logo
"أخيراً، ترامب يتوصل إلى الطريق لإيقاف آلة الحرب الروسية" - مقال رأي في التلغراف

"أخيراً، ترامب يتوصل إلى الطريق لإيقاف آلة الحرب الروسية" - مقال رأي في التلغراف

الوسطمنذ يوم واحد
Reuters
في جولة الصحف اليوم، نستعرض ثلاث قراءات (بريطانية، وأمريكية وأيضاً روسية) في إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن صفقة جديدة تتعلق بتزويد أوكرانيا بالسلاح، وبفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على روسيا وكذلك على شركائها التجاريين.
ونبدأ بالقراءة البريطانية من صحيفة التلغراف، والتي نشرت مقالاً بعنوان "بوتين يكتشف مدى سوء تقديره"، للباحث في العلاقات الدولية صموئيل راماني.
ورأى راماني أن الرئيس الأمريكي ترامب أدرك أخيراً أن السبيل الوحيد لإيقاف آلة الحرب الروسية هو تكثيف الضغوط الاقتصادية والعسكرية على موسكو.
ولا يتوقع الباحث بجامعة أكسفورد أن يؤدي هذا الإدراك المتأخّر من جانب ترامب إلى وضع نهاية سريعة للحرب في أوكرانيا، لكنه على أقل تقدير سيُخفّف الضغط على الأوكرانيين الذين يخضعون للقصف الروسي يومياً.
ولفت الباحث إلى تأكيد ترامب زيادة إمداد أوروبا بالسلاح الأمريكي بغرض استخدامه في أوكرانيا، فضلاً عن تهديد الرئيس الأمريكي بفرض رسوم جمركية ثانوية بنسبة 100 في المئة على شركاء روسيا التجاريين.
ونوّه الكاتب إلى أن المَخرج الوحيد الذي تركه ترامب مفتوحاً أمام بوتين، يتمثل في الموافقة على هُدنة في أوكرانيا في غضون 50 يوماً.
تصريحات ترامب، وفقاً لصاحب المقال، تضع نهايةً لما تبقّى من تكّهنات بخصوص إعداد ترامب بشكل أحاديّ الجانب لاتفاق يقضي باستسلام أوكرانيا أمام الروس، وهي التكهنات التي بلغتْ ذروتها بعد الاجتماع الكارثي في البيت الأبيض بين ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأشار باحث العلاقات الدولية إلى أن ترامب في بادئ الأمر اعتقد أن بإمكانه إقناع الروس بالسلام عبر الدخول في حوار بَنّاء، متحدثاً في ذلك الحين عن شرْعنة الاحتلال الروسي لأراضٍ أوكرانية، لكن بوتين تعامل مع هذا الطرح الأمريكي باعتباره علامة ضَعف، فقرّر من جانبه تصعيد الحرب، معتقداً أن ترامب ليس لديه استعداد للتصعيد.
