logo
"حتى ما أخسرهم".. حينما يصبح كبت المشاعر وسيلة بقاء "الود"

"حتى ما أخسرهم".. حينما يصبح كبت المشاعر وسيلة بقاء "الود"

الغدمنذ 3 أيام
تغريد السعايدة
اضافة اعلان
عمان – "علشان ما أخسره، ما بدي أحكي"؛ عبارة يرددها كثيرون، يكبتون بها مشاعر الغضب أو الحزن أو حتى العتب على المقربين، خوفا من أن يتحول البوح إلى مشكلة أكبر، قد تصل حد "القطيعة"؛ فيختار الشخص أن "يكبت ولا يحكي".هذه المشاعر، التي ترافق مختلف أنواع العلاقات؛ الأسرية، الزوجية، علاقات العمل، أو ضمن مجتمع الأقارب، هي ذاتها التي يحاول البعض كبحها خوفا من أن يتحول التعبير عنها أو كثرة مراجعتها، إلى مواجهات تمتد وتتوسع، فتتحول من خصام عابر إلى "جحيم المقاطعة"؛ كما يسميها البعض.في هذا السياق، يعبر خالد الداود عن رأيه في مسألة "كبت المشاعر الأسرية"؛ قائلا: "لا تخلو حياة أحد من العلاقات الاجتماعية، مهما ضاقت دائرة التواصل، والعلاقات لا تخلو بطبيعتها من الجدال والخصام والعتاب".لكنه يرى أن كثيرين يجدون صعوبة في المواجهة خاصة وقت الغضب، وخصوصا إن كان الطرف الآخر سريع الانفعال أو إطلاق الأحكام، ما قد ينتهي احيانا بجفاء وبعد طويل.خالد لا يعتقد أن كبت المشاعر أو كتمان كلمات العتب واللوم هو أمر صحي، فبرأيه "تؤذي النفس وتبقى في القلب لسنوات"؛ لكنه في المقابل يصف نفسه بـ"الشخص الكتوم"؛ الذي لا يفضل العتاب، خصوصا حين يتعلق الأمر بالأهل والأقارب من الدرجة الأولى، الذين كما يقول "لا يمكن الاستغناء عنهم مهما كانت الظروف".هي علاقات إنسانية وأسرية ومجتمعية في آن، تتطلب وعيا وسعة صدر وحرصا على استمراريتها، مدفوعة بوازع ديني وأخلاقي وتربوي، كما ترى الاستشارية الأسرية والنفسية الدكتورة خولة السعايدة.إخفاء المشاعر السلبية تجاه المقربين من العائلة أو الأصدقاء، قد يسهم احيانا في الحفاظ على متانة العلاقات الاجتماعية، وعلى الروابط التي ينشأ الإنسان فيها منذ ولادته.لكن في المقابل، يعيش الفرد تحت ضغط هذه المشاعر المكبوتة، ويشعر بالإحباط المستمر، والحاجة لمن يصغي إليه ويخفف عنه وقع الإساءة أو القسوة أو عدم الفهم.ولهذا، يلجأ كثيرون إلى حسابات شخصية أو حتى أشخاص غرباء للتفريغ والبوح، رغم أن هذا النوع من الفضفضة قد يطغى فيه الجانب السلبي على الإيجابي.في مثل هذه الحالات، لا يفضل كثيرون الإفصاح عن أسمائهم، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يكتب البعض عن تجارب ومواقف مروا بها مع أهلهم أو أقاربهم، أو حتى أصدقائهم.وقد تكون أكثر الحكايات غرابة وإيلاما، تلك التي تتعلق بمشاعر مكبوتة بين "الابنة وأمها، أو الأخت ووالدها، أو الزوجين"، وغالبا ما تروى من خلال أسماء وهمية هربا من المواجهة أو الخوف من العتاب.إحدى هذه الحالات، ظهرت من خلال منشور على "فيسبوك"، لفتاة لم تذكر اسمها، تصف نفسها بأنها عشرينية، في مرحلة الدراسة الجامعية. عبّرت عن معاناتها مع والدتها، ووصفت علاقتها بها بأنها "سلبية ومؤذية جدا" بسبب الانتقادات المستمرة، والانتقاص من قدرها أمام الآخرين، والتمييز الواضح في التعامل معها مقارنة بأفراد آخرين في العائلة.