logo
الماء والكهرباء في شمال شرقي سوريا... مشكلة عابرة للحدود

الماء والكهرباء في شمال شرقي سوريا... مشكلة عابرة للحدود

الشرق الأوسطمنذ 4 ساعات

منذ أعوام، تعاني مدينة الحسكة وريفها والمخيمات القريبة منها، بما فيها مخيم «الهول»؛ أكبر المخيمات في سوريا على الإطلاق، من أزمة في شح مياه الشرب، التي تعتمد على محطة «علوك» القريبة من مدينة رأس العين، والخاضعة لسيطرة الجيش التركي وفصائل سورية مسلحة منذ 2019، بعد مرور أشهر من تسلم الإدارة الانتقالية السلطة بالبلاد في ديسمبر (كانون الأول) 2024، وتربطها علاقة متبادلة متينة مع الحكومة التركية.
وفي إطار جهودها لإعادة استئناف عمل هذه المحطة الحيوية، زارت فرق اللجنة «الدولية للصليب الأحمر» ومنظمة «اليونيسف» للطفولة، بالتنسيق مع وزارة الطاقة الحكومية، محطة «علوك» في 24 من هذا الشهر، ونفذت جولة تقييمية ودراسة إمكانية وصل كهرباء هذه المحطة بالشبكة التركية.
نازحة سورية تغسل أطفالها في مخيم الطلائع الخاص بنازحي رأس العين ويقع شرق مدينة الحسكة
وعلى الرغم من أن إعادة تشغيل هذه المحطة سيستغرق وقتاً، ويتطلب توافقاً دولياً سورياً محلياً؛ أكدت ياسمين بدير المتحدثة الرسمية لـ«اللجنة الدولية للصليب الأحمر»، التزامها بالعمل مع جميع الأطراف على إعادة تأهيل هذه المحطة؛ بغية ضمان الوصول المستدام إلى المياه التي تغذي مئات الآلاف من الأشخاص في مدينة الحسكة، إلى جانب المخيمات التابعة لها وآلاف النازحين القاطنين هناك.
وقالت بدير خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط»، إن اللجنة تدرك صعوبة الوصول المستقر إلى المياه النظيفة والكهرباء وسط التقسيمات العسكرية، «يشكل تحدياً بالغاً للمجتمعات في شمال شرقي سوريا، ويتطلب التزاماً واستثماراً طويلي الأمد».
وبحسب هذه المتحدثة الرسمية، شملت الزيارة تقييماً فنياً ميدانياً وتنسيقاً مع السلطات المحلية والشركاء، إلى جانب التخطيط لحلول عاجلة وطويلة الأمد، وذكرت بدير: «نفذنا هذه المهمة المشتركة عبر خطوط التماس مع منظمة (اليونيسف)، وأسفرت عن تقديم مقترح لخطة من 3 مراحل لإعادة التأهيل والتشغيل التدريجي للمحطة».
خبراء يعاينون محطة «علوك» القريبة من مدينة رأس العين (الشرق الأوسط)
ومنذ سيطرة الجيش التركي وفصائل مسلحة موالية لها على مدينة رأس العين، حيث تقع محطة «علوك» للمياه، في إطار عملية عسكرية عرفت آنذاك بـ«نبع السلام» أكتوبر (تشرين الأول) 2019، تعاني مدينة الحسكة الخاضعة لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، والمدعومة من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة، ويقطنها أكثر من مليون إنسان، من انقطاع مياه الشرب في ظل ظروف مأساوية يعيشها سكان المنطقة، مع ارتفاع درجات الحرارة وموجة حرارة غير مسبوقة تتعدى فيها 45 درجة مئوية.
