
"ديلي ميل": جد رئيسة الاستخبارات البريطانية الجديدة كان جاسوساً نازياً
أفادت صحيفة ديلي ميل البريطانية بأنّ جد رئيسة جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (MI6) المعيّنة حديثاً، كان جاسوساً نازياً من أصل أوكراني فرّ من
الجيش الروسي
.
في منتصف يونيو/حزيران الحالي، عُيّنت بلايز متريويلي (47 عاماً) لتصبح أول امرأة ترأس هذا الجهاز. ولم يُكشف الكثير عن خلفيّتها أو حياتها الشخصية، بينما قضت معظم مسيرتها المهنية بسرية تامّة في أجهزة الاستخبارات.
ووفق تحقيق نشرته صحيفة ديلي ميل، أمس الجمعة، وتتبّع أصولها من خلال وثائق مؤرشفة في المملكة المتحدة وألمانيا خصوصاً، فإنّ جدّها كان يدعى قسطنطين دوبروفولسكي وكان جاسوساً نازياً خلال الحرب العالمية الثانية وكان يعمل في أوكرانيا. وبعدما انضمّ إلى الجيش الروسي، أُرسل إلى الجبهة ومن هناك انضمّ إلى معسكر ألمانيا النازية.
حول العالم
التحديثات الحية
أرشيف الاستخبارات البريطانية: أسرار 115 عاماً من العمل السري
وأطلق عليه قادة جيش الرايخ الثالث (الفيرماخت)، لقب "الجزّار" أو "العميل رقم 30"، وقد ساهم بشكل ملحوظ "شخصياً" في "إبادة اليهود"، بحسب ما ذكر بنفسه في رسائل متبادلة مع رؤسائه حصلت عليها الصحيفة. وفرّت زوجته إلى المملكة المتحدة خلال الحرب مع ابنها الذي كان يبلغ من العمر شهرَين وبات لاحقاً والد بلايز متريويلي. وفي بريطانيا، تزوّجت زوجته مجدداً في العام 1947، واتخذت اسم زوجها الجديد ديفيد ميتريويلي.
من جانبها، أفادت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، بأنّ دوبروفولسكي ظهر أيضاً على قائمة المطلوبين لدى جهاز الاستخبارات السوفييتي (كي جي بي) في الستينيات باعتباره عميلاً للاستخبارات الأجنبية و"خائناً للوطن الأم".
ولدى الاتصال بوزارة الخارجية البريطانية التي تشرف على جهاز الاستخبارات الخارجية، أشارت الوزارة إلى أنّ غلايز ميتريويلي "لم تعرف أو تقابل جدّها من جهة والدها على الإطلاق". وأضافت أنّ "هناك تضارباً وخلافات بشأن أصول بلايز، ومثل العديد ممن يتحدّرون من أوروبا الشرقية، لا يعرف سوى القليل عنها".
وأشارت الوزارة إلى أنّ "هذه الأصول المعقّدة على وجه التحديد هي التي ساهمت في التزامها في منع الصراعات وحماية الشعب البريطاني من التهديدات الحديثة من دول معادية بصفته الرئيسة المقبلة للجهاز".
وفي الـ15 من يونيو/حزيران الحالي، أعلن رئيس الوزراء
البريطاني
كير
ستارمر
، أن حكومته عيّنت بلايز متريويلي رئيسة لجهاز الاستخبارات
الخارجية
، لتكون أول امرأة تشغل هذا المنصب. وحقق الجهاز شهرة عالمية بفضل شخصية العميل جيمس بوند التي ابتكرها الكاتب إيان فلامينغ في سلسلة روايات جاسوسية تحوّلت لاحقاً إلى أفلام سينمائية.
وأفاد بيان لـ"داونينغ ستريت" بأن متريويلي كانت تشغل منصب المديرة العامة للتكنولوجيا والابتكار في الجهاز وتعرف باسم كيو. ووصفها بأنها "ضابطة استخبارات محترفة انضمت إلى الجهاز عام 1999 بعدما درست الأنثروبولوجيا في جامعة كامبريدج، وشغلت مناصب عليا في أم آي 6 وأيضاً في جهاز الاستخبارات الداخلية أم آي 5، وقضت معظم حياتها المهنية في تنفيذ أدوار في الشرق الأوسط وأوروبا".
