logo
أميركا والغرب يدعمان "إسرائيل"... ماذا  تفعل موسكو وبكين؟

أميركا والغرب يدعمان "إسرائيل"... ماذا تفعل موسكو وبكين؟

الميادينمنذ 17 ساعات
بصفتهما الدولتين الاستعماريتين اللتين صاغتا اتفاقية سايكس- بيكو عام 1916، ولاحقاً وعد بلفور عام 1917، لعبت بريطانيا وفرنسا الدور الرئيسي في رسم خريطة المنطقة لمصلحة اليهود الذين تم نقلهم إلى فلسطين بعد سقوط الدولة العثمانية عام 1918، كما ساهمتا في جميع المشاريع والمخططات الاستيطانية اليهودية، والمجازر التي قامت بها العصابات الصهيونية في فلسطين.
ودخلت واشنطن على الخط اعتباراً من عام 1930، ولا يمكن إغفال دورها المعروف في قرار التقسيم عام 1947 في الأمم المتحدة، والذي أيّدته موسكو فيما لم تكن الصين آنذاك دولة معترفاً بها دولياً.
واكتسب الدعم الأميركي والغربي عموماً طابعاً أكثر عملية بعد حرب 1948 و 1967 و 1973 وغزو لبنان عام 1982 و 2006، بما في ذلك مساعدة "تل أبيب" لامتلاك السلاح النووي أواسط الستينيات من القرن الماضي.
ولعبت هذه الدول أيضاً دوراً أساسياً في مجمل التطورات الخطيرة في المنطقة، وأهمها العدوان العراقي على إيران عام 1980، والاجتياح العراقي للكويت وقبلها الحرب الأهلية في لبنان، وكل المؤامرات التي استهدفت إيران بعد الثورة الإسلامية بانعكاساتها المباشرة وغير المباشرة على المنطقة، وفي مقدمة ذلك سوريا ولبنان وفلسطين والعراق واليمن.
ووضع كل ذلك روسيا وقبلها الاتحاد السوفياتي ومعها الصين أمام تحديات صعبة ومعقّدة في مواجهتها للغرب الإمبريالي، الذي كان إجرامياً في مقولاته وعدوانه المباشر وغير المباشر على المنطقة، وبالتواطؤ مع العديد من أنظمتها المعروفة، عربياً و إسلامياً. وانعكس ذلك سلباً على مواقف موسكو في العهدين السوفياتي والروسي، ومعها بكين وشهدت علاقتها مع دول المنطقة حالات مدّ وجزر، وانتهت بالموقف "المتراجع" لهاتين العاصمين خلال الأحداث التي أدّت إلى سقوط نظام الأسد، وقبل ذلك، العدوان على غزة ولبنان ثم العدوان الأميركي- البريطاني الفرنسي -الإسرائيلي على اليمن، والمخططات الإمبريالية في القارة السمراء مع استمرار التصدي الروسي والصيني لمخططات الغرب في مجلس الأمن الدولي وهو ما لم يبالِ به أحد.
ومع التذكير بالخلافات العقائدية بين " ثورة الفلاحين" الماوية و"ثورة العمال" اللينينية، وانعكاس ذلك فتوراً وتوتراً بين بكين وموسكو في مختلف فترات التاريخ، اقتنعت العاصمتان خلال سنوات ما يسمّى بـ"الربيع العربي"، وهو ما أدى إلى تدمير ليبيا وسوريا والعراق الدول الحليفة لها في المنطقة العربية، أن التنسيق والتعاون فيما بينهما بات ضرورياً لمنع الغرب الإمبريالي من إنزال المزيد من الضربات المؤثرة عليهما معاً.
وكان ذلك واضحاً خلال الحرب الأوكرانية - الروسية والأزمة بين الصين وتايوان التي كادت أن تتحوّل إلى مواجهة ساخنة بين الغرب وبكين بعد الاستفزازات الأميركية هناك. 30 حزيران 09:23
27 حزيران 08:53
وجاءت عودة ترامب إلى البيت الأبيض وأحاديثه عن السلام وإنهاء الحروب في العالم لتشجع الرئيس بوتين في مساعيه لإعادة ترتيب البيت الروسي، وحتى إن كان ذلك على حساب الآخرين، كما كان عليه الوضع مؤخراً في سوريا.
وغضت بكين ومعها موسكو النظر عن المخطط الإمبريالي الدولي والإقليمي الذي أوصل الجولاني إلى السلطة في بلد يعدّه كثيرون قفل المنطقة برمّتها ومفتاحها.
مع التذكير بوجود الآلاف من الإرهابيين الإيغور والشيشانيين والأوزبك وحاملي الجنسية الروسية في مناصب مهمة في هذا البلد، الذي سيتحوّل إلى بؤرة للمشكلات الصعبة والمعقدة والخطيرة.
وتكرر التجاهل الروسي والصيني هذا خلال العدوان الإسرائيلي ثم الأميركي المدعوم عملياً من فرنسا وبريطانيا وألمانيا على إيران، إذ تردّدت موسكو وبكين في الإعلان وبصوت عال وعملياً عن دعمها لها، باعتبار أن اتفاقيات التعاون الاستراتيجي بينها وبين طهران لا تتضمن أي فقرة عن الدفاع المشترك.
في الوقت الذي يعرف فيه الجميع أن ما يهم موسكو في علاقاتها مع واشنطن هو ما وعد به ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا ولمصلحة روسيا.
فيما وضعت بكين مصالحها الاقتصادية في عين الاعتبار بعد اتفاقها المبدئي مع واشنطن، إذ أعلن الرئيس ترامب تأجيل قرار رفع التعرفة الجمركية مع الصين بعد أن وصلت إلى 150٪؜. ومع الحديث عن إرسال الصين معدات عسكرية عاجلة إلى إيران عبر باكستان، وبالتالي دخول بوتين على الخط من خلال اتصالاته مع الرئيس ترامب فقد كان واضحاً أن الصمود الإيراني في وجه العدوان، ونجاحه في استهداف الأهداف الحيوية في الكيان العبري الصهيوني كان العامل الأهم في قرار واشنطن و "تل أبيب" وقف العدوان الذي أثبت بكل وضوح أن الهدف الوحيد في استهداف إيران من قبل الدول والقوى الصهيونية والإمبريالية لم يكن أبداً عقيدتها "الشيعية" بل كان وما زال تبنّيها ودعمها القضية الفلسطينية وكل من وقف إلى جانبها، إقليمياً ودولياً.
وفي نهاية المطاف، يبقى الرهان على مصداقية وجدية العلاقة بين كل من موسكو وبكين مع طهران التي ستستخلص ما يكفيها من الدروس والعِبَر من تجربتها الأخيرة على صعيد العلاقة مع هاتين العاصمتين، ووقفت إيران دائماً إلى جانبهما بل أيضاً مع كل عواصم المنطقة وخارجها والتي وقف القليل منها، قلباً وقالباً، إلى جانب إيران.
وكان الرياء سمة الآخرين الذين قالوا في العلن إنهم ضد العدوان، ولكن في الخفاء كانوا وما زالوا مع هذا العدوان وهم يعرفون أنه لن ينتهي إلا بولائهم المطلق للمعتدي بهويته الصهيو-أميركية الاستعمارية منها والإمبريالية بعناصرها الأوروبية وغيرها ما دامت في خدمة صنيعتها الكيان العبري، وهو السبب الذي كان وسيبقى والى الأبد السبب الوحيد لكل مشكلات المنطقة التي لن ترتاح إلا بتلقين هذا الكيان الدرس الذي يستحقه وهو ما فعلته إيران بمفردها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"بوليتيكو": البنتاغون يوقف شحنات أسلحة إلى أوكرانيا.. ما السبب؟
"بوليتيكو": البنتاغون يوقف شحنات أسلحة إلى أوكرانيا.. ما السبب؟

