
المقاومة هي الحل
تُقدّم غزة، بصمودها وثبات شموخّها ضمن مسار تاريخي ممتّد زاخّر بالنضالات والتضحيات الفلسطينية، مثالا حيا على مقاومة لم تنقطع قطْ من أجل دحّر الاحتلال واسترداد ما سُلب ونيل الاستقلال، مثلما تُقدم إيران نموذجاً لردٍ لا يقبل الاستكانة ضد عدوان صهيوني لا يفهم سوى لغة القوة والعنف.إن الطبيعة الاستعمارية الاستيطانية الإحلالية للحركة الصهيونية هي التي تفُجّر الأزمات في المنطقة، فيما تُعد حقوق الشعب الفلسطيني التي تتعرض للاعتداء والسلب والانتهاك الدائم بمثابة الوجه الآخر للصراع، حيث يشكل التنكر المستمر لهذه الحقوق، عقبة صهيونية كؤود أمام أي محاولات استتباب الاستقرار والسلام في المنطقة.لم يقيّض لمسار عملية السلام، منذ عام 1991، التوصل إلى حل لإنهاء الصراع العربي- الصهيوني، وفي جوهره القضية الفلسطينية، إذ قاد مسار «أوسلو» (1993) إلى مأزق ناجم عن عدم الاتفاق على قضايا الوضع النهائي (اللاجئين والقدس والاستيطان والحدود والأمن والمياه)، بعدما أجلها للمرحلة النهائية من المفاوضات، وكان من المفترض انتهاء المرحلة الانتقالية منه عام 1999، ليس لأن الاتفاق يحمل بذور فشله، أو لاختلال موازين القوى لصالح الكيان المُحتل فحسب، وإنما، أيضاً، لإصرار الأخير على تحكيم هذا الخلل في عملية فرض تسوية مرفوضة لا تحقق الحدّ الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني في التحرير وتقرير المصير.ورغم تبني منظمة التحرير الفلسطينية مطلب إقامة الدولة الفلسطينية وفق حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف، بعدما رفعت سابقاً شعار تحرير كامل أرض فلسطين، ومن ثم اعتماد المبادرة العربية للسلام في قمة بيروت 2002 وتنص على انسحاب الاحتلال من الأراضي العربية المحتلة عام 1967 وحل عادل متفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار الدولي 194 مقابل التطبيع، باعتبارها الاستراتيجية العربية الوحيدة لحل الصراع، إلا أن ذلك كله جُوبّه بمخطط صهيوني لضم الضفة الغربية وتهويد القدس المحتلة.ورغم النضالات الفلسطينية العربية الممتدة منذ ما قبل عام 1948 ضد الاحتلال الصهيوني، غير أن الإنجازات التي تحققت على صعيد إحقاق الحقوق الوطنية المشروعة كانت محدودة، وتجسدت فقط في الجانبين المصري والأردني، بينما لم يتم إحراز أي تقدم لجهة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين.لا شك أن أحد أبرز إشكاليات الصراع العربي- الصهيوني، تتمثل في طبيعة الصراع نفسه وتشابك أبعاده وتعدد أطرافه، نظير الارتباط العضوي بين الكيان الصهيوني والمشاريع الاستعمارية الغربية في الوطن العربي، وبسبب طبيعة الكيان المحتل نفسه، واستناده إلى مزاعم تاريخية دينية بهدف توظيفها لخدمة مشروعه التوسعي في فلسطين المحتلة والمنطقة.ولا يعد الكيان الصهيوني «دولة» محتلة فقط أو «دولة» استعمارية بالمعنى التقليدي فحسب، وإنما احتلال واستعمار استيطاني إحلالي، لاستناده إلى الاستيطان واقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه وتهجيره وإنكار حقوقه الأساسية في العودة وتقرير المصير، مثلما يشكل أداة للمنظمة الصهيونية السياسية العالمية التي تدعم وجوده واستمراره، وسط دعم أميركي غربي. وكما للكيان المحتل عمق غربي استعماري، كان للقضية الفلسطينية، وما يزال، عمق عربي إسلامي لا يمكن إنكاره.