(فرانس برس، العربي الجديد)
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ يوم واحد
- العربي الجديد
مفهوم السلام الترامبي
في لحظة من لحظات الاندفاع، شبّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الدخول بالحرب مباشرة إلى جانب إسرائيل ضد إيران وضرب المنشآت النووية الإيرانية بالقرار الأميركي بإسقاط قنابل ذرية عام 1945 على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين، وقتل نحو 220 ألف شخص، بحجة الضرورة لإنهاء الحرب العالمية الثانية. وظّف ترامب تصريحه هذا الذي أغضب اليابان، واعتبرته استهانةً بأولئك الضحايا والتداعيات الرهيبة على أهل المدينتين، لتقديم نفسه "رجل سلام"، وهو الوهم الذي لا يفتأ يعيده لنفسه وللعالم، فيما سمح لإسرائيل بالاستمرار في حرب الإبادة ضد أهل غزّة والتنكيل والقتل والتهجير في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وإعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل لشنّ عدوانها على إيران. بقدر ما تبدو تصريحات ترامب متضاربةً، فإنها كاشفة له ولأهدافه؛ أصبح من الواضح أن ترامب يسعى "إلى سلام"، هو حقيقة "استسلام" العرب وإيران، وربما تركيا إذا لم تستجب لشروطه بدعم تطبيع سوري مع إسرائيل، وأنه مستعدٌّ للّجوء إلى القوة بدون إحداث خسائر بشرية وزج الجيش الأميركي في حرب الأرض، إذا تطلّب الأمر ذلك لفرض الاستسلام، بما فيه التطبيع العربي الإسرائيلي الشامل، بما يضمن الهيمنة الكاملة لإسرائيل على المنطقة. وعليه، فإن اللوحة الإعلانية التي استفاق الإسرائيليون والعالم عليها، بفعل تركيز وسائل الإعلام عليها، صباح الجمعة في تل أبيب، التي تبشّر بانضمام جميع الزعماء العرب، بمن فيهم الرئيس السوري أحمد الشرع، تحت عنوان "الشرق الأوسط"، هي جزء من حرب نفسية على الشعوب العربية، وخصوصاً الفلسطينيين، وذلك بالإيحاء بأن إسرائيل "انتصرت ولم يبق لكم سوى الاستسلام". وهي رسالة ترامب تماماً، وإن من المبكر أن يكون مقتنعاً بانتصار إسرائيل، فقد تكون اللوحة رسالة إلى ترامب أيضاً بأن ما يريده سوف تحققه إسرائيل. يستمر التخاذل والتواطؤ العربي وقمع الشعوب وانحياز أميركا الكامل لإسرائيل أوردت ما تقدّم لأنني لا أعتقد بأنه حتى ترامب يصدّق أن إسرائيل حققت الانتصار الذي تريد على إيران، وإلا لما أدخل أميركا في حرب مباشرة لدعمها، وإن كان قد عمل على تجنّب انتشارها في المنطقة، مع أنه يعرف مسبقاً عن غارة إيران على قاعدة العديد الأميركية في قطر. ولذا، انتشار السخرية والحديث والكتابات عن انتصار إسرائيل وهزيمة إيران تضليل عن قصد بسبب كراهية إيران أو بغير قصد، ويؤدي إلى نشر ثقافة الاستسلام وأحياناً يعكس عدم تقدير صائب لما حدث ويحدث. ... ننسى أن إسرائيل غير معتادة أن تكون عرضةً للقصف والتدمير؛ فهي دائماً التي تقصف وتدمر، ويهمّها ويهم واشنطن تصويرها قلعةً منيعةً لا تستطيع أي قوة أن تتحدّاها أو تخرقها، لكنها في أقل من عامين اهتزّت، باعتراف إسرائيل بأكبر عملية اختراق، وهي "طوفان الأقصى" التي اعتبرتها كارثة أمنية، ثم جاءت صواريخ إيران لتدكّ البنايات ومعهد وايزمان ومواقع إسرائيلية مهمة. إسرائيل غير معتادة أن تكون عرضةً للقصف والتدمير؛ فهي دائماً التي تقصف وتدمر، ويهمّها ويهم واشنطن تصويرها قلعةً منيعةً لا تستطيع أي قوة أن تتحدّاها لا ننكر فداحة الفجيعة الفلسطينية، فإسرائيل شنّت وتشنّ عملية إبادة ممنهجة ضد الشعب الفلسطيني، لكن الحديث هنا عن التأثير على إسرائيل، من حيث أهمية الحفاظ على صورتها وإصرارها على ضمان استمرار الإسرائيليين والمستوطنين بالتمتع بحياتهم بدون خوف وحتى إزعاج، فالإسرائيليون اعتادوا على قتل الفلسطيني وقصف لبنان وسورية