logo
تسلا تطرح "ساير كاب" السيارة الثورية ذات التصميم الفضائي

تسلا تطرح "ساير كاب" السيارة الثورية ذات التصميم الفضائي

الجزيرةمنذ 4 أيام

حياة ذكية
شهد معرض فيفا تك باريس 2025 الكشف عن مجموعة استثنائية من الابتكارات التقنية التي تعد بإعادة تشكيل مستقبل الحياة اليومية، وتنوعت العروض بين وسائل النقل الثورية والأجهزة الطبية المساعدة والحلول الرقمية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أفضل أدوات تحرير الصور بالذكاء الاصطناعي عام 2025
أفضل أدوات تحرير الصور بالذكاء الاصطناعي عام 2025

الجزيرة

timeمنذ 16 ساعات

  • الجزيرة

أفضل أدوات تحرير الصور بالذكاء الاصطناعي عام 2025

قبل أعوام قليلة، كانت المهام -مثل إزالة شخص من صورة أو دمج كائن جديد- تتطلب مهارات متقدمة وخبرة طويلة في أدوات تحرير الصور التقليدية. ولكن تطور نماذج الذكاء الاصطناعي أدى إلى ظهور أدوات قادرة على فهم محتوى الصورة، والتنبؤ بما يجب أن يكون موجودًا في أي مساحة فارغة، أو توليد عناصر واقعية تنسجم مع المشهد الأصلي. وتقدم هذه الأدوات مجموعة واسعة من الوظائف، جاعلة تحرير الصور الاحترافي في متناول الهواة والمحترفين على حدٍ سواء، وأصبحت المهام التي كانت تتطلب ساعاتٍ من العمل ممكنة الآن ببضع دقائق. ونستعرض في هذا المقال مجموعة من أفضل أدوات تحرير الصور بالذكاء الاصطناعي، حيث تجسد كل أداة مزيجًا من الابتكار وسهولة الاستخدام والقدرات، ملبية مختلف جوانب تحرير الصور. "فوتوشوب" (Photoshop) لا شك أن التقاط الصورة ما هو إلا البداية، حيث يتطلب تحويلها إلى صورة عالية الجودة مهارة ووقتًا وجهدًا، وهنا يأتي دور "فوتوشوب" الذي يرسي معايير جديدة في مجال تحرير الصور. وتساعد أدوات الذكاء الاصطناعي -مثل "التعبئة التوليدية" (Generative Fill) و "المرشحات العصبونية" (Neural Filters)- المستخدمين في إزالة العناصر، وتحسين التفاصيل، وحتى إنشاء المحتوى، في حين تزيل ميزة "التعبئة المدركة للمحتوى" (Content-Aware Fill) العناصر بذكاء وتدمج الخلفية لإضفاء مظهر طبيعي. وتستطيع توسيع حدود أي صورة باستخدام خاصية "التوسيع التوليدي" (Generative Expand). وما عليك سوى تحديد جزء من الصورة، وإعادة إنشاء تنويعات جديدة باستخدام أداة "إنشاء نسخ مشابهة" (Generate Similar). "لومينار نيو" (Luminar Neo) يسهل "لومينار نيو" تحرير الصور بالذكاء الاصطناعي، مع الحفاظ على جودتها العالية. وتتيح لك ميزات، مثل "استبدال السماء بالذكاء الاصطناعي" (AI Sky Replacement) بسهولة، بينما يحسن "الذكاء الاصطناعي للصور الشخصية" (Portrait AI) درجات لون البشرة والإضاءة تلقائيًا. ويحتوي