
هل يمكن لطلبات البيتزا أن تسبق قرارات عسكرية كبرى؟
مؤسس الحساب، وهو مهندس برمجيات لم يفصح عن هويته، يقوم بتحليل بيانات "غوغل" المجمّعة حول زيارات المطاعم في محيط "البنتاغون" الواقع في أرلينغتون بولاية فيرجينيا الأميركية. ويعتمد على خاصية "سجل المواقع" في الهواتف المحمولة، مما يتيح له معرفة أوقات الذروة في طلب البيتزا. وجذب الحساب أكثر من 200 ألف متابع، بينهم أفراد من الجيش الأميركي وخبراء في الاستخبارات المفتوحة وأكاديميون وصحافيون.
وعلى رغم الطابع الساخر للحساب، فإنه لفت الانتباه بعد ربطه بين نشاط مطاعم البيتزا حول "البنتاغون" وأحداث عسكرية كبيرة. ففي الـ12 من يونيو (حزيران) الماضي، أشار الحساب إلى ارتفاع ملحوظ في نشاط هذه المطاعم عند السابعة مساء، لتقع بعد ساعة واحدة فقط ضربة إسرائيلية على برنامج إيران النووي. وبعد تسعة أيام، لاحظ الحساب أن فرع "بابا جونز" لبيع البيتزا القريب من "البنتاغون" يشهد "نشاطاً عالياً"، في حين كان "فريديز بيتش بار"، وهو مطعم وبار يرتاده عادة موظفو وزارة الدفاع، خالياً تماماً. وفي أقل من ساعة، أعلن الرئيس ترمب عن ضربات جوية أميركية استهدفت منشآت نووية إيرانية.
ويقول مؤسس الحساب في حديثه إلى صحيفة "واشنطن بوست" عبر منصة "بلوسكاي" Bluesky: "الأمر سخيف، ومضحك، ولكن لا يمكنك إنكار شعورك بوجود شيء ما". ويضيف: "أعتقد بأن من أسباب الانتشار السريع هو تداول تقاريري من قبل مجتمع OSINT [مجتمع من محللي المعلومات الاستخباراتية المستندة إلى مصادر علنية مثل الصور الجوية والبيانات الرقمية]، مما أراه أمراً رائعاً. وهناك أيضاً عدد كبير من متداولي العملات المشفرة أبدوا اهتماماً مفاجئاً بما أكتبه".
وعلى رغم أن صاحب الحساب لا يمتلك خلفية عسكرية، ولا يحدد حتى عمره أو مكان إقامته سوى أنه في الساحل الشرقي، فإنه يدير الحساب بروح تجمع بين الفضول العلمي والسخرية. ويعترف: "أنا أقدم التسلية بقدر ما أقدم المعلومات".
"واشنطن بوست" ذكرت أن نظرية "مؤشر البيتزا" ليست وليدة اليوم، بل تعود للحرب الباردة، حين ترددت إشاعات أن الجواسيس السوفيات كانوا يراقبون طلبات الوجبات السريعة لتوقع تحركات الحكومة الأميركية. لكن المتخصص في التاريخ بجامعة ديوك البروفسور سايمون مايلز يشكك في ذلك، ويقول إن وثائق جهاز "شتازي" الألماني الشرقي الذي كان ينسق مع السوفيات، لا تتضمن أية إشارة إلى مراقبة الطعام الجاهز. ويضيف: "إنها من القصص التي تظل تتردد على رغم غياب الأدلة".
لكن بعض الأساليب التي استخدمها السوفيات فعلاً، بحسب الصحيفة الأميركية، شملت مراقبة ما إذا كانت الوثائق الحساسة تُنقل من الأرشيف الوطني إلى ملاجئ محصنة، أو ملاحظة وجود سيارات كثيرة مركونة حول البيت الأبيض خارج أوقات العمل. أما البيتزا، فلم تكُن يوماً على تلك القائمة، بحسب مايلز.
مع ذلك، ظلت البيتزا حاضرة في الحكايات المحيطة بـ"البنتاغون"، إذ قال مالك سلسلة فروع "دومينوز" في واشنطن فرانك ميكس عام 1991، إنه سلّم العشرات من طلبات البيتزا إلى وزارة الدفاع عشية عملية "عاصفة الصحراء". كما نقلت "واشنطن بوست" في ديسمبر (كانون الأول) 1998 أن البيت الأبيض والكونغرس شهدا ارتفاعاً قياسياً في طلبات البيتزا، في خضم جلسات مساءلة الرئيس بيل كلينتون، وتزامناً مع التحضيرات لضربات جوية ضد العراق.