من دون أي انقطاع في حياتهم، ما عدا على الحدود. وتغيّر هذا منذ 7 أكتوبر 2023، وهو ما لم تغفره إسرائيل فأطلقت جيشها ليمارس وحشيته على أهل غزة، فجاءت الصواريخ الإيرانية لتذيقهم للمرة الأولى حالةً من الحرب لم يجربوها ويتوقعوها أبداً، فالأضرار لديهم لا تقاس بالخسائر حصراً، بل بانعدام شعورهم بالأمان، فقد تربى المجتمع الإسرائيلي، وكذلك المهاجرون إليه من الخارج، على الشعور بالتفوّق العنصري والفوقية، وأنهم أعلى "حضاريين". ولذلك يفهمون معنى تذوّق الحياة، فيما العرب ليسوا إلا همجيين لا يستحقّون الحياة الجميلة، وحتى الحياة نفسها. لذا حين أمطرت صواريخ إيران السماء بكثافةٍ لم يعهدوها، صُدموا بأن حياتهم قد لا تعود إلى سابق عهدها. ولا يعني هذا أن العدالة أصبحت أقرب إلى الفلسطينيين، فالتخاذل والتواطؤ العربي وقمع الشعوب وانحياز أميركا الكامل لإسرائيل لم تتغير، بل بالعكس، فبعض الدول تخشى من إيران أكثر من خطر إسرائيل، لأن وعي الشعوب بتهديد إسرائيل وحقها بالدفاع عن أوطانها وحقوق الشعب الفلسطيني تشكل برأي تلك الدول خطراً على الاستبداد والأنظمة التي لا تريد أن توجع رأسها برفض ما تطلبه واشنطن منها. كما أن وجع غزّة لا يقاس بأي إنجاز تحقق؛ فليس هناك أهم من وقف القتال، إذ يكفي أنّه لا يمكن تعويض خسائر أهل غزّة، إذا لم نخسر غزّة نفسها، ولا توجيه لوم إذا لم يهتم أهل غزّة بالحديث عن إيران وإسرائيل. وفي الوقت نفسه، كيف نستطيع أن نمضي بالدفاع عن فلسطين إذا استمررنا، على الأقل نحن في خارج غزّة، بألّا نفكر في كيف نستطيع الاستفادة من حقيقة أن إسرائيل لا تستطيع فعلاً أن تدافع عن نفسها أو تحقّق النصر في حربها على إيران بدون تدخّل أميركا مباشرة؟ وبأسلحة لم تجرّب من قبل لإيقاع خسائر أكبر في إيران؟ يبدو أنّ ترامب محتاج اليوم للتوصّل إلى اتفاق وقف القتال في غزّة؛ لأن انتصاره الحقيقي "إقناع العرب بالدخول جميعاً بتحالف مع إسرائيل تحت قيادتها وسيطرتها" إذا لم تكن صائبة المبالغة في تقدير صمود إيران، فإن نشر ثقافة الانهزام مشكلة أخطر بكثير. صحيح أن إيران لم تضرب إسرائيل إلا حين اعتدت عليها، ولم تضربها لإنقاذ غزّة، لكن اعتداء إسرائيل على إيران لأنها سلّحت المقاومة الفلسطينية، لنتذكّر هذا، إضافة إلى هدف آخر مهم، إنهاء إيران قوة ردع أو نداً في المنطقة. وبالفعل، أظهرت النتيجة أن أميركا تتعامل مع إيران بوصفها قوة إقليمية، بينما تنظر إلى الدول العربية على أنها تابعة لها، وإذا كان هذا صحيحاً، فإن بعض هذه الدول لا تقبل كل ما تطلبه منها أميركا، لكن الأخيرة لا ترى ثقلاً للعالم العربي، ما يزيد غطرسة أميركا وإسرائيل. وفي هذه اللحظة، يبدو ترامب محتاجاً للتوصّل إلى اتفاق وقف القتال في غزّة؛ لأن انتصاره الحقيقي "إقناع العرب بالدخول جميعاً بتحالف مع إسرائيل تحت قيادتها وسيطرتها". وقف إطلاق النار أهم لأهل غزّة، وهي الفرصة الأخيرة للدول العربية أن تتدخّل، حتى لا تفرض إسرائيل شروطاً تتيح لها استئناف الحرب أو إنهاء وجود غزّة، لكنها للأسف، لا تعي أهمية هذه اللحظة، وستبقى "حماس" وفصائل المقاومة وحدها، وإن كان عليها أيضاً إعطاء أولوية ليس لنفسها، بل لأهل غزّة. قد يباشر ترامب ضربة جديدة لإيران، إذا اقتنع بأنه فشل في إنهاء البرنامج النووي الإيراني كما تقول التسريبات الاستخباراتية الأميركية، وهو ما يؤثر على صورته وقدرته على إخضاع المنطقة تماماً له، فهو يعي تماماً أن صورة إسرائيل اهتزّت، ويجب إبقاؤها قويةً، لكن تحدّيه الأكبر أن يظل يقنع العالم بأنه بطل السلام، وأن أي عمل عسكري هو "لإنهاء الحرب"، والمهم ألّا يرتكب جريمة هيروشيما وناغازاكي جديدة، أو أن يسمح باستمرار إبادة غزّة تحت شعار "السلام".


