
فنلندا تنسحب من اتفاقية حظر الألغام الفردية.. مزيد من عسكرة البلطيق
تتجه فنلندا في سياق تزايد
العسكرة الأوروبية
، تحديداً تحت سقف حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي انضمت إليه بعد
الغزو الروسي لأوكرانيا
في 2022، نحو الانسحاب من اتفاقية حظر نشر الألغام المضادة للأفراد، مع المزيد من العسكرة على حدودها مع جارتها
روسيا
. وخلال الأسابيع الأخيرة بدأت هلسنكي بزيادة انتشارها العسكري على حدودها، بعد أن كانت خلال فترة الحرب الباردة منذ 1949 شبه محايدة بين المعسكرين، الشرقي والغربي.
ويبدو أن هذا البلد المنتمي إلى الاتحاد الأوروبي و"الأطلسي"، وهو جزء من مجموعة "دول الشمال" إلى جانب السويد وفنلندا والدنمارك والنرويج وأيسلندا، يحول "الخوف" من الجار الروسي إلى ذريعة لتسويق دخوله حالة سباق تسلح وانتهاج مواقف أكثر تصلباً في علاقاته بموسكو.
ويُعتبر انسحاب فنلندا من اتفاقية أوتاوا لحظر انتشار
الألغام الأرضية ضد الأفراد
(تضم الاتفاقية الموقعة عام1997 نحو 160 دولة) أحد تجليات هذه التطورات، بحجة "الدفاع عن النفس"، بعد أن وافقت أغلبية برلمانية في هلسنكي (157 مقابل معارضة 18)، في 19 يونيو/حزيران الجاري، على الانسحاب من الاتفاقية، على اعتبار أنها خطوة أخرى نحو "حماية الحدود" مع روسيا، الممتدة على طول أكثر من 1300 كم.
وخاضت فنلندا خلال عهد
الاتحاد السوفييتي
السابق حربين مع الجيش الأحمر. الأولى تسمى "حرب الشتاء"، بين نوفمبر/تشرين الثاني 1939 وحتى مارس/آذار 1940، وتكبد فيها السوفييت خسائر كبيرة، وانتهت الحرب بعقد اتفاقية سلام مع هلسنكي. وإبان الحرب العالمية الثانية دخل البلدان في "حرب الاستمرار"، بين 1941 و1944. وتعلم الفنلنديون من الحربين، والحرب الداخلية في عام 1918، الانتقال إلى صيغة "الشعب المسلح" بحيث يعتبر مواطنو البلد جميعاً (نحو 5.5 ملايين نسمة) جزءاً رئيسياً في صد أي غزو خارجي. وأقامت فنلندا طوال عقود الحرب الباردة ملاجئ وأنفاقاً تحمي السكان حتى من القصف النووي.
ومن الواضح أن فنلندا، التي تقدمت بطلب مشترك مع جارتها السويد لعضوية الحلف الأطلسي في مايو/أيار 2022، غيرت قراءة علاقاتها بروسيا. وبعد نيل عضويتها في الحلف في إبريل/نيسان 2023 أطلقت روسيا مزيداً من التصريحات الممتعضة والغاضبة من توسع الحلف الغربي نحو حدودها، ما دفع هلسنكي نحو عسكرة حدودية وبحرية أكثر، وتخلت بالتالي عن سياسات استرضاء الكرملين. وجدير بالذكر أن علاقة البلد بموسكو بقيت جيدة في الفترة التي ترأسها مارتي أهتيساري، الحاصل على "نوبل للسلام"، بين 1992 و2000.
