
الذكاء الاصطناعي يدفع الزراعة في الصين نحو مستقبل أكثر ذكاء وإنتاجية
ومن بين النماذج اللافتة، تبرز مدينة هنغتشو في منطقة قوانغشي ذاتية الحكم لقومية تشوانغ جنوبي الصين، المعروفة عالميا بـ'عاصمة الياسمين'. وتنتج المدينة نحو 60 بالمائة من أزهار الياسمين في العالم، ويعود الفضل في ذلك جزئيا إلى 'منصة الياسمين الرقمية' التي طورتها 'سحابة قوانغشي للمواهب' بدعم من الحكومة المحلية.
وتستخدم المنصة أدوات الذكاء الاصطناعي لتشخيص أمراض النبات من خلال صور تلتقط عبر الهواتف الذكية، كما تقدم توجيهات فورية للحصاد استنادا إلى بيانات الطقس، كما تتابع تقلبات الأسعار دقيقة بدقيقة في أسواق مزادات الزهور الأربعة في المدينة.
وتتكرر مثل هذه الابتكارات في أنحاء الأرياف الصينية، مثل مدينة تشنغدو، حاضرة مقاطعة سيتشوان بجنوب غربي الصين، حيث تتحرك روبوتات بسرعة عبر التلال بين الحقول، لتلقي تدريبات على الدوريات. وبفضل الكاميرات عالية الدقة، يمكن لهذه الروبوتات التقاط لقطات في الوقت الفعلي لنمو المحاصيل وإرسال الصور مباشرة إلى السحابة.
وأوضح وو يوان تشينغ، مطور الروبوتات، أن فريقه دربها باستخدام عشرات الآلاف من الصور عبر نموذج 'ديب سيك' لتحسين دقة التعرف على الآفات، والتي تجاوزت 80 بالمائة.
وأكد وو أن هذه الروبوتات تسهم في تحسين دقة اتخاذ القرار وكفاءة الإنتاج للمزارعين.
ويسلط صعود الزراعة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي في الصين الضوء على الجهود المستمرة التي تبذلها الحكومة لتحديث قطاعها الزراعي وتسريع تنشيط المناطق الريفية، مما يؤثر تأثيرا عميقا على حياة الناس في هذه المناطق.
وأدخلت الحكومة الصينية سياسات متعددة لتعزيز تنمية الزراعة الذكية خلال السنوات الأخيرة. وفي الوثيقة الصادرة في عام 2025، حدد صانعو السياسات الصينيون، لأول مرة، تطوير 'قوى إنتاجية حديثة النوعية في الزراعة' كأولوية قصوى.
وأكدت الوثيقة على الحاجة إلى زيادة الدعم المقدم للزراعة الذكية، ودعت إلى توسيع استخدام تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة وتقنيات الارتفاعات المنخفضة في الإنتاج الزراعي.
ويدفع الطلب المتزايد نمو هذا القطاع بوتيرة سريعة، ففي عام 2021، بلغت قيمة سوق 'الذكاء الاصطناعي + الزراعة' في الصين حوالي 68.5 مليار يوان (حوالي 9.55 مليار دولار أمريكي). وتجاوز هذا الرقم 90 مليار يوان حتى عام 2024، مسجلا نموا سنويا بنسبة حوالي 10 في المائة، وفقا لمعهد تشيانتشان الصيني لأبحاث الصناعة.
ورغم هذا التقدم، لا تزال بعض التحديات قائمة، مثل تباين جودة البيانات ومخاوف الخصوصية وانخفاض معدلات الاستخدام بين المزارعين، والتي قد تحد من تطبيق الإمكانات الكاملة للذكاء الاصطناعي في هذا المجال.