الفتاة، كما تقول، لجأت لمواقع التواصل للبوح، لأنها لا تستطيع مصارحة والدتها بما تشعر به، خوفا من أن يعتبر ذلك نوعا من العقوق أو قلة الاحترام، لكنها في المقابل تعاني بشدة من هذا الكبت، وتحاول التنفيس عنه من خلال الحديث إلى غرباء بأسماء وهمية.وتختلف الآراء حول هذا النوع من الفضفضة الإلكترونية؛ فهناك من يؤيدها كمتنفس ومن يراها خطوة خطرة على الشخص نفسه، إذ إنها قد تحوله إلى سجين لحزنه وغضبه، ويثقل نفسه باللوم، ويصف ذاته بأنه "شخص سلبي لا يعبر".في المقابل، يرى آخرون أن كتمان المشاعر قد يكون سلوكا ينبع من شخص مسالم ومتصالح مع نفسه، يسعى إلى "دوام حبل الود" مع الآخرين، ويحرص على صلة الرحم، ولا يتوقف عند المشاعر السلبية التي تحيط به. شخص قادر على تجاوز المواقف الصعبة، ولديه روح متسامحة تتقبل أخطاء الآخرين وتعفو عنها، دون أن تؤثر على مسار حياته.لكن، وبين هذا وذاك، تبقى لكل حالة خصوصيتها. فالتعبير أو الكبت يختلف بحسب طبيعة العلاقة؛ فمشاعر موجهة إلى "أب، أم، أخ، أخت، زوج، صديق مقرّب، أو حتى أبناء" لا تحمل ذات الوقع النفسي مقارنة بمشاعر تجاه زملاء عمل أو دراسة. وهنا يكمن الفارق بين القدرة على التجاوز، أو الكبت الذي قد يخرج في وقت لاحق بطريقة مؤلمة وسلبية وبأشكال متعددة.وتشير العديد من الدراسات الطبية المنشورة في مواقع عالمية متخصصة، إلى أن كبت المشاعر السلبية، مثل الغضب أو الشعور بعدم التقدير، قد يسبب أضرارا صحية جسدية على المدى البعيد.ومن بين هذه الأعراض؛ أمراض القلب بأنواعها، صداع متكرر، آلام في المفاصل، شعور عام بالإجهاد، إضافة إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي، كفقدان الشهية أو الإفراط في الأكل كنوع من التعويض النفسي، والتفريغ العاطفي الناتج عن فقدان الثقة بالآخرين.وتوضح الدكتورة خولة السعايدة أن كل شعور يعيشه الإنسان، تجاه أي شخص، يترك أثرا مباشرا على حياته، بدءا من سنواته الأولى، وقد تظهر هذه المشاعر بصور مختلفة؛ كفرح واطمئنان وثقة بالنفس وشعور بالاحتواء أو تكون مشاعر سلبية تتجلى عبر اضطرابات جسدية ونفسية وسلوكية تظهر في مختلف المواقف اليومية.وترى السعايدة أن الأثر النفسي هو الأكثر عمقا لدى الأشخاص الذين يحاولون الحفاظ على العلاقات بالصمت، ويكبتون مشاعرهم حفاظا على "حبل الوصل". ومن أبرز هذه الآثار؛ الحزن الشديد الذي قد يصل إلى الاكتئاب، نتيجة تراكم المشاعر غير المعلنة، إلى جانب توتر العلاقات الأسرية أو الاجتماعية التي قد تفتقر إلى الثقة والأمان.وتنصح السعايدة بضرورة خلق مساحة للحوار وإبداء الرأي والاستماع داخل البيت، خصوصا بين أفراد الأسرة، لأن منها يبدأ الإنسان في بناء ذاته ومجتمعه، بروح إيجابية وقدرة على التعبير، بعيدا عن الكتمان المؤذي للنفس.ووفق قولها؛ فإن الشخصية القوية لا تعني الكتمان، بل التوازن والقدرة على حماية الذات من الصدمات والانهيارات الناتجة عن ضغوط مجتمعية.وتؤكد السعايدة أهمية التوجه إلى مختصين في العلاج النفسي والسلوكي عند الحاجة، مشيرة إلى أن البوح حين يكون مع مختص متمكن، يساعد على تفريغ المشاعر بشكل آمن وسليم، ويمنح الشخص الأدوات المناسبة للتعامل مع حالته، خاصة إن وصل الكبت إلى مرحلة تستدعي التدخل العلاجي.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تسجيلات صوتية تظهر مؤشرات واضطرابات القلق
تسجيلات صوتية تظهر مؤشرات واضطرابات القلق

