
تهديدات أوكرانية تخيّم على الاحتفالات الروسية بذكرى النصر على النازية
وتعود تقاليد إقامة الاستعراضات العسكرية في الساحة الحمراء لإحياء ذكرى النصر على ألمانيا النازية إلى 24 يونيو/حزيران 1945، وكانت تقام في الأعوام اليوبيلية فقط خلال الحقبة السوفييتية، ولكنها بدأت تنظم سنوياً منذ عام 1996، لارتباط ذكرى النصر بكل عائلة روسية شارك أجدادها في الحرب. وفي السنوات اليوبيلية تتم دعوة قادة مختلف دول العالم لحضور الاستعراض. وتكتسي احتفالات 9 مايو في روسيا أهمية كبيرة في الوجدان القومي، وقد عمل الكرملين على الترويج لكون الهجوم الذي شنّه على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، امتداداً للحرب على النازية.
بوريس ميجويف: زيارة فوتشيش وفيتسو، تدل على انهيار الإجماع الغربي لعزل روسيا
أما الرئيس الصيني، شي جين بينغ، فيجري
زيارة رسمية مطولة
إلى روسيا لا يقتصر برنامجها على المشاركة بالاحتفالات في ذكرى النصر على النازية، بل عقد أمس الخميس، محادثات مطولة مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، دامت لثلاث ساعات ونصف الساعة تركزت على قضايا الدفع بـ"الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي" والقضايا الملحة للأجندتين الدولية والإقليمية، وفق الكرملين.
وفي وقت ظل الغموض سيد الموقف في ما يخص مستوى المشاركة الأميركية في فعاليات ذكرى النصر في موسكو، بعدما
ترددت أنباء
عن أن وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، قد يحل ضيفا على موسكو، إلا أن معاون الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، أوضح في نهاية المطاف، أن محاربين قدامى أميركيين سيحضرون الاستعراض مع توجيه الدعوة إلى السفيرة الأميركية لدى روسيا، لين تريسي
.
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
ترامب يسطو على ثروات أوكرانيا: استعمار اقتصادي عبر اتفاق المعادن
احتفالات ذكرى النصر تكسر عزلة روسيا
في وقت تراهن فيه روسيا على استضافة فعالية بهذا النطاق لكسر العزلة التي تفرضها عليها الدول الأوروبية، وكسب الرأي العام العالمي عبر إعلان هدنة مدتها ثلاثة أيام في أوكرانيا بمناسبة عيد النصر، ثمة مخاوف وتحذيرات من تنفيذ كييف هجمات، سواء في المناطق الحدودية أو على العمق الروسي بغية إفشال الاحتفالات. وما يعزز هذه الترجيحات هو تكثيف أوكرانيا هجماتها بالمسيّرات على مختلف الأقاليم الروسية، بما فيها العاصمة، في الأيام الأخيرة، بالإضافة إلى تحذير وجهه الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، مفاده أن أوكرانيا لا تستطيع أن تضمن للدول الثالثة سلامة ممثليها المتوجهين إلى موسكو لحضور الاستعراض.
وأكد الرئيس الأوكراني، أمس الخميس، في خطاب لمناسبة مرور 80 عاماً على الانتصار على ألمانيا النازية، أنه يجب "محاربة الشر" الروسي "معاً"، بعد أكثر من ثلاث سنوات على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال زيلينسكي في خطاب نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي: "يجب أن يُحارب (الشرّ الروسي)، معاً، بعزيمة وبقوة". وندّد بالاحتفالات الضخمة التي ينظمها الكرملين في موسكو، اليوم، بهذه المناسبة، مؤكدا أنّها "ستكون استعراضاً للوقاحة والأكاذيب".
وفي موازاة بدء سريان مفعول الهدنة المعلنة روسياً من طرف واحد ليلة الخميس، جدّد زيلينسكي اقتراحه وقف إطلاق النار لمدة لا تقل عن 30 يوماً، ما يعزّز التوقعات بألا تقدم أوكرانيا على تنفيذ أي هجمات داخل موسكو، وفق ما يوضحه كبير الباحثين في معهد المعلومات العلمية حول العلوم الاجتماعية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، بوريس ميجويف، دون أن يستبعد في الوقت ذاته احتمال تنفيذها عمليات ما، في المناطق الحدودية، مثل التوغل في مقاطعة ما لإفساد أجواء احتفالات عيد النصر.
ويقول ميجويف في حديث لـ"العربي الجديد": "لم تُعزل روسيا يوماً من قبل المجتمع الدولي، وإنما من قبل الدول الغربية وحدها، ولكن زيارة فوتشيتش، وبصفة خاصة فيتسو، تدل على انهيار الإجماع الغربي، خصوصاً أن تلميح زيلينسكي بإمكانية وقوع حوادث في موسكو والتصعيد الأوكراني لم يثنهما عن الحضور".
