logo
من الاحتواء إلى التفاعل... المصالحة الإيرانية

من الاحتواء إلى التفاعل... المصالحة الإيرانية

النهارمنذ 2 أيام
في عهد حكومة الرئيس الإصلاحي الإيراني حسن روحاني، تم التوقيع على الاتفاق النووي عام 2015، وكان وزير خارجيته محمد جواد ظريف، يعمل على إقناع دول الخليج العربي بمبادرة "مجمع الحوار الإقليمي" التي أطلقها روحاني على منبر الأمم المتحدة تزامناً مع ذلك الاتفاق الذي أُبرم في عهد الرئيس باراك أوباما.
لكن لم يكن من السهل إقناع دول الخليج بتلك المبادرة بينما الوقائع على الأرض في سوريا أو لبنان أو العراق أو اليمن لا تزال عائقاً أمام إقامة علاقة لا يشوبها التوجس والخيفة!
ومع مجيء حكومة الرئيس المحافظ إبراهيم رئيسي، لم تكن المعادلة قد تغيرت على الأرض، حتى يتم التوصل إلى اتفاق مصالحة بين إيران والسعودية في 10 آذار /مارس 2023 برعاية صينية، لكن كانت هناك متغيرات أخرى، فقد توحّدت قوى السلطة داخل إيران في يد المحافظين، وكانت هناك رغبة لدى طهران في الخروج من دائرة العقوبات ما دفعَها إلى إطلاق سياسة "أولوية دول الجوار"، وكذلك برزت الصين قطباً ضمن التعددية القطبية في الشرق الأوسط، كما أن تركيز السعودية على سياسة "أولوية الاقتصاد" دفعها إلى تبني "سياسة الاحتواء" مع إيران.
لكن ظلت تلك السياسة في انتظار خطوة "ماذا بعد؟".
الانتقال إلى سياسة التفاعل كانت أحداث عملية "طوفان الأقصى"، في 7 تشرين الأول / أكتوبر 2023، المعطل الأكبر لتلك المصالحة، خاصة أن كلا الطرفين قد تشتت انتباهه على الأزمات الإقليمية التي برزت، إلى أن وقع العدوان الإسرائيلي على إيران في 13 حزيران / يونيو 2025، الذي يمكن وصفه بأنه اختبار عملي لقوة تلك المصالحة وكذلك مسار السياسة التي اختارتها كل من طهران والرياض، إذ بدتْ هناك ملامح انتقال من سياسة الاحتواء إلى التفاعل.
فقد أدانت السعودية ذلك العدوان، وكان ذلك مؤشراً إلى أولوية الاعتبارات الإقليمية لديها، بما لا يجب أن يستثني إيران من أيّ معادلة، وجهودها التي بذلتها لمنع العدوان على إيران خلال زيارة ترامب الرياض فشلت نسبياً أمام طموحات إسرائيل التي لم تكترث للأمن في منطقة الخليج، ما قيّمَ سلوكها بالطرف غير المأمون، إلى جانب أن تل أبيب لم تقدم ما يمنحها فرصة السلام الإبراهيمي، فهي جزء من معادلة التهديد في منطقة الخليج، وأيضاً مطلب الدولة الفلسطينية ضمن مبادرة السلام العربية لم تعر له اهتماماً، ما يهدّد مكانة السعودية إقليمياً ودولياً.
أيضاً الزيارة المفاجئة لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لجدة، الثلاثاء 8 تموز / يوليو عقب عودته من قمة مجموعة بريكس، ولقاؤه هناك ولي العهد ووزير الدفاع ووزير الخارجية كانت مؤشراً واضحاً إلى انتقال طهران والرياض إلى مستوى واضح من التفاعل، سينعكس لاحقاً على العلاقات بين الطرفين وكذلك على مستوى التفاهمات الإقليمية، وخاصة أن حكومة الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان، وإن كانت ظاهرياً تضع شروطاً للتفاعل مع أميركا والوكالة الدولية للطاقة الذرية، لا تزال تحافظ على أولوية المسار الديبلوماسي والتفاعل مع العالم الخارجي من أجل الاقتصاد أولاً، وهو ما بدا واضحاً من تصريحات بزشكيان الذي نجح في كبح جماح المتطرفين بوصفه رئيساً لمجلس الأمن القومي الإيراني.
هذا الأمر شجّع الرياض على التفاعل مع حكومة لم تبتعد عن لغة الديبلوماسية رغم الضربة العسكرية التي تعرّضت لها بلادها. وبالنسبة إلى طهران فإنها قد تذهب إلى خطوات إيجابية في ما يخصّ برنامجها النووي إذا ما أرادت الحفاظ على هذا التفاعل الإقليمي، وخاصة أن مسألة تخصيب اليورانيوم لا تؤرّق إسرائيل فحسب، بل هناك قلق مشابه أيضاً لدى القوى الخليجية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مستشار خامنئي: التخصيب يُعد من الخطوط الحمراء لإيران
مستشار خامنئي: التخصيب يُعد من الخطوط الحمراء لإيران

