
تجنُّب التوصل إلى تسوية سياسية.. وَهْمٌ خطير
ربما يبدو الحكم العسكري المباشر جذاباً للبعض، لأنه - ظاهرياً - ربما يسمح بهزيمة "حماس"، لكنه في الواقع يمكن أن يُضعف إسرائيل، لأن تكلفته تبلغ مليارات كثيرة لمجرد المحافظة على هذا الحكم المباشر، بالإضافة إلى عشرات المليارات الأُخرى لإعادة إعمار غزة المدمَّرة.
وعلاوة على ذلك، فإنه إذا لم ينتهِ الوجود الإسرائيلي في غزة باتفاق فوري، فذلك ربما ينعكس سلباً في مصير الأسرى الأحياء والأموات.
إن ادعاء أنه إذا لم نقضِ على "حماس" حتى آخر مقاتل فسيحدث "7 تشرين الأول" آخر هو ادعاء باطل تماماً.
لماذا؟ لأن الجيش الإسرائيلي دمّر البنى العسكرية، وألحق أضراراً جسيمة بالقيادات العسكرية العليا والوسطى في التنظيم، حتى إنه لم يعد هناك مَن يمكن نَفْيُهُ من هناك.
ويجب الآن تحويل هذه الإنجازات العسكرية إلى تسوية سياسية، برعاية الولايات المتحدة، تبدأ بأهم شيء: إطلاق سراح الأسرى، ونأمل أن يتم ذلك فوراً، وبعدها يمكن توسيع التحالفات الإقليمية مع الدول العربية، وعلى رأسها السعودية، وأيضاً مع الدول الإسلامية غير العربية، كإندونيسيا.
تطبيق خطة "المدينة الإنسانية" سيجلب كارثة دبلوماسية
من جهة أُخرى، فإن تطبيق خطة تجميع الفلسطينيين في "مدينة إنسانية" جنوب قطاع غزة سيؤدي إلى كارثة دبلوماسية كبيرة؛ إذ ستبتعد الدول العربية عن إسرائيل، ومكانتنا الدولية ستتآكل، ويمكن حتى تقدير أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيُدير لنا ظهره، بعد أن يتضح أنه لا إمكان للتوصل إلى اتفاقات مع دول المنطقة، وبالتالي، فسيتم دفن مشروعه للفوز بجائزة نوبل للسلام.
إن قيمة التحالف الاستراتيجي تحت الراية الأميركية، كالقيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، أثبتت نفسها بما لا يدع مجالاً للشك في المواجهات مع إيران، والتي بلغت ذروتها في النجاح العملاني النادر والاستثنائي للجيش الإسرائيلي وسلاح الجو والاستخبارات العسكرية والموساد.
لكن ما دام النظام الإيراني "القاتل" لا يزال قائماً، فإنه سيستمر في السعي لتدمير إسرائيل، كواجب ديني أعلى، ولهذا علينا أن نعزل إيران، ونُضعفها، ونمنعها من الحصول على سلاح نووي، ويمكن للتحالف الإقليمي أن يساعد كثيراً في ذلك.
علاوة على ذلك، فإن الفرضية القائلة إنه يمكن تنفيذ خطة "المدينة الإنسانية" في رفح على أساس التهجير الطوعي للفلسطينيين هي وهْم خطِر؛ فالدول العربية الرائدة، وعلى رأسها مصر والسعودية والأردن، لن تسمح بهجرة قسرية للفلسطينيين، لأن الرأي العام في تلك الدول سيعتبر ذلك خيانة.
وربما يجد مؤيدو الفكرة فيها منطقاً تقنياً، لكن هذا لا يعني أنها قابلة للتحقيق.
إن العالم العربي – بل والعالم بأسره – يستمع إلى تصريحات شخصيات كسموتريتش وبن غفير اللذَين يهددان بطرد الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية، أو بالسيطرة على المسجد الأقصى، ويرى في ذلك تهديداً حقيقياً لاستقرار المنطقة.
من دروس 7 تشرين الأول
يجب أن نتذكر أن أحد دوافع يحيى السنوار لتنفيذ "مجزرة" 7 تشرين الأول كان منع إقامة تحالفات إقليمية مع الدول العربية المعتدلة، ويُعتبر هذا أقوى دليل على ضرورتها.
وبناءً على الإنجازات العسكرية، فمن المهم جداً إنشاء واقع جديد في المنطقة، ويجب ألاّ تطغى الاعتبارات السياسية الداخلية على المصلحة الدبلوماسية والعسكرية لإسرائيل.
ويجب أن نضيف إلى ذلك ما يحدث في الساحة الداخلية؛ فـ"قانون التهرب من التجنيد"، الذي يُسمى بصورة ساخرة "قانون التجنيد"، يجب ألاّ يُقَر بحسب الصيغة التي يتم طرحها بها في الإعلام، فهذا الطموح لإعفاء جماعي للحريديم، إلى جانب العبء الثقيل على الجنود في الخدمة النظامية والاحتياط، وزعزعة أسس الديمقراطية الليبرالية التي يقوم عليها الحلم الصهيوني، كلها أمور تشكّل تهديداً حقيقياً لمستقبل الدولة، تماماً كما هو الحال مع مبادرات لإقامة حكْم عسكري في غزة والضفة الغربية.
نحن عند مفترق قرارات تاريخية، وهذا التعبير لم يكن يوماً أكثر دقة؛ هناك حاجة إلى قرار شجاع، فاعتقاد أن الولايات المتحدة ستقف دائماً إلى جانبنا يمكن أن يكون خطأً مكلفاً، وقد حان وقت اتخاذ القرار: عمل سياسي بدلاً من الغرق في وحل غزة كما غرقنا في وحل لبنان.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


