logo
ترامب يوقع أمراً تنفيذياً لإنهاء العقوبات على سوريا، والشيباني يقول إن ذلك سيفتح "أبواب إعادة الإعمار"

ترامب يوقع أمراً تنفيذياً لإنهاء العقوبات على سوريا، والشيباني يقول إن ذلك سيفتح "أبواب إعادة الإعمار"

شفق نيوزمنذ يوم واحد
وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاثنين، أمراً تنفيذياً ينهي برنامج العقوبات الأمريكية على سوريا للسماح بإنهاء عزلة دمشق عن النظام المالي العالمي، وذلك تماشياً مع تعهد واشنطن بمساعدة سوريا على إعادة الإعمار بعد الأزمة.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت في إفادة صحفية إن "الإجراء سيسمح للولايات المتحدة بالإبقاء على العقوبات المفروضة على الرئيس السوري السابق بشار الأسد وشركائه، ومنتهكي حقوق الإنسان وتجار المخدرات والأشخاص المرتبطين بأنشطة الأسلحة الكيماوية وما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية والجماعات التابعة له، إلى جانب الجماعات المتحالفة مع إيران".
وتتخذ سوريا منذ سقوط حكم الأسد خطوات عدة لاستئناف العلاقات الدولية.
وقال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إن قرار ترامب بإنهاء برنامج العقوبات المفروضة على سوريا سيفتح "أبواب إعادة الإعمار والتنمية التي طال انتظارها".
وأضاف في منشور على منصة إكس أن هذه الخطوة ترفع "العائق الكبير أمام التعافي الاقتصادي" وتسهم في "الانفتاح على المجتمع الدولي".
والتقى رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الرياض في مايو/ أيار الماضي حيث أصدر ترامب إعلاناً مفاجئاً عن رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، مما دفع واشنطن إلى تخفيف إجراءاتها بشكل كبير.
ويضغط البعض في الكونغرس من أجل إلغاء هذه الإجراءات بالكامل، في حين أعلنت أوروبا إنهاء نظام عقوباتها الاقتصادية.
وقال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك للصحفيين في مؤتمر صحفي: "يجب منح سوريا فرصة، وهذا ما حدث".
ووصف خطوة، الاثنين، بأنها "تتويج لعملية شاقة ومعقدة ومؤلمة للغاية، وهي كيفية رفع هذه العقوبات".
وقال البيت الأبيض في بيان إن "الأمر التنفيذي يُوجه وزير الخارجية الأمريكي بمراجعة تصنيف هيئة تحرير الشام، التي قادها الشرع ولها جذور في تنظيم القاعدة، كمنظمة إرهابية، بالإضافة إلى تصنيف سوريا كدولة راعية للإرهاب".
وأكد البيت الأبيض أن الإدارة ستواصل مراقبة تقدم سوريا في الأولويات الرئيسية، بما في ذلك "اتخاذ خطوات ملموسة نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل، والتصدي للإرهابيين الأجانب، وترحيل الإرهابيين الفلسطينيين، وحظر الجماعات الإرهابية الفلسطينية".
Reuters
بدأت العقوبات الأمريكية على سوريا عام 1979، عندما أُدرجت دمشق على أول قائمة استحدثتها الولايات المتحدة لما وصفته بـ "الدول الراعية للإرهاب".