الميادين

timeمنذ 6 ساعات

  • الميادين

"بوليتيكو": البنتاغون يوقف شحنات أسلحة إلى أوكرانيا.. ما السبب؟

أوقفت وزارة الدفاع الأميركية شحنات أسلحة إلى أوكرانيا، تتضمّن صواريخ دفاع جوي وذخائر دقيقة وكانت الإدارة السابقة وعدت بها، بحسب ما أفادت به صحيفة "بوليتيكو" الأميركية. ونقلت الصحيفة عن 3 أشخاص وصفتهم بالمطّلعين أنّ سبب هذا الإيقاف يتمثّل في "مخاوف من انخفاض مخزونات الأسلحة الأميركية"، من القذائف المدفعية وصواريخ الدفاع الجوي والذخائر الدقيقة، بصورة كبيرة. كذلك، أضافت المصادر أنّ هذا القرار اتُّخذ بمبادرة من كبير مسؤولي السياسات في البنتاغون، إلبريدج كولبي، بعد مراجعة مخزونات الذخائر. وبحسب ما تابعت، صدر القرار الأولي بوقف بعض المساعدات التي وُعد بها خلال إدارة بايدن في أوائل حزيران/يونيو الماضي، لكنه لم يدخل حيّز التنفيذ إلا الآن. 1 تموز 1 تموز في السياق نفسه، ذكرت "بوليتيكو" أنّ هذه خطوة البنتاغون "أثارت مخاوف حلفاء أوكرانيا في الكونغرس، من أن تُترك عرضةً لمزيد من الغارات الجوية الروسية". وتمثّل الذخائر التي كان من المفترض تقديمها إلى كييف مزيجاً من الدفاعات الجوية والأسلحة الدقيقة، التي كانت تتدفّق إلى أوكرانيا على مدى العامين الماضيين، بحسب الصحيفة. وهي تمثّل أيضاً مزيجاً من مصدرين مختلفين من الدعم الذي قدّمته الولايات المتحدة إلى أوكرانيا، وكلاهما في عهد الرئيس السابق، جو بايدن. ويأتي بعض المساعدات من عمليات سحب من المخزونات الحالية من الأسلحة، حيث تتلقى وزارة الدفاع الأميركية أموالاً لتجديد الذخائر في أقرب وقت ممكن. واستمرت عمليات السحب في عهد الإدارة الحالية، التي استنفدت آخر مبلغ من التمويل البالغ 61 مليار دولار، من أجل تجديد مخزونات الأسلحة وتقديم مليارات الدولارات كمساعدات للاحتلال الإسرائيلي وآخرين. أما المساعدات الأخرى فتأتي من مبادرة المساعدة الأمنية لأوكرانيا، حيث تموّل واشنطن شراء أسلحة لكييف من شركات دفاع أميركية. وقد استُخدمت هذه الأموال لتوقيع عقود أسلحة مع الحكومة الأوكرانية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store