
هل يفوز دونالد ترمب بجائزة نوبل للسلام؟.. ترشيحات ووساطات دولية تعزز حظوظه
مع كل منعطف سياسي أو دبلوماسي، يعود اسم الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، ليطرح بقوة في أروقة الجدل العالمي حول جائزة نوبل للسلام.
فهل تكلل جهوده المثيرة للجدل، من "اتفاقيات أبراهام" إلى مساعيه الأخيرة لوقف الحروب في أوكرانيا وغزة، بالفوز بأرفع تكريم عالمي في مجال السلام؟ يبقى السؤال مفتوحًا، محاطًا بالترشيحات الموثقة والانقسام العميق حول إرثه.
خلال عام 2025، تعززت حظوظ ترمب في النقاشات الدائرة حول الجائزة بعد حصوله على عدة ترشيحات رسمية. ففي مارس/آذار الماضي، قدم النائب الجمهوري داريل عيسى ترشيحًا لترمب، مشيرًا ليس فقط إلى دوره في "اتفاقيات أبراهام" التاريخية عام 2020، بل معتبرًا أن مجرد انتخابه لولاية ثانية "بدأ بشكل ملموس قضية السلام في مناطق عديدة من العالم".
كما برز ترشيح آخر في يونيو/حزيران 2025 من قبل النائب الجمهوري بادي كارتر، الذي أشاد بـ"الدور الاستثنائي والتاريخي" لترمب في التوصل إلى وقف إطلاق النار بين كيان الاحتلال الإسرائيلي وإيران في نزاع وصفه بـ"حرب الـ12 يومًا".
بالإضافة إلى ذلك، أعلنت الحكومة الباكستانية نيتها ترشيح ترمب للجائزة تقديرًا لـ"تدخله الدبلوماسي الحاسم" في تهدئة التوترات الأخيرة بين الهند وباكستان.
اتفاقيات أبراهام وملفات ساخنة
يشكل "اتفاقيات أبراهام"، التي أدت إلى تطبيع العلاقات بين كيان الاحتلال الإسرائيلي وكل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين، ولاحقًا السودان والمغرب، الحجر الأساس في ملف ترمب لجائزة نوبل.
ويرى أنصاره في هذه الاتفاقيات إنجازًا تاريخيًا حقيقيًا وكسرًا لجمود دام عقودًا في دبلوماسية الشرق الأوسط، حيث نجحت إدارته في تحقيق ما فشل فيه كثيرون من خلال مقاربة جديدة تجاوزت المسار التقليدي للصراع الفلسطيني مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.
ومما عزز حظوظه بشكل كبير، دخوله على خط اثنين من أعنف الصراعات في العالم. فقد أطلق ترمب، منذ توليه منصبه، مساعي وضغوطًا دبلوماسية مكثفة بهدف وقف الحرب في أوكرانيا والحرب المدمرة في قطاع غزة، مكررًا وعوده الانتخابية بأنه "صانع الصفقات" الوحيد القادر على إنهاء هذه النزاعات بسرعة، وهي خطوات يروج لها مؤيدوه كدليل على جدارته بالجائزة.
ويضاف إلى ذلك خطوته اللافتة برفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية عن سوريا بعد انهيار نظام بشار الأسد، في خطوة اعتبرها البيت الأبيض بادرة "لدعم الشعب السوري وفتح صفحة جديدة" تهدف إلى تحقيق الاستقرار في بلد مزقته الحرب لسنوات طويلة.
ويجادل المؤيدون بأن هذه التحركات مجتمعة، التي تمت بوساطة أمريكية مباشرة، تمثل نموذجًا للسلام القائم على القوة والدبلوماسية الحاسمة، وهو ما يستحق التقدير بجائزة نوبل للسلام.
وجهة نظر معارضة
على الجانب الآخر، يرى منتقدون أن فوز ترمب بالجائزة سيكون تقويضًا لمبادئها الأساسية. ويشير هؤلاء إلى أن سياسته الخارجية تحت شعار "أمريكا أولاً" أدت إلى إضعاف التحالفات التقليدية والمنظمات متعددة الأطراف التي شكلت حجر الزاوية في النظام العالمي لعقود.
ويستند المعارضون إلى قراراته السابقة بالانسحاب من اتفاق باريس للمناخ، والاتفاق النووي الإيراني، ومنظمة الصحة العالمية، كأدلة على ازدراء العمل الجماعي. كما يعتبرون أن خطابه السياسي الحاد والمستقطب لا يتماشى مع روح السلام والتفاهم التي ترمز إليها الجائزة.
وفي تطور لافت، أعلن النائب الأوكراني البارز، أولكسندر ميريجكو، في يونيو/حزيران 2025، أنه سحب ترشيحه السابق لترمب للجائزة، معللاً ذلك بـ"فقدان الثقة والإيمان" بقدرة ترمب على المساعدة في إنهاء الحرب الروسية-الأوكرانية، وهي خطوة تعكس مدى تعقيد صورته على الساحة الدولية.
