
حصار الضغوط يشتد حول التزامات السلطة… برّاك يعلي نبرته والحزب يسخّف الالتزامات (النهار)
ومع ذلك، وإذ يخطف وداع زياد اليوم اللبنانيين من كل الاستحقاقات والتطورات السياسية والأمنية وما يتصل بالسياسة عموماً، فإن ذلك لا يغيّب تواصل التداعيات التي أفضت إليها مهمة الموفد الأميركي إلى لبنان السفير توم برّاك في الأسبوع الماضي والتي تكشّفت في الأيام الأخيرة عن صورة مشدودة للغاية شابت نتائجها بما ترجم خصوصاً برفع الموفد الأميركي سقف نبرته حيال لبنان من جهة، وتصاعد المخاوف من تبديل أو تعديل في عديد وصلاحيات القوة الدولية في الجنوب 'اليونيفيل' في أواخر آب المقبل من جهة أخرى.
والواقع أن الأيام التي أعقبت زيارة برّاك للبنان شهدت اعتمال مجموعة عناصر ومؤشرات دلّلت على اتساع المأزق الذي تجد السلطة اللبنانية نفسها محاصرة فيه ما بين عدم اقتناع الوسيط الأميركي بنهج الخطوة خطوة الذي قدمه الردّ اللبناني على ورقته وتصاعد الاختراقات الميدانية الإسرائيلية منذرة بالاتساع، ومعاندة وتشبّث وتعنت 'حزب الله' برفض تسهيل المسعى الرسمي للخروج من استحقاق ملف سلاح الحزب بما يحفظ مصالح لبنان برمته. لذلك نظرت الأوساط الراصدة إلى إعلان رئيس الجمهورية جوزف عون في مقابلات صحافية عدة من بينها مع 'النهار' في الأيام الفائتة، أنه يمضي في حواره مع 'حزب الله' حول ملف السلاح من منظار إمساك دفة المأزق بكثير من الدقة ومحاذرة التوسع في الأمر تجنباً لتداعيات في غير مكانها. ولكن الأوساط الراصدة نفسها لفتت إلى أن محاذير مضي الحزب في رفع سقف الرفض لتسليم سلاحه باتت أشبه بتعمّد خطير لإحراج رئاسة الجمهورية والحكومة، ولا تقل إحراجاً عن ظهور السلطة اللبنانية أمام الموفد الأميركي والمجتمع الدولي بمظهر العاجز عن الإيفاء بالتزاماتها، وهو ما عبرت عنه بوضوح مواقف أميركية وفرنسية وسعودية بعد عودة برّاك من لبنان بما كشف تراجع الثقة وربما لاحقاً الدعم للسلطة اللبنانية. كما أن من معالم الخشية الماثلة حيال تراجع الرهانات على نجاح الوساطة الأميركية، أن زيارة رئيس الحكومة نواف سلام لباريس لم تبدّد المخاوف من تعديل في مهمة اليونيفيل بضغط أميركي مرجح، ولو أن باريس تضمن التمديد للقوة الدولية.
في أي حال، تواصلت المؤشرات المتعددة الاتجاهات في رسم معالم المأزق الذي يحاصر لبنان الرسمي. ففي تغريدة لافتة له أمس ينتقد فيها اكتفاء الحكومة اللبنانية بالتصريحات، كتب المبعوث الأميركي توم برّاك عبر حسابه: 'إن مصداقية الحكومة اللبنانية تعتمد على قدرتها على التوفيق بين المبدأ والممارسة. وكما قال قادتها مراراً وتكراراً، فمن الأهمية بمكان أن تحتكر الدولة السلاح. وطالما احتفظ حزب الله بالسلاح، فإن التصريحات لن تكون كافية'.
وتزامن ذلك في المقابل مع تقارير إعلامية تحدثت عن أن 'حزب الله' رفع جهوزيته العسكرية وحجز معظم عناصره استعدادًا لأي سيناريو. وأفادت هذه التقارير أن تأجيل 'القرض الحسن' دفع مستحقاته يأتي من ضمن سياسة استعداد 'حزب الله' لأي سيناريو عسكري.
