
رسامني: دعم إماراتي يبدأ معنوياً ويتوسّع مادياً
كتب ريشار حرفوش في 'نداء الوطن':
في مشهد يحمل أبعاداً دبلوماسية وتنموية في آن، شهد مرفأ بيروت ومطار رفيق الحريري الدولي جولة ميدانية لوزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، برفقة وفد إماراتي رفيع ترأسه مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية وتبادل المعرفة عبد الله ناصر لوتاه، بهدف استكشاف سبل التعاون وتقييم حجم الأضرار والخطط المستقبلية.
بدأت الجولة في مرفأ بيروت، حيث عاين الوفد عن كثب العنابر التي كانت مخصصة لتخزين القمح، والتي تضررت بشدة خلال انفجار 4 آب. وحرص رسامني على التأكيد أنّ 'إعادة الثقة تبدأ من هنا، من أرض المرفأ والمطار، من خلال النهوض بهما مجدداً'، مشيداً بالعلاقة الأخوية التي تربط لبنان بالإمارات، وواصفاً الأخيرة بـ 'البلد الثاني' للبنانيين.
من جهته، أكد لوتاه أنّ القيادة الإماراتية، وعلى رأسها رئيس الدولة، 'حريصة على منح لبنان كل ما يتمناه'، مشيراً إلى رغبة اللبنانيين في استعادة موقع بلادهم الاستراتيجي في المنطقة.
وخلال لقاء عُقد عبر تقنية 'زوم' على هامش هذه الجولة، أكد المدير العام لمرفأ بيروت عمر عيتاني أن 'المرفأ بات جاهزاً للانضمام إلى خطوط النقل العربية واستعادة دوره كمحور استراتيجي'، مشيراً إلى قرب انتهاء تركيب أجهزة الكشف، والتقدم في الشراكة بين القطاعين العام والخاص، خصوصاً بعد خصخصة محطة الحاويات. ولفت إلى أن الإدارة قادرة على إدارة الاستثمارات رغم نقص الكوادر، مع التركيز على تدريب العاملين وتحديث المهارات وفق المعايير الدولية.
تعبيد الطريق خلال أيام
توجه الوفد لاحقاً إلى مطار بيروت، حيث شملت الجولة مركز سلامة الطيران وبعض الأقسام اللوجستية والفنية. وشهدت الزيارة استعراضاً للتطورات القائمة، لا سيما أعمال التعبيد وتحسين الطرق المؤدية إلى قاعة الوصول، والتي من المتوقع إنجازها خلال أيام، حيث يتم حالياً تحويل حركة الوصول إلى الموقف بسبب الأشغال، بحسب ما أكدت مصادر أمنية لـ 'نداء الوطن'، كما طالت التحسينات تجهيزات الشاشات وتحديث البنى التحتية التقنية داخل المطار، والاتصالات والـ 'WIFI'.
ولم تغب المسائل الأمنية عن الجولة، حيث ترافق الحضور مع رئيس جهاز أمن المطار في الجيش اللبناني العميد فادي الكفوري، الذي يعقد اجتماعات دورية لتأمين بيئة آمنة وفعالة في المطار، ختمت المصادر، قائلةً: 'الأمن ممسوك، وتعبيد طريق 'الوصول' و'المغادرة' سيكون سريعاً كون الورشة ستنتهي خلال أيام معدودة'.
إشارةً الى أن شركة طيران 'الشرق الأوسط' هي من تكفل بدفع كل مصاريف تعبيد هذه الطريق.
اهتمام إماراتي بلبنان
في ختام الجولة، عُقد لقاء مغلق في صالون الشرف بين رسامني ورئيس الوفد الإماراتي، تحول فيه الحديث من العام إلى التفصيلي، وتمّ طرح إمكانية المساهمة الإماراتية عبر مساعدات عينية مباشرة للمطار والمرفأ، في خطوة تمهّد لتعاون أعمق وأوسع.
وبعد الخلوة مباشرةً، كان لـ 'نداء الوطن' حديث خاص مع رسامني، أعلن فيه أن 'رسالة الوفد الإماراتي هي رسالة إنمائية واقتصادية'، من دون أن يُخفي أنها تحمل رسالة سياسية أيضاً.
وقال: 'الوفد الإماراتي قال إنه مهتم بلبنان وبشتى المجالات فيه'.
ورداً على سؤال عمّا إذا كان الدعم معنوياً لا مادياً، أجاب: 'الدعم سيبدأ معنوياً على أن يتبعه دعم مادي ولوجستي وغيره لاحقاً'.
ورداً على سؤال عن رزمة مساعدات من بلدان الخليج العربي، قال: 'تفاصيل المساعدات ستكون مدار بحث اللجان المشتركة بين لبنان والإمارات'.
