logo
المفاوضات تحت النار!

المفاوضات تحت النار!

العرب اليوممنذ 2 أيام
في عهده الثاني، أصرّ الرئيس ترامب على إحلال السلام في سائر بقاع الأرض، وبخاصةٍ في أوكرانيا والشرق الأوسط ومع إيران. ووسيلته لذلك الدخول في مفاوضاتٍ مباشرة مع سائر الأطراف.
إنما الذي حدث حتى الآن النهج الذي اختاره رئيس الوزراء الإسرائيلي: إذا كان لا بد للسلام أن يتحقق عن طريق التفاوض، كما يريد ترامب، فينبغي أن يكون ذلك تحت النار! والحجة أنه لا أحد يقبل سلام الرئيس الأميركي عن طريق التفاوض بالشروط والضغوط فقط، بل لا بد أن يتصاحب التفاوض مع استمرار المعارك لإرغام الخصم على قبول الشروط التي يفرضها ترامب. وحتى الآن ووسط استمرار المعارك في غزة وأوكرانيا ولبنان ما نجح في الحقيقة أيٌّ من الأسلوبين.
بدأ التفاوض مع إيران وبعد خمس جولات انقطع لتضرب إسرائيل والولايات المتحدة الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضرباتٍ هائلةً، لكن التفاوض لا يزال منقطعاً، في حين تدعي كلٌّ من إسرائيل وإيران الانتصارَ دون أن يعودَ التفاوض من جديد، مع تهديد كلٍّ من الطرفين للطرف الآخر بتجديد الحرب. وفي الأسابيع الأخيرة يبشر الرئيس الأميركي باقتراب وقف النار في غزة مع استمرار الضربات الإسرائيلية، واستمرار المفاوضات في الدوحة بقطر. وقيل إنّ الرئيس ترامب إنما استدعى نتنياهو إلى واشنطن للمزيد من الضغط عليه، إنما حتى الآن فإنّ الحرب مستمرة. وفي كل يومٍ يقال إنّ العوائق لم تزلْ وتارةً من جانب «حماس» وطوراً من جانب إسرائيل.
وحكاية «حزب الله» اللبناني مع التفاوض أطْول. فقد جاء مبعوث الرئيس الأميركي إلى لبنان قبل أسبوعين وضربات إسرائيل على الحزب مستمرة بشكلٍ يومي، وأعطى المبعوث برّاك المسؤولين اللبنانيين رسالةً تتضمن المطالب التي تكفل الاستجابة للعودة لوقف النار. ثم رجع براك إلى بيروت مرة ثانية ليتلقى إجابةً من المسؤولين اللبنانيين على مطالبه، ورغم الانطباع الأولي الطيب عاد الرجل ليقول: هم يريدون ملاعبتي بالطاولة، وأنا أواجههم بلعبة الشطرنج! وهكذا فالإسرائيليون مستمرون في الضربات، والمسؤولون اللبنانيون حائرون أو عاجزون، فالحزب لم يستجب لمطلب نزع السلاح، وهم لا يستطيعون مواجهتَه بالقوة! وهكذا تستمر الهجمات الإسرائيلية مع استمرار التفاوض على طريقة برّاك!
وفي النزاع الأوكراني مع روسيا، أقبل الرئيس الأميركي في الأسابيع الأولى بالضغوط القصوى على أوكرانيا حتى استمع إلى إجابةٍ من زيلنسكي على شروطه بدا أنها تعجبه. فلمّا التفت إلى الرئيس بوتين وعرض عليه خطته، لم يستجب لها إلى الحدّ الذي يسمح بالجلوس إلى طاولة المفاوضات.
قال ترامب إنّ الرئيس الروسي ودود ومؤدَّب في الحوار، لكنّ نتائج المحادثات الطويلة كانت متواضعة. فماذا يفعل الأميركي الجبار وقد ضاق ذرعاً بمماحكات الروس؟ إنه يفكر الآن بإعادة المساعدات العسكرية التي كان قد أوقفها عن أوكرانيا، فهو لا يستطيع تهديد روسيا بالضغوط العسكرية، لكنه لا يستطيع أيضاً الاعتراف بالفشل في فرض أجندته التفاوضية! وهكذا تستمر الهجمات المتبادلة بالمسيَّرات والصواريخ بين روسيا وأوكرانيا.
المفاوضات من أجل السلام مطلبٌ يبدو أنّ الجميع موافقون عليه. بيد أنّ سائر الأطراف لا تخضع للشروط التي يريدها الرئيس رغم أنه يمتلك القوة القاهرة، وهو مستعدٌّ لاستعمالها من أجل الإرغام على السلام. بل إنّ بعض المشاركين في المماحكات (ومنهم نتنياهو) بدأوا يتطلعون إلى رئيس الحلول السحرية، بما يشبه السخرية عندما يعيرونه أنه إنما يريد الحصول على جائزة نوبل للسلام الدولي جزاءً أو جائزةً لجهوده السلمية!
حتى الآن لم تفد القوة الناعمة للولايات المتحدة ولا قوتها الخشنة، فكيف تتوقف الحروب المدمرة للبشر والحجر؟ الجميع يضعون أيديهم على قلوبهم خشية استمرار حروب الدمار إلى ما لا نهاية. لكن لا بديل عن الولايات المتحدة إذا كان المقصود إحلال السلام، فالمؤسسات الدولية، وفي طليعتها مجلس الأمن، معطَّلة أو فاشلة في إحقاق السلام أو حتى في التهدئة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يوقع قانونا مشددا لمكافحة مخدر الفنتانيل
ترامب يوقع قانونا مشددا لمكافحة مخدر الفنتانيل

