
"من القلب إلى القلب: الأم حارسة تراث أغاني الأطفال" بالأعلى للثقافة
وشارك بها الكاتب أحمد طوسون القاص والروائي وكاتب أدب الأطفال، والذي أكد أن أول شكل من الفنون عرفه البشر هو فن الغناء، وأضاف أن الهدهدة؛ تلك الأصوات المنغمة التي تستخدمها الأم لتهدئة طفلها، هي لغة واحدة مشتركة في العالم كله، وأشار إلى أن التراث الشعبي دائما وأبدا يصحح نفسه، فمثلا في بعض الأوقات كانت النظر الذكورية مسيطرة على الوجدان الشعبي، فردد الناس: "لما قالوا دا ولد اتشد ضهري واتسند، ولما قالو دي بنية اتهد البيت عليا" ، ثم صحح نفسه فقال: "لما قالوا دي بنية قلت الحبيبة جاية"، مؤكدا أن التراث الشعبي جماله في أنه يصحح نفسه دائما، وأضاف أن المرأة الصعيدية لها النصيب الأكبر في التراث الذي تم جمعه.
وتساءل: هل ما زالت الأم حارسة لثقافتنا الشعبية وتراثنا، أم تترك أولادها أمام وسائل التواصل الحديثة؟
وأخيرا أكد ضرورة توظيف ودراسة التراث الشعبي في التعليم الأساسي، وأن حفظ التراث الشعبي دور الدولة وليس فقط هيئة قصور الثقافة.
كما شارك بالمائدة الكاتب أحمد عبد العليم، رئيس المركز القومي لثقافة الطفل، والذي أوضح أن التراث الشعبي والهوية مسئولية المجتمع ككل، وقال إن المشكلة تكمن في التطور التكنولوجي في العصر الحديث، والذي نتج عنه سيطرة رؤية ثقافية واحدة على العالم.
كما شاركت باللقاء الكاتبة صفاء عبد المنعم، القاصة والروائية، والتي أكدت أن قديما كان التعليم الأساسي في مختلف المدارس متشابه، أما الآن فنجد أمهات لا يتحدثن مع أبنائهن في البيت إلا بلغة أجنبية ولا تتحدث باللغة العربية تماما لأن لغة الدراسة في المدرسة هي الإنجليزية أو سواها، فلم يعد للشعب ثقافة واحدة، والأم حاملة التراث لم تعد هي من تعلم أبناءها، أو تشارك في تعليمهم حتى تغذيهم بالتراث، ما يجعلنا بالفعل في كارثة مجتمعية، والحل يكمن في دور الدولة وليس فقط الأفراد.
وقال الشاعر عبده الزراع، كاتب الأطفال، في مشاركته، إن علاقته بالتراث ممتدة منذ الطفولة، مشيرا إلى أنه قد حفظ الأغاني الشعبية عن ظهر قلب، وأضاف أن الأغنية الشعبية يرددها الشعب في كل حالاته منذ لحظة الميلاد حتى الوفاة، فالأم تبدأ الغناء للطفل أثناء الهدهدة، وتأتي في إطار ذلك أغاني الاحتفال بالسبوع وختان الأولاد (الطهور) مما يحتفى به من خلال أغانٍ خاصة به، وأوضح أن هناك حوارية طول الوقت بين الجدة والبنات والصبيان، ولكننا نفتقد ذلك الدور الآن، فلم تعد هناك الجدة أو الأم الحكاءة إلا فيما ندر، مؤكدا أننا نحتاج وعيا جمعيّا وثقافة حقيقية مطلعة على التراث، مشيدا بدور الدولة والمجتمع على حد سواء في توظيف هذا الموروث.
وشارك في اللقاء أيضا الدكتور محمد شبانة، أستاذ الموسيقى الشعبية المتفرغ بالمعهد العالي للفنون الشعبية، قائلا إن الحديث في هذا الإطار ذو شجون، فنحن بصدد قضية بقدر وضوحها فهي قضية صعبة، فالذي يشكل وجدان الطفل الآن ليس الأم، وإنما التليفون المحمول؛ القضية جد خطيرة، ولا بد من تضافر دور الدولة والأفراد في المحافظة على التراث الشعبي.