تقارير دولية
التحديثات الحية
فنلندا في حلف شمال الأطلسي... تغيير قواعد اللعبة مع روسيا
وحتى مع تقرب هلنسكي من الغرب، بعد انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي في 1995، إلا أنها حافظت على علاقة جيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. لكن توسع الأطلسي في منطقة بحر البلطيق، مع عضوية دوله السوفييتية السابقة، ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا، وتنسيق فنلندا أكثر معها ومع إسكندنافيا، زاد من مخاوف روسيا. واعتبرت موسكو التقارب المتزايد، منذ 2014 (بعد ضمها شبه جزيرة القرم الأوكرانية) على مستويات عسكرية ودفاعية، بين هلسنكي و"الأطلسيين" تحدياً حقيقياً في وجه سردية روسيا بشأن خرق الحلف الغربي قضية عدم توسعه شرقاً إلى أبعد من حدود ألمانيا الشرقية، بعد وحدتها مع الغربية في 1991.
ودفعت التصريحات الروسية بعد بدء الحرب الأوكرانية، وبعد تحركات عسكرية على طول حدودها مع فنلندا واتخاذ الأخيرة خطوات متشددة بشأن دخول الروس عبر الحدود البرية، على ما يبدو فنلندا إلى مزيد من التنسيق العسكري مع دول الجوار الشمالية ومع واشنطن. وتبنت هلسنكي تدريجياً خطوات دفاعية على الأرض، من بينها تسييج الحدود وتعزيز مراقبتها عسكرياً بمشاركة قوات غربية. وتشهد العلاقات توترات إضافية منذ نهاية العام الماضي، بعد اتهام هلسنكي لموسكو بتعمد تخريب كابلات بحرية في أكثر من مناسبة، والدفع بتحركات بحرية مريبة في المياه التي تربطها بدول البلطيق والسويد. وذلك في مقابل اتهامات روسية لهلسنكي بتسهيل أعمال تخريبية يقوم بها الأوكرانيون في مناطق روسية شمالية.
ويُعد انسحابها من اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد خطوة إضافية في رفع التوتر، وتشنجاً يتوسع نحو منطقة البلطيق. فدوله المتشاطئة، وبصورة خاصة بولندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا، باتت أيضاً تنشر الألغام المضادة للأفراد، بعد تزايد منسوب التحذير من أن روسيا قد تقدم بعد الحرب في أوكرانيا أو في أثنائها إلى "اختبار" حدود "الأطلسي" الشرقية.
وأشار وزير الدفاع الفنلندي، أنتي هاكانين، إلى أن بلاده ستخصص نحو ثلاثة مليارات يورو إضافية للقضايا الدفاعية، وكذلك ستنتج وتخزن الألغام بصورة كبيرة، مشدداً على أن الانسحاب من الاتفاقية ونشر الألغام الفردية بمثابة "خطوات لازمة للحد من خطر تعرض فنلندا للهجوم"، مضيفاً في تصريحات صحافية محلية أنها خطوة أولوية "لحماية البلد من التهديد الروسي". وأشار الرئيس الفنلندي، ألكسندر ستاب، إلى تهديد روسيا لبلاده، وأنه "في نهاية المطاف لدينا دولة مجاورة عدوانية وإمبريالية، وهي ليست عضواً في اتفاقية أوتاوا وتستخدم بنفسها الألغام الأرضية بلا رحمة"، في سياق الدفاع عن موقف بلده الجديد.
أخبار
التحديثات الحية
فنلندا تبني سياجاً على حدودها مع روسيا بعد الانضمام لـ"الناتو"
وفي ضوء تزايد عدد الدول المنسحبة من اتفاقية أوتاوا، المجاورة لروسيا وبيلاروسيا، دفع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إلى التشديد على ضرورة امتثال الدول لاتفاقية حظر استخدام الألغام ضد الأفراد. وقال غوتيريس إنه يشعر بقلق بالغ إزاء التصريحات الأخيرة من عدة دول والخطوات التي اتخذتها للانسحاب من الاتفاقية. ورد وزير الدفاع الفنلندي على غوتيريس بالقول إن هدف الانسحاب "حماية المدنيين".