ورأى صاحب المقال أن الصواريخ الأمريكية الجديدة قد لا تغيّر مسار الحرب، لكنها وبلا شك ستزيد قدرة الأوكرانيين على تسديد ضربات موجِعة للروس - على الصعيد العسكري وأيضاً الاقتصادي عبر استهداف البِنية التحتية.
ورجّح الكاتب أن الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة كفيلة بتقييد سلاسل الإمداد الروسية وبمُفاقمة مستويات التضخم، وإذا ما جرى تعزيز تلك الرسوم بحزمة من العقوبات الجديدة على الأفراد والقطاعات، فسيكون لذلك بلا شك، ضررٌ بالغٌ على اقتصاد الحرب الروسية.
"توليفة مُرعبة"
Getty Images
وإلى نيويورك بوست، حيث نطالع افتتاحية بعنوان "صفقة ترامب الخاصة بالسلاح، بالإضافة إلى العقوبات الجديدة على روسيا، كفيلة بتغيير قواعد اللعبة".
ورجّحت الصحيفة أن يؤدي قرار الرئيس ترامب - إرسال أسلحة بمليارات الدولارات إلى أوكرانيا عبر حلف شمال الأطلسي (الناتو) - إلى تغيير معادلة القوة في الحرب التي تخوضها روسيا منذ نحو 40 شهراً ضد أوكرانيا.
ورأت نيويورك بوست ما قالت إنه "توليفة مرعبة" في جمْع القرار الأمريكي بين إرسال السلاح إلى أوكرانيا وبين فرْض رسوم جمركية ثانوية بنسبة 100 في المئة على موسكو - إذا هي أخفقتْ في التوصل إلى هدنة في غضون 50 يوماً.
ورجّحت الصحيفة أن تؤدي هذه العقوبات إلى تقويض الاقتصاد الروسي.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب لم يُعطِ تفاصيل بشأن نوع السلاح الذي ينوي إرساله إلى كييف، لكنه عقّب بأنها ستكون "تجميعة شاملة من أفضل المتاح" على حدّ تعبيره. وإلى ذلك، قال السفير الأمريكي للناتو، ماثيو ويتكر، إن الخطة قصيرة المدى تمثّلتْ في إرسال أنظمة دفاعية، كبطاريات باتريوت، القادرة على التصدي للصواريخ الروسية.
على أنّ أوكرانيا ستحصل كذلك على أسلحة هجومية، بما في ذلك صواريخ طويلة المدى قادرة على الوصول إلى أراضٍ روسية، بحسب ما أفادت تقارير نشرها موقع أكسيوس الأمريكي، وبذلك، فإن "الشعب الروسي، والرئيس بوتين ذاته، سيشعرون بالتبعات"، وفقاً لصحيفة نيويورك بوست.
ورجّحت الافتتاحية أن تساعد الرسوم الجمركية الثانوية التي أعلن عنها ترامب في مزيد من الضغوط على روسيا، بما يجرّد الأخيرة من عوائد تستخدمها في تمويل الحرب - "رغم الكرَم الذي انطوى عليه إعطاء بوتين 50 يوماً للتوصل إلى هدنة"، على حدّ تعبير الصحيفة الأمريكية.