التطبيق على أداة "التباين الفائق" (Supercontrast) التي توفر تحكمًا دقيقًا في تباين الإضاءات والدرجات اللونية المتوسطة والظلال، مما يجعل عمليات التحرير تبدو أكثر طبيعية. "توباز لابس" (Topaz Labs) يتخصص "توباز لابس" في تحسين الصور بالذكاء الاصطناعي، ويحتوي على أدوات لتحسين جودة الصور المنخفضة الدقة دون فقدان الجودة، وإزالة الحبوب والتشويش، وتحسن الصور الضبابية. وتعد هذه الأدوات مفيدة للمصورين الذين يحتاجون إلى استعادة الصور أو تحسينها بأقل قدر من التعديلات اليدوية. كما يتميز "توباز لابس" بتقنياته في تحسين الوضوح والتحسين وتقليل التشويش، وهو أمر يفضله المصورون والمصممون. "كانفا" (Canva) بالرغم من أن "كانفا" معروف أكثر بتصميم الجرافيك، فإنه محرر صور بتقنية الذكاء الاصطناعي، حيث تتيح لك ميزة "التحرير السحري" (Magic Edit) إجراء تعديلات سريعة، وإزالة الخلفيات، وإضافة تأثيرات بسهولة. كما يقدم اقتراحات للنصوص والعناصر، مما يسهل إنشاء التصميم. وتستطيع من خلال ميزة "الممحاة السحرية" (Magic Eraser) إزالة العناصر غير المرغوب فيها من الصورة. ويمكنك أيضًا تحسين الصور وتنقيحها باستخدام ميزة "الضبط التلقائي بالذكاء الاصطناعي" (AI Auto Adjust). وتعزل أداة "الالتقاط السحري" (Magic Grab) العنصر عن الصورة بسرعة، ويمكنك أيضًا إضافة نص. "فوتور" (Fotor) يعد "فوتور" بمنزلة محرر صور بالذكاء الاصطناعي بنقرة واحدة، حيث يبسط عمليات التحرير المعقدة، وهو مصمم للمستخدمين الذين يرغبون في نتائج سريعة واحترافية دون الحاجة إلى تعديلات يدوية. ويساعد التطبيق في تنقيح الصور الشخصية، أو تحسين الألوان، أو تنعيم البشرة، أو إزالة العيوب، أو تعزيز ملامح الوجه، ويؤتمت الذكاء الاصطناعي جميع هذه التعديلات بنقرة واحدة. كما أن عملية إزالة الخلفية سلسة للغاية، حيث يعزل "فوتور" العناصر بدقة، مما يسهل إنشاء صور شفافة أو تبديل الخلفيات. في حين يضيف تأثير "إتش دي آر" (HDR) عمقًا وتفاصيل، الأمر الذي يضفي على الصور مظهرًا غنيًا ومتوازنًا. "ريموف بي غي" ( يعد هذا التطبيق بمنزلة أداة ذكاء اصطناعي مصممة لمهمة واحدة، وهي إزالة الخلفية. ويكتشف التطبيق العناصر فورًا، ويعمل على قصها بدقة، مع تقديم صور نقية وشفافة، دون الحاجة إلى التحديد اليدوي. ويتعامل التطبيق بدقة مع الحواف الدقيقة، مثل الشعر والفراء. ويعمل عبر جميع أنواع الخلفيات، ويتكامل مع أدوات مثل "فوتوشوب" لتسهيل العمل. وقد يواجه البرنامج أحيانًا مشاكل في اكتشاف خلفيات بعض الصور، ولكن يمكن حل هذه المشكلة باستخدام "الفرشاة السحرية" (Magic Brush). "ليتس إنهانس" (Let's Enhance) يتيح لك التطبيق تحسين