logo
الطيران.. من رماد الحروب لأحلام السحاب

الطيران.. من رماد الحروب لأحلام السحاب

عكاظمنذ 4 أيام

علاقة الطيران بالحرب علاقة وثيقة، لكنها ليست علاقة طيبة. فمنذ لحظتها الأولى لم تولد الطائرة وهي تحلم بالتحليق فوق السحب أو التجوال بين القارات؛ بل وُلدت كأداة حرب، تمامًا كالمدفع والبندقية.. لم تكن تحمل الحقائب، بل القنابل، وكانت علامة تفوّق فارقة في الجيوش الحديثة.
في الحرب العالمية الأولى (1914–1918)، استخدمت الطائرات في مهام الاستطلاع، ثم تطورت لتحمل القنابل وتخوض المعارك. حينها ظهرت مقاتلات بريطانية وألمانية دشّنت أولى حروب الأجواء، ثم جاءت الحرب العالمية الثانية (1939–1945) لتؤكد أن من يسيطر على الفضاء يتفوق على الأرض، وهو ما ظهر في استخدام القاذفة الأمريكية B‑29 لإسقاط القنبلة الذرية على هيروشيما وناجازاكي، وها هي طائرات B‑2 تعود هذا الأسبوع، في مشهد مشابه، لتنفيذ عملية دقيقة ضد المواقع النووية الإيرانية، وكأن التاريخ لا يكفّ عن إعادة نفسه.
بعد انتهاء الحرب العالميّة الثانية، تغيّرت نظرة الإنسان لهذا الاختراع الجبّار، فبدأت الأفكار تتجه نحو تحويله من آلة رعب إلى أداة سلام.
تم تعديل بعض الطائرات العسكرية لاستخدامها في نقل الركاب والبضائع، كما في طائرة داكوتا DC‑3 التي دخلت عالم الطيران المدني في الأربعينات بعد أن كانت طائرة عسكرية.
خلعت الطائرة البدلة المموّهة، وارتدت زي الطاقم، وتحولت المطارات من ثكنات ومخازن بارود إلى صالات انتظار وأكشاك قهوة. وهكذا بدأت قصة الطيران المدني، الذي تطور تدريجيًا حتى أصبح اليوم أحد الأعمدة التي تقوم عليها الحياة الحديثة، ومع تطور تقنيات الملاحة الجوية وتوحيد قوانين الطيران، باتت الأجواء أكثر أمانًا، وصارت الطائرات الوسيلة المفضلة للسفر.
رغم هذا التحوّل، لا تزال الحرب خصمًا للطيران، فمع كل توتر أو نزاع، تطلّ بهيئتها البشعة؛ تُغلَق الأجواء، وتتغيّر المسارات، ويُحتجَز الركاب وراء أسوار الانتظار.
لقد وُلد الطيران في قلب المعركة، لكن قَدَره الحقيقي أن يكون جسرًا بين الأمم، لا حاجزًا بينها.
من رماد الحروب، حلّقت أعظم شركات الطيران، ومن أزيز المقاتلات انبثق حلم معانقة الغيم في رواية السلام، نجح الطيران في إعادة تعريف نفسه، ولم يعد صوت المحركات يثير الفزع، بل صار مبعث طمأنينة لكل قلب ينتظر الوصول.
البلدان التي كانت في الأمس ساحات للمعارك الجوية، أضحت اليوم مراكز لصناعة الطيران العالمي، فمدن مثل هامبورغ، تولوز، وسياتل، باتت تحتضن مصانع تنتج طائرات لا تحمل من السلاح سوى سلاح الطموح الإنساني.
ويبقى الدرس الأهم: أن الحروب، وإن كانت رحم الابتكار، فإنها تعيق الحياة. وأن الحفاظ على أجواء آمنة ومفتوحة ليس فقط ضرورة لقطاع النقل، بل هو التزام حضاري، فالطيران لم يعد رفاهية، بل حق من حقوق الإنسان في الحركة والانتقال.
اليوم، تتجدد الحاجة لتكريس الطيران المدني كرمز للسلام. فالسماء، التي تتحول أحيانًا إلى ساحات قتال، هي في الأصل فضاء وصال، وكل رحلة تقلع من مطار إلى آخر، هي خيطٌ في نسيج الحياة يرتق ما خرقته القنابل من جسد الأرض.
أخبار ذات صلة

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إيران تعيد فتح المجال الجوي بوسط وغرب البلاد أمام الرحلات الدولية العابرة
إيران تعيد فتح المجال الجوي بوسط وغرب البلاد أمام الرحلات الدولية العابرة

العربية

timeمنذ 7 ساعات

  • العربية

إيران تعيد فتح المجال الجوي بوسط وغرب البلاد أمام الرحلات الدولية العابرة

1 دقيقة للقراءة قالت وكالة نور نيوز الإيرانية اليوم السبت إن إيران أعادت فتح مجالها الجوي في وسط وغرب البلاد أمام الرحلات الجوية الدولية العابرة. تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News

«الحج والعمرة» تواصل تفويج الحجاج الإيرانيين بسلاسة في ضوء التوجيهات الكريمة
«الحج والعمرة» تواصل تفويج الحجاج الإيرانيين بسلاسة في ضوء التوجيهات الكريمة

عكاظ

timeمنذ 2 أيام

  • عكاظ

«الحج والعمرة» تواصل تفويج الحجاج الإيرانيين بسلاسة في ضوء التوجيهات الكريمة

تواصل وزارة الحج والعمرة عمليات تفويج ومغادرة الحجاج الإيرانيين بكل يسرٍ وانسيابية، ضمن منظومة متكاملة تركّز على جودة الخدمة وسلامة الإجراءات، وذلك إنفاذاً لتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بناءً على ما عرضه ولي العهد، بشأن تسهيل جميع احتياجات الحجاج الإيرانيين وتوفير جميع الخدمات لهم، حتى تتهيأ الظروف لعودتهم إلى وطنهم وأهليهم سالمين. وأعلنت الوزارة أن إجمالي الحجاج الإيرانيين الذين تم تفويجهم حتى الآن بلغ قرابة (65) ألف حاج، فيما تبقى نحو (11) ألف حاج من المقرر استكمال مغادرتهم خلال الأيام القادمة، من خلال خطط تشغيلية دقيقة تراعي كثافة الأعداد ومتطلبات المغادرة. كما استأجرت (200) حافلة إسناد داخل الحدود العراقية، لإسناد رحلات نقل الحجاج من منفذ جديدة عرعر إلى الحدود الإيرانية عبر الأراضي العراقية، وبلغ عدد هذه الرحلات أكثر من (1500) رحلة حتى الآن، إضافة إلى تشغيل أكثر من (2000) رحلة ترددية وفّرتها الوزارة على مدار الساعة بين مطار عرعر ومنفذ جديدة عرعر، لضمان سلاسة تنقل الحجاج خلال مرحلة المغادرة. وفي إطار خدمات الإعاشة والضيافة، وفّرت الوزارة أكثر من (250) ألف وجبة غذائية للحجاج، إلى جانب توزيع أكثر من (90) ألف وردة، وأكثر من (250) ألف عبوة مياه باردة على الحافلات عند مغادرتها من المنفذ، دعماً لجودة تجربة ضيوف الرحمن. وأوضحت الوزارة أن متوسط إنهاء إجراءات الحجاج في المطارات بلغ (23) دقيقة، في حين لم يتجاوز متوسط زمن إنهاء إجراءات تبادل الحافلات في المنفذ (12) دقيقة، مما يعكس كفاءة التنسيق بين الفرق الميدانية والجهات المشاركة. وسخّرت وزارة الداخلية جميع قطاعاتها الأمنية لتأمين انسيابية حركة الحجاج الإيرانيين ومرافقتهم حتى مغادرتهم، حيث رافق الأمن العام قوافل الحجاج إلى منفذ جديدة عرعر، فيما وفّرت القوات الخاصة لأمن الطرق خدمات ميدانية منظمة لضمان سلامتهم. وتولّت المديرية العامة للجوازات تنفيذ إجراءات المغادرة في المنافذ بسرعة وكفاءة عالية بالتنسيق مع الجهات المعنية، إلى جانب دور المديرية العامة لحرس الحدود في تنفيذ المهمات الأمنية والتنظيمية والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة. وتضافرت جهود عدد من الجهات الحكومية لتنفيذ خطة التفويج بسلاسة، حيث تولّت إمارة منطقة الحدود الشمالية مهمات الإشراف الميداني والتنسيق بين الجهات، بإشراف مباشر من لجنة الحج العليا، واضطلع المركز العام للنقل بدور تنسيقي وإشرافي فاعل بالتعاون مع النقابة العامة للسيارات لضمان جاهزية أسطول النقل، فيما قدّمت وزارة الصحة رعاية صحية ميدانية من خلال فرق التطوع والعيادات المتنقلة في المواقع ذات الأولوية، وساهمت وزارة الشؤون الإسلامية في توزيع المصاحف على الحجاج المغادرين، في حين أدت هيئة الزكاة والضريبة والجمارك دوراً محورياً في تسهيل مرور الحجاج في منفذ جديدة عرعر. وعلى صعيد النقل الجوي، نسقت الهيئة العامة للطيران المدني مع شركة مطارات القابضة وشركات النقل الجوي الوطنية لتوفير الرحلات المطلوبة من مطاري الملك عبدالعزيز بجدة، والأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة إلى مطار عرعر، بما يضمن مرونة حركة المغادرين وسرعة إنجاز خطط التفويج. وأكدت الوزارة أن هذه الجهود تُترجم التوجيه الكريم إلى واقع ملموس، وتُجسد رسالة المملكة في خدمة ضيوف الرحمن، عبر تقديم تجربة متكاملة وآمنة للحجاج، تليق بمكانة المملكة في رعاية ضيوف الرحمن وتيسير مناسكهم حتى مغادرتهم سالمين إلى أوطانهم. أخبار ذات صلة

