
مازالوا يبيعون الوهم...
أيضاً من بين الأوراق، أسطر مكررة لأمور أرغب بتحقيقها. ضحكت وقلت لنفسي: «لا أصدق أنني انجرفت وراء تلك الخزعبلات وكتبت أمنيات لا أطمح بتحقيقها»!
أتحدث عن عشر سنوات مضت... في العمر الجيولوجي، هي وقت لا يُذكر، وفي عمر الإنسان، فهي كثيرة وتتغير أشياء كثيرة في هذه المدة.
بدأ الموضوع بكتاب ذي غلاف مميز وألوان ملفتة والعنوان، كلمة، تحدثًت عنه وسائل الإعلام بمبالغة، ظهر بعدها العديد من الشخصيات التي تتحدث عن مضمون الكتاب، يعلّمون الناس الحلم والشغف، كأن الانسان قبلها كان من دون مشاعر... كان الأمر فعلاً كالسحر.
أذكر شخصية نسائية ظهرت فجأة تتحدث عن تحقيق الأحلام، تزوجت رجلاً وسيماً لتدلل على صدق ما كانت تتحدث عنه... أرتنا شعرها الكثيف بفضل الطاقة وسيارة أحلامها. أذكر وقتها، اننا كلنا أردنا شراء السيارة واعتبرناها صعبة، علماً أن أي شخص في الكويت يستطيع الحصول على السيارة نفسها وليس بحاجة لأن يحلم بها.
قرأت جملاً كتبتُها وضحكت على نفسي... كنت أكتب أمنيات لا أتمناها، كان الموضوع عبارة عن مجموعة من الصديقات، صدقن ما كان يُقال وقمن بعمل المثل، علّها تتحقق فقط للإثبات النظري لا بهدف الوصول إلى حلم.
وعلى الرغم من فضح العديد من الشخصيات التي باعت الوهم بمقابل مادي، لاتزال مواقع التواصل الاجتماعي يضج بتلك الشخصيات، التي تبيع الوهم باسم الطاقة.
عزيزي القارئ، انظر إلى الشخص الذي يتحدث إنه يتقن لغة الجسد. يعتقد الناس أنه متمكن وذو خبرة وحقق كل أحلامه، لو وصل هو حقاً للثراء والمجد، هل سيبادل النعيم والهدوء الذي يحلم به كل شخص يريد الثراء مقابل إعطاء محاضرات عن كيفية الوصول للأهداف؟
حتى أغنى رجل في العالم إيلون ماسك الذي فضح أهدافه أمام العلن ويصرف المال كي يصل الى حلمه بالوصول الى الفضاء، لا تنسى كيف استغل نفوذه السياسي بتقربه من الرئيس دونالد ترامب كي يحقق جزءاً كبيراً من أهدافه العلمية واستغلاله للقنوات الإعلامية.
هكذا يتصرف أصحاب الأهداف العظيمة، حتى وإن كانت أحلامهم صعبة، فهم يحاولون من دون حضور دورة فن طاقة وكتابة الأحلام، ووضع الورقة تحت الوسادة كي تتحقق.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرأي
منذ 19 ساعات
- الرأي
الخمسان: برامج ديوانية شعراء النبط الإذاعية والتلفزيونية تعزيزٌ للهوية الوطنية
أكد مدير إدارة ديوانية شعراء النبط وأمين السر نصار الخمسان، أن برامج الديوانية في إذاعة وتلفزيون دولة الكويت مستمرة دون انقطاع، انطلاقاً من رسالتها الوطنية والثقافية العريقة. وقال الخمسان، في تصريح صحافي السبت، إن ديوانية شعراء النبط تأسست عام 1977 بمبادرة من صاحب السمو الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيّب الله ثراه، الذي وضع الأسس والأركان لمنارة شعرية شعبية وخليجية متجذرة في التراث الكويتي، مشيراً إلى أن الديوانية تُعدّ من أعرق المنابر الشعرية في الكويت والخليج، وكانت ولاتزال رافداً أساسياً في نشر الشعر النبطي وتعزيز حضوره في مختلف دول مجلس التعاون الخليجي. وأضاف «لا يفوتنا أن نذكر الدور المحوري لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر، الذي كان الأساس في وضع الركائز الحديثة لهذه الديوانية، فكان لسموه دور رئيسي في بناء الصرح الشعري، وتحديثه عبر إنشاء استوديو تلفزيوني داخل الديوانية». ولفت الخمسان إلى أن «استمرارية بث برامجنا الشعرية في إذاعة وتلفزيون دولة الكويت تعكس دعم القيادة الرشيدة، وحرصها على تعزيز الهوية الوطنية، وترسيخ حب الوطن لدى الأجيال الشابة». وقال «لقد شدّد سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد في كل زيارة أو مناسبة في الديوانية، على ضرورة ربط الشعر النبطي بالذاكرة الوطنية، وتعزيز قيم الانتماء والسلام الاجتماعي». وبيّن أن «الدعم المستمر من القيادة السياسية بالإضافة إلى الجهات الرسمية كوزارة الإعلام والديوان الأميري، يؤكد أن ديوانية شعراء النبط ستظل منارة للتراث والثقافة، وسنواصل إنتاج برامج إذاعية وتلفزيونية عالية الجودة، تخدم زخمها الوطني والعروبي».