وفي هذا السياق، قالت ليو جينغ جينغ، الباحثة في مركز أبحاث تابع لوزارة الزراعة والشؤون الريفية الصينية، إن هناك حاجة إلى بذل مزيد من الجهود لتعزيز البنية التحتية في المناطق الريفية لتقليل الحواجز أمام الوصول إلى الذكاء الاصطناعي، مؤكدة على أهمية تنمية المزيد من كوادر الذكاء الاصطناعي لتسهيل دمج التقنيات الجديدة في الممارسات الزراعية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الايام
منذ 2 أيام
- جريدة الايام
السلمون البري ضحية التغير المناخي وأسماك المَزارع في النرويج
النرويج - أ ف ب: باتت أعداد السلمون البري الذي تشتهر به النرويج، نادرة بشكل مأساوي في البلد الاسكندنافي، إذ أصبح هذا النوع ضحية للتغير المناخي وتربية الأسماك في المزارع. ويقول كريستر كريستوفرسن، المولع بالصيد الرياضي، لدى وقوفه في نهر ستيوردال بوسط النرويج وقد فاضت مياهه بفعل الأمطار، "عندما كنت طفلا في أوائل ثمانينيات القرن الماضي، كان النهر يفيض بالأسماك إلى حد لا يُصدق. كان مليئا بسمك التروت البحري والسلمون. كان بإمكانك اصطياد 10 أو 15 سمكة في ليلة واحدة". على الرغم من خبرته الممتدة لعقود، يعود الرجل الخمسيني إلى منزله خالي الوفاض منذ عشرة أيام. فقد أصبح سمك السلمون نادرا جدا لدرجة أن النرويج أدرجته على قائمتها الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض العام 2021. وباتت نسبة آخذة في التزايد من هذه الأسماك التي تهاجر بين المياه العذبة والمالحة، لا تعود للتكاثر في موئلها الأصلي في أعلى النهر. وهي تختفي في البحر لأسباب لا تزال غامضة، لكن يعتقد العلماء أنها مرتبطة بتغير المناخ. لم يعد سوى 323 ألف سمكة سلمون برية إلى الأنهار النرويجية في العام 2024، أي أقل من ثلث عددها في ثمانينيات القرن الماضي، وفق اللجنة العلمية لإدارة سمك السلمون، وهي هيئة مستقلة أنشأتها السلطات. يُثير هذا الوضع قلق كل من يمارس أو يكسب رزقه من صيد الأسماك الرياضي، وهي ممارسة راسخة في الثقافة النرويجية منذ القرن التاسع عشر. تقول نائب رئيس جمعية "نورسكلاكسلفر" للمستثمرين في أنهار سمك السلمون أكسيل هيمبري، إن "صيد سمك السلمون مهم جدا للنرويج، سواءً للمجتمعات المحلية في وديان الأنهار أو للاقتصاد. كما أنه يجذب أعدادا كبيرة من السياح". ولكن في مواجهة التراجع الكبير في عدد أسماك السلمون التي تعود إلى الأنهار، أوقفت السلطات صيد هذه الأسماك في 33 نهرا، العام الماضي، وفرضت هذا العام قيودا تشمل إغلاق بعض الأنهار وتقصير مواسم وتحديد حصص. وسدد ذلك ضربة موجعة للعاملين في قطاع السياحة وفي الصيد الرياضي، الذين يتراوح عددهم بين 60 ألفا و80 ألفا، والذين يُطلقون العنان لشغفهم في الأنهار حيث تُعتبر أعداد سمك السلمون وفيرة بما يكفي. في حين يصعب عكس آثار تغير المناخ، الملحوظة في الأنهار (ارتفاع درجة حرارة المياه والجفاف...) وفي البحر (تغيير النظام البيئي ومصادر الغذاء...)