logo
تحليل عسكري يفند ادعاءات هيجسيث: مساعدات أوكرانيا لن تؤثر على مخزون الذخائر

تحليل عسكري يفند ادعاءات هيجسيث: مساعدات أوكرانيا لن تؤثر على مخزون الذخائر

قامت وزارة الدفاع الأميركية هذا الأسبوع بتعليق شحنة أسلحة كانت موجهة إلى أوكرانيا، وذلك بسبب ما قال المسؤولون إنه "قلق من انخفاض المخزونات الأميركية"، لكن، تحليلاً أجراه ضباط عسكريون كبار، أظهر أن "حزمة المساعدات لن تُعرض الذخائر الأميركية للخطر"، بحسب ما نقلت شبكة NBC عن 3 مسؤولين أميركيين.
وذكرت الشبكة الأميركية، أن خطوة تعليق الشحنة العسكرية، فاجأت وزارة الخارجية، وأعضاء الكونجرس، ومسؤولين في كييف، وحلفاء أوروبيين، وفقاً لمصادر متعددة مطلعة على الموضوع، كما انتقد القرار سياسيون من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي ممن يدعمون تقديم المساعدة لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.
وقال النائب الديمقراطي البارز آدم سميث (عن ولاية واشنطن) إن استخدام وزارة الدفاع لمبرر "الجاهزية القتالية" لوقف المساعدات هو أمر غير صادق، مضيفاً أن السبب الحقيقي يبدو أنه السعي لتنفيذ أجندة تهدف إلى وقف المساعدات الأميركية لأوكرانيا.
"قرار أحادي من هيجسيث"
وأضاف سميث، وهو عضو بارز في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، أن المخزونات الحالية ليست أقل مما كانت عليه خلال الثلاث سنوات ونصف من الصراع في أوكرانيا.
وقال إن فريقه "اطّلع على الأرقام"، وإنه، دون الخوض في التفاصيل، لا توجد مؤشرات على وجود نقص يبرر تعليق المساعدات.
وذكرت شبكة NBC أن قرار تعليق شحنة الأسلحة الأميركية اتُخذ من جانب وزير الدفاع بيت هيجسيث، بشكل أحادي، وفقاً لما قاله 3 مساعدين في الكونجرس، ومسؤول أميركي سابق مطلع على المسألة.
وكانت هذه المرة الثالثة التي يوقف فيها هيجسيث مساعدات إلى أوكرانيا من تلقاء نفسه، بعد حالتين مماثلتين في فبراير ومايو الماضيين، تم التراجع عنهما لاحقاً بعد أيام.
ويؤيد المسؤول الكبير في البنتاجون إلبرج كولبي، وهو وكيل وزارة الدفاع للسياسات، هذه الخطوات، بحسب المصادر، ويُعرف كولبي بتأييده لتقليص الالتزام الأميركي في أوكرانيا وتحويل الموارد إلى منطقة المحيط الهادئ لمواجهة الصين.
وأعرب مشرّعون من الحزبين عن غضبهم لعدم إبلاغهم مسبقاً، وشرعوا في التحقيق فيما إذا كان تأخير الشحنة يُعد انتهاكاً للتشريعات التي تفرض تقديم المساعدة الأمنية لأوكرانيا، بحسب مساعدي الكونجرس، كما يحاول هؤلاء المشرّعون وبعض الحلفاء الأوروبيين فهم أسباب هذا التعليق، والعمل على التراجع عنه.
مراجعة مستمرة للذخائر
من جانبها، دافع البيت الأبيض عن القرار، وقال إنه جاء في سياق مراجعة مستمرة تجريها وزارة الدفاع للمساعدات الأميركية المقدّمة للحلفاء، وقد بدأت هذه المراجعة الشهر الماضي.
وكان الوزير هيجيسث أصدر مذكرة يأمر فيها هيئة الأركان المشتركة في البنتاجون بمراجعة مخزونات الذخائر، ووفقاً لثلاثة مسؤولين مطلعين، أظهرت التقييمات أن بعض الذخائر عالية الدقة كانت منخفضة، لكن لم تصل إلى مستويات حرجة.
وخلصت هيئة الأركان إلى أن الاستمرار في تقديم المساعدة لأوكرانيا، لن يؤدي إلى خفض الذخائر الأميركية إلى ما دون المستوى اللازم للحفاظ على الجاهزية القتالية.
ولم ترد وزارة الدفاع على طلب للتعليق الخميس، في حين وصف المتحدث باسم البنتاجون، شون بارنيل، التقييم بأنه "مراجعة للقدرات" خلال إحاطة الأربعاء.