سرية المداولات وتاريخ الجائزة المثير للجدل
من المهم الإشارة إلى أن عملية اختيار الفائز بجائزة نوبل للسلام محاطة بالسرية التامة. يحق لآلاف الأشخاص حول العالم تقديم الترشيحات قبل الموعد النهائي في 31 يناير من كل عام.
وتحتفظ لجنة نوبل النرويجية بقائمة المرشحين سرية لمدة 50 عامًا. إن مجرد الترشيح لا يعني المصادقة من قبل اللجنة، التي تختار الفائز بناءً على مداولات طويلة تستمر حتى إعلان النتيجة في أكتوبر.
ولطالما كان تاريخ الجائزة حافلاً بالخيارات المثيرة للجدل. فقد واجه فوز الرئيس الأمريكي باراك أوباما عام 2009 بالانتقاد لكونه جاء في بداية ولايته وقبل تحقيق إنجازات ملموسة.
كما أثار منح الجائزة لوزير الخارجية الأمريكي هنري كيسينجر عام 1973، وللزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عام 1994 (بالتقاسم مع شيمون بيريز وإسحق رابين)، جدلاً واسعًا في حينه.
إن إمكانية فوز دونالد ترمب بجائزة نوبل للسلام تعكس الاستقطاب الحاد حول شخصيته وإرثه.
فبينما يمتلك الآن في جعبته ملفًا قويًا من الإنجازات والمساعي الدبلوماسية، يواجه في المقابل سجلاً من السياسات والخطابات التي يعتبرها الكثيرون معادية لروح التعاون والسلام الدولي.
سيبقى القرار النهائي في يد لجنة نوبل النرويجية الخمسة، التي ستحدد ما إذا كانت إنجازاته ترقى إلى مستوى "أعظم فائدة للبشرية" في مجال السلام.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Amman Xchange
منذ ساعة واحدة
- Amman Xchange
وزير الخزانة الأميركي: نقترب من إبرام عدد من الاتفاقات التجارية
لندن: «الشرق الأوسط» قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، الأحد، إن الولايات المتحدة تقترب من التوصل إلى عدد من الاتفاقات التجارية قبل موعد التاسع من يوليو (تموز) الحالي الذي يبدأ فيه سريان رسوم جمركية مرتفعة، متوقعاً صدور عدة إعلانات كبيرة خلال الأيام المقبلة. وأضاف بيسنت لشبكة «سي إن إن» أن إدارة ترمب ستبعث أيضاً برسائل إلى 100 دولة لا تجمعها تعاملات تجارية كبيرة بالولايات المتحدة لإخطارها بأنها ستواجه رسوماً جمركية أعلى تحددت في بادئ الأمر في الثاني من أبريل (نيسان) قبل تعليقها حتى التاسع من يوليو. وقال الوزير: «سيوجه الرئيس (الأميركي دونالد) ترمب رسائل إلى بعض شركائنا التجاريين يقول فيها إذا لم تحركوا الأمور، فسنعود في أول أغسطس (آب) إلى مستوى الرسوم الجمركية التي تحددت لكم في الثاني من أبريل؛ لذا، أعتقد أننا سنشهد سريعاً جداً (إبرام) الكثير من الاتفاقات». ونفى بيسنت أن يكون الأول من أغسطس موعداً نهائياً جديداً للمفاوضات. وقال: «هذا هو موعد حدوث ذلك. إذا كنتم ترغبون في تسريع الأمور، فافعلوا ذلك. أما إذا كنتم ترغبون في العودة إلى الرسوم القديمة، فهذا خياركم». وقال وزير الخزانة الأميركي إن إدارة ترمب تُركز على 18 شريكاً تجارياً مهماً يُمثلون 95 في المائة من العجز التجاري الأميركي. لكنه قال إن هناك «تلكؤاً كبيراً» بين الدول في التوصل إلى اتفاق تجاري. وامتنع عن ذكر أسماء الدول التي كانت قريبة من إبرام اتفاق تجاري، مضيفاً: «لأنني لا أريد أن أتركها تفلت من العقاب». وصرح ترمب مراراً وتكراراً بأن الهند على وشك توقيع اتفاق، وأعرب عن أمله في إمكانية التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي، بينما شكك في إمكانية التوصل إلى اتفاق مع اليابان. ومنذ توليه منصبه، أشعل الرئيس الأميركي حرباً تجارية عالمية قلبت الأسواق المالية رأساً على عقب، ودفعت صانعي السياسات إلى التسرع لحماية اقتصاداتهم، بما في ذلك من خلال إبرام صفقات مع الولايات المتحدة ودول أخرى. وفي 2 أبريل، أعلن ترمب عن فرض رسوم جمركية أساسية بنسبة 10 في المائة ومبالغ إضافية على معظم الدول، بعضها يصل إلى 50 في المائة. وأثار هذا اضطراباً في الأسواق المالية؛ ما دفع ترمب إلى