logo
ماذا يُجهّز ترامب للقاء نتنياهو؟

ماذا يُجهّز ترامب للقاء نتنياهو؟

تذهب المؤشرات المتفائلة إلى أن لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيسفر عن إعلان لوقف إطلاق النار في غزة، والتمهيد لجولة من المفاوضات الجادة، بعد ماراثون من المشاورات.
وزيارة نتنياهو هي الثالثة إلى البيت الأبيض منذ تولي ترامب ولايته الثانية، وتجري الترتيبات في البيت الأبيض ليكون اللقاء بمثابة الاحتفال بالانتصار بعد الهجوم الأميركي - الإسرائيلي المشترك ضد إيران.
ومن المتوقع بقوة أن يتناول اللقاء قضايا عدة تبدأ من غزة وصولاً إلى تقييم الوضع في إيران، والخطوط الحمراء التي يتوجب رسمها لطهران حول تخصيب اليورانيوم، وما يمكن أن تسير عليه المفاوضات المحتملة أو فرص العمل العسكري مرة أخرى، كما تتطرق أجندة النقاشات إلى الوضع في لبنان والوضع في سوريا. كما لا يخفي ترامب رغبته في ضم دول جديدة إلى «الاتفاقات الإبراهيمية» بما يعنيه ذلك من إقامة علاقات مع إسرائيل
فرص إعلان صفقة
مع تصريحات ترامب بموافقة إسرائيل على قبول إطار وقف إطلاق النار المؤقت في غزة لمدة شهرين، و«إيجابية» رد «حماس»؛ فإن التساؤلات تدور حول ما يحمله ترامب في جعبته لنتنياهو، بما يقود فعلياً إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية، وهو الشرط الذي ما زالت «حماس» تتمسك به.
ويقول مسؤولون بالإدارة الأميركية إن الرئيس ترامب يأمل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن لدى حركة «حماس» ووقف «الأعمال العدائية»، وأشاروا إلى تصريحاته بأنه «سيكون حازماً للغاية» مع نتنياهو بشأن إنهاء الصراع، واعتقاده بإمكان التوصل إلى اتفاق.
وتشير تسريبات إلى أن ترامب «يرغب في الإعلان عن مشاورات لتوسيع الاتفاقات الإبراهيمية»، وهي النقطة التي غالباً ما سيركز عليها الرئيس الأميركي للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي لقبول صفقة لإنهاء الحرب مقابل التوصل إلى «صفقة متعددة الأطراف» أوسع نطاقاً لإعادة تشكيل ميزان القوى في المنطقة بعد حرب الاثني عشر يوماً بين إسرائيل وإيران.
وتدور تكهنات حول سيناريو متفائل بإعلان الاتفاق والترويج بقدرات الرئيس وسياساته الناجحة لإنهاء معاناة الفلسطينيين في غزة وأخذ الخطوات لإنهاء الحرب، لكن في مقابل ذلك هناك سيناريو متشائم يرجح ألا يتمكن الرئيس ترامب من إعلان وقف إطلاق النار والاكتفاء بتصريحات بالاقتراب من التوصل إلى اتفاق نظراً للفجوات الكبيرة بين رغبات إسرائيل ومطالب «حماس».
السيناريو الأول
الرهان وراء سيناريو التفاؤل بعد انهيار المفاوضات السابقة يرجع إلى رغبة الرئيس ترامب في تحقيق انتصار سياسي، بعد إعطاء رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتاً كافياً لتحقيق أهدافه العسكرية وتمديد فترة بقائه في السلطة والضغط على المدعين العامين الإسرائيليين لوقف الملاحقات القضائية بتهم الفساد ضد نتنياهو.
ويقول المحللون إن ترامب يريد التفاخر بقدرته على تنفيذ وعوده بالقضاء على الفوضى في الشرق الأوسط وإحلال السلام من خلال دخول الولايات المتحدة كضامن للالتزام بوقف إطلاق النار.