وقد ترتب على هذا التصنيف فرض قيود على المساعدات الأمريكية لسوريا، وحظر بيع أسلحة لها، وإخضاع معاملات البنوك الأمريكية مع الحكومة السورية السابقة والكيانات المملوكة لها لضوابط مشددة، فضلاً عن فرض عقوبات على عدد من المسؤولين والكيانات الحكومية السورية السابقة.
شهد عقد التسعينيات فتح صفحة جديدة من العلاقات الغربية مع سوريا، نظراً للتحولات الجيوسياسية التي عرفتها المنطقة آنذاك والموقف السوري منها.
وفي عام 2005، مرر الكونغرس الأمريكي "قانون محاسبة سوريا"، بعد اتهامها بالسماح باستخدام أراضيها من قبل من وصفوا بـ "الإرهابيين لتقويض استقرار العراق ولاحقاً لبنان".
تضمّن القانون فرض قيود على تصدير السلع الأمريكية إلى سوريا، باستثناء الغذاء والدواء، ومنع شركات الطيران السورية من السفر إلى الولايات المتحدة، وتوسيع العقوبات بحق عدد من المسؤولين السوريين.
لكن استيراد السلع من سوريا، بما فيها المواد النفطية، والمعاملات المصرفية معها، بقيتا خارج نطاق العقوبات التي أقرّها القانون، وكذلك الحال بالنسبة للاستثمارات الأمريكية في سوريا التي لم يطلها المنع.
وجاء التحول الحقيقي في العقوبات بعد اندلاع الأزمة السورية عام 2011، والقمع الحكومي لها. إذ جرى فرض عقوبات أكثر شمولاً وتشدداً استهدفت قطاعات حيوية، مثل النفط والغاز والطيران، والقطاع المصرفي بما فيه المصرف المركزي، فضلاً عن فرض قيود على تصدير سلع أساسية وتكنولوجية إلى سوريا.
إلّا أن التغيّر الأكبر جاء مع نهاية عام 2019، عند إقرار الكونغرس الأمريكي قانون "حماية المدنيين السوريين" الذي عُرف بـ قانون قيصر ، تيمناً بالاسم الحركي الذي اتخذه مصور عسكري سوري، انشق عن النظام وشارك صوراً تُظهر جثث الآلاف ممن قضوا تحت التعذيب في سوريا.
Reuters
وعلى صعيد متصل، فإن رفع العقوبات التي سُنّت كقوانين عبر الكونغرس الأمريكي قد يستغرق وقتاً أطول، لأنه بحاجة لتصويت في الكونغرس.
يندرج قانون "قيصر"، الذي يتضمن عقوبات ثانوية على المتعاملين مع سوريا، ضمن العقوبات الأمريكية المفروضة من قبل الكونغرس.
وفي ذات السياق، أكدت وزارة الخزانة الأمريكية، أن الأمر التنفيذي الذي وقّعه الرئيس ترامب بشأن إنهاء العقوبات المفروضة على سوريا، "يُسهم في منحها فرصة لإعادة بناء علاقاتها مع التجارة العالمية وبناء الثقة الدولية".
وقالت الوزارة في منشور على منصة إكس: "إنه تماشياً مع وعد الرئيس ترامب بتخفيف العقوبات عن سوريا، ستُسهم إجراءات اليوم في منح البلاد فرصة لإعادة بناء علاقاتها مع التجارة العالمية وبناء الثقة الدولية".
ويعوّل السوريون كثيراً على الأثر الذي سيُحدثه رفع العقوبات على اقتصاد بلادهم ومعيشتهم. فبينما سيستغرق التعافي التام للاقتصاد السوري المنهك سنوات طويلة، يمثل رفع العقوبات خطوة أولى في هذا الطريق.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