أما في المواقف السياسية، فمضى 'حزب الله' في تثبيت رفضه لتسليم سلاحه، إذ أكد عضو كتلة 'الوفاء للمقاومة' النائب حسن عز الدين، أن 'موقفنا واضح بعدم التخلي عن قوتنا وقدراتنا التي تجعلنا دائمًا نحافظ على كرامتنا وعلى وطننا وأرضنا وثرواتنا'، لافتاً إلى أنه 'علينا كقوى سياسية في لبنان، بدلاً من الرهان على الأميركي أن نعمل جميعًا لتقوية الموقف اللبناني الموحّد وتصليبه في ما يتعلق بالمواجهة مع هذا العدو، لأن لبنان الذي عمل على موقف موحّد، وأبلغه إلى المبعوث الأميركي برّاك، يجب أن يواصل تحصين هذا الموقف والوقوف خلفه، وعلى جميع القوى التي تنادي بالسيادة، أن تدعم هذا الموقف وأن تقف خلف الدولة، وبالتالي نقف كلبنانيين جميعًا بتوحدنا وتفاهمنا وبوفاقنا الوطني، بالحد الأدنى لمواجهة هذا العدو، وتفويت الفرصة عليه والبقاء ثابتين بأرضنا'، وشدّد على أن 'المقاومة باقية ومستمرة'.
وسجل في هذا السياق موقف بارز جديد للرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، أعلن فيه 'أن على 'حزب الله' أن يقتنع بأن احتفاظه بسلاح ثقيل سيجلب الويلات على لبنان، كما أنني لا أؤمن بإمكانية تجريد السلاح بالقوة، وهنا لا بد من دعم دولي للجيش'.
واعتبر أن تصرفات بعض الدروز في لبنان وسوريا ستؤدي لعزل الطائفة. ولفت إلى أن الأمور تدهورت في السويداء عندما حاول البعض الدخول بالمجهول ونادى بحكم محلي. واعتبر 'أن بعض فصائل السويداء ارتكبت جرائم بحق أهلنا من العشائر'.
إلى ذلك، ومع بدء اقتراب العد العكسي لموعد احياء الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب المقبل، يبدو واضحاً أن هذا الموعد سيتخذ بعداً شديد الوطأة هذه السنة لجهة ترقب اختتام المحقق العدلي في ملف الانفجار طارق بيطار القرار الاتهامي في الملف، ولو تخلّفت عن التحقيقات شخصيات وزارية وقضائية. وأمس أطلّ على هذا الاستحقاق ميتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة في عظة الأحد، فقال: 'بعد أيام تطل علينا الذكرى الخامسة للتفجير الآثم الذي طال مدينتنا الحبيبة بيروت، عاصمة بلد مدعو للحياة، إلا أن كثيرين فيه يتعامون عن الحق والحقيقة ويصمتون خوفاً أو جبناً أو تواطؤاً أو بسبب المصلحة. كذلك منطقتنا غارقة في الدماء والدموع والعالم أعمى، لا يرى موت الأطفال ولا يبصر عذاب الأبرياء لأنه مغموس بالشر والخطيئة وبعيد عن الله. هل مسموح تجويع البشر أو تهجيرهم من أرضهم أو قتلهم؟ ما الذي أعمى بصائر حكام العالم وأخرس ضمائرهم ليسكتوا عما يجري في أرض المسيح؟ وفي كل هذه المنطقة؟ أليس بعدهم عن الله وانغماسهم في مصالحهم؟
على الصعيد الميداني في الجنوب، سجّل تحليق كثيف للطيران الحربي الإسرائيلي فوق القطاع الشرقي في الجنوب وفوق منطقة النبطية على علو منخفض، وعلى مستويات منخفضة في أجواء عدد من قرى قضاء بنت جبيل، لا سيما بلدات تبنين وبرعشيت وصفد البطيخ وبيت ياحون. كذلك حلّق الطيران المُسيّر الإسرائيلي فوق سهل البقاع ومحيط السلسلة الشرقية على علو متوسط. وفي أجواء بعلبك على علو منخفض. كما اندلع حريق في وادي حامول عند أطراف الناقورة الشمالية جرّاء إلقاء محلّقة إسرائيليّة قنابل حارقة.
واعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أن 'طائرة لسلاح الجو هاجمت يوم السبت، في منطقة دبعال في جنوب لبنان وقضت على المدعو محمد حيدر عبود مسؤول العمليات في كتيبة قوة الرضوان، إلى جانب عنصر مدفعية في قوة الرضوان. وكانا يعملان في محاولة لاعادة اعمار بنى تحتية إرهابية لقوة الرضوان ودفعا بمخططات ضد قوات جيش الدفاع ودولة إسرائيل حيث شكلت أنشطتهما خرقًا فاضحًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
بشأن سلاحه... هل عاد "حزب الله" إلى قناعاته السابقة؟
يُطلق نواب ومسؤولون ومقرّبون من "حزب الله"، مواقف مُتشدّدة بشأن التمسّك بالسلاح، وعدم التنازل عن "قوّة" لبنان أمام الأطماع الإسرائيليّة في المنطقة، في الوقت الذي تزيد فيه الإدارة الأميركيّة من ضغوطاتها، من أجل نزع كافة السلاح غير الشرعيّ وحصره بيدّ الدولة فقط. ويبدو أنّ "الحزب" عاد إلى قناعاته السابقة، أيّ إبقاء السلاح طالما أنّ إسرائيل لا تزال تُشكّل تهديداً على البلاد، فعكست تصاريح المسؤولين فيه هذا الواقع، عبر رفض تسليم الترسانة الصاروخيّة والعسكريّة إلى القوّات المسلّحة اللبنانيّة، حتّى لو انسحب جيش العدوّ من النقاط الخمس المحتلّة في الجنوب، وأوقف إعتداءاته. بحسب "حزب الله"، فإنّ المُشكلة في عدم إحترام إتّفاق وقف إطلاق النار تتمثّل بإسرائيل. ويقول مراقبون في هذا الإطار، إنّ "الحزب" ليس بوارد تسليم سلاحه، وهو يُطالب بالضغط على الحكومة الإسرائيليّة عبر القنوات الدبلوماسيّة وعلاقات لبنان الدوليّة والعربيّة مع أصدقائه في الخارج، من أجل إنسحاب الجيش الإسرائيليّ من المواقع الخمس، هكذا، يعود الهدوء والإستقرار إلى جنوب الليطاني، بالتوازي مع تعهّد "المقاومة" بعدم خرق القرار 1701 واتّفاق 27 تشرين الثاني 2024. وتُعارض إسرائيل والولايات المتّحدة الشروط التي يضعها "حزب الله"، لأنّها صحيح أنّها تُؤمّن الإستقرار الأمنيّ لسنوات عند الحدود الجنوبيّة، لكنّها لا تحلّ المُشكلة الأساسيّة بالنسبة لواشنطن وتل أبيب، وهي السلاح غير الشرعيّ. ويُشير المراقبون إلى أنّ إدارة الرئيس دونالد ترامب لن تتساهل هذه المرّة مع لبنان، إنّ فشل مجلس الوزراء والرئيس جوزاف عون في حصر السلاح، فهناك فرصة قدّمتها أميركا للبنانيين للإستفادة منها، مع المتغيّرات التي يشهدها الشرق الأوسط، بينما "الحزب" يُبدي رغبته في الإحتفاظ بصواريخه وطائراته المسيّرة التي بات يعمل على زيادة عددها عبر إنتاجها محليّاً. وفيما يتمسّك "حزب الله" من جديد بعقيدة السلاح لمُقاومة الإحتلال والمخاطر الإسرائيليّة، التي لن تتوقّف باعتقاده إذا سلّم سلاحه للجيش، فإنّ تل أبيب تخشى كثيراً من المُواجهة المستقبليّة مع "الحزب" أو إيران، لأنّ أنظمتها الدفاعيّة فشلت في صدّ الكثير من الصواريخ البالستيّة التي أطلقها الحرس الثوريّ الإيرانيّ من جهّة، كما باغتت الطائرات الإنتحاريّة التي أُطلِقَت من لبنان خلال الحرب الأخيرة، دفاعات إسرائيل، ووصل العديد منها إلى الأهداف العسكريّة في العمق الإسرائيليّ من جهّة ثانية. ويقول المراقبون إنّ "حزب الله" لم يعدّ يربط مصير سلاحه بانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان ووقف خروقاتها وتسليم الأسرى اللبنانيين وترسيم الحدود البريّة، لأنّه يُؤمن أنّ تل