logo
"ميدل إيست آي": أيهما يزعج لندن أكثر.. الشعر أم الدم؟

"ميدل إيست آي": أيهما يزعج لندن أكثر.. الشعر أم الدم؟

الميادينمنذ 3 أيام
موقع "ميدل إيست آي" ينشر تقريراً يتناول الجدل الذي أثاره أداء فرقة "بوب فيلان" خلال مهرجان "غلاستونبري" في المملكة المتحدة، بسبب مواقفها السياسية الصريحة ضد الجرائم الإسرائيلية في غزة، وما أعقب ذلك من هجمة سياسية وإعلامية ضدّ الفرقة.
كما يسلّط النص الضوء على النفاق الغربي المتمثّل في إدانة هتافات موسيقية، مقابل الصمت أو التبرير لجرائم موثّقة ضدّ المدنيين.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية:
أثار أداء فرقة "بوب فيلان" (Bob Vylan) في مهرجان "غلاستونبري" موجة من الإدانة، إلّا أنّ شعور المملكة المتحدة بالذنب في التواطؤ في الإبادة الجماعية يُغذّي هذه الهستيريا حول فرق البانك.
لطالما عُرفت فرق البانك بتجاوزها للخطوط الحمر في المجتمع الراقي، وبصدمتها للرأي العام. ولولا ذلك، لما كانت من البانك. فهي ليست موجودة لمنح الناس شعوراً بالدفء والطمأنينة تجاه العالم. ولذلك، هناك دائماً جيمس بلانت أو "كولدبلاي".
لقد ظهرت فرق البانك لتوجيه الغضب والغربة اللذين يشعر بهما الكثيرون تجاه نفاق المجتمع وتعصّبه. وفي مهرجان "غلاستونبري" وجّهت فرقتا "نيكاب" و"بوب فيلان" انتقاداً شديداً للمملكة المتحدة بسبب دعمها للإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" في غزة. وقد أثار ذلك حالة من الهيستيريا والغضب المصطنع.
في فترة ما بعد الظهر المشمسة، بدأ مغني الراب بوبي فيلان عرضه في مهرجان "غلاستونبري" الموسيقي بهتاف "فلسطين حرّة، حرّة". وهتف الحضور معه، مؤكّدين الدعم واسع النطاق الذي تحظى به القضية الفلسطينية بين المشاركين في المهرجان، وبين المجتمع البريطاني الأوسع. ثم قال: "هل سمعتم هذا الشعار من قبل؟" وعندما بدأ يردّد شعار "الموت للجيش الإسرائيلي"، ردّد معه الجمهور الهتافات نفسها. ومن على خشبة المسرح، قال مغني الراب: "نحن لسنا من دعاة السلام.. ففي بعض الأحيان، يتعيّن عليك إيصال رسالتك باستخدام العنف، لأنها اللغة الوحيدة التي يتحدّث بها بعض الناس ويفهمها".
ومع ذلك، لم يدعُ بوبي فيلان إلى قتل الإسرائيليين، كما زعمت صحيفة "ميل أون صنداي" زوراً في عنوان صفحتها الأولى، وهذه واحدة من الأكاذيب المنشورة الأكثر وضوحاً التي اشتهرت بها "ميل أون صنداي" على مدى عقود من الزمن.
واليوم، تدفع الفرقة ثمن موجة الغضب هذه بسبب القتل الجماعي والتواطؤ الغربي؛ فقد تمّ إلغاء تأشيرة الجولة الأميركية وإلغاء عقد الوكيل؛ وفتحت الشرطة تحقيقاً في الأمر.
بعد مرور نحو عامين على بدء حملة الإبادة الجماعية في غزة، قد تكون الرغبة في تفكيك الجهاز العسكري الإسرائيلي ردّ فعل طبيعياً من جانب ملايين الفلسطينيين الذين دُمّرت حياتهم، وتحوّلت منازلهم إلى أنقاض، وتضوّر أطفالهم جوعاً وقتلوا على يد ذلك "الجيش". والأهم من ذلك كله، أنهم يريدون نهاية للحرب، ليس هذه الحرب فحسب، بل أي هجوم مستقبلي قد تشنه "إسرائيل" ضدهم. فبعد نحو 8 عقود من الحروب المتكرّرة والاحتلال والتهجير والمجازر، هم يرغبون ببساطة العيش في وطنهم من دون خوف من إرهاب "الجيش" الإسرائيلي. اليوم 12:50