تعليق جميع الرسوم باستثناء 10 في المائة لمدة 90 يوماً لإتاحة مزيد من الوقت للمفاوضات لإبرام الصفقات، لكن العملية أثبتت أنها أكثر صعوبة مما كان متوقعاً. وتنتهي هذه الفترة في 9 يوليو أي يوم الأربعاء، على الرغم من أن ترمب صرّح، صباح الجمعة، بأن الرسوم الجمركية قد تكون أعلى من ذلك – وقد تصل إلى 70 في المائة - ومن المقرر أن يدخل معظمها حيز التنفيذ في 1 أغسطس. وعندما سُئل بيسنت عن نسبة الـ70 في المائة، أشار إلى قائمة 2 أبريل، لكنها لم تتضمن هذه المعدلات المرتفعة. وأوضح أن «الخطة المتبعة في محادثات التجارة تقوم على ممارسة أقصى قدر من الضغط... الولايات المتحدة لديها قوة تفاوضية في محادثات التجارة مع الاتحاد الأوروبي»، موضحاً في تصريحات لقناة «فوكس نيوز»: «المحادثات التجارية مع الاتحاد الأوروبي تمضي قدماً». إضافة إلى ذلك، نقلت قناة «سي إن بي سي تي في 18» الإخبارية الهندية، الأحد، عن مصادر قولها، إن من المحتمل أن تتخذ الهند والولايات المتحدة قراراً نهائياً بشأن اتفاق تجاري مصغر في غضون 48 ساعة. وأضافت القناة عبر منصة «إكس» أن المحادثات بشأن الاتفاق التجاري المصغر اكتملت، وأن الجانبين سيشرعان في مفاوضات بشأن اتفاق أوسع نطاقاً بعد التاسع من يوليو الحالي. ونقلت القناة عن مصادر لم تذكرها بالاسم قولها، إن من المتوقع أن يبلغ متوسط الرسوم الجمركية بموجب الاتفاق التجاري المصغر 10 في المائة.


سواليف احمد الزعبي
منذ 4 ساعات
- سواليف احمد الزعبي
ترامب: من الممكن التوصل إلى اتفاق بعزة هذا الأسبوع وسنبرم اتفاق دائم مع إيران
#سواليف ألقى الرئيس الأمريكي دونالد #ترامب كلمة اليوم حول لقائه المرتقب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو في #البيت_الأبيض، والمحادثات حول #صفقة_التبادل. وفي حديثه للصحفيين قبل عودته إلى البيت الأبيض من عطلة نهاية أسبوع في نيوجيرسي، قال ترامب: 'سأتحدث مع نتنياهو حول اتفاق دائم مع #إيران. مضيفا 'نحن قريبون من التوصل إلى اتفاق في #غزة – يمكننا التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع'. مقالات ذات صلة الاثنين .. الأجواء حارة نسبياً واضاف :' سنناقش مع نتنياهو اتفاقًا دائمًا مع إيران. قد يتم إطلاق سراح عدد لا بأس به من #الاسرى . هناك فرصة جيدة للتوصل إلى اتفاق مع حماس في وقت مبكر من هذا الأسبوع'.


رؤيا
منذ 4 ساعات
- رؤيا
ترمب يسخر من حزب ماسك الجديد: "فكرة سخيفة تُربك النظام السياسي
ترمب: أي محاولة لإضافة حزب ثالث ستزيد فقط من الارتباك والفوضى هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الأحد، إعلان رجل الأعمال إيلون ماسك تأسيس حزب سياسي جديد، واصفًا الخطوة بأنها "سخيفة" و"غير ضرورية". وقال ترمب للصحافيين من نيوجيرسي قبيل توجهه إلى واشنطن: "أعتقد أن تأسيس حزب ثالث أمر سخيف. وأضاف: "نحن نحقق نجاحًا باهرًا مع الحزب الجمهوري"، مشددًا على أن "النظام السياسي في أمريكا قام دائمًا على حزبين، وأي محاولة لإضافة حزب ثالث ستزيد فقط من الارتباك والفوضى". وكان أعلن إيلون ماسك، السبت، عن تأسيس حزب سياسي جديد يحمل اسم "حزب أمريكا"، مؤكدًا أن الهدف من تشكيله هو "إعادة الحرية إلى الأمريكيين"، في خطوة قد تُحدث تحوّلًا لافتًا في المشهد السياسي الأمريكي. وقال ماسك في منشور على منصته "إكس "أُعلن اليوم عن تأسيس حزب أمريكا، حزب يعيد لكم الحرية". وجاء إعلان ماسك عقب استطلاع رأي أجراه على منصة "إكس"، أظهر تأييد 80% من المشاركين لفكرة إنشاء كيان سياسي يمثل "الوسط المعتدل"، في ظل الاستقطاب الحاد بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي. ويُذكر أن ماسك شغل منصب مستشار في البيت الأبيض لأكثر من مئة يوم، قبل أن يدعو مؤخرًا إلى عزل الرئيس دونالد ترمب، وهي الدعوة التي رد عليها ترمب بتلميحات عن وجود "دوافع شخصية" تقف وراء موقف ماسك.