
القدس.. ثلاث مقابر تاريخية تواجه خطر التهويد تعرّف إليها
وقال الباحث والمؤرخ المقدسي إيهاب الجلاد -في حديثه للجزيرة نت- إن مقبرة باب الرحمة هي الأقدم بين تلك المقابر، وتقع بمحاذاة الجدار الشرقي للمسجد الأقصى. وتضم بين جنباتها رفات الصحابيين عبادة بن الصامت، حاكم القدس في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، وشداد بن أوس، إضافة إلى عدد من العلماء والقضاة وشهداء النكبة عام 1948 و النكسة عام 1967.
أما المقبرة اليوسفية، التي يُعتقد أنها تعود إلى الحقبة الأيوبية، فتحتضن رفات عائلات مقدسية عريقة كانت تقطن بجوار المسجد الأقصى، لكنها تتعرض اليوم لاعتداءات متكررة من قبل سلطات الاحتلال، شملت اقتطاع أجزاء منها وتحويلها إلى حدائق "ذات أهداف سياسية"، كما يقول الجلاد.
وفي الجهة الشمالية من البلدة القديمة، تقع مقبرة باب الساهرة، المعروفة أيضًا باسم "مقبرة المجاهدين" أو "بقيع الساهرة"، التي تعود نشأتها أيضًا إلى العصر الأيوبي، وتضم رفات علماء ومجاهدين ومؤرخين فلسطينيين، وهي الأخرى مهددة بمشاريع استيطانية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
فتوى للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: كسر الحصار عن غزة واجب شرعي
الدوحة- أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ممثلا بلجنة الاجتهاد والفتوى فتوى شرعية بشأن "جريمة الإبادة الجماعية بالتجويع" التي يتعرض لها أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة ، مطالبا الدول الإسلامية وشعوب الأمة والمؤسسات الدينية والإنسانية بالتحرك الفوري لفك الحصار وفتح المعابر وإيصال الغذاء والدواء للمحاصرين. وأكدت الفتوى أن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من منع ممنهج للغذاء والدواء عن المدنيين في غزة -خاصة النساء والأطفال وكبار السن- يعد جريمة غير مسبوقة في التاريخ الحديث، ويشكّل "سابقة وحشية تخرج عن نطاق القيم الإنسانية والدينية والقوانين الدولية"، مطالبة الشعوب والأنظمة على حد سواء بالتحرك العاجل نصرة للمستضعفين. واستندت اللجنة في فتواها إلى نصوص قرآنية وأحاديث نبوية ومقاصد شرعية وأصول فقهية توجب نصرة المظلومين ودفع العدوان وإنقاذ المحاصرين والمحتاجين، مشيرة إلى أن من يتقاعس عن ذلك "يشارك في وزر القتل والإبادة"، بحسب نص البيان. فرض شرعي وطالبت اللجنة الدول الإسلامية بتحرك سياسي ودبلوماسي وقانوني فوري، واعتبرت أن فتح المعابر وإيصال الغذاء والدواء بات "فرضا شرعيا لا يسقط بالتقاعس أو الصمت". كما دعت اللجنة الشعوب والمنظمات إلى الخروج في مظاهرات واعتصامات سلمية أمام سفارات الدول المؤثرة -من بينها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا – للضغط من أجل فك الحصار. وخصت الفتوى مصر بنداء مباشر، داعية إياها إلى "تحمّل مسؤوليتها التاريخية والدينية" وفتح معبر رفح أمام المساعدات والاحتياجات الإنسانية، مؤكدة أن ذلك من حقوق الجوار وواجبات الأخوة الإسلامية. كما وجهت اللجنة نداء إلى شيخ الأزهر الشريف والمؤسسات الدينية الكبرى في العالم الإسلامي للقيام بواجباتها تجاه أهل غزة، معتبرة أن "السكوت في هذه النازلة خذلان لا يليق بمقام أهل العلم والديانة". وشملت الفتوى دعوة خاصة إلى القبائل العربية والإسلامية -ولا سيما في دول الجوار- للتحرك الشعبي والمدني والإغاثي بكل الوسائل الممكنة، بما في ذلك تشكيل قوافل برية وبحرية لكسر الحصار، مؤكدة أن "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب". دعوة للمؤثرين كما دعت اللجنة الخطباء والعلماء والمفكرين والإعلاميين والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي إلى تبني حملة إعلامية مستمرة للضغط على المجتمع الدولي وتحريك الوعي العام تجاه الكارثة الجارية، مشددة على أن هذا "تكليف شرعي لا يسقط عن أحد". وفي ختام فتواها، ناشدت اللجنة المنظمات الإنسانية والحقوقية في العالم لرفع دعاوى دولية ضد الاحتلال الإسرائيلي على خلفية جرائمه في غزة، خصوصا جريمة "الإبادة الجماعية بالتجويع" التي تنفذ أمام أعين العالم، مطالبة بتوثيق الانتهاكات والضغط القانوني والحقوقي وفق ما تنص عليه المواثيق والمعاهدات الدولية. وأكدت الفتوى أن واجب النصرة لا يقتصر على الحكومات بل يشمل كل قادر، وأن "الوقوف مع غزة اليوم ليس مجرد موقف إنساني أو تضامني، بل هو فرض شرعي وأمر إلهي ومسؤولية تاريخية".


