
ترامب: إسرائيل وافقت على "الشروط اللازمة" لإبرام هدنة في غزة لمدة 60 يوماً
وأشار ترامب إلى أنّ القاهرة والدوحة ستعملان على إنجاز الصياغة النهائية لهذا المقترح.
"آمل، لمصلحة الشرق الأوسط، أن تقبل حماس بهذا الاتفاق، لأن الوضع لن يتحسن، بل سيزداد سوءا"، يضيف ترامب.
وجاء في منشور ترامب عبر منصته تروث سوشال عقب اجتماع بين مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين في واشنطن أن "إسرائيل وافقت على الشروط اللازمة لإبرام وقف لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، وخلال هذه المدة سنعمل مع كل الأفرقاء من أجل إنهاء الحرب".
EPA
ومنذ ساعات، أكد ترامب أنه سيكون "حازماً جداً" مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بغية التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وذلك قبل أيام من استقباله نتنياهو في واشنطن.
وجاء حديث ترامب، خلال رده على سؤال عن الموقف الذي سيعتمده إزاء نتنياهو خلال زيارته المرتقبة الإثنين لواشنطن.
وقال نتنياهو في مستهل اجتماع حكومي الثلاثاء، إن "الاستفادة من النجاح لا تقل أهمية عن تحقيق النجاح نفسه".
من جانبه، قال القيادي في حماس طاهر النونو لفرانس برس إن الحركة "جادَّة وجاهزة للوصول إلى اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى".
وأضاف النونو أن القائمين على المفاوضات "مستعدون للموافقة على أي مقترح في حال كان هذا المقترح يؤدي إلى إنهاء الحرب، أي وقف دائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من القطاع".
نسخة "محسّنة"
وأجرى وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر مباحثات في واشنطن الثلاثاء مع عدد من كبار المسؤولين في البيت الأبيض.
وقال مسؤول إسرائيلي إنه من المقرر أن يجتمع ديرمر الثلاثاء مع المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو ونائب الرئيس جيه دي فانس.
وتحدث مصدر مطّلع على مسار مفاوضات وقف إطلاق النار عن احتمالات حقيقية لتحقيق"اختراق قريب" فيها وأنه قد تصدر من واشنطن تصريحات رسمية عن استئناف المفاوضات خلال الأيام المقبلة، وفق ما نقلت القناة 12 الإسرائيلية.
وكشف المصدر أن النقاشات تتركّز حالياً حول انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية، والصياغات التي ستُقدَّم لحركة حماس بشأن "إنهاء الحرب".
والمقترح المطروح حالياً هو نسخة "محسّنة" من خطة ويتكوف، وتشمل في مرحلتها الأولى إطلاق سراح 8 رهائن إسرائيليين أحياء، يتبعهم اثنان آخران في اليوم الخمسين.
كما تُبذل جهود لصياغة بند يمنح حماس ضمانات بعدم استئناف الحرب من قِبل إسرائيل، من دون أن يتضمّن إنهاء رسمياً للحرب.
توسيع العمليات
Reuters
الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي توسيع نطاق عملياته في غزة.
وجاء تكثيف العمليات بعد تزايد المطالبات بوقف إطلاق النار في الحرب المستمرة منذ نحو 21 شهراً.
وقال الجيش في بيان منفصل صباح الثلاثاء إنه "وسّع نطاق عملياته إلى مناطق إضافية داخل قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة، وقضى على عشرات المسلّحين، وفكّك مئات من مواقع البنية التحتية الإرهابية فوق الأرض وتحتها".
وقال رأفت حلس (39 عاماً) من حي الشجاعية في مدينة غزة إنّ "القصف والغارات تضاعفوا في الأسبوع الأخير"، وإن الدبابات "مستمرة في التوغل".