، إلا أنّ هناك عاملا آخر يشار إلى مسؤوليته في الوضع، وهو تربية الأحياء المائية. منذ سبعينيات القرن الماضي، تُنتج النرويج سمك السلمون المُستزرع، وهي صناعة مربحة تشير التقديرات إلى أنها درّت حوالى 12 مليار دولار في العام 2024. ويصنف السلمون ثاني أكبر منتج تصديري نرويجي بعد الهيدروكربونات - ويوفر القطاع فرص عمل كثيرة على طول الساحل. تتقاطع مضايق النرويج البحرية مع مئات مزارع تربية الأحياء المائية. يُمكن لكل قفص من أقفاصها العائمة التي يتراوح عددها بين 6 و12 قفصا، استيعاب ما يصل إلى 200 ألف سمكة. لا يفوق عدد سمك السلمون المستزرع أعداد سمك السلمون البري بألف مرة فحسب، وفقا لبعض التقديرات، بل يُسهم أيضا في تناقص أعداده. وبحسب اللجنة العلمية لإدارة سمك السلمون، تتمثل التهديدات الرئيسة التي تُشكلها هذه الأسماك في قمل السمك - وهي طفيليات منتشرة في المزارع - وهروبها الذي قد يؤدي إلى تهجين وراثي غير مرغوب فيه وانتشار الأمراض. وعندما تهاجر أسماك السلمون البري الصغيرة إلى البحر وتمر بالقرب من المزارع، "وإذا التقطت الكثير من هذه الطفيليات، فإنها تلتهم جلدها وقد تمتص دمها وتقتلها في النهاية"، على ما يوضح رئيس اللجنة توربيورن فورسيث. ويضيف الباحث، "يُمثل تهجين سمك السلمون البري والمستزرع مشكلة لأن سمك السلمون المستزرع يُنتقى ويتكيف مع بيئة مزرعة الأسماك، والتي تختلف اختلافا كبيرا عن البيئة الطبيعية". ويتابع فورسيث، "لذلك، فإن بعض خصائص هذه الأسماك (مثل نموها السريع) ضارة جدا بسمك السلمون البري". للقضاء على هذه المشاكل، يدعو كثر إلى استبدال الأقفاص، المفتوحة حاليا على بيئتها، بأنظمة محكمة الإغلاق وأكثر تكلفة. تقول أكسل هيمبري، "نطالب بالقضاء على الانبعاثات وانعدام هروب الأسماك، وانعدام تأثير القمل على سمك السلمون البري. هذا أمر ضروري إذا أردنا إنقاذه". ورغم قلقها بشأن سمك السلمون البري، إلا أن قطاع تربية الأحياء المائية يحتاج إلى وقت. ويطالب القطاع أيضا بمزيد من الدراسات لتفسير انخفاض المخزونات. من جانبه، وافق البرلمان في حزيران على مشروع قانون ينص على تنظيم مزارع تربية الأسماك في غضون سنتين إلى أربع سنوات، ما يُفترض أن يدفع القطاع إلى التحول إلى الأقفاص المغلقة.


جريدة الايام
منذ 4 أيام
- جريدة الايام
روبوتات تزيل الأعشاب الضارة للحدّ من استخدام المبيدات الحشرية
لوس بانوس (الولايات المتحدة) - أ ف ب: على بُعد نحو ساعة من معقل التكنولوجيا سيليكون فالي، يبحث روبوت بعجلات مزوّد بلوحة شمسية عن الأعشاب الضارة في حقل قطن بكاليفورنيا. بتوجيه من الكاميرات وتحليل آني باستخدام الذكاء الاصطناعي، يُحدد الروبوت الذي يحمل اسم "إليمنت" النباتات غير المرغوب فيها، ثم يتولى إزالتها بوساطة إحدى ذراعيه الميكانيكيتين، وهما أشبه بأداة حفر صغيرة تشبه المجرفة أو المعول. وتحت أشعة شمس حارقة وحرارة تفوق 30 درجة، يشرح كيني لي، رئيس شركة "أيجن" التي تُصمم هذه الروبوتات القادرة على العمل في كل التضاريس، أنها "تُحاكي طريقة عمل البشر". ويقول: "عندما تغرب الشمس، تنطفئ، وفي صباح اليوم التالي، تعود إلى الحياة". وشاء مؤسسو "أيجن" تحقيق هدفين من خلال "إليمنت"، أولهما إيجاد حلّ لمشكلة نقص العمالة في المجال