
هل أنقذت الرسوم الجمركية اقتصاد الولايات المتحدة أم أضرّت به؟الطاهر المعز
هل أنقذت الرسوم الجمركية اقتصاد الولايات المتحدة أم أضرّت به؟
الطاهر المعز
كان فرض الرسوم الجمركية من أول القرارات التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد تنصيبه يوم العشرين من كانون الثاني/يناير 2025، رغم تحذيرات العديد من الاقتصاديين ومُدِيري الشركات من الأضرار التي قد تَلْحَق بالاقتصاد الأمريكي، وتجاهل دونالد ترامب هذه التّحذيرات، وفَرَضَ رُسُومًا على الجيران الذين تربطهم اتفاقيات تجارية ( كندا والمكسيك) كما على أهم الشركاء التجاريين الآخرين ( الصّين وأوروبا ) واستهدف الصلب والألمنيوم والسيارات ( التي كانت مُستهدفة سابقًا) قبل إعلان رسوم جديدة على السلع التي تستوردها الولايات المتحدة من جميع دول العالم، خلال شهر نيسان/ابريل 2025، مدّعيا إن قراره يُضاهي تحرير أمريكا ( يوم التّحرير)، لكن أظهرت الوقائع إن قرارات دونالد ترامب أَثَّرَت على حركة التجارة وأحدثت اضطراباً في الأسواق المالية، مما اضطُرّ ترامب إلى تجميد أو تأجيل العديد من القرارات لفترة ثلاثة أشهر، والتّفاوض مع الشركاء التّجاريّين ، بين شَهْرَيْ نيسان/ابريل وبداية تموز/يوليو 2025…
تراجعت سوق الأسهم الأمريكية خلال شهر شباط/فبراير وانهارت خلال شهر نيسان/ابريل 2025، كنتيجة مباشرة لتنفيذ خطة دونالد ترامب التي أطلق عليها 'يوم التّحرير'، وعلى سبيل المثال هبط مؤشر S&P 500، الذي يتتبع أداء 500 من كبرى الشركات الأمريكية، بنحو 12% خلال أسبوع واحد، ثم عادت أسعار الأسهم إلى الصعود مباشرة بعد تراجُعِ دونالد ترامب عن خططه التي تضمنت في بدايتها فَرْضَ رسوم بنسبة 20% على السلع القادمة من الاتحاد الأوروبي، وبنسبة 145% على منتجات من الصين، وبنسبة 46% على الواردات من فيتنام ( تم تخفيضها، بعد مفاوضات ثنائية، إلى نسبة 20% ) وتم استبدال الرسوم المرتفعة بمعدل 10% على العديد من السلع، مما أدّى إلى ارتفاع مؤشر أسواق الأسهم الأمريكية والأوروبية، لكن لا تزال أسهم شركات صناعة السيارات والبيع بالتجزئة متأثرة بزيادة الرّسوم، وارتفعت واردات السلع الأمريكية خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام 2025، ارتفعت بنسبة 17% مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي ( 2024) بفعل تخزين الشركات للسلع وتلبية ارتفاع طلب المستهلكين قبل تطبيق الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب، إذْ يُقدر حجم السلع المستوردة في الولايات المتحدة بنحو 11% من إجمالي إنفاق المستهلكين، وعمومًا أدّت قرارات دونالد ترامب إلى عدم استقرار السوق، وهي حالة يتجنبها رأس المال، لأن الإستثمارات الرأسمالية تبحث عن الإستقرار، وأدآ فرض الرسوم الجمركية الإضافية إلى ارتفاع إخطارات التّسريح من العمل، وقد تؤدي إعادة فرض الرسوم المرتفعة إلى الرّكود الإقتصادي وارتفاع تكاليف المعيشة بفعل ارتفاع الرسوم الجمركية التي أقرها دونالد ترامب إلى نحو ستة أضعاف ما كانت عليه ببداية العام 2025 مقارنة بنهاية سنة 2024 وبداية العام 2025 