وأفاد عامر دلول (44 عاما) من مدينة غزة أيضا بتصاعد حدة الاشتباكات. وقال لفرانس برس إنه اضطر هو وعائلته إلى الفرار من حيث كانوا فجر الثلاثاء لأن "إطلاق النار وصل إلى الخيمة وصرنا معرضين للموت بأي لحظة".
وفي مدينة رفح جنوبا، قال محمد عبد العال (41 عاماً) إن "الدبابات موجودة في معظم رفح، لا أحد يستطيع الوصول إلى معظم مناطق رفح خاصة الشرقية لأن الجيش يطلق النار فوراً".
Reuters
أفاد الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل بأن 16 شخصاً على الأقل قتلوا بنيران إسرائيلية أثناء انتظارهم المساعدات.
وردّا على استفسار لفرانس برس، قال الجيش إن قواته "أطلقت طلقات تحذيرية لإبعاد مشتبه بهم اقتربوا من القوات"، مشيرا إلى أنه ليس على علم بوقوع إصابات لكنّه سيدقّق في الحادث.
الاثنين، طالبت مجموعة تضم 169 منظمة إغاثية بوقف آلية توزيع المساعدات من قبل "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، وذلك بعد التقارير شبه اليومية عن مقتل فلسطينيين قرب مراكزها منذ بدء عملياتها أواخر مايو/أيار الماضي.
ودعت المنظمات للعودة إلى آلية إيصال المساعدات التي كانت تقودها الأمم المتحدة حتى مارس/آذار، حين أطبقت إسرائيل حصارها على القطاع.
وسمحت إسرائيل بدخول كميات ضئيلة من المساعدات بعد نحو شهرين من ذلك، وتوزّعها "مؤسسة غزة الإنسانية" التي رفضت المنظمات الدولية التعاون معها.
من جانبها، نفت المؤسسة مسؤوليتها عن القتلى قرب نقاط التوزيع، وهو ما يناقض أقوال شهود والدفاع المدني.
وأعرب الصليب الأحمر عن "قلق عميق" إزاء توسيع الجيش الإسرائيلي عملياته.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان إنها تشعر "بقلق عميق إزاء تصاعد الأعمال العدائية في مدينة غزة وفي جباليا (شمال)، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين خلال الساعات الست والثلاثين الماضية".
من جهة أخرى، أكد الجيش الإسرائيلي الثلاثاء أن الغارة التي شنتها مقاتلاته على استراحة ومقهى إنترنت الاثنين وقال إنها استهدفت "عددا من إرهابيي حماس"، تخضع لـ "المراجعة".
وكان الدفاع المدني أعلن الاثنين أن قصفاً جوياً إسرائيلياً أوقع 24 قتيلاً وعشرات الجرحى في استراحة كانت مكتظة بالعشرات على شاطئ مدينة غزة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 4 ساعات
- شفق نيوز
من أفغانستان إلى إيران: هل تنجح التدخلات العسكرية الأمريكية؟
أثار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الجدل في مايو/أيار 2025، حينما وجّه انتقادات لاذعة لسياسات التدخل الخارجي التي تبناها أسلافه في البيت الأبيض. وقال ترامب آنذاك: "في نهاية المطاف، من يُطلق عليهم بناة الأمم دمّروا أمماً أكثر مما بنوها"، في إشارة واضحة إلى الغزو الأمريكي المثير للجدل للعراق عام 2003. وأضاف: "المتدخلون تدخلوا في مجتمعات معقدة لم يفهموها". رأى بعض المحللين في تصريحاته، التي جاءت خلال زيارة إلى العاصمة السعودية الرياض، تلميحاً إلى أن التدخل الأمريكي في شؤون المنطقة قد أصبح من الماضي في عهد ترامب الثاني. لكن بعد أكثر من شهر بقليل، شنت الولايات المتحدة هجوماً