صوت بيروت

timeمنذ 2 ساعات

  • صوت بيروت

مستشار خامنئي: التخصيب يُعد من الخطوط الحمراء لإيران

أكد مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي للشؤون الدولية، الاثنين، أن طهران ترفض إجراء مفاوضات نووية مشروطة بوقف تخصيب اليورانيوم. وقال علي أكبر ولايتي خلال لقائه مع وزير الداخلية الباكستاني محسن نقوي في طهران، اليوم، إن التخصيب يُعد من الخطوط الحمراء لإيران. كما أضاف: 'إذا كان من المقرر أن تكون المفاوضات مشروطة بوقف التخصيب، فإن مثل هذه المفاوضات لن تُعقد على الإطلاق'، وفق ما نقلته عنه وكالة أنباء تسنيم. وفي وقت سابق، اليوم، أفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، الاثنين، أنه لم يتم تحديد أي تاريخ أو زمان أو مكان للقاء وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، وأضاف أن إيران تشترط 'الجدية' قبل استئناف التفاوض. وأضاف بقائي في المؤتمر الصحافي الأسبوعي: 'حتى الآن، لم يُحدَّد أي زمان أو مكان لاستئناف المفاوضات'، وفق ما نقلت وكالة 'تسنيم' الإيرانية. ورداً على سؤال بشأن شروط طهران لاستئناف التفاوض، قال بقائي إن طهران دخلت المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة بجدية، ولكن إسرائيل 'ارتكبت جريمة ضد إيران'، قبل الجولة السادسة من التفاوض، في إشارة إلى الحرب التي شنتها إسرائيل على إيران في 13 يونيو. وتابع: 'ما لم نطمئن إلى جدوى وفعالية الدبلوماسية، فلن ندخل في مثل هذا المسار'. وكان عراقجي قد قال السبت، إن إيران تدرس 'الزمان والمكان والشكل والضمانات اللازمة' لاستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة.

400 رجل دين إيراني يؤيدون فتوى قتل من يهدد خامنئي!
400 رجل دين إيراني يؤيدون فتوى قتل من يهدد خامنئي!

صوت بيروت

timeمنذ 2 ساعات

  • صوت بيروت

400 رجل دين إيراني يؤيدون فتوى قتل من يهدد خامنئي!