فيما ارتفعت نسبة التّضخّم ( + 0,1 % ) بين نيسان/ابريل وأيار/مايو 2025، دون احتساب أسعار العديد من المنتجات والخدمات الأساسية، وأعلنت بعض الشركات إنها سوف ترفع الأسعار تدريجياً بدلاً من إثارة استياء الزبائن بارتفاعات مفاجئة، وبالأخص الشركات التي تُحقّق هوامش ربح قوية، وعمومًا يُسدّد المُستهلكون ثمن أي زيادة في الرّسوم أو الأسعار الأساسية مما يُعجّل بتباطؤ الإستهلاك وتقليص الإنفاق الإستهلاكي للأسر على المدى الطويل، وبلغ خلال الربع الأول من سنة 2025، أبطأ معدل نمو له منذ سنة 2020، كما انخفض بشكل غير متوقع خلال شهر أيار/مايو 2025، ويتوقع البنك العالمي أسوأ عقد للنمو العالمي منذ حوالي ستة عقود، بفعل عدم اليقين بشأن تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على السلع القادمة من الإتحاد الأوروبي، فيما أعلنت الشركات تجميد التوظيف والإستثمارات وأعلنت المصارف التّشدّد في الموافقة على القُرُوض، ولا تزال قرارات ترامب وغطرسته وتهديداته تؤثر على مناخ التبادل التجاري الدّولي وعلى النّمو الإقتصادي…
2025-07-10

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 41 دقائق
- شفق نيوز
قبل انتهاء المفاوضات، ترامب يعلن عن رسوم جمركية بنسبة 35 في المئة على الواردات الكندية
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيفرض رسوما جمركية بنسبة 35 في المئة على السلع الكندية اعتباراً من الأول من أغسطس/آب، قبل انتهاء المدة التي حددها البلدان للتوصل إلى اتفاق تجاري جديد. وجاء الإعلان على شكل رسالة نشرها ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي "سوشيال تروث"، ضمن تهديدات أخرى بفرض رسوم جمركية شاملة بنسبة تتراوح بين 15 في المئة و 20 في المئة على معظم الشركاء التجاريين. من جهته، قال رئيس الوزراء الكندي مارك كارني إن حكومته ستواصل حماية العمال والشركات في البلاد، بينما يقترب الموعد النهائي للمدة المحددة للمفاوضات التجارية. وأرسل ترامب أكثر من عشرين رسالة مماثلة إلى شركاء تجاريين آخرين للولايات المتحدة هذا الأسبوع، كما قال إنه سيعلن قريباً عن رسوم جمركية جديدة على الاتحاد الأوروبي. وكما هو الحال مع كندا، تعهد ترامب بتنفيذ تلك الرسوم الجمركية بحلول الأول من أغسطس/آب. وتم بالفعل فرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 25 في المئة على بعض السلع الكندية، كما تضررت كندا بشدة من الرسوم الجمركية العالمية التي فرضها ترامب على الصلب والألمنيوم والسيارات - على الرغم من وجود إعفاء حالي للسلع التي تتوافق مع اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية. وتشير وسائل إعلام أمريكية إلى أن الإعفاء من اتفاقية كندا والولايات المتحدة والمكسيك (CUSMA) سيظل سارياً حتى مع تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية. كما فرض ترامب رسوماً جمركية عالمية بنسبة 50 في المئة على واردات الألومنيوم والصلب، ورسوما جمركية بنسبة 25 في المئة على جميع السيارات والشاحنات المُصنّعة خارج الولايات المتحدة. كما أعلن مؤخراً عن فرض رسوم جمركية