الوكيل

timeمنذ ساعة واحدة

  • الوكيل

ترامب يوقع قانونا مشددا لمكافحة مخدر الفنتانيل

الوكيل الإخباري- وقع الرئيس دونالد ترامب قانونا يشدد العقوبات الجنائية المتعلقة بمخدر الفنتانيل، واصفا إياه بأنه "خطوة تاريخية نحو تحقيق العدالة" في أحدث جهوده لمواجهة الأزمة الصحية بسبب المخدر. وقال ترامب خلال مراسم توقيع القانون أمس الأربعاء في البيت الأبيض بحضور ممثلين عن جماعات تعمل على مكافحة الوباء ومسؤولين إنفاذ قانون وأقارب ضحايا المخدر: "اليوم نوجه ضربة عادلة لتجار المخدرات ومروجيها والكارتلات الإجرامية". ويصنف قانون "هالت فنتانيل" جميع المواد ذات الصلة بالفنتانيل بشكل دائم كمخدرات من الجدول الأول - التصنيف الأكثر تقييدا - بموجب قانون المواد الخاضعة للرقابة. وسيؤدي ذلك إلى ملاحقة قضائية وعقوبات جنائية مشددة لكل من "يحوز أو يستورد أو يوزع أو يصنع" مواد غير مشروعة مرتبطة بالفنتانيل، وفقا للبيت الأبيض. اضافة اعلان وأضاف ترامب: "سيواجه كل من يُضبط وهو يتاجر بهذه السموم غير المشروعة عقوبة سجن إلزامية لا تقل عن 10 سنوات. سنُبعد تجار المخدرات ومروجيها عن شوارعنا، ولن نهدأ حتى ننهي وباء جرعات المخدرات المميتة". وتابع: "بدأ الوضع يتحسن قليلا، لكنه ما زال مروعا، وصعبا. سننهيه مرة واحدة وإلى الأبد".

خامنئي: طهران قادرة على توجيه ضربة أقسى لخصومها
خامنئي: طهران قادرة على توجيه ضربة أقسى لخصومها