وفي نهاية المطاف، تشير مساعي هلسنكي نحو العسكرة، وخصوصاً الخروج من اتفاقية دولية بشأن الألغام ضد الأفراد، إلى زيادة منسوب خوف بعض دول الأطلسي مما يمكن أن تقدم عليه روسيا، وإلى تحول كبير في سياسات البلد المسالم والداعم للاتفاقيات الدولية ولدعوات الحد من سباق التسلح.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 12 ساعات
- العربي الجديد
"ديلي ميل": جد رئيسة الاستخبارات البريطانية الجديدة كان جاسوساً نازياً
أفادت صحيفة ديلي ميل البريطانية بأنّ جد رئيسة جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (MI6) المعيّنة حديثاً، كان جاسوساً نازياً من أصل أوكراني فرّ من الجيش الروسي . في منتصف يونيو/حزيران الحالي، عُيّنت بلايز متريويلي (47 عاماً) لتصبح أول امرأة ترأس هذا الجهاز. ولم يُكشف الكثير عن خلفيّتها أو حياتها الشخصية، بينما قضت معظم مسيرتها المهنية بسرية تامّة في أجهزة الاستخبارات. ووفق تحقيق نشرته صحيفة ديلي ميل، أمس الجمعة، وتتبّع أصولها من خلال وثائق مؤرشفة في المملكة المتحدة وألمانيا خصوصاً، فإنّ جدّها كان يدعى قسطنطين دوبروفولسكي وكان جاسوساً نازياً خلال الحرب العالمية الثانية وكان يعمل في أوكرانيا. وبعدما انضمّ إلى الجيش الروسي، أُرسل إلى الجبهة ومن هناك انضمّ إلى معسكر ألمانيا النازية. حول العالم التحديثات الحية أرشيف الاستخبارات البريطانية: أسرار 115 عاماً من العمل السري وأطلق عليه قادة جيش الرايخ الثالث (الفيرماخت)، لقب "الجزّار" أو "العميل رقم 30"، وقد ساهم بشكل ملحوظ "شخصياً" في "إبادة اليهود"، بحسب ما ذكر بنفسه في رسائل متبادلة مع رؤسائه حصلت عليها الصحيفة. وفرّت زوجته إلى المملكة المتحدة خلال الحرب مع ابنها الذي كان يبلغ من العمر شهرَين وبات لاحقاً والد بلايز متريويلي. وفي بريطانيا، تزوّجت زوجته مجدداً في العام 1947، واتخذت اسم زوجها الجديد ديفيد ميتريويلي. من جانبها، أفادت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، بأنّ دوبروفولسكي ظهر أيضاً على قائمة المطلوبين لدى جهاز الاستخبارات السوفييتي (كي جي بي) في الستينيات باعتباره عميلاً للاستخبارات الأجنبية و"خائناً للوطن الأم". ولدى الاتصال بوزارة الخارجية البريطانية التي تشرف على جهاز الاستخبارات الخارجية، أشارت الوزارة إلى أنّ غلايز ميتريويلي "لم تعرف أو تقابل جدّها من جهة والدها على الإطلاق". وأضافت أنّ "هناك تضارباً وخلافات بشأن أصول بلايز، ومثل العديد ممن يتحدّرون من أوروبا الشرقية، لا يعرف سوى القليل عنها". وأشارت الوزارة إلى أنّ "هذه الأصول المعقّدة على وجه التحديد هي التي ساهمت في التزامها في منع الصراعات وحماية الشعب البريطاني من التهديدات الحديثة من دول معادية بصفته الرئيسة المقبلة للجهاز". وفي الـ15 من يونيو/حزيران الحالي، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ، أن حكومته عيّنت بلايز متريويلي رئيسة لجهاز الاستخبارات الخارجية ، لتكون أول امرأة تشغل هذا المنصب. وحقق الجهاز شهرة عالمية بفضل شخصية العميل جيمس بوند التي ابتكرها الكاتب إيان فلامينغ في سلسلة روايات جاسوسية تحوّلت لاحقاً إلى أفلام سينمائية. وأفاد بيان لـ"داونينغ ستريت" بأن متريويلي كانت تشغل منصب المديرة العامة للتكنولوجيا والابتكار في الجهاز وتعرف باسم كيو. ووصفها بأنها "ضابطة استخبارات محترفة انضمت إلى الجهاز عام 1999 بعدما درست الأنثروبولوجيا في جامعة كامبريدج، وشغلت مناصب عليا في أم آي 6 وأيضاً في جهاز الاستخبارات الداخلية أم آي 5، وقضت معظم حياتها المهنية في تنفيذ أدوار في الشرق الأوسط وأوروبا". (فرانس برس، العربي الجديد)