ويشير جون هانا، الباحث بالمعهد اليهودي للأمن القومي، إلى أن جزءاً كبيراً من خطة الرئيس ترامب لدفع الصفقة بالتوازي مع تفكيك حركة «حماس» هو إيجاد بديل يقنع الفلسطينيين بأن هناك مستقبلاً يتجاوز «حماس».
وأحد المقترحات التي تحظى بقبول واسع في الأوساط الإسرائيلية والأميركية هي فكرة تمكين العشائر الفلسطينية المحلية من إنشاء مناطق «حكم ذاتي»، حيث يقوم سكان غزة المحليون بدوريات الأمن الداخلي، بينما يتولى الجيش الإسرائيلي مهام الدفاع.
وتقول صحيفة «واشنطن بوست» إن «نتنياهو يتمتع بنفوذ للموافقة على اتفاق سلام على الرغم من اعتراضات اليمين المتطرف في حكومته»، مرجعة ذلك إلى «ارتفاع شعبيته عقب الضربات الأميركية الإسرائيلية على إيران إضافة إلى أن الحملة العسكرية بعد أكثر من 20 شهراً أثبتت أن المفاوضات هي الطريقة المثلى لإعادة الرهائن، وأن السيطرة على قطاع غزة أمر بالغ الصعوبة».
وتقول شيرا إيفرون مدير الأبحاث في «منتدى السياسة الإسرائيلية» بنيويورك إن هناك «أسباباً للتفاؤل وهو دعوة ترامب الواضحة وضغوطه لإبرام الصفقة، ورغبته الحقيقية لإنهاء تلك الحرب». وتقول: «أعتقد أننا سنرى وقفاً كاملاً لإطلاق النار مقنعاً في صورة اتفاق جزئي».
مبررات التشاؤم
لكن وفقاً لتصريحات داني دانون، السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، للصحافيين، فإن وقف إطلاق النار من وجهة نظر إسرائيل تعني «الحصول على خيارات لمواصلة القتال، وليس التزاماً بإنهاء الحرب». وهو ما يتعارض مع مطالب «حماس» بوقف دائم للأعمال العدائية وانسحاب للقوات الإسرائيلية من القطاع.
وأشارت تقارير عبرية إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أبلغ الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش أن «الحرب لن تنتهي إلا بعد نزع سلاح الفصائل الفلسطينية».
ويحاول نتنياهو فرض أهدافه في الوصول إلى وقف إطلاق النار عبر تهدئة لإطلاق سراح الرهائن لامتصاص غضب أهالي الرهائن، وفي الوقت نفسه يحتفظ بحق استئناف القتال في أي وقت.
ويتخوف نتنياهو من أنه إذا أنهى الحرب فإنه سيواجه المحاكمات التي ستنهي رئاسته للحكومة في إسرائيل، ولذا يناور ويحاول إقناع الرئيس ترامب بمخاطر إنهاء الحرب، باعتبارها المبرر الوحيد لاستمرار حكومته حتى الانتخابات المقبلة المقرر إجراؤها في نهاية تشرين الأول 2026.
ويعتقد المحللون أن نتنياهو يريد مواصلة الحرب الانتقامية على غزة حتى يتمكن من كسب نفوذ سياسي كافٍ لإسقاط القضايا المرفوعة ضده وبناء قاعدة شعبية كافية لبقائه في السلطة.
ولقد سمحت رحلة نتنياهو إلى العاصمة واشنطن بتأجيل استجوابه في محاكمته بتهم فساد ومع بداية عطلة المحاكم الإسرائيلية في 21 تموز إلى أوائل أيلول سيستمتع نتنياهو بمساحة من الراحة من تلك الملاحقات القضائية.
ووفقاً لبنود الصفقة، فإنها تتضمن الإفراج عن 10 رهائن أحياء و18 جثة على مدى شهرين، وهو ما يعني تحرير 28 رهينة من إجمالي 50 رهينة متبقية في يد «حماس» مقابل إدخال المساعدات إلى قطاع غزة وتحرير أكبر عدد من السجناء الفلسطينيين.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الكرملين: دول بريكس تتعاون فيما بينها بناء على مصالحها المشتركة
الكرملين: دول بريكس تتعاون فيما بينها بناء على مصالحها المشتركة