وأكد الكاتب المسرحي والناقد محمد عبد الحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، في مشاركته، أهمية التراث الشعبي، وقال إنه ليس هناك منهج من مناهج التعليم الأساسي إلا وكان يعتمد على الأغنية في التعلم والتعليم، لما لها من تأثير في سلوك وثقافة الطفل، وأكد أن الهيئة العامة لقصور الثقافة تهتم بالتراث الشعبي وأغنيات التراث في مختلف الفاعليات الثقافية.
وأوضح الدكتور مسعود شومان، الشاعر والباحث في الدراسات الشعبية والأنثروبولوجية، في مشاركته، عدم وجود نموذج واحد للشخصية المصرية، فالشخصية المصرية ليست صوتا واحدا فقط، وقد تختلف الحكاية من مكان إلى آخر حسب الراوي، وأضاف أن الأغنية الشعبية ليست أمرا بسيطا، فهي تحتوي التعليم والقيم، ما يريد العالم من حولنا أن يمحوه حتى يظل البشر متشابهين في حياتهم وتكون الحياة كالماكينة بلا أي تميز أو خصوصية إبداعية لدولة أو لفرد.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 10 ساعات
- مصرس
جريدة مسرحنا ترصد مشاركات الثقافة الجماهيرية ومواسم المسرح في عددها الجديد
صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة العدد الإلكتروني الجديد (933) من جريدة "مسرحنا"، برئاسة تحرير الكاتب والناقد محمد الروبي. في قسم "المتابعات والأخبار"، تكتب آية عرفة عن عروض الثقافة الجماهيرية المشاركة بالمهرجان القومي للمسرح المصري في دورته ال18، وتكتب همت مصطفى "المهرجان القومي للمسرح يكشف عن لجنة اختيار العروض"، كما تستعرض تفاصيل المشاركة بمهرجان الأردن المسرحي.وتكتب بسمة عبد الفتاح خبراً عن "ملتقى العرائس التقليدية الأول بالقليوبية"، ونتعرف مع حسن عبد الهادي على تفاصيل إطلاق النسخة العاشرة من مسابقة دكتور حسن عطية للتأليف المسرحي بمهرجان شباب الجنوب، فيما تنقل رنا رأفت وقائع ندوة مسرحيات الطفل "من خط القنال" للكاتب مجدي مرعي.وفي قسم "الحوارات والتحقيقات" تحاور صوفيا إسماعيل المخرج عبد الله صابر حول عرضه الجديد "يمين في أول شمال"، وتستعرض رنا رأفت آراء المسرحيين حول موسم مسرح الثقافة الجماهيرية.وفي قسم "رؤى" تكتب نور الهدى عبد المنعم "حكايات الشتا.. بين دفء الذكرى وبرودة الغياب"، ويكتب محمود كامل "حكايات الشتا.. عرض يدفيء الروح ويبشر بمستقبل مسرحي واعد"، ونقرأ لنسرين نور "يمين في أول شمال.. حين تُعرض هموم الناس العاديين ببساطة مربكة".وفي قسم "نوافذ" يكتب هشام عبد الرؤوف "جديد المسرح الأمريكي"، وتقدم همت مصطفى قراءة في مسرحية "الناس اللي فوق" للكاتب نعمان عاشور، ويترجم أحمد عبد الفتاح الجزء الثاني من مقال "أداء الذكاء الاصطناعي في المسرح المعاصر".وفي ختام العدد، يكتب محمد الروبي "عن أي خطيئة وأي رجم تتحدثون"، فيما يقدم الدكتور سيد علي إسماعيل الجزء الثامن والعشرين من سلسلة النقد المسرحي السري والمجهول في مصر بعنوان "نجيب سرور وقولوا لعين الشمس".جريدة "مسرحنا" الإلكترونية تصدر أسبوعيًا عن هيئة قصور الثقافة ضمن إصدارات الإدارة العامة للنشر، التابعة للإدارة المركزية للشئون الثقافية، وتضم هيئة التحرير: الكاتب إبراهيم الحسيني رئيس التحرير التنفيذي، والشاعر والكاتب أحمد زيدان رئيسًا لقسم الأخبار والمتابعات، والمخرج حازم الصواف رئيسًا لقسم التحقيقات والحوارات، تدقيق لغوي محمود رضوان، تصوير مدحت صبري، والإخراج الفني وليد يوسف.