على ثلاث منشآت نووية إيرانية، لتُجر واشنطن مجدداً إلى جولة جديدة من الصراع بين إيران وإسرائيل. سعت الولايات المتحدة – ومعها إسرائيل – من خلال هذا الهجوم إلى القضاء على الطموحات النووية الإيرانية. وقال ترامب عقب الضربة مباشرة: "كان هدفنا تدمير قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم ووقف التهديد النووي الذي تمثله الدولة الراعية الأولى للإرهاب في العالم". لكن التاريخ يُظهر أن التدخلات الغربية في الخارج لم تسر دائماً كما كان مخططاً لها. يقول الكاتب اللبناني الأمريكي، فواز جرجس، أستاذ سياسات الشرق الأوسط والعلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، إن التدخل الأمريكي ظل ثابتاً في علاقات الشرق الأوسط الدولية منذ أواخر أربعينيات القرن الماضي. وأضاف جرجس، مؤلف كتاب "ما الذي حدث حقاً؟ الغرب وفشل الديمقراطية في الشرق الأوسط"، في حديثه لبي بي سي: "الضربات الجوية الأمريكية الأخيرة ضد إيران مثال واضح آخر على تلك السياسة". فأين تدخّلت الولايات المتحدة أيضاً؟ وما الذي حدث بعد ذلك؟ انقلاب إيران في عام 1953، أُطيح برئيس الوزراء الإيراني المنتخب ديمقراطياً، محمد مصدق، في انقلاب قادته المؤسسة العسكرية الإيرانية بدعم مباشر من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. كان مصدق وصل إلى السلطة قبلها بعامين فقط، متعهداً بتأميم احتياطيات النفط الإيرانية الهائلة. لكن هذا التوجه، إلى جانب ما بدا أنه تهديد شيوعي، أثار قلق لندن وواشنطن اللتين كانت اقتصادهما بعد الحرب العالمية الثانية يعتمد بشكل كبير على النفط الإيراني. وُصِف الانقلاب في البداية بأنه انتفاضة شعبية تهدف لإعادة الشاه محمد رضا بهلوي إلى الحكم، لكنه كان مدعوماً من قبل أجهزة الاستخبارات البريطانية والأمريكية. وفي عام 2000، تحدثت وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك، مادلين أولبرايت، علناً عن الدور الأمريكي في الانقلاب. وفي 2009، أقر الرئيس الأمريكي آنذاك، باراك أوباما، في خطاب ألقاه في القاهرة، بدور واشنطن في ما حدث. ثم في عام 2013، وبعد مرور 60 عاماً على الانقلاب، نشرت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، وثائق تعترف فيها لأول مرة بدورها المباشر في الانقلاب. وجاء في إحدى هذه الوثائق التي نشرها أرشيف الأمن القومي: "الانقلاب العسكري، نُفّذ بتوجيه من وكالة الاستخبارات المركزية كعمل من أعمال السياسة الخارجية الأمريكية". ويؤكد جرجس أن الصراع الحالي بين الولايات المتحدة وإيران يعود جذوره إلى هذا التدخل السري. ويقول: "لم يغفر الإيرانيون للولايات المتحدة أبداً إسقاط رئيس وزراء شرعي منتخب ديمقراطياً، وتنصيب دكتاتور قاسٍ – شاه إيران – حاكماً مطلقاً للبلاد". ويضيف: "العداء الأمريكي في إيران اليوم يرجع إلى تحميل النخبة السياسية هناك الولايات المتحدة مسؤولية تغيير مسار السياسة الإيرانية". كما يشير جرجس إلى أن واشنطن حاولت أيضاً التأثير على سياسات الرئيس المصري جمال عبد الناصر داخل بلاده وتغيير مسار مشروعه القومي، لكنها لم تنجح كثيراً. الدعم الأمريكي للإسلاميين في أفغانستان