صدى البلد

timeمنذ 27 دقائق

  • صدى البلد

الكرملين: دول بريكس تتعاون فيما بينها بناء على مصالحها المشتركة

عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن الكرملين، قالت إن دول بريكس تتعاون فيما بينها بناء على مصالحها المشتركة، وأن التعاون بين دول بريكس ليس موجها ضد دول أخرى. وجاء أيضًا أن روسيا اطلعت على تصريحات ترامب بشأن إمكانية فرض رسوم جمركية إضافية على دول بريكس، وروسيا ترغب في البقاء شريكا وحليفا وثيقا لأذربيجان ويجب حل الخلافات بشكل بناء. وأقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن وزير النقل رومان ستاروفويت، بحسب مرسوم نشر اليوم الاثنين. ولم يجر الحديث عن التفاصيل وسبب الإقالة. يأتي ذلك فيما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقادة مجموعة البريكس يوم الأحد إن عصر العولمة الليبرالية قد ولّى، وأن المستقبل للأسواق الناشئة سريعة النمو، والتي ينبغي أن تعزز استخدام عملاتها الوطنية في التجارة. وتحدث بوتين عبر الفيديو إلى القمة في ريو دي جانيرو بسبب مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية تتهمه بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا. وتقول موسكو إن مذكرة التوقيف لا أساس لها من الصحة ولا جدوى منها. وقال بوتين في تصريحات متلفزة "كل شيء يشير إلى أن نموذج العولمة الليبرالية أصبح عتيقًا". "يتحول مركز النشاط التجاري نحو الأسواق الناشئة". كما دعا بوتين دول البريكس إلى تكثيف التعاون في مجموعة من المجالات بما في ذلك الموارد الطبيعية والخدمات اللوجستية والتجارة والتمويل. وتمثل الدول الخمس الأساسية الأعضاء في البريكس - البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا - أكثر من 28 تريليون دولار من الناتج المحلي الإجمالي الاسمي بالدولار بينما تمثل مجموعة السبع أكثر من 51 تريليون دولار، وفقًا لصندوق النقد الدولي. ولكن معظم النفوذ الاقتصادي لمجموعة البريكس، التي تضم أيضاً مصر وإثيوبيا وإندونيسيا وإيران والإمارات العربية المتحدة، يأتي من الصين، التي تمثل أكثر من 60% من النفوذ المشترك لدول البريكس.

هل تتجدد الحرب الإسرائيلية على إيران نتيجة مواصلتها تخصيب اليورانيوم؟
هل تتجدد الحرب الإسرائيلية على إيران نتيجة مواصلتها تخصيب اليورانيوم؟

