logo
اكتشفي مع "هي" طقوس الجمال العالمية التي تستخدم الموسيقى لبشرة نضرة وشعر صحي

اكتشفي مع "هي" طقوس الجمال العالمية التي تستخدم الموسيقى لبشرة نضرة وشعر صحي

مجلة هيمنذ يوم واحد
مع البحث والإطلاع لكتابة هذا المقال وجدت أن الجمال الحقيقي ليس طبقة سطحية؛ بل رقصّ متناغم بين الذرات والدموع والأنغام. هل تُصدقي أن ذبذبات الكمان تُذيب التوتر من وجهكِ، وإيقاع طبول أفريقيا يدفع الزيوت إلى أعماق شعركِ، وترانيم المونشيرات الإسبانية تُعيد تشكيل إشراقة بشرتكِ. هذا ليس خيالًا، إنه عالم سحري حيث "الصوت" يتحول إلى فرشاة جمال ترسم صحتكِ من الداخل.
دعيني أخبركِ سريعًا أنا محررة مجلة هي "رحاب عباس" عن التأثير الفيزيائي حول ذلك؛ فقد أثبتت دراسة حديثة لجامعة دلهي، أن "اهتزازات الطبلة "التابلا" في الهند تُحفز فروة الرأس بتردد 5 هرتز، فيزيد نمو الشعر بنسبة 30 %". كما أن نغمات " بيتهوفن" في فيينا تُنشط الدورة الدموية للوجه خلال 3 دقائق فقط. أما عن السحر النفسي الذي ستشعُرين به؛ فستجدين أن عزف الناكاني "موسيقى الماء" في اليابان، وخصوصًا أثناء وضع أقنعة الأرز يُقلل الكورتيزول 45 % فتنبعث إشراقة البشرة من هدوء النفس. أما عن قبائل الأمازون التي تغني "ترانيم المطر" مع دهن زيت الأنديروبا، فستجدين أن الصوت سيرفع الأوكسيتوسين ويجعل البشرة "تتنفس سعادة".
ولمزيد من المعلومات حول الطقوس الجمالية العالمية عبر العصور المختلفة التي تستخدم الموسيقى لبشرة نضرة وشعر صحي؛ جمعت لكِ أبرزها عبر موقع "هي" كي تفتحي نافذة روحكِ وتغمري جسدكِ بأنغام العالم لتعزيز جمالكِ الطبيعي الذي سيتحول إلى مرآة تعكس ثقتكِ بنفسكِ وتألقكِ الدائم.
طقوس جمالية تدمج الموسيقى من الحضارات القديمة إلى العصور الوسطى
موسيقى الآلات الوترية تُعزز الاسترخاء وتُحسن الدورة الدموية مما ينعكس على نضارة البشرة وقوة البُصيلات
الحمامات الرومانية واليونانية: استخدمت الحمامات العامة مثل "ثيرماي" في روما و"بالاناي" في اليونان أدوات مثل الـ"ستريجيلز" لكشط الجلد، مصحوبة بأناشيد وموسيقى الآلات الوترية (كالقيثارة) لتعزيز الاسترخاء وتحسين الدورة الدموية، مما ينعكس على نضارة البشرة وقوة البُصيلات.
مصر القديمة:ارتبطت طقوس تدليك الجسم بالزيوت المعطرة (كزيت اللوز والسمسم) مع ترانيم دينية، حيث اعتُقد أن الاهتزازات الصوتية تنشط الطاقة الحيوية وتوحد لون البشرة.
أوروبا في العصور الوسطى:استخدمت النساء النبيلات أقنعة من العسل والطين مع عزف موسيقى القصور مثل (الفيولا) لتخفيف التوتر، المعروف بتأثيره السلبي على صحة الشعر والبشرة.
طقوس جمالية في أوروبا بتقاليد ثقافية وفلسفية عميقة
إيقاعات الطبول التقليدية تُستخدم لتنظيم حركات التدليك وامتصاص الزيوت الطبيعية لتغذية البشرة وحمايتها من الجفاف
