logo
الضغوط الدولية تُجبر إسرائيل على التحرك

الضغوط الدولية تُجبر إسرائيل على التحرك

البوابة٢٩-٠٧-٢٠٢٥
هل يؤدى تنازل نتنياهو بدخول المساعدات إلى تقريب وقف إطلاق النار فى غزة؟ .. المجاعة كارثة إنسانية تهدد رهانات السلام رغم التحركات الدبلوماسية
مع سماح إسرائيل بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة وسط أزمة مجاعة متصاعدة، تُزيد المناورات الدبلوماسية التى يقوم بها ترامب وستارمر وماكرون من رهانات السلام، إلا أن وقف إطلاق نار دائم لا يزال بعيد المنال فى ظل المواقف المتصلبة والكارثة الإنسانية.
فى ظل تأرجح غزة على حافة المجاعة، يغيّر قرار إسرائيل بتخفيف القيود والسماح بدخول المساعدات العاجلة إلى القطاع المُدمّر المشهد الدبلوماسي. تأتى هذه الخطوة فى أعقاب صور مُروّعة للمجاعة وتقارير متكررة عن أطفال يموتون جوعًا، فى مشاهد غذّت ضغوطًا دولية متزايدة وأجبرت إسرائيل على إعادة النظر فى موقفها، مؤقتًا على الأقل.
ظل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ثابتًا على موقفه، مُصرًا على أن الحملة الإسرائيلية لن تنتهى إلا بهزيمة حماس تمامًا، وهو هدف لا يعتقد سوى قلة من المراقبين أنه قابل للتحقيق على المدى القريب. غزة، بعد أشهر من القصف، أصبحت فى حالة خراب إلى حد كبير، حيث دُمرت معظم المنازل أو تضررت بشدة. وعلى الرغم من الغضب الدولى والدعوات المستمرة لوقف إطلاق النار، يبدو أن زخم الحرب يقاوم التغيير بعناد.
لاعبون جدد
قُوبِل كل تطور جديد على الأرض بأمل فى أن نقطة تحول قد تكون قريبة. جلبت عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض فى يناير ٢٠٢٥ وعودًا بعقد صفقات أسطورية، بل وأسفرت عن هدنة قصيرة الأمد لمدة ٦٠ يومًا. ومع ذلك، سرعان ما تلاشت الآمال مع استئناف القتال وتعثر محادثات السلام.
أضافت زيارة ترامب الأخيرة إلى المملكة المتحدة واجتماعاته مع رئيس الوزراء البريطانى السير كير ستارمر مزيدًا من الثقل للجهود المبذولة لضمان وقف إطلاق النار. عشية وصول ترامب لاسكتلندا، تصدّر الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون عناوين الصحف بإعلانه أن فرنسا ستعترف بدولة فلسطينية فى الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبلة، مما يُشير إلى تحوّل كبير فى الدبلوماسية الأوروبية. فى غضون ذلك، يعكس نهج ستارمر الأكثر حذرًا الحساسيات السياسية لدور بريطانيا نفسها فى المنطقة والضغوط الداخلية من أقلية مسلمة كبيرة.
صور إنسانية
تهيمن الأزمة الإنسانية الآن على كلٍّ من التغطية الإعلامية والأجندة الدولية. وثّقت جماعات الإغاثة والصحفيون طوابير طويلة أمام مطابخ الجمعيات الخيرية، وعائلات يائسة تبحث عن الطعام، ومشاهد خسائر بشرية جماعية، بينما يتجمع المدنيون حول قوافل المساعدات. إن معاناة الأطفال، وصرخة العائلات المفجوعة، كلها تُسهم فى خلق بيئة يواجه فيها القادة السياسيون مطالب متزايدة بالتحرك.
لم يتجاهل ترامب نفسه الأزمة، رغم انتقاده لمناورة ماكرون الدبلوماسية. حتى أنه أعرب عن استيائه من الصور القادمة من غزة حول عمليات إطلاق النار الجماعية المتكررة وأهوال المجاعة، وضغط بهدوء من أجل وقف إطلاق النار، مدركًا أن نفوذ الولايات المتحدة إنسانى بقدر ما هو عسكرى أو استراتيجي.
نتنياهو
أمل ومأزق
على الرغم من الالتزامات الخطابية من كلا الجانبين، لا يزال وقف إطلاق النار الدائم عالقًا فى دوامة من الشك المتبادل وتعثر المفاوضات. تُعلن كل من إسرائيل وحماس علنًا عن استعدادهما للتقدم نحو السلام، ولكن بشرط أن تتحرك كل منهما أولًا. فى الأسبوع الماضي، انسحب المفاوضون الإسرائيليون والأمريكيون من محادثات وقف إطلاق النار التى استضافتها قطر، حيث ألقى كل جانب باللوم على الآخر لتعنته. يُشير ترامب ونتنياهو إلى مطالب حماس "غير الواقعية"، بينما يُصرّ الوسطاء العرب من قطر ومصر على أن الفجوة بين الجانبين تضيق وأن المأزق الحالى جزء من عملية تبادل دبلوماسى أوسع نطاقًا.
وفقًا لمسئولين إسرائيليين، فإن موقف القادة الأوروبيين الأكثر صرامة - بدعم الدولة الفلسطينية وزيادة المساعدات - قد شجع حماس. ومع ذلك، يشير المراقبون إلى أن إسرائيل ربما تكون قد استبقت الهبة الدعائية لحماس بضمانها توصيلات غذائية كافية فى وقت مبكر، مما حال دون ظهور صور المجاعة التى تهيمن الآن على الرأى العام العالمي.
مع احتدام النقاشات حول التعريف الحقيقى للمجاعة ومن يتحمل المسئولية النهائية، يُترك العالم ليواجه العواقب. إن الخسائر الإنسانية فى غزة، التى تتجلى فى كل صورة لطفل جائع أو عائلة مدمرة، تهدد بحجب الحسابات السياسية الأوسع. ويحذر المحللون من أن الخطر الحقيقى يكمن فى ضياع الحاجة الملحة لوقف وفيات المدنيين وسط الجدل وتبادل الاتهامات.
يوم الإثنين، التقى ترامب وستارمر وجهًا لوجه. وقد أعرب الزعيمان عن دعمهما لوقف إطلاق النار. ومع ذلك، يبقى السؤال: هل يستطيعان، إلى جانب ماكرون والجهات الفاعلة العالمية الأخرى، توليد زخم كافٍ وممارسة ضغط كافٍ لتوجيه الأطراف نحو سلام هادف ودائم؟
*التايمز البريطانية
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خطة إسرائيل للسيطرة على غزة.. ترامب يتفادى إعلان موقف
خطة إسرائيل للسيطرة على غزة.. ترامب يتفادى إعلان موقف