ورأت نيويورك بوست أن نقطة العقوبات أساسية؛ لا سيما وأن روسيا تئنّ تحت العقوبات الاقتصادية، فإذا أُضيفتْ إليها عقوبات أخرى، فإن ذلك كفيل بالضغط على بوتين وبدَفْعه دفعاً باتجاه الهُدنة.
وخلُصت الصحيفة إلى القول إن "فريق ترامب، لحسن الحظ، على الطريق الصحيح الآن".
"ترامب يخشى استفزاز القوة النووية الروسية"
Getty Images
ونختتم جولتنا من صحيفة كوميرسانت الروسية، والتي نشرت مقالاً بعنوان "الموقف الأمريكي يتشدّد بشكل تدريجي"، لمحرّر الشؤون السياسية ديمتري دريزيه.
ورأى ديمتري أن "البيت الأبيض يبدو حريصاً على تجنُّب اتخاذ خطوات حاسمة إزاء الكرملين"، مشيراً إلى مُهلة الـ 50 يوماً التي تضمّنها إعلان الرئيس ترامب بشأن تزويد أوكرانيا بالسلاح وفرْض المزيد من العقوبات على روسيا وشركائها التجاريين.
ووفقاً لديمتري، فإن ما وُصف بـ"مفاجأة دونالد ترامب" ليس فيه شيءٌ مرعب بالنسبة للاتحاد الروسي، على الأقل كما يبدو عليه الأمر للوهلة الأولى.
وأوضح الكاتب أن قرار العقوبات الثانوية على شركاء روسيا التجاريين من شأنه أن يجعل التداوُل التجاري مع الولايات المتحدة شيئاً بالغ الصعوبة.
كما لفت ديمتري إلى ما قال إنه تقرير نشره موقع أكسيوس الأمريكي، مفاده أن الرئيس الروسي كان قد أبلغ نظيره الأمريكي بشأن هجوم روسيّ جديد سيستغرق 60 يوماً بالتمام، وبأن هذا الهجوم سيثمر عن نتائج محدّدة - وإذا كان ذلك، فإنه لن يكون هناك شيء للتفاوض بشأنه (بعد مُهلة الـ 50 يوماً للتوصل إلى هُدنة، التي انطوى عليها إعلان ترامب).
وعلى ضوء ذلك الإعلان الأمريكي، فإن أمام الروس والأوكران مدة 50 يوماً "يستمتعون فيها بقتال جيد في الحديقة"، على حدّ تعبير ترامب. وفي غضون تلك المُدة، "سيحاول الغرب بكل ما وسِعه أن يكافئ الفُرص، قبل العودة إلى طاولة المفاوضات".
ويعتقد ديمتري أن الرئيس الأمريكي "يتجنّب اتخاذ قرارات متشددة إزاء موسكو، خشية استفزاز الجانب الروسي الذي يمتلك سلاحاً نووياً، وبالمثل، فإن روسيا تُفضّل إلقاء اللوم على أوروبا في كل شيء، بدلاً من مهاجمة الرئيس الأمريكي بشكل مباشر"، وفقاً لصاحب المقال.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أوروبا بين ضغوط واشنطن وبكين.. هل تولد أزمة جديدة في الاقتصاد العالمي؟
أوروبا بين ضغوط واشنطن وبكين.. هل تولد أزمة جديدة في الاقتصاد العالمي؟

