
سباق على إعفاءات ترامب: دول تسعى إلى خفض الرسوم قبل 9 يوليو
الأميركي
دونالد ترامب في مسعى لخفض الرسوم الجمركية على سلع حيوية، ومن المقرّر أن تدخل الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضها ترامب حيّز التنفيذ في التاسع من يوليو/تموز، بعدما جمدها ترامب 90 يوماً لفتح مجال التفاوض، وسط تأكيدات أن
ضريبة
الـ10% ستكون سارية على كل الأحوال.
ويسعى كبار المسؤولين التجاريين الأميركيين الآن إلى إبرام اتفاقيات أضيق مع دول مختلفة لتأمين صفقات قبل الموعد النهائي، وقالت صحيفة فاينانشال تايمز إنّ الدول التي تتفق على صفقات أضيق سوف يجري تجنيبها الرسوم
الجمركية
المتبادلة الأكثر صرامة. ومع إبرام اتفاق محدود مع بريطانيا حتى الآن، وفيما تتجه الهند لإتمام اتفاق تجاري مؤقت مع الولايات المتحدة هذا الأسبوع، هدّد ترامب مراراً وتكراراً بإرسال سلسلة من الرسائل إلى شركائه التجاريين لتحديد معدل الرسوم الجمركية الجديد بعد انقضاء الموعد النهائي.
وصرح وزير الخزانة سكوت الأميركي بيسنت بأن خطر رفع الرسوم الجمركية الأسبوع المقبل حقيقي. وأضافت "فاينانشيال تايمز" أن إدارة ترامب ستسعى إلى "اتفاقات مبدئية" بشأن عدد صغير من النزاعات التجارية قبل التاسع من يوليو، وأن الإدارة لا تزال تدرس فرض رسوم جمركية إضافية على قطاعات حيوية.
وقال ترامب للصحافيين الأسبوع الماضي إنّ الموعد النهائي ليس تاريخاً ثابتاً، إذ من المقرّر إعادة فرض الرسوم الجمركية الأميركية الأوسع مباشرة إذا لم يجرِ التوصل إلى صفقات.
اليابان تقاوم الرسوم
وفي اليابان قال كبير المفاوضين اليابانيين، الثلاثاء، إن بلاده لن تضحي بالقطاع الزراعي في إطار محادثات الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة وذلك بعد أن اشتكى الرئيس ترامب من أن الحليف الآسيوي الرئيسي لا يشتري الأرز الأميركي.
يأتي تعليق ترامب، الذي نشره عبر منشور على مواقع التواصل الاجتماعي الاثنين، في الوقت الذي تسعى فيه طوكيو جاهدةً لإقناع الولايات المتحدة بإلغاء رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات اليابانية، ورسوم جمركية متبادلة بنسبة 24% على واردات يابانية أخرى. وقد جرى تعليق الرسوم الجمركية المتبادلة حتى 9 يوليو/تموز، لكن اليابان لم تتوصل بعد إلى اتفاق تجاري بعد قرابة ثلاثة أشهر من المفاوضات.
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
الفائدة الأميركية على مفترق طرق: غولدمان ساكس يتوقع خفضاً في سبتمبر
في حين أن قطاع السيارات هو أكبر مشغل ومصدر في اليابان، فإنّ القطاع الزراعي كان تقليدياً كتلة تصويتية مهمة للحزب الديمقراطي الليبرالي بزعامة رئيس الوزراء شيجيرو إيشيبا، الذي يواجه انتخابات مهمة في مجلس الشيوخ في 20 يوليو.
وقال كبير المفاوضين التجاريين ووزير الاقتصاد ريوسي أكازاوا في مؤتمر صحافي "لقد أكدت مراراً وتكراراً أن الزراعة هي أساس الأمة"، وتابع "في المفاوضات مع الولايات المتحدة، يبقى موقفنا دون تغيير: لن نشارك في محادثات من شأنها التضحية بالقطاع الزراعي"، مضيفاً أنه سيواصل التفاوض مع نظرائه الأميركيين لحماية المصالح الوطنية اليابانية. وكتب ترامب على موقع "تروث سوشيال" إنّ إحجام اليابان عن استيراد الأرز المزروع في الولايات المتحدة يعد علامة على أن الدول أصبحت "مدلّلة فيما يتعلق بالولايات المتحدة الأميركية".