وفي منشور حديث على "لينكد إن"، كتب رئيس قسم صحافة البيانات في صحيفة "ذا إيكونوميست" البريطانية أليكس سيلبي بوثرويد: "منذ الثمانينيات، أثبت مؤشر بيتزا 'البنتاغون' أنه مؤشر مفاجئ وموثوق على الأحداث العالمية الكبرى، من الانقلابات إلى الحروب. ليلة الأول من أغسطس (آب) عام 1990 مثلاً، طلبت وكالة الاستخبارات المركزية 21 بيتزا قبل ساعات فقط من غزو العراق للكويت. من قال إن الرسوم البيانية الدائرية بلا فائدة؟".
لكن مسؤولين سابقين في "البنتاغون" يشيرون إلى أن الزمن تغيّر. فظهور خدمات مثل "أوبر إيتس" و"غروب هب" و"دوورداش" وسّع الخيارات المتاحة أمام الموظفين. فلماذا يقتصرون على بيتزا من سلاسل محددة؟
يُذكر أن مبنى "البنتاغون" نفسه يضم سلسلة من المطاعم مثل "ماكدونالدز" و"باند إكسبريس" و"تاكو بيل" و"لبناني تافرنا"، إضافة إلى مطعم بيتزا يُدعى "موزاييك"، إلا أنه يغلق أبوابه بعد الظهر، إذ إن غالبية الموظفين يغادرون بحلول الخامسة مساء. أما من يبقون حتى وقت متأخر، فيضطرون إلى الاعتماد على آلات بيع أو مقهى في الطابق السفلي.
إحدى ضابطات الاحتياط في الجيش الأميركي قالت للصحيفة إن ثقافة العمل داخل "البنتاغون" لا تشجع على التوقف من أجل الطعام، مضيفة: "نحن فقط نحاول إنجاز المهمة".
الغريب أن أياً من موظفي "البنتاغون" الذين تواصلت معهم "واشنطن بوست" لم يعترف بأنه طلب بيتزا من مكتبه، حتى إن أحدهم علّق أن خدمة الهاتف داخل المبنى سيئة جداً. وسأل آخر: "هل يمكن حتى تسليم بيتزا إلى أحد أكثر الأبنية أمناً في العالم؟".
الصحيفة الأميركية ذكرت أن وزارة الدفاع لم ترد على استفساراتها، لكن وكالة الحماية التابعة لها أوضحت أن جميع الزوار يخضعون لفحص أمني مشدد، وكل ما يُسلّم إلى المبنى يجب أن يمر عبر منشأة تسليم منفصلة، حيث تُصادر الأطعمة القابلة للتلف.
ومع ذلك، يمكن للموظفين إحضار طعام حصلوا عليه بأنفسهم من الخارج، شرط فحصه عند الدخول، مما يفتح الباب نظرياً لسيناريو شراء البيتزا من مدخل محطة المترو القريبة.
ويختتم التقرير برأي أحد المسؤولين السابقين في "البنتاغون"، العقيد المتقاعد في البحرية الأميركية فيليب غرين الذي قال: "الأمر كله يبقى في إطار القصص المتناثرة، لكنها منطقية. عندما نعمل حتى وقت متأخر، نحتاج إلى طعام سريع… سواء بيتزا أو طعام صيني".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأمناء
منذ ساعة واحدة
- الأمناء
الأولى منذ الحرب.. جولة محادثات نووية محتملة الأسبوع المقبل
في أول محادثات مباشرة منذ الضربة الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، يخطط مبعوث الرئيس الأمريكي، ستيف ويتكوف للقاء وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في أوسلو الأسبوع المقبل، لاستئناف المحادثات النووية. ونقل موقع «أكسيوس» الأمريكي عن مصدرين مطلعين على المناقشات، قولهما، إنه لم يُحدد موعد نهائي بعد، ولم يُؤكّد أيٌّ من البلدين علنًا عقد الاجتماع. لكن في حال عقده، فسيكون أول محادثات مباشرة منذ أن أمر الرئيس ترامب بشن ضربة عسكرية غير مسبوقة على المنشآت النووية الإيرانية الشهر الماضي. وقال مسؤول في البيت الأبيض لـ«أكسيوس»: «ليس لدينا أي إعلانات سفر في هذا الوقت»، فيما رفضت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة التعليق. وبحسب مصادر «أكسيوس»، فإن ويتكوف وعراقجي كانا على اتصال مباشر أثناء وبعد الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران، والتي انتهت بوقف إطلاق النار بوساطة الولايات المتحدة. كما شارك مسؤولون عمانيون وقطريون في التوسط بين