اليوم 10:53
يشعر ملايين الناس حول العالم بالاشمئزاز والغضب إزاء العدد الهائل للجرائم الإسرائيلية التي وثّقها الصحافيون والأطباء وعمال الإغاثة الفلسطينيون في غزة لأكثر من 20 شهراً. لكن يبدو أنّ حكّامنا السياسيين لا يشاركوننا هذا الغضب، فهم يضعون حماية "إسرائيل" فوق القانون الدولي، بل وحتى أبسط مبادئ الإنسانية. وفي هذا الإطار، أدانت وزيرة الثقافة ليزا ناندي في جميع وسائل الإعلام بثّ هيئة الإذاعة البريطانية عرض فرقتي "بوب فيلان" و"نيكاب"، واصفةً ما رأته في مهرجان "غلاستونبري" بـ"المشاهد المروّعة وغير المقبولة". أما بالنسبة للمجازر التي ارتكبها "الجيش" الإسرائيلي، فلم تجد كلماتٍ تُذكر بعد قرابة عامين من حصولها.
وفي العام الفائت، وجّهت المحكمة الجنائية الدولية اتهامات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق، يوآف غالانت، بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. إلّا أنّ شيئاً لم يحدث. ويلجأ الجنود الإسرائيليون في كثير من الأحيان إلى استخدام العنصرية في الإبادة الجماعية من خلال رفع هتافات مثل "الموت للعرب" و"لتحترق قراهم".
إن ّحقيقة قيام صحيفة "ميل" بإعادة كتابة هتاف بوبي فيلان بشكل خاطئ يشير إلى أنّ عبارة "الموت للجيش الإسرائيلي" لم تُعتبر مثيرة للجدل بما يكفي، حتى بين قرّاء الصحيفة. كما يعني ذلك أنّ "إسرائيل وجيشها" لا فرق بينهما؛ وأنّ المجتمع الإسرائيلي هو "الجيش". ووفقاً لإحصاءات إسرائيلية، يخدم نحو نصف الإسرائيليين في "الجيش". وهو نظام تجنيد إجباري، ويُعدّ "الجيش" المؤسسة الأقوى في "دولة" استعمارية استيطانية مُعسكَرة. وكان معظم قادته من قدامى المحاربين الذين شاركوا في الحروب التي خاضتها "إسرائيل".
لم يدعُ بوبي فيلان إلى قتل نتنياهو أو أي زعيم إسرائيلي آخر. بل دعا إلى القضاء على أعنف قوة على الساحة العالمية اليوم. إذ لا توجد قوة عسكرية أخرى ترتكب بوقاحة وبشكل روتيني مثل هذه الأعمال الوحشية ضد الرجال والنساء والأطفال، وتتفاخر بها علناً.
يوم الاثنين، قصف "الجيش" الإسرائيلي مقهىً على شاطئ مدينة غزة، ما أسفر عن مقتل المصوّر الصحافي إسماعيل أبو حطب والفنانة التشكيلية فرانس السالمي و31 آخرين. لم يتصدّر هذا الخبر الصفحة الأولى لصحيفة "ميل"، كما هو الحال مع الكثير من الأعمال الوحشية الأخرى التي ارتكبتها "إسرائيل". ولم تصدر أي إدانة من القادة السياسيين البريطانيين.
ومؤخراً، قال جنود إسرائيليون لصحيفة "هآرتس" إنّ قادتهم أمروهم بإطلاق النار على طالبي المساعدة الجائعين أثناء اقترابهم من مراكز المساعدات في جنوب ووسط قطاع غزة. وأشار جندي إلى أنّ طالبي المساعدة الفلسطينيين "عوملوا كقوة معادية؛ فلا إجراءات للسيطرة على الحشود ولا غاز مسيل للدموع، فقط إطلاق نار حيّ بكلّ ما يمكن تخيّله: رشاشات ثقيلة، وقذائف صاروخية، وقذائف هاون". وأضاف الجندي: "لم أسمع عن أيّ حالة ردّ على إطلاق النار. إذ لا يوجد عدو، ولا أسلحة".