وقال بارنيل: "لا يمكننا إرسال الأسلحة إلى كل مكان في العالم. من واجبنا أن نُقدم للرئيس إطاراً يستطيع من خلاله تقييم عدد الذخائر التي لدينا وأين نرسلها، وهذه العملية جارية الآن".
ودعت أوكرانيا واشنطن بشكل عاجل لتزويدها بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي، بعدما صعّدت روسيا من قصفها للمدن الأوكرانية.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، شنت روسيا أكبر هجوم جوي منذ بدء الحرب قبل ثلاث سنوات، أطلقت فيه 60 صاروخاً و477 طائرة مسيّرة عبر البلاد.
وتضمنت الشحنة المعلقة عشرات من صواريخ باتريوت الاعتراضية، وهي أسلحة تطلبها بإلحاح كييف، لتدمير الصواريخ الروسية، بالإضافة إلى قذائف مدفعية عيار 155 ملم، وصواريخ هيلفاير، وأنظمة صواريخ دقيقة التوجيه تُعرف باسم GMLRS، وقاذفات قنابل يدوية، وصواريخ ستينجر أرض-جو، وصواريخ AIM جو-جو.
وقال مصدرين إن ضباط ومسؤولون عن الشحنة تلقوا خبر إلغاء التسليم لأوكرانيا، وهم بصدد عملية تحميل للأسلحة الأميركية في بولندا، ودول أوروبية أخرى.
تعليق المساعدات الأميركية لأوكرانيا
ومنذ أن بدأت الولايات المتحدة بإرسال شحنات كبيرة من الأسلحة إلى كييف في أعقاب الهجوم الروسي في فبراير 2022، أبدى المسؤولون والقادة الأميركيون قلقهم المتزايد بشأن حالة مخزونات الذخيرة والمعدات الأخرى.
وكشفت جهود المساعدات هذه عن ضعف قاعدة الصناعة الدفاعية في الولايات المتحدة في ما يخص القدرة على تعويض تلك المخزونات، وفي بعض الحالات، أدى ذلك إلى بلوغ مستويات خطيرة من النقص في بعض أنواع الذخيرة، مثل قذائف المدفعية عيار 155 ملم، بحسب عدة مسؤولين أميركيين، وضباط عسكريين سابقين.
وفي رسالة إلى الرئيس دونالد ترمب، طلب النائب الجمهوري عن ولاية بنسلفانيا براين فيتزباتريك عقد إحاطة طارئة من البيت الأبيض ووزارة الدفاع لمراجعة القرار القاضي بـ"حجب مساعدات عسكرية عاجلة ومنقذة للحياة عن أوكرانيا".
وأكد فيتزباتريك أنه من الممكن الحفاظ على مخزون كاف من الأسلحة للجيش الأميركي، وفي الوقت نفسه توفير الدعم العسكري الضروري لكييف.
من جانبه، دافع دان كالدويل، وهو مسؤول سابق رفيع في البنتاجون، عن قرار هيجيسث وكولبي بوقف المساعدات، قائلاً: "هما يعطيان الأولوية لأمن وجهوزية جيشنا، بدلًا من محاولة إرضاء أوساط السياسة الخارجية، التي غالباً ما تتجاهل القيود الحقيقية التي يواجهها الجيش الأميركي".
وسبق لوزير الدفاع الأميركي أن علق المساعدات لأوكرانيا مرتين من قبل دون تنسيق واضح مع المشرعين في الكونجرس أو حتى داخل الإدارة نفسها، وكانت المرة الأولى في فبراير، وأثارت رد فعل غاضب من رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، روجير ويكر (جمهوري عن ولاية ميسيسيبي)، الذي وصف القرار بأنه "خطأ مبتدئ".
أما المرة التالية فكانت في أوائل مايو، وفقاً لما قاله مساعد في مجلس الشيوخ، وفي كلا الحالتين، تم التراجع عن قرارات تعليق المساعدات بعد بضعة أيام فقط.
وقال النائب الجمهوري عن ولاية تكساس مايكل ماكول، وهو من أبرز الداعمين للمساعدات العسكرية لأوكرانيا، إن من الضروري إرسال رسالة واضحة إلى روسيا بأن الولايات المتحدة تقف إلى جانب كييف.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وزير الخزانة الأمريكي: نقترب من إبرام عدد من الاتفاقات التجارية
وزير الخزانة الأمريكي: نقترب من إبرام عدد من الاتفاقات التجارية