العربي الجديد
منذ 2 أيام
- العربي الجديد
"ديلي ميل": جد رئيسة الاستخبارات البريطانية الجديدة كان جاسوساً نازياً
أفادت صحيفة ديلي ميل البريطانية بأنّ جد رئيسة جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (MI6) المعيّنة حديثاً، كان جاسوساً نازياً من أصل أوكراني فرّ من الجيش الروسي . في منتصف يونيو/حزيران الحالي، عُيّنت بلايز متريويلي (47 عاماً) لتصبح أول امرأة ترأس هذا الجهاز. ولم يُكشف الكثير عن خلفيّتها أو حياتها الشخصية، بينما قضت معظم مسيرتها المهنية بسرية تامّة في أجهزة الاستخبارات. ووفق تحقيق نشرته صحيفة ديلي ميل، أمس الجمعة، وتتبّع أصولها من خلال وثائق مؤرشفة في المملكة المتحدة وألمانيا خصوصاً، فإنّ جدّها كان يدعى قسطنطين دوبروفولسكي وكان جاسوساً نازياً خلال الحرب العالمية الثانية وكان يعمل في أوكرانيا. وبعدما انضمّ إلى الجيش الروسي، أُرسل إلى الجبهة ومن هناك انضمّ إلى معسكر ألمانيا النازية. حول العالم التحديثات الحية أرشيف الاستخبارات البريطانية: أسرار 115 عاماً من العمل السري وأطلق عليه قادة جيش الرايخ الثالث (الفيرماخت)، لقب "الجزّار" أو "العميل رقم 30"، وقد ساهم بشكل ملحوظ "شخصياً" في "إبادة اليهود"، بحسب ما ذكر بنفسه في رسائل متبادلة مع رؤسائه حصلت عليها الصحيفة. وفرّت زوجته إلى المملكة المتحدة خلال الحرب مع ابنها الذي كان يبلغ من العمر شهرَين وبات لاحقاً والد بلايز متريويلي. وفي بريطانيا، تزوّجت زوجته مجدداً في العام 1947، واتخذت اسم زوجها الجديد ديفيد ميتريويلي. من جانبها، أفادت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، بأنّ دوبروفولسكي ظهر أيضاً على قائمة المطلوبين لدى جهاز الاستخبارات السوفييتي (كي جي بي) في الستينيات باعتباره عميلاً للاستخبارات الأجنبية و"خائناً للوطن الأم". ولدى الاتصال بوزارة الخارجية البريطانية التي تشرف على جهاز الاستخبارات الخارجية، أشارت الوزارة إلى أنّ غلايز ميتريويلي "لم تعرف أو تقابل جدّها من جهة والدها على الإطلاق". وأضافت أنّ "هناك تضارباً وخلافات بشأن أصول بلايز، ومثل العديد ممن يتحدّرون من أوروبا الشرقية، لا يعرف سوى القليل عنها". وأشارت الوزارة إلى أنّ "هذه الأصول المعقّدة على وجه التحديد هي التي ساهمت في التزامها في منع الصراعات وحماية الشعب البريطاني من التهديدات الحديثة من دول معادية بصفته الرئيسة المقبلة للجهاز". وفي الـ15 من يونيو/حزيران الحالي، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ، أن حكومته عيّنت بلايز متريويلي رئيسة لجهاز الاستخبارات الخارجية ، لتكون أول امرأة تشغل هذا المنصب. وحقق الجهاز شهرة عالمية بفضل شخصية العميل جيمس بوند التي ابتكرها الكاتب إيان فلامينغ في سلسلة روايات جاسوسية تحوّلت لاحقاً إلى أفلام سينمائية. وأفاد بيان لـ"داونينغ ستريت" بأن متريويلي كانت تشغل منصب المديرة العامة للتكنولوجيا والابتكار في الجهاز وتعرف باسم كيو. ووصفها بأنها "ضابطة استخبارات محترفة انضمت إلى الجهاز عام 1999 بعدما درست الأنثروبولوجيا في جامعة كامبريدج، وشغلت مناصب عليا في أم آي 6 وأيضاً في جهاز الاستخبارات الداخلية أم آي 5، وقضت معظم حياتها المهنية في تنفيذ أدوار في الشرق الأوسط وأوروبا". (فرانس برس، العربي الجديد)