معا الاخبارية
منذ 5 ساعات
- معا الاخبارية
ترامب: لدينا أخبار جيدة بشأن غزة وبعض الأمور الأخرى في الشرق الأوسط
بيت لحم معا- أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجددًا عن تفاؤله بشأن صفقة الأسرى. وفي مؤتمر صحفي لتوقيع الأوامر الرئاسية في البيت الأبيض، قال: "دون الخوض في التفاصيل لدينا أخبار سارة بشأن غزة، وأخبار سارة بشأن أمور أخرى في الشرق الأوسط، ونعمل عليها على أعلى المستويات".


فلسطين أون لاين
منذ 7 ساعات
- فلسطين أون لاين
بالفيديو "سرايا القدس" تبثُّ مشاهد نوعيَّة لتفجير دبابة شرق غزّة.. والاحتلال يعترف بإصابة جندي
متابعة/ فلسطين أون لاين بثت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، اليوم الأربعاء، مشاهد مصوّرة تُظهر تفجير دبابة إسرائيلية شرق حي الزيتون بمدينة غزة، في حين أعلنت كتائب القسام تنفيذ عمليات متعددة ضد أهداف إسرائيلية في شرق غزة وجنوب خان يونس، تزامنًا مع إعلان جيش الاحتلال إصابة أحد جنوده بجروح خطيرة جنوب القطاع. وفي المشاهد التي بثتها سرايا القدس، ظهر مقاتلوها وهم يجهّزون عبوات ناسفة "شديدة الانفجار"، تمت زراعتها وتوجيهها باستخدام تقنيات هندسية عكسية. وقد رصد المقاتلون تحركات للآليات الإسرائيلية بدقة، قبل أن يتم تفجير إحدى العبوات تحت دبابة متوغلة، ما أسفر عن اندلاع ألسنة لهب ودخان كثيف في موقع الاستهداف. في السياق نفسه، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن استهداف ناقلة جند إسرائيلية وجرافتين عسكريتين من نوع D9، بقذيفتي "تاندوم" وقذيفة "الياسين 105". وأوضحت الكتائب أن العملية نُفذت بتاريخ 7 يوليو الجاري في شارع المنطار بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة. كما أكدت الكتائب أنها قصفت يوم أمس، الثلاثاء، تجمعًا لجنود وآليات العدو بقذائف الهاون في منطقة السطر الغربي شمال خان يونس، إضافة إلى قصف مشترك مع سرايا القدس استهدف موقع قيادة وسيطرة لجيش الاحتلال في منطقة قيزان النجار جنوب المدينة. من جانبه، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، عن إصابة أحد جنوده بجروح خطيرة خلال اشتباكات في جنوب قطاع غزة. وأوضح البيان العسكري أن الجندي المصاب ينتمي إلى كتيبة "شمشون" في لواء كفير، وأنه نُقل إلى المستشفى لتلقي العلاج، وتم إبلاغ ذويه. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الجندي أُصيب على الأرجح إثر انهيار مبنى في مدينة رفح جنوبي القطاع، وسط استمرار المعارك الضارية في تلك الجبهة. منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قتل 893 جنديًا إسرائيليًا وأصيب أكثر من 6,100 آخرين، بحسب بيانات جيش الاحتلال، وهي أرقام تقول فصائل المقاومة إنها لا تمثل إلا جزءًا بسيطًا من الخسائر الفعلية في صفوف العدو. وفي المقابل، تؤكد فصائل المقاومة أنها وثّقت معظم عملياتها عبر مشاهد مرئية، شملت نصب كمائن محكمة، وتفجير عبوات ناسفة، وتدمير مئات الآليات الإسرائيلية، بالإضافة إلى قصف مواقع ومستوطنات إسرائيلية بصواريخ متوسطة وبعيدة المدى. المصدر / فلسطين أون لاين


فلسطين اليوم
منذ 8 ساعات
- فلسطين اليوم
"القسام" : قصفنا تجمعا لجنود الاحتلال في خانيونس
قالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قصفنا تجمعا لجنود وآليات الاحتلال وموقع قيادة وسيطرة في خان يونس. وكانت أعلنت كتائب القسام، في وقت سابق، عن استهداف ناقلة جند إسرائيلية من نوع "نمر"، بقذيفتي "الياسين 105"، وذلك في منطقة السطر الغربي، شمال مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وأوضحت الكتائب، في بيان مقتضب، أن عملية الاستهداف تمّت قرب مسجد الكتيبة، مؤكدة أن هذا الهجوم يأتي في إطار مواصلة التصدي للعدوان الصهيوني على القطاع، على حد تعبيرها. وتشهد مناطق متفرقة من قطاع غزة تصعيدًا ميدانيًا متواصلاً، وسط عمليات قصف، واشتباكات تدور بين المقاومة الفلسطينية والقوات الإسرائيلية.