مفاوضات أوروبية صعبة
ويشير تقرير وكالة "بلومبيرغ" إلى أنّ الاتحاد الأوروبي يضغط على الولايات المتحدة للحصول على حصص وإعفاءات تهدف إلى خفض فعال للتعرفة الأميركية البالغة 25% على السيارات وقطع الغيار، بالإضافة إلى التعرفة البالغة 50% على الصلب والألمنيوم. ويُبدي الاتحاد استعداده لقبول ترتيب تجاري يتضمن تعرفة شاملة بنسبة 10% على العديد من صادراته، لكنّه يريد من الولايات المتحدة خفض الرسوم على قطاعات أساسية مثل الأدوية، والمشروبات الكحولية، وأشباه الموصلات، والطائرات التجارية.
أمام الاتحاد الأوروبي مهلة حتى 9 تموز/يوليو لإبرام ترتيب تجاري مع دونالد ترامب قبل أن ترتفع الرسوم الجمركية على ما يقارب جميع صادرات التكتل إلى الولايات المتحدة إلى 50%. وبحسب أشخاص مطلعين على الأمر، فإنّ المفوضية الأوروبية، التي تتولى قضايا التجارة بالنيابة عن الاتحاد، ترى في هذا الترتيب ميلاً طفيفاً لصالح الولايات المتحدة، لكنه لا يزال قابلاً للقبول.
من المتوقع أن يقود مفوض التجارة الأوروبي، ماروش شيفتشوفيتش، وفداً إلى واشنطن هذا الأسبوع لدفع المحادثات قدماً، ويواصل الاتحاد الاعتقاد بأن اتفاقاً مبدئياً هو السيناريو الأمثل، لكن المسؤولين لم يتمكّنوا من تحديد المدة التي قد تستمر فيها مثل هذه الترتيبات المؤقتة.
مطالب جنوب أفريقيا
قالت وزارة التجارة في بريتوريا، الثلاثاء، إن جنوب أفريقيا طلبت مزيداً من الوقت للتفاوض على اتفاق تجاري مع إدارة ترامب قبل أن يدخل نظام التعرِفات الجمركية الأعلى الذي يطبقه حيّز التنفيذ. وفرض ترامب ضريبة بنسبة 31% على الواردات الأميركية من جنوب أفريقيا في إبريل/نيسان جزءاً من تعرِفاته الجمركية "المتبادلة" العالمية، قبل أن يوقف تطبيقها لمدة 90 يوماً للسماح بالمفاوضات. وتسعى جنوب أفريقيا إلى إبرام اتفاقية تجارية تُعفي بعض صادراتها الرئيسية من الرسوم الجمركية، بما في ذلك السيارات وقطع غيارها والصلب والألمنيوم.
وقد عرضت شراء الغاز الطبيعي المُسال من الولايات المتحدة في المقابل. وقالت وزارة التجارة والصناعة والمنافسة في بيان إنها تسعى أيضاً إلى تطبيق تعرِفة جمركية قصوى بنسبة 10% في أسوأ السيناريوهات. وقال وزير التجارة باركس تاو "نحن نحثّ الصناعة في جنوب أفريقيا على ممارسة الصبر الاستراتيجي وعدم اتخاذ القرارات على عجل، وستواصل الحكومة استخدام كل السبل للتواصل مع الحكومة الأميركية لإيجاد حلول ودية".
تنازل كندا
وعلى مستوى المفاوضات مع حكومة مارك كارني، قال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت، يوم الاثنين، إنّ الولايات المتحدة ستستأنف مفاوضات التجارة مع كندا على الفور بعد أن ألغت أوتاوا ضريبة الخدمات الرقمية التي تستهدف شركات التكنولوجيا الأميركية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت للصحافيين إنّ رئيس الوزراء الكندي مارك كارني اتّصل بالرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء الأحد ليخبره بإلغاء الضريبة، ووصف ذلك بأنه انتصار كبير لشركات التكنولوجيا الأميركية. وقالت "ببساطة شديدة، استسلم رئيس الوزراء كارني في كندا للرئيس ترامب والولايات المتحدة الأميركية"، مشيرة إلى أن أسلوب ترامب المتشدّد في التفاوض هو السبب في هذا التحول.
