
خليفة لـ "الديار": الوثائق والاتفاقيّات للحدود بين لبنان وسوريا كثيرة... ولا ينقصها سوى محضر أخير
يريد اليمين المتطرّف "الإسرائيلي" تفكيك لبنان ودول منطقة الشرق الأوسط إلى دويلات لتُصبح ضعيفة، ما يُتيح بالتالي لإسرائيل" تنفيذ أهدافها ومصالحها ومطامعها. وغالباً ما يحاول "الإسرائيليون" الاستفادة من عدم الترسيم النهائي للحدود اللبنانية- السورية، لاحتلال أجزاء من الأراضي هناك، مدّعين بأنها تعود لهم تاريخياً. غير أنّ الحدود اللبنانية- السورية محدّدة ومرسّمة في اتفاقيات ووثائق عديدة، ولا تحتاج اليوم سوى إلى وضع محضر أخير بين لبنان وسوريا يتم إرساله إلى الأمم المتحدة. فمتى وكيف حصلت أعمال تحديد وترسيم الحدود اللبنانية- السورية؟! وما الذي يبقى لفعله اليوم من قبل الحكومة الحالية؟
يقول المؤرخ التاريخي والباحث الأكاديمي ومؤلّف كتاب "الحدود اللبنانية- السورية: محاولات التحديد والترسيم 1920- 2000"، الدكتور عصام خليفة إنّ الحدود بين لبنان وسوريا التي تمتدّ بطول 375 كلم2 (أو 233 ميل)، هي مرسّمة ومتفق عليها بين لبنان وسوريا. أما اتفاقية "سايكس- بيكو" (1916) التي قال المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم برّاك، الذي يزور لبنان حالياً، إنّها فشلت ولهذا يجب وضع اتفاقيات جديدة للمنطقة، فهي معاهدة بين فرنسا وبريطانيا لتقسيم مناطق النفوذ وليس الحدود. وهي لم تُطبّق، كما جرى تعديلها. في حين أنّ عملية ترسيم الحدود فهي نِتاج مؤتمر الصلح (1919)، و"سان ريمو" (1920)، ومؤتمر لوزان (1922-1923).
فقد أقرّت الدولة العثمانية بهزيمتها آنذاك، يضيف خليفة، وتركت المناطق العربية والدول التي فيها. وبحسب تاريخ جودت في الفترة العثمانية (وهو مؤرّخ السلطان)، فإنّ جبل لبنان تمتّع باستقلال ذاتي في عهد الدولة العثمانية. فبعض مرتكبي الجرائم كانوا يهربون اليه للحماية، إذ لم يكن بإمكان الدولة العثمانية إحضارهم إلا بالتفاوض. فالقانون الدولي كان يحمي المتصرّفية، فلا يستطيع الجيش العثماني الدخول عندما يشاء إلى جبل لبنان. وهناك أيضاً القرار 318 ، الذي هو قرار المفوّض السامي الفرنسي الجنرال غورو والصادر في 31 آب 1920، والذي حدّد فيه حدود لبنان الكبير. ثمّ لجنة أشارد (في العام 1922)، إلى القرار 3007 الصادر في العام 1924، و"لجنة لوبيسييه" في العام 1925 وسواها.
وثمّة ترسيم للحدود، على ما يلفت خليفة، حصل في جزء من السلسلة الشرقية، عُرف بـ "اقتراح دورافور" وهو مبادرة غير رسمية لترسيم الحدود تهدف إلى حلّ النزاعات الحدودية بين الدول بطريقة عادلة ومنصفة، من خلال تطبيق مبادئ قانونية وأخلاقية في تحديد الحدود. يعتمد الاقتراح على مبادئ مثل احترام حقوق الملكية، والعدالة، والشفافية، والمصلحة العامة، مع الأخذ في الاعتبار الظروف التاريخية والاجتماعية والاقتصادية لكلّ منطقة.