وأشارت ياسمين بدير إلى أن زيارة فرق «الصليب الأحمر» للمحطة بمثابة التزام بإعادة توفير المياه بشكل موثوق للمجتمعات الهشة في الحسكة، «لتعزيز قدرة البنية التحتية على الصمود، وتقديم حلول مستدامة في إطار هذا البرنامج الممتد لعدة سنوات»، ونوهت بأن الزيارة جاءت خطوة أساسية ضمن البرنامج الممتد لعدة سنوات: «بهدف إعادة تأهيل 7 منشآت مائية حيوية في أنحاء مختلفة من سوريا، بينها محطة (علوك) لتحقيق الاستقرار في إمدادات المياه لأكثر من 12 مليون شخص».
من جهتها؛ أعلنت منظمة «اليونيسف» على معرفاتها بمنصات التواصل الاجتماعي، مشاركتها في هذه المهمة البارزة، لتقييم إمكانية ربط محطة مياه «علوك» الواقعة في ريف مدينة رأس العين شمال سوريا، بشبكة الكهرباء التركية، بهدف إعادة تأمين المياه النظيفة لمئات الآلاف من السكان، غالبيتهم من النساء والأطفال.
نساء وأطفال في القسم الخاص بالأجانب بمخيم «الهول» شرق محافظة الحسكة... وتظهر خزانات مياه وزعتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر (الشرق الأوسط)
وبحسب بيان المنظمة الأممية، تعدّ هذه المهمة الأولى من نوعها التي تنفذ بالتعاون بين عدة أطراف محلية ودولية، «شملت العمل عبر خطوط النزاع وحدود الدول، إذ تمتد من سوريا إلى تركيا، بدعم متبادل من جميع الجهات المعنية، بما فيها الحكومة السورية الجديدة».
وتشكو منظمات إنسانية دولية ومحلية تعمل في المنطقة، من أن بدائل ضخ المياه من محطة مياه «علوك» غير كافية، حيث توزّع المياه عبر الصهاريج بشكل متقطع، لكنها تستغرق وقتاً طويلاً، وتواصل اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتعاون مع فرق الهلال الأحمر السوري، استجابتها لأزمة المياه في الحسكة منذ عام 2020، والتي نشأت نتيجة الانقطاعات المتكررة والتوقف المستمر لمحطة مياه «علوك».
وسجلت الطواقم الطبية المحلية خلال النصف الأول منذ هذا العام، ازدياد حالات التسمم بين الأهالي، بسبب نقص المياه وشربها من مصادر ملوثة، وأكدت مديرية صحة الحسكة أن المركز الطبي استقبل حتى مطلع شهر يونيو (حزيران) الحالي، 1599 حالة، غالبيتهم يعانون من حالات التهاب أمعاء وإسهالات وقيء.
وذكرت المتحدثة باسم اللجنة الدولية أنه خلال عام 2024، استفاد أكثر من 14 مليون شخص من العمليات التي نفذتها اللجنة في البنية التحتية للمياه والإسكان والكهرباء في عموم البلاد، بينما حصل 180 ألف شخص على المياه المنقولة في الحسكة خلال عام 2024. وختمت بدير حديثها لتقول: «تبذل اللجنة الدولية هذه الجهود يوماً بعد يوم، للتخفيف قليلاً من عناء الأسر في الحصول على المياه النظيفة، أينما كانوا».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ساعر يعدّ التطبيع مع سوريا مهماً بشرط الاحتفاظ بالجولان
ساعر يعدّ التطبيع مع سوريا مهماً بشرط الاحتفاظ بالجولان