بدلاً من التركيز على هذه الجرائم، فإنّ وسائل الإعلام والساسة البريطانيين غاضبون للغاية بسبب كلمات شاعر متمرّد وبثّ هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" لهذا الحدث كجزء من تغطيتها الحية لمهرجان "غلاستونبري". وقد أصدرت إيميلي إيفيس، منظمة مهرجان "غلاستونبري"، بياناً تنأى فيه بالمهرجان عن كلمات بوبي فيلان، وتدين معاداة السامية، والدعوات إلى العنف، وخطاب الكراهية.
بدورها، قالت ليزا ناندي في مجلس العموم إنّ "هتافات "الموت للجيش الإسرائيلي تمثّل دعوة لقتل كلّ يهودي إسرائيلي". ودعا اللورد إيان أوستن، المبعوث التجاري للحكومة البريطانية، الشرطة إلى "إجراء تحقيق على وجه السرعة واعتقال أعضاء الفرقة، إذا لزم الأمر". وفتحت الشرطة يوم الاثنين تحقيقاً جنائياً في العروض التي قدّمتها فرقتا "بوب فيلان" و"نيكاب" في مهرجان "غلاستونبري".
وكما أشار عدد من المعلّقين، فإنّ الدعوة إلى قتل "جيش" تتهمه منظمات حقوق الإنسان الرئيسة بارتكاب إبادة جماعية لا تُعدّ معاداة للسامية. أما الادعاءات التي تتناقض مع هذا الرأي في وسائل الإعلام اليمينية ومن جانب الساسة البريطانيين، فهي في أحسن الأحوال مُضللة. وفي أسوأ الأحوال، تعدّ هذه الادعاءات في حد ذاتها معادية للسامية، وتوحي بأنّ الشعب اليهودي بشكل عامّ لا فرق بينه وبين "الجيش" الإسرائيلي، في خضمّ كلّ الجرائم التي يرتكبها حتى يومنا هذا.
وقد وصفت شارين هاسكل، نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي، هتاف الفرقة بالكراهية المعادية لليهود، قائلةً لصحيفة "ميل أون صنداي": "لأنّ الهدف هو إسرائيل ولأنهم يهود، يتمّ التسامح مع هذا الأمر وبثّه أيضاً. وهذا تحريض واضح".
إنّ محاولة اصطناع الغضب بسبب هتاف فرقة موسيقى البانك، بل وحتى وضع الكلمات في أفواههم لإثارة الخوف بين اليهود، هو في حدّ ذاته عمل خطير وتحريضي. وكما أخبرتني الناشطة اليهودية الاشتراكية نعومي ويمبورن-إدريسي: "لم يقل الموت للإسرائيليين المدنيين، بل الموت للجيش الإسرائيلي، أي القوة المسلحة المجرمة. وهو شعار يُرفع دائماً في التظاهرات في أستراليا وأماكن أخرى. وليس من المفترض أن يكسب تعاطف الناس ذوي النزعة الحسّاسة تجاه القضية، ولكن إذا حاولتَ قمع الغضب المشروع ضد إبادة جماعية متلفزة، فهذا ما ستحصل عليه".
وفي بيان صادر عنها، أوضحت فرقة "بوب فيلان" موقفها قائلةً: "لسنا مع قتل اليهود أو العرب أو أيّ عرق أو جماعة أخرى. نحن مع تفكيك آلة عسكرية عنيفة، آلة أُمر جنودها باستخدام قوة غير ضرورية ضد المدنيين الذين ينتظرون المساعدات، آلة دمّرت جزءاً كبيراً من غزة. لا تريدنا الحكومة أن نسألها عن سبب صمتها إزاء هذه الأعمال الوحشية، أو أن نسألها عن سبب عدم بذلها المزيد من الجهود لوقف القتل. نحن مُستهدفون لمجرّد رفع صوتنا".
باختصار، لا يحتاج "الجيش" الإسرائيلي إلى حماية من شاعر متمرّد في مهرجان "غلاستونبري"، بل يجب محاسبته على جرائمه.
نقلته إلى العربية: زينب منعم.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عن خيانة المثقّف وخيانة التاريخ
عن خيانة المثقّف وخيانة التاريخ