في عام 1979، غزت القوات السوفيتية أفغانستان لدعم الحكومة الشيوعية المتهالكة التي تولّت السلطة قبل ذلك بعام واحد. وسرعان ما واجه السوفييت حركة مقاومة إسلامية تُعرف باسم "المجاهدين". تكونت هذه الحركة من جهاديين إسلاميين متطرفين يعارضون الحكومة الشيوعية، وكانت تحظى بدعم الولايات المتحدة وباكستان والصين والسعودية ودول أخرى. وخلال الحرب الباردة، كانت واشنطن من أكبر مورّدي الأسلحة والتمويل لأفغانستان، بهدف تقويض الأهداف السوفيتية هناك. وبحسب وثائق رفعت عنها السرية وتحقيقات صحفية وشهادات ظهرت لاحقاً، سعت الولايات المتحدة إلى استدراج الاتحاد السوفيتي إلى "مستنقع" أفغاني يستنزف الأرواح والموارد، كما حدث للجيش الأمريكي في حرب فيتنام. أُطلق على المهمة اسم "عملية الإعصار"، ووصفتها الصحافة آنذاك بأنها "أكبر عملية سرية في تاريخ وكالة الاستخبارات المركزية". واستقبل الرئيس الأمريكي آنذاك، رونالد ريغان، وفداً من قادة الجهاد في مكتبه البيضاوي. وبعد توقيع اتفاقيات جنيف في 1988، بدأ الزعيم السوفيتي ميخائيل غورباتشوف في سحب قواته من أفغانستان، وانتهى الانسحاب مطلع عام 1989. لكن سرعان ما غرقت البلاد في حرب أهلية بين فصائل متنازعة وحكومة ضعيفة سرعان ما انهارت بعد أن فقدت الدعم السوفيتي. ومن وسط ركام تلك الحرب، ظهرت حركة طالبان التي تبنت تفسيراً متشدداً للشريعة الإسلامية. وكثير من قادة الحركة كانوا قد قاتلوا في صفوف المجاهدين وتلقوا أسلحة أمريكية. وبعد نهاية الحرب السوفيتية الأفغانية، أسس مجموعة من قدامى المحاربين الأفغان تنظيم القاعدة لنقل الصراع الجهادي خارج أفغانستان. ووفرت طالبان لهذا التنظيم وزعيمه أسامة بن لادن ملاذاً آمنًا للتخطيط لهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة. ويقول الدكتور وليد حزبون، أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة ألاباما، إن معظم التدخلات الأمريكية في المنطقة خلال الحرب الباردة كانت بمثابة "جهود لتحقيق التوازن"، مضيفاً: "كانت تهدف إلى مواجهة أي قوة سياسية تعارض مصالح الولايات المتحدة وحلفائها". وأشار حزبون إلى أن التدخل الأمريكي في حرب الخليج (1990-1991) يُعد مثالاً على ذلك، قائلاً: "كان الهدف منه مواجهة الغزو العراقي للكويت واستعادة سيادتها. وبعد نهاية الحرب الباردة، بدأت مناقشات بين صناع القرار الأمريكيين وقادة المنطقة حول سبل معالجة الاحتياجات الأمنية المشتركة". لكن حزبون يرى أن نهجاً مختلفاً بدأ في عهد إدارة كلينتون. "كان الهدف هو تنظيم بنية أمنية تخدم المصالح الأمريكية ورؤيتها للنظام الإقليمي"، موضحاً أن هذا النهج شمل دفع عملية السلام وتطبيع العلاقات العربية مع إسرائيل، من جهة، واحتواء إيران والعراق عبر الوسائل العسكرية والعقوبات، من جهة أخرى. وغالباً ما اقترن التدخل الأمريكي بدعم غير مشروط لإسرائيل، بحسب تصريحات عدة قادة أمريكيين. ومنذ الحرب العالمية الثانية، كانت إسرائيل أكبر مستفيد من المساعدات الخارجية الأمريكية، حيث تلقت مليارات الدولارات سنوياً. العودة إلى أفغانستان لمحاربة طالبان في أكتوبر/تشرين الأول 2001، قادت الولايات