وجبة الرقش تزين موائد رمضان في نجران: طعم تراثي يثري سفرة الإفطار
وجبة الرقش في أجواء نجران الرمضانية
تعد وجبة 'الرقش' وجبة رئيسية في سفرة الإفطار الرمضاني بمنطقة نجران، حيث تعتمد في تحضيرها على دقيق البر الذي يتم عجنه وتقطيعه إلى أجزاء صغيرة قبل خبزه في التنور. يوضع الرقش بعد تجهيزه في وعاء حجري دائري يعرف باسم 'المدهن'، ويزين غالبًا بالصلصات المميزة ليضفي طابعًا تقليديًا ومذاقًا غنيًا.
ووفقًا لظافرة مسفر، المهتمة بإعداد الأكلات الشعبية، فإن عدة أكلات تقليدية مثل الرقش، الوفد، والمرقوق تستحوذ على اهتمام كبير خلال شهر رمضان المبارك. وتشير إلى أن اجتماع الأسرة على هذه الأطباق يمنح لحظات دافئة تشعل أجواء المحبة في الشهر الفضيل، كما يعكس ارتباط العائلات النجرانية بثقافتهم الشعبية المتوارثة.
الأكلات الشعبية وازدهار الأسر المنتجة
لم تقتصر أهمية وجبة 'الرقش' على قيمتها التراثية والغذائية فقط، بل أصبحت أيضاً عنصرًا اقتصاديًا يسهم في تعزيز نشاط الأسر المنتجة بنجران. أوضحت مها السعيد، رئيسة 'جمعية لار للأسر المنتجة'، أن العديد من الأسر تعتمد على تجهيز الأكلات الشعبية مثل الرقش كمصدر دخل مستدام بدعم من المبادرات الحكومية والمجتمعية التي تسعى لتحقيق تطلعاتهم، مما يعود بالنفع على الاقتصاد المحلي.
وفي إشارة إلى أهمية هذه الأطباق التراثية، أعلنت هيئة فنون الطهي إدراج وجبة 'الرُقش' كطبق رئيسي يمثل منطقة نجران ضمن مبادرة 'روايات الأطباق الوطنية وأطباق المناطق' التي أطلقتها عام 2023. تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز حضور المأكولات السعودية التقليدية في المحافل الإقليمية والدولية، وإثراء قيمتها التراثية محليًا.
الرقش: تراث غذائي برؤية معاصرة
في ظل الاهتمام المتزايد بفنون الطهي التراثية، يعد الرقش مثالًا على كيفية تلاقي الأكلات الشعبية مع مبادرات حديثة تحافظ على التراث وتعزز الهوية. يأتي الارتباط بالوصفات الشعبية كوسيلة للحفاظ على الثقافة المحلية التي تعد جزءًا لا يتجزأ من تاريخ المملكة.
وتنضم الأكلات التقليدية مثل الرقش إلى قائمة الأطباق التي يُعاد اكتشافها سواء من الأسر المنتجة أو ضمن مبادرات ثقافية وطنية، وهو ما يعكس أهمية الاستثمارات البشرية والثقافية في إثراء فنون الطهي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عالم السيارات
منذ 5 دقائق
- عالم السيارات
نيسان روج 2027: تصميم جريء وتقنيات هجينة قد تُنقذ مستقبلها
في محاولة لإنقاذ أحد أهم طرازاتها، كشفت نيسان عن تفاصيل مثيرة حول الجيل الجديد من سيارتها الرياضية متعددة الاستخدامات 'روج' (المعروفة عالميًا باسم X-Trail)، والتي ستحصل على تصميم ثوري ومحركات كهربائية هجينة متطورة، في خطوة طموحة لإعادة تموضعها في سوق الـSUV المزدحم. تصميم أكثر جرأة وهوية أقوى الجيل الجديد من روج سيأتي بمظهر أكثر صلابة وملامح رياضية حديثة، أبرزها الشبك الأمامي الأسود بتفاصيل ضوئية LED سداسية، مع مصابيح أمامية رئيسية مدمجة أعلى الصدام، وتطعيمات حادة على الرفارف تُبرز الطابع القوي للسيارة. في الخلف، تبرز أعمدة D الخلفية بتصميم مستوحى من نيسان باترول، مع أضواء خلفية ملتفة تضيف لمسة عصرية متناسقة. مقصورة مستوحاة من