logo
ما دلالات ضبط 750 طناً من الأسلحة الإيرانية في طريقها للحوثيين؟ وكيف تمت العملية؟ وما تأثير ضبط هذه الشحنة على الجماعة؟

ما دلالات ضبط 750 طناً من الأسلحة الإيرانية في طريقها للحوثيين؟ وكيف تمت العملية؟ وما تأثير ضبط هذه الشحنة على الجماعة؟

اليمن الآنمنذ 7 أيام
سفينة الأسلحة التي ضبطت وهي في طريقها إلى الحوثيين
برّان برس:
أعلنت قوات خفر السواحل اليمنية التابعة للمقاومة الوطنية، مؤخراً، عن ضبط نحو 750 طناً من الأسلحة الإيرانية المتطورة كانت في طريقها إلى جماعة الحوثيين المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب، قدرت قيمتها بنحو نصف مليار دولار، وفي منطقة بحرية لا تبعد كثيرًا عن محاذاة سيطرة الحوثيين الساحلية في الحديدة (غربي اليمن).
ووصفت العملية بأنها واحدة من أكبر عمليات اعتراض شحنات الأسلحة الإيرانية المُهرّبة إلى الحوثيين منذ اندلاع الصراع في عام 2014، وتشمل منظومات صاروخية بحرية وجوية، ومنظومات دفاع جوي، ورادارات حديثة، وطائرات مسيّرة، وأجهزة تصنّت، وصواريخ مضادة للدروع، ومدافع بي-10، وعدسات تتبُّع، وقناصات، وذخائر ومعدات حربية متطورة.
الصور ومقطع الفيديو التي نُشرت للسفينة المضبوطة تؤكد النوعية العالية للشحنة وحجمها الكبير جدًا، مقارنة مع الأسلوب والكميات الأقل حجما وشمولية التي اعتاد عليها الحرس الثوري في نقل التقنية والأسلحة للحوثيين.
في هذا التحليل، تحدث الباحث العسكري المختصص في شؤون جماعة الحوثي، عدنان الجبرني، عن دلالات الاستيلاء على شحنة بهذا الحجم وهذه النوعية، وكيف تمت العملية، وتأثير ضبط هذه الشحنة على الحوثيين، وحقيقة تصنيعهم الحربي.
نص التحليل:
لماذا هذه المرة كانت الشحنة كبيرة جدا؟
الشحنة كبيرة من حيث الكمية، إذ تقول المقاومة الوطنية إنها تزن 750 طنًا من الأسلحة المختلفة، ويؤكد كذلك العدد الكبير لكثير من أنواع القطع لبعض الأسلحة الحساسة. وهذا شيء مختلف عما عهدناه من أسلوب للتهريب الإيراني للحوثيين، إذ تُعد هذه أكبر شحنة يتم القبض عليها منذ العام ٢٠٠٩، عندما تم القبض على أول شحنة أسلحة إيرانية للحوثيين إبان الحروب الست مع الحكومة اليمنية ثم سفينة جيهان عام 2013 التي كانت تزن 48 طنا فقط من الأسلحة.
وهذه الكمية الكبيرة لها دلالات رئيسية:
- زيادة مستوى الاعتماد الإيراني على الحوثيين ومركزية الجماعة ضمن شبكة أذرع إيران ووكلائها (المحور)، خاصة بعد إضعاف حزب الله، والمستوى الذي ظهر به الحوثيون منذ 7 أكتوبر، من ناحية عدم فاعلية الهجمات ضد الجماعة، بشكل يشبه بقية أطراف المحور، بما فيها إيران.
- حجم الشحنة يشير إلى مستوى التوقعات الإيرانية والحوثية لما ينتظر الجماعة خلال الفترة القريبة، إذ تحرص طهران على تأمين الاحتياج المطلوب الذي يضمن الاستمرارية للحوثيين، ويبدو أنها أيضًا تتحسب لتضييق أكبر على قدرتها في إمداد الحوثيين كثمن لما بعد حرب الـ١٢ يومًا والتفاوض بشأن الاتفاق النووي.
- أيضًا قد يشير إلى تضرر بمستوى معين في مخزون الجماعة وخطوط الإنتاج بفعل الهجمات خلال الفترة السابقة، لذلك قد تكون هذه الكمية تعويضية.
كل شيء في هذه الشحنة؟
