logo
هل يمكن لترامب سحب الجنسية الأميركية من ماسك وممداني؟

هل يمكن لترامب سحب الجنسية الأميركية من ماسك وممداني؟

الجزيرةمنذ 4 أيام
ألمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومسؤولون في إدارته إلى أنهم قد يفكرون في سحب الجنسية الأميركية من زهران ممداني المرشح الديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك.
وفي سياق منفصل، قال ترامب إن مساعده السابق إيلون ماسك قد يضطر إلى "إغلاق أعماله والعودة إلى جنوب أفريقيا"، وسط خلاف بشأن الإعفاءات الضريبية ومشروع قانون الإنفاق الذي تم تمريره بصعوبة.
لكن، هل تملك إدارة ترامب السلطة القانونية لسحب الجنسية من ممداني وماسك، وكلاهما مولود في الخارج ومجنس بالجنسية الأميركية؟
ما الحالة القانونية لممداني وماسك؟
وُلد ممداني (33 عاما) في العاصمة الأوغندية كمبالا لأبوين من أصل هندي، وانتقل إلى نيويورك في سن السابعة، وأصبح مواطنا أميركيا مجنسا في عام 2018.
أما ماسك فقد وُلد عام 1971 في بريتوريا بجنوب أفريقيا لأم كندية وأب جنوب أفريقي، انتقل إلى كندا في سن الـ17، وهو يحمل جنسيتها أيضا.
وفي عام 1992 انتقل إلى الولايات المتحدة للدراسة في جامعة بنسلفانيا، وأصبح مواطنا أميركيا مجنسا في عام 2002، وفقا لسيرة ذاتية كتبها الصحفي والتر إيزاكسون عام 2023.
في أكتوبر/تشرين الأول 2024 أفادت صحيفة واشنطن بوست بأن ماسك بدأ مسيرته المهنية في الولايات المتحدة دون تصريح عمل مناسب، لكن ماسك نفى ذلك، وكتب على منصة إكس "كنت أملك تصريحا للعمل في الولايات المتحدة"، موضحا أنه بدأ بتأشيرة "جيه-1″، ثم انتقل إلى تأشيرة "إتش- 1بي".
ماذا قالت إدارة ترامب عن ممداني؟
كتب آندي أوغلز النائب الجمهوري عن ولاية تينيسي إلى المدعية العامة بام بوندي في 26 يونيو/حزيران الماضي طالبا من وزارة العدل التحقيق فيما إذا كان ينبغي إخضاع ممداني لإجراءات سحب الجنسية.
وكتب أوغلز على صفحته في إكس "زهران (محمد الصغير) ممداني هو معادٍ للسامية، اشتراكي، شيوعي، سيدمر مدينة نيويورك العظيمة، يجب ترحيله، ولهذا أطالب بإخضاعه لإجراءات سحب الجنسية".
واستند أوغلز إلى تقارير تفيد بأن ممداني عبر عن تضامنه مع "أشخاص أدينوا بجرائم تتعلق بالإرهاب قبل حصوله على الجنسية الأميركية"، مشيرا إلى أنه ردد في إحدى أغانيه "حرروا الخمسة من مؤسسة الأرض المقدسة/ هؤلاء رجالي".
وأضاف أن ممداني رفض مؤخرا إدانة شعار "عولمة الانتفاضة" الذي يُنظر إليه على أنه دعوة لتوسيع الهجمات العنيفة ضد المدنيين في الولايات المتحدة والعالم.
كما تعهد ممداني بمنع عملاء إدارة الهجرة والجمارك المقنعين من ترحيل "جيراننا"، وعندما سُئل ترامب عن ذلك قال "إذا منعهم فسوف نعتقله".
وأضاف "لا نحتاج إلى شيوعي في هذا البلد، ولكن إذا كان لدينا واحد فسأراقبه عن كثب نيابة عن الأمة".
كيف رد ممداني؟
نشر ممداني بيانا على حسابه في إكس قال فيه "رئيس الولايات المتحدة هددني بالاعتقال وسحب الجنسية والاحتجاز والترحيل، ليس لأنني خالفت القانون، بل لأنني أرفض السماح لإدارة الهجرة والجمارك بترهيب مدينتنا".
ووصف إشادة ترامب بعمدة نيويورك الحالي إريك آدامز بأنها "غير مفاجئة"، مضيفا أن الناخبين سيرفضون هذا الخطاب في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ماذا قالت إدارة ترامب عن إيلون ماسك؟
رغم أن ماسك كان في السابق مساعدا رئيسيا لترامب ومتبرعا كبيرا لحملته فإن "مشروع القانون الكبير والجميل" الذي أقره مجلس الشيوخ تسبب في خلاف علني بينهما.