آريا وMurano في الداخل، ستستوحي روج 2027 تصميمها من آريا الكهربائية وMurano، حيث ستضم شاشة مزدوجة عريضة للعدادات والترفيه، مع تقليل عدد الأزرار التقليدية، واستخدام خامات عالية الجودة تضيف طابعًا فاخرًا للمقصورة. كما ستتوفر السيارة بأحدث أنظمة القيادة المساعدة ProPILOT من نيسان. خيارات هجينة متقدمة لأول مرة في أمريكا الميزة الأهم هي تقديم محرك e-Power الهجين من الجيل الثالث لأول مرة في أمريكا، حيث يعمل المحرك البنزين كمولد كهرباء فقط، بينما يُحرّك العجلات محرك كهربائي، مما يمنح تجربة قيادة تشبه السيارات الكهربائية بالكامل. بالإضافة إلى ذلك، ستتوفر لاحقًا نسخة هجينة قابلة للشحن PHEV، يُتوقع أن تعتمد على منصة ميتسوبيشي أوتلاندر. منافسة شرسة وتحديات كبيرة روج الجديدة ستدخل مواجهة مباشرة مع طرازات قوية مثل تويوتا RAV4، مازدا CX-5، هوندا CR-V، كيا سبورتاج، وفورد برونكو سبورت. ومن المتوقع أن يتم الكشف الرسمي عنها منتصف عام 2026، تمهيدًا لإطلاقها في 2027. هل تنجح نيسان روج الجديدة بتصميمها الجريء ومحركاتها المتطورة في استعادة مكانتها في فئة الـSUV؟ شاركونا آراءكم.


الشرق للأعمال
منذ 5 دقائق
- الشرق للأعمال
أسعار الذهب تواصل مكاسبها مع تصاعد التوترات التجارية
ارتفعت أسعار الذهب مدعومة بالطلب على الملاذ الآمن، فيما واصل المتداولون تقييم التهديدات الجمركية الجديدة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بعد أن أعلن فرض رسوم بنسبة 30% على الاتحاد الأوروبي والمكسيك، تدخل حيز التنفيذ الشهر المقبل. وتداولت أسعار السبائك بالقرب من 3370 دولاراً للأونصة، بعد مكاسب بلغت 0.6% خلال الأسبوع الماضي. في الوقت نفسه، واصل شركاء أميركا التجاريون خوض الأسابيع الأخيرة من المفاوضات، بينما بدا أن صبر ترمب تجاه هذه المحادثات يقترب من النفاد قبيل مهلة الأول من أغسطس. ووجّه الرئيس الأميركي يوم السبت إنذارات تجارية إلى رئيسة المكسيك كلاوديا شاينباوم ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في أحدث سلسلة من الرسائل التي أرسلها منذ الأسبوع الماضي إلى اقتصادات تشمل كندا والبرازيل، حدد فيها مستويات الرسوم الجديدة. سياسات ترمب التجارية تعزز مكانة الذهب عزز تصاعد التوترات التجارية من جاذبية الذهب كملاذ آمن، رغم أن بعض المستثمرين باتوا أقل قناعة باحتمال اندلاع اضطرابات واسعة النطاق، بعد أن تراجع ترمب سابقاً عن بعض تهديداته الجمركية الشديدة. وارتفع الذهب بأكثر من 25% منذ بداية العام، ليسجل مستوى قياسياً فوق 3500 دولار للأونصة في أبريل. شكّلت سياسات ترمب التجارية مصدراً دائماً لحالة من عدم اليقين في الأسواق، ما دفع المستثمرين إلى البحث عن الأمان في المعدن النفيس وسط مخاوف من التأثيرات طويلة الأمد على الاقتصاد العالمي. كما ساعدت التوترات الجيوسياسية المتصاعدة وعمليات الشراء من البنوك المركزية في تعزيز المكاسب. وسجل سعر الذهب الفوري ارتفاعاً بنسبة 0.5% ليصل إلى 3372.75 دولار للأونصة عند الساعة 7:13 صباحاً بتوقيت سنغافورة، فيما صعد مؤشر "بلومبرغ" لقوة الدولار بنسبة 0.1%. وارتفعت أسعار الفضة لتتداول بالقرب من أعلى مستوى منذ عام 2011، في حين تراجعت أسعار البلاتين والبلاديوم.