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

ساعر يعدّ التطبيع مع سوريا مهماً بشرط الاحتفاظ بالجولان

لم يستبعد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، تطبيع العلاقات مع سوريا، لكنه قال إن ذلك سيتم فقط إذا بقيت الجولان تحت السيطرة الإسرائيلية. وقال ساعر لقناة «آي 24 نيوز» الإسرائيلية: «إذا توفرت فرصة لتوقيع اتفاق سلام أو تطبيع مع سوريا، على أن تبقى الجولان بأيدينا، فسيكون ذلك إيجابياً لمستقبل الإسرائيليين». جاء تعليق ساعر وسط تقارير حول احتمال إنجاز اتفاق تطبيع مع سوريا قبل نهاية العام الحالي. ونقلت القناة الإسرائيلية عن «مصدر سوري مطلع» قوله إن «إسرائيل وسوريا ستوقعان اتفاقية سلام قبل نهاية عام 2025». وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر لا يستبعد تطبيعاً مع سوريا (رويترز) وبحسب المصدر، فإنه بموجب الاتفاقية المذكورة، ستنسحب إسرائيل تدريجياً من جميع الأراضي السورية التي احتلتها بعد غزو المنطقة العازلة في 8 ديسمبر (كانون الأول) 2024. بما في ذلك قمة جبل الشيخ. ووفقاً للمصدر، ستُطبّع هذه الاتفاقية التاريخية العلاقات بين البلدين بشكل كامل، وستتحول مرتفعات الجولان إلى «حديقة سلام». ولم يؤكد أي مصدر إسرائيلي أو سوري التقرير فوراً، لكن تقارير إسرائيلية أخرى أكدت أن زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، المرتقبة للولايات المتحدة الأميركية، الشهر المقبل، تهدف إلى مناقشة آلية تطبيع العلاقات مع سوريا ضمن توسيع «اتفاقيات إبراهيم» كنتيجة محتملة لإنهاء الحرب على قطاع غزة. وقالت «القناة 12» إن ثمة تفاؤلاً حذراً لدى واشنطن بشأن صفقة تطبيع شاملة وتوسيع نطاق «اتفاقيات إبراهيم»، بعد التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب على غزة. وتدرك أوساط إسرائيلية أن مفتاح توسيع التطبيع لن يتحقق إلا من خلال التزام الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بإنهاء الحرب في غزة. وبحسب القناة، توجد الآن إمكانية لتوسيع محدود لاتفاقيات إبراهيم والتوصل إلى اتفاق مع سوريا فقط، لكن نتنياهو مهتم بصفقة شاملة أوسع. توم براك مبعوث الولايات المتحدة إلى سوريا يلتقي بالرئيس السوري أحمد الشرع في تركيا يوم 24 مايو (إ.ب.أ) ونقلت «القناة 12» عن نتنياهو قوله إن «النصر في إيران يفتح الباب أمام توسيع اتفاقيات السلام، وإطلاق سراح الرهائن، وهزيمة (حماس). ونحن نعمل بجدٍ على هذا. إلى جانب إطلاق سراح رهائننا وهزيمة (حماس)، ثمة فرصة سانحة لا ينبغي تفويتها (توسيع السلام). يجب ألا نضيع يوماً واحداً». ويسبق وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، نتيناهو، ويفترض أن يتوجّه إلى واشنطن، يوم الاثنين، لإجراء محادثات بشأن إيران والحرب على غزة، بالإضافة إلى تنسيق زيارة نتنياهو. وذكر مسؤول أميركي أن زيارة نتنياهو من المرجَّح أن تكون في النصف الثاني من شهر يوليو (تموز) المقبل. والتفاؤل في إسرائيل يستند إلى خطة لدى ترمب تضمن إنهاء الحرب، وضمّ دولٍ جديد لـ«اتفاقيات إبراهيم». وكانت مصادر إسرائيلية أكدت لصحيفة إسرائيل اليوم أن ترمب اتفق مع نتنياهو على إنهاء الحرب على غزة، خلال أسبوعين، ثم توقيع اتفاقيات سلام جديدة مع دول عربية. دبابة إسرائيلية في المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا قرب بلدة مجدل شمس في الجولان (أرشيفية - إ.ب.أ) وفي نهاية الشهر الماضي، قالت 5 مصادر مطلعة لوكالة «رويترز» إن إسرائيل وسوريا على اتصال مباشر، وأجرتا لقاءات وجهاً لوجه بهدف تهدئة التوتر والحيلولة دون اندلاع صراع في المنطقة الحدودية بين الجانبين. وقبل أسبوعين، أبلغ نتنياهو، المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم برَّاك، أن إسرائيل مهتمة بالتفاوض مع الحكومة السورية الجديدة، في ظل وساطة الولايات المتحدة. وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى آنذاك إن نتنياهو مهتم بالتفاوض على اتفاقية أمنية مُحدّثة، والعمل على التوصل إلى اتفاق سلام شامل. ويعتقد نتنياهو أن تطلُّع الرئيس السوري، أحمد الشرع، إلى بناء علاقات وثيقة مع إدارة ترمب يُتيح فرصة دبلوماسية. وقال المسؤول الإسرائيلي: «نريد أن نمضي قدماً نحو التطبيع مع سوريا في أقرب وقت ممكن». ووفقاً للمسؤول، فإن براك أبلغ الإسرائيليين أيضاً أن الشرع منفتح على مناقشة اتفاقيات جديدة مع إسرائيل.

