logo
ماذا يريد ترامب من سد النهضة الإثيوبى؟

ماذا يريد ترامب من سد النهضة الإثيوبى؟

صوت الأمةمنذ 17 ساعات
الرئيس الأمريكي غاضب من المرواغات الإثيوبية ووصف تمويل واشنطن للسد بالغبى.. ولهجته تكشف خفايا كثيرة في سياسة أديس ابابا
الاعتراف الأمريكي بأن نهر النيل مصدر للدخل والحياة في مصر ينتصر للموقف المصرى بالتوصل لاتفاق عادل يحفظ مصالح الجميع
كثيرة هي التعليقات التي صاحبت تصريحات الرئيس الامريكى دونالد ترامب الأسبوع الماضى بشأن سد النهضة الإثيوبى، فمنهم من قال إنه يغازل جائزة نوبل للسلام، وأخرون يذهبون إلى كون ترامب يواصل سياسة المناكفة مع الإدارة الديمقراطية، التي اتهمها بالتسبب في أشعال فتيل الكثير من الأزمات الدولية، ومنها أزمة سد النهضة.
وايا كانت وجهة النظر بشان ما قاله ترامب، فالحقيقة أننا أمام موقف يستحق أن نتوقف أمامه ودراسته بعناية شديدة، لأنه لا يعبر عن اهواء او رغبات شخصية، وإنما عن موقف إدارة أمريكية، يقبع على قمة رأسها "ترامب" الممسك في يديه بكامل السلطة والإدارة، لذلك فإنه يعنى ما يقوله.
ولكى تكون الصورة أكثر وضوحاً، نعود إلى ما قاله ترامب.
ترامب قال في تصريحات خلال لقائه مارك روته الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" في البيت الأبيض: "لقد عملنا على ملف مصر مع جار قريب (إثيوبيا)، وهم جيران جيدون وأصدقاء لي، لكنهم بنوا السد وهو ما أدى إلى وقف تدفق المياه إلى نهر النيل.. أعتقد أنني لو كنت مكان مصر فسأرغب في وجود المياه في نهر النيل، نحن نعمل على حل هذه المشكلة، لكنها ستُحل. لقد بنوا واحدا من أكبر السدود في العالم، على بعد بسيط من مصر، كما تعلمون، وقد تبين أنها مشكلة كبيرة، لا أعلم، أعتقد أن الولايات المتحدة مولت السد، لا أعرف لماذا لم يحلوا المشكلة قبل بناء السد.
وتابع ترامب: "لكن من الجيد أن يكون نهر النيل فيه ماء، فهو مهم جدا كمصدر للدخل والحياة في مصر، إنه شريان الحياة لمصر وسلبه منها أمر لا يصدق، ولكننا نعتقد أن هذه المسألة ستحل قريبا جدا".
وهذه هي المرة الثانية خلال أقل من شهر تقريباً الذى يتحدث خلالها ترامب عن السد الإثيوبى، فقد سبق وتطرق إليه في منشور على حسابه بمنصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال"، في 21 يونيو الماضي، قائلا: "لن أحصل على جائزة نوبل للسلام للحفاظ على السلام بين مصر وإثيوبيا، سد ضخم بنته إثيوبيا، بتمويل غبي من الولايات المتحدة، يقلل بشكل كبير من تدفق المياه إلى نهر النيل".
هذا ما قاله ترامب عن السد الإثيوبى، وبه الكثير من الإشارات المهمة.
أولاً، أن ترامب يدرك ومن خلفه الإدارة الأمريكية أن وجود السد الإثيوبى، ضار بمصر ومصالحها المائية.
ثانياً، أن ترامب للمرة الأول كمسئول أمريكى، يعترف بتمويل واشنطن لبناء هذا السد.
ثالثاً، ان ترامب يبدو أنه سيعود إلى الاهتمام بالسد مرة أخرى، لكن من زاوية مختلفة عن التي سار عليها في ولايته الرئاسية الأولى، والتي شهدت مراوغة إثيوبية واضحة.
الرئيس عبدالفتاح السيسي، في تعليقه على ما قاله ترامب، أعرب عن تقديره لتصريحات الرئيس الأمريكي "التي تبرهن على جدية الولايات المتحدة تحت قيادته في بذل الجهود لتسوية النزاعات ووقف الحروب"، مجددا دعم مصر لرؤية ترامب في إرساء السلام العادل والأمن والاستقرار لجميع دول المنطقة والعالم.
وقال الرئيس السيسي - في تدوينة له على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك - "تثمّن مصر تصريحات الرئيس الأمريكي التي تبرهن على جدية الولايات المتحدة تحت قيادته في بذل الجهود لتسوية النزاعات ووقف الحروب، وتؤكد مصر ثقتها في قدرة ترامب على حل المشاكل المعقدة وإرساء السلام والاستقرار والأمن بمختلف ربوع العالم، سواء كان ذلك في أوكرانيا، أو الأراضي الفلسطينية، أو إفريقيا، وتقدر مصر حرص ترامب على التوصل لاتفاق عادل يحفظ مصالح الجميع حول السد الإثيوبي، وتأكيده على ما يمثله النيل لمصر كمصدر للحياة".