العين الإخبارية

timeمنذ 5 دقائق

  • العين الإخبارية

خطة إسرائيل للسيطرة على غزة.. ترامب يتفادى إعلان موقف

رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يفصح عما إذا كان يؤيد أو يعارض سيطرة إسرائيل المحتملة على غزة عسكريًا. وقال ترامب، الذي تعهد في السابق بإنهاء الحرب، إن تركيز إدارته ينصب على زيادة وصول الغذاء إلى القطاع الفلسطيني الذي يتعرض للهجوم من حليفة بلاده. وأضاف ترامب في تصريحات للصحفيين، اليوم الثلاثاء: "أعلم أننا هناك الآن نحاول إطعام الناس". وتابع: "فيما يتعلق ببقية الأمر، لا يمكنني القول حقًا. سيكون ذلك متروكًا إلى حد كبير لإسرائيل". والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمسؤولين أمنيين كبار، اليوم، وذكرت وسائل إعلام أنه يفضل السيطرة العسكرية الكاملة على غزة. وكان ترامب قد اقترح في وقت سابق من العام سيطرة الولايات المتحدة على غزة، وهي فكرة ندد بها الكثيرون في أنحاء العالم، ومنهم خبراء حقوق الإنسان والدول العربية والأمم المتحدة والفلسطينيون. وأدى الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة، المستمر منذ عامين تقريبًا، إلى مقتل عشرات الآلاف، وفجّر أزمة جوع، وتسبب في تشريد جميع سكان القطاع تقريبًا، وأدى إلى اتهامات لإسرائيل في محكمة العدل الدولية بالإبادة الجماعية، وفي المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب. وتنفي إسرائيل هذه الاتهامات، وتصف هجومها بأنه دفاع عن النفس، في أعقاب الهجوم الذي شنه مقاتلو حركة حماس في أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 آخرين رهائن. aXA6IDgyLjI2LjI1NS4yMDgg جزيرة ام اند امز BG

ترامب يصف تسجيل فيديو لرهينة إسرائيلي نشرته حماس بأنه "مروع"
ترامب يصف تسجيل فيديو لرهينة إسرائيلي نشرته حماس بأنه "مروع"

البوابة

timeمنذ ساعة واحدة

  • البوابة

ترامب يصف تسجيل فيديو لرهينة إسرائيلي نشرته حماس بأنه "مروع"

أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء عن اشمئزازه حيال نشر حماس تسجيل فيديو للرهينة الإسرائيلي إفياتار ديفيد يبدو فيه هزيلا وواهنا ويحفر بيده ما يعتقد أنه قبره. وعن الفيديو، قال ترامب في تصريح لصحفيين في البيت الأبيض "إنه مروع، وآمل أن يتمكن أشخاص كثر من مشاهدته، على سوئه، لأنني أعتقد أنه أمر مروع".

احتلال القطاع بالكامل.. خيار عسكري أم فخ استراتيجي؟
احتلال القطاع بالكامل.. خيار عسكري أم فخ استراتيجي؟

البيان

timeمنذ 2 ساعات

  • البيان

احتلال القطاع بالكامل.. خيار عسكري أم فخ استراتيجي؟

وأضاف: «لن تفرج حماس عن الرهائن دون استسلام كامل، وإن لم نتحرك الآن، فسيموت الرهائن جوعاً، وستبقى غزة تحت سيطرة الحركة». وسبق للجيش الإسرائيلي أن حذر من أن الاحتلال الكامل لغزة، والوجود العسكري في المناطق المدنية المكتظة بالسكان، سيجعل البحث عن الخلايا المتبقية لـ«حماس» وتحديد مواقعها، يحتاج إلى سنوات، في حين قد تؤدي مثل هذه الخطوة إلى تعريض حياة الأسرى للخطر، بحسب صحيفة «نيويورك بوست» الأمريكية. ويتهم آخرون الحكومة الإسرائيلية بأنها «لا ترغب فعلياً في إطلاق الأسرى، بل تتخذهم ذريعة لمواصلة الحرب لغايات سياسية تخص نتانياهو نفسه»، وهو ما تؤكده تصريحات جيرشون باسكين مهندس صفقة جلعاد شاليط، الذي قال: «الملف جاهز والصفقة ممكنة، لكن نتانياهو يعطلها»، وفقاً لموقع «سكاي نيوز عربية».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store