الماء والكهرباء في شمال شرقي سوريا... مشكلة عابرة للحدود
الماء والكهرباء في شمال شرقي سوريا... مشكلة عابرة للحدود

الشرق الأوسط

timeمنذ 4 ساعات

  • الشرق الأوسط

الماء والكهرباء في شمال شرقي سوريا... مشكلة عابرة للحدود

منذ أعوام، تعاني مدينة الحسكة وريفها والمخيمات القريبة منها، بما فيها مخيم «الهول»؛ أكبر المخيمات في سوريا على الإطلاق، من أزمة في شح مياه الشرب، التي تعتمد على محطة «علوك» القريبة من مدينة رأس العين، والخاضعة لسيطرة الجيش التركي وفصائل سورية مسلحة منذ 2019، بعد مرور أشهر من تسلم الإدارة الانتقالية السلطة بالبلاد في ديسمبر (كانون الأول) 2024، وتربطها علاقة متبادلة متينة مع الحكومة التركية. وفي إطار جهودها لإعادة استئناف عمل هذه المحطة الحيوية، زارت فرق اللجنة «الدولية للصليب الأحمر» ومنظمة «اليونيسف» للطفولة، بالتنسيق مع وزارة الطاقة الحكومية، محطة «علوك» في 24 من هذا الشهر، ونفذت جولة تقييمية ودراسة إمكانية وصل كهرباء هذه المحطة بالشبكة التركية. نازحة سورية تغسل أطفالها في مخيم الطلائع الخاص بنازحي رأس العين ويقع شرق مدينة الحسكة وعلى الرغم من أن إعادة تشغيل هذه المحطة سيستغرق وقتاً، ويتطلب توافقاً دولياً سورياً محلياً؛ أكدت ياسمين بدير المتحدثة الرسمية لـ«اللجنة الدولية للصليب الأحمر»، التزامها بالعمل مع جميع الأطراف على إعادة تأهيل هذه المحطة؛ بغية ضمان الوصول المستدام إلى المياه التي تغذي مئات الآلاف من الأشخاص في مدينة الحسكة، إلى جانب المخيمات التابعة لها وآلاف النازحين القاطنين هناك. وقالت بدير خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط»، إن اللجنة تدرك صعوبة الوصول المستقر إلى المياه النظيفة والكهرباء وسط التقسيمات العسكرية، «يشكل تحدياً بالغاً للمجتمعات في شمال شرقي سوريا، ويتطلب التزاماً واستثماراً طويلي الأمد». وبحسب هذه المتحدثة الرسمية، شملت الزيارة تقييماً فنياً ميدانياً وتنسيقاً مع السلطات المحلية والشركاء، إلى جانب التخطيط لحلول عاجلة وطويلة الأمد، وذكرت بدير: «نفذنا هذه المهمة المشتركة عبر خطوط التماس مع منظمة (اليونيسف)، وأسفرت عن تقديم مقترح لخطة من 3 مراحل لإعادة التأهيل والتشغيل التدريجي للمحطة». خبراء يعاينون محطة «علوك» القريبة من مدينة رأس العين (الشرق الأوسط) ومنذ سيطرة الجيش التركي وفصائل مسلحة موالية لها على مدينة رأس العين، حيث تقع محطة «علوك» للمياه، في إطار عملية عسكرية عرفت آنذاك بـ«نبع السلام» أكتوبر (تشرين الأول) 2019، تعاني مدينة الحسكة الخاضعة لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، والمدعومة من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة، ويقطنها أكثر من مليون إنسان، من انقطاع مياه