الغد

timeمنذ 5 ساعات

  • الغد

تسجيلات صوتية تظهر مؤشرات واضطرابات القلق

اضافة اعلان * د. إبراهيم بني حمدانعمان - يعرف اضطراب القلق على أنه حالة نفسية أو شعورية تأتي كرد فعل سواء خوف أو توتر أو ترقب وغيرها، من الأعراض، لكن إذا كان القلق استمر مع الشخص وأصبح يؤثر بشكل سلبي على حياته اليومية بمختلف مجالاتها، ففي هذه الحالة يتحول إلى اضطراب نفسي يحتاج إلى تدخل علاجي.هناك أنواع عدة، للقلق كنوبات الهلع والقلق العام والرهاب والقلق الاجتماعي وغيرها من الأنواع المختلفة، التي تظهر على المريض عن طريق الصعوبة في التركيز وتسارع ضربات القلب، اضافة إلى ضيق التنفس مع الشعور الدائم بالتعب والأرق الشديديين اللذين يؤديان إلى الفشل الواضح في مختلف مجالات الحياة.جاء العلاج النفسي بمجموعة متنوعة من البرامج العلاجية التي ساهمت بشكل كبير في علاج مثل هذا الاضطراب كعلاج CBT السلوكي المعرفي والعلاج النفسي الديناميكي والعلاج بالتعرض التدريجي، اضافة إلى العلاجات الدوائية المضادة للقلق، مع الغزو التكنولوجي الواسع النطاق بما في ذلك الذكاء الاصطناعي AI، الذي دخل جميع المجالات والقطاعات بما فيها الصحة النفسية.موضوع تحليل التسجيلات الصوتية باستخدام معالجة اللغة الطبيعية NLP لمعرفة مؤشرات القلق، من المواضيع المهمة والحديثة في هذا المجال الذي يركز على تحليل الكلام المسجل للشخص باستخدام الذكاء الاصطناعي وتقنياته مثل NLP التحليل اللغوي كسرعة الكلام ونبرة الصوت، كذلك درجة شدة الصوت لتحديد مستوى القلق عند الشخص يعمل التطبيق على تحويل الصوت المسجل إلى نص باستخدام الذكاء الاصطناعي كتطبيق Google Speech وغيره، من التطبيقات.يتم تحليل النص باستخدام التحليل اللغوي NLP، حيث يقوم بتحليل السياق والانفعالات وتصنيف المشاعر كذلك تحليل ملامح الصوت ومن ثم تصنيف الحالة النفسية للشخص باستخدام خوارزميات تعلم الآلة ومعرفة مستوى القلق والمؤشرات الدالة عليه، ومن التطبيقات المستخدمة في هذا المجال تطبيق EIIie، الذي يعمل على تحليل تعابير الوجه و نبرة الصوت لتقييم الحالة النفسية للشخص وروبوتي Wysa، وWoebot، اللذان يقومان بتتابع اللغة كذلك تطبيق Cogito الذي يحلل نبرة الصوت عبر المكالمات الهاتفية، لمعرفة مؤشرات القلق لدى الشخص.اختصاصي تربية خاصة*

لبشرة خالية من التجاعيد.. عناصر تعيد إنتاج الكولاجين
لبشرة خالية من التجاعيد.. عناصر تعيد إنتاج الكولاجين