البنتاغون: الضربات الأميركية أعادت البرنامج النووي الإيراني سنتين إلى الوراء
البنتاغون: الضربات الأميركية أعادت البرنامج النووي الإيراني سنتين إلى الوراء

الزمان

timeمنذ 3 ساعات

  • الزمان

البنتاغون: الضربات الأميركية أعادت البرنامج النووي الإيراني سنتين إلى الوراء

واشنطن, (أ ف ب) – تشير تقييمات للاستخبارات الأميركية إلى أن الضربات على المواقع النووية الإيرانية أعادت برنامج طهران النووي إلى الوراء لمدة تصل إلى سنتين، وفق ما أعلن البنتاغون الأربعاء. وقال المتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل في تصريح لصحافيين 'لقد ألحقنا أضرارا ببرنامجهم لمدة تراوح بين سنة وسنتين على الأقل، هذا ما خلصت إليه تقييمات استخبارية داخل (وزارة) الدفاع'، مضيفا 'نعتقد أن (المدة) ربما أقرب إلى سنتين'. وقصفت قاذفات بي-2 الأميركية موقعين نوويين إيرانيين بقنابل خارقة للتحصينات في الشهر الماضي، فيما قصفت غواصة مواقعا ثالثا بصواريخ توماهوك. وفجر 13 حزيران/يونيو، شنّت إسرائيل هجوما عسكريا مباغتا استهدف مواقع عسكرية ونووية في إيران وتخلّلته عمليات اغتيال لقادة عسكريين وعلماء نوويين، لتندلع بذلك حرب بين البلدين قالت الدولة العبرية إنّ هدفها هو منع الجمهورية الإسلامية من امتلاك القنبلة النووية. وأمضى الرئيس الأميركي دونالد ترامب أسابيع في انتهاج مسار دبلوماسي لاستبدال الاتفاق النووي مع طهران الذي سحب منه بلاده خلال ولايته الأولى عام 2018، لكنه قرر في النهاية اتخاذ إجراء عسكري. وكانت العملية الأميركية ضخمة، إذ شاركت فيها أكثر من 125 طائرة، من بينها قاذفات شبح ومقاتلات وطائرات إمداد بالوقود جوا، فضلا عن غواصة صواريخ موجهة.

أوكرانيا تحذر من أن وقف شحنات الأسلحة الأمريكية لها "سيشجع روسيا على مواصلة الحرب"
أوكرانيا تحذر من أن وقف شحنات الأسلحة الأمريكية لها "سيشجع روسيا على مواصلة الحرب"

شفق نيوز

timeمنذ 5 ساعات

  • شفق نيوز

أوكرانيا تحذر من أن وقف شحنات الأسلحة الأمريكية لها "سيشجع روسيا على مواصلة الحرب"