ويقر الباحث في الوقت ذاته بأن زيلينسكي نجح في خلق خلفية سلبية للاحتفالات بعيد النصر، لكنه يتوقع أن "غريزة حفظ الذات ستثني زيلينسكي عن شنّ ضربات على موسكو أثناء وجود عدد كبير من الزعماء الأجانب الذين لا ناقة لهم في النزاع الروسي الأوكراني ولا جمل، ولكن ليس من المستبعد أن تسعى الاستخبارات الأوكرانية لتدبير عملية اغتيال ما في موسكو أو أن يشن الجيش الأوكراني هجوما مباغتا في مقاطعة حدودية ما مثل بيلغورود لتكرار سيناريو التوغل في مقاطعة كورسك وإفساد الأجواء الاحتفالية في موسكو".
ويفند ميجويف المزاعم التي تفيد بأن استمرار النزاع مع أوكرانيا يصب في مصلحة روسيا نظراً لتقدمها على الأرض، قائلاً: "لا تحمل مواصلة الحرب خيراً لا على أوكرانيا وعلى روسيا بعد استنفاد مفعول التداعيات الإيجابية قصيرة الأجل للحرب على الاقتصاد الروسي مثل تطوير قطاع الصناعات الحربية". ويعتبر أن "روسيا أمامها اليوم فرصة سانحة لإنهاء هذه الحرب بشروط مرضية وتخفيف العقوبات الأميركية والاستفادة من التصعيد الأميركي الصيني والفتور الأميركي الأوروبي اللذين يفاقمان التنافس بين مختلف الأطراف الدولية ويؤسسان لنظام عالمي متعدد الأقطاب"، وفق رأيه.
اتهامات أوكرانية لروسيا
في كييف، يرجح المحلل في مركز الاتصال الاستراتيجي والأمن المعلوماتي، مكسيم يالي، هو الآخر ألا تستهدف المسيّرات الأوكرانية الاحتفالات التي يشارك فيها قادة دول أجنبية، محملاً في الوقت نفسه موسكو المسؤولية عن عدم إحراز أي تقدم في مفاوضات التسوية أو تجميد النزاع على الأقل.
مكسيم يالي: قد تقتصر الهجمات الأوكرانية بعيد النصر على ضواحي موسكو
ويقول يالي في حديث لـ"العربي الجديد": "أثبتت أوكرانيا بهجماتها المتكررة على مقاطعة موسكو أن تهديداتها جدّية، ولكن ثمة مسألة أخرى ما إذا كانت ستفعلها أثناء الاستعراض العسكري نظراً لتوافد عدد كبير من قادة الدول الأجنبية، ولذلك قد تقتصر على ضواحي العاصمة الروسية، خصوصاً وأن كييف رفضت هدنة لمدة ثلاثة أيام، مطالبة بمدة لا تقل عن 30 يوما". وكان زيلينسكي قد أرجع رفضه اقتراح الهدنة الروسي إلى أن المدة ثلاثة أو خمسة أو سبعة أيام غير كافية للتوصل إلى أي اتفاق.
ويقلل يالي من واقعية التوصل إلى اتفاق تجميد النزاع خلال الأسابيع المقبلة، معتبراً أن "إدارة الرئيس الأميركي
دونالد ترامب
، أدركت ضعف هذا الاحتمال، ما دفع بها إلى إعلان عن مهلة أخرى مدتها 100 يوم إضافية لتسوية النزاع على ضوء تباين مواقف الجانبين الروسي والأوكراني وابتعادهما عن الحلول الوسطى وإصرار موسكو على التنصل من الموافقة على هدنة طويلة وكأنها تسعى للمماطلة الزمنية ومواصلة الحرب".
بدوره، يقر مؤسس مجموعة "كونفليكت إنتلجنس تيم" Conflict Intelligence Team المعنية بالتحقيقات في النزاعات العسكرية، رسلان ليفييف، هو الآخر، بأن الهدنة التي اقترحها بوتين "خدعة" لتأمين الاستعراض العسكري في موسكو وإصدار رسالة مفادها أن سعي روسيا وترامب لإنهاء الحرب يقابله العناد الأوكراني، محذراً في الوقت ذاته من أن أي محاولة أوكرانية لاستهداف الاحتفالات ستشكل "هدية" للرئيس الروسي لإظهار كييف طرفاً لا يريد السلام.
ويلّخص ليفييف المقيم في الولايات المتحدة والصادر بحقّه حكم غيابي بالسجن لمدة 11 عاماً في روسيا بتهمة "نشر أخبار كاذبة حول الجيش الروسي"، في نشرة يقدمها على "يوتيوب"، مشكلة الاقتراح الأوكراني بشأن الهدنة لمدة 30 يوماً في أن ترامب يتبنى مواقف إيجابية حيال بوتين ولا يحبذ زيلينسكي، وإن كان هذا الأخير أصبح يبدي تفاؤلاً أكبر بعد لقائهما على هامش مراسم توديع البابا فرنسيس في الفاتيكان (26 إبريل/نيسان الماضي).