الجانبين. وفي أعقاب الحرب مباشرة، كان الإيرانيون مترددين في التعامل مع الولايات المتحدة، لكن هذا الموقف أصبح أكثر ليونة تدريجيا، يقول «أكسيوس». قضايا على الطاولة وبحسب الموقع الأمريكي، فإن القضية الرئيسية في أي محادثات مستقبلية ستكون مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب، والذي يشمل 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%. ويقول مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون، إن المواد «مغلقة حاليا عن العالم الخارجي داخل المواقع النووية الثلاثة التي تعرضت للهجوم خلال الضربات المشتركة: منشآت التخصيب في نطنز وفوردو، والأنفاق تحت الأرض في موقع أصفهان». ورغم أن «إيران غير قادرة على الوصول إلى المخزون في الوقت الحالي بسبب الأضرار الناجمة عن الضربات، لكن يمكن استعادته بمجرد إزالة الأنقاض»، بحسب «أكسيوس». وفي وقت سابق من هذا الأسبوع أعلنت إيران، تعليق كل أشكال التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وكتب عراقجي يوم الخميس أن إيران تظل ملتزمة بمعاهدة منع الانتشار النووي واتفاقية الضمانات الخاصة بها.


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
ميركل: ترمب يسعى لجذب الانتباه... وأزمة الديون اليونانية أبكتني
وصفت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنه يسعى لجذب الانتباه. وفي حديثها خلال فعالية نظمتها صحيفة «كاثيميريني» اليونانية في أثينا، مساء الأربعاء، للترويج للترجمة اليونانية لمذكراتها بعنوان «الحرية»، استذكرت ميركل كيف رفض ترمب مصافحتها في اجتماع بالمكتب البيضاوي في مارس (آذار) 2017، لكنه فعل ذلك خارج القاعة عندما لم تكن الكاميرات تصوّر، وفق ما نقله موقع «بوليتيكو». وقالت ميركل: «لقد ارتكبتُ خطأً بقول: دونالد، يجب أن نصافح، ولم يفعل. أراد لفت الانتباه إلى نفسه. هذا ما يريده: تشتيت الانتباه وجعل الجميع ينظرون إليه. يمكنك أن ترى ذلك فيما يفعله بشأن الرسوم الجمركية. في النهاية، يجب أن يحقق نتائج جيدة للشعب الأميركي. عليه أن يثبت قدراته، على الأقل لبلده». وأضافت ميركل أن على الأوروبيين «أن يقفوا متحدين وألا يرهبهم فرض ترمب المزيد من الرسوم الجمركية على الاتحاد، بل يجب علينا الرد برسوم جمركية خاصة بنا». وقالت: «لا أدعو إلى قطع العلاقات مع الولايات المتحدة، لكن يجب علينا التفاوض. حتى الولايات المتحدة لا تستطيع الصمود بمفردها». وأضافت: «أرى تطوراً إشكالياً. عندما يقول نائب الرئيس جيه دي فانس: (نحن شركاء، ولن ندعمكم إلا إذا وافقتم على مفهومنا للحرية)، وهو ما يعني عدم وجود قواعد وضوابط، فهذا في الواقع تهديد لديمقراطيتنا». لطالما اتسمت علاقة ميركل وترمب بالتوتر. ففي مذكراتها، كتبت عن ترمب: «كان يحكم على كل شيء من منظور رجل أعمال عقاري قبل دخوله عالم السياسة. لم يكن من الممكن تخصيص كل عقار إلا مرة واحدة. إذا لم يحصل عليه، فسيحصل عليه غيره. هكذا كان ينظر إلى العالم». بالنسبة له، كانت جميع الدول في تنافس فيما بينها، حيث كان نجاح إحداها يعني فشل الأخرى؛ لم يكن يؤمن بإمكانية زيادة ازدهار الجميع من خلال التعاون. المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل تتحدث مع رئيس تحرير صحيفة «كاثيميريني» اليونانية أليكسيس باباهيلاس في أثينا يوم 2 يوليو 2025 (أ.ف.