أيد أكثر من 400 من كبار رجال الدين في مدينة قُم بإيران فتوى دينية تُصنّف التهديدات ضد المرشد الأعلى، علي خامنئي، بأنها 'محاربة'، وهي جريمة قد تصل عقوبتها إلى الإعدام. وأعلن أعضاء جمعية مدرسي الحوزة العلمية في قم، وكثير منهم من كبار علماء الدين في الحوزات الشيعية المؤثرة في إيران، تأييدهم لفتوى تُحرّم تهديد الشخصيات الدينية ذات السلطة، بمن فيهم المرشد الأعلى، وتوجب عليهم تحمل العواقب الدينية والقانونية المقابلة. ولم يشر رجال الدين إلى فتوى محددة، بل أشاروا فقط إلى 'فتوى حساسة وتاريخية وشجاعة' صادرة عن كبار المراجع الدينية في قم والنجف. وتتوافق فتوى حسين نوري همداني وناصر مكارم شيرازي مؤخراً مع هذا الوصف. وقد صدرت الفتاوى ردًّا على تصريحات مسؤولين إسرائيليين حول اغتيال علي خامنئي. وقال رجال الدين في بيان نشرته وكالة أنباء فارس التابعة للحرس الثوري الإيراني: 'إن القيادة العليا ومؤسسة المرجعية الدينية رمزان لكرامة الأمة الإسلامية، وتهديدهما هو تهديد لأسس الإسلام نفسه'. وكتب رجال الدين في قم: 'هذه الفتوى ضرورية وفي وقتها المناسب، والدفاع عن القيادة الدينية واجب على جميع المسلمين'. ومن بين الموقعين شخصيات بارزة مثل أحمد خاتمي وعلي رضا عرفي، وكلاهما عضو في مجلس صيانة الدستور الإيراني، إضافة إلى كبار رجال الدين من حوزة قم، وكثير منهم يشغل مناصب رسمية أو شبه رسمية في المؤسسة الإيرانية. لإيران تاريخ حافل بإصدار فتاوى دينية ذات عواقب دولية، أبرزها فتوى آية الله روح الله الخميني عام 1989 التي دعت إلى قتل الكاتب البريطاني سلمان رشدي. وظلت هذه الفتوى سارية لعقود، وتم الاستشهاد بها على نطاق واسع بعد هجوم بالسكين على رشدي في نيويورك عام 2022. غروسي في مرمى النيران دعا رجال الدين في بيانهم المشترك إلى محاكمة عدد من الشخصيات الدولية، بمن فيهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، متهمين إياهم بـ'مجرمي حرب' ومتواطئين في هجمات على القيادة والبنية التحتية الإيرانية. وقال رجال الدين: 'نطالب المحاكم الدولية بمحاكمة ومعاقبة غروسي، وترامب، ونتنياهو، وكل من خان الإنسانية'. تأتي هذه الدعوة لمحاكمة غروسي في ظل تزايد العداء بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في أعقاب الحرب الإيرانية الإسرائيلية الأخيرة، وفق تقرير لقناة 'إيران إنترناشيونال'. واتهمت السلطات الإيرانية غروسي والوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسهيل الهجمات على المواقع النووية الإيرانية من خلال ما سمّته 'عمليات تفتيش مضللة' و'تبادل معلومات استخباراتية' مع حكومات معادية. قال محمود نبويان، رجل الدين الذي أصبح نائبًا في البرلمان، الأسبوع الماضي: 'لم تتصرف الوكالة الدولية للطاقة الذرية كهيئة محايدة، بل كأداة للتجسس الغربي'، زاعمًا أن المفتشين هرّبوا معدات مراقبة إلى منشآت نووية. وأضاف: 'أنهم جواسيس متنكرون في زي مفتشين، والسيد غروسي متواطئ تمامًا'. يوم الأربعاء، صرّح علي مظفري، نائب رئيس السلطة القضائية الإيرانية، بأن إيران تدرس محاكمة غروسي غيابيًّا بتهمة تمكين إسرائيل من شنّ هجمات على منشآت نووية إيرانية. وأضاف مظفري أن السلطة القضائية تجمع أدلة على 'عدوان أجنبي' وستسعى إلى اتخاذ إجراءات قانونية. ودعت وسائل إعلام متشددة، بما في ذلك صحيفة كيهان، المقربة من خامنئي، إلى اعتقال غروسي، بل وحتى إعدامه في حال سفره إلى إيران. وأدانت الحكومات الغربية التهديدات الموجهة إلى غروسي. وفي الشهر الماضي، أصدرت بريطانيا وفرنسا وألمانيا بيانًا مشتركًا أعربت فيه عن 'دعمها الكامل لاستقلال وحياد الوكالة الدولية للطاقة الذرية' وحذرت طهران من تسييس عمل الوكالة.