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
بريطانيا تعلن بدء تطبيق اتفاق خفض الرسوم الأميركية
وأوقفت كندا خططها لبدء تحصيل ضريبة جديدة على الخدمات الرقمية تستهدف شركات التكنولوجيا الأميركية قبل ساعات فقط من الموعد المقرّر لبدء ذلك يوم الاثنين في محاولة لدفع مفاوضات التجارة المتوقفة مع الولايات المتحدة. وقالت وزارة المالية الكندية في وقت متأخر من يوم الأحد إنّ كارني وترامب سيستأنفان مفاوضات التجارة من أجل الاتفاق على اتفاق بحلول 21 يوليو.
وألغى ترامب فجأةً محادثات التجارة مع كندا، يوم الجمعة، بسبب ضريبة الخدمات الرقمية التي فرضتها أوتاوا، واصفاً إياها بـ"الهجومٍ السافر". وكرّر ذلك يوم الأحد، متعهداً بتحديد معدل تعرِفة جمركية جديد على السلع الكندية خلال الأسبوع المقبل، ما هدّد بإعادة العلاقات الأميركية الكندية إلى حالة من الفوضى بعد فترة من الهدوء النسبي.
وكانت الضريبة الرقمية المخطط لها في كندا 3% من إيرادات الخدمات الرقمية التي تحصل عليها الشركة من المستخدمين الكنديين فوق 20 مليون دولار في السنة التقويمية، وكان من المقرّر أن تكون المدفوعات بأثر رجعي إلى عام 2022. وكان من الممكن أن يؤثر ذلك على شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة، بما في ذلك أمازون وميتا وألفابت وغوغل وآبل.
وقال ديفيد بيرس، نائب رئيس العلاقات الحكومية في غرفة التجارة الكندية، في بيان: "قرار إلغاء ضريبة الخدمات الرقمية قرار منطقي. كانت هذه الضريبة ستثقل كاهل المستهلكين والشركات والمستثمرين الكنديين من خلال زيادة التكاليف، وستضر باقتصادنا في وقت حرج".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ ساعة واحدة
- القدس العربي
استقرار أسعار النفط بفضل متانة سوق العمل الأمريكية وضبابية الرسوم الجمركية
نيويورك: لم تشهد أسعار النفط تغيرا يذكر اليوم الجمعة، إذ عزز استقرار سوق العمل الأمريكية موقف مجلس الاحتياطي الاتحادي بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، فيما يترقب المستثمرون وضوح خطط الرئيس دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية على مختلف الدول. وبحلول الساعة 00:36 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت سنتا واحدا أو 0.01 في المئة إلى 68.81 دولار للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ثلاثة سنتات أو 0.04 في المئة إلى 67.03 دولار. وكان التداول ضعيفا بسبب عطلة يوم الاستقلال في الولايات المتحدة. وتراجعت المخاوف إزاء وضع سوق العمل الأمريكية بعدما أظهرت بيانات جديدة أمس الخميس أن الشركات الأمريكية أضافت 147 ألف وظيفة في يونيو/ حزيران الماضي بما يتجاوز التوقعات، وأن معدل البطالة هبط بشكل غير متوقع إلى 4.1 في المئة. وكل هذه مؤشرات على أن الاقتصاد لا يزال متينا على الرغم من الاضطرابات وعدم اليقين بشأن معدلات الرسوم الجمركية. وقال ترامب إن واشنطن ستبدأ إرسال خطابات إلى مختلف الدول اليوم الجمعة تحدد فيها معدلات الرسوم الجمركية التي ستفرضها على السلع الواردة إلى الولايات المتحدة، في تحول واضح عن تعهدات