
وحشية الحروب.. والألم الإنساني
يعيش العالم حقبة شديدة الخطورة، لم تكد البشرية تتغلب على كارثة انتشار فيروس كورونا، حتى استيقظ العالم على الحرب الروسية الأوكرانية وها هي منطقة الشرق الأوسط تشهد حرباً إسرائيلية على غزة من جهة، إضافة إلى حرب إسرائيلية - إيرانية شاركت فيها الولايات المتحدة.
إن النفس المتخمة بغرور القوة بعد أن تحررت من كوابح العقل وأسلمت قيادها لغريزة الموت بعد أن هدم القانون الأخلاقي بشموله واتساقه وكسر الأخلاق الفطرية تحدياً لمبدأ الخير الذي يفضي إلى إفساد حركة الكون من خلال طغيان القدرة العسكرية والتي تمثل المعيار الأول للقوة المستخدمة في السيطرة والقتل والتدمير، يقول توماس هوبز: «الإنسان ذئب لأخيه الإنسان» وهذا ما يؤكده المشهد اليومي لجرائمه التي لا تنقطع ويؤكده التاريخ بحروبه الدامية وعندما تصطدم الإرادات حول قضية معينة، تنشأ الحروب، فلا يوجد سلام دائم ومع زيادة التطور العلمي ظهرت أنواع جديدة من المتفجرات مصنوعة من الديناميت ذات قدرات عالية على الدمار، إلى تطوير بنادق القتال وظهور الطيران الحربي وسلاح المدرعات وغيره من الأسلحة الفتاكة المصممة مثل الأسلحة النووية.
وقد تجلى الجنون الإنساني في أبهى صوره في الحرب العالمية الثانية، فكان قصف المدن تتناوب عليه الأطراف المتحاربة، حتى تم قتل عشرات الآلاف من السكان في مدن بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وذلك من خلال القصف الجوي بالطائرات بهدف قتل الناس، كما تم تشريد مئات الآلاف من جراء اقتحام الجيوش للدول والمدن ومات من الجوع والبرد والمرض ما لا يحصى من البشر في عموم أوروبا.
ومع تمدد الحرب نحو اليابان، فقد كانت القاذفات الأمريكية تلقي بالحمم على بيوت اليابانيين المصنوعة من الخشب في المدن، ما كان يؤدي إلى حرق تلك البيوت بساكنيها وقُدِّر إجمالي عدد الوفيات الناجمة عن الصراع بما يتراوح بين سبعين وخمسة وثمانين مليون إنسان وكانت أوروبا والاتحاد السوفييتي السابق والصين واليابان، أكثر المناطق التي تضررت. ورغم أن الدول التي اكتوت من ذلك الصراع، قد لململت جراحها ومضت إلى مستقبلها، لكن آثار الكارثة لا تزال ماثلة في وجدان تلك الشعوب التي وقعت ضحية لها.
أما منطقة الهند الصينية فقد شهدت، في الستينيات والسبعييات من القرن الماضي، أبشع صور الحروب وإذلال البشر، ولا سيما في كمبوديا تحت حكم «الخمير الحمر»، فقتلوا ميلون إنسان كمبودي بأبشع وسائل القتل والإعدام. وعندما بدأت النعرات تظهر بين مكونات الشعب اليوغسلافي، بدأ القتل العشوائي للسكان وظهرت الميليشيات وكان البوشناق المسلمون هم الذين تلقوا أكبر الضربات، فقد تم إفناء قرى ومدن بأكملها واغتصاب عشرات الآلاف من النساء ويقدّر مركز القانون الإنساني عدد الضحايا في ذلك الصراع الذي استمر عشر سنوات، بما لا يقل عن 130 ألف ضحية، بالإضافة إلى لجوء مئات الآلاف من السكان إلى الدول المجاورة.
وكانت منطقة الخليج العربي ولا تزال ذات أهمية كبيرة، نظراً لأنها مصدر لنحو 30% من النفط المستهلك في العالم، غير أن الصراع الدولي على هذه المنطقة قد تكون له آثار مؤلمة على مختلف الشعوب الموجودة فيها، فقد فتحت إسرائيل وبموافقة ضمنية أمريكية الحرب على إيران، وكانت الحجة هي منعها من امتلاك سلاح نووي، لكن الهدف غير المعلن هو تدمير هذه الدولة أو احتواؤها، كما تم مع العراق من قبل، لكن سرعان ما أدركت الصين وروسيا، حليفتا إيران، الأهداف الحقيقية للولايات المتحدة فقررتا التصدي للأطماع الأمريكية، ففي الأسبوع الماضي أكد الرئيسين الصيني شي جين بينغ والروسي فلاديمير بوتين: «أنه من غير الممكن تحقيق التسوية في منطقة الشرق الأوسط باستخدام القوة العسكرية».