بنسبة 50 في المئة على واردات النحاس، ومن المقرر أن تدخل حيز التنفيذ الشهر المقبل. وتبيع كندا حوالي ثلاثة أرباع بضائعها إلى الولايات المتحدة، كما أنها تعتبر مركزاً لتصنيع السيارات ومورداً رئيسياً للمعادن، مما يجعل الرسوم الجمركية الأمريكية مضرة لهذه القطاعات بشكل خاص. وجاء في رسالة ترامب أن الرسوم الجمركية البالغة 35 في المئة، ستكون منفصلة عن تلك الرسوم المفروضة على قطاعات محددة. وأضاف ترامب: "كما تعلمون، لن تكون هناك رسوم جمركية إذا قررت كندا - أو الشركات داخلها - بناء أو تصنيع منتجات داخل الولايات المتحدة". كما ربط ترامب الرسوم الجمركية بما سمّاه "فشل كندا" في وقف تدفق الفنتانيل إلى الولايات المتحدة، فضلاً عن الرسوم التي تفرضها كندا حالياً على مزارعي الألبان في الولايات المتحدة والعجز التجاري بين البلدين. ما هي الرسوم الجمركية التي أعلنها ترامب؟ ولماذا؟ يقول ترامب: "إذا تعاونت كندا معي لوقف تدفق الفنتانيل، فربما ندرس تعديل هذه الرسالة. قد تُعدّل هذه الرسوم، بزيادتها أو نقصانها، حسب علاقتنا". واتهم ترامب كندا في السابق - إلى جانب المكسيك - بالسماح "لأعداد كبيرة من الناس بالدخول إلى الولايات المتحدة ودخول الفنتانيل". وفي رده على منصة إكس، قال رئيس الوزراء الكندي مارك كارني إن بلاده حققت تقدماً جوهرياً "لوقف آفة الفنتانيل" في أمريكا الشمالية، وإن حكومته ملتزمة بمواصلة العمل جنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة لحماية المجتمعات في كلا البلدين. وفقًا لبيانات الجمارك وحرس الحدود الأمريكي، تُصادر حوالي 0.2 في المئة فقط من جميع كميات الفنتانيل التي تدخل إلى الولايات المتحدة عبر الحدود الكندية، أما باقي الكمية، فتُصادر عبر الحدود الأمريكية مع المكسيك. وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت كندا أيضاً عن زيادة التمويل لأمن الحدود وعينت مسؤولاً عن مكافحة الفنتانيل رداً على شكاوى ترامب. Reuters وانخرطت كندا في محادثات مكثفة مع الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة للتوصل إلى اتفاق تجاري وأمني جديد. وفي قمة مجموعة السبع في يونيو/حزيران الماضي، قال كارني وترامب إنهما ملتزمان بالتوصل إلى اتفاق جديد خلال 30 يوماً، وحددا موعداً نهائياً لانتهاء المفاوضات في 21 يوليو/تموز الجاري. وهدّد ترامب في رسالته بزيادة الرسوم الجمركية على كندا إذا ردّت بالمثل. وفرضت كندا بالفعل رسوماً جمركية مضادة على الولايات المتحدة، وتعهّدت بفرض المزيد إذا لم يتوصل الجانبان إلى اتفاق بحلول الموعد النهائي. وفي أواخر يونيو/حزيران، ألغى رئيس الوزراء الكندي ضريبة على شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى، بعد أن وصفها ترامب بأنها "هجوم صارخ" وهدد بإلغاء محادثات التجارة. وقال كارني إن الضريبة تم إلغاءها "كجزء من مفاوضات أكبر" بشأن التجارة بين البلدين. ورفضت وزيرة الصناعة الكندية ميلاني جولي، الجمعة، أسئلة وسائل الإعلام حول ما إذا كانت أوتاوا تبذل جهداً كافياً للدفاع عن الكنديين، واكتفت بالقول: "لن نتفاوض علناً".


