logo
نزوح ، بقلم : د. ميسون حنا

نزوح ، بقلم : د. ميسون حنا

نزوح ، بقلم : د. ميسون حنا
توجهنا إلى مدرسة، توزعنا في غرفها والممرات، شغلنا كل حيز فيها، وضعنا أمتعتنا المتواضعة التي نجت، وأقول نجت لأننا تعرضنا للنهب، كانت بعض النساء اصطحبن معهن مصاغا مما لفت انتباه قوات الاحتلال الذين تكالبوا عليهن، وسلبوهن ما بحوزتهن من المعدن الأصفر.
نحن نعلم أن لا قيمة للمصاغ الآن، حيث لا سوق ولا بنوك، ولا أي شيء من مقومات الحياة، لكن هذا قد ينفع فيما بعد عندما تستقر الأحوال، وتنتهي الحرب، ونبدأ البحث عن مقر ثابت لنا … شطحت بخيالي للبعيد، لكن من يدري قد يتحقق هذا قريبا بعون الله.
حشرنا أنفسنا. في غرف المدرسة، لمحت طفلا في التاسعة من عمره يبكي … سألته عما يبكيه؟ قال: هذه مدرستي، كنت أدرس في هذا الصف، وأشار إلى غرفة ما … والآن آتي إليها نازحا ولست طالب علم مما يؤلمني، كما إني لا أعلم إن كان مدرسونا على قيد الحياة أم لا ! ربت على كتفه وقد انعقد لساني، ضاعت الكلمات مني … إلا أن الصغير فاجأني بقوله: سنعود إليها يا عمو تلاميذا بإذن الله إن كتبت النجاة لنا، ومسح دموعه وابتسم، خجلت من صموده أمام تقاعسي، وشعرت بالفخر أن الجيل القادم سيحمل الراية، ويواصل الدرب، إلا أني شعرت بالحزن على طفولة ضائعة غيبها الظلم.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"التضامن" تنفذ صرفية كفالات جديدة للأيتام
"التضامن" تنفذ صرفية كفالات جديدة للأيتام

معا الاخبارية

timeمنذ 2 أيام

  • معا الاخبارية

"التضامن" تنفذ صرفية كفالات جديدة للأيتام

نابلس - معا- نفذت جمعية التضامن الخيرية في محافظة نابلس صرفية كفالات جديدة بلغت قيمتها 212,576 دينارًا أردنيًا، استفاد منها 2041 يتيمًا و1048 أسرة أيتام، وذلك ضمن برنامج الكفالات الدورية الذي تنفذه الجمعية كل ثلاثة أشهر، بتمويل من أهل الخير من محافظة نابلس والداخل الفلسطيني . وشملت هذه الصرفية كفالات فردية عن الأشهر من نيسان وحتى حزيران من العام 2025، وجاء تنفيذها بعد أن أتمّ قسم الأيتام والدائرة المالية في الجمعية إعداد التقارير اللازمة، التي توثق بشكل دقيق الأوضاع المعيشية والصحية والتعليمية للأيتام ومعيليهم. وتستند الجمعية في آلية التوزيع إلى دراسات ميدانية دورية تشمل تقييم حالة السكن، ومستوى الدخل، وحجم الديون، ووضع الأثاث، والحالة الصحية والنفسية للطفل، ومستواه الدراسي، بما يضمن توجيه الدعم للفئات الأشد احتياجًا بأعلى درجات الدقة والعدالة. وأكد رئيس الهيئة الإدارية للجمعية أن كفالات الايتام تصرف بشكل منتظم كل ثلاثة أشهر، بهدف تمكين أسر الأيتام من تلبية احتياجاتهم الأساسية وتخفيف الأعباء المالية الثقيلة التي تثقل كاهلهم، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها فلسطين، مشيرًا إلى أن هذا البرنامج يشكّل ركيزة أساسية في العمل الإنساني الذي تنهض به الجمعية منذ سنوات. وبين أن هذه الصرفية جاءت بدعم كريم من أهل الخير في محافظة نابلس بشكل رئيسي، والداخل الفلسطيني إلى جانب تبرعات كريمة من أبناء الجاليات الفلسطينية في الخارج، مشيدًا بروح العطاء التي تجمع الفلسطينيين في الداخل والشتات على نصرة الحالات الإنسانية ودعم الأيتام. وتقدّمت الهيئة الإدارية في جمعية التضامن الخيرية، إلى جانب جموع الأيتام وعائلاتهم، بعميق الشكر والتقدير لكل من أسهم في إنجاح هذه الصرفية، داعين الله أن يجعل هذا العطاء في ميزان حسناتهم، وأن يديم في مجتمعنا روح التضامن والمسؤولية تجاه من هم بأمسّ الحاجة إلى الرعاية والدعم.