وكان المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، قد اعتبر أول من أمس الأربعاء، أن أوكرانيا بمواصلتها الهجمات بالمسيّرات على الأقاليم الروسية، تظهر عدم جاهزيتها للتسوية السلمية للنزاع. وقال بيسكوف في حديث للإعلامي المقرب من الكرملين بافيل زاروبين: "يواصلون إظهار جوهرهم وعدم جاهزيتهم وانعدام رغبتهم في السلام وميلهم لأعمال إرهابية وشن ضربات على مواقع ميدانية ومحاولات شن ضربات على مواقع ميدانية". وأكّد المتحدث باسم الرئاسة الروسية أن موسكو تتّخذ "كلّ التدابير اللازمة" لضمان أمن الاحتفالات التي ستبلغ ذروتها اليوم.
تقارير دولية
التحديثات الحية
ترامب في 100 يوم عزّز موقع روسيا وأضعف موقف أوكرانيا

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ 3 ساعات
- القدس العربي
الجزائر تأسف للجوء الاتحاد الأوروبي للتحكيم بخصوص اتفاق الشراكة
الجزائر: أعربت الجزائر، الخميس، عن تفاجئها للقرار الذي وصفته بـ'المتسرع' و'أحادي الجانب' الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي والقاضي باللجوء إلى التحكيم، بسبب ما يعتبره قيودا يفرضها الجانب الجزائري في التجارة والاستثمار. جاء ذلك في بيان لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، ردّت فيه على إخطارها من قبل بروكسل بفتح إجراء تحكيمي بخصوص العراقيل التي يعرفه مسار تطبيق اتفاق الشراكة. وقالت الخارجية الجزائرية، في بيانها، 'قامت المديرية العامة للتجارة التابعة للمفوضية الأوروبية بإخطار السلطات الجزائرية المختصة بقرارها فتح إجراء تحكيمي بشأن ما اعتبر قيودا مفروضة على التجارة والاستثمار، في مخالفة لاتفاق الشراكة الذي يربط الجزائر بالاتحاد الأوروبي'. ولم يذكر المصدر، تاريخ تلقي مراسلة الهيئة الأوروبية، في وقت أشارت وسائل إعلام أوروبية، الأربعاء، إلى لجوء الاتحاد الأوروبي للتحكيم. وترتبط الجزائر والاتحاد الأوروبي باتفاق شراكة جرى توقيعه في 2002، ودخل حيز التنفيذ في 2005، وكان يفترض أن ينجم عنه الوصول إلى التفكيك الجمركي الكامل في غضون 12 سنة لكن العملية تأجلت عدة مرات. وفي ردّه على الإجراء الأوروبي، وجّه وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، الخميس، رسالة رسمية في هذا الشأن إلى كايا كالاس، الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، نائبة رئيس المفوضية الأوروبية، بحسب ذات المصدر. وأعرب عطاف، عن 'تفاجئ الجانب الجزائري من القرار الأوروبي المتسرع والأحادي الجانب'. واعتبر أنه قرار يمثل 'إنهاء لمرحلة المشاورات وإطلاق إجراء التحكيم، رغم عقد جلستين فقط من المشاورات خلال فترة قصيرة لا تتعدى الشهرين، ورغم أن 6 من أصل 8 ملفات محل الخلاف كانت بصدد التسوية'. وأكد عطاف، أن 'مسار المشاورات، الذي جرى في جوّ بنّاء وهادئ، لا يبرر، بأي حال من الأحوال، هذا الانقطاع المفاجئ في الحوار، لا سيما وأن الطرف الجزائري قدّم مقترحات عملية بخصوص النقطتين المتبقيتين، دون أن يتلقى أي ردّ رسمي من نظيره الأوروبي'. واعتبر أن الطابع الأحادي لهذا المسعى الأوروبي، يناقض 'روح ونص اتفاق الشراكة، لا سيما في مادتيه 92 و100'. وعبّر عطاف، 'بشكل خاص عن أسفه لأن الجانب الأوروبي تصرّف كما لو أن مجلس الشراكة، وهو الهيئة المركزية لاتخاذ القرار في إطار الاتفاق، لم يعد قائما'. وذكر أن تقييم نتائج المشاورات واتخاذ القرارات بشأنها يقع حصرا ضمن صلاحيات مجلس الشراكة، ولا يجوز لأي طرف أن يحلّ محله. وأضاف قائلا: 'إن هذا المجلس لم يعقد منذ خمس سنوات، رغم الطلبات المتكررة والملحة من الجانب الجزائر، وهو ما حرم الطرفين من إطار مؤسساتي محوري، الغاية منه ضمان تطور متوازن للعلاقة الثنائية، من جهة، والقيام بدور رئيسي في تسوية النزاعات، من جهة أخرى'. ودعا عطاف، بصفته رئيسا لمجلس الشراكة خلال السنة الجارية، إلى عقد دورة لهذا المجلس في