عراقجي: نتنياهو يحاول فرض شروطه على المفاوضات مع واشنطن
عراقجي: نتنياهو يحاول فرض شروطه على المفاوضات مع واشنطن

صوت بيروت

timeمنذ 2 ساعات

  • صوت بيروت

عراقجي: نتنياهو يحاول فرض شروطه على المفاوضات مع واشنطن

اعتبر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم ينجح في تحقيق ما كان يصبو إليه من خلال عدوانه على إيران. إملاءات على المحادثات وأضاف أن نتنياهو يحاول بغطرسة أن يملي على واشنطن ما يجب فعله بالمحادثات. كما تابع في تغريدة عبر X الأحد، أن نتنياهو يحلم بمحو أكثر من 40 عاما من إنجازاتنا النووية السلمية. أتى ذلك بعدما كشف وزير الخارجية الإيراني أن بلاده تدرس تفاصيل تمهيداً لاحتمال استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة، مؤكداً في الوقت ذاته أنه في حال حصول ذلك فإن 'القدرات العسكرية' الباليستية خصوصاً، لن تكون مدرجة ضمن المحادثات. وقال عراقجي، أمام دبلوماسيين أجانب في طهران، أمس السبت، إن إيران 'ستحافظ على قدراتها، خصوصاً العسكرية، في جميع الظروف'، مضيفاً أن 'هذه القدرات لن تكون موضع أي تفاوض'، وفق فرانس برس. كما جدد تأكيد حق طهران في تخصيب اليورانيوم في أي اتفاق محتمل لتأطير برنامجها النووي، قائلاً: 'لن نقبل بأي اتفاق لا يتضمن (الحق في تخصيب اليورانيوم)'. كذلك، حذر من أن تفعيل آلية 'الزناد' (Snapback) عبر إعادة فرض عقوبات دولية على البرنامج النووي الإيراني، سيعني 'نهاية' الدور الأوروبي في الملف النووي. حرب الـ12 يوماً يذكر أنه في 13 يونيو الفائت، شنت إسرائيل حملة قصف على إيران، حيث ضربت مواقع عسكرية ونووية إيرانية، فضلاً عن اغتيال قادة عسكريين كبار وعلماء نوويين. في حين ردت إيران بإطلاق طائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل. فيما أدت الحرب إلى تدخل أميركي في الصراع، إذ قصفت الولايات المتحدة في 22 يونيو، موقع تخصيب اليورانيوم تحت الأرض في فوردو جنوب طهران، ومنشأتين نوويتين في أصفهان ونطنز (وسط). لترد طهران مستهدفة قواعد عسكرية في قطر والعراق، من دون تسجيل أية إصابات، قبل أن يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في 24 يونيو وقف النار بين إسرائيل وإيران. وكانت الحرب أدت لوقف المفاوضات بين طهران وواشنطن التي بدأت في أبريل بهدف التوصل لاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، ورفع العقوبات الاقتصادية عن إيران. كما أن المفاوضات بين أميركا وإيران متعثرة عند مسألة تخصيب اليورانيوم. ففي حين تصر طهران على أن من حقها التخصيب، تعتبر إدارة ترامب هذا الأمر 'خطاً أحمر'. وحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، فإن إيران هي القوة غير النووية الوحيدة التي تقوم بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، علماً أن سقف مستوى التخصيب كان محدداً عند 3.67% في اتفاق عام 2015. في حين يتطلب صنع رأس نووية تخصيب اليورانيوم بنسبة 90%.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store