يمكن القول إن الشحنة شملت مكونات لمعظم ما يظهر في العروض العسكرية وعلى قنواتها، إذ تشمل الشحنة صواريخ كروز بحرية، يعيد الحوثي تسميتها بـ"المندب1- سجيل"، و نحو 5 منظومات دفاع جوي شبه متكاملة، وعدد كبير من الرؤوس الحربية لصواريخ بالستية حديثة، وحساسات، وأجهزة توجيه وتتبع للصواريخ التي يسميها الحوثيون "فرط صوتية"، من نوعية الصواريخ التي أعلنوا عنها في 2020. وأجهزة استشعار حرارية، ونواظير متقدمة، وأجزاء حساسة لمنصات إطلاق الصواريخ الباليستية، وكمبريشنات ضغط هواء للحفر في الجبال، وقطع خاصة بمنصات إطلاق الصواريخ، ومحركات للطائرات بدون طيار.
وهذا يؤكد على أمور كثيرة، من بينها:
- مستوى الثقة الإيرانية في الحوثيين، إلى درجة أنها تمنح الجماعة نسخة من أغلب أسلحتها الحديثة، بل إن بعضها تمنحه للجماعة قبل الإعلان عنه في إيران نفسها.
- شمولية التبني العسكري الإيراني للحوثي، إذ تمنحه نسخة من كل ما لديها تقريبًا في مختلف التخصصات العسكرية النوعية، حتى معدات حفر الأنفاق في الجبال.
- سلاسة آلية وطريق التهريب والثقة بها، إلى درجة أن شحنة كبيرة ونوعية مثل هذه كانت في عهدة بحارة محليين يمنيين من الحديدة (بعضهم) يعملون بالأجر المقطوع، وليسوا بالضرورة ينتمون إلى الجماعة الحوثية، بل يتم مقاولتهم لإيصال الشحنة من مكان إلى آخر بمبرر سلعة معينة تكون غطاء لما تحتها، وغير مسموح لهم فحصها، فقط مجرد موصّلين. وهذا ناتج عن خبرة أكثر من ١٦ سنة من التهريب بين طهران ومناطق الحوثيين.
هل القبض عليها جهد محلي خاص أم بمساعدة أمنية خارجية؟
يبدو أن قوات حراس الجمهورية بقيادة طارق محمد صالح تمكنت من العثور على الشحنة وكشفها بمصادرها الذاتية، وليس عبر تلقي معلومة من جهة داعمة أو شريكة أو أي طرف ثالث، وهذا واضح من خلال صيغة تهنئة القيادة المركزية الأمريكية التي تشير إلى عدم وجود دور مسبق لها في العملية، بل إن تمكن قوة محلية بقدرات محدودة من الاستيلاء على الشحنة يعد وصمة في الادعاءات الامريكية بالجدية في تقويض الحوثيين إذ تمر شحنات مثل هذه من بين ايدي بارجات الولايات المتحدة ومخابراتها وأقمارها الاصطناعية!! ويبدو أن التراكم في عمليات القبض المتوالية لشحنات سابقة من قبل المقاومة الوطنية، وإن بكميات قليلة مقارنة بما يتم تهريبه، قد وفر معرفة تساعد على فهم ما، أو تسلسل يجعل من الإمساك بشحنة كبيرة مثل هذه أمرًا ممكنًا.
هل تقضي هذه الشحنة على ادعاء الحوثي بوجود تصنيع حربي؟ وهل ما لديهم هو تصنيع أم مجرد تجميع؟
من بين المضبوطات ضمن الشحنة 750 كتاب أو مستند نظري كدليل لشرح آلية الاستخدام والتركيب مكتوب باللغة الفارسية، وهذا المعطى بحد ذاته يشير إلى جزء من القصة برمتها.
أولاً: يتواجد على الدوام، منذ ٢٠٠٧ تقريبًا، خبراء إيرانيون ولبنانيون ضمن قسم العمليات الخارجية بالحرس الثوري (فيلق القدس)، وهم من يتولون عملية الإشراف والتنسيق، سواء الإشراف على ورش التركيب والتجميع والتصنيع كذلك، سواء كان العنصر البشري الذي يشتغل في هذه الورش إيرانيين أو حوثيين تلقوا تدريبات على يد الإيرانيين.
ثانيًا: الاهتمام بتوطين جزء من تقنية الأسلحة الإيرانية الخاصة ليس جديدًا، وهو استثمار قديم منذ ما قبل عاصفة الحزم 2015، وكان لدى الحوثيين ورش منذ حروب صعدة في 2004-2009، بدأت كورش لتصنيع الألغام البدائية، ثم تطورت تدريجيًا، لكنها ظلت في مستويات بدائية حتى العام ٢٠١٦، عندما قرر الإيرانيون، وقاسم سليماني، رفع مستوى الثقة بالحوثيين، ثم رفعها مجددًا الى مستوى اعلى واعتبارها ساحة مركزية قبل عام من مقتله (٢٠١٩).
