
تقرير دولي : المغرب يواجه "ندرة مائية قصوى" بحلول 2050 وسط تفاقم الجفاف
يشير التقرير إلى أن فترات الجفاف تُعد جزءا طبيعياً من مناخ المغرب، لكنها ازدادت وتيرتها وحدتها بشكل كبير منذ بدايات القرن العشرين. وقد سجّل المغرب بين 2018 و2024 أطول موجة جفاف متعددة السنوات، وكانت سنة 2022 الأشد جفافا منذ ثلاثين عاماً
وبحسب نماذج التوقعات المناخية، يُتوقع أن يتراجع معدل التساقطات المطرية في أحواض الأطلس الكبير بنسبة تصل إلى 65% بحلول عام 2100، وهو ما يهدد موارد البلاد المائية والفلاحية. وفي ظل امتلاك المغرب لحوالي 645 متر مكعب فقط من المياه للفرد سنويا، مقارنة بـ10,000 متر مكعب في الدول الغنية مائيا يرتقب أن يتقلص هذا الرقم إلى 500 متر مكعب بحلول 2050، مما يضع البلاد في خانة "الندرة المائية القصوى".
وبحسب التقرير فإن بداية عام 2024 كانت كارثية من حيث الموارد المائية، حيث بلغ متوسط امتلاء السدود نحو 25% فقط. وفي يناير من العام نفسه، سجلت المملكة أعلى درجات حرارة في تاريخها، حيث بلغت الحرارة 37 درجة مئوية، وبلغ العجز في التساقطات 57%.
كما تم تسجيل انخفاض حاد في منسوب سد المسيرة، ثاني أكبر سد في البلاد، حيث وصلت نسبة الملء إلى ما بين 1 و2% فقط. وشهدت مجموعة من مدن المملكة فرض قيود صارمة على استخدام المياه، بما فيها منع غسل السيارات وتنظيف الشوارع وسقي الحدائق، كما أُغلقت الحمامات العمومية في بعض المناطق ثلاثة أيام في الأسبوع.
في مواجهة هذا النقص الحاد، اتجه المغرب إلى تحلية مياه البحر، رغم ارتفاع تكاليفها بسبب استيراد 90% من حاجياته الطاقية. ويخطط لبناء 11 محطة جديدة خلال 2024–2025، إضافة إلى تشغيل 23 محطة متنقلة.
كما استثمر المغرب ما يقارب 15 مليون يورو في برامج "تلقيح السحب" بين 2021 و2023، والتي ساهمت حسب تقديرات في زيادة التساقطات بنسبة 4% وتحسين الإنتاج الفلاحي بنسبة تصل إلى 20%.
ويرى التقرير أن الجفاف شكل ضربة قوية للقطاع الفلاحي، الذي يشغل حوالي 35% من اليد العاملة في المغرب. قبيل عيد الأضحى 2023، ارتفعت أسعار اللحوم إلى مستويات قياسية، ما دفع الحكومة إلى زيادة واردات المواشي خمسة أضعاف وتعليق الرسوم الجمركية لتخفيف الضغط.