الزراعي، والثاني الحدّ من استخدام المبيدات الحشرية، من دون انبعاثات كربونية. والأرض التي يعمل فيها "إليمنت" مُصنّفة عضوية، لكنّ الشركة المستثمرة "بولز فارمينغ" تستخدم مبيدات حشرية طبيعية، تُقاومها بعض أنواع الأعشاب الضارة. وتسعى "أيجن" أيضاً إلى استهداف بعض المزروعات التي تقاوم مبيدات الأعشاب الاصطناعية في أماكن أخرى. ويعلّق كيني لي: "لم يسبق لأي مُزارع أن قال لي إنه يُحبذ استخدام المواد الكيميائية". ويشرح مدير الشركة الناشئة أن الروبوت يُعالج أيضاً مشكلة نقص العمالة. ويوضح أن "إليمنت" يُتيح أيضاً "تعزيز مهارات" عمال المزارع المُدرَّبين على التحكم بالروبوتات ومعالجة المشكلات التقنية. ويقول كيني لي: "إذا كنتم تعتقدون أن إزالة الأعشاب الضارة مهمة يجب أن يقوم بها البشر، فجربوا قضاء ساعتين في هذا الحقل". على عكس الجرارات أو آلات الحراثة الدوّارة، يعمل "إليمنت" بوساطة لوحه الشمسي ولا ينبعث منه ثاني أكسيد الكربون. وسبق للذكاء الاصطناعي أن كان وراء ظهور جيل من المركبات ذاتية القيادة، من جرارات وشاحنات بناء وسيارات وقطارات أنفاق وطائرات مسيّرة. ويعمل الباحثون حالياً على تطوير ما يُعرّف بالذكاء الاصطناعي "المادي" الذي يمكّن البرنامج القائم على الذكاء الاصطناعي من التفاعل مباشرةً مع بيئته في مواقف مُعقدة، وحتى غير متوقعة. ويصف الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا" العملاقة لأشباه الموصلات جنسن هوانغ الذكاء الاصطناعي المادي بأنه الخطوة الكبرى المقبلة في تطوير هذه التقنية. في كانون الثاني، أعلنت "إنفيديا" عن منصة "كوزموس" المخصصة لتطوير الذكاء الاصطناعي المادي. وأوضحت خلال عرض تقديمي في لاس فيغاس أن "الأمر لم يعد يتعلق بتعليم الذكاء الاصطناعي كيفية إنتاج المحتوى، بل بكيفية فهم العالم المادي". بالإضافة إلى القطن، باتت روبوتات "أيجن" تعمل أيضاً في حقول الطماطم والشمندر. ويشير كيني لي إلى أن الروبوت "إليمنت" الذي يباع لقاء 50 ألف دولار، يستطيع إزالة الأعشاب الضارة من نحو 13 هكتاراً. ويمكن استخدام هذه الروبوتات لذر البذور ورصد الآفات، لكنّ "أيجن" التي يقع مقرها الرئيس في ريدموند بشمال غربي الولايات المتحدة، تفضل التركيز على إزالة الأعشاب الضارة لترسيخ وجودها. ويُقرّ كيني بأن "كلمة المناخ مُسيّسة اليوم، لكنّ المزارعين في أعماقهم متمسكون بأراضيهم". ويُفضّل المزارعون غالباً كلمتَي "الحفاظ على التربة" و"إدارة التربة"، لكنّ رائد الأعمال يؤكد أنهما "في الواقع شيء واحد". وتتوقع رئيسة قسم الشركات الناشئة المُراعية للمناخ في "أمازون ويب سيرفيسز" التابعة لمجموعة "أمازون" وأكبر شركة حوسبة سحابية في العالم ليزبيث كوفمان أن "تصبح أيجن من عمالقة القطاع". واختارت "أمازون ويب سيرفيسز" الشركة الناشئة لأحد برامجها الداعمة للمبادرات التي تجمع بين التكنولوجيا ومكافحة الاحترار المناخي، مُوفرةً قدرات الحوسبة والدعم الفني. ويقول المؤسس المشارك ومسؤول شؤون التكنولوجيا ريتشارد وردن: إن العمل في هذا المجال "له مغزى"، ويضيف: "نريد أن نُحدث تأثيراً".