السؤال الذى قد يطرحه البعض، لماذا تحدث ترامب الآن عن السد الإثيوبى، وهل للأمر علاقة بمفاوضات الهدنة في غزة، والأطروحات الأمريكية بتهجير الفلسطينيين من القطاع، وكأن ترامب يريد مقايضة مصر باتفاق عادل للسد الإثيوبى مقابل الموافقة على مخطط التهجير؟
قد يكون هذا التصور موجوداً في أذهاب البعض، ارتباطاً بصفة ترامب المعروفة عنها، باعتباره رجل المقايضات والصفقات، لكن بنظرة أعمق من ذلك يمكن فهم لماذا تحدث ترامب الأن عن السد الإثيوبى.
ففي الولاية الرئاسية الأولى لترامب، قامت وزارتا الخزانة والخارجية الأمريكيتان بتسهيل المحادثات بين إثيوبيا ومصر والسودان خلال الفترة من 2019 إلى 2020 في محاولة من إدارة ترامب وقتها للتوصل إلى اتفاق بشأن ملء وتشغيل السد، وبموازاة هذا التحرك الدبلوماسي، قررت إدارة ترامب قطع نحو 100 مليون دولار من المساعدات لأديس أبابا للضغط عليها في ظل حالة الجمود في المفاوضات، ومعظم هذا التمويل كان مخصص للأمن الإقليمي وأمن الحدود والتنافس السياسي وبناء التوافق والتغذية.
ورغم التوصل إلى شبه اتفاق برعاية أمريكية، قبلته مصر والسودان، الا أن إثيوبيا تهربت من التوقيع على هذا الاتفاق، وقررت المضي في ملء السد، وهو ما دفع الخارجية الأمريكية وقتها للقول إن قرار إثيوبيا البدء في ملء السد بينما كانت المفاوضات لا تزال جارية مع مصر والسودان قد قوّض الثقة في المحادثات، ويتعارض مع التعهدات التي سبق أن قدمتها إثيوبيا.
هنا صدمت إثيوبيا ترامب وإدارته، ومع مجئ إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن في فبراير 2021 خففت من هذا الموقف، وقررت فصل تعليقها لملايين الدولارات من المساعدات الأمريكية لإثيوبيا عن ملف السد.
لذلك فإن ترامب ينظر لإثيوبيا على أنها تقضت العهد معه، وأن إدارة بايدن الديمقراطية تساهلت مع أديس أبابا.
من هنا نستطيع فهم لماذا تحدث ترامب الأن عن السد الإثيوبى، ونتوقع خطوته التالية، فالواضح أن ترامب غاضب بشدة من المرواغات الإثيوبية، لدرجة أنه ظهر بلهجة متشددة، كشف من خلالها بعض من خفايا سياسات أديس أبابا.
فقد فهمت واشنطن أن الموقف المصرى لم ولن يتغير، وأن الأمن المائي يمثل قضية وجودية لمصر لا تهاون بها على الإطلاق، وأن القاهرة، رغم التعنت الإثيوبى المتكرر الا أنها أنخرطت لأكثر من 10 سنوات في مفاوضات لم تفضى إلى شيء جدى، وفى نفس الوقت لدى البيت الأبيض ملف جاهز بكل تفاصيل السد ومفاوضاته، لأنه منذ ان توقفت المفاوضات تحت الرعاية الأمريكية لم يجد جديد، لذلك فإن ترامب قد يدعو خلال الفترة المقبلة لمفاوضات أخرى تكون أكثر جدية، ولها إطار زمنى واضح، ومحددة الأطر والنقاط التي ستكون محل تفاوض، وأهمها حفظ حقوق دولتى المصب "مصر والسودان" في حقوقهما المائية، ولا أعتقد أن أديس ابابا سيكون لديها رفاهية التلاعب مع ترامب أو إدارته، لأنه على عكس الولاية الأولى، يملك الكثير من القوة والصلاحيات، وستنظر أديس أبابا لطرق التعامل الأخرى مع ترامب منذ ان عاد إلى البيت الأبيض في 20 يناير الماضى، لتتعلم كيف ستتعامل معه، وستصل إلى نتيجة أنها ستكون مجبرة على الدخول في مفاوضات جدية، خاصة أن امام ترامب أكثر من 3 سنوات ونصف في البيت الأبيض، عكس المفاوضات في الولاية الأولى التي جاءت في نهايتها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الفخ الذي نصبه العرب لأنفسهم!!
الفخ الذي نصبه العرب لأنفسهم!!