وينهي القانون الإعفاءات الضريبية على السيارات الكهربائية بقيمة تصل إلى 7500 دولار بدءا من 30 سبتمبر/أيلول المقبل، مما قد يؤثر على مبيعات تسلا.
وكتب ترامب على تروث سوشيال "بدون الدعم سيتعين على إيلون إغلاق أعماله والعودة إلى جنوب أفريقيا، لا مزيد من الصواريخ أو السيارات الكهربائية، وسنوفر ثروة".
هل يمكن قانونا سحب الجنسية من ممداني أو ماسك؟
نظريا، يمكن سحب الجنسية الأميركية المجنسة في حالات محددة، مثل:
– ارتكاب جرائم كبرى مثل الإرهاب أو جرائم الحرب أو الاحتيال في طلب التجنيس.
– الانضمام إلى جيش أجنبي أو الترشح لمنصب في حكومة أجنبية.
– إخفاء معلومات جوهرية أثناء عملية التجنيس.
لكن خبراء قانونيين يرون أن ذلك "غير مرجح" في حالة ماسك أو ممداني ما لم تُثبت الحكومة وجود احتيال مادي في طلباتهما الأصلية.
ما هو تاريخ سحب الجنسية في الولايات المتحدة؟
سحبت الولايات المتحدة الجنسية من مواطنين مجنسين في مناسبات مختلفة على مدار العقود الماضية.
وكانت حالات سحب الجنسية أكثر شيوعا خلال النصف الأول من القرن الـ20 أثناء الحربين العالميتين، ولاحقا خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي.
ووفقا لعالم السياسة باتريك ويل مؤلف كتاب "المواطن السيادي" الصادر عام 2017، فقد تم سحب الجنسية من مئات الأشخاص سنويا بين عامي 1926 ومنتصف الأربعينيات.
وكثفت الحكومة الأميركية محاولاتها لسحب الجنسية خلال فترتي "الذعر الأحمر" بين عامي 1917 و1920، ثم بين 1947 و1957 عندما كان الخوف من الشيوعية في أوجه داخل الولايات المتحدة، وخلال تلك الفترات كان من الصعب جدا الحصول على الجنسية الأميركية بالتجنس.
وشملت قائمة من سُحبت منهم الجنسية آنذاك شيوعيين ومتعاطفين مع النازية، ومن بين أبرز الحالات:
– إيما غولدمان: ناشطة وُلدت في ليتوانيا التي كانت آنذاك جزءا من الإمبراطورية الروسية، هاجرت إلى الولايات المتحدة عام 1885، وعندما اندلعت الحرب العالمية الأولى عارضت تدخل الولايات المتحدة والتجنيد الإجباري، فتم سجنها عام 1917 لمدة عامين في سجن ولاية ميزوري.
وعند إطلاق سراحها كانت موجة الهلع من الشيوعية قد تصاعدت، وفي عام 1919 تم سحب جنسيتها وترحيلها إلى روسيا السوفياتية.
إعلان
– بول كناور: وُلد في ألمانيا ووصل إلى الولايات المتحدة عام 1925، وأصبح مواطنا أميركيا عام 1937، وفي عام 1946 تم سحب جنسيته لأنه أخفى انتماءه إلى "رابطة الألمان الأميركيين"، وهي منظمة اعتُبرت مروجة للدعاية النازية.
في عام 1967 تباطأت وتيرة سحب الجنسية بعد أن قضت المحكمة العليا الأميركية بأنه لا يمكن حرمان أي مواطن أميركي من جنسيته قسرا إلا إذا ثبت أنه حصل عليها عن طريق الاحتيال أو ارتكب جرائم جسيمة.
وجاء هذا الحكم في نهاية قضية تتعلق ببايس أفرويم الذي وُلد في الولايات المتحدة وأصبح مواطنا أميركيا مجنسا عام 1926، حاولت الحكومة الأميركية سحب جنسيته لأنه صوّت في انتخابات تشريعية إسرائيلية عام 1951.
وبهذا الحكم ألغت المحكمة العليا قانونا فدراليا أميركيا كان ينص على إمكانية فقدان الجنسية الأميركية إذا شارك المواطن في انتخابات أجنبية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

محللون: إسرائيل أمام خيارين بشأن غزة وحماس لن تتنازل عن 3 نقاط
محللون: إسرائيل أمام خيارين بشأن غزة وحماس لن تتنازل عن 3 نقاط

