logo
الدويري: إيران لم تعالج ثغرتها الأمنية واستمرار تصفية القيادات يربكها

الدويري: إيران لم تعالج ثغرتها الأمنية واستمرار تصفية القيادات يربكها

الجزيرة١٧-٠٦-٢٠٢٥

قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء المتقاعد فايز الدويري إن استمرار إسرائيل في استهداف القيادات العسكرية الإيرانية يؤشر إلى ثغرة أمنية عميقة لم تنجح طهران حتى الآن في سدّها، محذرا من أن اغتيال القادة بهذا النسق من شأنه أن يربك منظومة القيادة والسيطرة داخل الجيش الإيراني.
وأضاف الدويري -في تحليل عسكري على قناة الجزيرة- أن تصفية رئيس أركان الحرب الجديد في إيران بعد 56 ساعة فقط من تعيينه تؤكد أن طهران لم تتخذ أي إجراءات احترازية كافية لحماية قادتها، مشيرا إلى أن الخلل لا يقتصر على التكنولوجيا أو التجسس بل يمتد إلى الاختراق البشري والبنية التنظيمية ذاتها.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن -اليوم الثلاثاء- عن تصفية علي شادماني، الذي تم تعيينه مؤخرا رئيسا لأركان الحرب في الجيش الإيراني، مؤكدا أن العملية نُفذت عبر استهداف مقر في قلب العاصمة الإيرانية طهران، في تصعيد لافت تزامن مع إطلاق إيران دفعة صواريخ على إسرائيل.
وأوضح الدويري أنه من غير المقبول أن تُغيَّر القيادة العسكرية العليا في إيران كل 48 ساعة، معتبرا أن ذلك يؤدي إلى اضطراب هيكلي في دائرة صنع القرار العسكري ويضعف القدرة على إدارة العمليات المتشابكة، خصوصا في ظل تصعيد إقليمي غير مسبوق.
مواقع آمنة
وأشار إلى أن القادة العسكريين في مثل هذه المواقع الحساسة يفترض أن يكونوا في مواقع آمنة، وألا يستخدموا أي وسائط اتصال يمكن تتبعها، مذكّرا بأنه من المفترض ألا يكون رئيس الأركان في بدايات ولايته مكشوفا لهذه الدرجة أمام خصم تقني واستخباري متطور كإسرائيل.
ويرى اللواء الدويري أن القيادة العسكرية في إيران، خاصة في مناصب مثل رئاسة الأركان، تحتاج إلى شهور لفهم التفاصيل الدقيقة للدوائر المختلفة، بدءا من العمليات والاستخبارات إلى اللوجستيات والموارد، مما يجعل من التبديل السريع في هذه المناصب عامل إضعاف للمنظومة لا تعافي لها.
وتابع الدويري أن مفعول الصدمة الذي أحدثه استهداف قائدين عسكريين كبيرين في غضون 72 ساعة سيكون له أثر نفسي مديد على مجمل القيادات الإيرانية، إذ يشعر كل منهم أنه مهدد وأنه يعمل في بيئة غير آمنة.
وأكد أن هذا الشعور يولّد ضغطا داخليا مستمرا ويؤثر على كفاءة اتخاذ القرار في المستويات العليا، مشيرا إلى أن الأثر النفسي لا يقل خطورة عن الأثر المادي لهذه العمليات، لأنه يزرع هاجس المطاردة والاغتيال في نفوس القادة.
رسائل إسرائيل
وقال الدويري إن الرسائل التي تسعى إسرائيل لإيصالها عبر هذه الضربات متعددة، تبدأ من إثبات عمق الاختراق الأمني، ولا تنتهي عند توجيه صفعة نفسية للقيادات العليا الإيرانية، مفادها أن لا أحد بمنأى عن الاستهداف مهما كان موقعه.
وأضاف أن هذه الرسائل تتجاوز الجانب العسكري التكتيكي، إذ تهدف إسرائيل إلى إحداث شلل في عقل القيادة الإيرانية عبر تحويل كل قرار عسكري إلى مساحة توتر وهاجس أمني، بما يعطّل كفاءة الرد الإيراني ويُربك عملية اتخاذ القرار.
واعتبر اللواء الدويري أن استمرار هذه الوتيرة من التصعيد المتبادل لا يمكن أن يتم دون إدراك لعمق الأثر النفسي الذي تسعى إسرائيل لترسيخه لدى خصومها، وهو ما يجعل من تأمين القيادات والمراكز الحيوية أولوية قصوى لإيران في المرحلة المقبلة.
ويشدد الدويري على أن الحاجة أصبحت ملحة لأن تعتمد طهران على منظومة حماية متقدمة تشمل القيادات السياسية والعسكرية والعلماء، عبر ما وصفه بـ"ستار حديدي"، يُؤمن لهم بيئة آمنة تتيح لهم أداء مهامهم الإستراتيجية من دون أن يصبحوا أهدافا يومية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو استهدف مقرا في قلب طهران وقتل علي شادماني رئيس أركان الحرب بالجيش الإيراني، مشيرا إلى أنه هو القائد العسكري الأعلى والأقرب إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، ويتولى قيادة خاتم الأنبياء للطوارئ المسؤولة عن إدارة المعارك وخطط إطلاق النار.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خبير عسكري: عمليات المقاومة تعيق تقدم جيش الاحتلال داخل غزة
خبير عسكري: عمليات المقاومة تعيق تقدم جيش الاحتلال داخل غزة