وسأل خليفة الشؤون الجغرافية في الجيش اللبناني ووزارة الخارجية أين هو هذا الاقتراح لرئيس المساحة آنذاك كميل دورافور، الذي تسلّم منذ العام 1923 إدارة أعمال التحديد والتحرير، ولديه كلّ ملفات الحدود؟! كذلك وافقت سوريا للمرة الأولى على استقلال لبنان ضمن حدوده في العام 1943، قبل قيام جامعة الدول العربية. وهناك بالتالي التقارير الموجودة في الشؤون العقارية، على ما يضيف خليفة، عن الاتفاق اللبناني السوري بين القاضيين الغزّاوي- الخطيب والموقّع في 20/02/1946، متسائلاً: أين هي محاضر التحديد والتحرير التابعة لهذا الاتفاق؟ فالمطلوب مكننتها واستخدامها كوثيقة رسمية من قبل الدولة اللبنانية.
وخلال المفاوضات اللاحقة، على ما يتابع ، وصل لبنان مع سوريا إلى الاتفاق على 1000 نقطة حدودية و4000 نقطة ثانوية. وطرح الموضوع على مجلس الوزراء لمعرفة تكاليف ترسيم هذه النقاط. ولكن كلّما كان يتوصّل لبنان إلى نتيجة ما، يتراجع السوريون عن استكمال المفاوضات. وحصلت الاجتماعات بين الجانبين في 26 و27 نيسان من العام 1967، وجرى خلالها عرض الخرائط الحدودية بين الجبل اللبناني والجبل السوري، فظهرت بعض الفروقات... كذلك وافق مجلس الوزراء على الأسس الحدودية بين لبنان وسوريا في العام 1991، لكن لم يتمّ إنهاء الموضوع.
وأكّد أنّ كلّ هذه الوثائق موجودة، ولا ينقصها سوى محضر أخير يوقّع بين لبنان وسوريا ويرسَل الى الأمم المتحدة. اضاف: وعلمنا بأنّ السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو قد سلّم وزير الخارجية يوسف رجّي خرائط فرنسية للحدود، فأرسلها إلى وزير الدفاع اللواء ميشال منسّى. والمطلوب اليوم التنسيق بين كلّ هذه الجهات المعنية، إلى جانب المتخصصين في المساحة، والعلماء بالجغرافيا والقانون الدولي والخبراء، القيام بورشة عمل لكامل الحدود اللبنانية.
وتابع : إذا كان رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع مخلصاً ويريد الترسيم، وكذلك الدول الأخرى مخلصة، وثمة قرار دولي من الأمم المتحدة لترسيم الحدود في لبنان والمنطقة، فنحتاج اليوم إلى إرادة داخلية، لبنانية- سورية، وعدم التدخّل من قبل "إسرائيل"، كونها دخلت على الخط ولا تريد ترسيم أي دولة. فبرنارد لويس يودّ إسقاط كلّ هذه الحدود، لأنه يقول إنّ الدول التي نشأت بعد الحرب العالمية الاولى "خطأ"، كون حدودها لم تُبنَ على الإثنيات والطوائف.
وقال ان "إسرائيل" تسعى للوصول إلى نهر الليطاني، أي إلى حدودها التاريخية، على ما تزعم، وتدّعي بأنّ هذه الارض سكنها آشار وإيزاشار وزبلوم ونفتالي. في ما يعتبر لبنان كلّ ذلك "أساطير"، ولهذا عليه تحضير نفسه لمواجهة هذه المزاعم، ويستعدّ جيّداً للدفاع، عبر تجهيز ملفه بشكل احترافي لترسيم حدوده بشكل نهائي بين لبنان وسوريا الجديدة و"إسرائيل"، لإنهاء كلّ الخلافات لا سيما في منطقة مزارع شبعا المحتلّة. فالقرار 1701 ينصّ على أنّ كلّ جانب يطرح الحجج التي يملكها، ولا بدّ للبنان من طرح وثائقه وخرائطه.
