logo
من حماية المستوطنين إلى استهدافهم.. إسرائيل تفقد السيطرة على أبنائها المتطرفين

من حماية المستوطنين إلى استهدافهم.. إسرائيل تفقد السيطرة على أبنائها المتطرفين

تحيا مصرمنذ 9 ساعات
في مشهد ينذر بتحول خطير، هاجم
مستوطنون
إسرائيليون منشأة عسكرية تابعة للجيش في رام الله بالضفة الغربية مؤخراً، وأحرقوها بعد كتابة شعارات تهدد بالانتقام من الجنود أنفسهم.
حوادث تمثل ذروة مسلسل عنف متصاعد تقوده جماعات استيطانية متطرفة، أبرزها "شباب التلال"، التي لم تعد تستهدف الفلسطينيين وحدهم، بل تطال رموز السلطة الإسرائيلية ذاتها.
من نداء شارون إلى "احتلال التلال"
تعود نشأة "شباب التلال" إلى عام 1998، عندما أطلق وزير الطاقة في حكومة بنيامين نتنياهو الأولى، أرئيل شارون، نداءً علنياً دعا فيه إلى "احتلال أعالي الجبال والتلال في الضفة الغربية" لتعطيل مسار التسوية الفلسطينية.
ومنذ ذلك الحين، تطورت المجموعة تحت قيادة متطرفين مثل آبري ران ومائير برتلر وإيتي زار. يعيش أفرادها بين المستوطنات القانونية والبؤر الاستيطانية غير المرخصة، وينطلقون منها لمهاجمة القرى الفلسطينية المجاورة. وقد نفذت المجموعة على مدى عقود هجمات متكررة شملت القتل وإحراق المساجد والكنائس والمنازل والمزارع، وسط صمت رسمي شبه كامل.
نقطة التحول بالهجوم على الجيش
خلال الأسبوع الماضي، بلغ التحدي ذروته عندما هاجم مستوطنون جنوداً إسرائيليين في عدة مواقع، وكتبوا على جدران المنشأة العسكرية المحروقة في رام الله: "هذا ثمن خيانة الجنود".
ووفقاً لهيئة البث الإسرائيلية "كان"، فإن الهجوم نفذته عناصر من "شباب التلال" رداً على محاولات الجيش كبح اعتداءاتهم على الفلسطينيين. هذه الحادثة دفعت وزير الدفاع يسرائيل كاتس إلى عقد اجتماع طارئ مع قادة المنطقة الوسطى وشرطة "يهودا والسامرا" (الاسم الإسرائيلي للضفة الغربية)، حيث صرح: "لن نسمح بحوادث خطيرة من هذا النوع، وسنشكل هيئة مشتركة بقيادة الشرطة بالتعاون مع الجيش والشين بيت لمكافحة هذه الظاهرة".
سياسة الكيل بمكيالين
رغم حزم كاتس المفاجئ، فإن صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية كشفت تناقضاً صارخاً في موقف الحكومة، بينما سارعت السلطات إلى إدانة الاعتداء على الجنود، لم تصدر أي إدانة رسمية للهجوم الذي نفذه المستوطنون ضد الفلسطينيين في الأسبوع ذاته.
وأشارت الصحيفة إلى أن "سياسة الإفلات من العقاب غذت شعور المستوطنين بالحصانة، حتى تجرأوا على مهاجمة من يفترض أنهم حماة أمنهم". هذا التناقض ليس جديداً؛ فقبل أشهر، ألغى كاتس قرار سلفه يوآف غالانت باعتقال مهاجمي الفلسطينيين إدارياً، وصرح علناً أن هجماتهم "ليست إرهاباً".
شبكات تطرف دولية وعقوبات مزيفة
لا تقتصر الظاهرة على "شباب التلال"، بل تمتد إلى عشرات الجماعات مثل حركة "نحالا" (المتخصصة في توسيع البؤر الاستيطانية)، و"أمان" (الراعية لإقامة مستوطنات جديدة)، و"تنظيم تمرد" (المنبثق عن "شباب التلال" والمسؤول عن حرق عائلة دوابشة في دوما).
وقد فرضت الولايات المتحدة في عهد جو بايدن عقوبات على 17 فرداً و16 كياناً مرتبطين بهذه الجماعات، بما في ذلك قادة مثل دانييلا فايس (أم المستوطنين) ومنظمة "لهافا" (أكبر منظمة عنيفة تضم 10 آلاف عضو).
لكن الرئيس دونالد ترامب ألغى هذه العقوبات فور توليه الرئاسة عام 2025، بينما فرضت بريطانيا وكندا وأستراليا عقوبات مماثلة على وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش لدورهما في "تحريض العنف".
تمرد داخل صفوف المجتمع الإسرائيلي
بحسب تحليل "هآرتس"، فإن العنف المدعوم رسمياً ضد الفلسطينيين فتح الباب لتمرد داخل صفوف المجتمع الإسرائيلي نفسه، فيما حذرت من أن "غياب المحاسبة سيدفع هذه الجماعات إلى مزيد من التمرد، خاصة بعد أن أدركت أن بوسعها ضرب مؤسسات الدولة دون عقاب".
ورغم ذلك، يبدو خطاب رئيس الوزراء نتنياهو متناقضاً؛ فبينما طالب "بإنزال العقوبات بمهاجمي الجنود"، أكد في الوقت ذاته أن "حفنة من العنيفين لا تشوه سمعة مجتمع المستوطنين بأكمله" – وهو التبرير ذاته الذي ترفضه الحكومة عندما يُستخدم دفاعاً عن العنف الفلسطيني.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