الغد

timeمنذ 5 ساعات

  • الغد

لبشرة خالية من التجاعيد.. عناصر تعيد إنتاج الكولاجين

اضافة اعلان عمان - الغد - أصبح من الممكن استعادة نضارة البشرة من دون اللجوء إلى الحقن أو اللايزر، وذلك من خلال الاعتماد على مكملين غذائيين يعززان نعومة، وتماسك وشباب الجلد، بحسب خبراء التجميل.فمن خلال عنصرين فقط، يمكن محاربة الشيخوخة، وهما فيتامين A والكولاجين، ولا يقتصر دورهما على مكافحة الشيخوخة وتقليل علامات التقدم في السن فحسب، بل يدعمان أيضا قدرة الجسم الطبيعية على إعادة بناء الكولاجين، وهو البروتين الأساسي الذي يحافظ على نضارة البشرة ومرونتها. بحسب ما نشر موقع "العربية نت".فيتامين Aهو الفيتامين اليومي الأمثل لكل من يسعى إلى تأخير مظاهر الشيخوخة والحفاظ على بشرة مشدودة، وينصح بالمواظبة على تناول الأطعمة الغنية به مثل، الخضراوات الورقية، والفاكهة ذات الألوان الزاهية مثل الجزر، البطاطا الحلوة، اليقطين، المانغو والشمام.كما تجدونه أيضا في الألبان، البيض، الكبدة، زيت كبد الحوت، كما يمكن الحصول عليه من المكملات الغذائية وتطبيقه موضعيا على البشرة، من خلال استعمال الأمصال والكريمات الغنية به.يعمل هذا الفيتامين على تحفيز إنتاج الكولاجين والإلستين مما يساعد على ترميم الأنسجة وتجديدها. وهو مضاد للأكسدة يحمي البشرة من أضرار الجذور الحرة وأشعة الشمس فوق البنفسجية، وهما العاملان الرئيسيان المسببان لشيخوخة الجلد.ويساعد فيتامين A أيضا على التخلص من البقع الداكنة وتصبغات الجلد، مما يجعل لونه أكثر تجانسا وإشراقا. وهو ينظم إفراز الزيوت في البشرة، مما يقلل من فرص انسداد المسام وظهور حب الشباب. أما الجرعة التي يوصى بها يوميا من الفيتامين A لدى تناوله على شكل مكمل غذائي، فتبلغ 700 ميكروغرام للنساء و900 ميكروغرام للرجال.الكولاجينيعتبر الكولاجين البروتين المسؤول عن نضارة البشرة ومرونتها، لذا ينصح بتناوله كمكمل غذائي بعد سن الثلاثين، إضافة إلى استهلاك الأطعمة التي تساعد على إنتاجه في الجسم مثل مرق العظام، الدجاج، الأسماك، الخضراوات الورقية الخضراء، الفواكه الحمضيّة والاستوائية، الأطعمة الغنية بالفيتامين C مثل الطماطم، والفلفل بنوعيه الأحمر والأصفر، إضافة إلى بذور الكتان، القرفة، الزنجبيل والكركم.يبدأ فقدان الكولاجين التدريجي من البشرة منذ سن الـ21 وبحلول سن الأربعين، تفقد النساء ما بين 10 إلى 20 بالمائة منه وتزيد هذه النسبة 1 بالمائة سنويا بعد ذلك. ويشير الخبراء في هذا المجال إلى أن تعزيز نضارة البشرة بعد سن الأربعين يرتبط بتناول الكولاجن كمكمل غذائي على شكل كبسولات أو مسحوق. وينصح بتناوله مع كمية وافرة من الماء، لمد البشرة بالترطيب الذي تحتاجه، كما ينصح بتناول هذا المكمل مساءً قبل النوم كون عملية ترميم الجلد بشكل طبيعي، تتم خلال الليل.

الأونروا: الاستجابة الصحية في غزة تواجه تحديات تشغيلية جسيمة
الأونروا: الاستجابة الصحية في غزة تواجه تحديات تشغيلية جسيمة

الغد

timeمنذ 10 ساعات

  • الغد

الأونروا: الاستجابة الصحية في غزة تواجه تحديات تشغيلية جسيمة

أفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) اليوم السبت، بأن الاستجابة الصحية في قطاع غزة تواجه تحديات تشغيلية جسيمة. اضافة اعلان وقالت في منشور على صفحتها بموقع فيسبوك، "تواصل الاستجابة الصحية في قطاع غزة مواجهة تحديات تشغيلية جسيمة، بما في ذلك إلحاق أضرار كبيرة بالمرافق الصحية". وأشارت إلى عقبات أمام التحركات الآمنة وفرض قيود على دخول الإمدادات الطبية والوقود الحرج. وأشارت إلى استمرار عمليات الهدم الجماعي في ظل العملية الإسرائيلية التي بدأت في 21 كانون الثاني الماضي، والتي دخلت شهرها السادس في شمال الضفة الغربية.-(بترا)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store