ب) جاءت زيارة المستشارة الألمانية السابقة لأثينا قبل أيام قليلة من الذكرى السنوية العاشرة لاستفتاء اليونان على خطة الإنقاذ عام 2015. وصفت ميركل مكالمتها الهاتفية مع رئيس الوزراء اليوناني السابق أليكسيس تسيبراس، التي علمت خلالها أن اليونان ستجري استفتاءً حول قبول شروط خطة الإنقاذ من دائنيها الدوليين، وهي خطوة كان من الممكن أن تنتهي بخروج اليونان من منطقة اليورو، قائلة إن المكالمة كانت الأكثر «مفاجأة» في مسيرتها السياسية، وتركتها «مذهولة»، لا سيما عندما علمت أن تسيبراس سيقود حملة للتصويت بـ«لا» على المقترح. ومع ذلك، قالت إنها وتسيبراس «توطدت علاقتهما» تدريجياً، وأنه «كان صادقاً» و«لم يحاول تضليلها». قالت المستشارة السابقة أيضاً إنها والرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما كان لديهما وجهات نظر مختلفة حول كيفية التعامل مع ديون اليونان المتراكمة. وأضافت أن أوباما لم يفهم الجوانب القانونية أو كيفية عمل الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي بشكل مختلف عن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي. وصرّحت ميركل: «في لحظة ما، انفجرتُ بالبكاء من شدة الضغط»، مضيفةً بابتسامة: «امرأة تبكي خلال قمة». وأكدت ميركل أنها لم ترغب أبداً في خروج اليونان من منطقة اليورو. وتابعت: «لا أستطيع تخيّل أوروبا (الاتحاد الأوروبي) من دون اليونان عضواً قوياً».

سعورس
منذ 2 ساعات
- سعورس
الذهب يحافظ على مكاسبه وسط مخاوف العجز المالي الأميركي
استقر سعر الذهب الفوري عند 3,337.12 دولارًا للأونصة، واستقرت عقود الذهب الأميركية الآجلة عند 3,346 دولارًا. وانخفض مؤشر الدولار الأميركي إلى أدنى مستوى له في أكثر من ثلاث سنوات، مما جعل السبائك في متناول حاملي العملات الأخرى. وقالت إيليا سبيفاك، رئيس قسم الاقتصاد العالمي في تاست لايف: "تشهد أسعار الذهب استقرارًا بعد تسجيل أقوى مكاسب في أسبوعين. ولا يزال الاتجاه العام يميل نحو الارتفاع في الوقت الحالي"، مضيفًا أن توقعات سياسة الاحتياطي الفيدرالي تتصدر المشهد حاليًا. وأكد باول مجدداً أن البنك المركزي الأميركي يعتزم "الانتظار ومعرفة المزيد" حول تأثير الرسوم الجمركية على التضخم قبل خفض أسعار الفائدة، متجاهلاً بذلك مطالب الرئيس الأميركي دونالد ترمب بخفض فوري وعميق لأسعار الفائدة. ارتفعت فرص العمل في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع في مايو، لكن تراجع التوظيف أضاف إلى المؤشرات على تباطؤ سوق العمل وسط حالة من عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترمب على الواردات. وينتظر المستثمرون الآن بيانات التوظيف الأميركية، وأرقام الوظائف غير الزراعية يوم الخميس لمزيد من الرؤى حول ظروف سوق العمل. وقالت سبيفاك: "أكبر خطر على الذهب هو نتيجة قوية بشكل غير متوقع لبيانات الوظائف غير الزراعية، لكن يبدو أن حدوث ذلك مستبعد". في غضون ذلك، أقرّ الجمهوريون في مجلس الشيوخ الأميركي بفارق ضئيل مشروع قانون ترمب للضرائب والإنفاق يوم الثلاثاء، وهو حزمة من التخفيضات الضريبية، وتقليص برامج شبكات الأمان الاجتماعي، وزيادة الإنفاق العسكري، مع إضافة 3.3 تريليونات دولار إلى الدين العام. وسيُحال الآن إلى مجلس النواب للموافقة النهائية المحتملة، حيث يهدف ترمب إلى توقيعه ليصبح قانونًا نافذًا بحلول عطلة عيد الاستقلال في 4 يوليو. وأعرب ترمب يوم الثلاثاء عن تفاؤله بشأن اتفاقية تجارية محتملة مع الهند ، لكنه أبدى تشككه في التوصل إلى اتفاقية مماثلة مع اليابان. وأضاف أنه لا يفكر في تمديد الموعد النهائي المحدد في 9 يوليو للدول للتفاوض على اتفاقيات تجارية. ارتفع الذهب بأكثر من 2 % هذا الأسبوع حتى الآن، معوضًا خسائره التي تكبدها الأسبوع الماضي عندما قلل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران من جاذبية