أقرب الآجال الممكنة 'بما يسمح للطرفين بإجراء تقييم شامل ومتوازن لكافة الانشغالات، في إطار احترام الأحكام القانونية المنصوص عليها في اتفاق الشراكة'. ومنذ سنوات، تطالب الجزائر بمراجعة اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوربي، الذي وصفته بأنه 'مجحف' وغير 'متوازن' وتسبب في خسائر مالية كبيرة لها. وقدّر خبراء في الجزائر خسائر البلاد جراء اتفاق الشراكة مع بروكسل بأكثر من 30 مليار دولار. في المقابل، تعتبر بروكسل أن فرض الجزائر لنظام رخص الاستيراد منذ 2021، وتقليص استيراد عديد المنتجات سبب خسائر للشركات الأوروبية. (الاناضول)


العربي الجديد
منذ 9 ساعات
- العربي الجديد
إعادة هيكلة كبرى في أوروبا.. موازنة مقترحة بقيمة 2.3 تريليون دولار
قدّمت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، أمس الأربعاء، مقترحا لموازنة الاتحاد الأوروبي للفترة 2028-2034، بقيمة تقارب 2000 مليار يورو (2.31 تريليون دولار)، في خطوة تعكس طموحا لإعادة هيكلة المحور الاقتصادي الأوروبي. وعرضت فون ديرلاين اقتراحها مباشرة بعد أن قدّم مفوض الموازنة في الاتحاد الأوروبي بيوتر سيرافين الموازنة في البرلمان الأوروبي . وأوضح سيرافين أن الموازنة المقبلة ستُقسّم إلى ثلاث أدوات رئيسية: دعم الدول الأعضاء من خلال خطط الشراكة الوطنية والإقليمية بقيمة 655 مليار يورو، وتخصيص صندوق جديد للتنافسية بقيمة 409 مليارات يورو، ودعم الشركاء من خلال صندوق أوروبا العالمي بقيمة 200 مليار يورو. علاوة على ذلك، سيُخصّص ما يصل إلى 100 مليار يورو خارج الموازنة دعما لأوكرانيا. صندوق التنافسية يشمل، من بين أمور أخرى، مضاعفة برنامج أبحاث "أفق أوروبا" التابع للاتحاد الأوروبي، وزيادة الاستثمارات الرقمية للتكتل الأوروبي بمقدار خمسة أضعاف، وفقًا لفون ديرلاين. كما وعدت رئيسة المفوضية بتخصيص 35% من ميزانية الاتحاد الأوروبي للمشاريع الخضراء. لكن الصعوبة تكمن في التفاصيل و الخلاف الأوروبي على الصرف. وأضيفت برامج أخرى بما يجعل إجمالي الموازنة تصل إلى ما يقل قليلا عن 2000 مليار يورو، وهو مستوى قياسي يتجاوز ما خُطط له مُسبقا في مسودات الموازنة المُسربة. وعندما تريد المفوضية الأوروبية ميزانيةً تقل قليلا عن 2000 مليار يورو للفترة من 2028 إلى 2034، فإن هذا يُعادل ما يزيد قليلا عن 1.26% من الدخل القومي الإجمالي للاتحاد الأوروبي. وتبلغ الموازنة الحالية حوالي 1.1%، لذا ستكون زيادةً لا بأس بها في حال اعتمادها. اقتصاد دولي التحديثات الحية الاتحاد الأوروبي: موازنة ضخمة قدرها 2.3 تريليون دولار لست سنوات ميزانية أكثر مرونة واقترحت فون ديرلاين أن تكون الموازنة أكثر مرونة في المستقبل حتى تتمكن من الاستجابة في حالات الأزمات. وربطا بذلك، تقترح ما يصل إلى 400 مليار يورو أداةَ قرض جديدة للتصرف الطارئ، بما يُمكن استخدامه في حال وقوع أزمة غير معروفة. أي حصر الصرف في حالات الطوارئ ووفق شروط بشأن الاستخدام وإجماع الدول الأعضاء عليها. وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية خلال العرض التقديمي بالقول: "إنها ميزانية تُلبي طموحات أوروبا". وأضافت أن المفوضية تُريد ميزانية أكثر مرونة وأقل صرامة، حيث لا يوجد تخطيط مُسبق لكل عام حتى عام 2034. وقالت فون ديرلاين: "في ظلّ عدم الاستقرار الجيوسياسي، ستسمح الموازنة لأوروبا بتشكيل مصيرها بما يتماشى مع رؤيتها ومُثُلها العليا. الموازنة التي تدعم السلام والازدهار وتُعزّز قيمنا هي أفضل أداة يُمكننا استخدامها في هذه الأوقات العصيبة". وأضافت أن مساهمات الدول الأعضاء ستبقى "مستقرة"، لأن المفوضية الأوروبية تقترح عددا من الإيرادات الجديدة للاتحاد الأوروبي من خلال ضرائب ورسوم جديدة. وتشمل هذه التدابير ضريبة أوروبية جديدة على التبغ، وضريبة على أكبر الشركات التي يتجاوز صافي مبيعاتها 100 مليار يورو سنويا، وإيرادات