المتحدة غزو أفغانستان، بهدف طرد طالبان ودعم الديمقراطية والقضاء على تهديد تنظيم القاعدة عقب هجمات سبتمبر/أيلول. وسرعان ما سيطرت القوات الأمريكية على العاصمة كابل. وفي عام 2003، بدأت قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) مهامها في القتال وتدريب القوات الأمنية الأفغانية. وبعد ثلاث سنوات، تولّت حكومة أفغانية جديدة الحكم. لكن هجمات طالبان الدامية استمرت. وفي عام 2009، أعلن الرئيس الأمريكي آنذاك، باراك أوباما، عن تعزيزات عسكرية دفعت طالبان إلى التراجع مؤقتاً. لكن في 2014، وهو العام الأكثر دموية منذ بدء الحرب، أنهت قوات الناتو مهمتها، وسلّمت المسؤولية الأمنية إلى الجيش الأفغاني، لتعود طالبان إلى التقدم والسيطرة على مزيد من الأراضي. وفي العام التالي، شنّت الحركة سلسلة من الهجمات الانتحارية، واستهدفت مبنى البرلمان ومواقع قرب مطار كابل. وفي أبريل/نيسان 2021، قررت إدارة الرئيس جو بايدن سحب القوات الأمريكية من أفغانستان، بعد 20 عاماً من الغزو. وكانت خطوة مثيرة للجدل أدت إلى سقوط كابل سريعاً في أيدي طالبان، في مشهد أعاد إلى الأذهان ما حدث في سايغون عام 1975. ووصفت عضوة الكونغرس الجمهورية إليس ستيفانيك ذلك الحدث بأنه "سايغون بايدن"، وقالت على وسائل التواصل: "فشل كارثي على الساحة الدولية لن يُنسى أبداً". واستولت طالبان بعد ذلك على معدات عسكرية معظمها بتمويل أمريكي، بحسب مسؤول أفغاني سابق تحدث للبي بي سي بشرط عدم الكشف عن هويته. وأشار تقرير أممي صدر في 2023 إلى أن الحركة سمحت لقادتها المحليين بالاحتفاظ بـ 20 في المئة من الأسلحة الأمريكية المصادرة، مما أدى إلى ازدهار السوق السوداء. غزو العراق في أغسطس/آب 1990، اجتاحت القوات العراقية بقيادة الرئيس صدام حسين الكويت، وقتلت المئات ممن حاولوا التصدي للهجوم وأجبرت الحكومة الكويتية على اللجوء إلى السعودية. ويرى كثيرون أن هذه اللحظة شكّلت بداية فترة طويلة من الاضطراب في تاريخ الشرق الأوسط. وبعد تحذيرات عدة وقرار من مجلس الأمن، أطلقت الولايات المتحدة، بدعم من بريطانيا والسعودية، أكبر تحالف عسكري منذ الحرب العالمية الثانية لطرد القوات العراقية في 17 يناير/كانون الثاني 1991. وفي وقت لاحق، أصدر مجلس الأمن القرار 687 الذي طالب العراق بتدمير كل أسلحته للدمار الشامل – وهي تشمل الأسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية والصواريخ الباليستية بعيدة المدى. وفي عام 1998، علّق العراق تعاونه مع مفتشي الأمم المتحدة، وبعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول، بدأ الرئيس جورج دبليو بوش بالتخطيط لغزو العراق. اتهم بوش صدام حسين بامتلاك أسلحة دمار شامل، واعتبر العراق جزءاً من "محور الشر" إلى جانب إيران وكوريا الشمالية. وفي عام 2003، قال وزير الخارجية الأمريكي، آنذاك، كولن باول، أمام الأمم المتحدة إن العراق يمتلك "مختبرات متنقلة" لإنتاج أسلحة بيولوجية. لكنه عاد ليقول في 2004 إن الأدلة "لا تبدو قوية جداً". شاركت بريطانيا وأستراليا وبولندا في الغزو، لكن العديد من الدول، منها ألمانيا وكندا وفرنسا والمكسيك، عارضته. وقال