الذهب كملاذ آمن. في غضون ذلك، كرر رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الثلاثاء أن البنك المركزي سينتظر ويدرس آثار الرسوم الجمركية قبل خفض أسعار الفائدة، متحديًا دعوات ترمب إلى تخفيضات سريعة وعميقة. وفسر المستثمرون تصريحات باول الأخيرة بأنها تميل إلى التيسير الكمي، حيث لم يستبعد احتمالات خفض أسعار الفائدة الشهر المقبل. ودعمت توقعات انخفاض أسعار الفائدة ومخاوف العجز المالي الأميركي أسعار الذهب، في حين عززت حالة عدم اليقين بشأن اتفاقيات التجارة الأميركية قبل الموعد النهائي الوشيك في 9 يوليو المعنويات. وصرح ترمب بأنه لا يخطط لتمديد الموعد النهائي، وأنه سيُخطر الدول برسومها الجمركية عبر رسائل رسمية. وقال إن الهند قد تُخفف القيود المفروضة على الشركات الأميركية، مما يفتح الباب أمام التوصل إلى اتفاق، لكنه أضاف أنه يُشكك في التوصل إلى اتفاق مع اليابان. وشهدت أسواق المعادن حالة من الهدوء إلى حد كبير مع سعي المستثمرين إلى توضيح بشأن الصفقات التجارية والتعريفات الجمركية القطاعية. واستقر سعر الفضة الفوري عند 36.06 دولارًا للأونصة، بينما ارتفع البلاتين بنسبة 0.1 % ليصل إلى 1,352.50 دولارًا، وزاد البلاديوم بنسبة 1.3 % ليصل إلى 1,114.16 دولارًا. في الوقت نفسه، ارتفعت العقود الآجلة للنحاس في بورصة لندن للمعادن بنسبة 0.4 % لتصل إلى 9,968.65 دولارًا للطن، بينما قفزت العقود الآجلة للنحاس الأميركي بنسبة 1.6 % لتصل إلى 5.1165 دولارًا للرطل. في بورصات الأسهم، ارتفعت الأسهم العالمية، وتراجع الدولار قرب أدنى مستوى له في ثلاث سنوات يوم الأربعاء، مع تفكير المستثمرين في احتمال خفض أسعار الفائدة الأميركية والتدافع نحو إبرام صفقات تجارية قبل الموعد النهائي الذي حدده الرئيس دونالد ترمب في 9 يوليو لفرض رسوم جمركية. ومن المتوقع أيضًا أن يُجري المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي مفاوضات هذا الأسبوع في واشنطن لتجنب فرض رسوم جمركية أميركية أعلى. ارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.1 %، وارتفع مؤشر داكس الألماني بنسبة 0.3 % في التعاملات المبكرة. وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، أشارت العقود الآجلة التي تتبع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى افتتاح مرتفع بعد أن تراجع المؤشر القياسي من أعلى مستوى قياسي له في الجلسة السابقة. وشهد مؤشر ام اس سي آي الأوسع نطاقًا لأسهم آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان جلسة متقلبة في وقت سابق من اليوم، وسجل آخر ارتفاع بنسبة 0.1 %، ومع ذلك، أثرت الغموضات التجارية على الأسهم اليابانية التي خسرت 0.5 %. وقال ماتياس شايبر، مدير المحافظ الأول ورئيس فريق حلول الأصول المتعددة في شركة السبرينق جلوبال: "لقد رأيتم في مفاوضات التجارة الأخرى أنها تستغرق سنوات إذا أردتم إجراؤها بشكل صحيح". وأضاف "إنه ليس أمرًا يُتفاوض عليه خلال أسبوع. أعتقد أن هذا ما تُدركه الولايات المتحدة الآن أيضًا. إذا رُفعت الرسوم الجمركية مجددًا وساء الوضع، على المدى القصير، فسنشهد بالتأكيد بعض التقلبات." وأظهرت بيانات يوم الثلاثاء أن سوق العمل الأميركي ظلّ صامدًا مع ارتفاع فرص العمل المتاحة لشهر مايو، مما زاد من التركيز على تقرير الرواتب المُقرر صدوره يوم الخميس، حيث يُحاول المستثمرون استشراف موعد خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة. وأكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، الذي تعرّض لانتقادات من ترمب لخفض أسعار الفائدة فورًا، أن