العربي الجديد
منذ 2 أيام
- العربي الجديد
فنلندا تنسحب من اتفاقية حظر الألغام الفردية.. مزيد من عسكرة البلطيق
تتجه فنلندا في سياق تزايد العسكرة الأوروبية ، تحديداً تحت سقف حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي انضمت إليه بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022، نحو الانسحاب من اتفاقية حظر نشر الألغام المضادة للأفراد، مع المزيد من العسكرة على حدودها مع جارتها روسيا . وخلال الأسابيع الأخيرة بدأت هلسنكي بزيادة انتشارها العسكري على حدودها، بعد أن كانت خلال فترة الحرب الباردة منذ 1949 شبه محايدة بين المعسكرين، الشرقي والغربي. ويبدو أن هذا البلد المنتمي إلى الاتحاد الأوروبي و"الأطلسي"، وهو جزء من مجموعة "دول الشمال" إلى جانب السويد وفنلندا والدنمارك والنرويج وأيسلندا، يحول "الخوف" من الجار الروسي إلى ذريعة لتسويق دخوله حالة سباق تسلح وانتهاج مواقف أكثر تصلباً في علاقاته بموسكو. ويُعتبر انسحاب فنلندا من اتفاقية أوتاوا لحظر انتشار الألغام الأرضية ضد الأفراد (تضم الاتفاقية الموقعة عام1997 نحو 160 دولة) أحد تجليات هذه التطورات، بحجة "الدفاع عن النفس"، بعد أن وافقت أغلبية برلمانية في هلسنكي (157 مقابل معارضة 18)، في 19 يونيو/حزيران الجاري، على الانسحاب من الاتفاقية، على اعتبار أنها خطوة أخرى نحو "حماية الحدود" مع روسيا، الممتدة على طول أكثر من 1300 كم. وخاضت فنلندا خلال عهد الاتحاد السوفييتي السابق حربين مع الجيش الأحمر. الأولى تسمى "حرب الشتاء"، بين نوفمبر/تشرين الثاني 1939 وحتى مارس/آذار 1940، وتكبد فيها السوفييت خسائر كبيرة، وانتهت الحرب بعقد اتفاقية سلام مع هلسنكي. وإبان الحرب العالمية الثانية دخل البلدان في "حرب الاستمرار"، بين 1941 و1944. وتعلم الفنلنديون من الحربين، والحرب الداخلية في عام 1918، الانتقال إلى صيغة "الشعب المسلح" بحيث يعتبر مواطنو البلد جميعاً (نحو 5.5 ملايين نسمة) جزءاً رئيسياً في صد أي غزو خارجي. وأقامت فنلندا طوال عقود الحرب الباردة ملاجئ وأنفاقاً تحمي السكان حتى من القصف النووي. ومن الواضح أن فنلندا، التي تقدمت بطلب مشترك مع جارتها السويد لعضوية الحلف الأطلسي في مايو/أيار 2022، غيرت قراءة علاقاتها بروسيا. وبعد نيل عضويتها في الحلف في إبريل/نيسان 2023 أطلقت روسيا مزيداً من التصريحات الممتعضة والغاضبة من توسع الحلف الغربي نحو حدودها، ما دفع هلسنكي نحو عسكرة حدودية وبحرية أكثر، وتخلت بالتالي عن سياسات استرضاء الكرملين. وجدير بالذكر أن علاقة البلد بموسكو بقيت جيدة في الفترة التي ترأسها مارتي أهتيساري، الحاصل على "نوبل للسلام"، بين 1992 و2000. تقارير دولية التحديثات الحية فنلندا في حلف شمال الأطلسي... تغيير قواعد اللعبة مع روسيا وحتى مع تقرب هلنسكي من الغرب، بعد انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي في 1995، إلا أنها حافظت على علاقة جيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. لكن توسع الأطلسي في منطقة بحر البلطيق، مع عضوية دوله السوفييتية السابقة، ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا، وتنسيق