
هجوم مسلح على سفينة قرب ساحل الحديدة
في تطور خطير يعيد التوتر إلى البحر الأحمر، تعرضت سفينة تجارية لهجوم مسلح قبالة سواحل مدينة الحديدة اليمنية، على بعد نحو 51 ميلاً بحريًا جنوب غرب الميناء، وذلك وفق ما أعلنته وكالة التجارة البحرية البريطانية (UKMTO) صباح الأحد.
وأوضحت الوكالة في بيان أن السفينة المستهدفة تعرضت لهجوم مباغت شنته عدة قوارب صغيرة، قامت بإطلاق النار على السفينة باستخدام أسلحة خفيفة وقذائف هاون، في تصعيد يعيد إلى الأذهان الهجمات البحرية التي شهدتها المنطقة خلال الأشهر الماضية.
وأشار البيان إلى أن طاقم الحماية الأمنية على متن السفينة تصدى للهجوم ورد بإطلاق النار على المهاجمين، مؤكداً أن المواجهات استمرت لوقت من وقوع الحادث، في حين لم تعلن السلطات حتى الآن عن وقوع إصابات أو أضرار جسيمة.
وأفادت الوكالة أن 'التحقيقات لا تزال جارية لتحديد هوية المهاجمين وخلفيات العملية'، فيما لم تعلن أي جهة حتى اللحظة مسؤوليتها عن الهجوم.
يأتي هذا الهجوم في وقت شهد فيه البحر الأحمر مؤخراً هدوءًا نسبيًا بعد أشهر من التصعيد الذي قاده الحوثيون عبر استهداف سفن شحن إسرائيلية أو سفن مرتبطة بإسرائيل، في إطار ما وصفوه بدعمهم للقضية الفلسطينية في قطاع غزة.
وكانت هذه الهجمات قد أجبرت العديد من شركات الشحن العالمية على تغيير مسارات سفنها بعيداً عن مضيق باب المندب والبحر الأحمر، ما أدى إلى اضطراب سلاسل الإمداد العالمية وارتفاع تكاليف الشحن والتأمين البحري.
وتشير التقديرات إلى أن البحر الأحمر يمثل أحد أهم الممرات البحرية الاستراتيجية في العالم، حيث يمر من خلاله نحو 12% من حجم التجارة العالمية، ما يجعل أي اضطراب في أمنه البحري محل قلق دولي بالغ.
وبينما لم يصدر حتى الآن تعليق رسمي من السلطات اليمنية أو قوات التحالف البحرية العاملة في المنطقة، يتوقع أن تدفع هذه الحادثة إلى تشديد إجراءات الحماية للسفن التجارية العابرة، لا سيما في المناطق القريبة من الساحل اليمني. كما يرجح مراقبون أن تتكثف دوريات التحالف الدولي في البحر الأحمر لمنع تكرار مثل هذه الهجمات التي تهدد أمن الممرات الملاحية الحيوية، وتعيد شبح التصعيد العسكري إلى الواجهة بعد أسابيع من الهدوء النسبي.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتواصل فيه الجهود الإقليمية والدولية لضمان حرية الملاحة وتأمين خطوط التجارة الدولية، في ظل هشاشة الأوضاع الأمنية في المنطقة المحاذية للسواحل اليمنية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ 26 دقائق
- العربية
سيدة تفقد ذراعها بهجوم أسد داخل حديقة حيوان أسترالية
أصيبت امرأة بجروح بالغة عندما هاجمها أسد في حديقة حيوان أسترالية. وأفادت عدة وسائل إعلام بأن المرأة فقدت ذراعها المصابة. وذكرت حديقة حيوان "دارلينج داونز" في ولاية كوينز لاند أن المرأة) 50 عاما) كانت تشاهد حراس الحيوانات يعملون في منطقة الحيوانات آكلة اللحوم بالحديقة صباح يوم الأحد قبل ساعات الافتتاح، عندما تعرضت للهجوم. وتم نقل المرأة بمروحية من بلدة بيلتون الريفية إلى عاصمة الولاية بريسبان حيث خضعت لعملية جراحية. وقالت حديقة الحيوان في بيان يوم الأحد إن حالتها مستقرة. وقالت حديقة الحيوان إن الموظفين يعملون مع محققي سلامة أماكن العمل الحكوميين لتحديد كيف وقع الحادث. وأكدت حكومة الولاية أنه يجري التحقيق في الحادث. وجاء في بيان حديقة الحيوان: "لسبب غير مفهوم، في هذه المرحلة، أمسك حيوان بها من ذراعها وألحق بها أضرارا بالغة". وتابع البيان "لم يغادر هذا الحيوان حظيرته في أي مرحلة، ولم يكن هناك أي خطر على الموظفين أو الجمهور على الإطلاق". وجاء في البيان: "بالتأكيد لن يتم قتل الحيوان أو معاقبته بأي شكل من الأشكال".