أخبار ليبيا

timeمنذ 5 ساعات

  • أخبار ليبيا

أوروبا بين ضغوط واشنطن وبكين.. هل تولد أزمة جديدة في الاقتصاد العالمي؟

حذر نائب رئيس مجلس الدولة الصيني كبير المفاوضين التجاريين مع الولايات المتحدة هي ليفنغ، من تسارع 'الاضطرابات والتحولات' في النظام التجاري العالمي، في ظل تصاعد السياسات الحمائية وتسييس القضايا الاقتصادية، داعيًا إلى تعاون دولي لحماية البيئة التجارية الحرة والمنفتحة. وفي كلمة ألقاها خلال افتتاح معرض الصين الدولي لسلاسل التوريد الذي تستضيفه بكين هذا الأسبوع، أكد ليفنغ أن 'التغيرات العالمية التي لم نشهدها منذ قرن تتسارع، مع تشابك وتراكم مخاطر متعددة'، في إشارة إلى التحولات الجذرية التي تطال سلاسل الإمداد العالمية والنظام التجاري الدولي. وانتقد المسؤول الصيني بشدة ما وصفه بـ'التدخلات السياسية في السوق'، قائلاً إن 'بعض الدول تتدخل بذريعة تقليل المخاطر، مستخدمة إجراءات مثل فرض الرسوم الجمركية'، في إشارة واضحة إلى السياسات التجارية المتشددة التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي أدت إلى توترات حادة في العلاقات الاقتصادية بين أكبر اقتصادين في العالم. وشدد هي ليفنغ على ضرورة 'تعزيز التوافق الدولي بشأن التنمية'، داعيًا إلى 'التصدي بحزم لتسييس القضايا الاقتصادية والتجارية وأدلجتها، وإضفاء طابع أمني مفرط عليها'، مؤكدًا أهمية الحفاظ على بيئة اقتصادية عالمية قائمة على الانفتاح والتعاون. وتحاول بكين في هذا المعرض تقديم نفسها كقوة داعمة للتجارة الحرة، في مواجهة السياسات الأمريكية التي يصفها مراقبون بأنها تتجه نحو 'فك الارتباط التجاري' مع الصين عبر التعريفات الجمركية والحظر التكنولوجي وتشديد القيود على الاستثمار. وتأتي تصريحات المسؤول الصيني في وقت تشهد فيه العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين توترًا متصاعدًا منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض مطلع 2025، حيث أعاد فرض حزم من الرسوم الجمركية على السلع الصينية، وتوعد بمزيد من الإجراءات ضد ما وصفه بـ'الممارسات التجارية غير العادلة'. في المقابل، أعلنت الصين تسجيل نمو بنسبة 5.2% في الربع الثاني من العام، وارتفاعًا في صادراتها بنسبة 5.8% خلال يونيو، مدعومة بهدنة تجارية مؤقتة مع بعض الشركاء، مما يعزز موقفها في خضم النزاع التجاري ويؤكد مرونة الاقتصاد الصيني رغم الضغوط الخارجية. وتزامنت التحذيرات الصينية مع نقاشات أوروبية متزايدة بشأن كيفية مواجهة ما وصفه مراقبون بـ'الحصار الاقتصادي المزدوج'، حيث تجد أوروبا نفسها محاصرة بين ضغوط السياسات الأمريكية المتشددة من جهة، ونفوذ الصين الاقتصادي من جهة أخرى، وسط دعوات لتشكيل 'جبهة مضادة' لموازنة الكفتين والدفاع عن مصالحها في سلاسل التوريد العالمية. مستشار سابق للبنتاغون يحذر: تخلي الدول عن الدولار يهدد عزلة الولايات المتحدة قال العقيد المتقاعد دوغلاس ماكغريغور، المستشار السابق لوزير الدفاع الأمريكي، إن عدداً من الدول بدأت تتخلى عن استخدام الدولار في التجارة الدولية وتلجأ إلى التعامل بعملاتها الوطنية، مثل اليابان والصين وروسيا وإيران، ما يهدد الولايات المتحدة بالوقوع في عزلة اقتصادية. وأوضح ماكغريغور عبر منصة 'X' أن 'العديد من الدول تتعامل الآن بعملاتها الخاصة، مما يبعدها عن الدولار، وأمريكا تتحول إلى دولة معزولة'. وجاء هذا التصريح في ظل تصريحات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أكد أن العالم يعيد التفكير في الاعتماد على الدولار، وأن حصة العملة الأمريكية في الاحتياطيات العالمية تتراجع تدريجياً، حتى أن حلفاء الولايات المتحدة التقليديين بدأوا بخفض احتياطياتهم منه. كما أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى تراجع الثقة بالدولار عالمياً ودور العملة الذي يتعرض للتقويض منذ سنوات. في سياق متصل، أعلنت الحكومة الروسية أنها نجحت في تقليص استخدام الدولار واليورو في التسويات الخارجية بنسبة بلغت 79.8%. The post أوروبا بين ضغوط واشنطن وبكين.. هل تولد أزمة جديدة في الاقتصاد العالمي؟ appeared first on عين ليبيا | آخر أخبار ليبيا. يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من موقع عين ليبيا

"لماذا تتدخّل إسرائيل في سوريا؟"
"لماذا تتدخّل إسرائيل في سوريا؟"

الوسط

timeمنذ 5 ساعات

  • الوسط

"لماذا تتدخّل إسرائيل في سوريا؟"