من حماية المستوطنين إلى استهدافهم.. إسرائيل تفقد السيطرة على أبنائها المتطرفين
من حماية المستوطنين إلى استهدافهم.. إسرائيل تفقد السيطرة على أبنائها المتطرفين

تحيا مصر

timeمنذ 9 ساعات

  • تحيا مصر

من حماية المستوطنين إلى استهدافهم.. إسرائيل تفقد السيطرة على أبنائها المتطرفين

في مشهد ينذر بتحول خطير، هاجم مستوطنون إسرائيليون منشأة عسكرية تابعة للجيش في رام الله بالضفة الغربية مؤخراً، وأحرقوها بعد كتابة شعارات تهدد بالانتقام من الجنود أنفسهم. حوادث تمثل ذروة مسلسل عنف متصاعد تقوده جماعات استيطانية متطرفة، أبرزها "شباب التلال"، التي لم تعد تستهدف الفلسطينيين وحدهم، بل تطال رموز السلطة الإسرائيلية ذاتها. من نداء شارون إلى "احتلال التلال" تعود نشأة "شباب التلال" إلى عام 1998، عندما أطلق وزير الطاقة في حكومة بنيامين نتنياهو الأولى، أرئيل شارون، نداءً علنياً دعا فيه إلى "احتلال أعالي الجبال والتلال في الضفة الغربية" لتعطيل مسار التسوية الفلسطينية. ومنذ ذلك الحين، تطورت المجموعة تحت قيادة متطرفين مثل آبري ران ومائير برتلر وإيتي زار. يعيش أفرادها بين المستوطنات القانونية والبؤر الاستيطانية غير المرخصة، وينطلقون منها لمهاجمة القرى الفلسطينية المجاورة. وقد نفذت المجموعة على مدى عقود هجمات متكررة شملت القتل وإحراق المساجد والكنائس والمنازل والمزارع، وسط صمت رسمي شبه كامل. نقطة التحول بالهجوم على الجيش خلال الأسبوع الماضي، بلغ التحدي ذروته عندما هاجم مستوطنون جنوداً إسرائيليين في عدة مواقع، وكتبوا على جدران المنشأة العسكرية المحروقة في رام الله: "هذا ثمن خيانة الجنود". ووفقاً لهيئة البث الإسرائيلية "كان"، فإن الهجوم نفذته عناصر من "شباب التلال" رداً على محاولات الجيش كبح اعتداءاتهم على الفلسطينيين. هذه الحادثة دفعت وزير الدفاع يسرائيل كاتس إلى عقد اجتماع طارئ مع قادة المنطقة الوسطى وشرطة "يهودا والسامرا" (الاسم الإسرائيلي للضفة الغربية)، حيث صرح: "لن نسمح بحوادث خطيرة من هذا النوع، وسنشكل هيئة مشتركة بقيادة الشرطة بالتعاون مع الجيش والشين بيت