وناشد خليفة هنا، بلدية شبعا للتحرّك عبر توجيه مذكرات للدولة اللبنانية والسفراء في الخارج، للحفاظ على لبنانيتها واسترداد الدولة لها. وعن قول الشرع ، قال: "لينسحب الاحتلال من المزارع ولن يكون هناك خلاف عليها بيننا"، يؤكّد خليفة أنّها لبنانية، إذ لا يمكن فصل بلدة شبعا عن مزارعها. كذلك النظام السوري قال 15 مرة إنّها لبنانية. وعلى الدولة السورية الحالية الاعتراف بلبنانيتها، سيما إنّ المفاوضات بينها وبين "الإسرائيليين" قد بدأت في باكو، وتتمّ مناقشة قضية الجولان المحتلّ، لأنّ تأجيل البتّ بأمر المزارع يعني ضمناً حصول "إسرائيل" عليها.
علماً بأنّ المادة الثانية من الدستور اللبناني تنصّ على أنّه "لا يجوز التخلّي عن جزء من أراضي الدولة اللبنانية"، وإلا فإنّ ذلك يعتبر "خيانة عظمى"، وعلى الدولة اللبنانية في الوقت نفسه، على ما أشار خليفة، وضع ثقلها للدفاع عن هذه الأراضي ليس عسكرياً فقط، إنّما بالعمل الديبلوماسي، والرأي العام التاريخي، وفهم الدول وحقوق الإنسان والعلاقات الدولية وميثاق الأمم المتحدة. ولا يجب أن تيأس من إقناع الرأي العام العالمي بخروج "إسرائيل" عن المواثيق والقرارات الدولية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


OTV
منذ ساعة واحدة
- OTV
حصار الضغوط يشتد حول التزامات السلطة… برّاك يعلي نبرته والحزب يسخّف الالتزامات (النهار)
كتبت صحيفة 'النهار': في أيام الوداع اللبناني العارم الحزين لزياد الرحباني منذ شيوع خبر وفاته الصادمة حتى جنازته بعد ظهر اليوم، لا مكان لأي حدث يخترق وداع عملاق أسطوري أغنى الفن الرحباني بمدرسته المميزة الخلّاقة ووضع نبوغه إلى جانب والده المبدع عاصي ووالدته أيقونة لبنان السيدة فيروز الثكلى برحيل زياد. ومع ذلك، وإذ يخطف وداع زياد اليوم اللبنانيين من كل الاستحقاقات والتطورات السياسية والأمنية وما يتصل بالسياسة عموماً، فإن ذلك لا يغيّب تواصل التداعيات التي أفضت إليها مهمة الموفد الأميركي إلى لبنان السفير توم برّاك في الأسبوع الماضي والتي تكشّفت في الأيام الأخيرة عن صورة مشدودة للغاية شابت نتائجها بما ترجم خصوصاً برفع الموفد الأميركي سقف نبرته حيال لبنان من جهة، وتصاعد المخاوف من تبديل أو تعديل في عديد وصلاحيات القوة الدولية في الجنوب 'اليونيفيل' في أواخر آب المقبل من جهة أخرى. والواقع أن الأيام التي أعقبت زيارة برّاك للبنان شهدت اعتمال مجموعة عناصر ومؤشرات دلّلت على اتساع المأزق الذي تجد السلطة اللبنانية نفسها محاصرة فيه ما بين عدم اقتناع الوسيط الأميركي بنهج الخطوة خطوة الذي قدمه الردّ اللبناني على ورقته وتصاعد الاختراقات الميدانية الإسرائيلية منذرة بالاتساع، ومعاندة وتشبّث وتعنت 'حزب الله' برفض تسهيل المسعى الرسمي للخروج من استحقاق ملف سلاح