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
غزة المرآة الكاشفة
من غزّة أكتب، من تحت سماءٍ استُبدِل فيها الغيم بالقنابل، ومن أرضٍ باتت الخريطةَ الأكثر دمويةً في هذا العالم. لا أكتب لأُعيد سرد ما تنقله الأخبار، بل لأقول ما لا يُقال كثيرًا: ما يجري في غزّة ليس اختبارًا لغزّة وحدها، بل للأمة كلّها. كلّ حدثٍ كبير في هذه المنطقة، خاصّةً حين تُراق فيه الدماء، ينبغي أن يكون لحظة تذكير بوحدتنا، لا فرصةً لانكشاف انقساماتنا. لكن، كم مرّةً فشلنا في هذا الامتحان الأخلاقي؟! المجاعة ليست كلّ ما في المشهد، لكنها أكثر جوانبه فظاعة. في غزّة، يُحاصَر الناس عن الماء والدواء، ويُحاكَمون على صمودهم، ويُتَّهَمون لأنهم قاوموا حين تهزم الجغرافيا العقيدة العدو لا يفرّق بين مسلمٍ وآخر، فلماذا نفعل نحن؟ لماذا يُخاطب بعضُنا بعضًا بمنطق الحدود لا بمنطق العقيدة؟ لماذا يتحوّل الألم إلى مادّة للجدل، والدم إلى مساحة للتشكيك والتخوين؟ ما نشهده اليوم هو نسخة حديثة من الجاهلية. جاهلية لم تَعُد تسكن الصحراء، بل المنصّات والشاشات والقلوب. جاهلية ترفع رايات "السيادة" و"الخصوصيّة الوطنيّة" بدل راية "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ". عندما يصبح التحليل خنجرًا من حقّ الناس أن يسألوا، ويحلّلوا، ويختلفوا، لكن متى صار التحليل مبرّرًا للشماتة؟ متى صارت الضحيّة محلَّ إدانة؟ حين يُهاجَم طفلٌ جائع بالكلمات، بدل أن يُحتضن بجبر الخاطر، نكون قد فقدنا البوصلة الأخلاقيّة قبل السياسيّة. ليست المشكلة في التحليل ذاته، بل حين يصبح أداةً لإعادة ذبح الجريح، لا لفهم جُرحه. أيُّ وعيٍ يجعلنا نقف على جثّة الضحيّة لنناقش أخطاءها، قبل أن ندفنها؟ أيُّ ضميرٍ يجعل من النكبة فرصة لتصفية الحسابات، لا لتوحيد الصفوف؟ المجاعة فضيحة.. لا مجرّد حدث المجاعة ليست كلّ ما في المشهد، لكنها أكثر جوانبه فظاعة. في غزّة، يُحاصَر الناس عن الماء والدواء، ويُحاكَمون على صمودهم، ويُتَّهَمون لأنهم قاوموا. المجاعة هنا ليست نتيجة القصف فقط، بل أيضًا نتيجة التخلّي والتخاذل. وجوع غزّة، في وجهٍ منه، هو جوع في إنسانيّة العالم، وفي إحساس كثير من القريب قبل البعيد. جاهلية بثياب حديثة الجاهليّة التي حاربها الإسلام لم تكن عبادة أصنامٍ فحسب، بل عقلية تُقدّس الانتماء الضيّق وتزدري المختلف. واليوم نعيش صورًا منها، أبرزها: التمييز بين المسلمين وفقًا للجغرافيا أو الخلفية الفكريّة. محاكمة الهويّة بدل الفعل. تحويل الانتماء لفلسطين إلى تهمة. تقديم "الاستقرار" على العقيدة الجامعة. التحامل على من يقاوم لأن خلفيّته لا تُعجب البعض. الاحتكام لصورة إعلاميّة مشوّهة بدل الحقيقة. التعامل مع غزّة كملفّ خارجي، لا كجزءٍ من جسد الأمّة. إعلان أيُّ وعيٍ يجعلنا نقف على جثّة الضحيّة لنناقش أخطاءها، قبل أن ندفنها؟ أيُّ ضميرٍ يجعل من النكبة فرصة لتصفية الحسابات، لا لتوحيد الصفوف؟ لن يُكرمنا الله حتى نُكرم بعضنا. "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ" ليس شعارًا نعلّقه، بل مبدأ نُحاسَب عليه. وما غزّة إلا المرآة.. والنتائج تُكتب كلّ يوم، لا بالحبر، بل بالدم غزّة ليست شعارًا بل اختبارًا غزّة لا تطلب منّا تمجيدًا ولا شعارات، بل أن نكفّ عن الطعن، والتشكيك، والتخوين. ليست بحاجة إلى من يزايد على جراحها، بل إلى من يراها كما هي: جزء من جسد الأمّة. ما يحدث في غزّة ليس مجرّد مأساة إنسانيّة، بل هو اختبار دائم لعقيدتنا وأخلاقنا ووحدتنا. امتحانٌ لا تُعلَن نتائجه على الورق، بل تُكتَب بالدم. حين ترى الأمة ولا تهتز الأمم لا تموت فقط تحت القصف، بل حين تفقد إحساسها ببعضها. حين يصبح دم الأخ نقاشًا باردًا، لا نداءً للاستنفار. حين يُسأل الجريح عن فصيله لا عن جرحه. حين تُختزل غزّة في ملفات السياسة، لا في روابط الدين والإنسانيّة. لن يُكرمنا الله حتى نُكرم بعضنا. "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ" ليس شعارًا نعلّقه، بل مبدأ نُحاسَب عليه. وما غزّة إلا المرآة.. والنتائج تُكتب كلّ يوم، لا بالحبر، بل بالدم.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
رغيفٌ مخبوز بشهامة العرب لأهل غزّة!
اليوم الـ655 على هذه المجزرة متعددة الوجوه والأدوات. لا أعرف متى سينشر هذا المقال؛ لعلّه في اليوم الـ659، أو الـ665، أو ربما بعد ذلك. لكن ما أعرفه جيدًا أن هذه المهلكة لم تتوقّف، وهناك من يريد لها ألا تتوقّف. فإن كنت تقرأ هذا المقال في يوم المجزرة، أو بعده بأيام حين يُنشر، فإن شيئًا جديدًا لن يفوتك، فالمقتلة مستمرّة، والتجويع مستمر، والتعطيش مستمر، كما أن اللامبالاة مستمرة، والحصار لا يزال مستحكمًا، والأطفال يموتون جوعًا، وآباؤهم يُقتلون بالرصاص حين يتزاحمون من أجل وجبة تُنقذهم. مطالبات ونداءات، وربما فعاليات وتظاهرات ومناشدات، من الشعوب الحرّة، من الإنسان الذي لا يزال يتحسّس إنسانيّته، لوقف المقتلة في غزّة، لوقف سياسة التجويع التي ينتهجها الكيان خلال الـ100 سنة الماضية. مناشدات أصبحت كنكتةٍ سوداء في القرن الحادي والعشرين. ففي الوقت الذي يعيش فيه الغرب ترف التنوّع، وتحارب فيه أميركا السمنة، تخرج التظاهرات من أجل ألا يموت أطفال غزّة جوعى! أن يموت طفلٌ جوعًا في القرن الحادي والعشرين.. سخريةٌ سوداء على حال الإنسان، الذي شرّع مواثيق لحفظ السلم والأمن الدوليين، وخطّط برامج أمميّة للقضاء على الفقر، لا على الجوع. يموت الطفل جوعًا لا لأن الأرض بخلت، بل لأن الإنسان اختار أن يتواطأ مع القتل، لا أن يصدّه، اختار