حذرت كييف من أن وقف شحنات الأسلحة الأمريكية قد يشجع روسيا على مواصلة الحرب التي دخلت عامها الرابع في أوكرانيا، وذلك بعد أن أعلن البيت الأبيض، الثلاثاء، أنه أوقف بعض شحنات الأسلحة إلى الأوكرانيين. وصرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، بأن القرار اتُخذ "لإعطاء الأولوية لمصالح أمريكا" عقب مراجعة أجرتها وزارة الدفاع الأمريكية "للدعم والمساعدة العسكرية الأمريكية للدول الأخرى". وأعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان لها أن "أي تأخير أو مماطلة في دعم القدرات الدفاعية لأوكرانيا لن يؤدي إلا إلى تشجيع المعتدي على مواصلة الحرب والإرهاب، بدلاً من السعي إلى السلام". وشددت الوزارة بشكل خاص على ضرورة تعزيز كييف لدفاعاتها الجوية، في ظل استمرار روسيا في قصف البلاد بالصواريخ والطائرات المسيرة بشكل شبه يومي. ووُجهت دعوة إلى دبلوماسي أمريكي مقيم في كييف لإجراء محادثات مع وزارة الخارجية الأوكرانية، الأربعاء. ومع ذلك، صرّحت وزارة الدفاع الأوكرانية بأنها لم تتلقَّ أي إخطار رسمي من الولايات المتحدة بشأن "تعليق أو مراجعة" شحنات الأسلحة، وحثّت الناس على عدم التكهن بناءً على معلومات جزئية. لكن الوزارة قالت في بيان لها، إن السبيل لإنهاء الحرب هو "من خلال الضغط المستمر والمشترك على المعتدي". وفي نهاية الأسبوع، تعرّضت أوكرانيا لأكبر هجوم جوي لها منذ بدء الغزو الروسي الشامل، حيث أُطلقت أكثر من 500 طائرة بدون طيار وصواريخ باليستية وصواريخ كروز على مدنها. ولم يُعلن المسؤولون الأمريكيون فوراً عن الشحنات التي سيتم إيقافها. لكن وفقاً لقناة إن بي سي NBC الأمريكية، قد تشمل الأسلحة المُؤجّلة صواريخ باتريوت الاعتراضية، وذخائر هاوتزر، وصواريخ، وقاذفات قنابل يدوية. ومنذ أن شنّت روسيا غزوها الشامل على أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، قدّمت الولايات المتحدة عشرات المليارات من الدولارات كمساعدات عسكرية لأوكرانيا، ما دفع البعض في إدارة ترامب إلى التعبير عن مخاوفهم من انخفاض المخزونات الأمريكية بشكل كبير. من جانبه، رحّب الكرملين بخبر خفض شحنات الأسلحة، قائلاً إن خفض تدفق الأسلحة إلى كييف سيساعد على إنهاء الصراع بشكل أسرع. وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، للصحفيين "كلما قلّ عدد الأسلحة المُسلّمة إلى أوكرانيا، اقتربت نهاية العملية العسكرية الخاصة". وقال فيدير فينيسلافسكي، النائب عن الحزب الحاكم في أوكرانيا، إن القرار "مؤلم، وعلى خلفية الهجمات الإرهابية التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا، فإنه وضع مزعج للغاية". ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر عسكري أوكراني قوله إن كييف "تعتمد بشكل كبير على إمدادات الأسلحة الأمريكية، على الرغم من أن أوروبا تبذل قصارى جهدها، لكن سيكون الأمر صعباً علينا بدون الذخيرة الأمريكية". وأنفق حلفاء أوكرانيا الأوروبيون مليارات الدولارات كمساعدات عسكرية على مدى السنوات الثلاث والنصف الماضية. ومع ذلك، فإن الدعم العسكري لكييف لا يحظى بتأييد جميع الأطياف السياسية. فعلى سبيل المثال، كان الرئيس التشيكي والرئيس السابق للّجنة العسكرية لحلف الناتو، بيتر