شفق نيوز
منذ 7 ساعات
- شفق نيوز
العقار السوري وترامب السمسار
منذ دخوله البيت الأبيض في الولاية الأولى، لم يتعامل دونالد ترامب مع سورية كدولة، بل كعقار مطروح للتفاوض، وربما للبيع. نظرة سريعة على تصريحاته وتحركاته تكشف عقلية "السمسار" التي حكمت مقاربته للملف السوري، عقلية لا تعبأ بالتاريخ ولا بالجغرافيا، بل بما يمكن قبضه نقداً. ففي كانون الثاني 2019، وصف ترامب سورية بأنها "بلد الرمل والموت"، وهو توصيف يعكس بوضوح احتقاره لأي قيمة سياسية أو إنسانية للأرض السورية. هذا ما يليق بتاجر عقارات يرى في الصحارى فرصة للربح لا أكثر. وفي كانون الأول 2018، أعلن انسحاب قواته من شرق سورية، مفوضًا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإدارة المنطقة، وكأن الأمر لا يتعدى تغيير "مستأجر" أو منح "وكالة حصرية" في سوق مضطرب. في تموز 2017، توصّل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى اتفاق لخفض التصعيد في جنوب غرب سورية، شمل محافظتي درعا والقنيطرة، وتم البدء بتنفيذه خلال يومين فقط. اتفاقات سريعة، دون أدنى اعتبار لتعقيدات الواقع، تماماً كما تُبرم صفقات أراضٍ في مزاد علني. أكثر من ذلك، اتصل ترامب بأردوغان في تشرين الثاني 2017، متعهداً بعدم تزويد "وحدات حماية الشعب" الكردية بأسلحة. لم يكن القرار مبنياً على استراتيجية بعيدة المدى، بل على مساومة آنية، ووعود قد تُسحب في التغريدة التالية، وفي عهده أصبحت القرارات السياسية عبارة عن تغريدات. ترامب، كما قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، "يؤمن بأن شخصاً واحداً يجب أن يفوز بينما يجب أن يخسر الآخرون"، وهي بالضبط طريقة تفكير السمسار الذي يرى في أي تفاوض صفقة، لا شراكة. وما سورية في عينيه سوى ملف تفاوض مع روسيا من جهة، ومع تركيا من جهة أخرى، ومع إسرائيل من جهة ثالثة، ضمن لعبة شد الحبال الإقليمية والدولية. حتى عندما تحدّث عن عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول في أول خطاب له بعد فوزه في تشرين الثاني 2016، كان يقصد ضمناً أنه لا مانع لديه أن تتولى دول أخرى إدارة "العقار السوري"، طالما أنها لا تُعطّل مصالحه. في النهاية، لم يكن غريباً أن يعلّق ترامب نسخاً مزيّفة من غلاف مجلة "التايم" بصورته على جدران نوادي الغولف التي يمتلكها. تماماً كما زيّف الحقيقة السورية، وعلّقها ترويجاً لصورة زائفة عن "رئيس صانع سلام". والحق أنه لم يكن أكثر من سمسار يُفاوض على أرض ليست له، وعلى دماء لا تعنيه. سورية، بالنسبة لترامب - من الولاية الأولى إلى الثانية الآن -، ليست سوى "رمل وموت" ... لكن بثمنٍ مناسب


شبكة الإعلام العراقي
منذ 10 ساعات
- شبكة الإعلام العراقي
ترامب يتوعد بإعلان مهم بشأن روسيا الإثنين المقبل
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيصدر إعلانا مهما بشأن روسيا يوم الإثنين المقبل، دون أن يكشف عن طبيعة هذا الإعلان أو مضمونه. وقال ترامب : ' أعتقد أنني سأصدر إعلانا مهما بشأن روسيا يوم الاثنين، رافضا الخوض في مزيد من التفاصيل . وتأتي تصريحات ترامب بعد أيام من إعرابه عن استيائه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب استمرار الحرب في أوكرانيا، وهي من القضايا التي ظلت تلاحقه منذ ولايته الرئاسية، إذ واجه انتقادات داخلية ودولية بشأن مواقفه تجاه الكرملين . يُذكر أن ترامب سبق أن كرّر خلال حملته للانتخابات الرئاسية المقبلة تعهده بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية 'خلال 24 ساعة'، إذا ما عاد إلى البيت الأبيض، لكنه لم يقدّم تفاصيل واضحة بشأن كيفية تحقيق ذلك . المصدر: سكاي نيوز