وبحلول أبريل 2024، فقدت الفلاحة المغربية 20% من إنتاجها، في حين توقّع تقرير أوروبي أن تكون محاصيل القمح والشعير أقل بـ30% من المتوسط السنوي. وقد اضطرت الحكومة إلى تمديد دعم استيراد القمح الطري حتى نهاية 2025. وتطرق التقرير أيضا إلى تراجع أعداد رؤوس الأغنام بنسبة 38% مقارنة بعام 2016 بسبب الجفاف
ودعا التقرير الدول المعنية بالجفاف، ومنها المغرب، إلى تقييم المخاطر واتخاذ تدابير عاجلة للتكيف. وشملت التوصيات تقليص استهلاك المياه، تنويع مصادرها عبر التحلية وإعادة الاستخدام، وتحسين الحكامة والإنذار المبكر. كما شدد على إشراك المجتمعات وتعزيز التعاون الإقليمي لمواجهة التحديات المستقبلية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يا بلادي
منذ 12 ساعات
- يا بلادي
تقرير دولي : المغرب يواجه "ندرة مائية قصوى" بحلول 2050 وسط تفاقم الجفاف
كشف تقرير دولي حديث بعنوان " بؤر الجفاف حول العالم 2023–2025" ، صادر هذا الشهر عن المركز الوطني الأمريكي للتخفيف من آثار الجفاف لصالح اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، عن معطيات مقلقة بشأن الوضع المائي والمناخي في المغرب، مؤكدا أن المملكة تسير نحو مرحلة "الندرة المائية القصوى" بحلول منتصف هذا القرن، إذا استمر تدهور الوضع الحالي. يشير التقرير إلى أن فترات الجفاف تُعد جزءا طبيعياً من مناخ المغرب، لكنها ازدادت وتيرتها وحدتها بشكل كبير منذ بدايات القرن العشرين. وقد سجّل المغرب بين 2018 و2024 أطول موجة جفاف متعددة السنوات، وكانت سنة 2022 الأشد جفافا منذ ثلاثين عاماً وبحسب نماذج التوقعات المناخية، يُتوقع أن يتراجع معدل التساقطات المطرية في أحواض الأطلس الكبير بنسبة تصل إلى 65% بحلول عام 2100، وهو ما يهدد موارد البلاد المائية والفلاحية. وفي ظل امتلاك المغرب لحوالي 645 متر مكعب فقط من المياه للفرد سنويا، مقارنة بـ10,000 متر مكعب في الدول الغنية مائيا يرتقب أن يتقلص هذا الرقم إلى 500 متر مكعب بحلول 2050، مما يضع البلاد في خانة "الندرة المائية القصوى". وبحسب التقرير فإن بداية عام 2024 كانت كارثية من حيث الموارد المائية، حيث بلغ متوسط امتلاء السدود نحو 25% فقط. وفي يناير من العام نفسه، سجلت المملكة أعلى درجات حرارة في تاريخها، حيث بلغت الحرارة 37 درجة مئوية، وبلغ العجز في التساقطات 57%. كما تم تسجيل انخفاض حاد في منسوب سد المسيرة، ثاني أكبر سد في البلاد، حيث وصلت نسبة الملء إلى ما بين 1 و2% فقط. وشهدت مجموعة من مدن المملكة فرض قيود صارمة على استخدام المياه، بما فيها منع غسل السيارات وتنظيف الشوارع وسقي الحدائق، كما أُغلقت الحمامات العمومية في بعض المناطق ثلاثة أيام في الأسبوع. في مواجهة هذا النقص الحاد، اتجه المغرب إلى تحلية مياه البحر، رغم ارتفاع تكاليفها بسبب استيراد 90% من حاجياته الطاقية. ويخطط لبناء 11 محطة جديدة خلال 2024–2025، إضافة إلى تشغيل 23 محطة متنقلة. كما استثمر المغرب ما يقارب 15 مليون يورو في برامج "تلقيح السحب" بين 2021 و2023، والتي ساهمت حسب تقديرات في زيادة التساقطات بنسبة 4% وتحسين الإنتاج الفلاحي بنسبة تصل إلى 20%. ويرى التقرير أن الجفاف شكل ضربة قوية للقطاع الفلاحي، الذي يشغل حوالي 35% من اليد العاملة في المغرب. قبيل عيد الأضحى 2023، ارتفعت أسعار اللحوم إلى مستويات قياسية، ما دفع الحكومة إلى زيادة واردات المواشي خمسة أضعاف وتعليق الرسوم الجمركية لتخفيف الضغط. وبحلول أبريل 2024، فقدت الفلاحة المغربية 20% من إنتاجها، في حين توقّع تقرير أوروبي أن تكون محاصيل القمح والشعير أقل بـ30% من المتوسط السنوي. وقد اضطرت الحكومة إلى تمديد دعم استيراد القمح الطري حتى نهاية 2025. وتطرق التقرير أيضا إلى تراجع أعداد رؤوس الأغنام بنسبة 38% مقارنة بعام 2016 بسبب الجفاف ودعا التقرير الدول المعنية بالجفاف، ومنها المغرب، إلى تقييم المخاطر واتخاذ تدابير عاجلة للتكيف. وشملت التوصيات تقليص استهلاك المياه، تنويع مصادرها عبر التحلية وإعادة الاستخدام، وتحسين الحكامة والإنذار المبكر. كما شدد على إشراك المجتمعات وتعزيز التعاون الإقليمي لمواجهة التحديات المستقبلية.