وزير الخارجية الفرنسي، آنذاك، دومينيك دو فيلبان، إن التدخل العسكري سيكون "أسوأ حل ممكن"، بينما رفضت تركيا، عضو الناتو وجارة العراق، السماح باستخدام قواعدها الجوية. وقال حزبون لبي بي سي إن الولايات المتحدة كانت تسعى لتغيير النظام وفرض رؤيتها الخاصة للأمن في المنطقة. وفي الذكرى العشرين للغزو، كتب محرر الشؤون الدولية في بي بي سي، جيريمي بوين، أن الغزو كان كارثياً على العراق وشعبه، قائلاً: "بدلًا من القضاء على أيديولوجية أسامة بن لادن والتطرف الجهادي، أدى الانفلات والفوضى التي أعقبت الغزو أدت إلى تكثيف العنف الجهادي". ومن عواقب الغزو الأخرى تجدد تنظيم القاعدة وتحوله إلى ما يُسمى الدولة الإسلامية. لا يُعرف بالضبط عدد العراقيين الذين قتلوا نتيجة غزو عام 2003. ووفقًا لأرقام مشروع إحصاء ضحايا العراق، وهو مبادرة لتسجيل وفيات المدنيين عقب الغزو، قُتل 209,982 مدنيًا عراقياً بين عامي 2003 و2022. وقال حزبون إن ما نحتاجه الآن هو أن تدعم الولايات المتحدة الجهود الإقليمية لتعزيز الأمن. وقال: "قد يكون من الأفضل خدمة المصالح العالمية للولايات المتحدة من خلال منطقة تعمل على تحقيق فهم مشترك للأمن بدلاً من فرض النظام من خلال القوة العسكرية الساحقة للولايات المتحدة وحلفائها".


شفق نيوز
منذ 5 ساعات
- شفق نيوز
"البنتاغون" تنتقد إدارة بايدن بشأن تزويد أوكرانيا بالأسلحة
شفق نيوز – واشنطن انتقدت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، الرئيس السابق جو بايدن بسبب ما اعتبرته "إفراطاً" في تزويد أوكرانيا بالأسلحة والمعدات العسكرية في حربها مع روسيا. واعتبر المتحدث باسم "البنتاغون" شون بارنيل، أن الولايات المتحدة كانت في عهد الرئيس السابق جو بايدن توزع الأسلحة "دون تفكير. لكن هذا الأمر اختلف مع وصول الرئيس الحالي دونالد ترامب". ورداً على سؤال الصحفيين "هل تعتقد أن إدارة بايدن فتحت الباب فعلياً أمام أوكرانيا وقالت لهم خذوا كل ما تريدون، دون مراقبة كميات الأسلحة المنقولة؟ هل هذا أحد الأسباب التي تدفعك لتفقد المخازن؟"، أجاب بارنيل: "أعتقد أنه في عهد إدارة بايدن، كنا نوزع الأسلحة والذخائر لفترة طويلة جدا دون حتى التفكير في الكميات التي نمتلكها". وأضاف "أرى أن الرئيس الجديد قد تم انتخابه لكي نتمكن من وضع بلدنا في المقام الأول وحماية وطننا. جزء من عملنا هو تقديم بيانات للرئيس تمكنه من تقييم كمية الذخائر المتوفرة لدينا حالياً وأين كنا نرسلها. عملية التحليل هذه تجري الآن". وفي يوم الثلاثاء الماضي، كشفت صحيفة "بوليتيكو" عن تعليق شحنات الذخائر والأسلحة الأمريكية إلى أوكرانيا بسبب استنفاد المخزونات الأمريكية. وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي لقناة "إن بي سي" قرار تعليق الإمدادات، مشيرة إلى أن هذا القرار يأتي لوضع المصالح الأمريكية في المقام الأول. من جانبه، علق المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف على أنباء تعليق الولايات المتحدة بعض شحنات الأسلحة إلى كييف بالقول: "كلما قلّت الأسلحة الموردة لأوكرانيا، اقتربنا أكثر من نهاية العملية العسكرية الخاصة".