النهار

timeمنذ ساعة واحدة

  • النهار

هل تتجدد الحرب الإسرائيلية على إيران نتيجة مواصلتها تخصيب اليورانيوم؟

أعادت التطورات الأخيرة في الملف النووي الإيراني طرح تساؤلات جوهرية حول احتمالات اندلاع مواجهة عسكرية جديدة مع إسرائيل، في ظل تصاعد التوترات بعد الضربة التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، وما تبعها من ردود سياسية وديبلوماسية متوترة. ففي خطوة وُصفت بأنها تصعيدية، أعلن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان تفعيل قانون يقضي بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشترطًا ضمان أمن المنشآت النووية. وقد حظي القرار بموافقة البرلمان ومجلس صيانة الدستور، مما يعكس توجّهًا واضحًا نحو تقليص مستوى الشفافية الذي التزمته طهران سابقًا. وتزامن ذلك مع تقارير دولية أكدت أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب تجاوز الحد المسموح به بموجب الاتفاق النووي لعام 2015 بأكثر من 22 ضعفًا، مما زاد من الشكوك بشأن النيات الحقيقية للبرنامج الإيراني، خصوصاً في ظل تقييد وصول المفتشين الدوليين إلى المواقع الحسّاسة. من جهتها، ترى طهران أن هذه الإجراءات تأتي ردًا على ما تعتبره اعتداءات مباشرة عليها من الولايات المتحدة وإسرائيل، ووسيلة للدفاع عن سيادتها وحقوقها النووية السلمية. ولكن في المقابل، عبّرت دول غربية عن قلقها البالغ، واعتبرت أنّ قرار تعليق التعاون مع الوكالة الدولية انتهاكًا للالتزامات الدولية، إذ وصفته الأمم المتحدة بأنه "مقلق"، واعتبرته برلين "إشارة كارثية"، كما دعت كل من فرنسا وألمانيا إلى موقف أوروبي موحد، بينما وصفت واشنطن القرار بأنه "غير مقبول". أما إسرائيل فأكدت أن البرنامج النووي الإيراني يمثّل تهديدًا وجوديًا لها، ورأت أن تراكم المعرفة النووية لدى طهران يقرّبها من امتلاك قدرة عسكرية نووية، حال توافّر القرار السياسي. ولذا، تنقسم استراتيجيتها إلى مسارين: الأول يدفع نحو إحياء اتفاق نووي جديد يقيّد نشاط إيران بشكل فعّال، والآخر لا يستبعد العمل العسكري في حال استمر الغموض والتصعيد، خصوصاً بعدما قدّم عضوان في الكونغرس الأميركي مشروع قانون يمنح الرئيس دونالد ترامب سلطة تمكين إسرائيل من الوصول إلى قاذفات الشبح الأميركية B-2 والقنابل الخارقة للتحصينات، في حال استمرار إيران في تطوير أسلحة نووية. هذا المشروع، الذي لا يزال قيد المناقشة، والذي يهدف إلى تعزيز التعاون العسكري بين واشنطن وتل أبيب من دون نقل ملكية الطائرات، يشمل التدريب والمعدات. ويعدّ هذا تطورًا غير مسبوق، خصوصاً أن المشروع يعكس تصاعد القلق الأميركي والإسرائيلي من البرنامج النووي الإيراني، وسعيًا الى تقوية الردع الإسرائيلي. من جهة أخرى، صحيح أن إسرائيل بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية قد نفّذت سابقًا عمليات نوعية استهدفت منشآت نووية إيرانية، بهدف إبطاء تقدمها التقني، لكن ثمة تباين داخل الأوساط الإسرائيلية والأميركية بشأن فاعلية هذا النهج، خصوصاً في ظل صعوبة تدمير المعرفة الفنية المتراكمة. وإقليميًا، تواجه إسرائيل تحديات لوجستية تتعلق باستخدام أجواء دول الجوار الإيراني في حال قرّرت تنفيذ عمليات عسكرية جديدة، ما يحدّ من خياراتها ويزيد من أهمية العمل السياسي والديبلوماسي المتعدّد الطرف. وقد تزداد تعقيدات المشهد مع احتمال لجوء إيران إلى الرد عبر حلفائها الإقليميين، بما يفتح المجال لتوَسّع دائرة النّزاع. في الوقت الذي تشكّل فيه معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT) الإطار القانوني الأبرز لتنظيم النشاط النووي عالميًا. وإيران من الدول الموقّعة عليها، وهي بذلك ملتزمة عدم السعي إلى تطوير أسلحة نووية. غير أن وقف التعاون مع الوكالة الدولية يعقّد مهمة التحقق من الطابع السلمي لبرنامجها. وفي المقابل، تواصل إسرائيل اتباع سياسة "الغموض النووي" ولم تنضم إلى المعاهدة، رغم الاعتقاد السائد بامتلاكها ترسانة نووية، مما يخلق حالة من عدم التوازن في المنطقة. وهذا الاختلال في الالتزام الدولي يشجّع على سباق تسلّح نووي إقليمي، ويزيد من احتمال وقوع حوادث أو تسربات إشعاعية، فضلًا عن خطر وصول المواد الانشطارية إلى جهات غير حكومية. ومن ثمّ، فإن الأزمة لا تهدّد الأمن المحلي فحسب، بل استقرار الشرق الأوسط برمّته. ختامًا، فإن احتمالات تجدّد الحرب تظل قائمة في ظل تعقّد المشهد، وغياب اتفاق شامل يعيد ضبط قواعد الاشتباك النووي في المنطقة. ويبدو أن الحل المستدام يقتضي مقاربة مزدوجة تقوم على إلزام إيران التزاماتها في إطار شفاف، بالتوازي مع إدماج إسرائيل في منظومة عدم الانتشار، بما يضمن توازنًا إقليميًا عادلًا ويحول دون تفجر صراع نووي في منطقتنا، التي تعدّ من أكثر مناطق العالم هشاشة أمنية.