نظام تداول انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الاتحاد الأوروبي، ورسوم الحدود المناخية للاتحاد الأوروبي، وضريبة على النفايات الإلكترونية. ومن المتوقع أن يوفر هذا للمفوضية حوالي 400 مليار يورو من الموارد الذاتية الجديدة. وتدفع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حاليًا ما يزيد قليلًا عن 1200 مليار يورو مساهمات وطنية. وتشمل الموازنة 131 مليار يورو لبرامج الدفاع والفضاء، ضمن خطة تحديث البنية التحتية الأوروبية، خاصة في النقل العسكري ضمن صندوق "ربط أوروبا". 300 مليار يورو للزراعة وأشارت فون ديرلاين إلى تخصيص 300 مليار يورو للزراعة في الموازنة. وأوضحت أن هذه المدفوعات هي مدفوعات مباشرة للمزارعين، مؤكدة أن كل دولة ستتمكن من إنفاق أموال إضافية على الزراعة من الأموال الأخرى التي تخصصها ميزانية الاتحاد الأوروبي للدول في برامج الشراكة الوطنية، مع إدخال تعديلات مهمة، لتشمل: تحديد الحد الأقصى للدعم المباشر لكل مزرعة بـ100 ألف يورو. التخلّي التدريجي عن دعم المساحات (بالهكتار) لصالح نموذج يفضّل صغار المزارعين. نقل مزيد من مسؤولية تنفيذ السياسات الزراعية إلى الدول الأعضاء. وتأخر إعلان الموازنة بسبب خلاف داخل المفوضية حول تقليص الدعم الزراعي بالتزامن مع احتجاجات حاشدة للمزارعين في بروكسل ضد المقترحات الجديدة. ويتوقّع أن تستغرق المفاوضات مع الدول الأعضاء والبرلمان الأوروبي قرابة عامين. وتكمن أبرز نقاط الخلاف في: حجم الإنفاق غير المسبوق. فرض ضرائب أوروبية جديدة. تقليص الدعم الزراعي. إدخال شروط تتعلق بسيادة القانون مقابل صرف الأموال. ومن المتوقع كذلك أن يُطلب من الاتحاد سداد 25 مليار يورو سنويا من الدين المشترك المتراكم أثناء جائحة كورونا (2020–2022). وتواجه فون ديرلاين صعوبة في إقناع الدول المتقشفة أو الرافضة زيادةَ الإنفاق، ما قد يدفع نحو زيادة الضرائب الأوروبية بدلا من المساهمات الوطنية، ما يرهق مواطني القارة وشركاتها. ورغم الجدل، يُنظر إلى هذه الموازنة باعتبارها خريطة طريق جديدة لأوروبا في مجالات التكنولوجيا، والدفاع، والتنمية، والبيئة، والزراعة، خلال العقد المقبل. وتمثل اختبارا كبيرا للمفوضية، وسط تحديات سياسية داخلية وخارجية قد تُحدد مستقبل الاتحاد الأوروبي برمّته.


العربي الجديد
منذ 10 ساعات
- العربي الجديد
التسوية المعلقة في أوكرانيا... تردد ترامب يقابله تصميم بوتين على الحرب
في مؤشر إلى ربط الأقوال بالأفعال، تجاهلت روسيا إنذار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 ، لإبرام اتفاق سلام مع أوكرانيا، وشنت، فجر أمس الأربعاء، هجوماً واسعاً بـ400 مسيّرة وصاروخ باليستي واحد، على جنوب وشرق أوكرانيا. في حين واصل ترامب إطلاق تصريحات متناقضة، خفف فيها من تبعات "انقلاب" غير مكتمل في مقارباته لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، ولا سيما أنه لطالما وعد بإنهاء الحرب سريعاً، فيما رعت بلاده محادثات سلام بين كييف وموسكو في إسطنبول التركية، خلال الأشهر الماضية، لم تفض إلى نتائج. وجه ترامب الاثنين الماضي، إنذاراً إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الصورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 1952، أي بعد 7 سنوات من نهاية الحرب العالمية الثانية، التي فقد فيها شقيقه الأكبر وأصيب فيها والده، عمل 16 عامًا في جهاز الاستخبارات الروسي، ثم رئيسًا للوزراء عام 1999، ورئيسًا مؤقتًا في نفس العام، وفاز في الانتخابات الرئاسية: 2000، 2004، 2012، 2018، 2024 من أجل إبرام اتفاقية سلام مع أوكرانيا في غضون 50 يوماً ، ملوحاً بفرض رسوم جمركية بواقع 100% على روسيا وشركائها التجاريين ما لم تتوصل إلى اتفاق سلام. وأعلن ترامب في مؤتمر صحافي مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته أن الجانبين توصلا