وبمجرد إلقاء نظرة شاملة وفاحصة على محتويات الشحنة، يمكن معرفة مستوى التصنيع الحوثي، وخلاصته: أن ما يتعلق بالأجزاء الخارجية للصواريخ والمسيرات يتم تصنيعه في مناطق سيطرة الحوثي، سواء بإشراف خبراء أو عناصر حوثية تدربت على أيديهم. لكن ما يتعلق بالقطع الحساسة، والتي تتطلب بنية تحتية تتجاوز توفير أفران وقوالب ومخارط، ويتطلب تطوير بنيتها التحتية وقتًا طويلًا، مثل أجهزة التوجيه والتتبع والرأس الحربي وبعض أنواع الوقود والعوازل والمحركات وقطع منصات الإطلاق، كل هذه تأتي جاهزة من إيران عبر شحنات صغيرة، وعلى شكل أجزاء متفرقة ويتم تجميعها وتركيبها في ورش بمناطق الحوثيين، وقليلاً ما تأتي كصواريخ جاهزة.
لكن؛ هذا لا ينفي تماما أن هناك خطوط إنتاج تُنتج بشكل شبه كلي في صنعاء وصعدة وحرف سفيان وحجة وتهامة، لكن هذه تظل لأنواع محدودة من الطائرات المسيّرة التكتيكية، وليس الحديثة، وكذلك الحال في الصواريخ أو الذخيرة. وأيضًا لدى الحوثيين هوس وطموح بتطوير بعض الصواريخ واقتراح معادلات وتعديلات، بعضها تنجح، ويتم تسميتها باسم مختلف وادعاء أنها تصنيع محلي خاص بهم، وهي نتيجة طبيعية للاهتمام والوفرة بشريًا أو من حيث الإمكانات التي يحرص عبدالملك الحوثي على توفيرها كأولوية، ويشرف على ذلك بنفسه بمساعدة المعاون الجهادي الإيراني.
ما تأثير ضبط هذه الشحنة على الحوثيين؟
في الفترة القريبة، لا أتوقع ظهور نتائج مؤثرة، لأن خط التهريب سالك بالنسبة للجماعة، ولديهم مخزونات جيدة، ويراهنون أن ما يتم ضبطه لا يتجاوز 5-10% مما يتم تهريبه. وأيضًا لديهم ثقة في تأمين بعض خطوط التهريب الأخرى وضمان وصول الشحنات. كما أن ضبط هذه الشحنة ليس مؤشرًا حاسمًا على استراتيجية شاملة على المستوى الوطني والإقليمي، تهدف إلى تقويض شريان التهريب للجماعة وإنما نتاج جهد متراكم في جزء من جغرافيا التهريب. وبالنظر إلى الرقعة والجغرافيا المفتوحة والطرق البرية والبحرية للتهريب، فيمكنهم الاستمرار في تلقي شحنات التهريب والقطع التي تمكنهم من الاستمرار.
وهذا يؤكد على ضرورة وجود استراتيجية شاملة لكل قوى الشرعية وحلفائها وجغرافيتها، يتم خلالها توفير الإمكانات اللازمة، وتبادل المعلومات، والتنسيق النشط، والتعلم باستمرار، مع التمسك بأهمية دفع الجهات الشريكة والداعمة من الإقليم تحديدًا إلى بناء القدرات المحلية الوطنية في مكافحة التهريب الإيراني إلى الحوثيين بشكل خاص.
ما هو رد فعل الحوثيين؟
يصمت الحوثيون عادة على أي حدث أو شحنة أسلحة مهربة مضبوطة، ويكابرون للاستمرار في إنكار الدعم الإيراني، إلا بكلمات عامة محدودة. ويتباهون باستمرار، وبمبالغة، بأنهم باتوا يصنعون أسلحة متقدمة... ولا يريدون الإقرار، من خلال أي رد فعل، قد يهشم سرديتهم. ويراهنون على سلاسة ووفرة الخيارات فيما يتعلق بخط التهريب والتعويض، ولكن أمام شحنة مثل هذه، قد يطورون استجابة من نوع ما. ستظهر خلال الفترة القادمة، وهناك ثمن يجب ان يستعد له طارق جيداً من خلال مواصلة الضغط على رئة الحوثيين (التهريب) بشكل أكبر وتطوير اساليب دفاعية بأقل قدر من الثغرات امام الهجمات النوعية ذات الطابع الأمني خلال الفترة الحالية على الأقل.
*التحليل نقلا عن صفحة الباحث على منصة إكس
تهريب الأسلحة
الدعم الإيراني للحوثيين
قوات المقاومة الوطنية
الحوثيين
ايران
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الحوثيون يختطفون العشرات في رداع بعد اشتباكات مسلحة مع الأهالي
الحوثيون يختطفون العشرات في رداع بعد اشتباكات مسلحة مع الأهالي