يمرس

timeمنذ ساعة واحدة

  • يمرس

الفخ الذي نصبه العرب لأنفسهم!!

لكن هذا الظن ما هو إلا وهم استراتيجي غير مدركين أن الرضوخ لهذا الكيان الملفق لن يجلب لهم الأمان بل قد يُفقدهم سيادتهم وشعوبهم في نهاية المطاف على يد قاتل لم يتورع عن سفك دماء الأطفال والنساء وعن التنكر لكل الاتفاقيات والتنصل من أبسط التزامات السلام التي تضمنتها بنود اتفاقيات (كامب ديفيد ووادي عربة واتفاقية أوسلو). ناصر الخذري دأب كيان العدو الصهيوني على انتهاج سياسة قذرة في تدمير الشعوب العربية بهدف تنفيذ مخططاته في التوسع وإنشاء ما يسمى ب (إسرائيل الكبرى) حسب الخرافة الإسرائيلية التي ستمتد من الفرات الى النيل وصولا الى شمال السعودية . هذه الخطة الصهيونية التوسعية في منطقة (الشرق الأوسط) التي يتحدث كيان العدو عنها عبر مختلف وسائل اعلامه وفي كثير من المحافل الدولية التي يشرح فيها الارعن نتنياهو خارطة الشرق الأوسط الجديد .. الا انه من الغريب ان هذه الخرائط والتصريحات لا تثير في عقول القادة العرب ولا في عقول المفكرين وقادة الرأي أي اهتمام او ردة فعل او اتخاذ أي خطوات احترازية دفاعية لدرء خطر هذا العدو اللدود للعرب جميعا بل نرى التسابق في ابتكار الطرق والأساليب التي تجعل هذا الكيان اللقيط وتجعل قادة البيت الأبيض راضين عن حجم المساعدات والهدايا التي تتنافس عدد من الدول العربية في تقديمها للعدو سواء عبر مشاريع استثمارية تصل الى تريليونات الدولارات او هدايا عينية فاخرة لا لشيء وإنما لإثبات العبودية الطوعية لهذا العدو الأمريكي الذي يستثمر بأموال العرب في صناعة أسلحة فتاكة وتصديرها الى الاحتلال الصهيوني لقتل أطفالنا في قطاع غزة بدم بارد ودعم اقتصاد العدو فيما يقابل هذا الدعم بؤس وشقاء في عدد من اقطار الدول العربية التي بات الأكثر منها يعاني من ويلات الحروب والصراعات الداخلية وتدهور الوضع المعيشي أيضا بسبب الثراء الفاحش في بضعة دول سخرت النعمة التي لديها لتكون نقمة على شعوب الامة العربية والإسلامية وعلى قضية العرب المركزية ( القضية الفلسطينية) التي تشهد اسوء كارثة إنسانية في العالم بسبب القتل والتدمير الشامل من قبل كيان العدو بهدف افراغ قطاع غزة من السكان عبر فرض التهجير القسرى بالقوة الغاشمة ونسف المربعات السكنية وتشديد الحصار والتجويع واستمرار جرائم الإبادة غير المسبوقة ضد اكثر من اثنين مليون انسان مجوع ومحاصر في حيز جغرافي صغير من ارض فلسطين يسمى قطاع غزة. مشاهد تدمي القلوب هذه المشاهد المروعة في غزة تدمي قلوب الأحرار في العالم لكنها في نفس الوقت باتت عبارة عن مشاهد عادية لدى اغلب القادة العرب التي لا تحرك فيهم تلك المذابح ساكنا بعد ان تعرت ضمائرهم وقست قلوبهم فكانت كالحجارة او اشد قسوة. هؤلاء المتفرجين على ذبح أطفال ونساء وشيوخ غزة على مدى ما يقرب من العامين ما من شك انهم سيكونون الهدف القادم اذا سقطت غزة وسيقعون في الفخ الذي صنعوه لأنفسهم ( العمالة والتطبيع ) قريبا ونحن من خلال هذه القراءة المتواضعة نقرع أجراس الإنذار في وقت خفتت فيه أصوات الاجراس التي ترن في التوقيت المناسب لعل الزعماء العرب يصحون