سابقة بإبرام عشرات الاتفاقات مع كل دولة على حدة. وأخبر ترامب الصحافيين قبل مغادرته إلى ولاية أيوا أمس الخميس بأن الخطابات ستُرسَل إلى 10 دول في كل مرة، مع تحديد معدلات التعريفات الجمركية التي تتراوح بين 20 و30 في المئة. وتنتهي مهلة التسعين يوما التي حددها ترامب قبل تطبيق زيادات الرسوم الجمركية الأمريكية في التاسع من الشهر الجاري، ولم يبرم عدد من الشركاء التجاريين الكبار بعد اتفاقات تجارية مثل الاتحاد الأوروبي واليابان. ومع ذلك، قال أربعة مندوبين من أوبك+ إن أكبر مجموعة من منتجي النفط في العالم تعتزم إقرار زيادة تبلغ 411 ألف برميل يوميا في الإنتاج لشهر أغسطس/ آب المقبل مع سعيها إلى استعادة حصتها في السوق، وهو ما سيبقي الأسعار تحت السيطرة. وفرضت الولايات المتحدة أمس الخميس عقوبات على شبكة تهرب النفط الإيراني على أنه نفط عراقي، وعلى مؤسسة مالية تسيطر عليها جماعة حزب الله اللبنانية. وقبل يوم، رفع بنك باركليز توقعاته لسعر نفط برنت بستة دولارات إلى 72 دولارا للبرميل لعام 2025، وبزيادة 10 دولارات إلى 70 دولارا للبرميل لعام 2026 مع تحسن توقعات الطلب. (رويترز)


العربي الجديد
منذ 5 ساعات
- العربي الجديد
تفاؤل إسرائيلي بوقف لإطلاق النار في غزة: نتنياهو يريد صفقة بأي ثمن
نقل العديد من وسائل الإعلام العبرية، مساء اليوم الخميس، حديث مسؤولين إسرائيليين حول تفاؤل في إسرائيل بشأن إمكانية التوصل إلى صفقة مع حركة حماس ، وإجراء مفاوضات غير مباشرة وسط توقعات بأن ترد حماس على مقترح الصفقة في غضون ساعات، وسط ترجيحات بأن يكون الرد إيجابياً. وبينما ذكرت قناة "كان 11"، التابعة لهيئة البث الإسرائيلية، أنّ رئيس وزراء الاحتلال الصورة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولد في يافا عام 1949، تولى منصب رئاسة الوزراء أكثر من مرة، منذ 1996، وعرف بتأييده للتوسع في المستوطنات، ودعم حركة المهاجرين الروس، وتشدده تجاه الفلسطينيين. وشارك في العديد من الحروب والعمليات العسكرية التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأثناء رئاسته للوزراء شن 6 حروب على قطاع غزة بين عامي 2012 و2023. بنيامين نتنياهو قال خلال زيارته، اليوم الخميس، إلى كيبوتس نيرعوز: "من ناحيتنا، هناك اتفاق، ونأمل أن نعلن عنه قريباً"، نقل موقع واينت العبري عن مسؤولين إسرائيليين كبار أن هناك تقدماً في الصفقة ولكن من المتوقع أن تكون هناك عقبات، مضيفين أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 يتطلع للإعلان عن التوصل إلى صفقة خلال لقائه مع نتنياهو، الذي سيزور واشنطن الاثنين المقبل. وبحسب المسؤولين، فإنهم يستعدون لاحتمال أن يقود رد حماس إلى محادثات غير مباشرة وفي ذات المكان، وأن هذه المفاوضات قد تقود إلى صفقة حتى لو لم يكن ذلك فورياً. وأشار "واينت" إلى أن مسؤولين كباراً في المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت) تحدثوا مع نتنياهو، وقالوا إنه "يرغب بشدة ومصمم على التوصل إلى صفقة بأي ثمن تقريباً"، وإنه يعتقد أن نافذة الفرص السياسية التي تقف أمام إسرائيل الآن "تحدث مرة واحدة في