العربي الجديد
منذ 12 ساعات
- العربي الجديد
فنلندا تنسحب من اتفاقية حظر الألغام الفردية.. مزيد من عسكرة البلطيق
تتجه فنلندا في سياق تزايد العسكرة الأوروبية ، تحديداً تحت سقف حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي انضمت إليه بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022، نحو الانسحاب من اتفاقية حظر نشر الألغام المضادة للأفراد، مع المزيد من العسكرة على حدودها مع جارتها روسيا . وخلال الأسابيع الأخيرة بدأت هلسنكي بزيادة انتشارها العسكري على حدودها، بعد أن كانت خلال فترة الحرب الباردة منذ 1949 شبه محايدة بين المعسكرين، الشرقي والغربي. ويبدو أن هذا البلد المنتمي إلى الاتحاد الأوروبي و"الأطلسي"، وهو جزء من مجموعة "دول الشمال" إلى جانب السويد وفنلندا والدنمارك والنرويج وأيسلندا، يحول "الخوف" من الجار الروسي إلى ذريعة لتسويق دخوله حالة سباق تسلح وانتهاج مواقف أكثر تصلباً في علاقاته بموسكو. ويُعتبر انسحاب فنلندا من اتفاقية أوتاوا لحظر انتشار الألغام الأرضية ضد الأفراد (تضم الاتفاقية الموقعة عام1997 نحو 160 دولة) أحد تجليات هذه التطورات، بحجة "الدفاع عن النفس"، بعد أن وافقت أغلبية برلمانية في هلسنكي (157 مقابل معارضة 18)، في 19 يونيو/حزيران الجاري، على الانسحاب من الاتفاقية، على اعتبار أنها خطوة أخرى نحو "حماية الحدود" مع روسيا، الممتدة على طول أكثر من 1300 كم. وخاضت فنلندا خلال عهد الاتحاد السوفييتي السابق حربين مع الجيش الأحمر. الأولى تسمى "حرب الشتاء"، بين نوفمبر/تشرين الثاني 1939 وحتى مارس/آذار 1940، وتكبد فيها السوفييت خسائر كبيرة، وانتهت الحرب بعقد اتفاقية سلام مع هلسنكي. وإبان الحرب العالمية الثانية دخل البلدان في "حرب الاستمرار"، بين 1941 و1944. وتعلم الفنلنديون من الحربين، والحرب الداخلية في عام 1918، الانتقال إلى صيغة "الشعب المسلح" بحيث يعتبر مواطنو البلد جميعاً (نحو 5.5 ملايين نسمة) جزءاً رئيسياً في صد أي غزو خارجي. وأقامت فنلندا طوال عقود الحرب الباردة ملاجئ وأنفاقاً تحمي السكان حتى من القصف النووي. ومن الواضح أن فنلندا، التي تقدمت بطلب مشترك مع جارتها السويد لعضوية الحلف الأطلسي في مايو/أيار 2022، غيرت قراءة علاقاتها بروسيا. وبعد نيل عضويتها في الحلف في إبريل/نيسان 2023 أطلقت روسيا مزيداً من التصريحات الممتعضة والغاضبة من توسع الحلف الغربي نحو حدودها، ما دفع هلسنكي نحو عسكرة حدودية وبحرية أكثر، وتخلت بالتالي عن سياسات استرضاء الكرملين. وجدير بالذكر أن علاقة البلد بموسكو بقيت جيدة في الفترة التي ترأسها مارتي أهتيساري، الحاصل على "نوبل للسلام"، بين 1992 و2000. تقارير دولية التحديثات الحية فنلندا في حلف شمال الأطلسي... تغيير قواعد اللعبة مع روسيا وحتى مع تقرب هلنسكي من الغرب، بعد انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي في 1995، إلا أنها حافظت على علاقة جيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. لكن توسع الأطلسي في منطقة