من سباتهم ويدركوا المآلات والعواقب الوخيمة للصمت عما يجري في قطاع غزة. عدم الاستفادة من الدروس يقال ان المشكلة ان ذاكرة العرب ضعيفة أو انهم لا يقرأون التاريخ جيدا ولا يستفيدون من الدروس التي حصلت في الماضي القريب عن جرائم العدو المروعة في فلسطين منذ العام 1948 وعدوانه السافر على مصر في 56 وعدوان 67 علي سيناء والجولان السوري واجتياح جنوب لبنان في عام 1978و ما يجري اليوم من إعادة قصف واجتاح للجنوب السوري وحتى العمق واستمرار الغارات على جنوب لبنان يضع الجميع على المحك عن مدى الخطر الداهم للعدو الصهيوني على العرب جميعا . فعبارة (إسرائيل قوية) غير واردة في قاموس الشعوب وانما عمالة الأنظمة العربية وهرولتها نحو فخ التطبيع هو من جعل كيان العدو يقتل ويشرد الفلسطينيين بهذا الصلف والبشاعة التي تهدف الى اقتلاع الشعب الفلسطيني من جذروه لتحويل غزة والضفة أيضا الى معسكر للإمبريالية او ريفيرا الشرق الأوسط كما يحلم الرئيس الأمريكي ترامب . تدمير شامل ولذلك ما يجري في قطاع غزة يوضح مخطط العدو لتفريغ القطاع من سكانه بهدم المنازل وتجريف الأراضي والشوارع وتدمير كل مقومات الحياة فيها مستغلين الضوء الأخضر الأمريكي والدعم والمشاركة المباشرة في تحويل غزة الى منطقة غير قابلة للعيش بعد تعمد جيش العدو نسف المربعات السكنية في قطاع غزة بدون أي سبب يذكر وهذا ما أشار اليه أحد الضباط في جيش العدو الاسرائيلي بشكل علني حيث نقلت صحيفة "هآرتس"، عن الضابط الذي أشير إليه بالحرف الأول من اسمه "أ"، قوله: "على أهالي الجنود أن يفهموا ما يجري هناك. المهمة الأساسية، والوحيدة تقريبًا، للقوات هي تأمين أعمال هدم الجرافات والتدريبات". وأوضح أن العمليات تنفذ تحت تسمية عسكرية تُعرف ب"السقف على الأرض"، لكنها "ليست مهمة عسكرية بطبيعتها"، وإنما تهدف إلى تدمير الأحياء والمنشآت بشكل ممنهج. وأشارت الصحيفة إلى أن الضابط المذكور من قوات الاحتياط أنهى خدمته مؤخرًا في أحد مراكز القيادة التي تقوم قواتها حاليًا بعمليات في القطاع. وبحسب شهادة الضابط، فإن عمليات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة تقوم على "هدم هائل للمنازل"، دون امتلاك أي معلومات استخبارية دقيقة عن أهداف محددة. انهيار نفسي مثل هذه التصريحات التي تنشر في وسائل الإعلام العبرية وغيرها تكشف المستوى الذي وصل اليه عشرات بل مئات الضباط والجنود الإسرائيليين الذين انهكوا من القتال في قطاع غزة وبادروا الى ترك الخدمة العسكرية فيما أصيب آخرون بالحالات النفسية لشدة الصدمة والوضع النفسي الذي عاشوه في قطاع غزه الذي بات اشبه بمنطقة كأنها ضربت بقنبلة نووية حيث تشير (هآرتس) : ان 18ضابطا وجنديا صهيونيا انتحروا منذ مطلع العام الجاري 2025م . فخ التطبيع هذه الشواهد تعكس حجم الكارثة التي يعيشها سكان قطاع غزة فيما قادة الأنظمة العربية لا يزالون يتوهمون انهم بالانخراط في التطبيع مع الكيان الغاصب وتوسيع مجالات العمالة سيحققون الامن والاستقرار غير مدركين للعواقب والمآلات في نهاية المطاف. فهل هناك من يفكر؟ ما الذي جناه الفلسطينيون مثلا من اتفاقية اوسلوا غير المزيد من القتل والتوسع والاستيطان ونهب الأراضي الفلسطينية وتهويد الأراضي المقدسة وتدنيس المسجد الأقصى المبارك ؟, وما الذي جنته مصر من توقعيها اتفاقية كامب ديفيد مع كيان الاحتلال الذي انتهك تلك الاتفاقية بشكل سافر وبات يسيطر على معبر رفح ومحور فلادليفيا ويرفض الانسحاب من المنطقة التي نصت عليها الاتفاقية بين الاحتلال وجمهورية مصر العربية!! . أيضا اتفاقية وادي عربة ما ذا جنى منها الأردنيون الذين اجبروا على اغلاق مناطقهم الحدودية مع الضفة الغربية واغلاق ورش لصناعات عسكرية سبق وان أعلنوا انها تتبع ما اسموهم (إرهابيين ) ولم يوضحوا ما الخطر الذي يمثلونه غير انهم يخافون من ان يقدموا دعما للمقاومة الفلسطينية ضد العدو المحتل. جنوب لبنان يدرك كل باحث ومتابع للأحداث التي شهدتها لبنان منذ نهاية السبعينات ان التضحيات التي قدمها الشعب اللبناني منذ اجتياح العدو الإسرائيلي لجنوب لبنان في العام 1978م قد أجبرت المحتل في نهاية المطاف على الخروج بعد جولات من المواجهة الشرسة في عام 2000م لكن العدو لا يؤمن مكره فكم من الجولات التي واجهت فيها المقاومة اللبنانية (حزب الله ) في 82 و1993و 96 م وفي العام 2006 م وحتى معركة اسناد الطوفان التي قدم فيها حزب الله اسنادا لغزة بكل ما يستطيع عقب عملية السابع من أكتوبر من العام 2023م وها هو العدو يعاود من جديد العربدة وانتهاك السيادة اللبنانية ليلا ونهارا بعد ان تكالبت أمريكا وادواتها على حزب الله وقاداته وسلاحه.. هذا السلاح الذي يحمي سيادة لبنان ويسهم في دعم المقاومة الفلسطينية يقصف ويدمر وتنتهك السيادة اللبنانية ليطلع علينا الرئيس اللبناني جوزيف عون ببيان ادانه شجب للغارات لما يقول انه انتهاك للسيادة.. ولا يعلم ان الادانات لا تقدم ولا تؤخر لأن القصف والغارات الصهيونية لن توقفها الا ردة فعل عسكرية بضربات في عمق المناطق المحتلة تجبر العدو على التوقف عن عدوانه ولا يحمي السيادة غير الردع والسلاح الذي يريد العدو تدميره وليس تسليمه ( للجيش اللبناني) لان كيان العدو لا يريد ان تكون لينان دولة قوية بل دول خانعة تمتلك شرطة محلية وتسليح لا يصلح الا للاقتتال الداخلي ولا يشكل أي خطر قادم على العدو . سورية اما في سورية فالحديث عنها يبعث على الأسى فعلا بسبب جرح الكرامة الذي أصاب الامة العربية في مقتل بعد انهيار آخر قلعة للصمود في وجه المحتل.. نعم انها سورية العروبة التي تنهشها اليوم الصهيونية بشكل مباشر وبشكل غير مباشر بواسطة جماعات عقائدية تعمل على خدمة المشروع الصهيوني بشكل مجاني ولا افق يرى فيما هو قادم لسورية غير التفتيت والتقسيم الى ولايات على أساس طائفي لتحيي النعرات القديمة التي كان الاستعمار الفرنسي قد اعتمدها خلال تقسيمه لسورية الى اربع ولايات مرتين الأولى في عام 1920 والثانية في العام 1922 حيث قسمت سورية الى اربع ولايات على أساس طائفي وهي ولايات : حلب ودمشق وولاية درزية وأخرى علوية . هذا المخطط يخدم الصهيونية فعلا وهو ما سبق ان أشار اليه اول رئيس وزراء لإسرائيل ديفيد بن غوريون حينما نادى بأهمية تفتيت الدول المحيطة بالعدو على أساس طائفي وقال حينها " قوتنا