وكالة الصحافة المستقلة
منذ 6 ساعات
- وكالة الصحافة المستقلة
هدنة غزة: ترامب يُغامر بورقة فلسطين بعد فشله في كبح إيران
المستقلة/- في خطوة مفاجئة وغير ممهدة إعلاميًا، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن توصُّل فريقه إلى اتفاق مع إسرائيل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 60 يومًا، في تحرك يبدو أنه يحمل طابعًا سياسيًا أكثر من كونه إنسانيًا، ويعكس أزمة إدارة واشنطن لملف الشرق الأوسط المتشابك. رهان ترامب الأخير: إنجاز في غزة بدل طهران ووفقًا لمصادر مقربة من دوائر صنع القرار في البيت الأبيض، فإن ترامب بدأ يراهن على ملف غزة كفرصة أخيرة لإحراز إنجاز خارجي ملموس، بعد فشل إدارته المتكرر في الوصول إلى تسوية شاملة مع إيران، سواء على صعيد الملف النووي أو النفوذ الإقليمي لطهران. إن التحرك المفاجئ نحو إعلان هدنة في غزة، دون أي تمهيد أو إشارة إلى وجود مفاوضات سابقة، يطرح تساؤلات خطيرة حول أهداف هذا الاتفاق، وهل هو بالفعل محاولة جادة لوقف نزيف الدم الفلسطيني، أم مجرد تكتيك انتخابي جديد يسعى ترامب من خلاله إلى استعادة صورته كصانع سلام في الشرق الأوسط، بعد أن تحوّلت وعوده السابقة إلى خيبات متتالية. تسوية مع إيران… حلم بعيد المنال تكشف المصادر نفسها أن إدارة ترامب كانت قد علّقت آمالًا كبيرة على الوصول إلى صفقة إقليمية شاملة مع إيران، تتجاوز مجرد الاتفاق النووي، إلى إعادة صياغة دور طهران الإقليمي، بما يضمن علاقات طبيعية بينها وبين جيرانها الخليجيين، بل وحتى مع إسرائيل. لكن تراجع فرص هذا السيناريو، نتيجة تعنت طهران وتردي أدوات الضغط الأميركية، دفع ترامب إلى إعادة ترتيب أولوياته في المنطقة، واختيار الملف الفلسطيني كورقة تفاوضية جديدة يمكن من خلالها تحقيق اختراق رمزي يُسوّق للداخل الأميركي والدولي. هل أصبح الدم الفلسطيني ورقة مساومة؟ من الواضح أن الهدنة المفاجئة في غزة لا تنبع من نضج رؤية أميركية جديدة لحل القضية الفلسطينية، بقدر ما هي انعكاس لحالة الإرباك الاستراتيجي التي تعيشها إدارة ترامب. لقد فشل في تطويق إيران، وعجز عن فرض واقع جديد في سوريا ولبنان، وها هو اليوم يُجرّب حظه مع غزة، ولكن بثمن لا يدفعه سوى الشعب الفلسطيني. خلاصة: ترامب يلعب في الوقت الضائع خطوة ترامب نحو هدنة غزة تثير تساؤلات أكثر مما تقدم من إجابات. فهل يبحث عن نصر دبلوماسي يُغطّي فشل العقوبات على إيران؟ أم أنها محاولة جديدة لتسجيل نقاط انتخابية؟ في كلتا الحالتين، يبدو أن الشرق الأوسط بات مسرحًا لمناورات سياسية أميركية، حيث الدماء تُستثمر، لا تُحترم.