
علماء الأمة يطلقون "ميثاق طوفان الأقصى"
في مؤتمر علمائي واسع عُقد اليوم الجمعة بمدينة إسطنبول، أطلق أكثر من 350 عالمًا من 37 هيئة ومؤسسة علمائية إسلامية "ميثاق علماء الأمة في طوفان الأقصى وتداعياته"، مؤكدين أن تحرير فلسطين والمسجد الأقصى واجب شرعي لا يسقط بالتقادم، وأن مقاومة الاحتلال الإسرائيلي بكل الوسائل المتاحة فرض عين على المسلمين.
وجاء المؤتمر ثمرة مشاورات موسعة استمرت لأشهر، بمشاركة علماء ودعاة من فلسطين، ومصر، وسوريا، والعراق، وتركيا، واليمن، والمغرب، والسودان، وشرق آسيا، ودول أخرى. ويهدف الميثاق إلى ضبط الخطاب الشرعي في مواجهة التطورات السياسية والعسكرية المرتبطة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتحفيز الأمة على القيام بواجبها تجاه فلسطين.
وأكد الموقعون على الوثيقة أن فلسطين أرض إسلامية لا يجوز التنازل عنها، وأن الكيان الصهيوني كيان باطل شرعًا وقانونًا، ولا يمكن القبول بأي شكل من أشكال التطبيع معه.
الجهاد فرض عين والمقاومة واجب شرعي
نصّ الميثاق على أن الجهاد لتحرير الأرض والمقدسات جهاد دفع، لا يشترط فيه إذن الحاكم ولا تكافؤ القوى، بل هو واجب على كل مسلم قادر، كما دعا إلى دعم المجاهدين في فلسطين بالمال، والنفس، والدعاء، والكلمة، ورفض التعاون مع الاحتلال، واعتباره خيانة للأمة.
ودعا الموقعون إلى مقاطعة كل المنتجات والشركات التي تدعم الاحتلال، مؤكدين أن دعم فلسطين واجب حضاري قبل أن يكون عاطفياً.
مسؤوليات العلماء والحكّام والشعوب
أكد الدكتور عبد الحي يوسف، رئيس لجنة إعداد الميثاق، أن الوثيقة تتضمن خمسة أبواب، تبدأ بتوضيح المفاهيم الأساسية مثل الصهيونية، وفلسطين، والأقصى، والمقاومة، ثم تنتقل إلى تحديد واجبات العلماء والحكام والأمة، في ضوء الواقع القائم، مع تأصيل علمي دقيق لمفهوم الجهاد والتضحية في سبيل تحرير الأرض.
وأوضح يوسف أن الميثاق جاء ليكون مرجعية شرعية موحدة للعلماء في وجه محاولات تشويه المقاومة أو تبرير الخضوع والتطبيع مع الاحتلال.
دعوة لموقف موحد
من جهته، قال الدكتور نواف التكروري، رئيس هيئة علماء فلسطين، إن الميثاق يمثل موقفًا جماعيًا مدروسًا، وليس مجرد بيان عاطفي. وأضاف أن الوثيقة تهدف إلى توحيد الخطاب الديني حول واجب نصرة الشعب الفلسطيني، والتصدي للشبهات التي تبرر القبول بالاحتلال أو تهاجم المقاومة.
ودعا التكروري العلماء إلى الوقوف في صف الحق، والحكام إلى تحمّل مسؤولياتهم السياسية والشرعية، والإعلاميين إلى الانخراط في معركة الوعي، معتبرًا أن الدفاع عن غزة "موقف حضاري يعيد الاعتبار للعدالة والكرامة".
ويوصي الميثاق بإنتاج خطاب موحد يتم توزيعه على المؤسسات العلمية والشرعية والإعلامية في العالم الإسلامي، بهدف تنسيق المواقف والفتاوى، لا سيما في أوقات الأزمات الكبرى.