أرقام

timeمنذ 36 دقائق

  • أرقام

وزير الخزانة الأمريكي: نقترب من إبرام عدد من الاتفاقات التجارية

قال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت اليوم الأحد إن الولايات المتحدة تقترب من التوصل إلى عدد من الاتفاقات التجارية قبل موعد التاسع من يوليو تموز الجاري الذي يبدأ فيه سريان رسوم جمركية مرتفعة، متوقعا صدور عدة إعلانات كبيرة في الأيام المقبلة. وأضاف بيسنت لشبكة (سي.إن.إن) أن إدارة ترامب ستبعث أيضا برسائل إلى 100 دولة لا تجمعها تعاملات تجارية كبيرة بالولايات المتحدة لإخطارها بأنها ستواجه رسوما جمركية أعلى تحددت في بادئ الأمر في الثاني من أبريل نيسان قبل تعليقها حتى التاسع من يوليو تموز. وقال "سيوجه الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب رسائل إلى بعض شركائنا التجاريين يقول فيها 'إذا لم تحركوا الأمور، فسنعود في أول أغسطس إلى مستوى الرسوم الجمركية التي تحددت لكم في الثاني من أبريل. لذا أعتقد أننا سنشهد سريعا جدا (إبرام) الكثير من الاتفاقات".

وزير الخزانة الأميركي: نقترب من إبرام عدد من الاتفاقات التجارية
وزير الخزانة الأميركي: نقترب من إبرام عدد من الاتفاقات التجارية

الشرق الأوسط

timeمنذ 37 دقائق

  • الشرق الأوسط

وزير الخزانة الأميركي: نقترب من إبرام عدد من الاتفاقات التجارية

قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، الأحد، إن الولايات المتحدة تقترب من التوصل إلى عدد من الاتفاقات التجارية قبل موعد التاسع من يوليو (تموز) الحالي الذي يبدأ فيه سريان رسوم جمركية مرتفعة، متوقعاً صدور عدة إعلانات كبيرة خلال الأيام المقبلة. وأضاف بيسنت لشبكة «سي إن إن» أن إدارة ترمب ستبعث أيضاً برسائل إلى 100 دولة لا تجمعها تعاملات تجارية كبيرة بالولايات المتحدة لإخطارها بأنها ستواجه رسوماً جمركية أعلى تحددت في بادئ الأمر في الثاني من أبريل (نيسان) قبل تعليقها حتى التاسع من يوليو. وقال الوزير: «سيوجه الرئيس (الأميركي دونالد) ترمب رسائل إلى بعض شركائنا التجاريين يقول فيها إذا لم تحركوا الأمور، فسنعود في أول أغسطس (آب) إلى مستوى الرسوم الجمركية التي تحددت لكم في الثاني من أبريل؛ لذا، أعتقد أننا سنشهد سريعاً جداً (إبرام) الكثير من الاتفاقات». ونفى بيسنت أن يكون الأول من أغسطس موعداً نهائياً جديداً للمفاوضات. وقال: «هذا هو موعد حدوث ذلك. إذا كنتم ترغبون في تسريع الأمور، فافعلوا ذلك. أما إذا كنتم ترغبون في العودة إلى الرسوم القديمة، فهذا خياركم». وقال وزير الخزانة الأميركي إن إدارة ترمب تُركز على 18 شريكاً تجارياً مهماً يُمثلون 95 في المائة من العجز التجاري الأميركي. لكنه قال إن هناك «تلكؤاً كبيراً» بين الدول في التوصل إلى اتفاق تجاري. وامتنع عن ذكر أسماء الدول التي كانت قريبة من إبرام اتفاق تجاري، مضيفاً: «لأنني لا أريد أن أتركها تفلت من العقاب». وصرح ترمب مراراً وتكراراً بأن الهند على وشك توقيع اتفاق، وأعرب عن أمله في إمكانية التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي، بينما شكك في إمكانية التوصل إلى اتفاق مع اليابان. ومنذ توليه منصبه، أشعل الرئيس الأميركي حرباً تجارية عالمية قلبت الأسواق المالية رأساً على عقب، ودفعت صانعي السياسات إلى التسرع لحماية اقتصاداتهم، بما في ذلك من خلال إبرام صفقات مع الولايات المتحدة ودول أخرى. وفي 2 أبريل، أعلن ترمب عن فرض رسوم جمركية أساسية بنسبة 10 في المائة ومبالغ إضافية على معظم الدول، بعضها يصل إلى 50 في المائة. وأثار هذا اضطراباً في الأسواق المالية؛ ما دفع ترمب إلى تعليق جميع الرسوم باستثناء 10 في المائة لمدة 90 يوماً لإتاحة مزيد من الوقت للمفاوضات لإبرام الصفقات، لكن العملية أثبتت أنها أكثر صعوبة مما كان متوقعاً. وتنتهي هذه الفترة في 9 يوليو أي يوم الأربعاء، على الرغم من أن ترمب صرّح، صباح الجمعة، بأن الرسوم الجمركية قد تكون أعلى من ذلك – وقد تصل إلى 70 في المائة - ومن المقرر أن يدخل معظمها حيز التنفيذ في 1 أغسطس. وعندما سُئل بيسنت عن نسبة الـ70 في المائة، أشار إلى قائمة 2 أبريل، لكنها لم تتضمن هذه المعدلات المرتفعة. وأوضح أن «الخطة المتبعة في محادثات التجارة تقوم على ممارسة أقصى قدر من الضغط... الولايات المتحدة لديها قوة تفاوضية في محادثات التجارة مع الاتحاد الأوروبي»، موضحاً في تصريحات لقناة «فوكس نيوز»: «المحادثات التجارية مع الاتحاد الأوروبي تمضي قدماً». إضافة إلى ذلك، نقلت قناة «سي إن بي سي تي في 18» الإخبارية الهندية، الأحد، عن مصادر قولها، إن من المحتمل أن تتخذ الهند والولايات المتحدة قراراً نهائياً بشأن اتفاق تجاري مصغر في غضون 48 ساعة. وأضافت القناة عبر منصة «إكس» أن المحادثات بشأن الاتفاق التجاري المصغر اكتملت، وأن الجانبين سيشرعان في مفاوضات بشأن اتفاق أوسع نطاقاً بعد التاسع من يوليو الحالي. ونقلت القناة عن مصادر لم تذكرها بالاسم قولها، إن من المتوقع أن يبلغ متوسط الرسوم الجمركية بموجب الاتفاق التجاري المصغر 10 في المائة.