أبيب لا تتقيّد بأيّ إتّفاق وترفض تقويّة أيّ جيش عربيّ أو أجنبيّ في المنطقة، وهذا الأمر تبلور جيّداً عبر مُهاجمة مستودعات وآليات سوريّة بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وهناك مخاوف من أنّ يلقى سلاح "الحزب" المصير عينه إنّ تمّ تسليمه إلى الجيش. ويختم المراقبون بالقول إنّ السلاح أصبح راسخاً في عقيدة "الحزب" القائمة على مُقاومة العدوّ، وهذه المُقاومة ليست محصورة فقط في المُواجهة عند الحدود الجنوبيّة، بل تتعدى ذلك، وهي مُرتبطة حكماً بالنزاع الإيرانيّ – الإسرائيليّ، كذلك بالصراع الفلسطينيّ – الإسرائيليّ. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ 2 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
هل يمكن تفكيك اقتصاد حزب الله؟.. تقرير لشبكة "CNBC" يُجيب
ذكرت شبكة "CNBC" الأميركية أنه "حتى قبل بضعة أشهر، كانت الرحلة من مطار بيروت الدولي عبر الضاحية الجنوبية تشهد سيلاً من الدعاية المؤيدة لإيران وحزب الله. والآن، استُبدل العديد من تلك الصور بعلامات تجارية غربية ومحلية. كما وتتضمن العديد من الملصقات الجديدة أيضًا رسائل وطنية موحدة حلت محل اللافتات الطائفية السابقة، وهي محاولة ك لتشجيع "عهد جديد للبنان"، في الوقت المناسب لازدهار السياحة الصيفية التي تأمل الدولة المطلة على البحر الأبيض المتوسط في تحقيقها بعد أشهر من الحرب. في هذا لبنان "الجديد"، يضطر حزب الله إلى العمل في الظل، أكثر من أي وقت مضى في تاريخه". وبحسب الشبكة، "لطالما سعى حزب الله، الوكيل الإيراني، الذي يسيطر على أجزاء من لبنان كمجموعة شبه حكومية، والمُصنّف من قِبَل واشنطن منظمةً إرهابية، إلى إيجاد طرقٍ مبتكرةٍ للتهرب من العقوبات الأميركية. لكن منذ الهجوم الإسرائيلي العدواني، تُركت قيادة حزب الله وبنيته التحتية المالية في حالةٍ من الانهيار. وقال جوزيف ضاهر، مؤلف كتاب "حزب الله: الاقتصاد السياسي لحزب الله في لبنان"، للشبكة: "يواجه حزب الله أكبر مأزق له منذ تأسيسه. فقد ألحقت الحرب الإسرائيلية على لبنان ضررًا بالغًا بالحزب وبُناه التحتية، حيث اغتالت كبار قادته العسكريين والسياسيين، بمن فيهم الأمين العام حسن نصر الله". وأضاف أن "المناطق ذات الأغلبية الشيعية تعرضت لقصف مكثف، ما أدى إلى تدمير واسع النطاق للمساكن والبنى التحتية المدنية"." وتابعت الشبكة، "لا يزال الحزب، الذي يشغل جناحه السياسي أيضًا مقاعد في المجلس النيابي، يتمتع بنفوذ سياسي كبير في لبنان، الذي أُجريت فيه آخر انتخابات نيابية عام 2022. وعلى الرغم من خسارته أكبر عدد من المقاعد في تاريخه السياسي، إلا أنه لا يزال متمسكاً بائتلاف من 62 مقعدًا في البرلمان المؤلف من 128 عضوًا. وقال ضاهر إن حزب الله "لن يختفي لأنه يتمتع بهيكل سياسي وعسكري قوي ومنضبط ومنظم، ويستفيد من المساعدة المستمرة من إيران"، إلا أنه "أصبح معزولاً سياسيا واجتماعيا بشكل متزايد خارج السكان الشيعة في لبنان". خارج النظام المصرفي وبحسب الشبكة، "في حين يتلقى حزب الله معظم تمويله من إيران، فقد طوّر أيضًا شبكات مالية دولية واسعة النطاق لتحقيق إيرادات. ويجني الحزب أمواله من قطاعات تقليدية كالبنوك والإنشاءات، وتُقدّر إيراداته بمليارات الدولارات سنويًا. إن استراتيجية الحكم الموازية التي ينتهجها