وأكد المشاركون أن "طوفان الأقصى" يمثل محطة مفصلية في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، وأن الأمة مطالبة بتكثيف جهودها في مختلف الميادين لدعم القضية الفلسطينية في مواجهة ما وصفوه بـ"مشروع الإبادة والتطهير العرقي الذي يتعرض له شعب غزة".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الغد
منذ 2 ساعات
- الغد
المقاومة هي الحل
اضافة اعلان تُقدّم غزة، بصمودها وثبات شموخّها ضمن مسار تاريخي ممتّد زاخّر بالنضالات والتضحيات الفلسطينية، مثالا حيا على مقاومة لم تنقطع قطْ من أجل دحّر الاحتلال واسترداد ما سُلب ونيل الاستقلال، مثلما تُقدم إيران نموذجاً لردٍ لا يقبل الاستكانة ضد عدوان صهيوني لا يفهم سوى لغة القوة والعنف.إن الطبيعة الاستعمارية الاستيطانية الإحلالية للحركة الصهيونية هي التي تفُجّر الأزمات في المنطقة، فيما تُعد حقوق الشعب الفلسطيني التي تتعرض للاعتداء والسلب والانتهاك الدائم بمثابة الوجه الآخر للصراع، حيث يشكل التنكر المستمر لهذه الحقوق، عقبة صهيونية كؤود أمام أي محاولات استتباب الاستقرار والسلام في المنطقة.لم يقيّض لمسار عملية السلام، منذ عام 1991، التوصل إلى حل لإنهاء الصراع العربي- الصهيوني، وفي جوهره القضية الفلسطينية، إذ قاد مسار «أوسلو» (1993) إلى مأزق ناجم عن عدم الاتفاق على قضايا الوضع النهائي (اللاجئين والقدس والاستيطان والحدود والأمن والمياه)، بعدما أجلها للمرحلة النهائية من المفاوضات، وكان من المفترض انتهاء المرحلة الانتقالية منه عام 1999، ليس لأن الاتفاق يحمل بذور فشله، أو لاختلال موازين القوى لصالح الكيان المُحتل فحسب، وإنما، أيضاً، لإصرار الأخير على تحكيم هذا الخلل في عملية فرض تسوية مرفوضة لا تحقق الحدّ الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني في التحرير وتقرير المصير.ورغم تبني منظمة التحرير الفلسطينية مطلب إقامة الدولة الفلسطينية وفق حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف، بعدما رفعت سابقاً شعار تحرير كامل أرض فلسطين، ومن ثم اعتماد المبادرة العربية للسلام في قمة بيروت 2002 وتنص على انسحاب الاحتلال من الأراضي العربية المحتلة عام 1967 وحل عادل متفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار الدولي 194 مقابل التطبيع، باعتبارها الاستراتيجية العربية الوحيدة لحل الصراع، إلا أن ذلك كله جُوبّه بمخطط صهيوني لضم الضفة الغربية وتهويد القدس المحتلة.ورغم النضالات الفلسطينية العربية الممتدة منذ ما قبل عام 1948 ضد الاحتلال الصهيوني، غير أن الإنجازات التي تحققت على صعيد إحقاق الحقوق الوطنية المشروعة كانت محدودة، وتجسدت فقط في الجانبين المصري والأردني، بينما لم يتم إحراز أي تقدم لجهة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين.لا شك أن أحد أبرز إشكاليات الصراع العربي- الصهيوني، تتمثل في طبيعة الصراع نفسه وتشابك أبعاده وتعدد أطرافه، نظير الارتباط العضوي بين الكيان الصهيوني والمشاريع الاستعمارية الغربية في الوطن العربي، وبسبب طبيعة الكيان المحتل نفسه، واستناده إلى مزاعم تاريخية دينية بهدف توظيفها لخدمة مشروعه التوسعي في فلسطين المحتلة والمنطقة.ولا يعد الكيان الصهيوني «دولة» محتلة فقط أو «دولة» استعمارية بالمعنى التقليدي فحسب، وإنما احتلال واستعمار استيطاني إحلالي، لاستناده إلى الاستيطان واقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه وتهجيره وإنكار حقوقه الأساسية في العودة وتقرير المصير، مثلما يشكل أداة للمنظمة الصهيونية السياسية العالمية التي تدعم وجوده واستمراره، وسط دعم أميركي غربي. وكما للكيان المحتل عمق غربي استعماري، كان للقضية الفلسطينية، وما يزال، عمق عربي إسلامي لا يمكن إنكاره.ويرتبط ذلك بطبيعة الصراع نفسه بوصفه صراعا استراتيجيا وحضاريا عميق الجذور يشمل جوانب سياسية وقانونية واقتصادية وجيو- إستراتيجية ودينية مختلفة، ويدور، في جوهره، حول قضايا أساسية تتعلق بالوجود الفلسطيني العربي وما يعنيه من حقوق مشروعة للعرب في أراضيهم المحتلة وسيادتهم الكاملة عليها، وهويتهم القومية والحضارية. فيما تتعدد أبعاد الصراع وتختلف مجالاته، بوصفه صراعاً مركباً ومعقداً وممتداً تتداخل فيه العوامل الدولية والإقليمية والوطنية.إن مناداة البعض بالعودة إلى طاولة المفاوضات الفلسطينية الصهيونية لبحث مرحلة ما بعد غزة في إطار تسوية شاملة، تنّم عن قصور في الرؤية الاستراتيجية لطبيعة الكيان الصهيوني المناهض للسلام، ولنزعة حكومة «نتنياهو» العدوانية المتطرفة، مثلما تعبّر عن إشكالية الرهان بمسار التسوية رغم فشله منذ زمن بعيد بسبب التعنت الصهيوني، حيث ستبقى المقاومة دوماً هي الحل.