بحر البلطيق، مع عضوية دوله السوفييتية السابقة، ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا، وتنسيق فنلندا أكثر معها ومع إسكندنافيا، زاد من مخاوف روسيا. واعتبرت موسكو التقارب المتزايد، منذ 2014 (بعد ضمها شبه جزيرة القرم الأوكرانية) على مستويات عسكرية ودفاعية، بين هلسنكي و"الأطلسيين" تحدياً حقيقياً في وجه سردية روسيا بشأن خرق الحلف الغربي قضية عدم توسعه شرقاً إلى أبعد من حدود ألمانيا الشرقية، بعد وحدتها مع الغربية في 1991. ودفعت التصريحات الروسية بعد بدء الحرب الأوكرانية، وبعد تحركات عسكرية على طول حدودها مع فنلندا واتخاذ الأخيرة خطوات متشددة بشأن دخول الروس عبر الحدود البرية، على ما يبدو فنلندا إلى مزيد من التنسيق العسكري مع دول الجوار الشمالية ومع واشنطن. وتبنت هلسنكي تدريجياً خطوات دفاعية على الأرض، من بينها تسييج الحدود وتعزيز مراقبتها عسكرياً بمشاركة قوات غربية. وتشهد العلاقات توترات إضافية منذ نهاية العام الماضي، بعد اتهام هلسنكي لموسكو بتعمد تخريب كابلات بحرية في أكثر من مناسبة، والدفع بتحركات بحرية مريبة في المياه التي تربطها بدول البلطيق والسويد. وذلك في مقابل اتهامات روسية لهلسنكي بتسهيل أعمال تخريبية يقوم بها الأوكرانيون في مناطق روسية شمالية. ويُعد انسحابها من اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد خطوة إضافية في رفع التوتر، وتشنجاً يتوسع نحو منطقة البلطيق. فدوله المتشاطئة، وبصورة خاصة بولندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا، باتت أيضاً تنشر الألغام المضادة للأفراد، بعد تزايد منسوب التحذير من أن روسيا قد تقدم بعد الحرب في أوكرانيا أو في أثنائها إلى "اختبار" حدود "الأطلسي" الشرقية. وأشار وزير الدفاع الفنلندي، أنتي هاكانين، إلى أن بلاده ستخصص نحو ثلاثة مليارات يورو إضافية للقضايا الدفاعية، وكذلك ستنتج وتخزن الألغام بصورة كبيرة، مشدداً على أن الانسحاب من الاتفاقية ونشر الألغام الفردية بمثابة "خطوات لازمة للحد من خطر تعرض فنلندا للهجوم"، مضيفاً في تصريحات صحافية محلية أنها خطوة أولوية "لحماية البلد من التهديد الروسي". وأشار الرئيس الفنلندي، ألكسندر ستاب، إلى تهديد روسيا لبلاده، وأنه "في نهاية المطاف لدينا دولة مجاورة عدوانية وإمبريالية، وهي ليست عضواً في اتفاقية أوتاوا وتستخدم بنفسها الألغام الأرضية بلا رحمة"، في سياق الدفاع عن موقف بلده الجديد. أخبار التحديثات الحية فنلندا تبني سياجاً على حدودها مع روسيا بعد الانضمام لـ"الناتو" وفي ضوء تزايد عدد الدول المنسحبة من اتفاقية أوتاوا، المجاورة لروسيا وبيلاروسيا، دفع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إلى التشديد على ضرورة امتثال الدول لاتفاقية حظر استخدام الألغام ضد الأفراد. وقال غوتيريس إنه يشعر بقلق بالغ إزاء التصريحات الأخيرة من عدة دول والخطوات التي اتخذتها للانسحاب من الاتفاقية. ورد وزير الدفاع الفنلندي على غوتيريس بالقول إن هدف الانسحاب "حماية المدنيين". وفي نهاية المطاف، تشير مساعي هلسنكي نحو العسكرة، وخصوصاً الخروج من اتفاقية دولية بشأن الألغام ضد الأفراد، إلى زيادة منسوب خوف بعض دول الأطلسي مما يمكن أن تقدم عليه روسيا، وإلى تحول كبير في سياسات البلد المسالم والداعم للاتفاقيات الدولية ولدعوات الحد من سباق التسلح.


