كيف تتأثر شركات إيلون ماسك بـمغامراته السياسية؟
لطالما عُرف ماسك بنزعته التمردية وخروجه عن السائد، لكن تأسيس إعلانه عن حزب سياسي جديد يضعه الآن وجهاً لوجه أمام المؤسسة السياسية الأميركية بكل ثقلها وتاريخها.
ما يثير الجدل أكثر هو تداخل هذا الطموح السياسي مع موقع ماسك كمدير تنفيذي لعدة شركات عملاقة، في مقدمتها تسلا و سبيس إكس. إذ تتزايد المخاوف من أن يؤثر انخراطه في السياسة على تركيزه الإداري، وعلى ثقة المستثمرين واستقرار أعماله.
ماسك والسياسة.. ما هي أحدث التطورات؟
أعلن إيلون ماسك، في وقت متأخر من مساء السبت، عن تأسيس الحزب الأميركي في سلسلة من المنشورات على "إكس".
ماسك قال إنه "عندما يتعلق الأمر بإفلاس بلدنا بسبب الهدر والفساد، فإننا نعيش في نظام الحزب الواحد، وليس في ظل الديمقراطية"، معلناً تأسيس "حزب أميركا".
جاء ذلك بعدما أعلن عن أن المشاركين في استطلاع أجراه صوّتوا بأغلبية اثنين مقابل واحد لصالح إنشاء حزب جديد.
لم يُقدّم سوى تفاصيل قليلة عن هيكل مشروعه الجديد أو الجدول الزمني لإنشائه. إلا أن منشوراته السابقة أشارت إلى أنه سيُركّز على مقعدين أو ثلاثة في مجلس الشيوخ ، وثماني إلى عشر دوائر في مجلس النواب.
الملياردير الأميركي، الذي كان قد تم تعيينه في إدارة ترامب لخفض الإنفاق الفيدرالي من يناير إلى مايو، كان منتقداً صريحاً في الأيام الأخيرة لقانون ترامب للضرائب، والذي قال مكتب الميزانية في الكونغرس إنه سيزيد العجز الوطني بمقدار 3.3 تريليون دولار حتى عام 2034.
ما موقف ترامب؟
الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، الأحد، وصف قرار إيلون ماسك بتأسيس وتمويل حزب سياسي أميركي جديد بأنه "سخيف"، وقال في تصريحات للصحافيين المرافقين له في طريق عودته إلى البيت الأبيض من ناديه للغولف في نيوجيرسي: "لم تنجح الأحزاب الثالثة قط، لذا يمكنه أن يستمتع بها، لكنني أعتقد بأنها سخيفة".
وفي منشور له بعد ذلك عبر منصة "تروث سوشيال" كتب ترامب:
"أشعر بالحزن لرؤية إيلون ماسك ينحرف تماماً عن مساره، ويتحول إلى كارثة حقيقية خلال الأسابيع الخمسة الماضية".
إنه يريد تأسيس حزب سياسي ثالث، رغم أنهم (الأحزاب) لم ينجحوا قط في الولايات المتحدة.. الأمر الوحيد الذي تصنعه الأطراف الثالثة هو خلق اضطراب وفوضى عارمة".
ثم زعم ترامب أن ماسك كان مدفوعاً بالاستياء من خطته لإنهاء الدعم لتشجيع شراء السيارات الكهربائية.
اتهم ترامب ماسك أيضاً بالسعي إلى نفوذ غير مشروع من خلال مطالبته الرئيس بترشيح صديقه، لمنصب مدير ناسا.
كيف تتأثر شركات إيلون ماسك بمشاريعه السياسية؟
خبير العلاقات الاقتصادية الدولية، محمد الخفاجي، يقول لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"" إن الطموح السياسي المتصاعد لإيلون ماسك، وخاصة حديثه عن تأسيس حزب سياسي، يُثير مخاوف متزايدة لدى المستثمرين بشأن تأثير ذلك على أدائه التنفيذي وإدارة شركاته.
يبرز هذا القلق من خلال قرار شركة "أزوريا بارتنرز" تأجيل إطلاق صندوق استثماري مرتبط بشركة تسلا، مبررة ذلك بتعارض تأسيس الحزب مع مسؤوليات ماسك كرئيس تنفيذي بدوام كامل.