رؤيا نيوز
منذ 3 ساعات
- رؤيا نيوز
ستارمر يعلق على هتاف 'الموت للجيش الإسرائيلي' بمهرجان موسيقي
قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الأحد، إن هتافات 'الموت للجيش الإسرائيلي' في مهرجان غلاستونبري الموسيقي تمثل 'خطاب كراهية مروعا'. وحث ستارمر هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) على توضيح كيفية بث هذه المشاهد. والسبت على مسرح 'ويست هولتس'، قاد مغني الراب بوبي فايلان عضو ثنائي فرقة 'راب بانك' جماهير المهرجان بهتافات 'الحرية لفلسطين'، و'الموت للجيش الإسرائيلي'. وردا على هتافات فايلان بأكبر مهرجان موسيقي في بريطانيا، قال رئيس الوزراء البريطاني في بيان: 'لا يوجد أي مبرر لهذا النوع من خطاب الكراهية المروع'. وأضاف: 'على (بي بي سي) أن توضح كيف تم بث هذه المشاهد'. يشار إلى أيرلندا تنتقد بشدة الهجمات الإسرائيلية في قطاع غزة وتصفها بأنها إبادة جماعية. كما انضمت أيرلندا أيضا إلى إسبانيا، في مطالبة الاتحاد الأوروبي بمراجعة اتفاقيته التجارية مع إسرائيل، بسبب مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان.


رؤيا نيوز
منذ 5 ساعات
- رؤيا نيوز
أغلقوا 'الأقصى' ولم يحدث شيء!
جربت إسرائيل كل الوصفات ضد المسجد الأقصى، واكتشفت أنه لم يحدث شيء، لا رد فعل، ولا ردود أفعال، بما سيمكنها من الاستمرار، دون أن تحسب حساب أحد. خلال تراشق الصواريخ الإيرانية الإسرائيلية أغلقت إسرائيل المسجد الأقصى 12 يوما، وأغلقت كنيسة القيامة أيضا في القدس، فلم يغضب المسلمون العرب، ولا المسيحيون العرب، وكل طرف ينتظر طرفا آخر ليتحرك، أو يتدخل، أو يعترض. إذا كان الأقصى بقيمته الإسلامية لا يحرك عشرات الدول العربية والإسلامية، حتى مع إغلاق المسجد، فهذا يعني التسليم الكامل لما تفعله إسرائيل داخل الأقصى. جربت إسرائيل كل الوصفات، ولم تجد ممانعة ولا معاندة، من تحديد أعداد المصلين، إلى منع الصلاة في أيام الجمع، وصولا إلى إغلاقه كليا، ووسط كل هذا اقتحامات متواصلة، وتقاسم زمني بات واقعا، سيليه التقاسم الجغرافي لأكثر من 144 دونما هي مساحة الحرم القدسي، أو حتى هدم مساجد الحرم، ومنشآته. الذي تفعله إسرائيل في الأقصى فعلت أكثر منه سابقا، وقد شهدنا مرارا دخول الجنود للمسجد، وإطلاق الرصاص، وتكسير النوافذ والأبواب، وإطلاق القنابل المسيلة للدموع، والاعتداء على المصليات، مثل مصلى باب الرحمة وغيره. هل سيؤدي غياب ردود الفعل إلى إعطاء إسرائيل رخصة مفتوحة لفعل ما تريد، والإجابة على السؤال نعم كبيرة، فهي تفرض سيادتها الفعلية على الأقصى. هذه كارثة محققة وإذا سألت أهل القدس لماذا تسكتون على ما يجري تنهمر عليك الإجابات التي أقلها حالة الخنق الأمني والاقتصادي، والملاحقات اليومية، والمخاوف من استغلال إسرائيل لحالة ثورة شعبية في القدس، تؤدي إلى سحب إقاماتهم، أو طردهم إلى الضفة الغربية، ومصادرة أملاكهم بشكل جماعي، ويضربون لك الأمثلة حول الذي جرى في قطاع غزة من جرائم بلا سقف أو حد. لكن التصورات السابقة تؤدي إلى ما هو أخطر، أي إخلاء الأقصى من سوار حمايته الشعبية، تحت وطأة المخاوف، وهو أمر سيؤدي إلى استفراد إسرائيل بالأقصى، على عكس ما جرى في هبة رمضان 2021، مع الإقرار هنا أن إسرائيل بعد الهبة نفذت عقابا فرديا وجماعيا ضد أهل القدس للانتقام على خلفية موقفهم. كل ما يقال هنا قيل مرارا، لكن المؤشرات الخطيرة تتصاعد ضد الأقصى، يوما بعد يوم، ولم نجد دولة عربية أو إسلامية استعملت نفوذها لوقف إسرائيل، ولم نجد دولة غربية منافقة تعترض على إسرائيل على ما يجري ضد كنيسة القيامة في الحد الأدنى، بمعنى أن الكل تراجع إلى الوراء وترك هوية المدينة للاختطاف. هذا الكلام لا يرتبط فقط بالدين، بل بهوية المدينة التاريخية، التي لا تقبل إسرائيل عناوين التنوع فيها، التي يتباهى العرب بذكرها في محاولة للظهور بصورة معتدلة أمام الغرب، فيما إسرائيل لا تريد سوى الهوية السياسية والاجتماعية والدينية الإسرائيلية، وهذا مخطط متدرج، سيتم تنفيذه وسنراه يصل إلى الوجود الفلسطيني في المدينة في مرحلة معينة، لشطب كل العناوين العربية في القدس. إغلاق الأقصى 12 يوما، خبر مرّ بشكل عادي جدا عند ملياري عربي ومسلم، فما نوع هذا الهوان الذي نستسقيه كل يوم، ونتجرعه دون أدنى ضمير أو ألم.