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

محللون: إسرائيل أمام خيارين بشأن غزة وحماس لن تتنازل عن 3 نقاط

تتجه الأنظار إلى العاصمة القطرية الدوحة بعد وصول وفدي إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) للانخراط في مفاوضات ماراثونية سعيا لاتفاق جديد لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. وفي خطوة ليست ببعيدة عن مفاوضات الدوحة، توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية – إلى العاصمة الأميركية واشنطن للقاء الرئيس دونالد ترامب للمرة الثالثة خلال 6 أشهر. وتركز مفاوضات الدوحة على النقاط الخلافية، وأبرزها مدى انسحاب قوات الاحتلال من القطاع، وآلية دخول وتوزيع المساعدات، وضمانات إنهاء الحرب. وتشير تقديرات محللين إلى أن السيناريو الأقرب إلى الواقع هو التوصل لصفقة جزئية مدتها 60 يوما، في سيناريو مشابه لـ" اتفاق يناير/كانون الثاني 2025"، وسط خشية من عودة إسرائيل للحرب بعد خرقها الاتفاق الأول في 18 مارس/آذار الماضي. ضمانات حماس ووفق هذا التقدير، تتمسك حماس في المفاوضات بطلب ضمانات بشأن 3 نقاط لا تستطيع التنازل عنها، وهي وقف القتل والنزوح، والتجويع، والانسحاب إلى المنطقة العازلة، حسب حديث الباحث في الشؤون السياسية سعيد زياد لبرنامج "مسار الأحداث". وتركز مفاوضات الدوحة على ملفي الانسحاب الإسرائيلي والمساعدات الإنسانية، في حين سيكون وقف الحرب نهائيا محور اجتماع ترامب ونتنياهو. وبعد مرور أكثر من 21 شهرا على الحرب، تدرك إسرائيل أن حماس باقية في غزة، لذلك تبحث عن وسائل "لا تلزمها بوقف الحرب"، عبر عمليات عسكرية وأمنية تحول القطاع إلى منطقة مستباحة. على الطرف الآخر، تريد تل أبيب وواشنطن نزع سلاح غزة، ولا تريدان حكما فلسطينيا فيها، فضلا عن رغبة إسرائيلية في الاحتفاظ بمحوري فيلادلفيا و موراغ جنوبا. وبناء على هذا المشهد، فإن غزة ذاهبة إلى مرحلة "الحصار المطبق مقابل الإعمار"، وهو خيار مهلك لا يقل عن ديمومة الحرب وتدمير القطاع وتهجير سكانه، حسب زياد، مما يفرض على الفلسطينيين الصمود والقتال، مع ضرورة توفير مظلة عربية تحمي الفلسطينيين. خياران لا ثالث لهما أما ما يشغل حكومة نتنياهو -التي تواجه ضغوطا داخلية لوقف الحرب واستعادة الأسرى- فهو بحث اتفاق نهائي بشأن اليوم التالي للحرب، وليس الاتفاق المرحلي الخاص بالصفقة الجزئية، وفق الخبير بالشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى. ويتفق المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأميركية توماس واريك مع هذا الطرح، إذ يركز اجتماع ترامب ونتنياهو المرتقب على حكم غزة مستقبلا، وليس بشأن مفاوضات الدوحة وتفاصيلها. وحسب هذا التفكير، فإن إسرائيل قد تتفاوض على أوراق قوة تمتلكها، لكن لن تتنازل عنها، وهي عدم الانسحاب الكامل من قطاع غزة، وعدم التعهد بوقف الحرب بعد هدنة الـ60 يوما، وعدم تفكيك منظومة المساعدات الأميركية الإسرائيلية. لكن هذا التشدد الإسرائيلي لن ينسحب على ملف الأسرى، إذ يريد نتنياهو استعادة بعض المحتجزين، وإضعاف هذه الورقة التي تمتلكها حماس -حسب مصطفى- مقابل تعزيز أوراق إسرائيل التفاوضية. وبناء على هذا الوضع، تبدو إسرائيل أمام خيارين لا ثالث لهما، فالأول يقضي باحتلال كامل قطاع غزة ومحاولة تهجير سكانه، في حين يفضل نتنياهو الخيار الآخر بوقف الحرب والانسحاب إلى المنطقة العازلة مقابل رفض إعادة إعمار غزة وعدم إعطاء حماس أي فرصة لإعادة منظومتها العسكرية والحكومية. وبين مطالب حماس وخيارات إسرائيل، لا يبدو سيد البيت الأبيض في وارد منح ضمانات للفلسطينيين، لأن وجهة النظر الأميركية تعتقد أن حماس تريد تمديد المفاوضات دون التخلي عن سلطتها في غزة وعدم تسليم سلاحها، حسب واريك. وتميل واشنطن إلى خطة تستند إلى إدارة مؤقتة لغزة تجمع بين هيئة حكم دولية وجهات فلسطينية غير منتمية لأحزاب سياسية، وإرسال قوات حفظ سلام دولية. كما تعتبر نزع سلاح غزة شرطا أساسيا لإعادة إعمار القطاع، إضافة إلى ضمان عدم الاعتداء على هذه القوات الدولية. وفي هذا السياق، نقل موقع "والا" الإسرائيلي عن مسؤولين أميركيين قولهم إن ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء الحرب في غزة، إذ ستكون قضية اليوم التالي للحرب موضوعا مركزيا في اللقاء المرتقب. وحسب هؤلاء المسؤولين، فإن القضية الشائكة هي من سيسيطر على غزة بعد الحرب، وأن إسرائيل والولايات المتحدة ترغبان في تجنب سيناريو يشبه نموذج حزب الله في لبنان.