الحمامات الموسيقية الملكية (فيينا، القرن التاسع عشر): طقوس الإمبراطورة إليزابيث النمساوية (سيسي)كانت جلسات العناية بشعرها التي تستغرق ٣ ساعات يوميًا تُرافقها قراءة الشعر اليوناني والاستماع إلى موسيقى البيانو الكلاسيكية. وفقاً لمذكراتها، كانت تعتبر هذه الجلسات "طقساً مقدسًا" لتهدئة الأعصاب وتعزيز نمو الشعر، حيث يُمارس التمشيط بحركات إيقاعية تشبه الإيقاعات الموسيقية.
الحمامات الرومانية والتركية (في مدينتي بودابست وتوسكانا): تُجرى جلسات العلاج بالمياه المعدنية مع عزف موسيقى هارمونية تعتمد على السلم الدياتوني اليوناني (ثمانية أنغام متتالية). يُعتقد أن ذبذبات هذه الموسيقى تنظم تدفق الدم أثناء تدليك الجسم بزيوت مثل "زيت الزيتون"، مما يعزز ترطيب البشرة وتنشيط الدورة الدموية.
طقوس الساونا الإسكندنافية مع الترانيم الشعبية:في الساونا السويدية والنرويجية، يُرافق تدليك الجسم بفروع البتولا الموسيقى الشعبية الإيقاعية. تُستخدم إيقاعات الطبول التقليدية لتنظيم حركات التدليك، مما يحسن امتصاص الزيوت الطبيعية مثل "زيت التوت البري"، الذي يُغذي البشرة ويحميها من الجفاف.
أقنعة الوجه مع الموسيقى الكلاسيكية (فرنسا القرن الثامن عشر): كانت الأرستقراطيات الفرنسيات يستلقين أثناء تطبيق أقنعة العسل والخمير، مصحوبة بموسيقى الفالس أو المينيويت. كان يُعتقد أن الإيقاع الثلاثي لهذه الموسيقى يُنظم ضربات القلب، مما يزيد من فعالية امتصاص العناصر المغذية للبشرة.
طقوس ما قبل النوم (اليونان القديمة): كانت النساء اليونانيات يدهنّ شعرهن بمزيج من زيت الزيتون والعسل أثناء الاستماع إلى قيثارة أبولو، مع تكرار ترانيم تُعرف باسم "التخيل الموجه"؛ وكان الهدف تعزيز لمعان الشعر وتهدئة الجهاز العصبي.
الموسيقى كجسر بين العقلانية والجمال (الفكر الأوروبي الحديث): رؤية ماكس فيبرربطت بين تطور الموسيقى الغربية مثل (السيمفونيات) وعملية "عقلنة الجسد"، حيث تُستخدم الهارمونيات الموسيقية في طقوس التجميل كأداة لتنظيم الوقت وترويض الذات، وهو ما يظهر في جلسات التدليك المنتظمة.
تأثير الأيورفيدا المعدل:أدخل المستعمرون البريطانيون من الهند مفاهيم مثل "أبهيانغا" (التدليك بالإيقاع)، مما أدى إلى دمج الإيقاعات الموسيقية في علاجات السبا الأوروبية.
طقوس جمالية هندية تدمج بين الحكمة الأيورفيدية والفنون الصوتية القديمة
طقوس جمالية هندية تستخدم الموسيقى لتعزيز جمال البشرة وصحة الشعر
تدليك الوجه مع أنغام "الدامارو": أثناء تطبيق خلطة "الكركم واللبن" للتفتيح، أو "الألوفيرا" للترطيب، تُستخدم إيقاعات الطبول الصغيرة (دامارو) ذات الذبذبات المنخفضة. هذه الاهتزازات تحفز الانقباضات اللمفاوية، مما يعزز امتصاص المكونات النشطة بنسبة 40 % أكثر من التدليك الصامت.
أقنعة الطين مع الترانيم الفيدية: عند وضع قناع طين نهر الغانج أو ماء الأرز الغني بمضادات الأكسدة، تُرتّل ترانيم "الفيدا" السنسكريتية. هذه الترددات الصوتية (340-400 هيرتز) توسع مسام البشرة وتنقيها من السموم عبر ظاهرة "الرنين الخلوي".