يا بلادي
١٢-١٢-٢٠٢٤
- يا بلادي
تاريخ الشتاء في المغرب: موجات برد حطمت الأرقام القياسية وأثرت على السكان
بينما يقترب الشتاء بسرعة، تنخفض درجات الحرارة بشكل ملحوظ مع موجة برد طال انتظارها بعد صيف أطول من المتوقع. في المغرب، موجات البرد ليست ظاهرة جديدة، بل هي فترات متكررة شكلت جزءًا من التاريخ المناخي للبلاد. عقد 1770: الجفاف والفيضانات والأوبئة وشتاء قارس في المغرب يعود بنا الزمن إلى سبعينيات القرن الثامن عشر، عقد مظلم تخللته سلسلة من الكوارث الطبيعية والمناخية. يمكن وصف هذه الفترة بأنها واحدة من أسوأ الفترات في تاريخ الكوارث الطبيعية بالمغرب. تشير السجلات التاريخية إلى أن المغاربة عانوا بين عامي 1770 و1779، حيث واجهوا الأوبئة في عام 1778، والمجاعة وغزو الجراد بين عامي 1778 و1779، والجفاف من 1775 إلى 1779، والزلزال في عام 1773، بالإضافة إلى عواصف وفيضانات وموجة حر وطقس قارس من 1775 إلى 1778. في دراسة عن الصحة العامة خلال القرن الأول من حكم الدولة العلوية (1670-1790)، أدرج عالم الآثار ألان ر. مايرز الكوارث الطبيعية التي وقعت في القرنين السابع عشر والثامن عشر. ومن بين هذه الأحداث، موجة برد ضربت البلاد عام 1778، تلت موجة حر شديدة في عام 1777، وفقًا لما ورد في كتاب "الإغاثة من المجاعة والسياسة الإمبراطورية في المغرب الحديث المبكر: الوظائف السياسية للصحة العامة". على نطاق عالمي أوسع، قد تكون درجات الحرارة المنخفضة في المغرب قد تأثرت بما كانت تشهده أوروبا في ذلك الوقت. شهدت سبعينيات القرن الثامن عشر بعضًا من أبرد فصول الشتاء في أوروبا، فيما عُرف لاحقًا باسم "الصقيع العظيم" أو "Le Grand Hiver". في حين أن فصول الشتاء الباردة في أوروبا—التي جمدت الأنهار وتسببت في وفيات، خصوصًا في فرنسا وإنجلترا—حدثت بشكل رئيسي في أوائل القرن الثامن عشر، لا سيما في عام 1709، فإن انخفاض درجات الحرارة عبر البحر الأبيض المتوسط وفي المغرب قد يكون جزءًا من العصر الجليدي الصغير العالمي. يشير هذا المصطلح إلى فترة من انخفاض درجات الحرارة العالمية التي حدثت تقريبًا بين أوائل القرن الرابع عشر ومنتصف القرن التاسع عشر. ووفقًا لموسوعة بريتانيكا، شهدت هذه الفترة انخفاض درجات الحرارة في نصف الكرة الشمالي بمقدار 0.6 درجة مئوية (1.1 درجة فهرنهايت) مقارنة بمتوسط درجات الحرارة بين عامي 1000 و2000 ميلادي. عام 1956 وموجات برد بارزة أخرى في المغرب، تعيدنا بيانات درجات الحرارة خلال الـ 75 عامًا الماضية إلى خمسينيات القرن الماضي. كان أبرد شتاء في المغرب خلال هذه الفترة في عام 1956، بمتوسط درجة حرارة بلغ 11.8 درجة مئوية (من ديسمبر إلى فبراير). في عام 2008، ضربت موجة برد منطقة المغرب العربي، مصحوبة بفيضانات قاتلة. في الجزائر، أودت بحياة 93 شخصًا. أما في المغرب، فقد تسببت الأمطار الغزيرة وموجة البرد وتساقط الثلوج في التأثير على عدة محافظات في أكتوبر من ذلك العام، كما ورد في كتاب "اللوجستيات الإنسانية: مواجهة تحدي التحضير والاستجابة للكوارث". وقد أسفرت هذه الكارثة عن مقتل 70 شخصًا وتركت العديد من العائلات بلا مأوى، مما اضطرهم إلى اللجوء إلى ملاجئ مؤقتة. إحدى أكثر موجات البرد