وقد أدت الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، إلى قتل وتهجير السكان الأبرياء الذين فروا من طهران ومن سواها من المدن المستهدفة، كما فروا من تل أبيب وحيفا وغيرها، مع ما رافق ذلك من شعور بالخوف من الموت والجوع والقلق على المستقبل الغامض وبعد مرور أثني عشر يوماً من الحرب المستمرة، فقد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: «أن إسرائيل وإيران قد توصلتا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار» ومع بدء سريان الهدنة، فقد توقف القصف المتبادل.
والواقع أن هذه الهدنة كانت مطلوبة من كلا الطرفين، فإسرائيل التي تعرضت مدنها لأسوأ قصف عبر تاريخها بسبب ضعف وانعدام فعالية قبتها الحديدية في صد الصواريخ فائقة السرعة، فإنها تريد إعادة ترميم وتجديد هذه القبة لجعلها أكثر فعالية في صد الهجمات المعادية، كما أن إيران، التي كانت سماؤها مكشوفة طوال أيام الحرب، فقد أدركت أنها بحاجة إلى نظام دفاع جوي يحمي أجواءها سواء أكانت طائرات أم صواريخ ومن غير المعروف ما إذا كانت هذه الهدنة ستتحول إلى سلام دائم، بل ربما قد تتجدد الحرب في المستقبل وتكون أشد وأكثر شراسة من هذه الحرب التي جرت وسوف يكون الضحية الأولى فيها هم الناس الأبرياء.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإمارات اليوم
منذ 18 دقائق
- الإمارات اليوم
ترامب الابن يفتح الباب أمام الترشح للرئاسة: الطريق لن يكون صعباً
في تصريحات لصحيفة فاينانشال تايمز، ألمح إريك ترامب، نجل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، إلى إمكانية خوضه أو أحد أفراد عائلته السباق إلى البيت الأبيض بعد انتهاء ولاية والده المحتملة الثانية، في حال أُعيد انتخابه. وقال إريك، الذي يشغل منصب نائب الرئيس التنفيذي المشارك في مؤسسة ترامب، إن المسار نحو الرئاسة سيكون ميسّراً في حال قرر خوض التجربة، لكنه أشار إلى تردده بشأن إدخال أفراد عائلته، لا سيما أطفاله، في الحياة السياسية. وأضاف: "أعتقد أن الطريق سيكون سهلاً من الناحية السياسية، لكن يبقى السؤال ما إذا كنت أرغب في خوض هذه المعركة مجدداً مع العائلة". وفي حديثه عن المشهد السياسي الأميركي، انتقد إريك ترامب العديد من الشخصيات السياسية الحالية، معتبراً أن أداءه سيكون أكثر كفاءة، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن أفراداً آخرين من العائلة قد يكونون مؤهلين لخوض السباق الرئاسي مستقبلاً. ورداً على سؤال حول ما إذا كانت انتخابات 2024 ستكون المحطة الأخيرة لوالده في السياسة، قال إريك: "لا أعلم، سيكشف الوقت ذلك، وهناك آخرون غيري يمكنهم الترشح". وتشير التوقعات إلى أن أسماء بارزة مثل جي دي فانس، نائب الرئيس الأميركي، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ستكون ضمن أبرز المرشحين الجمهوريين المحتملين في المستقبل. وفي ما يتعلق بالاتهامات المتكررة التي طالت عائلة ترامب بشأن الاستفادة المالية من المنصب الرئاسي، نفى إريك بشكل قاطع وجود أي مكاسب، موضحاً أن العائلة تكبّدت خسائر مالية كبيرة. وقال: "لو لم يترشح والدي، لكان وضعنا المالي مختلفاً تماماً"، مشيراً إلى أنهم أنفقوا قرابة 500 مليون دولار على قضايا قانونية مرتبطة باتهامات التدخل الروسي في انتخابات 2016. واختتم إريك حديثه بالإشارة إلى أن تكلفة المشاركة السياسية لعائلته كانت باهظة للغاية، سواء من الناحية القانونية أو الشخصية، مؤكداً أن ترشح والده كان له أثر كبير على أعمالهم التجارية. يُذكر أن إريك ترامب، البالغ من العمر 41 عاماً، ابتعد نسبياً عن المشهد السياسي مقارنة بأشقائه دونالد جونيور وإيفانكا، وركّز على إدارة شركات العائلة منذ تولي والده المنصب عام 2017. وكانت مجلة "فوربس" قد أفادت سابقاً أن الرئيس السابق ترامب حقق إيرادات تُقدّر بـ2.4 مليار دولار بين عامي 2017 و2020 من خلال مشاريعه وأعماله التجارية.