كل جيل". ووفقاً لأقوالهم، يقول رئيس الحكومة في محادثات مغلقة: "أمامنا فرص سياسية نادرة، وخيالية". وبحسب فهمهم، يسعى نتنياهو حالياً إلى إنهاء الحرب، وليس إلى اتفاق ينتهي بعودة إسرائيل إلى القتال في غزة، حيث تُطرح على الطاولة أيضاً اتفاقيات محتملة مع السعودية وسورية وربما دول أخرى، بحسب زعمهم. وأشارت "كان 11" إلى تقديرات مسؤولين إسرائيليين، بأن حماس ستُقدّم رداً على الاقتراح بشأن الصفقة في وقت لاحق من هذه الليلة، وأن الرد سيكون إيجابياً كما يبدو. وبعد تلقي الرد، سيتم تنسيق جولات تفاوضية من المتوقع أن تُعقد في العاصمة القطرية الدوحة. ولفتت القناة إلى تفاؤل في أوساط مسؤولين إسرائيليين بشأن المرحلة المقبلة، لكنهم يعتقدون أيضاً أن المفاوضات قد تستغرق وقتاً، إذ لا تزال هناك قضايا خلافية، من بينها كيفية انسحاب قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة والأماكن التي سينسحب منها، والآلية التي تتمحور حول عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، وكذلك مسألة إنهاء الحرب. من جانبها، أفادت القناة 12 العبرية بأنه على خلفية مؤشرات إلى تقدم كبير في الاتصالات نحو إبرام صفقة، زار نتنياهو لأول مرة اليوم، كيبوتس نيرعوز، بعد عام وتسعة أشهر من هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 (عملية طوفان الأقصى). ويدور الحديث عن أحد أكثر الأماكن تضرراً خلال هجوم حماس، والذي أصبح رمزاً للإخفاق الإسرائيلي. وأشارت القناة إلى أن لقاء نتنياهو مع عائلات محتجزين إسرائيليين ومحتجزين سابقين كان مشحوناً. أخبار التحديثات الحية ترامب: اتفاق بشأن غزة الأسبوع المقبل ونتنياهو يريد إنهاء الحرب وتحدث سكان الكيبوتس عن "الأحداث الصعبة" التي مروا بها، وعبّروا في الوقت ذاته عن خيبة أملهم من أن هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها نتنياهو المكان رغم ما حل به ورغم أن تسعة من سكان الكيبوتس ما زالوا في الأسر. وطالب السكان نتنياهو بإعادة جميع المحتجزين كما طالبوه بتحمل المسؤولية عن الإخفاق. واعتبرت القناة أن زيارة نتنياهو الكيبوتس في هذا اليوم تحديداً، وعشية انطلاقه إلى واشنطن قد تحمل مؤشرات إيجابية بشأن الصفقة. وأرسل عدد من عائلات المحتجزين الإسرائيليين رسالة إلى نتنياهو، اليوم، طالبوه فيها بالتوصل إلى صفقة شاملة. واعتبرت العائلات أن" كل شيء دون ذلك سيكون بمثابة فشل خطير"، مضيفة أن "عهد الصفقات الجزئية والاختيارات الوحشية قد ولى"، في إشارة إلى اختيار إطلاق سراح محتجزين دون غيرهم في صفقات سابقة. من جهة أخرى، توجه ستة أعضاء من الكنيست في الائتلاف الحكومي، بعضهم من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، برسالة خاصة إلى رئيس الحكومة ووزراء الكابنيت، وطالبوا بحسم كامل ضد حماس وفرض سيطرة إسرائيلية كاملة على قطاع غزة. وحذّر أعضاء الكنيست من "أي حل آخر"، بحسب قولهم، سيشكل "خطراً وجودياً على دولة إسرائيل". وأضافوا أنهم "يتوقعون دعماً من الولايات المتحدة". المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تريد إنهاء الحرب في غضون أسبوعين أو