بخار الأعشاب مع نغمات الطبيعة:جلسات البخار بـ أوراق النيم أو البابونج ترافقها أصوات أمطار غابات مونار أو زقزقة طيور الهيمالايا. هذه الأصوات تخفض ضغط الدم 12 %، مما يزيد تدفق الأكسجين للبشرة ويُظهر "توهج اليوجا" المعروف لدى الهنديات.
تدليك الزيت بالإيقاع الثلاثي: عند تطبيق زيت جوز الهند الدافئ أو خليط الأملا والشيكاكاي، تُعزف مقطوعات "تالا" بثلاثة إيقاعات (دين-دا-دين). يتزامن الضغط على نقاط "مارما" في فروة الرأس مع الإيقاع، مما ينشط الدورة الدموية ويضاعف نمو الشعر.
الحناء والنغمات الفلكلورية: تطبيق حناء الشعر يُرافق أغاني "راجاستان" الجماعية. الذبذبات الصوتية مثل غناء "الكانها" تهز جزيئات الحناء ميكانيكيًا، فتتحرر صبغاتها الطبيعية بشكل أعمق في الشعر.
شطف الأعشاب مع موسيقى الماء: عند شطف الشعر بمغلي أوراق الحلبة أو ماء الأرز، تُسمع أصوات تدفق نهر الغانج أو أمطار كيرلا. هذه الأصوات ترفع موجات "ثيتا" الدماغية، مما يغلق الشعر المتقصف ويحفظ الرطوبة.
طقوس جمالية معاصرة من المنتجعات الفاخرة إلى العلاجات الشعبية
تطبيق العسل الخام على الوجه مع الاستماع إلى الأصوات الطبيعية كخرير الماء يُحفز إنتاج الإيلاستين
أوانا سبا في لاس فيجاس: تدمج "الاهتزازات الشرقية" بين التدليك والأوعية الغنائية التبتية (التي تصدر نغمات عميقة) لتحفيز الكولاجين عبر الذبذبات، وتحسين مرونة الجلد.
مسرح "أوفجوس" الصحي:يستخدم في نفس المنتجع عروضًا متعددة الحواس تجمع بين الإيقاعات الإلكترونية والعلاجات العطرية، مما يخفض هرمون الكورتيزول المسبب للشيخوخة المبكرة
سيروم فيتامينC الموسيقي:يُصنع منزليًا بخلط مسحوق قشر البرتقال (غني بفيتامين C) مع جل الصبار، مع تشغيل موسيقى كلاسيكية أثناء التطبيق لتعزيز امتصاص المكونات عبر استرخاء المسام.
أقنعة العسل والموسيقى: يُدهن العسل الخام (مضاد للبكتيريا) على الوجه مع الاستماع إلى أصوات الطبيعة (كخرير الماء)، مما يحفز إنتاج الإيلاستين.
وأخيرًا أثبتت الدراسات العلمية أن الموسيقى الهادئة مثل (موجات ألفا) تخفض الكورتيزول وتزيد السيروتونين، مما يقلل الالتهابات الجلدية والتساقط الشعر. كذلك الإيقاعات المنتظمة (كـ 60 نبضة/دقيقة) تنظم تدفق الدم، مما يزيد إمداد البصيلات والبشرة بالأكسجين. أما عن الذبذبات الصوتية فتفتح المسام وتزيد فعالية المكونات الطبيعية مثل "زيت الأرغان" في منتج "تيراكوتا" من جيرلان. وبالتالي تُعتبر الموسيقى بمثابة الرفيق الخفي للجمال الذي يهزّ الجسد ليهدأ، ويهزّ البشرة لتتألق، أما الطقوس الجمالية حول العالم السالفة الذكر، فقد أثبتت أن الجمال ليس مجرد علمٍ، بل هو فنّ يستدعي حواسنا كلها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الملح في الذاكرة الشعبية
الملح في الذاكرة الشعبية