حزب الله، والتي تعمل كحزب سياسي ودويلة ضمن الدولة، مكنته من البقاء والنمو كجماعة مسلحة لعقود من الزمن. عندما حُرم المودعون اللبنانيون من مدخراتهم عام 2019 إثر انهيار مالي شلّ البلاد وعملتها، ظلّ حزب الله قادرًا على تمويل قاعدته وأنشطته غير المشروعة، وأدار أعمالًا تجاريةً تعتمد على النقد فقط، وأدار عمليات صرف الدولار الأميركي في السوق السوداء". وتابعت الشبكة، "يقول المحللون الإقليميون إن هذه الاستراتيجية ستستمر على الرغم من الضغوط على مواردهم المالية، وذلك بسبب الصعوبة الشديدة في تتبع المعاملات غير الرسمية التي تتم نقداً فقط. وقال ضاهر إن الاقتصاد اللبناني "يعتمد بنسبة تزيد عن 60% على التبادلات النقدية، التي لا تستطيع الدولة تتبع تداولها". وأضاف: "بفضل هذا الجزء من النقد المتداول الذي يُهرّبه حزب الله إلى لبنان، يُموّل أنشطته ويدفع رواتب موظفيه ويدعم قاعدته الشعبية، إلى جانب مصادر تمويل أخرى". ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب تمارس ضغوطا متجددة على الحكومة الجديدة لاتخاذ إجراءات صارمة ضد أنشطة حزب الله غير المشروعة". وبحسب الشبكة، "في ضربةٍ واضحةٍ لعمليات تمويل حزب الله، أصدر مصرف لبنان المركزي تعميمًا يحظر على كل المؤسسات المالية في البلاد التعامل مع مؤسسة القرض الحسن، وهي كيانٌ ماليٌّ مرتبطٌ بحزب الله يُقدّم قروضًا محليةً بضمان الذهب والمجوهرات. وتُعدّ هذه المؤسسة أداةً يستخدمها حزب الله لكسب دعم الشيعة في البلاد، والحصول على تمويلٍ أكبر لعملياته، وقد استهدفت إسرائيل منشآت القرض الحسن تحديدًا بغاراتٍ جويةٍ خلال العام الماضي. وقال ماثيو ليفيت، وهو زميل بارز في معهد واشنطن ومدير برنامج مكافحة الإرهاب والاستخبارات، إن خطوة مصرف لبنان كانت "بارعة"، لأن القرض الحسن مسجل منذ فترة طويلة كجمعية خيرية، وبالتالي كان قادراً على العمل خارج النظام المالي اللبناني، والتهرب من الرقابة التنظيمية. وأضاف: "هنا، يبدو أن مصرف لبنان قد وجد طريقةً لتجاوز هذه الفجوة"." وتابعت الشبكة، "حتى وقت قريب، كان حزب الله يسيطر على كل منافذ الدخول إلى لبنان تقريبًا، بما في ذلك مطار بيروت. وبعد الهجوم الإسرائيلي على الحزب، أصبح مطاره الآن تحت سيطرة الحكومة. وبينما لا تزال طهران تموّل حزب الله، فإنّ طرق نقلها إلى لبنان مقيّدة بشدة بعد فقدانها حليفًا رئيسيًا بسقوط نظام بشار الأسد في سوريا. وصرح خبراء لشبكة CNBC بأنّ الرحلات الجوية القادمة من إيران ومواقع أخرى، والمُخصصة لنقل الدعم المادي لحزب الله، تخضع لتفتيش مكثّف. وقال ضاهر عن استعادة الأمن في البلاد: "تم اعتراض تحويلات نقدية من الخارج في المطار والحدود. نتحدث عن ملايين الدولارات"." "الفرصة سانحة الآن" وبحسب الشبكة، "يقول كثيرون ممن يريدون تفكيك قوة حزب الله إن الوقت قد حان الآن. وقال ليفيت: "عندما تكون إيران الآن تحت ضغط هائل، ولبنان يحاول علنًا قمع قدرة حزب الله على العمل كميليشيا مستقلة، ويحاول استهداف التمويل الذي يحتاجه ليكون قادرًا على القيام بذلك، فلديك فرصة مثيرة للاهتمام". وقال" ان كلا من رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية مهتمين بتأكيد احتكار استخدام القوة في البلاد. كما إنهم مهتمون بتأمين المساعدات الدولية التي