الصور دون فقدان جودتها، وهو مثالي لاستعادة الصور القديمة أو المنخفضة الجودة. وعلى عكس عمليات التحسين التقليدية، التي تعمل على تمديد وحدات البكسل وتسبب عدم الوضوح، تستعيد أداة الذكاء الاصطناعي هذه التفاصيل المفقودة للحصول على صورة حادة وعالية الدقة. ويحسن الذكاء الاصطناعي التفاصيل والألوان، ويقلل التشويش، مما يجعل الصور جاهزة للطباعة. كما يوفر إمكانية معالجة الصور دفعة واحدة، مما يتيح لك تحسين صور متعددة في آنٍ واحد لتوفير الوقت. "بيكسلر" (Pixlr) يعد هذا التطبيق بمنزلة محرر صور بالذكاء الاصطناعي سريع وصغير الحجم، وهو مصمم لتحسين الصور بسرعة وكفاءة من خلال مرشحات وتراكبات فورية لتنسيق الصور بشكل إبداعي. ويبسط "بيكسلر" عمليات التحرير المعقدة باستخدام أتمتة الذكاء الاصطناعي. وتزيل ميزة "القص بالذكاء الاصطناعي" (AI Cutout) الخلفيات بدقة، بينما تحسن ميزة "التنقيح الذكي" (Smart Retouching) الصور الشخصية من خلال تنعيم البشرة وتعديل درجات الألوان. "إيميجن إيه آي" (Imagen AI) يعد التطبيق بمنزلة أداة متقدمة لتحرير الصور بالذكاء الاصطناعي، تستخدم التعلم الآلي لإنشاء أنماط تحرير مخصصة، وهو مثالي للمصورين المحترفين الذين يرغبون في الحفاظ على اتساق عملهم مع تسريع عملية التحرير. ويتميز التطبيق بقدرته على التعلم من عمليات التحرير السابقة، إذ إنه يحلل أسلوب تحرير المستخدم ويطبق تعديلات مماثلة على الصور المستقبلية لضمان الاتساق في جلسة التصوير أو مجموعة الأعمال. ويتكيف الذكاء الاصطناعي مع التفضيلات، ويحسن التعريض الضوئي والتباين ودرجات الألوان. وبالرغم من كفاءته العالية، إلا أنه يتطلب مجموعة بيانات أولية من الصور المحررة يدويًا للتعلم منها. "فانس إيه آي" (Vance AI) يعد التطبيق بمنزلة أداة شاملة لتحسين الصور بالذكاء الاصطناعي تتيح تحسين الوضوح وتقليل الضوضاء ورفع مستوى الوضوح دون الحاجة إلى تعديلات يدوية، وهي مفيدة لاستعادة الصور المنخفضة الجودة. وتحسن ميزة الوضوح بالذكاء الاصطناعي التفاصيل الدقيقة مع الحفاظ على الجودة، بينما يزيل تقليل الضوضاء. كما يدعم التطبيق المعالجة الجماعية للصور، مما يسمح للمستخدمين بتحرير صور متعددة في آنٍ واحد. وختامًا، وفي زمن أصبحت فيه الصورة لغة العصر، لم يعد تحريرها أمرًا مقتصرًا على المحترفين في برامج معقدة، بل بات الذكاء الاصطناعي اليوم شريكًا يتيح لأي مستخدم تعديل المحتوى البصري بسهولة. وسواء كنت صحفيًا تريد إزالة عنصر غير مرغوب فيه من صورة، أو مصممًا تسعى لتوسيع أفق المشهد، أو حتى مستخدمًا عاديًا يطمح لإضافة لمسة إبداعية، فإن أدوات الذكاء الاصطناعي الحديثة تتيح لك فعل ذلك بدقة.