الرياض

timeمنذ 5 ساعات

  • الرياض

الملح في الذاكرة الشعبية

يمكن قراءة المجتمع من دراسة الملح في جوانبه الثقافية والصحية والاستهلاكية، فعبر تتبّع استخداماته وتطوّر مكانته، يمكن فهم التغيرات التي طرأت على الذوق العام، وأنماط العيش، ونمط استهلاك الأفراد من خلال الملح. انتقل الملح من كونه مكوّنًا منزليًا بسيطًا إلى رمز متعدد الأبعاد يرتبط بالعناية الذاتية والرفاهية والتوازن الجسدي والنفسي. فظهور أنواع جديدة مثل ملح الهيمالايا وملح البحر ودخوله في مجالات التجميل والتنقية والعلاج، يعكس اتساع دائرته من وظيفة غذائية إلى مؤشرات ثقافية وصحية تعبّر عن أنماط جديدة في التفكير والعيش. وبالتالي يصبح الملح مدخلًا مهمًا لفهم المجتمع في لحظته الراهنة. مصادر الملح في السعودية تنوعت مصادر استخراج الملح في السعودية قديمًا بحسب البيئة الجغرافية، وارتبطت بأسماء أماكن ما تزال تحتفظ بدلالتها حتى اليوم. من أبرزها ممالح القصب وقريات الملح، التي أصبحت موردًا محليًا مهمًا لقرون، وجزءًا من الهوية المحلية. وهاتان البلدتان تمثلان الملح المستخرج يدويًا من أرض المنطقة، وقد دخل في وصفات الطبخ، وفي بعض العادات، وظل علامة على التقاليد الريفية. ويوجد مصادر أخرى أقل شهرة، لوجود الملح بكميات قليلة؛ حيث تُعد الشّقة، إحدى قرى مدينة بريدة، من المصادر المحلية لاستخراج الملح في نجد. أما في الجنوب، فيوجد جبل من الملح الحجري قرب جازان، يُعدّ ظاهرة جيولوجية نادرة تحمل طبقات متصلبة من الملح الطبيعي. ويمكن أن يشكل هذا التراث موردًا اقتصاديًا معاصرًا يُعيد إحياء تجارة الملح بنكهة محلية خاصة مع عودة الاهتمام بالمنتجات المحلية والطبيعية والتراثية، والصناعات الغذائية والحِرفية. كان الناس في السابق يشترون أكياس الملح بسعر زهيد، يأتي على هيئة حبيبات طبيعية تُنقل في شاحنات بسيطة يقودها عمّال يجلبونه من الممالح إلى مختلف أنحاء المملكة. كان هذا المشهد مألوفًا في الأسواق الشعبية، حيث يُباع الملح بلا تغليف ولا علامات تجارية، بل عُرِف بأنه منتج يرتبط بالأرض والذاكرة والممارسة اليومية. لكن بدأ هذا المشهد يتلاشى مع تغير الأنماط الاجتماعية والاقتصادية، حيث حلّت عبوات الملح المعلبة والناعمة محل الأكياس التقليدية، وتحول الملح من مورد محلي إلى منتج صناعي تجاري. ومع دخول الأملاح المعالجة والمكررة، فقد الملح شيئًا من حضوره الحسي والمعنوي؛ لم يعد يحمل رائحة الأرض التي استُخرج منها، بل بات يُشترى كسلعة جاهزة. استخدامات الملح قديمًا يعد الملح مادة وظيفية متعددة الاستخدامات، فقد استُخدم في التالي: التجارة: حيث شكّلت تجارة الملح قديمًا موردًا اقتصاديًّا مهمًّا، خاصة في المناطق التي وُجدت فيها ممالح طبيعية. كان يُستخرج الملح يدويًّا، ثم يُباع في الأسواق المحلية أو يُبادل بالحبوب والتمر، مما أسهم في تنشيط الحركة التجارية داخل القرى وعلى طرق القوافل. الطهي: فقد استخدم في الطهي بوصفه أساسًا لتحسين النكهة، ومكونًا لا يُستغنى عنه في إعداد الأطعمة. حفظ الطعام: أدى الملح دورًا حيويًّا بوصفه مادة حافظة، حيث اعتمد الأهالي عليه في حفظ اللحوم والأسماك وتمليحها وتجفيفها تحت الشمس، في صناعة القفر أو «اللحم المقدد». التداوي: كان الملح جزءًا من أدوات التداوي وتطهير الجروح، حيث كان يُذاب في الماء، ويُستخدم للتغرغر في حالات التهاب الحلق، أو يُخلط بالزيت أو الخل لتدليك الجسم في حالات الروماتيزم أو الإرهاق الجسدي، أو يُوضع مباشرة على الجروح السطحية لمنع تلوثها وتسريع التئامها. كما كان يُستخدم موضعيًّا على لسعات الحشرات. السلاح: ويدخل الملح ضمن مكونات الصناعات اليدوية، ومنها صناعة البارود والرصاص «الفشق». ففي بعض مناطق الجزيرة العربية، استُخدم نوع خاص من الأملاح يُعرف شعبيًّا «ملح البارود»، ويُقصد به نترات البوتاسيوم، وهي مادة تُستخرج من التربة أو من رماد النبات وروث الحيوانات المجفف، وتُخلط مع الفحم والكبريت لتكوين البارود. وكان هذا البارود يُعبأ يدويًّا داخل رصاص البنادق القديمة مثل «المقمع» و»أم خمس». ويكشف هذا الاستخدام عن وعي محلي بالخواص الكيميائية للمواد، وقدرة على توظيفها في أدوات الصيد والدفاع قبل ظهور التصنيع الحديث، ما يعزز حضوره في الذاكرة الشعبية كمادة نافعة لا يستغنى عنها. تعويذة: كما تحوّل الملح إلى تعويذة شعبية تُستخدم للوقاية من العين والحسد، فيُذاب في الماء المقروء عليه ويُرش في زوايا البيوت، أو يُنثر في مداخل البيوت والمزارع، أو يُرافق المواليد الجدد «لكسر النفس»، بحسب الاعتقاد الشعبي، يقول حميدان الشويعر (من أهالي القصب وعاش في القرن الثامن عشر): أنا من قومٍ تجرتهم أرطى الضاحي ودوا الغيرة ما يجعله مادة تُلامس احتياجات الإنسان في طعامه وجسده وروحه معًا. وهذه المكانة المركبة منحت الملح حضورًا دائمًا في الوعي الشعبي. الملح في الحياة اليومية تسلل استخدام وظائف الملح إلى تفاصيل الحياة اليومية ليحمل دلالات أعمق ترتبط بالعلاقات والقيم والمعاني الرمزية. ففي الموروث الشعبي، تعني عبارة «بيننا عيش وملح» رابطة عميقة لا يمكن خيانتها، وتجسّد شعورًا بالوفاء والمشاركة. كما كان رشّ الملح على مداخل المنازل وزواياه عملية متوارثة في الثقافة الشعبية، لطرد الحسد ودرء السوء، وهو ما يعكس إيمانًا راسخًا بقدرة هذه المادة الطبيعية على توفير الحماية وتعزيز الشعور بالأمان النفسي. ويجسد هذا الاستخدام البعد الرمزي للملح. ويُستخدم وصف «مملوح» للدلالة على جمال طبيعي ومتوازن، لا يلفت الأنظار بتكلف، ويترك أثرًا ناعمًا ومستقرًا يشبه دور الملح في الطعام؛ ويعكس هذا الوصف رؤية اجتماعية للجمال ترتكز على البساطة والاتزان والقبول الفطري. ويظهر الملح في الثقافة كرمز للهشاشة والتحلل، كأن يُقال «جبل من ملح» للتعبير عن بناء اجتماعي أو موقف لا يحتمل الصدمات، وتعكس هذه الرموز فهمًا شعبيًا عميقًا للتغيرات الاجتماعية، وكيف يمكن أن تبدو بعض العلاقات أو القيم متماسكة لكنها تذوب مع أول اختبار. تحوّلات ثقافة الملح شهدت ثقافة استهلاك الملح في المجتمع تحولات ملحوظة