إلى اتفاق لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا، قائلًا: "إنها صفقة كبيرة جداً. نتحدث عن معدات عسكرية بقيمة مليارات الدولارات، سيتم شراؤها من الولايات المتحدة وتسليمها إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وسيتم إيصالها إلى ساحة المعركة بسرعة". وأشار ترامب إلى أن بطاريات صواريخ "باتريوت" جديدة ستُرسل إلى أوكرانيا خلال الأيام القليلة المقبلة، معرباً عن شعوره بخيبة أمل من محادثاته مع بوتين، مشدداً على ضرورة "الانتقال إلى الأفعال. يجب تحقيق نتائج". وبعد يوم واحد أشار ترامب، مساء أول من أمس الثلاثاء، للصحافيين في قاعدة أندروز الجوية في ماريلاند، كاليفورنيا، أن "بوتين يقول مراراً إنه يريد السلام، وأعتقد أنه يريده بالفعل. آمل ذلك. سنعرف ذلك قريباً"، معتبراً أن ذلك "حتى الآن كله كلام ولا أفعال" ووسط تقديرات بأنه منح الجيش الروسي مهلة إضافية لحسم الأوضاع قبل حلول الخريف المقبل، أشار ترامب ترامب على أن المهلة المحددة لإبرام السلام قد "تنتهي قريباً". وذكر أن الأسلحة يتم شحنها بالفعل إلى أوكرانيا، قائلاً "بدأ شحن الصواريخ من ألمانيا، وستحصل الولايات المتحدة على ثمنها كاملاً"، موضحاً أن هذه الشحنة تتم بموجب اتفاقية مدعومة من حلف شمال الأطلسي "ناتو"، وأن الدفعات ستسدد إما من خلال الحلف وإما من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. تقارير دولية التحديثات الحية تكتيكات لكسر جمود حرب أوكرانيا: الدراجات النارية سلاح مستحدث نفى ترامب في الوقت نفسه وجود مخططات لتزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى، محذراً كييف من توجيه ضربات إلى موسكو، في رد على تقارير إعلامية أوردت أن ترامب ناقش مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الصورة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ولد فولوديمير زيلينسكي في 25 يناير 1978 جنوب شرق أوكرانيا، وحصل على ليسانس القانون من جامعة كييف الوطنية عام 2000، وعمل في المجال الفني حتى 2019، حيث ترشح لرئاسة البلاد في في 31 ديسمبر 2018، وفاز في الانتخابات في 21 أبريل 2019 لمدة 5 سنوات. مطلع الشهر الحالي، توجيه ضربات إلى موسكو. وكان موقع "أكسيوس" الأميركي أورد في وقت سابق، نقلاً عن مصادر، أن خطة توريد الأسلحة الجديدة إلى كييف قد تتضمن صواريخ بعيدة المدى قادرة على إصابة أهداف داخل العمق الروسي، بما في ذلك موسكو. وقال ترامب رداً على سؤال عما إذا كان ينبغي لزيلينسكي ضرب موسكو أو مناطق أكثر عمقاً في الداخل الروسي بوصفه جزءاً من حملة لقلب الطاولة على الكرملين، قال ترامب للصحافيين: "لا، لا ينبغي أن يستهدف موسكو". ولدى سؤاله عما إذا كان على استعداد لتزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى وكذلك المزيد من الأسلحة الدفاعية، أضاف: "لا ، نحن لا نتطلع إلى القيام بذلك". في المقابل نقلت وكالات أنباء روسية، أمس، عن الكرملين (الرئاسة الروسية)، أن توريد الغرب أسلحة إلى أوكرانيا يأتي على رأس جدول الأعمال بالنسبة لموسكو، مضيفاً أنه يراقب هذه المسألة بدقة. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن توريد الأسلحة إلى أوكرانيا عمل تجاري. وكان بيسكوف، اعتبر أن حديث ترامب يوم الاثنين الماضي، "موجه بالدرجة الأولى إلى الرئيس فلاديمير بوتين شخصياً"، مشدداً للصحافيين على أن إنذار ترامب "خطير للغاية"، وأن "أوكرانيا ترى في قرارات الولايات المتحدة إشارةً إلى مواصلة الحرب وليس الدفع نحو السلام". رغم لهجة الرئيس الأميركي الحادة لكن من الواضح أنه لم يحسم أمره تماماً نحو توجيه الضغوط على الجانب الروسي وجاء الرد الروسي الأقوى من بكين، إذ بعد لقاء مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أول من أمس، إن بلاده لن تتراجع عن مواقفها تحت الضغط، مضيفاً: "نعمل وفقاً للخطة التي