شاهد هاتف "تايتن 2" وعودة لوحات المفاتيح في الهواتف
شاهد هاتف "تايتن 2" وعودة لوحات المفاتيح في الهواتف

الجزيرة

timeمنذ 2 أيام

  • الجزيرة

شاهد هاتف "تايتن 2" وعودة لوحات المفاتيح في الهواتف

كشفت شركة "يونيهيرتز" (Unihertz) عن هاتف "تايتن 2" (Titan 2)، الذي يأتي بتصميم يرتكز على لوحة مفاتيح فيزيائية مع مواصفات رائدة، وذلك حسب ما جاء في تقرير موقع "ذا فيرج" (The Verge) التقني. ويقدم الهاتف مجموعة من المواصفات الرائدة والمميزة بدءا من المعالج، الذي يأتي من نوع "دايمنيستي 7300" (Dimensity 7300) بتردد يصل إلى 2.6 غيغاهرتز و8 أنوية، فضلا عن ذاكرة عشوائية تصل إلى 12 غيغابايت ومساحة تخزين 512 غيغابايت مع شاشة بحجم 4.5 إنشات وشحن سريع وبطارية بحجم 5050 مللي أمبير. ويمتاز الهاتف الجديد بتصميم أنيق يختلف عن الجيل الأول من الهاتف الذي طرحته الشركة في عام 2019، إذ يأتي الهاتف مع شاشة ثانوية صغيرة في ظهر الهاتف تختبئ في جوارها عدسات الكاميرا التي تأتي بحجم 50 ميغابكسل، مع وجود كاميرا أمامية بعدسة 32 ميغابكسل. وأضافت الشركة أن لوحة المفاتيح تمت إعادة تصميمها لتصبح أيسر في الاستخدام لفترة طويلة، فضلا عن إضافة مزايا جديدة مثل اختصارات للضغطة المطولة وغيرها من مزايا لوحات المفاتيح المعتادة في هواتف شاشات اللمس، كما أن هذه المزايا يمكن تخصيصها بشكل كامل من خلال تطبيق إعدادات الهاتف، وذلك حسب ما جاء في تقرير "ذا فيرج". وأشار التقرير أيضا إلى المزايا الإضافية في الهاتف من مثل تقنية البلوتوث "5.4" ومستشعرات "إن إف سي"، ومنفذ للأشعة تحت الحمراء ومستشعر بصمة وأزرار اختصار خاصة في الهاتف. يذكر أن الهاتف ما زال في طور جمع التمويل عبر موقع "كيك ستارتر" (Kickstarter)، وتجاوزت حملة التمويل الخاصة بها أكثر من 100 ألف دولار، ومن المتوقع أن يُباع الهاتف مقابل 400 دولار مع تخفيض سعره إلى 269 دولارا في حالة الطلب المسبق، ومن المتوقع أن يصل الهاتف إلى المستخدمين في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

"عصر الضبابية".. قصة الفيزياء بين السطوع والسقوط
"عصر الضبابية".. قصة الفيزياء بين السطوع والسقوط