الشرب في ظل ظروف مأساوية يعيشها سكان المنطقة، مع ارتفاع درجات الحرارة وموجة حرارة غير مسبوقة تتعدى فيها 45 درجة مئوية. وأشارت ياسمين بدير إلى أن زيارة فرق «الصليب الأحمر» للمحطة بمثابة التزام بإعادة توفير المياه بشكل موثوق للمجتمعات الهشة في الحسكة، «لتعزيز قدرة البنية التحتية على الصمود، وتقديم حلول مستدامة في إطار هذا البرنامج الممتد لعدة سنوات»، ونوهت بأن الزيارة جاءت خطوة أساسية ضمن البرنامج الممتد لعدة سنوات: «بهدف إعادة تأهيل 7 منشآت مائية حيوية في أنحاء مختلفة من سوريا، بينها محطة (علوك) لتحقيق الاستقرار في إمدادات المياه لأكثر من 12 مليون شخص». من جهتها؛ أعلنت منظمة «اليونيسف» على معرفاتها بمنصات التواصل الاجتماعي، مشاركتها في هذه المهمة البارزة، لتقييم إمكانية ربط محطة مياه «علوك» الواقعة في ريف مدينة رأس العين شمال سوريا، بشبكة الكهرباء التركية، بهدف إعادة تأمين المياه النظيفة لمئات الآلاف من السكان، غالبيتهم من النساء والأطفال. نساء وأطفال في القسم الخاص بالأجانب بمخيم «الهول» شرق محافظة الحسكة... وتظهر خزانات مياه وزعتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر (الشرق الأوسط) وبحسب بيان المنظمة الأممية، تعدّ هذه المهمة الأولى من نوعها التي تنفذ بالتعاون بين عدة أطراف محلية ودولية، «شملت العمل عبر خطوط النزاع وحدود الدول، إذ تمتد من سوريا إلى تركيا، بدعم متبادل من جميع الجهات المعنية، بما فيها الحكومة السورية الجديدة». وتشكو منظمات إنسانية دولية ومحلية تعمل في المنطقة، من أن بدائل ضخ المياه من محطة مياه «علوك» غير كافية، حيث توزّع المياه عبر الصهاريج بشكل متقطع، لكنها تستغرق وقتاً طويلاً، وتواصل اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتعاون مع فرق الهلال الأحمر السوري، استجابتها لأزمة المياه في الحسكة منذ عام 2020، والتي نشأت نتيجة الانقطاعات المتكررة والتوقف المستمر لمحطة مياه «علوك». وسجلت الطواقم الطبية المحلية خلال النصف الأول منذ هذا العام، ازدياد حالات التسمم بين الأهالي، بسبب نقص المياه وشربها من مصادر ملوثة، وأكدت مديرية صحة الحسكة أن المركز الطبي استقبل حتى مطلع شهر يونيو (حزيران) الحالي، 1599 حالة، غالبيتهم يعانون من حالات التهاب أمعاء وإسهالات وقيء. وذكرت المتحدثة باسم اللجنة الدولية أنه خلال عام 2024، استفاد أكثر من 14 مليون شخص من العمليات التي نفذتها اللجنة في البنية التحتية للمياه والإسكان والكهرباء في عموم البلاد، بينما حصل 180 ألف شخص على المياه المنقولة في الحسكة خلال عام 2024. وختمت بدير حديثها لتقول: «تبذل اللجنة الدولية هذه الجهود يوماً بعد يوم، للتخفيف قليلاً من عناء الأسر في الحصول على المياه النظيفة، أينما كانوا».