اليمن الآن

timeمنذ 3 ساعات

  • اليمن الآن

الحوثيون يختطفون العشرات في رداع بعد اشتباكات مسلحة مع الأهالي

الحوثيون يختطفون العشرات في رداع بعد اشتباكات مسلحة مع الأهالي المجهر - متابعة خاصة الخميس 24/يوليو/2025 - الساعة: 12:40 م شنّت جماعة الحوثي الإرهابية، حملة مداهمات واعتقالات واسعة في مدينة رداع بمحافظة البيضاء، اعتُبرت الأوسع من نوعها منذ تصاعد التوترات مؤخرًا في المنطقة. وأفادت مصادر محلية أن الجماعة فرضت طوقًا أمنيًا مشددًا على المدينة، وانتشرت عناصرها المسلحة في الشوارع الرئيسية وأسطح المباني، قبل أن تقتحم عددًا من المنازل، خصوصًا في حي "الحفرة"، الذي شهد مؤخرًا اشتباكات عنيفة بين السكان ومسلحين حوثيين. وأسفرت الحملة عن اعتقال العشرات من المواطنين، بينهم شخصيات اجتماعية بارزة مثل ضيف الله عطا، مراد الزيادي، عبدالله الصانع، الحاج نوري الفيه ونجله محمد، وصالح الفيه، ونقلوا جميعًا إلى مواقع احتجاز سرّية. وتعود خلفية الحملة إلى اشتباكات اندلعت الأحد الماضي، إثر محاولة الحوثيين اختطاف أحد أبناء حي "الحفرة"، ما دفع الأهالي للرد، ونتج عنها سقوط قتلى وجرحى من الجانبين. وأشار شهود عيان إلى أن دوي الاشتباكات استمر لساعات، واستخدمت خلالها الجماعة المدعومة من إيران أسلحة ثقيلة في محاولة لفرض السيطرة، قبل أن ترسل تعزيزات عسكرية وتشرع بتنفيذ الحملة الأمنية الحالية. تابع المجهر نت على X #حملة مداهمات #اعتقالات #مدينة رداع #حي الحفرة #جماعة الحوثي #اشتباكات مسلحة #قتلى وجرحى

بايدن يبيع مذكراته.. تراجع قياسي في «سوق النشر الرئاسي»
بايدن يبيع مذكراته.. تراجع قياسي في «سوق النشر الرئاسي»

اليمن الآن

timeمنذ 3 ساعات

  • اليمن الآن

بايدن يبيع مذكراته.. تراجع قياسي في «سوق النشر الرئاسي»