تقرير لـ"The Hill": خطأ استراتيجي للولايات المتحدة في اتفاقها مع إيران
تقرير لـ"The Hill": خطأ استراتيجي للولايات المتحدة في اتفاقها مع إيران

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ ساعة واحدة

  • القناة الثالثة والعشرون

تقرير لـ"The Hill": خطأ استراتيجي للولايات المتحدة في اتفاقها مع إيران

سألت صحيفة "The Hill" البريطانية "هل تعلم أن 10 آلاف صاروخ باليستي يمكن أن تسبب دمارًا أكبر أو حتى أكبر من الدمار الذي تسببه القنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما؟ قبل الضربات الإسرائيلية الثلاث على الأراضي الإيرانية، كانت طهران تتسابق نحو الإنتاج الضخم للصواريخ الباليستية الموجهة بدقة. لم يكن هذا محض افتراض، لقد كانت طهران تستعد لإغراق المجال الجوي الإسرائيلي بآلاف الصواريخ المتطورة المصممة لتدمير منظوماتها الدفاعية المتعددة الطبقات: "آرو"، و"مقلاع داوود"، و"القبة الحديدية". وكتب رئيس تحرير صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن الحكم الموحد والرصين الذي توصل إليه رؤساء الاستخبارات والجيش الإسرائيليين هو الذي أدى إلى الضربة الاستباقية". بحسب الصحيفة، "لم تكن البلاد على بعد أسابيع فقط من الانفجار النووي، بل كانت أيضًا على وشك نشر ترسانة صاروخية قادرة على شل اقتصاد إسرائيل، وإغراق دفاعاتها، وإلحاق خسائر فادحة في صفوف المدنيين. كان الرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني قد وصف إسرائيل ذات مرة بأنها "دولة القنبلة الواحدة"، واليوم، لا بد من تحديث هذا التحذير: فقد أصبحت إسرائيل الآن "دولة العشرة آلاف صاروخ". وبحسب الصحافي الإسرائيلي رون بن يشاي، فإن الاستخبارات الإسرائيلية خلصت إلى أن طهران تستعد لإنتاج 10 آلاف صاروخ باليستي بقوة تدميرية تعادل قنبلتين نوويتين. إن الأمل في أن تؤدي الضربة الإسرائيلية في تشرين الأول 2024 على مواقع إنتاج الوقود الصلب الإيرانية إلى إبطاء البرنامج كان متفائلاً للغاية، وردّت إيران بتسريع الإنتاج". وتابعت الصحيفة، "صرحت وزارة الخارجية الإسرائيلية لاحقًا بأن إيران تتجه نحو تصنيع الصواريخ على نطاق صناعي. وكانت طهران في طريقها لتصبح أكبر منتج للصواريخ في العالم، بما في ذلك الصواريخ الباليستية العابرة للقارات القادرة على الوصول إلى أوروبا. وكما أوضح مسؤول إسرائيلي كبير: "لقد تحركنا بسبب تهديدين وجوديين. الأول نووي... والآخر باليستي... كان هذا التهديد وجوديًا بالنسبة لنا كقنبلة نووية". في حين ظل معظم العالم يركز بشكل ضيق على تخصيب اليورانيوم، كانت الاستخبارات الإسرائيلية قد خلصت بالفعل إلى أن بناء الصواريخ الباليستية الإيرانية يشكل خطراً عاجلاً