سائح
منذ 5 دقائق
- سائح
ثقافة الساونا في هلسنكي: دفء الفنلنديين في قلب البرودة
في أقصى شمال أوروبا، حيث تكسو الثلوج الطرق وتلامس النسائم الباردة الوجوه، ينبض قلب العاصمة الفنلندية هلسنكي بدفء فريد من نوعه، لا ينبعث من المدافئ ولا من ضوء الشمس، بل من غرف خشبية صامتة تُسمى "الساونا". هنا، لا تُعتبر الساونا مجرّد وسيلة للاسترخاء، بل هي جزء أصيل من روح الحياة الفنلندية، ومكان تتلاشى فيه الحواجز بين الناس، وتلتقي فيه العافية بالجذور الثقافية العميقة. الساونا ليست رفاهية موسمية في فنلندا، بل هي نمط حياة يمارسه السكان على مدار العام، صيفًا وشتاءً. ويقال إن عدد غرف الساونا في البلاد يتجاوز عدد السيارات، مما يعكس مدى ارتباط المجتمع بهذه العادة التي تتجاوز حدود النظافة الجسدية، لتصل إلى مستويات التأمل، والسكينة، وحتى التواصل الاجتماعي. زيارة هلسنكي تمنحك فرصة نادرة للدخول في هذه الطقوس، وتجربتها كما يعيشها الفنلنديون تمامًا. الساونا جزء من الهوية اليومية منذ قرون، استخدم الفنلنديون الساونا ليس فقط للاسترخاء، بل أيضًا للولادة، والشفاء، وحتى اللقاءات العائلية. في هلسنكي اليوم، تستمر هذه التقاليد وإن تغيرت الأشكال، حيث تجد الساونا في المنازل، والمكاتب، وحتى في بعض الفنادق الحديثة. وتُعد الساونا مكانًا حياديًا لا يعلو فيه صوت ولا يُحمل فيه هاتف، بل يستسلم فيه الجسد للحرارة والبخار، بينما يترك العقل كل مشاغله خارج الباب. أحد أشهر الأمثلة على ذلك هو "لويو" (Löyly)، وهو مركز ساونا عصري مطلّ على بحر البلطيق، صُمم من الخشب بطريقة معمارية مبهرة تدمج بين الحداثة والطبيعة. يمكنك هناك التبديل بين حرارة الساونا المنعشة وغطسة سريعة في البحر البارد، في تجربة تنشيطية تجسّد المعنى الحقيقي للتوازن بين الجسد والعقل. تجارب ساونا مفتوحة على الطبيعة من أجمل تجارب الساونا في هلسنكي تلك التي تكون على ضفاف البحيرات أو في قلب الغابات المحيطة بالمدينة، حيث يمكنك الجمع بين دفء الغرفة الخشبية وبرودة الهواء النقي. تقدم بعض المراكز جلسات ساونا تقليدية تليها سباحة في مياه جليدية أو جلسات استرخاء على الأرصفة الخشبية أمام البحر، وكلها لحظات تمنحك إحساسًا بالتحرر من التوتر والانغماس في الطبيعة. في فصل الشتاء، تكتسب هذه التجربة طابعًا سحريًا حين يتناثر البخار في الهواء البارد، وتغوص في مياه شبه متجمدة بعد جلسة التعرق. وفي الصيف، تكون الساونا بداية مثالية ليوم طويل من السباحة، أو نهاية مريحة ليوم مشمس بين الجزر القريبة من المدينة. قواعد وآداب الساونا الفنلندية للانخراط الكامل في ثقافة الساونا، من المفيد معرفة بعض القواعد غير المكتوبة التي يتبعها الفنلنديون. أولها أن الصمت مقبول ومحبّذ، فالمكان ليس للثرثرة بل للتأمل والاسترخاء. ثانيًا، لا يُرتدى عادةً ملابس داخل الساونا، وإن كان ذلك يعتمد على نوع الساونا (مختلطة أو منفصلة). ثالثًا، من الشائع رمي الماء على الحجارة الساخنة لزيادة كثافة البخار، وهي لحظة يُطلق عليها اسم "لويو"، وتعني موجة البخار الحار التي يشعر بها الجميع. هذه التفاصيل البسيطة تحمل في طياتها احترامًا للمكان والطقس والآخرين، وتعكس الطابع الهادئ والبسيط للحياة الفنلندية. فالساونا ليست مجرد تجربة جسدية، بل ثقافة متجذّرة في الإحساس بالتوازن، والانضباط، والهدوء الداخلي. زيارة هلسنكي دون خوض تجربة الساونا، تعني تفويت أحد أهم مفاتيح فهم الحياة الفنلندية. إنها ليست تجربة تُحكى فقط، بل تُعاش بكامل الحواس، من حرارة الخشب الدافئ إلى برودة الماء، ومن الصمت العميق إلى الخفة الذهنية التي تلي كل جلسة. في النهاية، الساونا في هلسنكي ليست ملاذًا من البرد فقط، بل دعوة للاتصال بالنفس، والناس، والطبيعة، بطريقة لا يشبهها شيء.