البنك المركزي الأميركي يعتزم "الانتظار ومعرفة المزيد" حول تأثير الرسوم الجمركية على التضخم قبل خفض أسعار الفائدة. ويُقدّر المُتداولون حوالي 64 نقطة أساس من التخفيضات هذا العام من الاحتياطي الفيدرالي، مع احتمالات تبلغ 21 % لإجرائها في يوليو. وحام مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الأميركية مقابل ست عملات منافسة، بالقرب من أدنى مستوى له منذ أوائل عام 2022، وكان آخر مستوى له عند 96.705. وقال محللون إن أي علامات على ضعف سوق العمل قد تزيد من الضغط على الدولار. وتحول تركيز المستثمرين خلال الأيام القليلة الماضية إلى تقدم مشروع قانون ترمب الضخم للضرائب والإنفاق، والذي من المتوقع أن يضيف 3.3 تريليونات دولار إلى الدين الوطني، ويخفض الضرائب، ويقلص برامج شبكة الأمان الاجتماعي. يتجه التشريع إلى مجلس النواب للحصول على الموافقة النهائية المحتملة بعد أن أقره الجمهوريون في مجلس الشيوخ الأميركي بأضيق هامش. وأثار مشروع القانون مخاوف مالية، لكن رد الفعل كان خافتًا نسبيًا في أسواق السندات بعد إقراره في مجلس الشيوخ. وأدى عدم اليقين بشأن آفاق المالية العامة والتجارة وأسعار الفائدة إلى هروب المستثمرين من الأصول الأميركية والبحث عن بدائل. وقد تجلى ذلك في خسارة الدولار الأميركي بنسبة 10 %، وهو أسوأ أداء له في النصف الأول من العام منذ سبعينيات القرن الماضي. وشهدت معظم أسواق الأسهم في الخليج العربي تراجعًا في التعاملات المبكرة يوم الأربعاء، حيث قيّم المستثمرون حالة عدم اليقين بشأن اتفاقيات التجارة الأميركية مع اقتراب الموعد النهائي لتطبيق الرسوم الجمركية في يوليو، بينما أبقت تعليقات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي توقعات خفض سعر الفائدة قائمة. وانخفض مؤشر أبوظبي القياسي بنسبة 0.2 %، متأثرًا بانخفاض سهم رأس الخيمة العقارية بنسبة 1.4 %، وسهم الدار العقارية بنسبة 0.4 %. وأعلنت شركة الدار العقارية، الرائدة في الإمارة، يوم الثلاثاء عن استحواذها على أصول تخزين وعقارات صناعية في منطقة الظفرة بأبوظبي من شركة الواحة كابيتال مقابل 530 مليون درهم. وانخفض مؤشر سوق دبي المالي القياسي بنسبة 0.3 %. وانخفض سهم الاتحاد العقارية بنسبة 1.8 %، وخسر سهم بنك الإمارات دبي الوطني، أكبر بنك مُقرض في الإمارة، 0.9 %. وانخفض مؤشر بورصة قطر القياسي بنسبة 0.3 %، مع انخفاض سهم قطر لنقل الغاز بنسبة 1.6 %، وسهم بنك قطر الوطني، أكبر بنك مُقرض في المنطقة، بنسبة 0.3 %. وانخفض مؤشر بورصة السعودية القياسي بنسبة 0.1 %، وسهم الشركة الوطنية للنقل البحري بنسبة 3.7 %، وسهم شركة التعدين العربية السعودية بنسبة 1 %. وقالت شركة التعدين الرائدة في المملكة العربية السعودية "معادن" إنها أكملت عملية الاستحواذ على كامل الحصة المملوكة لشركة إيه دبليو إيه السعودية في شركة مباك وشركة الكوا السعودية في شركة معادن للألمنيوم. لكن شركة خدمات حقول النفط السعودية العربية للحفر ارتفعت 5.5 % بعد أن قالت شركة الحفر إنها حصلت على تمديد عقود بقيمة 1.37 مليار ريال (365.33 مليون دولار) لأربع منصات مع أرامكو السعودية. وأكد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، جيروم باول يوم الثلاثاء، على خطط البنك المركزي الأميركي للانتظار والتعرف على المزيد قبل خفض أسعار الفائدة. وارتفعت توقعات السوق لخفض أسعار الفائدة في يوليو إلى 21.2 %، مقارنةً ب 18.6 % في الجلسة السابقة. ولقرارات الاحتياطي الفيدرالي تأثير كبير على السياسة النقدية في منطقة الخليج، حيث إن معظم عملاتها مرتبطة بالدولار الأميركي.