ليست في سلاحنا النووي بل في تفتيت ثلاث دول كبرى حولنا - العراق و سوريا و مصر- إلى دويلات متناحرة على أسس دينية و طائفية" وعلى الرغم من المرونة التي يبدها الرئيس الانتقالي في سورية احمد الشرع والتقارب العلني مع كيان العدو والرغبة الصريحة في التطبيع والتصريح الذي قال فيه ان "هناك عدو مشترك لسورية وإسرائيل " هذا التصريح الذي اثار الدهشة جعل الكثيرين يتوجسون مما هو قادم لسورية وللدول المجاورة لها في ظل هذا التقارب العلني بين الشرع وبين الاحتلال الذي توسع وصال وجال الى قرب دمشق لسيطر على مناطق واسعة اضعاف المناطق التي احتلها في الجولان السوري عام 1967م المثير للدهشة حقا هو الاستباحة الكاملة للسيادة السورية من قبل الاحتلال الصهيوني الذي قام الأربعاء 16 يوليو الجاري بش غارات جوية وقصف هيئة الأركان المشتركة والقصر الرئاسي في سورية وقصف مناطق أخرى بحجة التدخل لحماية الدروز والأقليات هكذا بات يتعامل رئيس حكومة العدو نتنياهو مع سورية وكأنه الحاكم الفعلي لها وبقوة السلاح اجبر الاحتلال الإسرائيلي ( جيش الشرع ) على الانسحاب من منطقة السويداء التي كانت دارت فيها اشتباكات مع الطائفة الدرزية . عقب هذه الغارات الإسرائيلية قال نتنياهو انه حقق السلام في السويداء من خلال القوة وهذه إشارة ضمنية الى ان القادم مع القادة الجدد هو التطبيع عن طريق القوة مع فرض استباحة كاملة وسيطرة واحتلال دائم لكافة المناطق التي تم احتلالها في سلسلة جبل الشيخ والقنيطرة عقب سقوط النظام في الثامن من ديسمبر من العام 2024م هذه العربدة التي تقوم بها (إسرائيل) في سورية اثارت الغضب لدى الشعوب العربية رغم اختلافها مع موقف الحكومة الانتقالية بقيادة الشرع الا ان الشعب السوري يظل جزءا اصليا من العرب والاعتداء عليه يمثل انتهاكا للسيادة أيا كان موقف الحاكم . لكن اللافت في الموضوع هو موقف الدول الخليجية التي باركت وهللت وكبرت لرفع ما اسمته العقوبات الاقتصادية على سورية ولكنها في الوقت نفسه تتفرج على العقوبات والجرائم التي تطال الشعب السوري بالاقتتال الداخلي الطائفي والعدوان الصهيوني والتوسع والاحتلال للأراضي السورية !! الخلاصة: يدور الحديث خلف الكواليس ان وقف اطلاق النار في قطاع غزة المنكوب يجب ان يتزامن معه البدء في توسيع اتفاقيات السلام مع(إسرائيل ) تحت مسمى (ابراهام) أي التطبيع والذي كان قد أشار اليه ترامب في تصريح له قبل زيارة نتنياهو الأخيرة لواشنطن بانه سيتم التطبيع مع اربع دول عربية !! نرى ان التطبيع الذي سيتحول من السرية الى العلن بفتح سفارات للاحتلال في عواصم الدول العربية المرشحة للتطبيع بشكل رسمي لن يكون غير فخ جديد ينصبه المطبعون لأنفسهم ليدخلوا ضمن دائرة الاستهداف المباشر لاحقا من قبل كيان العدو الصهيوني وما يحصل اليوم من انتهاك للاتفاقيات السائقة مع العرب وما يحصل من استباحة للسيادة اللبنانية والسورية خير دليل على مكر وخبث كيان الاحتلال الصهيوني الذي لن تتوقف اطماعه عند هذا الحد بل يسعى الى ما بعد سورية والى ما بعد مصر حتى شمال السعودية لاحتلالها وإنشاء ما يسمى ( إسرائيل الكبرى ) .. فمن يسمع ومن يفهم؟!!