خبير بنمي للجزيرة نت: مخاوف ترامب من نفوذ الصين على قناة بنما مبررة
خبير بنمي للجزيرة نت: مخاوف ترامب من نفوذ الصين على قناة بنما مبررة

الجزيرة

timeمنذ 3 ساعات

  • الجزيرة

خبير بنمي للجزيرة نت: مخاوف ترامب من نفوذ الصين على قناة بنما مبررة

اعتبر الخبير القانوني البنمي ألونسو إيلوسيا أن مخاوف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من تغلغل النفوذ الصي ني في بلاده "مبررة" من منظور إستراتيجي، مشيرا إلى سيطرة شركات صينية على ميناءين حيويين على ضفتي قناة بنما ، فضلا عن مشاريع للبنية التحتية، وحذّر إيلوسيا من أن استمرار هذا التغلغل قد يهدد الشفافية والسيادة البنمية. وأوضح الخبير القانوني، في حوار خاص مع الجزيرة نت، أن بلاده بدأت اتخاذ خطوات مضادة مثل الانسحاب من مبادرة "الحزام والطريق"، وتعليق مشاريع صينية حيوية. ورأى إيلوسيا أن نهج إدارة ترامب تجاه بنما كان أكثر تشددا مقارنة بإدارة الرئيس السابق جو بايدن ، حيث اتسم بمطالب وتهديدات مباشرة تمس السيادة البنمية، منها طلب تمرير السفن الحربية الأميركية مجانا عبر القناة، واستقبال مهاجرين غير نظاميين مرحّلين من أميركا. واعتبر أن الحكومة البنمية أخفقت في وضع حدود واضحة أمام الضغوط الأميركية، كما أشار إلى الأهمية الجيوسياسية المتزايدة لبنما في حال نشوب صراع عالمي، لافتا إلى أن بعض القيادات العسكرية الأميركية تتصرف وكأن القناة لا تزال تحت السيطرة الأميركية الفعلية. ويعد ألونسو إيلوسيا من أبرز المتخصصين في القانون الدولي وحقوق الإنسان في بنما، وهو أستاذ جامعي ومستشار سياسي سابق، حاصل على شهادات عليا من جامعات تشيلي وكولومبيا الأميركية، ويكتب مقالات رأي أسبوعية في صحيفة (La Prensa) البنمية، فضلا عن عضويته في مجلس إدارة منظمة الشفافية الدولية – فرع بنما. وإلى نص الحوار: بداية، كمواطن بنمي، وكناشط سياسي ومحامي دولي، ماذا تمثل لك الولايات المتحدة؟ أميركا هي أهم حليف إستراتيجي لنا منذ الغزو العسكري الأميركي في عام 1989 للإطاحة بالنظام العسكري للرئيس مانويل أورتيجا، لكن الأمر تغيّر في الآونة الأخيرة بسبب خطاب ونهج الرئيس دونالد ترامب. لكن لا يعني ذلك أننا لا نتشارك القيم نفسها، فالقيم لا تزال موجودة. نحن نتقاسم القيم الديمقراطية ذاتها والشفافية وحقوق الإنسان، ونؤمن بالأهمية الأساسية للنظام الليبرالي الدولي. لكن في هذا الصدد، هناك استعداد أميركي لإهمال أهمية تلك القيم حاليا، لذلك لا أرى أن الولايات المتحدة وبنما الآن في المكان نفسه، ويمكن أن يتغير ذلك بسرعة. أعتقد أنني ما زلت أؤمن بمرونة النظام الديمقراطي الأميركي، وأعتقد أن التزامنا بالديمقراطية والشفافية وحقوق الإنسان قوي جدا، وأن الولايات المتحدة قوية جدا أيضا. وخلال الأشهر القليلة أو السنوات القليلة المقبلة، سنقوم بتعديل علاقتنا المالية بسبب الادعاءات السيئة بأن الصين تسيطر على بنما، وقناة بنما. هل تعتقد أن هذه القضايا التي تواجهها الآن بنما مع الولايات المتحدة هي بسبب شخصية وطبيعة ترامب؟ وهل كان الوضع مختلفا في عهد الرئيس جو بايدن؟ لم يكن الأمر كذلك خلال حكم بايدن، لكن لا أريد أن أعزو ما يحدث فقط إلى الطبائع الشخصية، حيث هناك الكثير من الأهداف الإستراتيجية والطرق التي تدار بها العملية الدبلوماسية. أرى أن ترامب أكثر حزما من الرئيس بايدن. لكنني أؤمن بقوة الشراكات، ففي فترة سابقة، لم تكن علاقات بنما وواشنطن مثالية، ولم يكن هناك تنسيق مثالي بين الدولتين. لديك أقوى دولة في العالم، كان يمكن أن تدخل حربا مع بلد صغير في أميركا الوسطى لديه قناة إستراتيجية من أجل إخضاعه. وبدلا من إخضاع هذا البلد لإرادتهم، قررت الولايات المتحدة التفاوض مع بنما بصورة ندية وتسليم قناة بنما لنا في النهاية. وتم ذلك لأنها كانت جزءا من جمهورية بنما. كان هذا هو مدى عظمة الولايات المتحدة في ذلك الوقت، وجعلت واشنطن من هذا الخصم أحد أهم حلفائها وأكثرهم موثوقية، وما زلت أعتقد أن بنما حليف للولايات المتحدة. لكن مع الخطاب المحيط بإنشاء قواعد عسكرية مشتركة والأشياء المحيطة بقناة بنما، لا يبدو أن الأمر سيستمر. ماذا يعكس اختيار وزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الدفاع بيت هيغسيث بنما لتكون المحطة الأولى في زيارتهما خارج الولايات المتحدة؟ هذا يؤكد الأهمية الإستراتيجية لبنما بالنسبة للولايات المتحدة، مرة أخرى، إنه ليس سلوكا شخصيا، نحن لا نتعامل هنا مع الشخصية رغم أن هذا عامل مهم. لكن أيضا من الناحية الإستراتيجية، تعد قناة بنما واحدة من أهم الأصول الإستراتيجية للأمن القومي الأميركي، في حالة نشوب صراع تشارك فيه الولايات المتحدة بأوروبا، خاصة إذا كنت بحاجة إلى تعبئة موارد المحيط الهادي. قناة بنما هي الأصول الأكثر إستراتيجية وأهمية التي تمتلكها الولايات المتحدة، وهذا يجعل بنما حليفا مهما للغاية ولاعبا مهما بالنسبة لواشنطن، وقد ظهر ذلك من خلال زيارة الوزيرين. وبلا شك، هناك قلق رئيسي واحد مهم وهو ادعاء ترامب بأن قناة بنما يسيطر عليها الجيش الصيني. وهذا الادعاء لا أساس له من الصحة، وليس له أساس قانوني أو وقائعي. لكن في الواقع، لدينا مخاوف مثيرة للقلق حول وجود الصين ونفوذ الصين في دائرة الحكم ببنما، ليس بشكل مباشر أو بشكل يرتبط بالقناة، فللصين سيطرة على ميناءين، واحد في المحيط الهادي، والآخر في المحيط الأطلسي، وأيضا على العديد من أعمال البنية التحتية الحيوية الرئيسية. الصينيون يبنون مركزا للمؤتمرات، ويبنون جسرا فوق قناة بنما، وأيضا كانوا يعملون في الطاقات المتجددة، ويقومون ببعض الأعمال في منشأة ميناء الحاويات، وكانوا يتحكمون في محطة الغاز لتوليد الكهرباء.. نعم للصين وجود إستراتيجي هنا. ومنذ فوز ترامب قلّ الشعور بهذا التأثير الذي كانت تمارسه الصين تدريجيا هنا في هذه المدينة. كنا نعلم بالفعل أن لدينا وجودا إستراتيجيا للصين وحتى مؤشر الصين الذي يقيس حجم نفوذ الصين في جميع أنحاء العالم وضع بنما في الترتيب الـ12 في العالم من ناحية التأثير الصيني، لذلك كان منطقيا إثارة هذه المخاوف. ولكن كما ذكرت للتو يجب أن تعمل بنما والولايات المتحدة معا بشكل شامل من أجل مواجهة نفوذ الصين في بنما وحول منطقة القناة. وهناك إجراءات جارية لنقل ملكية وإدارة الميناءين المملوكتين لشركة هونغ كونغ لشركة بلاك روك الأميركية، ونحن في انتظار إجراءات هيئة مكافحة الاحتكار في الصين للتصديق على هذا الإجراء. لماذا قبلت بنما استقبال الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين من الولايات المتحدة رغم كونهم ليسوا من بنما في الأصل؟ نعم. إنه شيء سيئ ويذهلني، ويحيرني، وهو أيضا غير منطقي لأن معظم هؤلاء الأشخاص كانوا يتعرضون للاضطهاد في بلدانهم الأصلية لا يجب أن يعودوا إليها، ولا يجب أن تكون بنما محطة ثالثة لهم. إذا ألقيت نظرة على تقرير صحيفة نيويورك تايمز عن الأشخاص الذين تم ترحيلهم من بنما إلى بلدانهم الأصلية فستعرف ما أقصده، فجميعهم كانوا مضطهدين في بلدانهم. طلبت واشنطن تسريع مرور السفن الحربية الأميركية من القناة، وإعفاءها من الرسوم المالية المقررة عليها، ما رد فعلكم؟ هذا جزء من الموقف الإشكالي الذي تتخذه بنما حاليا، لأن بنما حاولت استرضاء واشنطن في موقف تلو الآخر، تطلب واشنطن أن نتلقى مهاجرين، نرد بالإيجاب، وتطلب واشنطن المرور المجاني عبر القناة لسفنها العسكرية، نوافق على ذلك، على الرغم من أن مدير قناة بنما قال إنه لن يمنحهم حرية المرور المجانية، لكن الحكومة تقول إنهم يريدون القيام بذلك، فسوف يفعلون. ما تحصل عليه بنما من مرور السفن العسكرية الأميركية قليل جدا، هو أقل مما تنفقه هذه السفن على القهوة. لكن ما الذي يزعج واشنطن في تأسيس علاقات بين بنما والصين؟ يقول أنصار ترامب إن الصينيين سيحاولون الاستيلاء على القناة، وإن بنما لا تستطيع منعهم. وتشير أحدث البيانات إلى نمو علاقات بنما مع الصين منذ عام 2017، حين أسست الصين وجودا إستراتيجيا في بنما، وقد رفضت أنا ومجموعة أخرى من البنميين ذلك، ونعمل على مواجهته. ومع كل جهودنا، وفي حالتي، من وجهة نظر أكاديمية، كنت أكتب العديد من التقارير حول نفوذ الصين في بنما، وكيف يمكن أن يحد ذلك من عملياتنا الديمقراطية، وكيف يمكن أن يتغير النظر في قضية حقوق الإنسان لدينا، وأيضا كيف يمكن أن يُخفي شفافيتنا. التغول الصيني في بنما مزعج بسبب اختلاف القِيم السياسية بين الدولتين، وهذا يتعارض مع سيادتنا وسلامتنا المجتمعية. لكن بنما كانت عضوا في مبادرة "طريق الحرير"، والآن لم تعد كذلك، لذا، فهم يتخذون بعض الإجراءات القوية لمواجهة تأثير الصين المتزايد، وقد انسحبت بنما من مبادرة "طريق الحرير" بعد زيارة روبيو مباشرة، وتحديدا بعد الاجتماع الفردي بين روبيو والرئيس مولينو. وقبل ذلك، اتخذت بنما بالفعل عدة خطوات، ففي عام 2020، قررت بنما إلغاء عقد مع شركة صينية من شنغهاي كانت تشرف على ميناء حاويات في مدينة كولون عند مخرج القناة على المحيط الأطلسي، وأوقفت أيضا مشروع مصنع تابع لشركة صينية مختصة في بناء محطة لتوليد الكهرباء بالغاز. وقد حذرنا، كمنظمات مجتمع مدني، من هذا التأثير المتزايد الذي كانت تمارسه جمهورية الصين على بنما، وأكدنا أنه يجب علينا أن نفعل شيئا حياله، ولن نتوقف عن ذلك. ماذا عن الوجود الصيني البشري داخل بنما؟ وهل يأتي سياح صينيون لزيارة بنما؟ نعم. لدينا أكبر جالية صينية بين دول أميركا الوسطى والجنوبية، وهناك مئات الآلاف من الصينيين يعيشون هنا منذ عقود طويلة، ويُقدّر عددهم بين 200 و300 ألف شخص. وجاء الصينيون على موجات هجرة متقطعة إلى بنما، أولا في خمسينيات القرن التاسع عشر، عندما كانت بنما تبني، جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة، سكة حديد بنما، حين كنا نحاول ربط الساحل الغربي بالشرقي عن طريق القطارات، وكان معظم عمال السكك الحديدية صينيين. ثم جاؤوا أثناء بناء القناة، وبعد ذلك جاؤوا من جنوب الصين، من كانتون، بعد انتصار الشيوعيين وسيطرتهم على الحكم في نهاية الحرب العالمية الثانية. ثم جاء من كانوا يهربون أثناء الثورة الثقافية لماو. وتاريخيا، الجالية الصينية في بنما غير متحالفة مع الحزب الشيوعي الصيني، والكثير من قادة مظاهرات ميدان تيانانمن الديمقراطية هربوا إلى بنما. وأغلب الصينيين في بنما مناهضون للنظام الشيوعي في الصين، لذلك، إذا ذهبنا إلى أبعد من ذلك، كان الوجود الدبلوماسي للصين في بنما، منذ عام 1911 وحتى عام 2017، ممثلا لتايوان، وليس الصين، حيث كانت علاقاتنا مع تايوان قوية جدا، لكنها انتهت لصالح العلاقة مع الصين. أثناء حجزي تذكرة للقدوم من واشنطن إلى بنما، اكتشفت أن هناك حوالي 50 رحلة يوميا من 19 مدينة أميركية إلى بنما. وهذا رقم ضخم مقارنة بحجم بنما. ألا يعني ذلك أن هناك تواصلا كبيرا بين الدولتين وتفاعلات ضخمة تتخطى خطاب ترامب؟ نعم، أنا نتاج هذا التفاعل. أنا محامٍ من جامعة كولومبيا في نيويورك. هناك تفاعلات ضخمة بيننا وبين أميركا. الولايات المتحدة هي أهم دولة لنا، ليس فقط من الناحية الأمنية، ولكن أيضا من الناحية التجارية. لدينا معاهدة لتعزيز التجارة، ولدينا أيضا روابط مهمة جدا في بلدنا، خاصة في صناعة الطيران، كما ذكرتُ للتو، لدينا اتصال مع معظم المدن المهمة في الولايات المتحدة، ويحدث الشيء نفسه مع بلدان أخرى، كبريطانيا. ومع كولومبيا، لدينا رحلات يومية يبلغ عددها حوالي 20 رحلة، وهي مستمرة بلا توقف. لدينا علاقة إستراتيجية مع الولايات المتحدة، والشعب يرحب بذلك، إذا سألتَ أي بنمي، فسيقول لك إن الحفاظ على هذه العلاقة الإستراتيجية ضرورة قصوى. تواجه القناة الكثير من التحديات بسبب الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية، وهي أمور لا يعترف بها ترامب. وهناك الكثير من التقارير حول نقص المياه والجفاف، وقد يؤثر ذلك على مستقبل القناة.. كيف ترون هذه المعضلة؟ كيف يمكننا أن نضمن توفر الموارد الكافية لمنح القناة القدرة على الحفاظ على نفسها طوال الوقت؟ يمكن التعامل مع ذلك بفعالية عبر البحيرات المغذية للقناة، خاصة خزان بحيرة غاتون. وفي السنوات المقبلة، سيكون هناك ازدياد سكاني، لذلك يتعين على الحكومة البنمية وهيئة قناة بنما إشراك المجتمع في البحث عن حلول، وإيجاد مخرج لهذه المعضلة، وهناك تفكير في بناء المزيد من البحيرات الصناعية. لدينا ميناءان جديدان في المحيط الهادي، و3 موانئ في المحيط الأطلسي، ويبلغ طول الطريق بين الجانبين 76 كيلومترا فقط. وعلينا بناء قناتين جافتين، إضافة إلى بناء 4 موانئ ضخمة، وخطين آخرين للسكك الحديدية من أجل ترسيخ السيادة، وجلب كل تجارة جانبي المحيطين إلى بنما لجعلها أكثر تنافسية، في مواجهة منافسات مستقبلية عند النقطة التي تلتقي فيها السلفادور مع الإكوادور.