صحيفة الخليج
منذ 20 دقائق
- صحيفة الخليج
الكرملين: أوروبا ستواجه رد فعل لعقوباتها «غير القانونية» على روسيا
قال الكرملين في تصريحات نشرت، الأحد، إنه كلما كانت العقوبات التي تفرضها أوروبا على روسيا أكثر صرامة كان رد الفعل أكثر إيلاماً لاقتصادات القارة مع مقاومة موسكو لهذه العقوبات «غير القانونية». وأدت الحرب الروسية على أوكرانيا في 2022 إلى فرض موجة من العقوبات الغربية على روسيا، وهي إلى حد بعيد الأكثر تعرضاً للعقوبات بين الاقتصادات الكبرى في العالم. وقال الغرب: إنه يأمل أن تجبر عقوباته الرئيس فلاديمير بوتين على السعي إلى السلام في أوكرانيا، وعلى الرغم من انكماش الاقتصاد في 2022، فإنه نما في 2023 و2024 بمعدلات أسرع من الاتحاد الأوروبي. واقترحت المفوضية الأوروبية في 10 يونيو/ حزيران جولة جديدة من العقوبات على روسيا تستهدف بها إيرادات البلاد من الطاقة وبنوكها وصناعتها العسكرية على الرغم من أن الولايات المتحدة ترفض حتى الآن تشديد عقوباتها الخاصة على موسكو. ورداً على سؤال حول تصريحات قادة أوروبيين، بمن فيهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأن تشديد العقوبات سيجبر روسيا على التفاوض على إنهاء الحرب، أجاب الكرملين بأن المنطق والحجج وحدها هي التي يمكن أن تجبر روسيا على التفاوض. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للتلفزيون الرسمي: «كلما كانت حزمة العقوبات أشد، وأكرر أننا نعتبرها غير قانونية، كان رد الفعل أقوى، هذا سلاح ذو حدين». وقال بيسكوف لبافل زاروبين كبير مراسلي التلفزيون الرسمي في الكرملين: إنه لا يشك في أن الاتحاد الأوروبي سيفرض مزيداً من العقوبات، لكن روسيا عززت «المقاومة» لمثل هذه العقوبات. وقال بوتين يوم الجمعة: إن أي عقوبات إضافية يفرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا ستلحق ببساطة ضرراً أكبر بأوروبا. وأشار إلى أن الاقتصاد الروسي نما بنسبة 4.3 في المئة في 2024 مقارنة بنمو منطقة اليورو 0.9 في المئة.


صحيفة الخليج
منذ 35 دقائق
- صحيفة الخليج
رئيس «المخابرات الخارجية الروسي» يعلن عقد محادثات مع مدير «سي آي أيه»
أعلن مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسي سيرغي ناريشكين الأحد أنه أجرى محادثات هاتفية مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي أيه» جون راتكليف، بعد أول اتصال بينهما جرى في منتصف آذار/ مارس. وقال ناريشكين على التلفزيون الرسمي «تحدثت هاتفياً مع نظيري الأمريكي واتفقنا على الاتصال مع بعضنا في أي وقت لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك»، من دون تقديم تفاصيل عن الاتصال الذي يأتي في ظل التقارب بين موسكو وواشنطن. تحسين العلاقات الدبلوماسية وكان ناريشكين وهو مقرّب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد تحدّث مع راتكليف في 11 آذار/ مارس الماضي، في أول اتصال بينهما منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في بداية العام. وجاء هذان الاتصالان الرسميان بين مدير الاستخبارات الخارجية الروسية ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، في وقت بدأت واشنطن وموسكو بتحسين علاقاتهما الدبلوماسية، في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا. مع ذلك، لا تزال الخلافات كثيرة بين موسكو وواشنطن، بعد سنوات من التوترات. وعلى سبيل المثال، يواصل الأمريكيون تزويد كييف بمعلومات استخبارية أساسية لقواتها بعد أكثر من ثلاث سنوات على بدء الهجوم الروسي الواسع النطاق على أوكرانيا. وفي آذار/ مارس، اتفق سيرغي ناريشكين وجون راتكليف على الحفاظ على «اتصالات منتظمة»، وفقاً لبيان صادر عن الجانب الروسي نقلته وكالة «تاس».