"واشنطن بوست": ترامب جعل الولايات المتحدة تعتمد على روسيا
"واشنطن بوست": ترامب جعل الولايات المتحدة تعتمد على روسيا

مصراوي

timeمنذ 2 ساعات

  • مصراوي

"واشنطن بوست": ترامب جعل الولايات المتحدة تعتمد على روسيا

وكالات قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن الولايات المتحدة أصبحت أكثر اعتمادا على واردات الأسمدة من روسيا بسبب السياسة الجمركية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وجاء في المقال: "كان للرسوم الجمركية المفروضة حتى الآن بعض العواقب غير المقصودة على ما يبدو، على سبيل المثال، أصبحت الولايات المتحدة الآن أكثر اعتمادا على روسيا في استيراد اليوريا - وهو سماد شائع يُستخدم في زراعة محاصيل مثل القمح والذرة والأرز." وأظهرت دراسة أجرتها شركة "ستون إكس" المالية، أن شحنات هذا السماد من روسيا شكلت 64% في مايو، أي ضعف الكمية قبل فرض ترامب تعريفات بنسبة 10% على الواردات من معظم الدول. وفي الأسبوع الماضي، هدد ترامب بفرض تعريفات جمركية بنسبة 100% على البضائع الروسية إذا لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا خلال 50 يوما. ولم يتضح بعد ما إذا كانت هذه التعريفات ستشمل الأسمدة مباشرة، لكن "نيويورك تايمز" أشارت إلى أن عدم اليقين هذا أدى بالفعل إلى ارتفاع التكاليف في القطاع. ونقلت الصحيفة عن العاملين في الصناعة الزراعية الأمريكية استعدادهم لخسائر محتملة بسبب هذه الإجراءات. وأشارت إلى أن الولايات المتحدة استوردت أسمدة من روسيا بقيمة 1.3 مليار دولار في 2024، معظمها من اليوريا ونترات الأمونيوم، وهي مواد حيوية لزراعة الذرة وفول الصويا وغيرها من المحاصيل. وقد يؤدي فرض مثل هذه التعريفات المرتفعة إلى زيادة كبيرة في تكاليف المزارعين الذين يعانون بالفعل من "أوضاع مالية صعبة" بسبب انخفاض أسعار المنتجات الزراعية، وفقا لروسيا اليوم. بعد عودته إلى البيت الأبيض، بدأ ترامب تشديد سياساته التجارية، حيث فرض رسوما على الواردات من المكسيك وكندا، ورفعها على الصين، وأعلن عن تعريفات جديدة على الصلب والألمنيوم والسيارات. وبلغت هذه الإجراءات ذروتها في 2 أبريل، عندما فرضت واشنطن تعريفات متبادلة على الواردات، حيث بلغت 10% كحد أساسي، مع تطبيق تعريفات أعلى على 57 دولة. وبعد أسبوع، تم تعليق هذه الإجراءات مؤقتا، وبدأت الولايات المتحدة مفاوضات مع العديد من الدول. وأفاد معهد إدارة التوريدات الأمريكي بأن هذه السياسة التجارية تساهم في تراجع النشاط الصناعي في الولايات المتحدة وتسبب اضطرابات كبيرة في سلاسل التوريد. كما وجدت الشركات نفسها في وضعية "البقاء على قيد الحياة" بسبب اضطرارها لتحمل التكاليف الإضافية الناتجة عن هذه الإجراءات. وفي الوقت نفسه، يتجاهل السوق بشكل متزايد التصريحات الحادة للرئيس الأمريكي، نظرا لأنه سبق أن خفف من إجراءاته السابقة بسبب ردود فعل المستثمرين العنيفة. ونقلت قناة "إن بي سي" عن مصدر رفيع لم يكشف عن اسمه أن وزيري الخزانة والتجارة الأمريكيين حاولا إقناع ترامب بتعليق العمل بالتعريفات بسبب الذعر في سوق السندات. ولا يزال المسؤولون المحليون يعبرون عن مخاوفهم من أن قرار الرئيس قد يتسبب في أزمة عالمية جديدة.