يحتاجها لبنان بشدة للخروج من الأزمة الاقتصادية، وهم مهتمون بعدم قول لا لإدارة ترامب"." وتابعت الشبكة، "لكن الأمر ليس بهذه السهولة. فالحزب، الذي وُصف لفترة طويلة بأنه أقوى منظمة غير حكومية في الشرق الأوسط، لا يزال يحظى بولاء مئات الآلاف ممن يعتمدون عليه في خدماته الاجتماعية وقيادته الأيديولوجية، كما أنه لا يزال مدججًا بالسلاح. من الجدير بالذكر أنه لا أحد يطالب رسميًا بحل حزب الله أو زواله تمامًا. وقد طالب مبعوث ترامب إلى المنطقة، توم برّاك، حزب الله مؤخرًا بإلقاء سلاحه، وهو اقتراح رفضه الحزب. وقال ليفيت: "لن ينزع حزب الله سلاحه لمجرد الطلب منه بلطف. لكن علينا تمكين الحكومة اللبنانية من ذلك، ومنحها القدرة على ذلك، ودعمها عند تحقيق ذلك". ويتطلب ذلك مزيجاً من الجزرة والعصا، كما يقول المسؤولون الأميركيون السابقون، ومن المفارقات أن هذه الأدوات أضعفتها في كثير من الحالات انكماش موارد الحكومة الأميركية في عهد إدارة ترامب". وأضافت الشبكة، "حدد ألكسندر زيردن، المدير في شركة كابيتول بيك ستراتيجيز للاستشارات المتعلقة بالمخاطر ومقرها واشنطن، والذي عمل سابقا في مكتب مكافحة الإرهاب والاستخبارات المالية التابع لوزارة الخزانة الأميركية، بعض هذه الأساليب المحتملة. وقال: "على الصعيد الهجومي، تستطيع الولايات المتحدة، ومن المرجح أن تستمر، في استهداف شبكات حزب الله المالية داخل لبنان وخارجه. وستسعى الولايات المتحدة إلى منع حزب الله من الوصول إلى سوريا، بما في ذلك عقود إعادة الإعمار المربحة". وأضاف: "من ناحية الحوافز، أصبحت الأدوات المباشرة أكثر محدوديةً مع تقليص القدرات الدبلوماسية والتنموية. مع ذلك، يبدو أن هناك مجالًا للولايات المتحدة لدعم الإصلاحات الاقتصادية"." وبحسب الشبكة، "بالنسبة لروني شطح، المحلل السياسي، فإن ما هو مطلوب حقا هو الضغط الدولي الذي من شأنه أن يدفع إيران إلى التخلي عن تدخلها في لبنان. وقال شطح: "ما لم يتغير بعد لصالح لبنان هو الجانب الدولي، أي إيجاد طريقة لإيران للتخلي عن لبنان، وهو ما أعتقد أنه لا يمكن أن يحدث إلا من خلال الدبلوماسية الاستراتيجية". وتابع قائلاً: "إذا كانت إدارة ترامب تريد السلام كما تقول مراراً وتكراراً، وإذا كان دونالد ترامب يريد جائزة نوبل للسلام أيضاً، فيجب أن يكون هناك بعض الطرق للمضي قدماً حتى يحتل لبنان مركز الاهتمام وإيجاد حل سلمي يرضي شروط إيران إلى حد ما". وحذر شطح من أن ما تم إنجازه حتى الآن من قبل الحكومتين الأميركية واللبنانية مهم، لكنه لن يؤدي في نهاية المطاف إلى كسر قوة حزب الله في البلاد. وقال: "الفرصة سانحة الآن. ليست غدًا، وللأسف، إنها نافذة تضيق. النية وحدها لا تكفي. سواءً من إدارة ترامب أو حتى من الرئيس اللبناني، النية وحدها لا تكفي". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


المركزية
منذ 2 ساعات
- المركزية
جشي: النقاش في تسليم السلاح يُفتح عندما تصبح هناك دولة تستطيع أن تحمي البلد