بوابة ماسبيرو
منذ 20 ساعات
- بوابة ماسبيرو
"من القلب إلى القلب: الأم حارسة تراث أغاني الأطفال" بالأعلى للثقافة
أدارت فاطمة المعدول رائدة أدب الأطفال، ضمن مبادرة "ميراثك تراثك" التي تنظمها وزارة الثقافة على مدار شهر يوليو 2025، مائدة مستديرة بامجلس الأعلى للثقافة بعنوان "من القلب إلى القلب: الأم حارسة تراث أغاني الأطفال". وشارك بها الكاتب أحمد طوسون القاص والروائي وكاتب أدب الأطفال، والذي أكد أن أول شكل من الفنون عرفه البشر هو فن الغناء، وأضاف أن الهدهدة؛ تلك الأصوات المنغمة التي تستخدمها الأم لتهدئة طفلها، هي لغة واحدة مشتركة في العالم كله، وأشار إلى أن التراث الشعبي دائما وأبدا يصحح نفسه، فمثلا في بعض الأوقات كانت النظر الذكورية مسيطرة على الوجدان الشعبي، فردد الناس: "لما قالوا دا ولد اتشد ضهري واتسند، ولما قالو دي بنية اتهد البيت عليا" ، ثم صحح نفسه فقال: "لما قالوا دي بنية قلت الحبيبة جاية"، مؤكدا أن التراث الشعبي جماله في أنه يصحح نفسه دائما، وأضاف أن المرأة الصعيدية لها النصيب الأكبر في التراث الذي تم جمعه. وتساءل: هل ما زالت الأم حارسة لثقافتنا الشعبية وتراثنا، أم تترك أولادها أمام وسائل التواصل الحديثة؟ وأخيرا أكد ضرورة توظيف ودراسة التراث الشعبي في التعليم الأساسي، وأن حفظ التراث الشعبي دور الدولة وليس فقط هيئة قصور الثقافة. كما شارك بالمائدة الكاتب أحمد عبد العليم، رئيس المركز القومي لثقافة الطفل، والذي أوضح أن التراث الشعبي والهوية مسئولية المجتمع ككل، وقال إن المشكلة تكمن في التطور التكنولوجي في العصر الحديث، والذي نتج عنه سيطرة رؤية ثقافية واحدة على العالم. كما شاركت باللقاء الكاتبة صفاء عبد المنعم، القاصة والروائية، والتي أكدت أن قديما كان التعليم الأساسي في مختلف المدارس متشابه، أما الآن فنجد أمهات لا يتحدثن مع أبنائهن في البيت إلا بلغة أجنبية ولا تتحدث باللغة العربية تماما لأن لغة الدراسة في المدرسة هي الإنجليزية أو سواها، فلم يعد للشعب ثقافة واحدة، والأم حاملة التراث لم تعد هي من تعلم أبناءها، أو تشارك في تعليمهم حتى تغذيهم بالتراث، ما يجعلنا بالفعل في كارثة مجتمعية، والحل يكمن في دور الدولة وليس فقط الأفراد. وقال الشاعر عبده الزراع، كاتب الأطفال، في مشاركته، إن علاقته بالتراث ممتدة منذ الطفولة، مشيرا إلى أنه قد حفظ الأغاني الشعبية عن ظهر قلب، وأضاف أن الأغنية الشعبية يرددها الشعب في كل حالاته منذ لحظة الميلاد حتى الوفاة، فالأم تبدأ الغناء للطفل أثناء الهدهدة، وتأتي في إطار ذلك أغاني الاحتفال بالسبوع وختان الأولاد (الطهور) مما يحتفى به من خلال أغانٍ خاصة به، وأوضح أن هناك حوارية طول الوقت بين الجدة والبنات والصبيان، ولكننا نفتقد ذلك الدور الآن، فلم تعد هناك الجدة أو الأم الحكاءة إلا فيما ندر، مؤكدا أننا نحتاج وعيا جمعيّا وثقافة حقيقية مطلعة على التراث، مشيدا بدور الدولة والمجتمع على حد سواء في توظيف هذا الموروث. وشارك في اللقاء أيضا الدكتور محمد شبانة، أستاذ الموسيقى الشعبية المتفرغ بالمعهد العالي للفنون الشعبية، قائلا إن الحديث في هذا الإطار ذو شجون، فنحن بصدد قضية بقدر وضوحها فهي قضية صعبة، فالذي يشكل وجدان الطفل الآن ليس الأم، وإنما التليفون المحمول؛ القضية جد خطيرة، ولا بد من تضافر دور الدولة والأفراد في المحافظة على التراث الشعبي. وأكد الكاتب المسرحي والناقد محمد عبد الحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، في مشاركته، أهمية التراث الشعبي، وقال إنه ليس هناك منهج من مناهج التعليم الأساسي إلا وكان يعتمد على الأغنية في التعلم والتعليم، لما لها من تأثير في سلوك وثقافة الطفل، وأكد أن الهيئة العامة لقصور الثقافة تهتم بالتراث الشعبي وأغنيات التراث في مختلف الفاعليات الثقافية. وأوضح الدكتور مسعود شومان، الشاعر والباحث في الدراسات الشعبية والأنثروبولوجية، في مشاركته، عدم وجود نموذج واحد للشخصية المصرية، فالشخصية المصرية ليست صوتا واحدا فقط، وقد تختلف الحكاية من مكان إلى آخر حسب الراوي، وأضاف أن الأغنية الشعبية ليست أمرا بسيطا، فهي تحتوي التعليم والقيم، ما يريد العالم من حولنا أن يمحوه حتى يظل البشر متشابهين في حياتهم وتكون الحياة كالماكينة بلا أي تميز أو خصوصية إبداعية لدولة أو لفرد.