انفجارات فى العاصمة الأوكرانية كييف وسط هجوم بمسيرات انتحارية
انفجارات فى العاصمة الأوكرانية كييف وسط هجوم بمسيرات انتحارية

اليوم السابع

timeمنذ 2 ساعات

  • اليوم السابع

انفجارات فى العاصمة الأوكرانية كييف وسط هجوم بمسيرات انتحارية

أكدت وسائل إعلام أوكرانية سماع دوى انفجارات فى العاصمة الأوكرانية كييف بالتزامن مع عمل الدفاعات الجوية للتصدى لهجوم بمسيرات انتحارية. وعلى مدار الأسابيع القليلة الماضية، استطاعت روسيا تحقيق مكاسب على الأرض فى أوكرانيا. وكان سلاح المسيرات كلمة السر فى نجاح موسكو، فى الوقت الذى تعول فيه أوكرانيا على الأسلحة الأمريكية عبر أوروبا. وقالت صحيفة نيويورك تايمز أن الهجوم الذى شنته روسيا على أوكرانيا فى فصل الصيف يكتسب زخماً حيث هاجمت القوات الروسية على جبهات عدة. وساعد تفوق موسكو فى عدد القوات والقوة الجوية فى تحقيقها أكبر مكاسب شهرية فى أوكرانيا خلال يونيو منذ بداية العام. وذهبت الصحيفة إلى القول بان أهداف روسيا لا تقتصر على الأراضى فقط. بل يرى محللون أنها تريد أن تدمر الجيش الأوكرانى، مع تقدم القوات الروسية ببطء. وربما يكون التحدى الأكبر أمام موسكو بعيدا عن الخطوط الأمامية للمعارك، حيث لا يستطيع الاقتصاد الروسى أن يحافظ على وتيرة الإنفاق العسكرى المتصاعد، وفقاً لصحيفة. وبالنسبة لأوكرانيا، تقول نيويورك تايمز، فإن قدرتها على تحمل استمرار الحرب ربما يتم حسمها بعيدا، مع إرسال إدارة ترامب إشارات مختلطة بشأن رغبتها وقدرتها على مواصلة تسليح القوات الأوكرانية. وفى الأسبوع الماضى، قال الرئيس الأمريكى أن دول الناتو ستشرى أسلحة من الولايات المتحدة لتقدمها لأوكرانيا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store