الرأي
منذ 3 أيام
- الرأي
«نوادر النوادر من الكتب»... آخر مُنجزات عبدالكريم البابطين
صدر عن مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي العدد (26) من سلسلة «نوادر النوادر من الكتب» وبهذا العدد تكون هذه السلسلة قد عرّفت القارئ العربي بأكثر من ألفي كتاب، وهذه الكتب لها قيمة استثنائية فهي أولاً تمثل أقدم المطبوعات العربية، إذ ظهر أقدمها في القرن السادس عشر وأحدثها مضى عليه قرابة ثلاثة أرباع القرن، وفي هذا المدى الزمني الذي يمتد لقرابة أربعة قرون من الزمن تنوّعت أماكن الطبع والإصدار بين مدن أوروبية، ومدن عربية عديدة، ومدن آسيوية. وهذه الكتب التي تمثل ثروة معرفية قيّمة كانت مهددة بالضياع لقدمها، ولتعدد وتباعد أماكن إصدارها، وكان العثور على بعضها يحتاج إلى عمل شاق وإمكانات كبيرة. «مآثر كثيرة» وقام بهذا العمل الجليل رجل فذّ افتقدته الكويت والأمة العربية بتاريخ 21 رمضان 1446هـ الموافق 21 مارس 2025 بعد أن وضع نفسه وإمكاناته لخدمة وطنه وأمته، وأنجز خلال حياته مآثر كثيرة، كان منها هذه المكتبة القيّمة التي حرص على جمعها من مصادرها المختلفة وأهداها إلى مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي، ومن ضمنها آلاف من كتب النوادر التي تحمَّل في سبيل العثور عليها مبالغ كبيرة، وأسفاراً كثيرة في مختلف بقاع الأرض، واتصالات لا تهدأ، وبحثاً لا يكلّ عن أماكن وجودها. «آخر التوصيات» هذا الرجل هو الراحل عبدالكريم سعود البابطين (رحمه الله) الذي قدّم آخر توصياته للعلماء والقرّاء والمثقفين العرب من خلال تصديره لهذا العدد قائلا: «خلال مسيرة حياتي المديدة كانت هوايتي المفضلة هي اقتناء أوعية المعرفة من كتب مطبوعة ودوريات ومخطوطات، كنت أدرك أن الكتاب كنز معرفي، ووسيلة إرشاد، وخبرة إنسان مميّز يقدمها إلينا لكي تزداد البصيرة نفاذاً، ومن بين الكتب التي كنت أوليها اهتماماً خاصاً الكتب النادرة، وهي كتب تم طبعها في حقب سابقة، ولم تُعَد طباعتها فغدت مهيأة للضياع». وأضاف «كنت أشعر أن جمع مثل هذه الكتب هو واجب قومي للحفاظ على تراث معرفي لا يقدّر بثمن، وبذلت كل جهدي وإمكاناتي لأقتني أكبر عدد منها من مختلف الأماكن وعلى مدى زمني طويل». وسيبقى هذا العمل الجليل في سجل أعمال هذا الرجل يكسبه الرضا والمغفرة من ربّ العباد، بإذن الله تعالى. «الثقافة العربية» وهذا العدد كالأعداد السابقة نلمس من خلال ما احتواه من إصدارات الكثير من المحطات الفارقة في مسيرة الثقافة العربية في العصر الحديث. ومن بين الكتب كتاب «المختصر في تاريخ البشر» وهو في الأصل عبارة عن مخطوطة ترجمها المستشرق الفرنسي جين جانيير إلى اللاتينية، وهو يتناول حياة سيدنا محمد ﷺ كما سجلها إسماعيل أبوالفداء مؤلف هذا الكتاب الذي نشر في أكسفورد عام 1723. «المدرسة الأحمدية» ومن الكتب التي تثير الاهتمام كتابان صدرا عن الكويت تظهر فيهما الرغبة في تحديث المجتمع، ففي محاورات المدرسة الأحمدية التي جرت بين طلاب هذه المدرسة سنة 1923 تبرز الرغبة القوية في الانعتاق من آراء دعاة الجمود والانغلاق وما أظهروه من عداء للمدرسة الحديثة المنفتحة على علوم الغرب وثقافته ولغاته، وفي كتاب «قانون النادي الثقافي القومي» نجد التطلع إلى إنشاء المؤسسات الحديثة التي