وأعلنت شركة الاستثمار"أزوريا بارتنرز"، التي كانت تعتزم إطلاق صندوق استثماري مرتبط بشركة تسلا التي يرأسها ماسك، أنها قررت تأجيل المشروع، معتبرة أن تأسيس الحزب يمثل "تضارباً مع مسؤوليات ماسك الكاملة كرئيس تنفيذي"، بحسب رويترز.
ويستطرد الخفاجي: ماسك معروف بتعدد مشاريعه، إذ يدير تسلا وسبيس إكس ونيورالينك وذا بورينج كومباني، ومنصة إكس (تويتر سابقاً)، وكلها تتطلب تركيزاً عالياً.. والانخراط في العمل السياسي قد يضاعف الضغط عليه، ويضعف كفاءة إدارته. وقد ظهر أثر هذا التشتت سابقاً، حيث تأثر أداء سهم تسلا سلباً نتيجة تركيز ماسك على تويتر عقب استحواذه عليها، ما أثار قلق الأسواق.
ووفق حسابات موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، فإن أسهم تسلا في وول ستريت تراجعت بنسبة 18.7 بالمئة تقريبا منذ تنصيب الرئيس دونالد ترامب في 20 يناير وحتى انتهاء مهمة ماسك في إدارة كفاءة الحكومة في 30 مايو وتوديعه رسمياً في المكتب البيضاوي.
ومنذ بداية العام الجاري وحتى تعاملات الاثنين 7 يوليو (وهي أول جلسة بعد إعلان ماسك عن إنشاء حزب سياسي) تبقى أسهم تسلا متراجعة بنحو 27 بالمئة. وانخفضت أسهم الشركة خلال الجلسة الأخيرة بنسبة 6.79 بالمئة.
وبالعودة لحديث الخفاجي، فإنه يشدد على أن انخفاض قيمة تويتر (إكس) السوقية والتغييرات الإدارية المتتالية داخل المنصة بعد استحواذ ماسك، عززت الشكوك حول قدرته على إدارة مشاريع متعددة بنفس الكفاءة. وفي ظل احتدام المنافسة مع شركات سيارات كهربائية أخرى، خصوصاً في السوق الصينية، فإن أي ضعف في تركيز ماسك يمنح المنافسين فرصة للتفوق.
من ناحية أخرى، قد تؤثر انخراطاته السياسية على قدرة شركاته على جذب أفضل الكفاءات، حيث يفضل بعض الموظفين بيئة عمل بعيدة عن الصراعات السياسية. وتدل خطوة "أزوريا" على أن الأسواق بدأت ترى في طموحات ماسك السياسية عاملاً قد يهدد استقرار شركاته.
وتعد تجربة ماسك في إدارة كفاءة الحكومة مؤشراً على تأثير طموحات الملياردير الأميركي السياسية ومشاريعه على أعماله وشركاته. وفي هذا السياق يشير تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية، إلى أن استطلاعات الرأي أظهرت أن عمل إدارة كفاءة الحكومة وماسك في تطبيق سياسات إنفاق وتخفيضات حادة في الوظائف داخل الحكومة الفيدرالية "لم يكن يحظى بشعبية كبيرة".
وهو ما ألمح إليه وزير الخزانة الأميركي مؤخراً، عندما ذكر أن المستثمرين في شركات ماسك - بما في ذلك شركة تسلا لصناعة السيارات الكهربائية ، التي تراجعت مبيعاتها خلال فترة وجوده بإدارة كفاءة الحكومة - طالبوا علنًا بقصر فترة عمله مع إدارة ترامب.
وقال سكوت بيسنت، يوم الأحد، إنه يتصور أن مجالس إدارة شركات إيلون ماسك لم تكن متحمسة لكشف الرئيس التنفيذي لشركة تسلا عن "حزب أميركا" الجديد.
وكان استطلاع رأي أجرته شبكة إن بي سي نيوز في مارس الماضي قد أظهر أن 46 بالمئة من الناخبين يرون أن إطلاق مشروع DOGE فكرة جيدة، بينما اعتبره 40 بالمئة سيئاً. ولكن عندما طُلب منهم لاحقاً تقييم مشاعرهم تجاه المشروع بشكل عام، كان لدى 47 بالمئة منهم رأي سلبي، مقارنةً بـ 41 بالمئة ممن أبدوا رأياً إيجابياً. وكان لدى 51 بالمئة رأي سلبي تجاه ماسك نفسه.