الحزب بما يحفظ مصالح لبنان برمته. لذلك نظرت الأوساط الراصدة إلى إعلان رئيس الجمهورية جوزف عون في مقابلات صحافية عدة من بينها مع 'النهار' في الأيام الفائتة، أنه يمضي في حواره مع 'حزب الله' حول ملف السلاح من منظار إمساك دفة المأزق بكثير من الدقة ومحاذرة التوسع في الأمر تجنباً لتداعيات في غير مكانها. ولكن الأوساط الراصدة نفسها لفتت إلى أن محاذير مضي الحزب في رفع سقف الرفض لتسليم سلاحه باتت أشبه بتعمّد خطير لإحراج رئاسة الجمهورية والحكومة، ولا تقل إحراجاً عن ظهور السلطة اللبنانية أمام الموفد الأميركي والمجتمع الدولي بمظهر العاجز عن الإيفاء بالتزاماتها، وهو ما عبرت عنه بوضوح مواقف أميركية وفرنسية وسعودية بعد عودة برّاك من لبنان بما كشف تراجع الثقة وربما لاحقاً الدعم للسلطة اللبنانية. كما أن من معالم الخشية الماثلة حيال تراجع الرهانات على نجاح الوساطة الأميركية، أن زيارة رئيس الحكومة نواف سلام لباريس لم تبدّد المخاوف من تعديل في مهمة اليونيفيل بضغط أميركي مرجح، ولو أن باريس تضمن التمديد للقوة الدولية. في أي حال، تواصلت المؤشرات المتعددة الاتجاهات في رسم معالم المأزق الذي يحاصر لبنان الرسمي. ففي تغريدة لافتة له أمس ينتقد فيها اكتفاء الحكومة اللبنانية بالتصريحات، كتب المبعوث الأميركي توم برّاك عبر حسابه: 'إن مصداقية الحكومة اللبنانية تعتمد على قدرتها على التوفيق بين المبدأ والممارسة. وكما قال قادتها مراراً وتكراراً، فمن الأهمية بمكان أن تحتكر الدولة السلاح. وطالما احتفظ حزب الله بالسلاح، فإن التصريحات لن تكون كافية'. وتزامن ذلك في المقابل مع تقارير إعلامية تحدثت عن أن 'حزب الله' رفع جهوزيته العسكرية وحجز معظم عناصره استعدادًا لأي سيناريو. وأفادت هذه التقارير أن تأجيل 'القرض الحسن' دفع مستحقاته يأتي من ضمن سياسة استعداد 'حزب الله' لأي سيناريو عسكري. أما في المواقف السياسية، فمضى 'حزب الله' في تثبيت رفضه لتسليم سلاحه، إذ أكد عضو كتلة 'الوفاء للمقاومة' النائب حسن عز الدين، أن 'موقفنا واضح بعدم التخلي عن قوتنا وقدراتنا التي تجعلنا دائمًا نحافظ على كرامتنا وعلى وطننا وأرضنا وثرواتنا'، لافتاً إلى أنه 'علينا كقوى سياسية في لبنان، بدلاً من الرهان على الأميركي أن نعمل جميعًا لتقوية الموقف اللبناني الموحّد وتصليبه في ما يتعلق بالمواجهة مع هذا العدو، لأن لبنان الذي عمل على موقف موحّد، وأبلغه إلى المبعوث الأميركي برّاك، يجب أن يواصل تحصين هذا الموقف والوقوف خلفه، وعلى جميع القوى التي تنادي بالسيادة، أن تدعم هذا الموقف وأن تقف خلف الدولة، وبالتالي نقف كلبنانيين جميعًا بتوحدنا وتفاهمنا وبوفاقنا الوطني، بالحد الأدنى لمواجهة هذا العدو، وتفويت الفرصة عليه والبقاء ثابتين بأرضنا'، وشدّد على أن 'المقاومة