تؤطر عمل الشباب وتهيئهم لخدمة مجتمعهم. «قرة العين» ويسلّط العدد الضوء أيضا على كتاب «قرة العين في تاريخ الجزيرة والعراق والنهرين» للمؤلف محمد بن رشيد السعدي، ونشر الكتاب عام 1907، وينقسم الكتاب إلى أربعة أقسام: دجلة والفرات، الجزيرة ومدنها الشهيرة، العراق ومدنه الشهيرة، نبذة عن تاريخ العالم. «يقظة العرب» ومن الكتب القيّمة في هذا العدد كتاب «يقظة العرب» لجورج أنطونيوس المترجم عن اللغة الإنكليزية وهو يكشف عن كثير من الوقائع التي عاشها المؤلف بنفسه أو عثر عليها خلال البحث في أرشيفات الدول الغربية ويسجّل فيه الأحداث والوقائع المهمة في تاريخ العرب الحديث منذ بدء اليقظة وما حفل هذا التاريخ به من آمال وخيبات وانتصارات وهزائم. والعدد حافل بالكتب الأخرى التي طبعت في باريس، وبومبي، وحيدر آباد، وبتافيا في أندونيسيا، مما يدل على الاهتمام بالكتاب العربي في عدة بلدان أوروبية وإسلامية.


الرأي
منذ 3 أيام
- الرأي
مازالوا يبيعون الوهم...
كنت أقوم بترتيب مكتبتي في المنزل، فوجدت قصاصات من الورق، كتبت عليها امتناني وتقديري للنعم التي أنعم الله بها علي. أيضاً من بين الأوراق، أسطر مكررة لأمور أرغب بتحقيقها. ضحكت وقلت لنفسي: «لا أصدق أنني انجرفت وراء تلك الخزعبلات وكتبت أمنيات لا أطمح بتحقيقها»! أتحدث عن عشر سنوات مضت... في العمر الجيولوجي، هي وقت لا يُذكر، وفي عمر الإنسان، فهي كثيرة وتتغير أشياء كثيرة في هذه المدة. بدأ الموضوع بكتاب ذي غلاف مميز وألوان ملفتة والعنوان، كلمة، تحدثًت عنه وسائل الإعلام بمبالغة، ظهر بعدها العديد من الشخصيات التي تتحدث عن مضمون الكتاب، يعلّمون الناس الحلم والشغف، كأن الانسان قبلها كان من دون مشاعر... كان الأمر فعلاً كالسحر. أذكر شخصية نسائية ظهرت فجأة تتحدث عن تحقيق الأحلام، تزوجت رجلاً وسيماً لتدلل على صدق ما كانت تتحدث عنه... أرتنا شعرها الكثيف بفضل الطاقة وسيارة أحلامها. أذكر وقتها، اننا كلنا أردنا شراء السيارة واعتبرناها صعبة، علماً أن أي شخص في الكويت يستطيع الحصول على السيارة نفسها وليس بحاجة لأن يحلم بها. قرأت جملاً كتبتُها وضحكت على نفسي... كنت أكتب أمنيات لا أتمناها، كان الموضوع عبارة عن مجموعة من الصديقات، صدقن ما كان يُقال وقمن بعمل المثل، علّها تتحقق فقط للإثبات النظري لا بهدف الوصول إلى حلم. وعلى الرغم من فضح العديد من الشخصيات التي باعت الوهم بمقابل مادي، لاتزال مواقع التواصل الاجتماعي يضج بتلك الشخصيات، التي تبيع الوهم باسم الطاقة. عزيزي القارئ، انظر إلى الشخص الذي يتحدث إنه يتقن لغة الجسد. يعتقد الناس أنه متمكن وذو خبرة وحقق كل أحلامه، لو وصل هو حقاً للثراء والمجد، هل سيبادل النعيم والهدوء الذي يحلم به كل شخص يريد الثراء مقابل إعطاء محاضرات عن كيفية الوصول للأهداف؟ حتى أغنى رجل في العالم إيلون ماسك الذي فضح أهدافه أمام العلن ويصرف المال كي يصل الى حلمه بالوصول الى الفضاء، لا تنسى كيف استغل نفوذه السياسي بتقربه من الرئيس دونالد ترامب كي يحقق جزءاً كبيراً من أهدافه العلمية واستغلاله للقنوات الإعلامية. هكذا يتصرف أصحاب الأهداف العظيمة، حتى وإن كانت أحلامهم صعبة، فهم يحاولون من دون حضور دورة فن طاقة وكتابة الأحلام، ووضع الورقة تحت الوسادة كي تتحقق.