هل يواجه ماسك معضلة تضارب المصالح؟
من جانبه، يقول رئيس قسم الأسواق العالمية في شركة Cedra Markets، جو يرق، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إن:
قرارات إيلون ماسك ستكون لها تداعيات على شركة تسلا وشركاته الأخرى.
خطوة ماسك قد تؤثر سلباً على تركيزه في دوره التنفيذي، ذلك أن وقتاً وجهداً سيُستنزف من إدارته لتسلا وغيرها من الشركات.. وهو ما قد يقلق المستثمرين.
"حتى عند توليه مسؤوليات في وزارة الكفاءة، كانت هناك ضغوط من المستثمرين لتنحيه عن منصبه التنفيذي، وهذا ما يُرجّح أن يتكرر مع دخوله المشهد السياسي".
ووفق يرق، فإن "العقبات التنظيمية والرقابية المحتملة"؛ ذلك أن دخول ماسك في السياسة قد يثير علامات استفهام حول تضارب المصالح، مما يثير مخاوف المستثمرين ويؤثر على صورة المستهلكين تجاه شركاته.
ويحمّل هذه التطورات إلى وجود "تضارب مصالح واهتمام سياسي قد يقلل من ثقة الأسواق والهيئات التنظيمية"، مرجّحًا أن يكون لهذا الموضوع أثر سلبي ملموس، وأن يصبح محور نقاش عميق حول مستقبل شركاته ومكانته في الساحة الاقتصادية والسياسية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
ترامب يقر بصعوبة أزمة أوكرانيا وينتقد بوتين
أقر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، بأن مهمة حل الصراع في أوكرانيا كانت أكثر صعوبة مما يتوقع، وذلك غداة تعهّده بإرسال «مزيد من الأسلحة» إلى كييف، في وقت أكدت فيه وزارة الدفاع الروسية استمرار تقدم قواتها على كافة محاور القتال في أوكرانيا، وحذر الكرملين من أن تزويد كييف بالأسلحة لن يؤدّي سوى إلى إطالة أمد الحرب. وقال ترامب في اجتماع لحكومته في البيت الأبيض، تعليقاً على الصراع في أوكرانيا: «لقد اتضح أن الأمر أكثر صعوبة مما توقعت». وانتقد نظيره الروسي فلاديمير بوتين، على خلفية محادثات السلام في أوكرانيا، وألمح إلى رغبته في فرض عقوبات جديدة على موسكو. وقال ترامب إن «بوتين لم يقدم أي شيء لوقف الحرب في أوكرانيا حتى الآن، ولست سعيداً بما يفعله بوتين». وكان ترامب قد تعهد بإرسال المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا، مؤكداً أن الأمر يتعلق في المقام الأول بالأسلحة «الدفاعية». وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض «سيتعيّن علينا إرسال مزيد من الأسلحة - أسلحة دفاعية بالدرجة الأولى»، وأضاف أنّ الأوكرانيين «يتعرّضون لضربات قاسية جداً». وحذّر الكرملين، أمس، من أن تزويد أوكرانيا بالأسلحة لن يؤدّي سوى إلى إطالة أمد الحرب. وفي تعليق على تعهد ترامب، نقلت وكالات إعلام روسية عن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله خلال إحاطة إعلامية: «من الواضح بالطبع أن تدابير كهذه قد لا تتماشى مع مساعي التوصّل إلى تسوية سلمية». كما انتقد بيسكوف الدول الأوروبية جراء «مساهمتها على نحو فاعل في استمرار الأعمال العدائية» بالأسلحة المقدّمة إلى أوكرانيا. من جانبه، قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف تعليقاً على تعهد ترامب إن الرد الروسي سيتمثل بمواصلة العملية العسكرية وتحقيق أهدافها. وكتب مدفيديف في قناته على «تليغرام»: «يعود الأمريكي إلى ركوب أرجوحته السياسية المفضلة مرة أخرى». يأتي ذلك، بينما أعلن الجيش الروسي عن تقدم جديد على كافة محاور القتال في أوكرانيا، وتكبيد القوات الأوكرانية خسائر بشرية ومادية كبيرة خلال الساعات الماضية. وطبقاً لبيان وزارة الدفاع الروسية فقد