سعورس
منذ 37 دقائق
- سعورس
"هجوم الجمعة".. إسرائيل تجر الإقليم لكارثة المواجهات المفتوحة
في لحظة يُفترض فيها أن تسود لغة الحوار والتفاهم الإقليمي، اختار "الاحتلال الإسرائيلي" انتهاج خيار التصعيد العسكري المباشر، بتنفيذ موجات من الضربات الجوية المُركزة، استهدفت المنشآت النووية الإيرانية ، واغتيال "ثلة مؤثرة" من القادة العسكريين والنوويين الإيرانيين ، وهي سابقة خطيرة تفتح أبوابًا من الاحتمالات الصدامية في منطقة مضطربة بطبيعتها. في الظاهر، تبدو الضربة تكتيكية وذات طابع عسكري بحت، لكنها في جوهرها تحمل دلالات استراتيجية أعمق بكثير، إذ يسعى الاحتلال من خلاله إلى إرسال رسائل متعددة الاتجاهات، إلى إيران ، والولايات المتحدة ، والدول الأوروبية، وكذلك إلى حلفائها وخصومها في الإقليم. الهدف الأولي المعلن من الضربة هو الحد من قدرة إيران على تطوير برنامجها النووي العسكري، الذي تقول عنه حكومة الاحتلال، هو تهديد وجودي لها، إلا أن المراقب المتأمل يدرك أن الرسالة الحقيقية تتجاوز هذا الحد، لتصل إلى مستوى فرض سياسة الأمر الواقع، وتعطيل أي تقدم في المفاوضات النووية التي تسعى إليها قوى كبرى، مثل واشنطن وباريس وبرلين، ونعلم أن إسرائيل التي لم تخفِ يومًا رفضها الكامل لأي تسوية مع إيران بشأن ملفها النووي، ترى أن هذه اللحظة تمثل لها فرصة ذهبية لتعطيل أي تقارب دولي محتمل معها. في المقابل، فإن الردود المتوقعة من الجانب الإيراني قد تأخذ أشكالًا عدة، ما بين الرد المباشر عبر قصف صاروخي على أهداف إسرائيلية أو مصالح غربية، أو تحريك الجماعات الحليفة لها في الساحات المتعددة، مما يعني فتح أكثر من جبهة، وتصعيدًا إقليميًا واسع النطاق، وهذه السيناريوهات ليست تكهنات، بل هي مؤشرات تنذر بأن المنطقة تقف على حافة مواجهة مفتوحة. وفي هذا السياق، جاء الموقف الرسمي السعودي واضحًا وقويًا، وعبّرت وزارة الخارجية عن "إدانتها واستنكارها الشديد للاعتداءات الإسرائيلية السافرة تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة، التي تمس سيادتها وأمنها، وتمثل انتهاكًا ومخالفة صريحة للقوانين والأعراف الدولية"، ولا ينبغي أن يُقرأ هذا البيان كإدانة لفظية فقط، بل يعكس ثوابت الرياض السياسية التي تؤمن أن الحوار والدبلوماسية هما الوسيلتان الأنجع لحل النزاعات، وأن التصعيد العسكري لن يؤدي سوى إلى مزيد من عدم الاستقرار. ما يمكن أن يقال في مشهدنا الإقليمي المُتصدع هو أن الحكومة السعودية تُدرك هشاشة الوضع الإقليمي، وامتداد آثار أي مواجهة إيرانية - إسرائيلية إلى عمق الخليج العربي والشرق الأوسط، وهي تسعى بحكمتها ومسؤوليتها إلى احتواء النيران قبل أن تستعر، حمايةً لأرواح الشعوب ومصالح الدول، وصونًا للسلم والاستقرار الدولي. وإذا ما نظرنا إلى الدلالات الأبعد لهذه الضربة، فإننا سنلحظ أبعادًا متشابكة تتصل بالأمن الإقليمي، والسياسة الدولية، ومصير الاتفاق النووي، وحتى أمن الطاقة العالمي، فالهجوم يهدد بتعطيل الملاحة في مضيق هرمز، ورفع أسعار النفط، وزيادة منسوب التوتر العسكري في الخليج، وكلها عوامل تُربك الأسواق، وتثير مخاوف عالمية من توسع رقعة الصراع. علاوة على ذلك، فإن ضرب منشآت نووية -حتى وإن لم تكن مسلحة بعد- يثير مخاوف حقيقية من إمكانية التسبب بكارثة إشعاعية، الأمر الذي يعيد للأذهان سيناريوهات سوداء مثل تشيرنوبيل وفوكوشيما، مع فارق أن هذه المرة ستكون بفعل فاعل، لا بسبب خطأ تقني أو كارثة طبيعية. ومن ناحية سياسية، فإن الخطوة الإسرائيلية تعمق من حالة الانقسام الدولي، وتزيد من تعقيد العلاقات بين القوى الكبرى، حيث ستجد الولايات المتحدة نفسها أمام مأزق حرج، فهل ستواصل دعم حليفتها إسرائيل، أم تضغط لاحتواء الموقف تجنبًا لحرب شاملة قد لا تصب في مصالحها الاستراتيجية الأوسع، خاصة في ظل انشغالاتها مع ملفات كبرى كالصين وروسيا؟ أما عن الداخل الإسرائيلي المتصدع أيضًا والمنقسم، فإن هذا التصعيد قد يحمل أيضًا دلالات مرتبطة بالسياسة الداخلية، إذ تسعى الحكومة الحالية المُتطرفة إلى ترميم صورتها أمام المجتمع الإسرائيلي، وإظهار نفسها بموقع "الحامي" من الخطر الإيراني ، خصوصًا في ظل ما تعانيه من احتجاجات داخلية ومأزق مستمر في الحرب الجائرة على غزة. وفي ظل هذا المشهد المعقد والمفتوح على احتمالات التصعيد، يبقى صوت المملكة العربية السعودية صوتًا متزنًا وعاقلًا، يرفض العبث بمصير المنطقة، وينادي بوقف دورة العنف، والعودة إلى طاولة الحوار، ولعل السؤال الأكبر الذي ينبغي أن يُطرح اليوم هو: إلى أين تمضي هذه المواجهة؟ وهل يمكن للعقلاء أن (يفرملوا) عجلة جنون نتنياهو قبل أن تصل إلى الهاوية؟ الإجابة بالتأكيد ليست سهلة على الإطلاق، لكنها تبدأ من الاعتراف بأن الحرب لن تجلب النصر لأحد، وأن الأمن الحقيقي لا يُبنى على أنقاض الآخر، وأن الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية ، بمثابة جرس إنذار ينبّه الجميع إلى ضرورة "لجم" الهوس الإسرائيلي" قبل فوات الأمان.. دمتم بخير.

سعورس
منذ 38 دقائق
- سعورس
بدور دول المنطقة، وعلى رأسها المملكة، لتؤكد من جديد أن
لم تكن التهدئة خيارًا عابرًا بالنسبة للمملكة، بل جزءًا من مقاربة أوسع تتبناها في علاقاتها الخارجية مقاربة ترتكز على خفض التصعيد، وتفعيل قنوات الحوار، ودعم الاستقرار بوصفه شرطًا أساسيًا للتنمية. هذا المسار لم يبدأ مؤخرًا، بل تأسس على مبدأ واقعي وواضح: أن أمن الإقليم لا يمكن أن يفرض، بل يبنى عبر التواصل، والانفتاح، وحماية المصالح المشتركة. أن يصدر التقدير من طهران ، فذلك يعكس تحولاً في نظرة أطراف أساسية في الإقليم لدور المملكة، خصوصًا في ظل التحديات المركبة التي تواجهها المنطقة، فبدلًا من الاصطفاف في محاور مغلقة أو السير في مسارات صدامية، اختارت السعودية طريق التفاعل الإيجابي، مدفوعة برؤية عقلانية ترى أن الحلول الدائمة تبدأ من طاولة التفاوض، لا من جبهات الاشتباك. لقد أظهرت الرياض ، من خلال سياساتها الأخيرة، قدرتها على إعادة رسم أدوارها في المنطقة دون أن تتخلى عن ثوابتها، فهي اليوم حاضرة في ملفات معقدة كاليمن، والسودان، ولبنان، بفاعلية لا تقوم على فرض الإرادة، بل على بناء الثقة، وهي بذلك تبرهن أن الوساطة ليست ضعفًا، بل شكل راقٍ من أشكال القوة الذكية التي تقود التغيير من موقع المبادرة. إن المواقف الإيجابية من دول مثل إيران ، مهما كانت محدودة أو محكومة بسياقات معينة، تعكس إدراكًا بأن المملكة تسير بثبات نحو ترسيخ موقعها كقوة استقرار إقليمية، وفي عالم تتسارع فيه التحديات الأمنية والسياسية تبدو الرياض واحدة من العواصم القليلة التي تمسك بخيوط اللعبة من دون أن تستهلكها الحسابات الآنية. من هنا، يصبح واضحًا أن السياسة السعودية الجديدة لا تهدف إلى تقليل التوتر فقط، بل إلى إعادة تعريف مفهوم الدور الإقليمي، دور لا يقوم على الهيمنة بل على الشراكة، ولا يعتمد على الشعارات بل على النتائج، ولذلك فإن إشادة الآخرين لم تعد مفاجئة، بل نتيجة طبيعية لمسار ناضج يتصاعد بثقة واتزان.