المركزية - شدد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين جشي على أن" نزع سلاح المقاومة بالقوة لا يمكن تحقيقه أو حتى رؤيته في الأحلام"، داعياً إلى التخفيف من لهجة وحدة التعاطي مع هذا الأمر". وقال خلال مشاركته في الاحتفال التكريمي الذي أحياه "حزب الله" للشهيدين محمد حيدر عبود "فلاح" وعلي محمد العلي "أبو غريب" وهادي يحيى فاعور "أبو زينب" في مجمع سيد الشهداء في بلدة دبعال الجنوبية:" أنه بين من يطرح هذا الأمر بحسن نية أو من يتناوله بسوء نية، هناك من يقترح تسليم سلاح المقاومة مقابل إنشاء قوة أو ضمانات أو ما شابه لمنع العدو الإسرائيلي من الاعتداء على لبنان، ولكننا ومنذ زمن الإمام موسى الصدر ومن خلال الكلمات والمواقف الثابتة والواضحة على لسان شهيدا الأسمى، كنا وما زلنا من دعاة قيام الدولة القوية والعادلة التي تحمي شعبها وتحفظ حقوقها". وأضاف: "نقول لمن لديه حسن نية ولمن لديه سوء نية تجاه موضوع تسليم السلاح، إن هذا الأمر لن يحصل إلا في حال وجود دولة قوية تستطيع أن تحمي هذا البلد، وتردع العدو وتمنعه من الاعتداء اليومي على أهلنا وشعبنا ومؤسساتنا، وأن أي عاقل في هذا العالم لا يتخلى عن إمكاناته وقوته في ظل هذا العالم المتوحش الذي لا يُقيم وزناً لأي مبادئ أو إنسانية، وما نراه يوميًا في غزة دليل حي على ذلك، حيث أن أكثر من مئتي ألف من أهلنا في غزة ارتقوا بين شهيد وجريح، على مرأى ومسمع من العالم الذي لا يحرّك ساكناً، وبل ويكتفي بعضه ببيانات خجولة". ولفت النائب جشي إلى" أننا مع حصرية السلاح بيد الدولة القادرة على حماية شعبها ومواطنيها وردع العدو عن الاعتداء علينا،" مشيراً إلى أننا "لا نقول إن الدولة مقصّرة، بل نقول إن إمكانات دولتنا قاصرة عن مواجهة هذا العدو ومنعه من العدوان، ففي العام 1972 دخل العدو إلى أرضنا ولم تستطع الدولة منعه، وكذلك في العام 1978 حسين اجتاحت إسرائيل جزءًا من أرضنا ولم تستطع الدولة منعها، وأيضاً في العام 1982 لمّا عادت الكرة واجتاحت لبنان ووصلت إلى بيروت، ولم تستطع الدولة منعها". وأردف: "عندما تصبح الدولة قوية وقادرة وحاضرة، وتمنع هذا العدو من الاعتداء، وتردعه حتى عن مجرد التفكير بالنيل من أهلنا وشعبنا وكرامتنا، حينها فقط يُفتح النقاش في هذا الأمر، فنحن لسنا هواة قتل وقتال، ولا نمارس المقاومة كهواية، بل كرهاً كما قال الله تعالى: "كتب عليكم القتال وهو كُره لكم"، أما أولئك الذين يفكرون ويحللون ويكتبون، فليقولوا وليكتبوا ما يشاؤون، لكن لا بد من وجود دولة قوية قادرة حاضرة لتحمي هذا البلد وتمنع العدوان، وبعد ذلك، نحن حاضرون للنقاش في كل التفاصيل". وانطلاقاً من طروحات البعض حول تسليم سلام المقاومة والتهديدات والإنذارات التي يطلقونها، اعتبر النائب جشي أن "كل كلام لا يستند إلى وجود قوة قادرة على منع العدو من الاعتداء وردعه، هو كلام فارغ لا قيمة له ومردود على أصحابه، وقال: البعض يقول أن لبنان لديه إمكانات ديبلوماسية وعلاقات دولية جيدة، لكن ها قد مرّت ثمانية أشهر على وقف إطلاق النار، دون أن يستطيع لبنان عبر هذه العلاقات أن يمنع العدوان، أو أن يوقف القتل والدمار والاعتداء اليومي، وقد وصلت الإحصاءات إلى تسجيل 4151 خرقاً إلى اليوم، وبالتالي أمام هذا الواقع فليعلم القاسي والداني أن أحداً في هذا العالم لن يستطيع أن يمنعنا من الدفاع عن أهلنا وشعبنا ووطننا وكرامتنا مهما كانت التضحيات ومهما غلت الأثمان، نحن جماعة نحب الحياة ونريد أن نعيش بكرامتنا لكننا في الوقت نفسه لا نرضى أن نعيش أذلاء، ولن نخضع ولن نعطي بأيدينا إعطاء الذليل أو نقر إقرار العبيد".