باقية ومستمرة'. وسجل في هذا السياق موقف بارز جديد للرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، أعلن فيه 'أن على 'حزب الله' أن يقتنع بأن احتفاظه بسلاح ثقيل سيجلب الويلات على لبنان، كما أنني لا أؤمن بإمكانية تجريد السلاح بالقوة، وهنا لا بد من دعم دولي للجيش'. واعتبر أن تصرفات بعض الدروز في لبنان وسوريا ستؤدي لعزل الطائفة. ولفت إلى أن الأمور تدهورت في السويداء عندما حاول البعض الدخول بالمجهول ونادى بحكم محلي. واعتبر 'أن بعض فصائل السويداء ارتكبت جرائم بحق أهلنا من العشائر'. إلى ذلك، ومع بدء اقتراب العد العكسي لموعد احياء الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب المقبل، يبدو واضحاً أن هذا الموعد سيتخذ بعداً شديد الوطأة هذه السنة لجهة ترقب اختتام المحقق العدلي في ملف الانفجار طارق بيطار القرار الاتهامي في الملف، ولو تخلّفت عن التحقيقات شخصيات وزارية وقضائية. وأمس أطلّ على هذا الاستحقاق ميتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة في عظة الأحد، فقال: 'بعد أيام تطل علينا الذكرى الخامسة للتفجير الآثم الذي طال مدينتنا الحبيبة بيروت، عاصمة بلد مدعو للحياة، إلا أن كثيرين فيه يتعامون عن الحق والحقيقة ويصمتون خوفاً أو جبناً أو تواطؤاً أو بسبب المصلحة. كذلك منطقتنا غارقة في الدماء والدموع والعالم أعمى، لا يرى موت الأطفال ولا يبصر عذاب الأبرياء لأنه مغموس بالشر والخطيئة وبعيد عن الله. هل مسموح تجويع البشر أو تهجيرهم من أرضهم أو قتلهم؟ ما الذي أعمى بصائر حكام العالم وأخرس ضمائرهم ليسكتوا عما يجري في أرض المسيح؟ وفي كل هذه المنطقة؟ أليس بعدهم عن الله وانغماسهم في مصالحهم؟ على الصعيد الميداني في الجنوب، سجّل تحليق كثيف للطيران الحربي الإسرائيلي فوق القطاع الشرقي في الجنوب وفوق منطقة النبطية على علو منخفض، وعلى مستويات منخفضة في أجواء عدد من قرى قضاء بنت جبيل، لا سيما بلدات تبنين وبرعشيت وصفد البطيخ وبيت ياحون. كذلك حلّق الطيران المُسيّر الإسرائيلي فوق سهل البقاع ومحيط السلسلة الشرقية على علو متوسط. وفي أجواء بعلبك على علو منخفض. كما اندلع حريق في وادي حامول عند أطراف الناقورة الشمالية جرّاء إلقاء محلّقة إسرائيليّة قنابل حارقة. واعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أن 'طائرة لسلاح الجو هاجمت يوم السبت، في منطقة دبعال في جنوب لبنان وقضت على المدعو محمد حيدر عبود مسؤول العمليات في كتيبة قوة الرضوان، إلى جانب عنصر مدفعية في قوة الرضوان. وكانا يعملان في محاولة لاعادة اعمار بنى تحتية إرهابية لقوة الرضوان ودفعا بمخططات ضد قوات جيش الدفاع ودولة إسرائيل حيث شكلت أنشطتهما خرقًا فاضحًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان'.