الجزيرة

timeمنذ 3 أيام

  • الجزيرة

"عصر الضبابية".. قصة الفيزياء بين السطوع والسقوط

ماذا يحدث حين يبلغ الإنسان ذروة فهمه للطبيعة، ثم يكتشف أن هذا الفهم نفسه يحمل في أعماقه بذور الكارثة؟ كيف يتحول العقل إلى سلاح ذي حدين: طريق إلى النجاة، وفي الوقت ذاته درب إلى الهلاك؟ وكيف يغدو العلماء -الذين لطالما اعتُبروا مشاعل للنور- شهودا على كوارث صنعوها بأيديهم؟ وهل تكون أكثر لحظات البشرية نورا هي نفسها أشدها عتمة؟ وفي كتابه "عصر الضبابية: سنوات الفيزياء الساطعة والمظلمة 1895-1945" يأخذنا توبياس هورتر في رحلة فريدة تمتد بين مختبرات الفيزياء وأعماق النفس البشرية، بين بريق الاكتشافات النووية والانفجارات الأخلاقية التي رافقتها. ويرسم الكاتب مشهدا لحقبة استثنائية لا تتكرر، ما تزال تلقي بظلالها الثقيلة على حاضرنا حتى اليوم. وبداية، ليس من السهل -بلا شك- كتابة تاريخ علمي من دون الوقوع في فخ الجفاف الأكاديمي، لكن هورتر ينجح هنا في كتابه بالإمساك بخيط رفيع، ينسج به سردا متماسكا، يمزج به بين الحديث عن البراعة الفيزيائية والعواصف السياسية. وقد صدر الكتاب في نسخته الأصلية بالألمانية عام 2021، وصدرت ترجمته العربية عن دار عصير الكتب عام 2024، بتوقيع المترجم محمد رمضان حسين. لكن هذا العمل ليس مجرد حكاية نظريات ومعادلات، بل قصة رجال ونساء عاشوا في قلب الانفجار المعرفي والأخلاقي. فكانت سيرهم شهادة على 50 عاما من العبقرية المتقدة والضمائر القلقة. أما مؤلف الكتاب فهو كاتب وصحفي ألماني وُلد عام 1972، ويحمل دكتوراه في الفلسفة، ويتميّز بأسلوب تحليلي عميق في تناول القضايا العلمية والفكرية. وقد كتب في مجلات وصحف مرموقة، ويشتهر بقدرته على الربط بين التحولات الكبرى في العلم والفلسفة وبين الأسئلة الإنسانية الوجودية. ملامح الحقبة: من الأشعة السينية إلى القنبلة الذرية ينطلق هورتر من 1895 العام الذي اكتُشفت فيه الأشعة السينية على يد رونتغن، وهو الاكتشاف الذي مثل شرارة الدخول في عصر جديد من الفيزياء. وتبع هذا الكشف عن النشاط الإشعاعي، ثم سلسلة من الثورات النظرية التي زعزعت يقين الفيزياء الكلاسيكية، ودفعت البشرية إلى أعتاب عصر الكم والنسبية. وخلال نصف قرن، تسارعت الاكتشافات بوتيرة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً من قبل حيث ظهر ماكس بلانك بنظريته حول الكم، وتبعه نيلس بور، وهايزنبرغ، وشرودنغر، وأخيرا أينشتاين الذي وضع نظرية النسبية الخاصة عام 1905 ثم العامة عام 1915. وهذه الأسماء لم تكتب تاريخ الفيزياء فحسب، بل أعادت تعريف حدود الواقع وإمكانات المعرفة. العلم بين النبوغ والشك المنهجي يبين هورتر في كتابه أن التصورات التقليدية للعلم، بوصفه نشاطا عقلانيا خالصا قائما على الحتمية واليقين، قد تعرضت لزعزعة عميقة مع نشوء ميكانيكا الكم أوائل القرن العشرين. إذ إن المفاهيم الفيزيائية الكلاسيكية -التي كانت تفترض أن الكون يعمل مثل آلة دقيقة يمكن التنبؤ بحركتها- استُبدلت بنظرة جديدة ترى الواقع بوصفه مجالا غير حتمي، تحكمه قوانين الاحتمال، ومبادئ الشك، والتراكب الكمومي، مما قاد إلى إعادة النظر في أسس المعرفة العلمية ذاتها. وكان نيلس بور من أبرز المدافعين عن التفسير الاحتمالي للواقع الكمومي، بل إنه وضع أسس ما عُرف لاحقا بـ"تفسير كوبنهاغن". وبحسب هذا التصور، لا يمكن الحديث عن خواص الجسيمات أو مواقعها إلا لحظة رصدها، أما قبل ذلك فهي في حالة "تراكب" احتمالي، تجمع بين جميع الحالات الممكنة في آنٍ واحد. وقد كان لهذا التفسير أثر فلسفي عميق، إذ قبل بأن تكون الجسيمات دون الذرية في أكثر من حالة في آن واحد، إلى أن تُرصَد، وهو ما بدا لكثير من العلماء تجاوزا للمعقول الفيزيائي. وقد عارض شرودنغر هذا التفسير بمثاله الشهير "قطة شرودنغر" وهي تجربة فكرية تهدف إلى إظهار الطابع المربك لتفسير كوبنهاغن. إذ تُظهر كيف أن القَبول بأن الجسيمات قد توجد في حالتين متراكبتين -كأن تكون القطة حية وميتة في آنٍ واحد- يؤدي إلى نتائج عبثية عند تطبيقها