مع تصاعد وعي الأفراد بالصحة والتغذية المتوازنة، ما أدى إلى تنوّع أنواعه واستخداماته بشكل يعكس أنماطًا استهلاكية ذات طابع طبقي وثقافي متباين، وبرزت أنواع أخرى تحمل دلالات صحية واجتماعية مميزة. دخل ملح البحر إلى دائرة الاستخدام اليومي ليكون عنصرًا فعّالًا في ممارسات العناية بالبشرة والتجميل، ما يجعله رمزًا مرتبطًا بثقافة الرفاهية والعناية الذاتية. أما الملح الصخري، فيُستخدم في مجالات صناعية إلى جانب بعض الاستخدامات الغذائية المحددة، ما يعكس انتقاله من الاستخدام المنزلي إلى إطار وظيفي وتقني أكثر تخصّصًا. واكتسب ملح الهيمالايا رمزية خاصة، بوصفه منتجًا طبيعيًا غنيًا بالمعادن، يتماشى مع ثقافة «العيش النظيف» والطب البديل، ما جعله خيارًا يُفضله أصحاب أنماط الحياة الصحية، وينظر إليه في بعض الأوساط كمؤشر على ذوق راقٍ ووعي غذائي متقدّم. وإلى جانب هذه الأنواع، ظهرت أيضًا أملاح جديدة أقل شهرة مثل ملح الكوشر لتتبيل اللحوم والخضروات والمخللات، والملح المدخن فأضفى نكهة على الشواء، التي تدخل في الطهي المتخصص والمطابخ العالمية، ما يعكس انفتاحًا ثقافيًا وارتفاعًا في التمايز الذوقي والاستهلاكي داخل المجتمع. ويُستخدم الملح أيضًا في إزالة الثلوج من الطرقات في الدول الباردة، وفي تنظيف الثلاجات من الروائح والبكتيريا، كما يدخل في عدد من الصناعات الكيميائية والصحية، مثل صناعة الأدوية والمحاليل الطبية ومعالجة المياه. وهو ما يدل على تعدد وظائفه وتنوّع أدواره، مما يعكس مرونة هذه المادة وبقاءها عنصرًا حيويًا في الحياة الحديثة. تُبرز هذه التغيرات كيف تحوّل الملح من عنصر موحّد في الاستخدامات اليومية إلى منتج يعكس اختلافات اجتماعية وثقافية واقتصادية، حيث لم يعد نوع الملح مجرد اختيار غذائي، بل إشارة ضمنية إلى أسلوب الحياة، ومستوى الوعي الصحي، والانتماء الطبقي في المجتمع المعاصر. وقد بدأت حركات استعادة الموروث الغذائي في المجتمع السعودي تحاول إعادة الاعتبار للملح الطبيعي، كجزء من عودة أوسع نحو الأصالة، والمنتجات المحلية، والطعم الحقيقي الذي يحفظ تاريخًا طويلًا من التعايش بين الإنسان وبيئته. ختام يمتد حضور الملح ليشكل رمزًا ثقافيًا ذا دلالات متعددة، تتقاطع فيها مفاهيم النقاء والبقاء والعِشرة والخوف والقوة. فقد أدى دورًا محوريًا في الحياة اليومية، بدءًا من حفظ الطعام، ومرورًا باستخدامه في الممارسات الشعبية، ووصولًا إلى موقعه الراسخ في الأمثال والتوصيفات الجمالية، ما يجعله عنصرًا مركزيًا في الذاكرة الشعبية. ومع بروز التحولات الاجتماعية والاقتصادية الحديثة، شهد الملح تحوّلًا جوهريًا في وظيفته وحضوره، حيث تراجع دوره كمورد محلي مرتبط بالمكان، ليُصبح منتجًا صناعيًا معلبًا يخضع لأنماط السوق والاستهلاك، ما أفقده كثيرًا من أبعاده الرمزية والاجتماعية. إلا أن الجهود المعاصرة في استعادة الموروث الغذائي، تشير إلى وعي متجدد بقيمة الملح الطبيعية والثقافية، وتسعى إلى إعادة ربطه بالبيئة المحلية والتاريخية التي انبثق منها.