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
برّاك يعلي نبرته والحزب يسخّف الالتزامات
في أيام الوداع اللبناني العارم الحزين لزياد الرحباني منذ شيوع خبر وفاته الصادمة حتى جنازته بعد ظهر اليوم، لا مكان لأي حدث يخترق وداع عملاق أسطوري أغنى الفن الرحباني بمدرسته المميزة الخلّاقة ووضع نبوغه إلى جانب والده المبدع عاصي ووالدته أيقونة لبنان السيدة فيروز الثكلى برحيل زياد. ومع ذلك، وإذ يخطف وداع زياد اليوم اللبنانيين من كل الاستحقاقات والتطورات السياسية والأمنية وما يتصل بالسياسة عموماً، فإن ذلك لا يغيّب تواصل التداعيات التي أفضت إليها مهمة الموفد الأميركي إلى لبنان السفير توم برّاك في الأسبوع الماضي والتي تكشّفت في الأيام الأخيرة عن صورة مشدودة للغاية شابت نتائجها بما ترجم خصوصاً برفع الموفد الأميركي سقف نبرته حيال لبنان من جهة، وتصاعد المخاوف من تبديل أو تعديل في عديد وصلاحيات القوة الدولية في الجنوب 'اليونيفيل' في أواخر آب المقبل من جهة أخرى. والواقع أن الأيام التي أعقبت زيارة برّاك للبنان شهدت اعتمال مجموعة عناصر ومؤشرات دلّلت على اتساع المأزق الذي تجد السلطة اللبنانية نفسها محاصرة فيه ما بين عدم اقتناع الوسيط الأميركي بنهج الخطوة خطوة الذي قدمه الردّ اللبناني على ورقته وتصاعد الاختراقات الميدانية الإسرائيلية منذرة بالاتساع، ومعاندة وتشبّث وتعنت 'حزب الله' برفض تسهيل المسعى الرسمي للخروج من استحقاق ملف سلاح الحزب بما يحفظ مصالح لبنان برمته. لذلك نظرت الأوساط الراصدة إلى إعلان رئيس الجمهورية جوزف عون في مقابلات صحافية عدة من بينها مع 'النهار' في الأيام الفائتة، أنه يمضي في حواره مع 'حزب الله' حول ملف السلاح من منظار إمساك دفة المأزق بكثير من الدقة ومحاذرة التوسع في الأمر تجنباً لتداعيات في غير مكانها. ولكن الأوساط الراصدة نفسها لفتت إلى أن محاذير مضي الحزب في رفع سقف الرفض لتسليم سلاحه باتت أشبه بتعمّد خطير لإحراج رئاسة الجمهورية والحكومة، ولا تقل إحراجاً عن ظهور السلطة اللبنانية أمام الموفد الأميركي والمجتمع الدولي بمظهر العاجز عن الإيفاء بالتزاماتها، وهو ما عبرت عنه بوضوح مواقف أميركية وفرنسية وسعودية بعد عودة برّاك من لبنان بما كشف تراجع الثقة وربما لاحقاً الدعم للسلطة اللبنانية. كما أن من معالم الخشية الماثلة حيال تراجع الرهانات على نجاح الوساطة الأميركية، أن زيارة رئيس الحكومة نواف سلام لباريس لم تبدّد المخاوف من تعديل في مهمة اليونيفيل بضغط أميركي مرجح، ولو أن باريس تضمن التمديد للقوة الدولية. في أي حال، تواصلت المؤشرات المتعددة الاتجاهات في رسم معالم المأزق الذي يحاصر لبنان الرسمي. ففي تغريدة لافتة له أمس ينتقد فيها اكتفاء الحكومة اللبنانية بالتصريحات، كتب المبعوث الأميركي توم برّاك عبر حسابه: 'إن مصداقية الحكومة اللبنانية تعتمد على قدرتها على التوفيق بين المبدأ والممارسة. وكما قال قادتها مراراً وتكراراً، فمن الأهمية بمكان أن تحتكر الدولة السلاح. وطالما احتفظ حزب الله بالسلاح، فإن التصريحات لن تكون كافية'. وتزامن ذلك في المقابل مع تقارير إعلامية تحدثت عن أن 'حزب الله' رفع جهوزيته العسكرية وحجز معظم عناصره استعدادًا لأي سيناريو. وأفادت هذه التقارير