ثلاثة من جهتها، ناقشت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية في تقرير تحليلي العوامل التي ترجح الوصول إلى إنهاء الحرب على غزة. ونقلت الصحيفة عن مصادر، وصفتها بالرفيعة، تأكيدها أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تريد إنهاء الحرب على غزة، التي تشنها إسرائيل منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع. وأشارت الصحيفة إلى أن قرار إنهاء الحرب متعلق بالضغوط الأميركية التي تطالب بذلك، بمواجهة معارضة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير اللذين يطالبان باستمرار الحرب. ورأت الصحيفة أن هناك احتمالاً وارداً بقوة لنجاح الهدنة المقترحة لمدة 60 يوماً من قبل واشنطن هذه المرة، على عكس المرات السابقة، بسبب وجود رئيس الأركان الإسرائيلي الحالي، إيال زامير، حيث إنه يمتلك عوامل قوة بعكس سابقه هرتسي هليفي، الذي حقق "إنجازات كبيرة" خلال الحرب، ولكنه أيضاً تحمّل مسؤولية عملية طوفان الأقصى، 7 أكتوبر 2023، التي لطخت سمعته بشكل دائم، ولم يثق به نتنياهو قط، لأنه عُيّن أثناء وجود الأخير خارج منصبه، وهذا يفسّر رفض نتنياهو لطلبات هليفي بإنهاء الحرب أواخر عام 2024 وأوائل عام 2025 كجزء من صفقة كبرى لاستعادة جميع المحتجزين. في المقابل، سيطر زامير على 75% من قطاع غزة في غضون أشهر، كما وعد، وضرب البرنامج النووي الإيراني، وبرنامج الصواريخ الباليستية، والقيادة العسكرية العليا بمطرقة ثقيلة في عدوان الـ12 يوماً. وعليه يستطيع زامير القول إنه استخدم كل ما لم يكن هليفي ليفعله: السيطرة على 75% من غزة، بدلاً من التوغل فيها مؤقتاً ثم الانسحاب؛ وقطع المساعدات الإنسانية الجديدة عن غزة لمدة شهرين تقريباً؛ وأوقف سيطرة حماس على المساعدات الغذائية في وسط وجنوب غزة باستخدام مؤسسة غزة الإنسانية لتوزيعها، وكان مستعداً للقيام بكل هذا على الرغم من مخاوف البعض من أن هذه الخطوات ستُعرّض للخطر ما تبقى من محتجزين إسرائيليين، وعددهم 20. واعتبرت الصحيفة أن زامير يستطيع بالتالي أن يجادل نتنياهو بأن أي سيطرة إضافية على الـ25% المتبقية من مناطق غزة ستُعرّض المحتجزين للخطر، لأن هذه هي المناطق التي سيُحتجزون فيها. ويستطيع زامير بالتالي الضغط لاستعادة المحتجزين المتبقين حتى لو أدى ذلك إلى إنهاء الحرب، وهو ما نسبته إليه تسريبات إعلامية، دون أن يتعرض لتشويه سمعة مثلما حصل لهليفي. رصد التحديثات الحية ما نعرفه عن مقترح وقف إطلاق النار في غزة المدعوم من ترامب وأشارت الصحيفة إلى عامل آخر قد يجبر نتنياهو على الرضوخ وإنهاء الحرب، فالرئيس الأميركي ترامب عبر عن رغبته بإنهاء الحرب، ولن يستطيع نتنياهو مواجهته بعد أن منحه ترامب الضوء الأخضر لشن هجوم على إيران بل والاشتراك في قصف منشآت نووية إيرانية من قبل الجيش الأميركي، كما سمح ترامب لنتنياهو وزامير بتنفيذ أشد تحركاتهم عدوانية ضد حماس خلال الأشهر القليلة الماضية، وهو ما لم يكن الرئيس الأميركي السابق جو بايدن ليسمح به أبداً. لذا، قالت الصحيفة، عندما يلتفت ترامب إلى نتنياهو ويقول: "انتهى الوقت"، سيكون من الصعب عليه الرفض.