ويرتبط ذلك بطبيعة الصراع نفسه بوصفه صراعا استراتيجيا وحضاريا عميق الجذور يشمل جوانب سياسية وقانونية واقتصادية وجيو- إستراتيجية ودينية مختلفة، ويدور، في جوهره، حول قضايا أساسية تتعلق بالوجود الفلسطيني العربي وما يعنيه من حقوق مشروعة للعرب في أراضيهم المحتلة وسيادتهم الكاملة عليها، وهويتهم القومية والحضارية. فيما تتعدد أبعاد الصراع وتختلف مجالاته، بوصفه صراعاً مركباً ومعقداً وممتداً تتداخل فيه العوامل الدولية والإقليمية والوطنية.إن مناداة البعض بالعودة إلى طاولة المفاوضات الفلسطينية الصهيونية لبحث مرحلة ما بعد غزة في إطار تسوية شاملة، تنّم عن قصور في الرؤية الاستراتيجية لطبيعة الكيان الصهيوني المناهض للسلام، ولنزعة حكومة «نتنياهو» العدوانية المتطرفة، مثلما تعبّر عن إشكالية الرهان بمسار التسوية رغم فشله منذ زمن بعيد بسبب التعنت الصهيوني، حيث ستبقى المقاومة دوماً هي الحل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 39 دقائق
- رؤيا نيوز
شهداء بينهم مدير المستشفى الإندونيسي في قصف إسرائيلي على غرب غزة
استشهد مدير المستشفى الإندونيسي شمالي القطاع، د. مروان السلطان، الأربعاء وعدد آخر من الفلسطينيين ووقعت العديد من الإصابات بقصف إسرائيلي استهدف محيط دوار 17 شمال غربي مدينة غزة، فيما أفادت مصادر طبية باستشهاد أكثر من 50 شخصا بنيران وقصف الاحتلال منذ الفجر. ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة لليوم الـ635 على التوالي، في ما تصفه مصادر فلسطينية بأنه حرب إبادة جماعية ضد المدنيين، حيث تتوالى أعداد الشهداء من النساء والأطفال، وتنهار المنازل فوق رؤوس ساكنيها وسط قصف متواصل يستهدف التجمعات في أنحاء القطاع. وشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات مكثفة على منازل في مناطق مختلفة من قطاع غزة المحاصر، فيما استهدفت القوات الإسرائيلية بالقصف والنيران الحية تجمعات من النازحين المنتظرين للمساعدات، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى. في موازاة ذلك، وسع الجيش الإسرائيلي عملياته في شمال القطاع، مرتكبا مجازر وصفت بأنها جرائم قتل جماعي بحق المدنيين، من خلال استهداف المنازل المكتظة بالعائلات، وصولًا إلى قصف خيام وتجمعات النازحين. وفي اليوم الـ107 من استئناف الهجوم، استهدفت غارات إسرائيلية خيامًا للنازحين في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، وذلك بعد يوم دموي قُتل فيه 109 فلسطينيين خلال الـ24 ساعة الماضية. وبحسب آخر إحصاءات وزارة الصحة في قطاع غزة، ارتفعت حصيلة الشهداء منذ بدء العدوان العسكري الإسرائيلي في 7/تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 56 ألفًا و647 شهيدا، بالإضافة إلى 131 ألفا و105 مصابين بجروح متفاوتة. وبلغ عدد الشهداء منذ 18 آذار/مارس 2025 وحده 6 آلاف و315 شهيدا، إلى جانب 22 ألفا و64 مصابا. على الصعيد السياسي، لا تزال جهود التوصل إلى وقف إطلاق النار تراوح مكانها، في ظل رفض الحكومة الإسرائيلية وإصرارها على مواصلة العمليات لتحقيق ما تعتبره هدفا بإنهاء المقاومة وتهجير السكان، على الرغم من تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المتكررة حول قرب التوصل إلى اتفاق. وفي هذا السياق، كتب ترامب في منشور على منصته 'تروث سوشيال' أن إسرائيل وافقت على الشروط اللازمة للتوصل إلى وقف إطلاق نار لمدة 60 يوما في غزة، مشيرا إلى أن الوسطاء القطريين والمصريين سيقدمون مقترحا نهائيًا. وأضاف ترامب: 'آمل أن تقبل حماس هذا الاتفاق، لأنه لن يتحسن، بل سيزداد سوءا'.