Reuters عناصر من قوات الأمن السورية في السويداء في عرض الصحف اليوم نتناول عدداً من الموضوعات: أولّها يتعلق بالقصف الإسرائيلي لسوريا، ودوافع هذا القصف؛ ثم ننتقل إلى تركيا، والمسار الديمقراطي فيها وما يتعيّن على الولايات المتحدة والغرب القيام به في هذا الصدد؛ قبل أن نختتم الجولة بالحديث عن أفغانستان وتهريب الآلاف من مواطنيها سِرّاً إلى بريطانيا، في محاولة للوقوف على أسباب تلك الخطوة وتبعاتها. ونستهل جولتنا من صحيفة "ذا كونفرسيشن" البريطانية، ومقال بعنوان "لماذا تقصف إسرائيل سوريا؟"، بقلم علي معموري، الباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط. لفت الباحث إلى أن الدروز هم أقلية دينية يُقدَّر تعدادها بنحو مليون نسمة أو ما يزيد قليلاً على ذلك، تتمركز في مناطق جبلية ممتدة بين لبنان وسوريا وإسرائيل والأردن. لمتابعة أهم الأخبار وأحدث التطورات في سوريا، انضم إلى قناتنا على واتساب ( وأشار معموري إلى أن تعداد الدروز في سوريا يناهز 700 ألف نسمة (من إجمالي نحو 23 مليون سوري)، يعيش معظمهم في محافظة السويداء جنوبي البلاد - والتي تعتبر بمثابة معقل تقليدي لهم. ومنذ مظاهرات 2011 ضد نظام الأسد، حافظ الدروز على درجة من الاستقلالية والحُكم الذاتي، ونجحوا في الدفاع عن أرضهم ضد مختلف التهديدات، بما في ذلك تنظيم ما يُعرف بالدولة الإسلامية وغيره من الجماعات الجهادية. ومنذ الإطاحة بنظام الأسد في العام الماضي، ينادي الدروز - ومعهم أقليات أخرى كالأكراد في الشرق السوري، والعلويين في الغرب - بنظام فيدرالي، لا مركزيّ، بما يمنحهم مزيداً من الاستقلالية. لكن الحكومة الانتقالية في دمشق تدفع صوب حُكم مركزيّ وتسعى إلى إحكام قبضتها على الإقليم السوري بالكامل، حسب معموري، الذي يضيف: "هذا الاختلاف الجوهري أدى بدورِه إلى صدامات متواترة بين قوات دُرزية من جهة وقوات موالية للحكومة في دمشق من جهة أخرى". ورغم الهدنة المؤقتة، فإن التوترات لا تزال محتدَّة، وفي ظلّ استمرار السبب الأساسي للخلاف قائماً، يتوقّع كثير من المراقبين تجدُّد الصدام في المستقبل القريب. لكنْ "لماذا تتدخّل إسرائيل؟"، يرى صاحب المقال أن سقوط نظام الأسد فتح الطريق أمام إسرائيل لتوسيع نفوذها في الجنوب السوري، على أنّ هذا التدخل الإسرائيلي يظل مدفوعاً بسببَين رئيسيين، وفقاً للباحث: أحدهما، هو تأمين حدودها الشمالية، إذ تتخوف إسرائيل من فراغ السُلطة في الجنوب السوري، وترى في ذلك تهديداً محتملاً عليها، لا سيما مِن تَكوُّن ميليشيات مناهضة لها على حدودها الشمالية. وفي سبيل ذلك، ينفّذ سلاح الجو الإسرائيلي هجمات موسّعة تستهدف بِنية تحتية للجيش السوري. السبب الثاني الرئيسيّ وراء التدخل الإسرائيلي، بحسب الباحث، هو دعم قيام نظام فيدرالي في سوريا – وهو ما يسعى إليه الأكراد والدروز. ويقول الكاتب: "إن سوريا المُقسّمَة بالطوائف والعِرقيات، هي طريق لاحتفاظ إسرائيل بالهيمنة في المنطقة، من وجهة نظر عدد من صانعي السياسة في إسرائيل". ويضيف: "السبيل المنطقي