في خطوة تعكس التحولات العميقة في سوق النشر السياسي بأمريكا، أبرم الرئيس السابق جو بايدن صفقة لبيع حقوق نشر مذكراته. وستمثل هذه المذكرات أول رواية تفصيلية لبايدن حول فترته الرئاسية التي امتدت بين عامي 2021 إلى 2025، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال. تراجع القيمة رغم أهمية الفترة التي حكم فيها بايدن الولايات المتحدة والتي شهدت أزمات كبرى مثل جائحة كورونا، وانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، والصراع المتفاقم مع روسيا والصين، إلا أن الرئيس السابق باع حقوق النشر لدار "ليتل براون" التابعة لمؤسسة "هاتشت" بنحو 10 ملايين دولار، وهو مبلغ أقل بكثير من تلك التي حصل عليها رؤساء أمريكيون سابقون. ووفقا للتقرير، حققت مذكرات الرئيس الأسبق باراك أوباما رقمًا قياسيًا، إذ بيعت بـ65 مليون دولار، فيما باع سلفه بيل كلينتون مذكراته بـ 15 مليون دولار. ويرى مراقبون أن الفجوة في القيمة تعود إلى تغيرات عميقة في سوق النشر، أهمها التحوّل الكبير نحو الكتب الرقمية والمسموعة، وتراجع الطلب على الإصدارات الورقية المطبوعة. الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن كما لعبت الحالة الصحية لبايدن دورًا غير مباشر في خفض التقديرات التجارية، خاصة مع إعلان إصابته مؤخرًا بنوع يمكن التحكم فيه من سرطان البروستاتا. إلى جانب ذلك، فإن شخصية بايدن السياسية، التي توصف بأنها تقليدية وأقل إثارة للجدل مقارنة بترامب أو أوباما، ربما كانت سببا أيضا في انخفاض حماس الناشرين والجمهور تجاه هذه المذكرات، لا سيما في بيئة إعلامية مشبعة بالأحداث المتسارعة. وحتى الآن، لم تعلن دار النشر عن موعد رسمي لإصدار الكتاب، وهو ما يعكس على الأرجح رغبة في منح الرئيس السابق وقتًا كافيًا لإتمامه دون ضغط، أو ربما يتعلق الأ|مر بتقييم المناخ السياسي العام. وبحسب وول ستريت جورنال، فإن بايدن يشارك فعليًا في عملية الكتابة بنفسه، ويعمل على تضمين روايته الشخصية للأحداث، بعيدًا عن التوثيق البيروقراطي الجاف. وتشير الصحيفة إلى أن صفقة بايدن تسلط الضوء على واقع جديد في صناعة النشر السياسي: فحتى الأسماء الرئاسية الكبيرة لم تعد قادرة على ضمان النجاح التجاري، ما لم تُرفق بسرد قوي، وكشف مثير، وتوقيت ذكي. ويبدو أن الذاكرة السياسية الأمريكية لم تعد تُسجل فقط بالحبر، بل بالصوت، والبودكاست، ومقاطع الفيديو المختصرة، حيث تتغير طرق الوصول إلى الجمهور مع كل جيل.

سلاح الحوثي و«كذبة التصنيع».. «شحنات الموت» تعرّي النوايا والخسائر
سلاح الحوثي و«كذبة التصنيع».. «شحنات الموت» تعرّي النوايا والخسائر