نزوح ، بقلم : د. ميسون حنا
نزوح ، بقلم : د. ميسون حنا

شبكة أنباء شفا

timeمنذ 2 أيام

  • شبكة أنباء شفا

نزوح ، بقلم : د. ميسون حنا

نزوح ، بقلم : د. ميسون حنا توجهنا إلى مدرسة، توزعنا في غرفها والممرات، شغلنا كل حيز فيها، وضعنا أمتعتنا المتواضعة التي نجت، وأقول نجت لأننا تعرضنا للنهب، كانت بعض النساء اصطحبن معهن مصاغا مما لفت انتباه قوات الاحتلال الذين تكالبوا عليهن، وسلبوهن ما بحوزتهن من المعدن الأصفر. نحن نعلم أن لا قيمة للمصاغ الآن، حيث لا سوق ولا بنوك، ولا أي شيء من مقومات الحياة، لكن هذا قد ينفع فيما بعد عندما تستقر الأحوال، وتنتهي الحرب، ونبدأ البحث عن مقر ثابت لنا … شطحت بخيالي للبعيد، لكن من يدري قد يتحقق هذا قريبا بعون الله. حشرنا أنفسنا. في غرف المدرسة، لمحت طفلا في التاسعة من عمره يبكي … سألته عما يبكيه؟ قال: هذه مدرستي، كنت أدرس في هذا الصف، وأشار إلى غرفة ما … والآن آتي إليها نازحا ولست طالب علم مما يؤلمني، كما إني لا أعلم إن كان مدرسونا على قيد الحياة أم لا ! ربت على كتفه وقد انعقد لساني، ضاعت الكلمات مني … إلا أن الصغير فاجأني بقوله: سنعود إليها يا عمو تلاميذا بإذن الله إن كتبت النجاة لنا، ومسح دموعه وابتسم، خجلت من صموده أمام تقاعسي، وشعرت بالفخر أن الجيل القادم سيحمل الراية، ويواصل الدرب، إلا أني شعرت بالحزن على طفولة ضائعة غيبها الظلم.

الحياة بعد الموت : حين تشتاق الأرواح إلى بيتها الأول ، بقلم : رانية مرجية
الحياة بعد الموت : حين تشتاق الأرواح إلى بيتها الأول ، بقلم : رانية مرجية

شبكة أنباء شفا

timeمنذ 4 أيام

  • شبكة أنباء شفا

الحياة بعد الموت : حين تشتاق الأرواح إلى بيتها الأول ، بقلم : رانية مرجية

الحياة بعد الموت : حين تشتاق الأرواح إلى بيتها الأول ، بقلم : رانية مرجية هناك لحظة، لا يُعلن عنها الزمن، لكنها قادمة لا محالة. لحظة يصمت فيها الجسد، وتتكلم الروح. لحظة لا تُقاس بالثواني ولا تُدرك بالحواس، بل تُحَسُّ في عمق القلب، في رعشة وداع، في دمعة ترتجف على وجنة أم، أو في عناقٍ أخير بين عاشقين سرقهما الموت. لكن، هل تكون النهاية نهاية فعلًا؟بالنسبة للمؤمن، الموت ليس انقطاعًا، بل عبور. ليس ظلامًا، بل ولادة جديدة. هو لحظة لقاء، لا فناء. لقاء مع من خَلق ووهب وأحبّ. لقاء مع السلام، مع العدالة، مع المعنى الكامل. كيف لا، وقد قال الربّ بلسان محبته الأبدية: 'أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي' (يوحنا 14:6). حين تنكسر أجسادنا، تبقى أرواحنا مشتعلة بالشوق، مشدودة إلى سماء لا نعرف شكلها، لكننا نعرف أنها الوطن الحقيقي. نحن لم نُخلق لنُدفن، بل لنُبعث. لم نُوهب الحياة لنفقدها، بل لننضج فيها حتى نعود إلى الله أكثر نقاءً، أكثر شبهًا به. المؤمن لا يخشى الموت، لأن داخله وميض وعدٍ لا يخيب، وعدٍ يسكن كل من آمن واشتاق، وعدٍ قاله يسوع بوضوح وحنان:'من آمن بي وإن مات فسيحيا' (يوحنا 11:25).أي رجاء أعظم من هذا؟ أي عزاء أعمق من أن نعلم أن الذين أحببناهم ولم يعودوا معنا، لم يضيعوا، بل انتقلوا فقط إلى حياة لا تعرف وجعًا، ولا مرضًا، ولا بكاءً؟ 'وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم، والموت لا يكون في ما بعد، ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع بعد، لأن الأمور الأولى قد مضت' (رؤيا 21:4). ما أعذب الرجاء حين يصير حقيقة في القلب.حين نعيش بوعي أن هذه الأرض، رغم جمالها، ليست أكثر من ممر. وأن كل لحظة فيها ما هي إلا إعداد للقاء الأعظم، للبيت الذي نبكي شوقًا إليه دون أن نراه. لهذا قال بولس الرسول بثقة لا تزعزعها الأحزان: 'لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح، ذاك أفضل جدًا' (فيلبي 1:23). نعم، هناك بيت ينتظرنا. بيت من نور.بيت نُعرَف فيه كما نحن، بلا أقنعة ولا ألم، بيت نُحضن فيه من جديد، نُشفى فيه من كل الجراح، ونرتاح من كل أعباء الرحلة. وهل هناك كلمات أحنّ من أن يقول لنا الرب: 'لا تضطرب قلوبكم… في بيت أبي منازل كثيرة. أنا أمضي لأعدّ لكم مكانًا' (يوحنا 14:1-2). فلتطمئن القلوب، ولتُمسَح الدموع.الموت ليس غيابًا بل تحوّل.هو لحظة تفتح فيها السماء ذراعيها، وتهمس الأرواح: 'أخيرًا… عدنا إلى البيت'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store