ورداً على سؤال حول سبب عقد خلوة ثنائية في نهاية الجولات، أجاب رسامني: 'أردنا التحدث عن تفاصيل الأمور وألّا يكون الحديث مقتصراً على العموميات، فالإمارات إلى جانبنا وراغبة في مساعدتنا، ومن هذا المنطلق تحدثنا عن كل قطاع وكيفية المساعدة فيه'.
وعمّا إذا كانت المساعدات محصورة بنقل خبرات، جزم بأن هناك مساعدات مالية أيضاً، مؤكداً أن 'النية موجودة لدى الإمارات، والتفاصيل سنتحدث فيها لاحقاً'.
أضاف: 'التواصل سيكون سريعاً بين لبنان والإمارات في الفترة المقبلة، وهذا ما أكدنا عليه في لقاءاتنا الثنائية'.
وختم: 'بدأ يتوافد السياح من الخليج العربي، وبدأنا بتعبيد الطريق الخارجية للمطار، وتحسين الإنارة وتأمينها على طريق المطار، بغرض أن نكون على أكمل جهوزية لاستقبال السياح من الخارج'.
التسهيلات بدأت في المطار
في السياق، بدأ الوافدون من الخارج إلى مطار بيروت الدولي يلحظون بوضوح التغييرات النوعية التي طرأت على المطار، سواء على مستوى التنظيم أو التسهيلات اللوجستية والإدارية. فقد باتت إجراءات الدخول والمغادرة عبر الأمن العام أكثر سرعة وسلاسة، وسط إشادة متزايدة من قبل المسافرين بالإجراءات المعتمدة، سواء من اللبنانيين العائدين أو السياح القادمين إلى بيروت.
هذه التسهيلات انعكست إيجاباً على روّاد المطار، الذين لاحظوا أن العبور بات أكثر مرونة، من دون تأخير يُذكر، لا عند الوصول ولا عند المغادرة. ويأتي هذا التطور ضمن خطة شاملة تعمل عليها وزارة الأشغال العامة والنقل، بالتعاون مع إدارة المطار وسائر الأجهزة المعنية، لتحسين تجربة المسافر من 'Door to door'.
التحسينات لم تقتصر على الجانب الإداري، بل طالت أيضاً البنية التحتية للمطار، حيث شهدت الصالات والممرات أعمال صيانة شملت الأرضيات، ونظام الشاشات الإرشادية، إضافةً إلى النظافة والخدمات الأساسية مثل الحمامات العامة ودوائر المياه، التي باتت بحالة ممتازة من حيث الجهوزية والنظافة.
ولعلّ من أبرز ما يُسجَّل، هو تنظيم الممرات الداخلية بحيث أصبح تنقّل المسافرين سهلاً وسلساً، مع اختفاء مظاهر الفوضى أو الازدحام العشوائي، كما أن المسارات مخصصة بوضوح، بما يوفّر على المسافرين عناء الانتظار أو الحيرة في التنقل بين الأقسام المختلفة للمطار.
كل هذه المؤشرات تعكس بداية مرحلة جديدة في مسار تطوير المطار، بما يُعزز مكانته كبوابة رئيسية للبنان نحو العالم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ يوم واحد
- صدى البلد
الكلية الفنية العسكرية توقع عقدى إتفاق مع شركتين لتقديم خدمات تكنولوجيا المعلومات والمنشآت المالية
وقعت الكلية الفنية العسكرية عقدى إتفاق مع شركة الشرق الأوسط لخدمات تكنولوجيا المعلومات MCS وشركة تكنولوجيا تشغيل المنشآت المالية E- FINANCE للمشاركة فى المسابقة الدولية التاسعة التى تنظمها الكلية 'جائزة الفريق إبراهيم سليم' . وقام اللواء أشرف ضياء الدين البيومى مدير الكلية الفنية العسكرية بتوقيع العقدين مع المهندس طارق لطفى حامد رئيس مجلس إدارة شركة الشرق الأوسط لخدمات تكنولوجيا المعلومات MCS والمهندس حسام حنفى عضو مجلس إدارة شركة تكنولوجيا تشغيل المنشآت المالية E- FINANCE . ويهدف عقدى الإتفاق إلى تبادل الخبرات وتعظيم الإستفادة من التطور التكنولوجى المتلاحق لتطوير مهارات الطلبة البحثية والعملية وتنمية روح الفريق والعمل الجماعى بين طلبة الكلية الفنية العسكرية ومختلف الجامعات والمراكز البحثية المصرية والعالمية، وكذا إعداد وتأهيل كوادر علمية وهندسية ورعاية المبتكرين بما يسهم فى تحقيق أهداف التنمية الشاملة للدولة المصرية . حضر توقيع عقدى الإتفاق عدد من أعضاء هيئة التدريس بالكلية الفنية العسكرية ومسئولى الشركتين.