الميادين

timeمنذ 6 ساعات

  • الميادين

عن خيانة المثقّف وخيانة التاريخ

أن تتابع الإبادة في قطاع غزة، أمام صمت العالم، وأن تستمع للأخبار في الوقت الذي يهدّد فيه سموترتش وبن غفير بتجويع غزة بينما تأكل الأمة ما لذّ وطاب، وأن يموت كلّ يوم عشرات الأطفال والنساء من دون أن يصرخ أحد من أجل وقف الدم، يستوقفك لأن تسأل: أين المثقّف مما يجري؟ أين صوت الأدب الذي سيسجّل هذا الصمت المريع؟ أين السينما والمسرح والفن الذي لم يعد يهتمّ بالقضية الفلسطينية؟ وماذا سيكتب التاريخ عن الإبادة الجماعية التي تحدث منذ عامين في بثّ حيّ ومباشر بحقّ أهل غزة؟ بينما تتمتم لنفسك: للأسف، لقد انتقل المثقّف العضوي إلى مثقّف مأجور، إذ خان معظم هؤلاء المعرفة قبل أن يخونوا الشعوب، فهل سيأبهون للتاريخ؟ وإلى أن يكون للأسود مؤرّخون حسبما يقول المثل الأفريقي، سيظلّ التاريخ يمجّد الصياد. لذلك كان لا بدّ من المثقّف الحقيقي، الذي خرج من رحم المعاناة، أن يصرخ "لا" في وجه من قالوا "نعم"، مستذكراً قول الشاعر الراحل أمل دنقل، صاحب قصيدة "لا تصالح" حين يعبّر عن المثقّف الملتزم بقضايا أمته بقوله: معلّق أنا على مشانق الصباح وجبهتي بالموت محنية، لأنني لم أحنها حيّة. فالمثقّف هو صوت الأمة، هو أوّل من يقاوم، يدفع ثمن مواقفه المعارضة لسياسات أيّ نظام يستقوي على صوت الشعوب، والمثقّف ليس بوقاً لسلطة أو عبداً لمنصب أو مصلحة كما بات المشهد اليوم، بل صانع فكر وصمام أمان، وأتذكّر هنا رواية "عو، الجنرال لا ينسى كلابه" لإبراهيم نصر الله، الذي تحدّث عن الصحافي الذي أصبح رئيساً للتحرير بعدما صار بوقاً للجنرال، ورغم ذلك فالتاريخ لا ينتمي إلى أصحاب ربطات العنق والسيارات الفارهة، وسينسى حضورهم الآني طالما هناك أقلام حرّة، تحارب من أجل الحرية؛ فمن خرج من فوهات الأنفاق ومن بين ركام البيوت، لا يشبه من كانوا قبلوا على أنفسهم أن يكونوا أدوات ناعمة للاستعمار أو أدوات للقمع الفكري بيد الجنرال. كثيراً ما يراودني: من الذي سيقنع الأجيال اللاحقة بحقيقة ما يجري؟ من الذي سيخبرهم كيف ولماذا خنعت الأمة في الوقت الذي كان فيه إخوة التراب والدم والدين واللغة يموتون جوعاً وقنصاً وتدميراً، بينما تصدأ أسلحة الجيوش العربية في مخازنها؟ من سيقنع الأطفال حين تكبر، أنّ أكثر من مليوني فلسطيني لا يجدون الطعام، يسيرون لأكثر من عشرين كيلومتراً إلى الجنوب لأجل الحصول على حفنة طعام، بينما تشرع الشركات الأمنية الأميركية بقنصهم واحداً واحداً في مشهد لن تنساه البشرية؟ هل ستخرج تلك الأبواق المسترزقة لاحقاً لتدافع عن صمت وخنوع الأنظمة؟ أم ستلوم الضحية لأنه يسعى للتحرّر من براثن الاستعمار؟ لقد انحرف المثقّفون عن الإرث التحرّري، وتخلّت كثير من بلدان هذه الأمة عن سيادتها لصالح الوصاية الخارجية، بدلاً من صناعة القوة التي تسمح لها ببناء تحالفات عظيمة مع جيران القومية أو الدين، تحفظ هيبتها وكرامتها، كما صارت الأنظمة التي تغنّت بالثورات تميل كلّ الميل مع المستعمر في حصار ومحاربة الأخ والصديق، ولعلّ النموذج الإيراني يفنّد حقيقة التبعيّة العمياء، إذ تنطلق الطائرات من القواعد الأميركية في البلدان العربية وقاعدة إنجرليك التركية ضدّ تلك الجمهورية وغيرها ممن يسعى للخروج عن النظام العالمي الرأسمالي الذي تتسيّد فيه "دولة" الاحتلال على رقاب أيّ مشروع نهضوي حقيقي يواجه المستعمر. اليوم 21:39 اليوم 11:00 لقد ارتهنت معظم النظم العربية والإسلامية للمساعدات الغربية مقابل الولاء، والقروض مقابل التبعيّة، رغم أنها تمتلك الأرض والموارد الطبيعية التي تغنيها عن العالم، فالسودان وحده يمكنه أن يكون سلّة العرب الغذائية، وليبيا الجنة الخضراء ومصر القطن وقصب السكر وو، لكن الاستبداد الداخلي ورفض تداول السلطة ومحاربة الفكر المعارض، والاعتماد على الحماية الأجنبية جعل الأمة في ذيل القافلة، لا تأبه بالتحضّر والنهوض، بل بالبقاء على كرسيّ الحكم، تتسوّل من البنك الدولي وهي تمتلك الطعام والشراب. لقد خسرت النظم الشمولية الثقة الشعبية، وانكشفت أمام الأزمات الأخلاقية، القومية والدينية، إلا أنّ المثير للحنق هو صمت وخنوع أقلام السلطة التي خانت التاريخ النضالي الطويل بتمجيد الصياد ولعن الأسود، ونسيت الحسين والحلّاج وغسان كنفاني وباسل الأعرج وغيرهم الكثير. لقد أثبت المثقّف أمام امتحان غزة الأخلاقي والتاريخي سقوطه المدوّي، وسقوط أخلاقه وضميره؛ إذ كيف سمح لهذه الإبادة أن تحدث من دون أن نسمع له رِكزاً؟ أين الضمير الجمعي العربي؟ أين الأقلام والألوان والسينما التي تلهم الشعوب للثورة؟ أين هؤلاء من المقاطعة الاقتصادية؟ أينهم من فضح الإعلام العالمي المتواطئ؟ أين قصصهم ورواياتهم ولوحاتهم وعروضهم الفنية؟ أينها من التظاهر أمام السفارات وفي الشوارع والأزقة؟ أين كلّ هؤلاء من الصراخ على الفضاء الأزرق على الأقلّ؟ حتى السوشيل ميديا العربية لم تعد تهتم بما يجري مع الإبادة في قطاع غزة. ربما تبيّن أنّ المكان الوحيد الحرّ هو غزة، بينما عقول الأمة محاصرة، فقد انتهت شعارات التحرّر إلى تحالفات مع الجلّاد؟ والجلّاد يتمثّل في الجنرال الذي بات الجميع يدين له بالولاء كما في رواية "عو"، وباتت غزة وأحلافها يمثّلون رمز الوعي والحرية. لقد غدر المثقّف بالتاريخ وباع نفسه لمصلحة لن تمنحه المجد، من دون مواربة أو تجميل لهذا الواقع المدلهم، الفاضح لأرباب القلم والريشة؛ في الوقت الذي حمل فيه قلّة البنادق والأقلام لأجل الحرية، وغزة بأطفالها ونسائها وشيوخها تحاكم المثقّفين بالمعيار الأخلاقي: هل كان هؤلاء مع الإنسان أم ضدّه؟ أما كان عليهم الانتفاض في وجه الجنرال حين خاف الآخرون؟ فالمثقّف الحقيقي يكتب رغم القمع ويتحدّث رغم الحصار ويقف حيث يقف الأطفال لا حيث تقف المدافع. المثقّف العضوي ليس مواطناً عادياً بل حارساً للذاكرة وخيانته أشدّ خطراً من خيانة الجنرال؛ لأنه حين يخون يضلّل أمّة بأكملها.. باختصار: إن خان المثقّف؛ فمن ينير الطريق؟