اليمن الآن

timeمنذ 3 ساعات

  • اليمن الآن

سلاح الحوثي و«كذبة التصنيع».. «شحنات الموت» تعرّي النوايا والخسائر

قدّم ضبط أكبر شحنة أسلحة حتى الآن دليلًا إضافيًا على استمرار تهريب مليشيات الحوثي للأسلحة، لتعويض خسائرها إثر الضربات الأمريكية الأخيرة. وكشفت الشحنة الضخمة، التي ضبطتها مؤخرًا قوات المقاومة الوطنية اليمنية، عن مواصلة الحوثيين عمليات التهريب في محاولة لتحديث ترسانتهم وتصعيد اعتداءاتهم، وفقًا لخبراء ومراقبين. وكانت المقاومة الوطنية قد ضبطت مؤخرًا شحنتي أسلحة، إحداهما تضم نحو 750 طنًا من الأسلحة، كانت في طريقها للتهريب إلى الحوثيين. وتضمنت الشحنة منظومات صاروخية بحرية وجوية، ومنظومة دفاع جوي، ورادارات حديثة، وطائرات مسيّرة، وأجهزة تصنّت، وصواريخ مضادة للدروع، ومدفعية «بي 10»، وعدسات تتبُّع، وقنّاصات، وذخائر، ومعدات حربية متنوعة. الحاجة إلى تنسيق مؤسسي يرى الباحث اليمني ومدير مركز «ساوز 24» للدراسات في عدن، يعقوب السفياني، أن «ضبط هذه الكمية الكبيرة من الأسلحة يُعد مؤشرًا وضربة بالغة الدلالة على استمرار شبكات التهريب الحوثية في تحديث ترسانة المليشيات، رغم الضغوط الإقليمية والدولية». وقال في حديث لـ«العين الإخبارية» إن العملية تعكس تطورًا لافتًا في القدرات الاستخباراتية والعملياتية للقوات اليمنية والأجهزة الأمنية، سواء على مستوى تتبّع المسارات البحرية أو تفكيك الخلايا المرتبطة بالحوثيين. وأكد السفياني أن «كبح التهريب لم يعد أمرًا مستحيلًا كما يُروّج أحيانًا، بل يتطلب تفعيل الإرادة والتنسيق المؤسسي المستدام». وأضاف أن كل شحنة يتم ضبطها تقابلها –وفق تجارب سابقة– شحنات أخرى قد تنجح في الوصول، ما لم تُفكّك شبكات التهريب من المنبع حتى المصب. وهذا، بحسبه، يتطلب استجابة أكثر فاعلية من الشركاء الإقليميين والدوليين، خاصة في ما يتعلق بفرض الرقابة البحرية على الممرات المشبوهة، وتحديث قواعد الاشتباك على اليابسة. نطاق المواجهة وحول أهمية تحرير السواحل الخاضعة لسيطرة الحوثيين، أشار السفياني إلى أن ذلك «مرتبط بالإرادة السياسية». وقال: «القدرة موجودة، والبيئة المحلية مهيأة لتوسيع نطاق المواجهة، لكن ما ينقص هو الضوء الأخضر لإطلاق عملية شاملة لتجفيف منابع الدعم العسكري للحوثيين، سواء عبر البحر أو البر». وشدد على أن «بدون هذا القرار، ستظل الإنجازات الأمنية الميدانية مُعزولة، وغير قادرة على إحداث التحوّل الاستراتيجي المطلوب لإنهاء النزاع واستعادة الدولة». كشف زيف مزاعم التصنيع الحوثي من جانبه، قال رئيس تحرير صحيفة «الثوري» اليمنية سابقًا، خالد سلمان، إن «ما تم ضبطه في البحر الأحمر ليس مجرد شحنة، بل ترسانة أسلحة. 750 طنًا تكشف زيف مزاعم الحوثي بالتصنيع المحلي، وتضع إيران كمصدر وحيد لتسليح الجماعة». وأضاف في حديثه لـ«العين الإخبارية» أن الشحنة تُثبت أن «الحوثي لا ينتج الصواريخ الباليستية ولا يدير العمليات البحرية، بل مجرد مستهلك نهائي لمنتجات المصانع الإيرانية، وربما أيضًا محطة وسيطة لإعادة تهريب هذه الأسلحة إلى شبكات إرهابية أخرى في المنطقة». وأشار إلى الحاجة لتطوير القوات البحرية، ورفع سقف التدريب والتأهيل والتسليح بدعم دولي، مع منحها مسؤولية حماية المضائق البحرية والممرات الدولية. مرحلة جديدة من التهديد الإيراني أما المحلل السياسي اليمني، سمير اليوسفي، فاعتبر أن الشحنة المضبوطة تمثل «ترسيمًا واضحًا لمرحلة جديدة من العلاقة بين طهران والحوثيين، قوامها بناء قدرة عسكرية هجومية متقدمة، متنقلة، ومتعددة المهام». ولفت إلى أن الذاكرة اليمنية لا تنسى السفينة «جيهان 1» عام 2013، التي كانت تحمل صواريخ «سام» وبعض الأسلحة الخفيفة بوزن لم يتجاوز 48 طنًا. حينها، أحدثت صدمة سياسية وأمنية واسعة، أما اليوم فالشحنة المضبوطة تمثل قفزة هائلة من حيث الكم والنوع، وهي أخطر عملية تهريب يُعلَن عنها رسميًا حتى الآن. وختم بالقول: «هذه العملية تُظهر تطورًا ملحوظًا في أداء المقاومة الوطنية وقدرتها على الرصد والتنفيذ، ما يعكس نضوجًا أمنيًا واستخباراتيًا، ويفتح الباب لمرحلة جديدة من التعاطي مع التهديد الإيراني في المنطقة».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store