أن يحاصر الحياة، ويدعم الموت. في غزّة، لا يُقتل الناس فقط بالقنابل، بل يُتركون يموتون ببطء، على مهل، كما تُشوى الروح في جحيمٍ مفتوح. في غزّة، لا حاجة إلى سيف أو رصاصة، فقد تفتّق ذهنُ مجرمي هذا العصر، في الكيان، عمّا يتلذّذون به في قتل أصحاب الأرض: ساديّة المحتلّ ارتأت أن تقتل النسل بمنع علبة الحليب عمّن يُحتمل أن يحملوا راية المقاومة يومًا. في غزّة طفلٌ يُغمى عليه أمام فرنٍ مغلق، وأبٌ يُطلق عليه النار، لا على يد جنديٍّ إسرائيلي، بل على يد شركة أمن توزّع المساعدات بالسلاح! إعلان المفارقة أن من نجا من القصف، هلك على يد حارس المساعدات! ملاك "الرحمة" الذي أرسلته تل أبيب لينقذ الأهالي من "سرقة" المقاومة قوتهم! وفي ظلّ كلّ ذلك، تعيش غزّة الصامدة حصارًا مطبقًا كظلمات، إذا أخرج يده من السياج الفاصل لم يكد يراها. فما الحصار إلا سلسلة أبوابٍ موصدة: باب من العدو، وباب من الجار، وباب من الأخ. لكن الباب العربي، حين يُغلق، يُؤلم أكثر من أيّ سلاح. فالقضية لم تَعُد في يد المحتلّ فقط، بل في يد حكّام العرب الذين أغلقوا المعابر، وأغلقوا من قبلها القلوب. لقد حاجج الملثّم الدنيا بأسرها، والعربَ والمسلمين، عامّتهم وخاصّتهم، فلا عذر بعد الآن. لا نفع لخطابات "نتعاطف"، ولا نفع لشعارات "التأسّف". الجوع في غزّة لا يشبع من الأسف، والطفل في غزّة لا يرتوي من الدموع الباردة في المؤتمرات، ولا على الشاشات، ولا حتى في المظاهرات. أين شهامة العرب؟ أين نخوتهم؟ أين عروة بن الورد، وعنترة، وسعد بن عبادة؟ أين من كان يُطعم اللاجئ، ويفكّ الأسير، ويرى النخوة قبل أن يرى الحدود؟! المواطن في غزّة لا ينتظر الآن فتح القدس، ولا يعلّق آمالًا على قرارات القمم العربيّة. كلّ ما يريده، قبل أن يموت، هو أن يُشبَع.. لا من الخبز، بل من شهامة العرب لو لم تتعلموا من أجدادكم، فتعلّموا من الغرب حين صرخت إسرائيل بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول، هرعت أميركا، وفتحت مخازنها قبل خزائنها، وسيرت سفنها بعد طائراتها، وانفطرت قلوب أوروبا على الكيان! جريمة التجويع لا ترتكبها إسرائيل وحدها، بل يشترك فيها كلّ من يرى ويسكت، كل من يملك ويبخل، كل من يقدر ويتكاسل، كل من يملك معبرًا ويُغلق، وكل من يعرف كيف يفتح بابًا ولا يفتحه. نحن لا نطلب المستحيل، لا نطالب بجيوشٍ تتقدّم، ولا بصواريخ تُطلَق، ولا نطالب بما هو واجب. بل نطالب فقط برغيفٍ يصل قبل أن يموت صاحبُه. المواطن في غزّة لا ينتظر الآن فتح القدس، ولا يعلّق آمالًا على قرارات القمم العربيّة. كلّ ما يريده، قبل أن يموت، هو أن يُشبَع.. لا من الخبز، بل من شهامة العرب. يريد أن ينطق قبل أن يقتله الجوع: "كنتُ أتمنّى رغيفًا من كرامتكم، يُشبِعني، قبل أن يبتلعني الجوع".