"قلتلها بحبك وطلبت إيدها"... وائل كفوري يعلنها: "تك تك قلبي" (فيديو)
"قلتلها بحبك وطلبت إيدها"... وائل كفوري يعلنها: "تك تك قلبي" (فيديو)

LBCI

timeمنذ 9 ساعات

  • LBCI

"قلتلها بحبك وطلبت إيدها"... وائل كفوري يعلنها: "تك تك قلبي" (فيديو)

بعد النجاح الهائل الذي حققته أغنية "بدي غيّر فيكي العالم"، أطلق ملك الرومانسية وائل كفوري "تك تك قلبي" وهو عمله الفني الثاني من ألبومه الأخير. وشارك وائل كفوري الأغنية مع متابعيه عبر منصة يوتيوب والمنصات الغنائية، كما نشر مشهدا من الفيديو كليب عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي أطل خلاله ببذلة عريس وسط أجواء مليئة بالحب. وأرفق وائل كفوري المنشور برسالة، جاء فيها: "تك تك قلبي متوفرة الآن على جميع المنصات الموسيقية". A post shared by Wael Kfoury (@waelkfoury)

في يومه العالمي... هكذا تطوّر الشوكولا عبر العصور: "كان يُخمّر ليُصبح مشروبًا كحوليًا"
في يومه العالمي... هكذا تطوّر الشوكولا عبر العصور: "كان يُخمّر ليُصبح مشروبًا كحوليًا"

LBCI

timeمنذ 15 ساعات

  • LBCI

في يومه العالمي... هكذا تطوّر الشوكولا عبر العصور: "كان يُخمّر ليُصبح مشروبًا كحوليًا"

يُحتفل بيوم الشوكولا العالمي سنويًا في 7 حزيران، تقديراُ لطعمه اللذيذ والمتعة التي يمنحها للأشخاص. ويُخلّد هذا اليوم ذكرى دخول الشوكولا إلى أوروبا في القرن السادس عشر حيث أُقيم الاحتفال للمرة الأولى عام 2009 لتسليط الضوء على التراث الغني للشوكولا، والذي يعود إلى عصر الأزتك، حوالي عام 1400 قبل الميلاد. ويُذكر أنه للشوكولا الذي يُستخرج من حبوب الكاكاو تاريخًا عريقًا يعود إلى مجتمعات أميركا الوسطى القديمة حيث كان لب ثمرة الكاكاو اللذيذ يُخمّر ليُصبح مشروبًا كحوليًا. وتطور الشوكولا على مر القرون من مشروب مُرّ إلى نكهة حلوة ولذيذة نحبها اليوم، لتصبح عنصرًا أساسيًا في المطبخ والثقافة العالمية. ويُحتفل اليوم عالميًا بالشوكولا بجميع أشكاله للتأكيد على أهميته التاريخية والثقافية، بالإضافة إلى البهجة التي التي يضفيها إلى حياتنا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store