أكثر من 1000 رحلة ترددية تنقل 45 ألف حاج إيراني ضمن جهود المملكة لتسهيل مغادرتهم
أكثر من 1000 رحلة ترددية تنقل 45 ألف حاج إيراني ضمن جهود المملكة لتسهيل مغادرتهم

صحيفة سبق

timeمنذ 2 أيام

  • صحيفة سبق

أكثر من 1000 رحلة ترددية تنقل 45 ألف حاج إيراني ضمن جهود المملكة لتسهيل مغادرتهم

تواصل الجهات العاملة في خدمة ضيوف الرحمن جهودها الإنسانية والتنظيمية لدعم ومساندة الحجاج الإيرانيين، تنفيذًا لتوجيهات القيادة الرشيدة وحرصًا على تسهيل مغادرتهم بيسر وأمان. وكشفت وزارة الحج والعمرة عن تقديم حزمة من الخدمات النوعية التي شملت أكثر من 1000 رحلة ترددية لنقل الحجاج، فيما بلغ عدد المغادرين نحو 45 ألف حاج إيراني، ولا يزال أكثر من 31 ألفًا داخل الأراضي السعودية حتى الآن. وأظهرت الإحصاءات تنفيذ أكثر من 1100 رحلة برية عبر منفذ جديدة عرعر الحدودي، إلى جانب 165 رحلة جوية، ضمن خطة متكاملة تهدف إلى ضمان راحة الحجاج وسرعة مغادرتهم. كما شارك في هذه الجهود أكثر من 120 متطوعًا عبر 7 نقاط ترحيب خُصصت لاستقبال وتوديع الحجاج، فيما تجاوز عدد الوجبات المقدمة 250 ألف وجبة، مع تقديم خدمات مساندة لكبار السن استفاد منها أكثر من 409 حجاج. وتأتي هذه الجهود في إطار التزام المملكة الراسخ بخدمة ضيوف الرحمن من كافة الدول، وتأكيدًا على جاهزيتها العالية في إدارة الحشود وتقديم أرقى الخدمات للحجاج والمعتمرين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store