الشرق الجزائرية
منذ 4 أيام
- الشرق الجزائرية
البنك الدولي وافق على تقديم 250 مليون دولار لإعادة الإعمار: الحكومة اللبنانية قامت بإصلاحات
اعلن البنك الدولي في بيان، موافقة مجلس المدراء التنفيذيين للبنك الدولي على تمويل بقيمة 250 مليون دولار أميركي للبنان لدعم ترميم وإعادة إعمار البنية التحتية الأساسية المتضررة على نحو طارئ واستعادة الخدمات الحيوية، بالإضافة إلى تعزيز الإدارة المستدامة للركام والأنقاض في المناطق المتضررة من الصراع. يهدف مشروع المساعدة الطارئة للبنان، إلى تعزيز الأثر الاقتصادي والاجتماعي لعملية إعادة الإعمار بأسرع وتيرة ممكنة عبر ترتيب الأولويات وتحديد تسلسلها الزمني، وذلك باعتماد نهج تدريجي للاستجابة والتعافي. اضاف البيان: 'أظهر التقييم السريع للأضرار والاحتياجات الناجمة عن آثار الصراع، الذي أجري خلال الفترة من 8 تشرين الأول 2023 إلى 20 كانون الأول 2024، أن إجمالي الأضرار المباشرة في عشرة قطاعات رئيسية بلغ نحو 7.2 مليار دولار أميركي، في حين قُدّرت احتياجات التعافي وإعادة الإعمار بنحو 11 مليار دولار أميركي. كما قُدِّرت الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والمرافق الحيوية – التي تمثِّل ركائز أساسية للنشاط الاقتصادي، وصحة وسلامة المجتمعات المحلية – بنحو 1.1 مليار دولار أميركي، شملت قطاعات النقل، والمياه، والطاقة، والخدمات البلدية، والتعليم، والرعاية الصحية. ونظراً للحجم الكبير للاحتياجات في قطاع البنية التحتية الأساسية والمرافق العامة، فقد صُمِّم المشروع ليُسهم في ترميمها واستعادة خدماتها، لكون ذلك شرطاً أساسياً مُسبقاً لتحقيق التعافي الاقتصادي والاجتماعي'. وفي السياق، قال المدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي جان كريستوف كاريه : 'نظراً لضخامة احتياجات إعادة الإعمار التي يواجهها لبنان، فقد صُمِّم هذا المشروع ليكون بمثابة إطار قابل للتوسّع، بقيمة تصل إلى مليار دولار أميركي، مع مساهمة أولية قدرها 250 مليون دولار أميركي من البنك الدولي. ويتيح هذا الإطار استيعاب تمويلات إضافية – سواء كانت على شكل هبات أو قروض – من خلال هيكل تنفيذي موحّد تديره الحكومة، ويركّز على الشفافية، والمساءلة، وتحقيق النتائج.' وأضاف: 'يقدّم هذا الإطار أداة موثوقة تتيح لشركاء التنمية تنسيق دعمهم بالتوازي مع استمرار التقدم في أجندة الإصلاح الحكومية، بما يُسهم في تعزيز الأثر الجماعي لجهود التعافي وإعادة الإعمار في لبنان على المدى الطويل.' تابع البيان: يُسهم التمويل المقدَّم من البنك الدولي في تنفيذ أنشطة الاستجابة الفورية اللازمة لتسريع وتيرة التعافي، وتهيئة الظروف الملائمة للعودة إلى الحياة الطبيعية، لا سيما من خلال الإدارة الآمنة والتخطيط السليم للركام والأنقاض، بما يعزز إعادة استخدامها وإعادة تدويرها. كما سيدعم التمويل جهود الإصلاح والتعافي السريع في الخدمات الأساسية، مثل المياه، والطاقة، والنقل، والصحة العامة، والتعليم، والخدمات البلدية. وأخيراً، سيدعم المشروع عمليةَ إعادة إعمار البنية التحتية المتضررة بشدّة، بدءاً بالتصاميم والتقييمات البيئية والاجتماعية التي يتم تمويلها عبر المساهمة الأولية من البنك الدولي. واستناداً إلى الدروس المستفادة من مشاريع إعادة الإعمار في مختلف أنحاء العا


LBCI
منذ 4 أيام
- LBCI
الهيئة الناظمة لقطاع الإتصالات وStarlink محط نقاش لجنة الإعلام والإتصالات
كانت الهيئة الناظمة لقطاع الاتصالات محط نقاش لجنة الإعلام والاتصالات، وذلك في إطار متابعتها لخطة عمل الوزير شارل الحاج الذي حضر الاجتماع. وحضر ملف Starlink بقوة في النقاش، وسط تباين في الآراء بين من يعتبره حلًا عمليًا في ظل انهيار البنى التحتية التقليدية، وبين من يراه تهديدًا للسيادة الرقمية والأمن الوطني، في ظل غياب أي إطار تنظيمي واضح يضبط عمله على الأراضي اللبنانية.