هل سوريا جاهزة للسلام مع إسرائيل؟
هل سوريا جاهزة للسلام مع إسرائيل؟

الشرق الأوسط

timeمنذ 4 ساعات

  • الشرق الأوسط

هل سوريا جاهزة للسلام مع إسرائيل؟

جاءت التصريحات التي نقلتها وسائل إعلام عبرية، عن مصدر -وصفته بـ«سوري مطلع»- بأنّ سوريا وإسرائيل ستوقعان اتفاقية سلام قبل نهاية عام 2025، بعد أيام قليلة من تأكيد الرئيس السوري، أحمد الشرع، أن دمشق تعمل عبر قنوات دبلوماسية ومفاوضات غير مباشرة مع وسطاء دوليين لوقف التوغلات والاعتداءات الإسرائيلية جنوب البلاد، وتشديده على أن «الحفاظ على السيادة السورية فوق كل اعتبار»، فهل سوريا جاهزة لتوقيع اتفاق سلام؟ ونقل موقع «I24 NEWS» الإسرائيلي الناطق باللغة العربية عن «المصدر السوري المطلع» قوله إنّ اتفاقية السلام التي يجري الحديث عنها تنص على انسحاب إسرائيل تدريجياً من جميع الأراضي السورية التي تقدمت إليها ضمن المنطقة العازلة بعد 8 ديسمبر (كانون الأول) 2024، بما في ذلك قمة جبل الشيخ. مصادر في دمشق قريبة من الحكومة قالت لـ«الشرق الأوسط» إن هناك مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل جارية على قدم وساق برعاية إقليمية ودولية، وقد أعلن ذلك الرئيس السوري. الرئيس السوري أحمد الشرع مستقبلاً وفداً من وجهاء وأعيان محافظة القنيطرة والجولان في قصر الشعب الأربعاء الماضي (سانا) وكشفت المصادر أن سوريا تُطالب بوقف الاعتداءات والتوغلات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، والعودة إلى اتفاق 1974، في حين تريد إسرائيل إنشاء منطقة عازلة، وعلى الأرجح أن يجري التوصل إلى اتفاقية أمنية جديدة، تُمهّد لاتفاق سلام شامل مستقبلاً. واستبعدت المصادر التوصل إلى اتفاق دائم، من دون نفي احتمال التوصل إلى اتفاق يُمهد إلى اتفاق سلام دائم أو الاتفاق الإبراهيمي. وتحدثت المصادر عن مشهد متسارع، لافتة إلى تعويل دمشق على الدور العربي للتوصل إلى اتفاق يحفظ السيادة السورية، كونها وضعت ملف السلام في إطاره العربي، وتأمل في أن تمارس الولايات المتحدة والدول الغربية دوراً في الضغط على إسرائيل لوقف الاعتداءات، في إطار رغبتها في دعم الاستقرار بسوريا. لكن هل سوريا جاهزة لاتفاق سلام دائم مع إسرائيل؟ قالت المصادر إن سوريا بوصفها دولة «وليدة» غير جاهزة لسلام دائم في الوضع الراهن، والحل الذي تأمله اتفاق أمني معدل، أو العودة إلى اتفاق 1974، وأنه شعبياً لا يزال هناك رفض، لكنه أقل وضوحاً، في ظل التحديات الداخلية المُعقدة والشائكة، ووجود تيارات متطرفة وفصائل مسلحة مُتشددة خارج السلطة على الأراضي السورية ترفض مبدأ السلام مع العدو. آلية إسرائيلية بالقرب من الحدود بين مرتفعات الجولان وسوريا في 4 مايو الماضي (رويترز) ورأى الباحث السياسي السوري، وسكرتير «رابطة المحافظين الشرق أوسطيين»، وائل العجي، أن السلام الشامل مع إسرائيل «مسألة سابقة لأوانها حالياً، وهناك أولويات أخرى أكثر إلحاحاً لدى الحكومة السورية الجديدة». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «سوريا ليست جاهزة لأي مواجهة عسكرية مع أي قوة خارجية حالياً، والشعب السوري تعب كثيراً من الحروب، ومن متاجرة الأنظمة السابقة بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي». وحسب وجهة نظر الباحث، فإن الأولوية لدى الدولة السورية هي «تركيز كل جهودها حالياً لتحسين ظروف الحياة للشعب السوري وتعزيز السلم الأهلي والوحدة الوطنية ومكافحة الطائفية والإرهاب». أما فيما يخص إسرائيل فهناك «القانون الدولي والقرارات الأممية المتعددة، التي تُبين بوضوح حقوق الشعب السوري، ومن الطرف الذي يحتل أراضي الآخر»، مؤكداً أن «اللجوء إلى القانون الدولي والآليات الدولية هو الخيار الأفضل والأكثر سلامة والأقل تكلفة على جميع الأصعدة». وكان الرئيس السوري أحمد الشرع قد قال في اجتماع مع وجهاء من محافظة القنيطرة والجولان المحتل، قبل أيام، إن سوريا تعمل عبر قنوات دبلوماسية ومفاوضات غير مباشرة مع وسطاء دوليين على وقف هذه التوغلات والاعتداءات، مشدداً على أن الحفاظ على السيادة السورية فوق كل اعتبار. وناقش اللقاء التحديات الخدمية والمعيشية والأمنية التي تواجه الأهالي، في ظل اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي المتكررة. وأكد الشرع أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيداً من الدعم للمناطق الحدودية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store