وشيكاً بالقدر عينه. وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صراحة إلى التوسع الصاروخي الإيراني باعتباره السبب الرئيسي لعملية حزيران 2025". وأضافت الصحيفة، "مع ذلك، أغفلت التغطية الإعلامية العالمية للصراع الإيراني الإسرائيلي الذي استمر 12 يومًا إلى حد كبير الأساس الاستراتيجي الأوسع للضربات الإسرائيلية. فقد ركزت العناوين الرئيسية على العدد المحدود من الصواريخ الإيرانية التي اخترقت الدفاعات الإسرائيلية، ولكن ما غاب عن الأذهان هو المسار الأكثر خطورة الذي كانت إيران تسلكه: بناء قوة صاروخية قادرة على تجاوز حتى أكثر أنظمة الدفاع تطوراً. ولهذا السبب، أثارت التقارير الأخيرة التي تفيد بأن مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، ربما يستكشف اتفاقا نوويا فقط مع إيران، قلقا عميقا لدى مؤسسات الدفاع والاستخبارات في إسرائيل. ونفى ترامب تقديم تخفيف العقوبات أو حوافز نقدية، لكن المخاوف لا تزال قائمة من أن الولايات المتحدة قد تكون في صدد إبرام اتفاق يفشل في معالجة التهديد الصاروخي المتنامي الذي تشكله إيران". وبحسب الصحيفة، "هذا ليس إغفالًا نظريًا، لقد قامت إيران بالفعل بتكييف وضعها العسكري بعد كل صدام كبير، مما أدى إلى تحسين قدرتها على التهرب من الدفاعات الإسرائيلية والأميركية. وعلى النقيض من الصواريخ القصيرة المدى والمنخفضة العائد التي تطلقها فصائل بالوكالة مثل حزب الله أو الحوثيين، فإن الصواريخ المحلية التي تصنعها إيران أطول مدى وأثقل وزنا وأكثر تدميرا، وهي مصممة للوصول إلى عمق المراكز الحضرية والبنية التحتية الحيوية في إسرائيل، مما ينتج أقصى قدر من الرعب بين المواطنين. إن اتفاقًا نوويًا فقط مع تخفيف العقوبات، يتجاهل برنامج إيران الصاروخي، لن يكون دبلوماسية حكيمة، بل سيكون خداعًا استراتيجيًا للذات. مثل هذا الاتفاق سيشجع النظام في طهران، ويُضعف الردع الإسرائيلي، ويؤدي بالتأكيد إلى مزيد من التصعيد في المنطقة، وسيتبع ذلك حالة من عدم الاستقرار الإقليمي". وتابعت الصحيفة، "كما ذكرت صحيفة "إسرائيل ناشيونال نيوز" مؤخرًا، فإن ترسانة إيران الصاروخية موزعة على مخابئ محصنة وأحياء مدنية وسلاسل جبلية نائية، ولن تختفي هذه الصواريخ بين ليلة وضحاها. يتطلب دحر هذا التهديد ضغطًا دبلوماسيًا مستمرًا، وعمليات تفتيش دقيقة، وقيودًا قابلة للتنفيذ، وعقوبات على التجاوزات، وهو أمر ترفض إيران الموافقة عليه. يجب أن يُغلق أي اتفاق فعّال كل مسارات التصعيد الإيرانية، وليس فقط المسار النووي. إن عدم التطرق إلى برنامج إيران الصاروخي في المفاوضات سيكون خطأً استراتيجيًا للولايات المتحدة". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store