وفد التفاوض الإسرائيلي يصل الدوحة وترامب يسعى للتوافق مع نتنياهو بشأن غزة
وفد التفاوض الإسرائيلي يصل الدوحة وترامب يسعى للتوافق مع نتنياهو بشأن غزة

الجزيرة

timeمنذ 3 ساعات

  • الجزيرة

وفد التفاوض الإسرائيلي يصل الدوحة وترامب يسعى للتوافق مع نتنياهو بشأن غزة

وصل وفد التفاوض الإسرائيلي إلى الدوحة، اليوم الأحد، لإجراء مفاوضات غير مباشرة مع وفد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، في حين توجّه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب للجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب- إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ونقل موقع والا الإسرائيلي عن مسؤولين أميركيين أن ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء الحرب في غزة، وأن قضية "اليوم التالي" للحرب ستكون موضوعا مركزيا في لقائهما المقرر غدا الاثنين. وأضافوا أن الرئيس الأميركي يرغب في الاستماع إلى موقف نتنياهو بشأن هذه القضية والتوصل إلى تفاهمات. كما نقل الموقع عن مسؤول أميركي قوله "نريد التوصل إلى إطار متفق عليه بشأن ما سيكون عليه الوضع في غزة بعد الحرب". "قضية شائكة" وذكر موقع والا نقلا عن عدد من المسؤولين أن "القضية الشائكة هي مَن سيسيطر على غزة بعد الحرب"، وأن إسرائيل والولايات المتحدة ترغبان في "تجنب نموذج يشبه نموذج حزب الله في لبنان". وأضافت المصادر ذاتها أن نتنياهو "يعارض حكم حماس في غزة، كما يعارض أيضا أي دور للسلطة الفلسطينية في إدارة القطاع". في الوقت نفسه، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن نتنياهو قال في محادثات مغلقة "أرغب في التوصل إلى اتفاق، وأنا واثق من أن ذلك ممكن". "مطالب حماس مقبولة" ونقلت قناة "آي 24" الإسرائيلية عن مسؤول قوله إن "جميع مطالب حماس مقبولة لدى الأميركيين، وهي ليست أمورا قد تعرقل المفاوضات". ووفقا لما نقلته القناة، فإن هناك محاولة لتحقيق تقدم خلال الـ24 ساعة المقبلة، في حين ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن وفد التفاوض الإسرائيلي وصل إلى الدوحة، ويبدأ مفاوضاته رسميا غدا الاثنين. إعلان وكانت حركة حماس قد سلّمت ردها إلى الوسطاء مساء الجمعة، وأكدت، في بيان، استعدادها "بكل جدية للدخول فورا في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ هذا الإطار". كما ذكرت في بيان لاحق أن هذه الخطوة جاءت بعد تنسيق واتصالات واسعة مع قادة الفصائل والقوى الفلسطينية للخروج برد موحد. من ناحية أخرى، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف قوله في لقاء مع ممثلين للجالية اليهودية في نيويورك "آمل أن تنهي إسرائيل الحرب". وأشاد ويتكوف بدور قطر في الوساطة بمفاوضات وقف إطلاق النار، وقال إن هناك "زخما كبيرا للتوصل إلى اتفاق، والأمور تسير في الاتجاه الصحيح". الاتفاق المحتمل ولم تتحدث مصادر رسمية عن تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار، لكن وسائل إعلام إسرائيلية قالت إنه يتضمن الإفراج عن نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء في غزة (10 أسرى)، إضافة إلى جثامين 18 أسيرا على 5 مراحل خلال وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما. في المقابل، تفرج إسرائيل عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين الذين تحتجزهم، وتسحب قواتها تدريجيا من مناطق متفق عليها داخل غزة. وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، في حين يقبع بسجونها آلاف الفلسطينيين الذين يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية. وتتهم المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى نتنياهو بأنه رفض مرارا مقترحات إنهاء الحرب، مستجيبا للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية. ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال حرب إبادة على سكان قطاع غزة، أسفرت، حتى الآن، عن استشهاد أكثر من 57 ألف شخص وإصابة أكثر من 135 ألفا، وتشريد كل سكان القطاع تقريبا وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية ، وفقا لما وثقته تقارير فلسطينية ودولية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store