شبكة أنباء شفا
منذ 5 أيام
- شبكة أنباء شفا
الذكاء الاصطناعي يدفع الزراعة في الصين نحو مستقبل أكثر ذكاء وإنتاجية
شفا – مع تسارع التحول الرقمي في الصين بدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي، باتت هذه التقنيات تعيد تشكيل مختلف القطاعات، من الصناعة إلى الحياة اليومية. إلا أن تأثيرها الأكثر وضوحا بدأ يتجلى في الزراعة، حيث أحدثت تغيرات جذرية في حياة أكثر من 460 مليون شخص في المناطق الريفية. ومن بين النماذج اللافتة، تبرز مدينة هنغتشو في منطقة قوانغشي ذاتية الحكم لقومية تشوانغ جنوبي الصين، المعروفة عالميا بـ'عاصمة الياسمين'. وتنتج المدينة نحو 60 بالمائة من أزهار الياسمين في العالم، ويعود الفضل في ذلك جزئيا إلى 'منصة الياسمين الرقمية' التي طورتها 'سحابة قوانغشي للمواهب' بدعم من الحكومة المحلية. وتستخدم المنصة أدوات الذكاء الاصطناعي لتشخيص أمراض النبات من خلال صور تلتقط عبر الهواتف الذكية، كما تقدم توجيهات فورية للحصاد استنادا إلى بيانات الطقس، كما تتابع تقلبات الأسعار دقيقة بدقيقة في أسواق مزادات الزهور الأربعة في المدينة. وتتكرر مثل هذه الابتكارات في أنحاء الأرياف الصينية، مثل مدينة تشنغدو، حاضرة مقاطعة سيتشوان بجنوب غربي الصين، حيث تتحرك روبوتات بسرعة عبر التلال بين الحقول، لتلقي تدريبات على الدوريات. وبفضل الكاميرات عالية الدقة، يمكن لهذه الروبوتات التقاط لقطات في الوقت الفعلي لنمو المحاصيل وإرسال الصور مباشرة إلى السحابة. وأوضح وو يوان تشينغ، مطور الروبوتات، أن فريقه دربها باستخدام عشرات الآلاف من الصور عبر نموذج 'ديب سيك' لتحسين دقة التعرف على الآفات، والتي تجاوزت 80 بالمائة. وأكد وو أن هذه الروبوتات تسهم في تحسين دقة اتخاذ القرار وكفاءة الإنتاج للمزارعين. ويسلط صعود الزراعة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي في الصين الضوء على الجهود المستمرة التي تبذلها الحكومة لتحديث قطاعها الزراعي وتسريع تنشيط المناطق الريفية، مما يؤثر تأثيرا عميقا على حياة الناس في هذه المناطق. وأدخلت الحكومة الصينية سياسات متعددة لتعزيز تنمية الزراعة الذكية خلال السنوات الأخيرة. وفي الوثيقة الصادرة في عام 2025، حدد صانعو السياسات الصينيون، لأول مرة، تطوير 'قوى إنتاجية حديثة النوعية في الزراعة' كأولوية قصوى. وأكدت الوثيقة على الحاجة إلى زيادة الدعم المقدم للزراعة الذكية، ودعت إلى توسيع استخدام تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة وتقنيات الارتفاعات المنخفضة في الإنتاج الزراعي. ويدفع الطلب المتزايد نمو هذا القطاع بوتيرة سريعة، ففي عام 2021، بلغت قيمة سوق 'الذكاء الاصطناعي + الزراعة' في الصين حوالي 68.5 مليار يوان (حوالي 9.55 مليار دولار أمريكي). وتجاوز هذا الرقم 90 مليار يوان حتى عام 2024، مسجلا نموا سنويا بنسبة حوالي 10 في المائة، وفقا لمعهد تشيانتشان الصيني لأبحاث الصناعة. ورغم هذا التقدم، لا تزال بعض التحديات قائمة، مثل تباين جودة البيانات ومخاوف الخصوصية وانخفاض معدلات الاستخدام بين المزارعين، والتي قد تحد من تطبيق الإمكانات الكاملة للذكاء الاصطناعي في هذا المجال. وفي هذا السياق، قالت ليو جينغ جينغ، الباحثة في مركز أبحاث تابع لوزارة الزراعة والشؤون الريفية الصينية، إن هناك حاجة إلى بذل مزيد من الجهود لتعزيز البنية التحتية في المناطق الريفية لتقليل الحواجز أمام الوصول إلى الذكاء الاصطناعي، مؤكدة على أهمية تنمية المزيد من كوادر الذكاء الاصطناعي لتسهيل دمج التقنيات الجديدة في الممارسات الزراعية.