك، فقد كانت هذه البؤر نقطة انطلاق لاعتداءات جماعية من قبل المستوطنين على الأهالي والمنطقة وبحماية كاملة وإسناد من قبل قوات الاحتلال. وأوضح المسؤول الفلسطيني أن الخطورة في هذه الاعتداءات تكمن في أنها تجري بصورة منظمة ومنهجية، في المقابل فإن مواجهتها تكون بجهود فردية وغير رسمية من قبل أهالي القرية والقرى القريبة منها دون تدخل من السلطة الفلسطينية. وتابع "نحن الآن أمام خيارين، أفضلهما سيئ، التصدي الفردي سيجعلنا عرضة لخسارة المزيد من الأرواح، وفي حال قام أحدهم بالتصدي للمستوطنين يكون مصيره الاعتقال والاعتداء عليه من قبل جيش الاحتلال". ومن خلال خبرته الطويلة في المتابعة القانونية ضد هذه الممارسات وقناعته بالعجز الفلسطيني عن مواجهة الأدوات الإسرائيلية في المحاكم يرى غفري أن المطلوب تكاتف جهود المواطنين في كل المناطق، وليس في المناطق المهددة ب الاستيطان فقط، إلى جانب تفعيل دور المؤسسات الرسمية من خلال دعم ممنهج ومستدام للأفراد والمؤسسات التي تخوض هذه المعركة. تحرك سياسي فاعل تصاعد اعتداءات المستوطنين لا يقتصر على بلدة سنجل، فقد شهدت الضفة الغربية تصاعدا كبيرا في الاعتداءات، وبحسب وحدة التوثيق في هيئة مقاومة الجدار فإن عدد اعتداءات المستوطنين منذ بداية العام الحالي تجاوزت الـ2150 اعتداء وهو يقارب عدد هذه الاعتداءات خلال العام الفائت كله، أي أن هذه الاعتداءات زادت الضعف مقارنة بالعام 2024. وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أصيب منذ بداية 2025 نحو 350 فلسطينيا جراء اعتداءات المستوطنين، أي بمتوسط يقارب مصابين يوميا. ويرى الحقوقي شعوان جبارين مدير مؤسسة الحق (مؤسسة حقوق إنسان غير حكومية ومستقلة) أن سياسة التصعيد والاعتداءات ضد الأهالي هي إحدى أدوات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة لتطبيق سياستها لتهجير الفلسطينيين والاستيلاء على الأراضي. وتابع جبارين في حديث للجزيرة نت "هؤلاء المستوطنون راسخ في أذهانهم ما حدث عام 1948 بأن قتل الفلسطينيين في قراهم والاعتداء عليهم أديا إلى تهجيرهم، فهم يرون الآن أن مزيدا من العنف يمكن أن يحقق الهدف بشكل أسرع". إعلان وبحسب جبارين، فإنه من المهم التوضيح أن هؤلاء المستوطنين لا ينطبق عليهم مفهوم المستوطنين بصفتهم المدنية وإنما العسكرية، فمعظمهم مسلحون ويخدمون في الجيش، فهي مليشيات منظمة تتبع بشكل مباشر للحكومة. ويرى جبارين أن السؤال الأهم الآن هو: أين دور السلطة الفلسطينية في مواجهة هذه الاعتداءات؟! وتابع "رغم كل هذه الاعتداءات فإن السلطة لم تتخذ خطوة سياسية واحدة، ولا يزال التنسيق الأمني مستمرا، على السلطة التحرك سياسيا لفضح هذه الممارسات، واستغلال المواقف المتقدمة من بعض الدول الأوروبية لفرض عقوبات جدية على إسرائيل للضغط عليها لوقف هذه الاعتداءات".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store