أقرها الرئيس (بوتين)، وهذه الخطة تتضمن ضماناً للمصالح المشروعة للاتحاد الروسي". وبدا حرص لافروف على عدم توجيه انتقادات مباشرة إلى ترامب، إذ قال إن بلاده "تريد فهم دوافع تصريح الرئيس الأميركي بشأن مهلة 50 يوماً لتسوية الأزمة الأوكرانية". وحمل لافروف الاتحاد الأوروبي و"ناتو" المسؤولية عن التصعيد، مشيراً إلى أن "من الواضح أن ترامب يتعرض لضغوط هائلة، وإن كانت غير لائقة"، من الطرفين "اللذين يدعمان بلا مبالاة مطالب زيلينسكي بمواصلة إمداده بالأسلحة الحديثة، بما فيها الهجومية، على حساب إلحاق ضرر متصاعد بدافعي الضرائب في الدول الغربية". كما حمل لافروف أوكرانيا مسؤولية تأجيل عقد جولة ثالثة من مفاوضات إسطنبول للتوصل إلى تسوية (بعد جولتين في مايو/ أيار ويونيو/ حزيران الماضيين لم تفضيا إلا إلى صفقات تبادل أسرى وقتلى الحرب)، مشدداً على أن هذه المفاوضات لم تستنفد بعد. ورأى لافروف أن الضغوط الغربية تتزامن مع امتناع كييف عن إبداء جدية في عملية المفاوضات تحت تأثير الحلفاء الغربيين. انقلاب ناقص رغم لهجة ترامب الحادة، من الواضح أنه لم يحسم أمره تماماً نحو توجيه الضغوط على الجانب الروسي. واللافت تجاهل ترامب مشروع قانون (قبل عدة أشهر بدفع من السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام) يحظى بإجماع أكثر من 80 سيناتوراً من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لفرض رسوم جمركية على مشتري النفط واليورانيوم من روسيا بواقع 500%، في خطوة يمكن أن تجفف مصادر تمويل الحرب على أوكرانيا وقد تجبر الكرملين على إبداء مرونة أكبر في المفاوضات بحسب تصورات واضعي القانون. وبحسب ما نقله موقع أكسيوس، في 13 يوليو/ تموز الحالي، فإن قرار ترامب بإعلان توريد أسلحة جديدة لأوكرانيا جاء بعد مكالمة هاتفية مع بوتين في 3 يوليو الحالي. وبحسب مصادر الموقع فإن بوتين أبدى خلال المكالمة نيّته تنفيذ هجوم جديد خلال الـ60 التالية للسيطرة الكاملة على المناطق التي تحتلها روسيا جزئياً. حال صحة معلومات الموقع الأميركي، فإن ترامب وافق ضمنياً على مهلة إضافية لبوتين لإتمام هجومه والوصول إلى أهدافه التي لا يستطيع التراجع عنها. ومعلوم أن روسيا تصر على انسحاب القوات الأوكرانية من مناطق دونيتسك ولوهانسك وزابورزجيا وخيرسون، وهي مناطق تسيطر القوات الروسية على قرابة 75% منها حالياً. وبعد إعلان ضمها في خريف 2022، لا يمكن للكرملين وقف الحرب من دون السيطرة عليها كاملة. وفي مؤشر إلى عدم نجاعة "إنذار ترامب" ارتفعت مؤشرات البورصة الروسية قرابة 3% بعد تصريحات ترامب يوم الاثنين. رصد التحديثات الحية "أكسيوس": كواليس موافقة ترامب على تزويد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة واستقبلت قنوات "زي" الموالية للكرملين تصريحات ترامب بسخرية، فيما كتب المدوّن يوري بودولياكا: "يمكنه تغيير رأيه عدة مرات خلال هذه الأيام الـ50. وليس من قبيل المصادفة أن بورصة موسكو ارتفعت بحدّة في غضون دقائق بعد هذا التصريح". كذلك علقت قناة "ريبار" (Rybar) المقربة من وزارة الدفاع الروسية، على تصريحات ترامب بالقول "تمخض الجبل فولد فأراً"، بينما تباينت آراء المحللين الأميركيين، إذ رأى بعضهم أن التصريحات "منعطف حاسم"، و"خطوة كبيرة إلى الأمام لأوكرانيا"، و"نهج جديد يتبعه الرئيس ترامب تجاه الصراع". واعتبر روبرت ماغينيس، المعلق في قناة "فوكس نيوز" الأميركية، أول من أمس، أن هذا القرار يمثل "تحولاً استراتيجياً من التردد إلى الحسم في موقف الولايات المتحدة من الحرب الروسية على أوكرانيا". ويكمن هذا التحول، في رأيه، ليس فقط في استعداد ترامب لتزويد أوكرانيا بأسلحة دفاعية وهجومية عبر حلفاء "ناتو"، بل أيضاً في إنشاء منظومة فعالة لتوريد الأسلحة منسّقة من قبل الحلف، تقوم على الزيادة المستقرة في الطلبات من الصناعات الدفاعية الأميركية. ووصف ماغينيس هذا