البوابة
منذ 3 ساعات
- البوابة
جنود الاحتلال يعتدون على أهالي القنيطرة ويختطفون شبانًا من منازلهم
شهد ريف القنيطرة جنوب سوريا فجر اليوم الأربعاء توغلاً جديدًا لقوات الاحتلال الإسرائيلي، أسفر عن اعتقال ثلاثة مدنيين سوريين من قرية البصالي، وفق ما أفادت به مصادر ميدانية لمراسل الجزيرة. وذكرت قناة "الإخبارية السورية" أن قوة من الاحتلال مؤلفة من نحو 40 جنديًا و8 آليات عسكرية اقتحمت القرية في ساعة مبكرة من الصباح، واعتقلت ثلاثة من أبنائها، قبل أن تنسحب باتجاه الحدود مع الجولان المحتل. في المقابل، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان له إن قواته اعتقلت من وصفهم بأعضاء "خلية إرهابية" مرتبطة بإيران، زاعمًا أن الخلية كانت تنشط في موقعين قرب الحدود داخل الأراضي السورية، هما أم اللوقس وعين البصلي. وأضاف البيان أن العملية جاءت بناء على معلومات استخباراتية تم جمعها خلال الأسابيع الماضية، وأسفرت عن ضبط أسلحة وقنابل يدوية. كما تعهد بمواصلة "إحباط محاولات ترسيخ الجماعات المرتبطة بإيران" في الجنوب السوري، وفق تعبيره.


رؤيا نيوز
منذ 3 ساعات
- رؤيا نيوز
إسرائيل تصدر أوامر بمصادرة 1200 دونم في الخليل وتهدم منزلا برام الله
أصدرت قوات الاحتلال الإسرائيلي أوامر عسكرية لمصادرة نحو 1200 دونم من أراضي الفلسطينيين في بلدة ترقوميا غرب مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وذلك لأغراض استيطانية. وأكدت بلدية ترقوميا في بيان أن القرار يهدف إلى ربط مستوطنتي أدورا وتيلم، في محاولة لتوسيع السيطرة الاستيطانية على أراضي الفلسطينيين في المنطقة. ويأتي هذا الإجراء في سياق استمرار الاحتلال في عمليات الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، ما يزيد من معاناة السكان المحليين ويعقد فرص السلام في المنطقة. كما هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلا في بلدة نعلين غرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية. وأوضح رئيس بلدية نعلين، يوسف الخواجا ،في بيان، أن قوة عسكرية إسرائيلية ترافقها جرافة اقتحمت منطقة الجسر في البلدة، وهدمت المنزل المكون من طابقين بمساحة 160 مترا مربعا لكل طابق، مشيرا إلى أن الاحتلال كان قد أخطر بوقف البناء قبل نحو خمس سنوات. إلى ذلك، أبلغ جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، 50 عائلة فلسطينية بإخلاء منازلها في مخيم طولكرم شمال الضفة الغربية تمهيدا لهدمها، وذلك وسط استمرار الاقتحامات اليومية والاعتقالات بحق سكان الضفة الغربية وإحراق مستوطنين لأراض زراعية. وقالت اللجنة الشعبية لخدمات مخيم طولكرم في بيان إن قرار الإخطار بالهدم يأتي ضمن مخطط إسرائيلي أوسع لهدم نحو 100 مبنى تضم نحو 400 شقة سكنية، وعشرات المنشآت التجارية التي تعود ملكيتها لعائلات في المخيم. ويأتي قرار الهدم استكمالا للمخطط المتواصل منذ 21 كانون الثاني العام الحالي، حيث صدر بالأشهر السابقة قراران الأول بموجبه تم هدم 16 بناية سكنية والثاني 58 بناية. ويتوقع أن يتوجه الأهالي اليوم نحو المخيم لإخلاء بعض مقتنياتهم ضمن الفترة التي حددها قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال وهي من الساعة 7 إلى 12 ظهرا. واستأنف جيش الاحتلال كذلك عمليات هدم وتدمير المباني في مخيم جنين شمال الضفة، ضمن المخطط الذي يقضي بهدم نحو 100 بناية سكنية في المخيم. وقالت اللجنة الشعبية لخدمات مخيم جنين في بيان، إن جرافات الاحتلال هدمت عددا من البنايات السكنية خلف 'مستشفى جنين الحكومي'، بزعم شق طرق جديدة في المنطقة. وكانت قوات الاحتلال هدمت ما يزيد على 600 بناية سكنية بشكل كلي، وأكثر من 3 آلاف بشكل جزئي.