وضوحًا في المملكة المغربية تم تسجيلها في عام 2016. وفقًا للبيانات التي شاركها موقع ReliefWeb، وهو خدمة رقمية متخصصة تابعة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، أثرت هذه الموجة الباردة على المغرب في 27 فبراير 2016، و«تسببت فيها كتلة هوائية قطبية قادمة من القطب الشمالي إلى أوروبا وشمال إفريقيا». نتيجة لذلك، شهدت مناطق الأطلس المتوسط وشمال الأطلس الكبير، إلى جانب السهول المجاورة، عواصف رعدية شديدة وتساقطًا كثيفًا للثلوج على الأطلس الكبير والمتوسط، والريف، والمرتفعات الشرقية. وقد قامت السلطات بتعبئة الموارد البشرية والمادية لمساعدة السكان الأكثر تضررًا في ذلك الوقت. من بين المناطق التي تأثرت بشدة بهذه الموجة الباردة كانت المنطقة الشرقية، تادلة أزيلال، وأربع مناطق في فاس-تازة. في الشتاء التالي، عام 2017، اجتاحت موجة برد أخرى المغرب، حيث تأثرت معظم المدن. انخفضت درجات الحرارة إلى -13 درجة مئوية في المناطق المرتفعة، وبين -2 و0 درجة مئوية في المناطق الداخلية من البلاد. تأثرت بشكل خاص المناطق الواقعة في الشرق والشمال والجنوب. وقد نُسبت هذه الدرجات المنخفضة إلى تدفق كتلة هوائية قطبية من القطب الشمالي إلى أوروبا الشرقية وشمال إفريقيا. وفي هذه المرة، دفعت موجة البرد السلطات، بناءً على تعليمات ملكية، إلى الاستجابة من خلال برنامج خاص يهدف إلى مساعدة السكان المتضررين.


هبة بريس
١٠-١٠-٢٠٢٤
- هبة بريس
مشاهد مروعة.. إعصار ميلتون يضرب فلوريدا بعنف (فيديو)
ضرب إعصار 'ميلتون' ولاية فلوريدا مخلفًا دمارًا كبيرًا وخسائر في الأرواح، حيث أعلن مسؤولون في مقاطعة سانت لوسي أن أربعة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم نتيجة الإعصار. وكان الإعصار قد ضرب المنطقة مساء يوم الخميس، وأدى إلى تدمير منازل وانقطاع الكهرباء عن نحو مليوني شخص. تفاصيل الإعصار وسرعته ووفقًا لما نقله مسؤول في المركز الوطني الأمريكي للأعاصير، فإن 'ميلتون' وصل إلى اليابسة في الساعة 8:30 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، كإعصار من الفئة الثالثة، مصحوبًا برياح قوية بلغت سرعتها 195 كيلومترًا في الساعة، وتركزت قوة الإعصار بالقرب من سيستا كي. آثار الدمار والضحايا أفاد كيث بيرسون، قائد شرطة منطقة سانت لوسي، أن شخصين على الأقل توفيا نتيجة إعصار مروع ضرب منطقة فورت بيرس الواقعة على الساحل الشرقي لفلوريدا. كما أضافت التقارير أن حوالي مئة منزل تعرضت للدمار بعد أن اجتاح نحو 17 إعصارًا المنطقة. انقطاع الكهرباء وأضرار واسعة وأفاد موقع باور أوتيج دوت أس أن الكهرباء انقطعت عن أكثر من 1.8 مليون منزل وشركة في فلوريدا بسبب الأضرار الواسعة التي أحدثها الإعصار. ومن المتوقع أن يعبر 'ميلتون' شبه جزيرة فلوريدا خلال الليل، متجهًا نحو المحيط الأطلسي مع استمرار قوته كإعصار. كارثة أخرى بعد إعصار هيلين يأتي إعصار 'ميلتون' بعد أسبوعين فقط من إعصار 'هيلين' المدمر الذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 90 شخصًا في عدة ولايات أمريكية. وتوقع الرئيس الأمريكي جو بايدن أن يكون 'ميلتون' واحدًا من أسوأ الكوارث الطبيعية التي تضرب فلوريدا خلال قرن.