التوجه بأنه "سياسة ذكية تقوم على احترام دافعي الضرائب الأميركيين، وتوظيف أموال حلفائنا، وهي سياسة توجّه رسالة واضحة إلى موسكو: العالم الحر لم يعد مستعداً للانتظار". من جهتها رأت جين شاهين، العضو الديمقراطية في مجلس الشيوخ وعضو لجنة الشؤون الخارجية، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "أدرك، بناءً على تصريحاته الأخيرة على الأقل، أن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين يتلاعب به"، مستدركة في تصريح لوكالة بلومبيرغ، أول من أمس، أنه "من غير الواضح ما إذا كان هذا الإدراك سيستمر طويلاً". وشددت على أن "الخصوم الآخرين يراقبون الوضع من كثب، بما في ذلك الصين". التعامل مع حرب أوكرانيا ومن المؤكد أن الحكم على تصريحات ترامب سابق لأوانه، ويعتمد على حجم ونوعية الأسلحة التي ستصل إلى أوكرانيا في ظل نقص حاد في منظومات الدفاع الجوي والصواريخ الاعتراضية والقذائف الصاروخية والمدفعية والمركبات على مختلف الجبهات. وفي هذا الإطار فإن الأمر الإيجابي بالنسبة لأوكرانيا يكمن في أنها ستحصل على مزيد من الأسلحة الأميركية عبر الوسطاء والممولين الأوروبيين، مع ضمان مواصلة التعاون الاستخباري الأميركي الأوكراني. عامل برزت أهميته على سير المعارك في مطلع الربيع الماضي حين أوقفه ترامب في مارس/ آذار الماضي. وفي المقابل، تبرز أسئلة حول قدرة أوروبا على توفير احتياجات أوكرانيا من الأسلحة سواء الأميركية عبر توفير الدعم المادي وإرسال شحنات "إسعافية" قبل الحصول على أسلحة أميركية تحل محلها، أو زيادة إنتاج الأسلحة في أوروبا ذاتها لضمان أمن القارة، ومنع انهيار أوكرانيا وتقوية موقفها التفاوضي. وفي ظل عدم اليقين في ما إذا كان ترامب يسعى بتصريحاته الأخيرة إلى المحافظة على "شعرة معاوية" مع بوتين والأوروبيين والصين، مع إبعاد بلاده عن تمويل حرب يرى أنها غير وجودية لشعاره "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى"، أو تشكل بداية لنهج جديد في التعامل مع الحرب في أوكرانيا، يبدو أن حرارة الهجوم الروسي الصيفي (الحالي) تتناسب طرداً ليس مع درجات الحرارة المرتفعة فحسب، بل مع تردد ترامب وتقلبات مواقفه. هجوم روسي واسع على ثلاث مدن أوكرانية باستخدام 400 مسيّرة وصاروخ باليستي واحد يختبر حدود الإنذار الأميركي وأمس، أعلنت وزارة الدفاع في موسكو، أن القوات الروسية سيطرت على قرية نوفوخاتسكي في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا. وكانت أعلنت في بيان سابق أمس، أن منظومات الدفاع الجوي اعترضت ودمرت 8 طائرات مسيّرة أوكرانية خلال ليل الثلاثاء- الأربعاء، 3 منها فوق أراضي جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا عام 2014. في المقابل ذكرت القوات الجوية الأوكرانية، أمس، أن روسيا شنت هجمات واسعة فجر أمس، استخدمت فيها 400 مسيّرة، وصاروخاً باليستياً واحداً واستهدفت بشكل أساسي خاركيف وكريفي ريه وفينيتسيا، وهي ثلاث مدن تقع في أجزاء مختلفة من أوكرانيا. وقالت إنها أسقطت معظم المسيّرات، لكن 12 هدفاً من دون تحديدها، أصيبت بالصاروخ و57 مسيّرة. وأبلغت خدمات الطوارئ الوطنية عن مقتل اثنين في هجمات بمسيرات شرقي مدينة خاركيف، شمال شرق البلاد بالقرب من بلدة كوبيانسك، وهي منطقة تتعرض للهجمات الروسية منذ عدة أشهر. وقال أوليكساندر فيلكول، رئيس الإدارة العسكرية لبلدة ريفي ريه جنوب شرق البلاد، إن القوات الروسية أطلقت صواريخ وطائرات مسيّرة في هجوم مكثف أدى إلى انقطاع إمدادات الكهرباء والمياه عن بعض المناطق. واستهدفت الضربات خصوصاً خاركيف (شمال شرق)، ثاني كبرى المدن الأوكرانية، وكريفي ريغ (الوسط)، مسقط رأس الرئيس فولوديمير زيلينسكي، وفينيتسا (وسط) وأصابت عدّة منشآت صناعية ومبان سكنية، بحسب السلطات. وأشار زيلينسكي، على منصة "إكس، أمس، إلى إصابة 15 شخصاً في الضربات وانقطاع التيّار الكهربائي.