بافل، داعماً قوياً لأوكرانيا، لكنه صرّح لقناة بي بي سي الخدمة الروسية بأنه "لا يستطيع ضمان" استمرار دعم كييف بالذخيرة، إذ يعتمد ذلك على نتيجة الانتخابات التشيكية المقبلة. وقال: "لا أعرف ما هي أولويات الحكومة الجديدة". EPA وقالت المسؤولة الأمريكية آنا كيلي لشبكة سي بي إس نيوز إن خطوة البنتاغون تستند إلى مخاوف من انخفاض مخزونات الجيش الأمريكي بشكل كبير، مع أنها أكدت أن "قوة القوات المسلحة الأمريكية لا تزال غير قابلة للشك – فقط اسألوا إيران!". وفي سياق منفصل، صرّح وكيل وزارة الدفاع الأمريكية للشؤون السياسية، إلبريدج كولبي، في بيان بأن وزارة الدفاع "تواصل تزويد الرئيس بخيارات قوية لمواصلة المساعدات العسكرية لأوكرانيا". ومع ذلك، أضاف أن "الوزارة تدرس بدقة وتُكيّف نهجها لتحقيق هذا الهدف مع الحفاظ على جاهزية القوات الأمريكية لأولويات الإدارة الدفاعية". ويأتي هذا التوقف بعد أقل من أسبوع من مناقشة الرئيس دونالد ترامب مسألة الدفاعات الجوية مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في هولندا. وصرح ترامب، رداً على سؤال من بي بي سي حول تزويد أوكرانيا بأنظمة باتريوت إضافية مضادة للصواريخ، بأن المسؤولين الأمريكيين "سيرون إمكانية توفير بعضها". وفي إشارة إلى محادثته مع زيلينسكي، قال ترامب "مررنا بأوقات عصيبة في بعض الأحيان، لكنه كان في غاية اللطف". وشهد المكتب البيضاوي في مارس/ آذار من هذا العام الجاري مواجهة حامية الوطيس بين الرجلين. وبعد ذلك، أعلن ترامب تعليق المساعدات العسكرية لأوكرانيا التي كانت مخصصة لها من قبل إدارة بايدن السابقة. كما عُلق تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا. لكن كلا التوقفين رُفعا لاحقاً. وفي أواخر أبريل/ نيسان، وقّعت الولايات المتحدة وأوكرانيا اتفاقيةً تتيح للولايات المتحدة الوصول إلى احتياطيات أوكرانيا من المعادن النادرة مقابل مساعدة عسكرية. في غضون ذلك، تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الثلاثاء، وذلك لأول مرة منذ أكثر من عامين ونصف. وأفاد مكتب ماكرون أنهما تحدثا هاتفياً لأكثر من ساعتين، مضيفاً أن الرئيس الفرنسي حثّ على وقف إطلاق النار في أوكرانيا وبدء محادثات للتوصل إلى "تسوية راسخة ودائمة للصراع". وأعلن الكرملين أن بوتين "ذكّر ماكرون" بأن سياسة الغرب هي المسؤولة عن الحرب، لأنها "تجاهلت لسنوات طويلة المصالح الأمنية لروسيا". وفي الشهر الماضي، صرّح الزعيم الروسي، في المنتدى الاقتصادي في سانت بطرسبرغ بأنه يرى الروس والأوكرانيين شعباً واحداً، و"بهذا المعنى، فإن أوكرانيا بأكملها ملك لنا". وتسيطر موسكو حالياً على حوالي 20 في المئة من الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014. وحققت روسيا تقدماً بطيئاً ومضنياً في أوكرانيا خلال الأشهر الأخيرة، وأعلنت سيطرتها الكاملة على منطقة لوغانسك الشرقية هذا الأسبوع. كما زعمت أنها سيطرت على أراضٍ في منطقة دنيبروبيتروفسك الجنوبية الشرقية. في غضون ذلك، أسفر هجوم أوكراني يوم الثلاثاء عن مقتل ثلاثة أشخاص في مصنع روسي لإنتاج الأسلحة، يُستخدم في تصنيع الطائرات بدون طيار والرادارات، في إيجيفسك، على بُعد أكثر من ألف كيلومتر من الحدود مع أوكرانيا.