عززت قوات «الشمال» مواقعها في مقاطعة سومي شمال شرق أوكرانيا، بينما تواصل قوات «دنيبر» تقدمها في مقاطعتي زابوروجيا وخيرسون جنوب أوكرانيا. كما أعلنت الوزارة تدمير مواقع للطاقة تدعم الصناعة العسكرية الأوكرانية، وإسقاط 4 قنابل «جادم» أمريكية موجهة. من جهة أخرى، استنكرت روسيا فرض بريطانيا عقوبات على قائد قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي الروسية، أليكسي رتيشيف، ونائبه، أندريه مارشينكو. وقالت السفارة الروسية في لندن «إن فرض لندن قيوداً عبثية على قيادة قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي الروسية هو إجراءٌ يُجرّم نفسه بنفسه بقدر ما هو غير مجدٍ»، معتبرة أن الإجراء البريطاني جاء لصرف النظر عن حالات موثقة لاستخدام القوات الأوكرانية مواد سامة. على صعيد آخر، قال مصدر حكومي إيطالي، أمس الثلاثاء، إن مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأوكرانيا كيث كيلوج سيحضر مؤتمراً للمساعدات الدولية بشأن أوكرانيا في روما يومي 10 و11 يوليو الحالي. ويهدف المؤتمر، وهو الرابع من نوعه منذ بدء الحرب في أوكرانيا بشكل أساسي إلى حشد الدعم الدولي لكييف. (وكالات)


البيان
منذ 2 ساعات
- البيان
إسرائيل وإيران.. هل تتجدد الحرب؟
وربما الأمريكية، لم تتحقق، مع وجود مؤشرات ميدانية وسياسية توحي بأن شبح المواجهة لم يبتعد، بل ربما يعيد ترتيب أوراقه استعداداً لجولة أشد عنفاً وخطورة. ويظهر لدى كل من يتابع هذا الملف الساخن أنه ما لم يفعل الردع المتبادل فعله في التأجيل، فإن الانفجار بات مسألة وقت.


صحيفة الخليج
منذ 2 ساعات
- صحيفة الخليج
ترامب: سأحضر نهائي كأس العالم للأندية
واشنطن - رويترز قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء، إنه سيحضر نهائي كأس العالم للأندية لكرة القدم يوم الأحد المقبل في إيست راذرفورد بنيوجيرسي في الوقت الذي أعلن فيه الاتحاد الدولي (الفيفا) افتتاح مكتب في برج ترامب في نيويورك. ويُنظر إلى كأس العالم الموسعة للأندية التي ينافس فيها مجموعة من أفضل الفرق في العالم على نطاق واسع على أنها بطولة تجريبية لكأس العالم للمنتخبات 2026، التي ستستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك بمشاركة 48 منتخباً وطنياً. وسيكون نهائي كأس العالم للأندية يوم الأحد في ملعب ميتلايف بمثابة استعراض لأجواء البطولة العام المقبل. وسيستضيف هذا الملعب الذي يعد معقلاً لفريقي نيويورك جيتس ونيويورك جاينتس المنافسين في دوري كرة القدم الأمريكية نهائي كأس العالم للمنتخبات 2026 أيضاً. وقال ترامب للصحفيين «سأحضر النهائي». تأتي هذه الأنباء بعد يوم واحد من إعلان رئيس الفيفا جياني إنفانتينو افتتاح مكتب تمثيلي في برج ترامب، حيث سيتم عرض كأس العالم للأندية هناك حتى المباراة النهائية. وقال إنفانتينو «تلقينا دعماً كبيراً من الحكومة ومن الرئيس ترامب من خلال فريق عمل البيت الأبيض لكأس العالم للأندية (حتى الآن) وكأس العالم لكرة القدم العام المقبل». ولم يبتعد ترامب عن الأضواء الرياضية خلال ولايته الثانية، إذ أصبح أول رئيس لا يزال في الخدمة يحضر مباراة نهائي دوري كرة القدم الأمريكية (السوبر بول) في فبراير/ شباط. ومع ذلك، أثارت سياسات الهجرة التي ينتهجها الرئيس الأمريكي ترامب المخاوف قبل كأس العالم 2026 حتى مع تقديم إنفانتينو تأكيدات بأن الولايات المتحدة سترحب بعشاق كرة القدم من جميع أنحاء العالم خلال الحدث الذي يقام كل أربع سنوات.