كأول سعودية تتولى المنصب.. "الصحة" تعيّن "نجاح العازمي" مديرة لمكتبها في القريات
كأول سعودية تتولى المنصب.. "الصحة" تعيّن "نجاح العازمي" مديرة لمكتبها في القريات

صحيفة سبق

timeمنذ 8 ساعات

  • صحيفة سبق

كأول سعودية تتولى المنصب.. "الصحة" تعيّن "نجاح العازمي" مديرة لمكتبها في القريات

أعلنت وزارة الصحة عن تعيين السعودية نجاح فلاح العازمي في منصب مدير مكتب وزارة الصحة بمحافظة القريات، ليكون هذا أول تعيين من نوعه على مستوى المحافظات والمناطق. وتتمتع نجاح العازمي بخبرة إدارية طويلة وسجل حافل بالإنجازات في العمل الصحي، حيث ساهمت خلال مسيرتها في تطوير الخدمات الصحية بالمحافظة، والإشراف على تنفيذ العديد من المشاريع والمبادرات، مما أهلها لنيل ثقة الوزارة لتولي هذا المنصب الرفيع. وجاء هذا القرار بناءً على دعم وتوجيهات معالي وزير الصحة، في خطوة تعزز حضور الكفاءات النسائية في مواقع صنع القرار والخدمة الصحية بالمحافظات والمناطق، وتنسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تمكين المرأة ورفع كفاءتها المهنية والقيادية.

ضبط عمالة مخالفة تخزن المواد الغذائية بطرق تفتقر للاشتراطات الصحية في رأس تنورة
ضبط عمالة مخالفة تخزن المواد الغذائية بطرق تفتقر للاشتراطات الصحية في رأس تنورة

الرياض

timeمنذ 10 ساعات

  • الرياض

ضبط عمالة مخالفة تخزن المواد الغذائية بطرق تفتقر للاشتراطات الصحية في رأس تنورة

تمكنت الفرق الرقابية في بلدية محافظة رأس تنورة، مؤخرا، من ضبط سكن عمال بالمحافظة يقوموا بتخزين وتحضير مواد غذائية بطريقة عشوائية ويفتقر للاشتراطات الصحية، ومخالف للأنظمة، وهذه المواد تعود لأحد المطاعم بالمحافظة وعلى إثر ذلك تم التعامل معه وفق الأنظمة والتعليمات، وتم مصادرة واتلاف كافة محتوياته. وأوضح رئيس بلدية محافظة رأس تنورة المهندس محمد بن جاسم الجاسم، بأن تم توجيه المراقبين الصحيين بالبلدية بالشخوص على الموقع و مصادرة الكميات الموجودة وإتلافها والتي بلغت 80 كيلو جرام من اللحوم ومواد غذائية و أدوات وجميعها غير صالحة للاستخدام. وأكد المهندس الجاسم، بأن البلدية حريصة على صحة وسلامة الغذاء وضمان وصوله بالطرق السليمة لكافة أفراد المجتمع وتوفير أهم الخدمات الصحية لهم، وأن بلدية رأس تنورة، ووفقا لتوجيهات معالي أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد بن محمد الجبير، تقوم بتكثيف الجولات الرقابية على المنشآت الصحية ومختلف منافذ البيع بجولات صباحية وأخرى مسائية، مؤكدا بأن العمل على ذلك مستمر للمحافظة على الصحة العامة ورفع المستوى الصحي. ودعا رئيس بلدية محافظة رأس تنورة المهندس محمد الجاسم، جميع المواطنين والمقيمين للإبلاغ عن أي ملاحظات أو شكاوى عبر مركز البلاغات 940.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store