بوابة الأهرام
منذ 20 ساعات
- بوابة الأهرام
"الأم حارسة التراث الشعبي" في مائدة مستديرة بالمجلس الأعلى للثقافة
منة الله الأبيض تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وبإشراف الدكتور أشرف العزازي، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، نُظمت مائدة مستديرة بعنوان "من القلب إلى القلب: الأم حارسة تراث أغاني الأطفال"، وذلك ضمن فعاليات مبادرة "ميراثك تراثك" التي تنظمها وزارة الثقافة طوال شهر يوليو 2025. موضوعات مقترحة حماية التراث الشعبي مسئولية مشتركة أدارت اللقاء الكاتبة فاطمة المعدول، وشارك فيه نخبة من الباحثين والمبدعين، حيث أكد المشاركون أن حماية التراث الشعبي مسئولية مشتركة بين الدولة والمجتمع، تبدأ بإعادة تثقيف الأمهات باعتبارهن خط الدفاع الأول عن هوية الطفل. أشار الكاتب أحمد طوسون إلى دور الغناء في تكوين الوجدان منذ الطفولة، مؤكدًا أن التراث الشعبي يتمتع بقدرة على تصحيح ذاته، بخاصة في ما يتعلق بالنظرة للمرأة. في ما تساءل: هل ما زالت الأم تقوم بدورها في نقل الثقافة، أم أصبحت مواقع التواصل هي المرجع البديل؟ تهديد الهوية الثقافية من جانبه، شدد الكاتب أحمد عبد العليم، رئيس المركز القومي لثقافة الطفل، على أن التغيرات التكنولوجية تهدد الهوية الثقافية، مؤكدًا أن الحفاظ على التراث لا يخص الدولة وحدها. وأشارت الكاتبة صفاء عبد المنعم إلى أن تراجع استخدام اللغة العربية داخل الأسر يضعف من دور الأم كحاملة للثقافة الشعبية، ما ينذر بكارثة مجتمعية لا بد أن تتدخل الدولة لمواجهتها. كما تحدث الشاعر عبده الزراع عن ارتباطه بالتراث منذ طفولته، مؤكدًا أن الأغنية الشعبية صاحبت الإنسان في كل مراحل حياته، وأن غياب الجدة أو الأم الحكاءة تسبب في فجوة ثقافية لدى الأطفال. أما الدكتور محمد شبانة، فأوضح أن الطفل اليوم يتلقى وجدانه من الهاتف المحمول لا من الأم، ما يستدعي تكاتف الجميع لحماية تراثنا. وأكد الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف أن التراث الغنائي مكوّن أساسي في مناهج التعليم، وأن الهيئة العامة لقصور الثقافة توليه اهتمامًا واسعًا في أنشطتها. الشخصية المصرية متعددة الأصوات واختتم الدكتور مسعود شومان اللقاء بالتأكيد أن الشخصية المصرية متعددة الأصوات، وأن الأغنية الشعبية تحمل في طياتها القيم والتربية، وهو ما يسعى العالم لتهميشه لصالح ثقافة موحدة تفتقر للهوية والخصوصية.