العربي الجديد
منذ 12 ساعات
- العربي الجديد
هجوم روسي على أوديسا.. وكييف تستهدف قاعدة جوية
قُتل شخصان وأصيب 14 آخرون جنوب أوكرانيا في مدينة أوديسا الساحلية، المطلة على البحر الأسود ، إثر هجوم روسي بطائرة مسيرة، وفق ما أعلنت السلطات المحلية اليوم السبت. وقال حاكم المدينة، أوليغ كيبر، على منصة تليغرام: "انتشل عناصر الإنقاذ من بين الأنقاض جثتي شخصين لقيا حتفهما إثر غارة جوية معادية بطائرة مسيرة على مبنى سكني"، وأضاف أن الهجوم الليلي أدى إلى إصابة 14 شخصاً "بينهم ثلاثة أطفال". وفي منطقة خيرسون المجاورة، أعلنت السلطات مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين في ضربات روسية، أمس الجمعة، وقال حاكم المنطقة، أوليكساندر بروكودين، على تليغرام، صباح السبت، "استهدفت القوات الروسية المنشآت الحيوية والاجتماعية وكذلك المناطق السكنية في المنطقة". وفي نفس السياق، أعلن الجيش الأوكراني ، السبت، أن قواته، بالتعاون مع جهاز الأمن، نفذت هجوماً استهدف طائرات مقاتلة في قاعدة جوية بمنطقة فولغوغراد جنوب روسيا. وقال الجيش في منصة تليغرام: "تم استهداف الطائرات المتمركزة في مطار مارينوفكا العسكري بمنطقة فولغوغراد الروسية"، مضيفاً أن العملية نُفذت يوم أمس، كجزء من عملية مشتركة بين القوات الخاصة الأوكرانية وجهاز الأمن الأوكراني وعناصر أخرى. وأشار إلى أن التقييمات الأولية تفيد بتدمير أربع مقاتلات من طراز "سو-34"، وهي الطائرات الرئيسية التي تستخدمها روسيا في تنفيذ هجماتها على مواقع أوكرانية. من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية، السبت، إن قواتها سيطرت على قرية تشيرفونا زيركا في دونيتسك بشرق أوكرانيا، وأشارت الوزارة إلى أن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت 31 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليلة الماضية. أخبار التحديثات الحية بوتين: مقترحات روسيا وأوكرانيا حول تسوية النزاع متناقضة تماماً ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن موسكو هجوماً عسكرياً على أوكرانيا التي ترد بدورها عبر ضربات بطائرات مسيرة ضد أهداف في روسيا. وكثفت موسكو هجماتها بالطائرات المسيرة والصواريخ على المدن الأوكرانية في الأسابيع الماضية مع تعثر الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب المستمرة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات ونصف السنة. ولتحقيق وقف إطلاق النار، تطالب أوكرانيا بانسحاب الجيش الروسي من خمس مناطق يحتلها جزئياً او كلياً، في حين تشترط روسيا أن تتراجع كييف عن الانضمام الى حلف شمال الأطلسي وتقر لها بالسيطرة على تلك الأراضي. (فرانس برس، رويترز، الأناضول)