العربي الجديد
منذ 5 ساعات
- العربي الجديد
سجال تدمير البرنامج النووي: لماذا؟
مع إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، في أعقاب الضربة الأميركية لثلاث منشآت نووية إيرانية، انطلق السجال بشأن حقيقة تدمير البرنامج النووي الإيراني، بحسب ما أعلن الرئيس الأميركي أكثر من مرّة، وجاراه في ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو. اندلع السجال بين الإدارة الأميركية ووكالاتها الأمنية قبل أن ينتقل إلى وسائل الإعلام، ففيما شكّكت إداراتٌ استخبارية بإعلان ترامب، عمدت وسائل إعلام إلى نفيه بشكل كامل، وهو ما دفع الرئيس الأميركي، في سابقة، إلى تكذيب استخباراته، والاستشهاد بالاستخبارات الإسرائيلية التي قال إن عملاءها زاروا المواقع المستهدفة في إيران، وخصوصاً منشأة فوردو، وتأكّدوا من تدميرها. كذلك لم يتوانَ ترامب عن مهاجمة عديدٍ من وسائل الإعلام بعباراتٍ أبعد ما تكون عن الدبلوماسية، ولم يستخدمها رئيسٌ من قبل. في مقابل التشديديْن، الأميركي والإسرائيلي، على تدمير البرنامج النووي الإيراني، أو على الأقل إعادته سنواتٍ طويلة إلى الوراء، كان واضحاً حرص طهران على التأكيد أن برنامجها النووي لم يتضرّر، وأنها لا تزال تمتلك مئات الكيلوغرامات من اليورانيوم عالي التخصيب، وأنها مستمرّة في التخصيب، رغم الغارات الإسرائيلية والأميركية على عدة مفاعلات إيرانية. خرجت تصريحات كثيرة من مسؤولين إيرانيين لتؤكّد أن "اللعبة لم تنته بعد"، على عكس ما يعلن الأميركيون والإسرائيليون، وأن البرنامج النووي الإيراني سيُستكمل وفق الخطط التي وضعتها طهران، وأن الاغتيالات الكثيرة للعلماء النوويين الإيرانيين خلال أيام الحرب لم تعطّل المشروع الإيراني. معطياتٌ سياسية وعسكرية كثيرة وراء الموقفين الأميركي والإسرائيلي من جهة والإيراني من جهة أخرى، فالطرفان بداية لا يريدان الإقرار بأن هزيمة عسكرية أُلحقت بأي منهما، رغم الأضرار الكبيرة التي أحدثتها الضربات الإسرائيلية لإيران، وكذلك الدمار الكبير الذي أحدثته الصواريخ الإيرانية التي سقطت في المدن الإسرائيلية، والتي تعدّ غير مسبوقة في تاريخ الكيان في كل الحروب التي خاضها. ومن المفهوم تأكيد الطرفين "انتصارهما" في هذه الحرب التي لم يخرُج منها أحدٌ مهزوماً عسكرياً، غير أن الحسابات السياسية هي الأساس في المرحلة المقبلة، وفق تفسير كل طرفٍ المعطيات التي لديه. المعطى الأميركي قائمٌ حالياً على تدمير البرنامج النووي الإيراني، وهو ما يعني سياسياً أن لا حاجة بعد اليوم لإعادة إطلاق المفاوضات مع الجمهورية الإسلامية، إذ في نظر الولايات المتحدة اليوم لا يوجد شيء للتفاوض حوله، فالبرنامج النووي لم يعد على طاولة البحث، والطريقة الوحيدة للتعامل مع إيران في المرحلة المقبلة ستكون عبر العقوبات. وهو السلاح الذي استخدمه ترامب خلال ولايته الأولى، وكاد أن يؤدّي إلى انهيار النظام بفعل تردّي الوضع الاقتصادي. ومن المتوقع أن يستأنف الرئيس الأميركي هذه الحرب الاقتصادية وفق اعتبارات "غير نووية". ولدى ترامب تهم كثيرة جاهزة ممكن أن يلجأ إليها لفرض عقوبات جديدة على إيران، أقلها البرنامج الصاروخي وتهديد دول الجوار وزعزعة الاستقرار في المنطقة. ومؤكّد أن هذا ما تخشى منه إيران في الوقت الحالي، خصوصاً في ظل حكم الإصلاحيين. وعلى هذا الأساس، يتكرّر التأكيد أن البرنامج النووي لم يتأثر، وأن هناك حاجة للتفاوض حوله، من دون الخضوع التام للشروط الأميركية. وليس سراً أن طهران حريصة على الدخول في مسار رفع العقوبات الأميركية والدولية عنها، ومستعدة لتقديم بعض التنازلات التي لا تؤثر بشكل كامل في سيادتها، وخصوصاً في ما يتعلق بالوقف الكامل لتخصيب اليورانيوم، وهو الشرط الذي كان يضعه ترامب، قبل إعلانه تدمير البرنامج النووي. من المرتقب أن يدخل الملف النووي الإيراني اليوم بحالةٍ من الجمود، بانتظار تأكيد التدمير أو نفيه، وعلى أساسه سيكون رد الفعل، فإما اندلاع حربٍ جديدة، كما توقع ترامب قبل يومين، وإما العودة إلى طاولة المفاوضات وفق شروط جديدة، وهو ما سيحدد من تألم أكثر في حرب الأيام الاثني عشر.