على الواقع العياني. وكان اعتراض شرودنغر تعبيرا عن رفضه لاختزال الواقع إلى مجرد احتمالات لا تكتسب صفة "الواقعية" إلا حين تدخّلِ الراصد. في حين رفض أينشتاين الطابع الاحتمالي الذي جاءت به ميكانيكا الكم، متمسّكًا بفكرة أن الكون تحكمه قوانين دقيقة، حتى إن لم نستطع رصدها بعد. ولم يكن اعتراضه تعصبا للحتمية الكلاسيكية، بل الإيمان بأن ما يبدو فوضويا في الظاهر قد يخفي نظاما أعمق لم يُكتشف بعد. ولهذا قال عبارته الشهيرة "الله لا يلعب النرد" دلالةً على رفضه لفكرة أن أساس الكون يقوم على المصادفة واللايقين. الفيزياء والسياسة في القسم الأشد إثارة من الكتاب، يرصد هورتر تداخل الفيزياء مع السياسة في زمن النازية والحرب العالمية الثانية. فمع صعود الأنظمة الشمولية، وجد العلماء أنفسهم أمام أسئلة وجودية: هل يبقى العالِم في معمله، أم يفر بضميره؟ هل يشارك في سباق التسلح أم يعارض؟ وهل يمكن أصلا الفصل بين "العلم النقي" و"الاستخدام السياسي"؟ فقد انخرط عدد من علماء الفيزياء البارزين في مشاريع عسكرية كبرى خلال القرن العشرين. من بينهم فيرنر هايزنبرغ -الذي قاد البرنامج النووي الألماني في ظل الحكم النازي- في دور لا يزال محط جدل بين المؤرخين حول مدى دعمه الفعلي لصناعة القنبلة، وكذلك روبرت أوبنهايمر الذي أشرف على مشروع مانهاتن الأميركي، فقد مثّل التناقض بأوضح صوره: عالِم بارع، ومثقف إنساني، انخرط في صنع القنبلة بكل طاقته، ثم قضى ما تبقى من عمره محاطا بالندم والتساؤلات. وعلى النقيض من الانخراط المباشر في المشاريع العسكرية، فقد اتخذ أينشتاين موقفا أخلاقيا من الحروب والتسلح، وقد غادر ألمانيا مبكرا بعد صعود النازية، وارتبط اسمه لاحقا بالدعوة إلى السلام ونزع السلاح النووي. ومع ذلك، وفي لحظة فارقة من القلق العالمي، وقع عام 1939 رسالة موجهة إلى الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت حذر فيها من احتمال أن تكون ألمانيا النازية بصدد تطوير قنبلة ذرية. ولم تكن الرسالة دعوة مباشرة إلى التسلح، بل كانت تحذيرا وقائيا ينبه إلى خطر سباق نووي محتمل. لكنها اشتملت ضمنا على توصية بتسريع الأبحاث الأميركية بهذا المجال، وهو ما مهد لاحقا لانطلاق مشروع مانهاتن. ورغم أن أينشتاين لم يشارك في المشروع ذاته، فقد شعر بندم عميق إزاء مساهمته غير المباشرة، وصرح لاحقا بأسى "لو كنت أعلم أن الألمان لن ينجحوا، لما كنت وقعت الرسالة قط". لقد مثل موقفه هذا مأزقا أخلاقيا بالغ التعقيد، يعكس التوتر بين الالتزام الإنساني ومخاوف اللحظة التاريخية. من المعمل إلى العالم: انهيار المسافة بين النظرية والتاريخ ما يميز الكتاب أنه لا يحصر الفيزياء في إطارها العلمي، بل يرصد تحوّلها إلى قوة حضارية، تؤثر في السياسة، والاقتصاد، وحتى في الفلسفة. فالاكتشافات الذرية لم تبق في المختبر، بل خرجت إلى العالم حقائق لا يمكن تجاهلها، وصارت مصدرا للرهبة والتأمل معا. ومما يجدر ذكره أن توقف الكتاب عند عام 1945 لم يكن قرارا زمنيا عشوائيا، بل كان اختيارا رمزيا دقيقا. ففي ذلك العام، أُسقطت القنبلتان الذريتان على هيروشيما وناغازاكي، لتُعلَن نهاية الحرب وبداية عصر جديد. لكنه لم يكن إعلانا عن هذا فحسب بل كان أيضا إعلانا عن نهاية البراءة العلمية إذ لم يعد العلم سعيا خالصا نحو الحقيقة بل صار مشروعا ذا تبعات كونية، قد تنقذ أو تدمر. ويمتاز أسلوب هورتر بالسرد المتداخل، حيث يربط بين السياق الزمني، والتطورات العلمية، والحكايات الشخصية، دون أن يُفقد القارئ توازنه. إن "عصر الضبابية" ليس مجرد تاريخ للفيزياء الحديثة، بل هو تأريخ لعصر فاض بالعبقرية، لكنه افتقر إلى الطمأنينة، وأشعل النور من قلب الذرة، لكنه أحرق به نفسه أيضا. إنها إذن دعوة للتفكر في معنى التقدم، وفي ثمن الحقيقة، وفي هشاشة الضمير العلمي حين يُزاح من سياقه الإنساني. إن هذا الكتاب يذكرنا أن وراء كل معادلة عقلا قلقا، ووراء كل اكتشاف مسؤولية قد تغير العالم إلى الأبد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store