لمكافحة هذه الظاهرة". سياسة الكيل بمكيالين رغم حزم كاتس المفاجئ، فإن صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية كشفت تناقضاً صارخاً في موقف الحكومة، بينما سارعت السلطات إلى إدانة الاعتداء على الجنود، لم تصدر أي إدانة رسمية للهجوم الذي نفذه المستوطنون ضد الفلسطينيين في الأسبوع ذاته. وأشارت الصحيفة إلى أن "سياسة الإفلات من العقاب غذت شعور المستوطنين بالحصانة، حتى تجرأوا على مهاجمة من يفترض أنهم حماة أمنهم". هذا التناقض ليس جديداً؛ فقبل أشهر، ألغى كاتس قرار سلفه يوآف غالانت باعتقال مهاجمي الفلسطينيين إدارياً، وصرح علناً أن هجماتهم "ليست إرهاباً". شبكات تطرف دولية وعقوبات مزيفة لا تقتصر الظاهرة على "شباب التلال"، بل تمتد إلى عشرات الجماعات مثل حركة "نحالا" (المتخصصة في توسيع البؤر الاستيطانية)، و"أمان" (الراعية لإقامة مستوطنات جديدة)، و"تنظيم تمرد" (المنبثق عن "شباب التلال" والمسؤول عن حرق عائلة دوابشة في دوما). وقد فرضت الولايات المتحدة في عهد جو بايدن عقوبات على 17 فرداً و16 كياناً مرتبطين بهذه الجماعات، بما في ذلك قادة مثل دانييلا فايس (أم المستوطنين) ومنظمة "لهافا" (أكبر منظمة عنيفة تضم 10 آلاف عضو). لكن الرئيس دونالد ترامب ألغى هذه العقوبات فور توليه الرئاسة عام 2025، بينما فرضت بريطانيا وكندا وأستراليا عقوبات مماثلة على وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش لدورهما في "تحريض العنف". تمرد داخل صفوف المجتمع الإسرائيلي بحسب تحليل "هآرتس"، فإن العنف المدعوم رسمياً ضد الفلسطينيين فتح الباب لتمرد داخل صفوف المجتمع الإسرائيلي نفسه، فيما حذرت من أن "غياب المحاسبة سيدفع هذه الجماعات إلى مزيد من التمرد، خاصة بعد أن أدركت أن بوسعها ضرب مؤسسات الدولة دون عقاب". ورغم ذلك، يبدو خطاب رئيس الوزراء نتنياهو متناقضاً؛ فبينما طالب "بإنزال العقوبات بمهاجمي الجنود"، أكد في الوقت ذاته أن "حفنة من العنيفين لا تشوه سمعة مجتمع المستوطنين بأكمله" – وهو التبرير ذاته الذي ترفضه الحكومة عندما يُستخدم دفاعاً عن العنف الفلسطيني.