أن تأجيل 'القرض الحسن' دفع مستحقاته يأتي من ضمن سياسة استعداد 'حزب الله' لأي سيناريو عسكري. أما في المواقف السياسية، فمضى 'حزب الله' في تثبيت رفضه لتسليم سلاحه، إذ أكد عضو كتلة 'الوفاء للمقاومة' النائب حسن عز الدين، أن 'موقفنا واضح بعدم التخلي عن قوتنا وقدراتنا التي تجعلنا دائمًا نحافظ على كرامتنا وعلى وطننا وأرضنا وثرواتنا'، لافتاً إلى أنه 'علينا كقوى سياسية في لبنان، بدلاً من الرهان على الأميركي أن نعمل جميعًا لتقوية الموقف اللبناني الموحّد وتصليبه في ما يتعلق بالمواجهة مع هذا العدو، لأن لبنان الذي عمل على موقف موحّد، وأبلغه إلى المبعوث الأميركي برّاك، يجب أن يواصل تحصين هذا الموقف والوقوف خلفه، وعلى جميع القوى التي تنادي بالسيادة، أن تدعم هذا الموقف وأن تقف خلف الدولة، وبالتالي نقف كلبنانيين جميعًا بتوحدنا وتفاهمنا وبوفاقنا الوطني، بالحد الأدنى لمواجهة هذا العدو، وتفويت الفرصة عليه والبقاء ثابتين بأرضنا'، وشدّد على أن 'المقاومة باقية ومستمرة'. وسجل في هذا السياق موقف بارز جديد للرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، أعلن فيه 'أن على 'حزب الله' أن يقتنع بأن احتفاظه بسلاح ثقيل سيجلب الويلات على لبنان، كما أنني لا أؤمن بإمكانية تجريد السلاح بالقوة، وهنا لا بد من دعم دولي للجيش'. واعتبر أن تصرفات بعض الدروز في لبنان وسوريا ستؤدي لعزل الطائفة. ولفت إلى أن الأمور تدهورت في السويداء عندما حاول البعض الدخول بالمجهول ونادى بحكم محلي. واعتبر 'أن بعض فصائل السويداء ارتكبت جرائم بحق أهلنا من العشائر'. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


المركزية
منذ 2 ساعات
- المركزية
برّاك يعلي نبرته والحزب يسخّف الالتزامات
في أيام الوداع اللبناني العارم الحزين لزياد الرحباني منذ شيوع خبر وفاته الصادمة حتى جنازته بعد ظهر اليوم، لا مكان لأي حدث يخترق وداع عملاق أسطوري أغنى الفن الرحباني بمدرسته المميزة الخلّاقة ووضع نبوغه إلى جانب والده المبدع عاصي ووالدته أيقونة لبنان السيدة فيروز الثكلى برحيل زياد. ومع ذلك، وإذ يخطف وداع زياد اليوم اللبنانيين من كل الاستحقاقات والتطورات السياسية والأمنية وما يتصل بالسياسة عموماً، فإن ذلك لا يغيّب تواصل التداعيات التي أفضت إليها مهمة الموفد الأميركي إلى لبنان السفير توم برّاك في الأسبوع الماضي والتي تكشّفت في الأيام الأخيرة عن صورة مشدودة للغاية شابت نتائجها بما ترجم خصوصاً برفع الموفد الأميركي سقف نبرته حيال لبنان من جهة، وتصاعد المخاوف من تبديل أو تعديل في عديد وصلاحيات القوة الدولية في الجنوب 'اليونيفيل' في أواخر آب المقبل من جهة أخرى. والواقع أن الأيام التي أعقبت زيارة برّاك للبنان شهدت اعتمال مجموعة عناصر ومؤشرات دلّلت على اتساع المأزق الذي تجد السلطة اللبنانية نفسها محاصرة فيه ما بين عدم اقتناع الوسيط الأميركي بنهج الخطوة خطوة الذي قدمه الردّ اللبناني على ورقته وتصاعد الاختراقات الميدانية الإسرائيلية منذرة بالاتساع، ومعاندة وتشبّث وتعنت 'حزب الله' برفض تسهيل المسعى الرسمي للخروج من استحقاق ملف سلاح الحزب بما يحفظ مصالح لبنان برمته. لذلك نظرت الأوساط الراصدة إلى إعلان رئيس الجمهورية جوزف عون في مقابلات