فنلندا أكثر معها ومع إسكندنافيا، زاد من مخاوف روسيا. واعتبرت موسكو التقارب المتزايد، منذ 2014 (بعد ضمها شبه جزيرة القرم الأوكرانية) على مستويات عسكرية ودفاعية، بين هلسنكي و"الأطلسيين" تحدياً حقيقياً في وجه سردية روسيا بشأن خرق الحلف الغربي قضية عدم توسعه شرقاً إلى أبعد من حدود ألمانيا الشرقية، بعد وحدتها مع الغربية في 1991. ودفعت التصريحات الروسية بعد بدء الحرب الأوكرانية، وبعد تحركات عسكرية على طول حدودها مع فنلندا واتخاذ الأخيرة خطوات متشددة بشأن دخول الروس عبر الحدود البرية، على ما يبدو فنلندا إلى مزيد من التنسيق العسكري مع دول الجوار الشمالية ومع واشنطن. وتبنت هلسنكي تدريجياً خطوات دفاعية على الأرض، من بينها تسييج الحدود وتعزيز مراقبتها عسكرياً بمشاركة قوات غربية. وتشهد العلاقات توترات إضافية منذ نهاية العام الماضي، بعد اتهام هلسنكي لموسكو بتعمد تخريب كابلات بحرية في أكثر من مناسبة، والدفع بتحركات بحرية مريبة في المياه التي تربطها بدول البلطيق والسويد. وذلك في مقابل اتهامات روسية لهلسنكي بتسهيل أعمال تخريبية يقوم بها الأوكرانيون في مناطق روسية شمالية. ويُعد انسحابها من اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد خطوة إضافية في رفع التوتر، وتشنجاً يتوسع نحو منطقة البلطيق. فدوله المتشاطئة، وبصورة خاصة بولندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا، باتت أيضاً تنشر الألغام المضادة للأفراد، بعد تزايد منسوب التحذير من أن روسيا قد تقدم بعد الحرب في أوكرانيا أو في أثنائها إلى "اختبار" حدود "الأطلسي" الشرقية. وأشار وزير الدفاع الفنلندي، أنتي هاكانين، إلى أن بلاده ستخصص نحو ثلاثة مليارات يورو إضافية للقضايا الدفاعية، وكذلك ستنتج وتخزن الألغام بصورة كبيرة، مشدداً على أن الانسحاب من الاتفاقية ونشر الألغام الفردية بمثابة "خطوات لازمة للحد من خطر تعرض فنلندا للهجوم"، مضيفاً في تصريحات صحافية محلية أنها خطوة أولوية "لحماية البلد من التهديد الروسي". وأشار الرئيس الفنلندي، ألكسندر ستاب، إلى تهديد روسيا لبلاده، وأنه "في نهاية المطاف لدينا دولة مجاورة عدوانية وإمبريالية، وهي ليست عضواً في اتفاقية أوتاوا وتستخدم بنفسها الألغام الأرضية بلا رحمة"، في سياق الدفاع عن موقف بلده الجديد. أخبار التحديثات الحية فنلندا تبني سياجاً على حدودها مع روسيا بعد الانضمام لـ"الناتو" وفي ضوء تزايد عدد الدول المنسحبة من اتفاقية أوتاوا، المجاورة لروسيا وبيلاروسيا، دفع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إلى التشديد على ضرورة امتثال الدول لاتفاقية حظر استخدام الألغام ضد الأفراد. وقال غوتيريس إنه يشعر بقلق بالغ إزاء التصريحات الأخيرة من عدة دول والخطوات التي اتخذتها للانسحاب من الاتفاقية. ورد وزير الدفاع الفنلندي على غوتيريس بالقول إن هدف الانسحاب "حماية المدنيين". وفي نهاية المطاف، تشير مساعي هلسنكي نحو العسكرة، وخصوصاً الخروج من اتفاقية دولية بشأن الألغام ضد الأفراد، إلى زيادة منسوب خوف بعض دول الأطلسي مما يمكن أن تقدم عليه روسيا، وإلى تحول كبير في سياسات البلد المسالم والداعم للاتفاقيات الدولية ولدعوات الحد من سباق التسلح.