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

خبير عسكري: عمليات المقاومة تعيق تقدم جيش الاحتلال داخل غزة

قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي إن العمليات التي تقوم بها المقاومة الفلسطينية في محاور متعددة من قطاع غزة تؤدي إلى عرقلة تقدم قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى داخل القطاع. وجاء كلام العقيد الفلاحي في سياق تعليقه على المشاهد التي بثتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشأن استهداف مقاتليها جنود وآليات الاحتلال الإسرائيلي في محاور التوغل بمدينة خان يونس جنوبي القطاع، وذلك ضمن سلسلة عمليات " حجارة داود". وتحدث العقيد الفلاحي عن عمليات متعددة نفذتها كتائب القسام ضد جنود وآليات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة بالاعتماد على العديد من التكتيكات، منها استخدام العبوات والقصف بالهاون وتفخيخ وتفجير الأنفاق. وشملت عملية القسام -يضيف العقيد الفلاحي في تحليله للمشهد العسكري بغزة- مكونات الجيش الإسرائيلي، حيث استهدف مقاتلو القسام ناقلات وقوات راجلة وقوات هندسية، مشيرا إلى أن تعدد المحاور التي تنشط فيها المقاومة يزيد الضغط على جيش الاحتلال ويعيق تقدمه إلى داخل القطاع. ولفت إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي حاول في الفترة الماضية أن يمارس ضغوطه على منطقة خان يونس وعلى المنطقة الشمالية من قطاع غزة بغرض فرض سيطرته على ما نسبه 75% من الأراضي، وحصر المقاومة في منطقة جغرافية ضيقة. وبشأن استخدام بروتوكول " هانيبال"، قال العقيد الفلاحي إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يسارع إلى تفعيل هذا المبدأ لتجنب وقوع قواته أسرى لدى المقاومة، وهو ما فعله في منطقتي الشجاعية و جباليا شمالي قطاع غزة وغيرهما من المناطق. وكشفت كتائب القسام أن جيش الاحتلال فعّل بروتوكول "هانيبال" عندما فجّر مقاتلوها في 16 يونيو/حزيران الجاري عين نفق في منطقة القديحات في عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس، وقالت القسام إن ذلك حصل فور تقدم مقاتليها لسحب ضابط قتل في العملية. وتواصل فصائل المقاومة عملياتها ضد قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأعلنت كتائب القسام في وقت سابق أن مقاتليها قنصوا جنديا إسرائيليا قرب "تلة المنطار" شرق حي الشجاعية، في حين قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إنها قصفت مع كتائب القسام بقذائف الهاون تجمعا لجنود وآليات إسرائيلية شمال خان يونس. كما أكدت القسام تدمير دبابتي " ميركافا" وناقلة جند وجرافة عسكرية بعبوات أرضية شديدة الانفجار معدة مسبقا يوم الجمعة الماضي في شرق جباليا.

ترامب يهدد بقصف إيران مجددا ويوقف تخفيف العقوبات عنها
ترامب يهدد بقصف إيران مجددا ويوقف تخفيف العقوبات عنها

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

ترامب يهدد بقصف إيران مجددا ويوقف تخفيف العقوبات عنها

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن وقف فوري للعمل على تخفيف العقوبات عن إيران ردا على بيان المرشد الإيراني علي خامنئي ، ملمحا إلى قصفها مجددا. وقال ترامب -في مؤتمر صحفي- إن خامنئي يعلم أن تصريحاته بشأن الانتصار في الحرب مع إسرائيل كذبة. وأضاف أنه سيفكر في قصف إيران مرة أخرى إذا عادت لتخصيب اليورانيوم، وأكد أنه ليس قلقا بشأن وجود مواقع نووية سرية هناك، مشيرا إلى أن ما سيفكر به الإيرانيون اليوم هو البرنامج النووي. ودعا الرئيس الأميركي إيران إلى العودة للاندماج في النظام العالمي "وإلا ستزداد الأمور سوءا بالنسبة لها". وأضاف أنه أنقذ المرشد الإيراني مما وصفه بموت بشع "وعليه أن يقول شكرا لك أيها الرئيس ترامب". وفي وقت سابق اليوم، وجه خامنئي أول كلمة له منذ نهاية الحرب مع إسرائيل، وقال إن بلاده حققت انتصارا على "الكيان الصهيوني الزائف" ووجهت "صفعة قاسية" للولايات المتحدة الأميركية. وأكد المرشد الإيراني أن الولايات المتحدة دخلت الحرب "لأنها شعرت أن الكيان الصهيوني سيدمر بالكامل". واعتبر أن أميركا لم تحقق أي إنجاز من هذه الحرب. وأشار إلى أن الرئيس الأميركي "بالغ في تضخيم حجم الهجوم الأميركي" لأنه "كان بحاجة إلى القيام باستعراض". وأكد خامنئي أن أميركا قصفت المواقع النووية "لكنها لم تحقق الكثير" محذرا من أن "أي اعتداء على إيران سيواجه بتكرار استهداف القواعد الأميركية". ورفض المرشد دعوة ترامب إيران إلى استسلام غير مشروط، وقال إن "إيران الكبيرة ذات التاريخ والثقافة العريقة لا تقبل أبدا أن تخاطب بتعبير استسلام غير مشروط". وفي 13 يونيو/حزيران الجاري، شنت إسرائيل بدعم أميركي عدوانا على إيران استمر 12 يوما، شمل مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، وأسفر عن 606 قتلى وأكثر من 5 آلاف مصاب، وفق وزارة الصحة الإيرانية. ومن جانبها ردت إيران باستهداف إسرائيل بصواريخ باليستية ومسيّرات، اخترق عدد كبير منها منظومات الدفاع، مما خلف دمارا وذعرا غير مسبوقين، فضلا عن 28 قتيلا وأكثر من 3 آلاف جريح، حسب وسائل إعلام ووزارة الصحة الإسرائيلية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store