صحافية عدة من بينها مع 'النهار' في الأيام الفائتة، أنه يمضي في حواره مع 'حزب الله' حول ملف السلاح من منظار إمساك دفة المأزق بكثير من الدقة ومحاذرة التوسع في الأمر تجنباً لتداعيات في غير مكانها. ولكن الأوساط الراصدة نفسها لفتت إلى أن محاذير مضي الحزب في رفع سقف الرفض لتسليم سلاحه باتت أشبه بتعمّد خطير لإحراج رئاسة الجمهورية والحكومة، ولا تقل إحراجاً عن ظهور السلطة اللبنانية أمام الموفد الأميركي والمجتمع الدولي بمظهر العاجز عن الإيفاء بالتزاماتها، وهو ما عبرت عنه بوضوح مواقف أميركية وفرنسية وسعودية بعد عودة برّاك من لبنان بما كشف تراجع الثقة وربما لاحقاً الدعم للسلطة اللبنانية. كما أن من معالم الخشية الماثلة حيال تراجع الرهانات على نجاح الوساطة الأميركية، أن زيارة رئيس الحكومة نواف سلام لباريس لم تبدّد المخاوف من تعديل في مهمة اليونيفيل بضغط أميركي مرجح، ولو أن باريس تضمن التمديد للقوة الدولية. في أي حال، تواصلت المؤشرات المتعددة الاتجاهات في رسم معالم المأزق الذي يحاصر لبنان الرسمي. ففي تغريدة لافتة له أمس ينتقد فيها اكتفاء الحكومة اللبنانية بالتصريحات، كتب المبعوث الأميركي توم برّاك عبر حسابه: 'إن مصداقية الحكومة اللبنانية تعتمد على قدرتها على التوفيق بين المبدأ والممارسة. وكما قال قادتها مراراً وتكراراً، فمن الأهمية بمكان أن تحتكر الدولة السلاح. وطالما احتفظ حزب الله بالسلاح، فإن التصريحات لن تكون كافية'. وتزامن ذلك في المقابل مع تقارير إعلامية تحدثت عن أن 'حزب الله' رفع جهوزيته العسكرية وحجز معظم عناصره استعدادًا لأي سيناريو. وأفادت هذه التقارير أن تأجيل 'القرض الحسن' دفع مستحقاته يأتي من ضمن سياسة استعداد 'حزب الله' لأي سيناريو عسكري. أما في المواقف السياسية، فمضى 'حزب الله' في تثبيت رفضه لتسليم سلاحه، إذ أكد عضو كتلة 'الوفاء للمقاومة' النائب حسن عز الدين، أن 'موقفنا واضح بعدم التخلي عن قوتنا وقدراتنا التي تجعلنا دائمًا نحافظ على كرامتنا وعلى وطننا وأرضنا وثرواتنا'، لافتاً إلى أنه 'علينا كقوى سياسية في لبنان، بدلاً من الرهان على الأميركي أن نعمل جميعًا لتقوية الموقف اللبناني الموحّد وتصليبه في ما يتعلق بالمواجهة مع هذا العدو، لأن لبنان الذي عمل على موقف موحّد، وأبلغه إلى المبعوث الأميركي برّاك، يجب أن يواصل تحصين هذا الموقف والوقوف خلفه، وعلى جميع القوى التي تنادي بالسيادة، أن تدعم هذا الموقف وأن تقف خلف الدولة، وبالتالي نقف كلبنانيين جميعًا بتوحدنا وتفاهمنا وبوفاقنا الوطني، بالحد الأدنى لمواجهة هذا العدو، وتفويت الفرصة عليه والبقاء ثابتين بأرضنا'، وشدّد على أن 'المقاومة باقية ومستمرة'. وسجل في هذا السياق موقف بارز جديد للرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، أعلن فيه 'أن على 'حزب الله' أن يقتنع بأن احتفاظه بسلاح ثقيل سيجلب الويلات على لبنان، كما أنني لا أؤمن بإمكانية تجريد السلاح بالقوة، وهنا لا بد من دعم دولي للجيش'. واعتبر أن تصرفات بعض الدروز في لبنان وسوريا ستؤدي لعزل الطائفة. ولفت إلى أن الأمور تدهورت في السويداء عندما حاول البعض الدخول بالمجهول ونادى بحكم محلي. واعتبر 'أن بعض فصائل السويداء ارتكبت جرائم بحق أهلنا من العشائر'.