لهذا الهدف هو حصول مختلف الأقليات في سوريا على الحُكم الذاتي في نظام فيدرالي". "تركيا اليوم تبدو خالية ممّن يمكنه كبْح جِماح أردوغان" Getty Images وننتقل إلى صحيفة "النيوزويك" الأمريكية، حيث نطالع مقالاً بعنوان "ما الذي بوسع واشنطن أن تفعله لإبطاء وتيرة التحوّل الاستبدادي في تركيا؟" - بقلم الباحثين سنان سيدي، وتايلور ستابلتون. واستهل الباحثان بالقول إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يمزّق الديمقراطية في بلاده، ويزداد جرأة على ذلك الطريق يوماً بعد يوم، عبْر سَجن خصومه السياسيين، فضلاً عن البدء في مسعى يستهدف منْع نحو نصف عدد نُوّاب الحزب المعارض الرئيسي من الجلوس في البرلمان. واستغرب الباحثان دعْم كل من الولايات المتحدة وأوروبا لرجُل تركيا القوي، على نحو يهدّد بقيام نظام استبدادي شامل جديد على تخوم أوروبا. ولفت الباحثان إلى أنّ بروكسل، عاصمة الاتحاد الأوروبي، تنظر إلى أنقرة باعتبارها شريكاً أمنياً أساسياً في مواجهة التهديد الروسي المتنامي، بينما تعتقد واشنطن أن بإمكانها التعويل على تركيا في استقرار سوريا وتحقيق السلام في أوكرانيا، بل وفي الوساطة بين إسرائيل وإيران. ورأى الباحثان أن مثل هذا الدعم "المتحمّس" من جانب حلفاء أردوغان الغربيين كفيلٌ بإطلاق يده لمزيد من توطيد أركان نظامه في تركيا. وبحسب الباحثَين، فإن الديمقراطية في تركيا تختلف عن غيرها من الديمقراطيات؛ "نعم، هناك انتخابات تُجرى، لكن أردوغان يتلاعب بأجوائها بحيث يؤمّن لنفسه الفوز بها". ورأى الباحثان أن أردوغان فرّغ المجتمع المدني التركي من محتواه، وقيّد حرية الصحافة والتعبير؛ فلم يعُد إلا القليل ممن يجرؤون على انتقاده، وهؤلاء غالباً ما ينتهي بهم الحال في غياهب السجون. ونوّه الباحثان إلى تراجُع شعبية أردوغان، رغم كل ما يتخذه من تدابير؛ "لكنّ عدم وجود شعبية لا يُعدّ سبباً كافياً لكي يخسر حاكم استبداديّ الانتخابات... وبعد 23 عاماً في السُلطة، ليس غريباً أن يُقدِم أردوغان وبجرأة على طُرق غير ديمقراطية". ولفت الباحثان إلى إنكار أردوغان فُرصة منافَسَته انتخابياً على حزب الشعب الجمهوري، مشيرَين إلى إقدامه في 19 مارس/آذار الماضي على اعتقال عُمدة اسطنبول أكرم إمام أوغلو بتُهم تتعلق بالفساد. وخلُص الباحثان إلى القول إن "تركيا اليوم تبدو خالية ممّن يمكنه كبْح جِماح أردوغان، وهو ما يجعل الضغوط من حلفاء تركيا الخارجيين ضرورية، ليس من أجل إنقاذ الديمقراطية في تركيا فحسب، ولكن للحفاظ كذلك على أمن الغرب". وإلى ذلك، رأى الباحثان أنّه يتعيّن على واشنطن الإبقاء على قرار حظْر مبيعات طائرات إف-35 إلى تركيا، "ففي إمدادها بهذه الطائرات تهديدٌ بتسليحِ حليفٍ في طريقه لكي يكون خصماً، فضلاً عن إمكانية الوقوف على أسرار ما تمتاز به هذه الطائرات من قدرات عسكرية ووصول تلك الأسرار إلى أصدقاء أردوغان في كل من روسيا والصين وإيران". كما يتعيّن على واشنطن كذلك، وفقاً للباحثَين، النظر في تقييد مبيعات أنظمة السلاح المصنّعة في