مسؤول إسرائيلي: مقترح تبادل الأسرى يشمل ضمانات قوية لإنهاء الحرب دون تعهد نهائي
مسؤول إسرائيلي: مقترح تبادل الأسرى يشمل ضمانات قوية لإنهاء الحرب دون تعهد نهائي

الطريق

timeمنذ 11 ساعات

  • الطريق

مسؤول إسرائيلي: مقترح تبادل الأسرى يشمل ضمانات قوية لإنهاء الحرب دون تعهد نهائي

الأربعاء، 2 يوليو 2025 01:35 مـ بتوقيت القاهرة أفاد مسؤول إسرائيلي، اليوم الأربعاء، بأن الخطوط العريضة لمقترح تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة تتضمن ضمانات قوية لإنهاء الحرب، لكنها لا تصل إلى مستوى الالتزام القاطع بإنهائها. وفي تصريح نقلته صحيفة "هآرتس" العبرية، قال المسؤول – الذي لم يُكشف عن اسمه – إن الوثيقة الأخيرة التي ردّ عليها وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر بالإيجاب، تُظهر أن إسرائيل أبدت مرونة تجاه حركة "حماس" في عدد من النقاط الخلافية. وأشار المسؤول إلى أن المقترح الحالي، الذي نال موافقة مبدئية من الجانب الإسرائيلي، يتضمن ضمانات تُعدّ الأقوى حتى الآن من حيث إمكانية إنهاء العمليات العسكرية في غزة، دون تقديم التزام نهائي أو توقيت واضح لوقف الحرب. وتأتي هذه التطورات عقب تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نشرها الثلاثاء عبر منصة "تروث سوشيال"، زعم فيها أن إسرائيل وافقت على شروط وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا في القطاع، في إطار اتفاق أوسع يتضمن ترتيبات إنسانية وأمنية. ويُنتظر أن تتواصل المفاوضات خلال الأيام المقبلة في ضوء هذه المؤشرات الجديدة، وسط ترقب داخلي وإقليمي لما قد تسفر عنه المبادرة من نتائج ملموسة على الأرض.

تسريبات : وقف الحرب مع غزة يتزامن مع إعلان تاريخي للسلام بين سوريا وإسرائيل
تسريبات : وقف الحرب مع غزة يتزامن مع إعلان تاريخي للسلام بين سوريا وإسرائيل

أهل مصر

timeمنذ 11 ساعات

  • أهل مصر

تسريبات : وقف الحرب مع غزة يتزامن مع إعلان تاريخي للسلام بين سوريا وإسرائيل

كشفت صحيفة 'هآرتس' العبرية، مساء الثلاثاء، عن مخطط قيد التباحث لإنهاء الحرب في غزة، قد يتضمن 'تعويضات سياسية' لإسرائيل. ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية وأمريكية وخليجية أن هذه التعويضات تهدف إلى تليين موقف وزراء اليمين المتطرف في حكومة بنيامين نتنياهو، الذين يُتوقع أن يعارضوا أي اتفاق يتضمن وقفًا للحرب. قد تشمل هذه 'التعويضات السياسية' محادثات بين إسرائيل و عائلات الأسرى الإسرائيليين: حان وقت إنهاء الحرب من جانبها، اعتبرت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، الثلاثاء، أن تصريحات ترامب بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار تحمل رسالة واضحة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن 'الوقت حان لإنهاء الحرب'. وفي بيان نشرته عبر منصة 'إكس'، قالت عائلات الأسرى: 'حين يعرب ترامب عن أمله إعلان وقف إطلاق النار هذا الأسبوع، فإنه يبعث برسالة إلى رئيس الوزراء نتنياهو مفادها أن الوقت قد حان لإنهاء الحرب'. وأضافت العائلات أن 'حان وقت التحرك الآن'، مؤكدة أنه 'لا ينبغي للجنود أن يدفعوا حياتهم ثمنًا لدوافع تافهة' تخص حكومة نتنياهو. وتؤكد المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى أن نتنياهو يواصل الحرب استجابة للجناح اليميني المتطرف في حكومته، لتحقيق مصالح سياسية شخصية، ولا سيما استمراره في السلطة. واختتمت العائلات بيانها بالقول: 'ولى زمن الصفقات الجزئية'، مشددة على ضرورة عدم ترك أي من الأسرى، أحياء أو أمواتًا، في غزة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store