جفرا نيوز

timeمنذ 5 ساعات

  • جفرا نيوز

خامنئي: طهران قادرة على توجيه ضربة أقسى لخصومها

جفرا نيوز - قال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي في تعليقات نقلها التلفزيون الرسمي اليوم الأربعاء إن إيران مستعدة للرد على أي هجوم عسكري جديد. وأضاف أن طهران قادرة على توجيه ضربة أقوى لخصومها من تلك التي وجهتها خلال حربها مع إسرائيل التي استمرت 12 يوما الشهر الماضي. يذكر أنه في 13 يونيو الفائت، شنت إسرائيل حملة قصف على إيران، حيث ضربت مواقع عسكرية ونووية إيرانية، فضلاً عن اغتيال قادة عسكريين كبار وعلماء نوويين. في حين ردت إيران بإطلاق طائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل. فيما أدت الحرب إلى تدخل أميركي في الصراع، إذ قصفت الولايات المتحدة في 22 يونيو، موقع تخصيب اليورانيوم تحت الأرض في فوردو جنوب طهران، ومنشأتين نوويتين في أصفهان ونطنز (وسط). لترد طهران مستهدفة قواعد عسكرية في قطر والعراق، من دون تسجيل أية إصابات، قبل أن يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في 24 يونيو وقف النار بين إسرائيل وإيران. تخصيب اليورانيوم يشار إلى أن الحرب أدت لوقف المفاوضات بين طهران وواشنطن التي بدأت في أبريل بهدف التوصل لاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، ورفع العقوبات الاقتصادية عن إيران. كما أن المفاوضات بين أميركا وإيران متعثرة عند مسألة تخصيب اليورانيوم. ففي حين تصر طهران على أن من حقها التخصيب، تعتبر إدارة ترامب هذا الأمر "خطاً أحمر'. من جهتها تهدد الدول الأوروبية، في ظل الخلاف مع إيران حول برنامجها النووي، بتفعيل "آلية الزناد' التي نص عليها الاتفاق النووي مع إيران المبرم عام 2015 وتسمح بإعادة فرض عقوبات دولية على طهران. وحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، فإن إيران هي القوة غير النووية الوحيدة التي تقوم بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، علماً أن سقف مستوى التخصيب كان محدداً عند 3.67% في اتفاق عام 2015. ويتطلب صنع رأس نووية تخصيب اليورانيوم بنسبة 90%.

توقف جلسة محاكمة نتنياهو لأسباب أمنية
توقف جلسة محاكمة نتنياهو لأسباب أمنية

السوسنة

timeمنذ 6 ساعات

  • السوسنة

توقف جلسة محاكمة نتنياهو لأسباب أمنية

السوسنة - أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأربعاء، بتوقف مفاجئ لجلسة محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إثر تلقيه تحديثًا أمنيًا عاجلًا دفعه إلى مغادرة قاعة المحكمة المركزية في تل أبيب.وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الجلسة توقفت لأسباب أمنية، فيما أوردت القناة الـ12 أن سكرتير نتنياهو العسكري حضر بشكل استثنائي إلى القاعة، وسلّمه مظروفًا تضمن معلومات أمنية، ليطلب تعليق الجلسة على الفور. ووصف نتنياهو الحادث بأنه "نادر للغاية"، مشيرًا إلى أن سكرتيره العسكري لا يحضر عادة إلى المحكمة.وجاءت الجلسة ضمن سلسلة استجوابات متعلقة بالملف المعروف إعلاميًا باسم "ملف 1000"، الذي يتناول تلقي نتنياهو وأفراد من عائلته هدايا ثمينة من رجال أعمال، مقابل تقديم تسهيلات خاصة. ووفق هيئة البث الإسرائيلية، فإن رئيس الوزراء يواجه تهمًا إضافية تشمل الرشوة والاحتيال وإساءة الأمانة، وقد تصل عقوبتها إلى السجن في حال إدانته.وشهدت جلسة اليوم حضور السفير الأميركي لدى إسرائيل، جاك لو، الذي وصف المحاكمة بأنها "مثيرة للاهتمام"، معلنًا أنه حضر للاستماع إلى مجريات الجلسة.وربطت وسائل إعلام محلية توقيت توقف الجلسة بالتطورات الأمنية في سوريا، عقب تنفيذ الجيش الإسرائيلي غارات في المنطقة قالت مصادر عسكرية إنها تهدف إلى "الدفاع عن طائفة الدروز"، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.وتشمل ملفات التحقيق الجارية بحق نتنياهو قضايا متعددة، منها "الملف 2000" المتعلق بتفاوضه مع ناشر صحيفة "يديعوت أحرونوت" للحصول على تغطية إعلامية إيجابية، و"الملف 4000" الذي يرتبط بمنح تسهيلات للمالك السابق لموقع "والا" الإخباري وشركة "بيزك"، مقابل خدمات إعلامية داعمة. اقرأ ايضاً:

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store