ترامب والحرب على غزة…!سعادة مصطفى أرشيد
ترامب والحرب على غزة…!سعادة مصطفى أرشيد

ساحة التحرير

timeمنذ 5 ساعات

  • ساحة التحرير

ترامب والحرب على غزة…!سعادة مصطفى أرشيد

ترامب والحرب على غزة…! سعادة مصطفى أرشيد* حصل بنيامين نتنياهو على أغلبية برلمانية مريحة عندما قام بتشكيل حكومته الحاليّة في نهاية عام 2022 وهو ما بدا وكأنه ضمانة لحكومة مستقرة تعمر بعمر البرلمان (الكنيست)، ولكن سرعان ما أخذت مشاكله ومشاكل حكومته تزداد شعبياً بسبب دعاوى الفساد المرفوعة ضده أمام القضاء (الاسرائيلي)، ثم بسبب محاولته تغيير شكل الدولة من خلال عبثه في الجهاز القضائي وأنظمته وصلاحياته وجعله ملحقاً بالسلطة التنفيذية. وزاد من الأمر حرجاً ما حدث صبيحة السابع من تشرين الأول 2023 وما تبعه من تبادل اتهامات حول المسؤوليّة عما جرى في ذلك اليوم بين الجيش وأجهزة الأمن والحكومة، ثم فشلهم جميعاً في سحق المقاومة وتحقيق انتصار في غزة أو في إطلاق سراح مَن تحتجزهم المقاومة، وأخيراً جاء الاشتباك مع إيران ليثبت أن فائض القوة الإسرائيلي المقترن بالغطاء السياسي والعسكري الأميركي غير متكافئ مع فائض الصبر والقدرة على الاحتمال الذي امتلكته الجمهورية الاسلامية والشعب الإيراني، ولعل أحداً لا يصدق ادعاءات نتنياهو في تلك الجولة من القتال. في واشنطن عاد الرئيس دونالد ترامب للبيت الأبيض للمرة الثانية بشخصيته النرجسية وأسلوبه غير المألوف على عادة الرؤساء الأميركان محاولاً إظهار نفسه باعتباره القادر على أخذ المبادرة والمواقف الحازمة التي تنهي الصراعات وتضع حداً للحروب فهو مختلف عن سابقيه من سكان البيت الأبيض. أما الحرب في غزة وعليها فقط طال أمدها بزمن يفوق توقعات الجميع، وبرغم انسحاب المقاومة اللبنانية من المشاركة في حرب المساندة والإسناد وسقوط دمشق المدوّي لصالح خصوم المقاومة وانكفاء المحور وخوض إيران حرباً إيرانية بامتياز دون أن تضع في أجندتها محورها المتعب وحلفاءها بمن فيهم المقاومة في غزة التي لا زالت رغم نفاد الذخيرة وما تبقى لديها من أقل القليل تناجز العدو وتوقع به الخسائر وتقول لا بملء فمها، ولكن يعود الرئيس الأميركي الفخور بأنه مَن أنهى جولة القتال بين طهران وتل أبيب لإطلاق أفكاره لإنهاء هذه الجولة من القتال التي تستنزف حلفاءه في تل أبيب مالياً واقتصادياً وعسكرياً وتظهرهم بشكلهم الدمويّ القبيح الذي يعمل الغرب على تزييفه وإظهارهم باعتبارهم الجيش الأكثر أخلاقية في العالم. يرى دونالد ترامب أنه قادر بأسلوبه المباشر والفظ على فرض أجندته على الجميع بمن فيهم 'إسرائيل' لا الحكومة وإنما الدولة، وهو يريد بداية منح الخلاص لبنيامين نتنياهو وإنقاذه من الملاحقات القضائية بطريقة مخالفة للأعراف القضائية في دولة الاحتلال فالذي يستطيع العفو في قانونهم هو رئيس الدولة وهو يعفو بالطبع عن المذنب أو عن مرتكب لجريمة صدرت بحقة الإدانة والأحكام القضائية، ولكنه لا يستطيع أن يعفو عن متهم لم تثبت إدانته. ولكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يرى أنه يستطيع فرض ذلك، فهو فوق الجميع وفوق القوانين وقد أرفق تصريحاته بالتهديدات التي تتعلق بتقليص الدعم والمساعدات لتل أبيب في حال لم تتم الاستجابة لاقتراحاته. يريد ترامب أيضاً إنهاء الاشتباك في غزة وإطلاق سراح الأسرى والبحث في اليوم الثاني لما بعد الحرب بإيجاد من يملأ الفراغ في غزة التي أنهكتها جولة القتال والتي لم يبقَ بها من قوى منظمة إلا المقاومة في حين تقترح الإدارة الأميركية إجراءات طويلة لإعادة الثقة في الحكومة الفلسطينية في رام الله إن استجابت هذه الحكومة للمطالب الإدارية الأميركية بالطبع السياسية والأمنية، فالمقاومة على ما يبدو أنها ستكون جزءاً من أي حل قادم في اليوم الثاني لما بعد الحرب. لكن لدى دونالد ترامب يوم ثالث لما بعد الحرب وهو إعادة تشكيل المنطقة وفق منظوره وهو منظور مختلف عن من سبقه من قاطني البيت الأبيض، منظور لا يستثني دولة الاحتلال من إعادة تشكيل بعد قرابة الثمانية عقود من تأسيسها على يد اليهود الروس والبولنديين من ذوي الخلفية اليهو-اشتراكية وهو يريد استكمال مشروع التطبيع العربيّ والذي تزعم بعض الدول العربية أنها تتمنّع عنه بسبب الحرب في غزة، والمرشحان الأقوى للانخراط في الأيام العاجلة هما دمشق أبو محمد الجولاني ورياض محمد بن سلمان. لكن 'إسرائيل' تحتاج إلى مكافأة فهل ستكون مكافأتها في الضفة الغربية التي تستبيحها يومياً هذا ما سنعرفه عياناً في الأيام المقبلة. *سياسي فلسطيني مقيم في الكفير ـ جنين ـ فلسطين المحتلة ‎2025-‎07-‎02

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store