تركيا - كالمسيّرات - إلى جهات معتمَدة من قِبل وزارة الدفاع الأمريكية. أما الاتحاد الأوروبي، فينبغي عليه - بحسب الباحثين - تعليق المفاوضات الجارية بشأن إصلاح اتفاقية الاتحاد الجمركي مع تركيا، وأن يشترط على الأخيرة تحسين أوضاع حقوق الإنسان وتعزيز الحوكمة الديمقراطية، قبل زيادة التبادل التجاري بين الجانبين. "ماذا لو حدث مثل هذا التسريب وقت الحرب؟!" BBC ونختتم جولتنا من "الديلي ميل" البريطانية، وافتتاحية بعنوان "تهريب الأفغان لا يمكن إلا أن يكون شراً". وعلّقتْ الصحيفة على عملية اختراق بيانات تعرّضتْ لها وزارة الدفاع البريطانية في 2022، واصفةً الحادث بالـ"فضيحة التي ما كان يجب أن تحدث أبداً". ونوّهت إلى أن عسكرياً بريطانيا سرّب بالخطأ قائمة بأسماء 33 ألف أفغاني، كانوا قد تقدّموا بطلبات للجوء في المملكة المتحدة بحثاً عن ملاذ آمن. هذا التسريب ترك هؤلاء الأفغان ومعهم عائلاتهم - أي حوالي 100 ألف إنسان - أهدافاً رئيسية لهجمات حركة طالبان. وبعد عام من التسريب، دشّنت حكومة المحافظين آنذاك مهمةً سِرّيةً لإجلاء هؤلاء الأفغان إلى مكان آمن. وحتى الآن، بحسب الصحيفة، تم تهريب حوالي 18,500 أفغاني - ممن أضرّ بهم التسريب - إلى المملكة المتحدة سراً. وإجمالاً، تَقرَّر إنقاذ 23,900 أفغاني، في مهمة ستتكلّف نحو سبعة مليارات جنيه استرليني من أموال دافعي الضرائب. ورأت الديلي ميل أن وزارة الدفاع ربما كانت مُحقّة في عمَل كلّ ما بوسعها لإنقاذ حياة أشخاص هي مَن تسبّبت في أنهم أصبحوا في خطر – بعد التسريب. "ومع ذلك، فإن هذا الخطأ المدمّر قد تسبّب في إدخال آلاف الأفغان، الذين ربما لم يكونوا يستحقون الحصول على اللجوء، إلى بريطانيا"، وفقاً للصحيفة. واعتبرت الديلي ميل أنه "من دواعي القلق العميق أن تبدو وزارة الدفاع البريطانية عاجزة عن تأمين بيانات. ماذا لو وقع مثل هذا الحادث في وقت الحرب؟! لو أنّ تفاصيل سِرّية بخصوص عمليات وتحرّكات قوات وقعتْ في أيدي العدو، سيكون لذلك ولا شك تبعات كارثية". على أن الوجه الأسوء في هذه الواقعة هو تمكُّن الوزراء البريطانيين من التكتيم على الأمر وحجْب الخبر عن الرأي العام. وكان تبرير الحكومة آنذاك، لهذا التعتيم، هو أن أيّ إعلان عن الأمر قد يساعد حركة طالبان في الانتقام. "لكن، لماذا لا يكون السبب الحقيقي هو أن الوزراء كانوا حريصين على إخفاء عدد الأفغان الذين ينبغي تهريبهم إلى بريطانيا في عملية سِرّية، فضلاً عن تكلفة هذه العملية"، وفقاً للديلي ميل. ولفتت الصحيفة إلى أن قرار التعتيم تمّ رفْعُه أمس بحُكم محكمة. ورأت الديلي ميل أن مثل هذا النوع من القدرة على فرْض "سِرّية رسمية"، والذي تحظى به الحكومات البريطانية، إنما هو انتهاك لمبدأ العدالة المفتوحة، وإفساد للديمقراطية، فضلاً عمّا يتركه من أثر مخيف على حرية التعبير. وخلُصت الصحيفة البريطانية إلى القول إن سياسة الهجرة هي من الأمور شديدة الأهمية بالنسبة للجماهير؛ ومن ثمّ يجب أن تُطرَح لنقاش مفتوح – لا أنْ يتم التكتيم عليها تجنُباً للحرج.

انطلاقة أمريكية قوية في آسيا.. ترامب يوقع صفقة تاريخية بـ19.5 مليار دولار مع إندونيسيا
انطلاقة أمريكية قوية في آسيا.. ترامب يوقع صفقة تاريخية بـ19.5 مليار دولار مع إندونيسيا

عين ليبيا

timeمنذ 7 ساعات

  • عين ليبيا

انطلاقة أمريكية قوية في آسيا.. ترامب يوقع صفقة تاريخية بـ19.5 مليار دولار مع إندونيسيا

كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن إبرام صفقة تجارية كبرى مع إندونيسيا، وصفها بـ'الإنجاز الاقتصادي التاريخي'، وذلك ضمن استراتيجية توسيع النفوذ التجاري الأمريكي في آسيا وتعزيز الصادرات الوطنية. وأعلن ترامب عبر منصة 'تروث سوشيال' أن الاتفاق يتضمن شراء إندونيسيا موارد طاقة أمريكية بقيمة 15 مليار دولار، ومنتجات زراعية بقيمة 4.5 مليار دولار، بالإضافة إلى 50 طائرة من طراز بوينغ، بما في ذلك عدد كبير من طائرات بوينغ 777 المخصصة للركاب والشحن. في المقابل، نص الاتفاق على إعفاء الصادرات الأمريكية إلى إندونيسيا من الرسوم الجمركية والقيود التجارية، في حين سيتم فرض رسوم بنسبة 19% على السلع الإندونيسية المتجهة إلى السوق الأمريكية. وأكد ترامب أن هذا 'سيعيد التوازن التجاري لصالح أمريكا'، واصفاً الصفقة بأنها 'واحدة من أفضل الصفقات التجارية في التاريخ الحديث'. وفي تصريحات لاحقة أدلى بها للصحفيين من البيت الأبيض، قال ترامب: 'لدينا الآن وصول غير محدود إلى السوق الإندونيسية، التي تضم أكثر من 280 مليون نسمة، وتشمل قطاعات الطاقة، الزراعة، الطيران، وحتى المعادن الاستراتيجية مثل النحاس'. وأضاف: 'إندونيسيا تمتلك مواقع مهمة لإنتاج النحاس، لكننا الآن نستطيع الدخول إليها دون أي قيود أو ضرائب'. وتأتي هذه الصفقة في وقت يواصل فيه ترامب نهج 'أمريكا أولاً' في السياسات التجارية، بعد إعلانه في أبريل الماضي عن فرض رسوم جمركية واسعة على غالبية الدول، قبل أن يبدأ بعقد مفاوضات ثنائية لإعادة هيكلة التجارة بما يخدم المصالح الأمريكية. ويعتبر هذا الاتفاق مع إندونيسيا بمثابة دفعة قوية للطموحات الاقتصادية الأمريكية في جنوب شرق آسيا، كما يمنح واشنطن موطئ قدم أقوى في مواجهة النفوذ الصيني المتزايد في المنطقة، لا سيما بعد أن كثّفت بكين شراكاتها التجارية والاستثمارية مع دول 'آسيان'. ويقول محللون إن الصفقة لا تقتصر على الجانب الاقتصادي، بل تحمل أبعاداً جيوسياسية استراتيجية، إذ تعكس تقارباً أمريكياً-إندونيسياً متزايداً، وتشكّل ركيزة جديدة في جهود ترامب لكبح النفوذ الصيني في المحيطين الهندي والهادئ، كما أن إدراج قطاع الطيران ضمن الصفقة يعزز موقف شركة 'بوينغ'، التي تسعى لاستعادة هيمنتها في الأسواق العالمية بعد سنوات من التحديات الفنية والمالية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store