كيف يستخدم ترمب «نظرية الرجل المجنون» في تغيير العالم؟
كيف يستخدم ترمب «نظرية الرجل المجنون» في تغيير العالم؟

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

كيف يستخدم ترمب «نظرية الرجل المجنون» في تغيير العالم؟

عندما سُئل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الشهر الماضي، عما إذا كان يخطط للانضمام إلى إسرائيل في حربها ضد إيران، قال: «قد أفعل ذلك. وقد لا أفعله. لا أحد يعلم ما سأفعله». وبعد أن أوحى للعالم بأنه وافق على هدنة لمدة أسبوعين للسماح لإيران باستئناف المفاوضات، قام بقصف مواقعها النووية. ووفق ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، فثمة نمط آخذ في الظهور: أن أكثر ما يُمكن التنبؤ به في ترمب هو عدم القدرة على التنبؤ بتصرفاته. فهو يغير رأيه. ويناقض نفسه دائماً. ويقول بيتر تروبويتز، أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد: «لقد بنى (ترمب) عملية صنع سياسات شديدة المركزية، ويمكن القول إنها الأكثر مركزية، على الأقل في مجال السياسة الخارجية، منذ ريتشارد نيكسون». وهذا يجعل قرارات السياسة أكثر اعتماداً على شخصية ترمب وتفضيلاته ومزاجه. ولقد استغل ترمب هذا الأمر سياسياً؛ فقد جعل من «عدم القدرة على التنبؤ بتصرفاته» رصيداً استراتيجياً وسياسياً رئيسياً له. والآن، تُوجّه هذه السمة الشخصية السياسة الخارجية والأمنية للبيت الأبيض، ويمكن القول إنها «تُغيّر شكل العالم». ووفق «بي بي سي»، يُطلق علماء السياسة على هذه النظرية اسم «نظرية الرجل المجنون»؛ حيث يسعى زعيم عالمي إلى إقناع خصمه بأنه قادر على فعل أي شيء بطبعه، لانتزاع تنازلات منه. وإذا استُخدمت بنجاح، فقد تُصبح شكلاً من أشكال الإكراه، ويعتقد ترمب أنها تُؤتي ثمارها؛ إذ تُوصل حلفاء الولايات المتحدة إلى حيث يُريدهم. ولكن هل هذا نهج يُمكن أن يُجدي نفعاً ضد الأعداء؟ بدأ ترمب رئاسته الثانية باحتضان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومهاجمة حلفاء أميركا. أغضب كندا بقوله إنها يجب أن تصبح الولاية الحادية والخمسين للولايات المتحدة. وقال إنه مستعد للنظر في استخدام القوة العسكرية لضم غرينلاند. وأكد أن على أميركا استعادة ملكية قناة بنما والسيطرة عليها. وبخصوص حلف شمال الأطلسي (الناتو)، تُلزم المادة الخامسة من ميثاق الحلف كل عضو بالدفاع عن الأعضاء الآخرين جميعهم. وقد أثار ترمب شكوكاً حول التزام أميركا بذلك. وصرح بن والاس، وزير الدفاع البريطاني السابق، قائلاً: «أعتقد أن المادة الخامسة على وشك الانهيار». وكُشفت سلسلة من الرسائل النصية المسربة عن «ثقافة الازدراء» السائدة في البيت الأبيض بقيادة ترمب تجاه الحلفاء الأوروبيين. وصرّح نائب ترمب، جي دي فانس، بأن الولايات المتحدة لن تكون بعد الآن الضامن لأمن أوروبا. وبدا أن هذا القرار يطوي صفحة 80 عاماً من التضامن عبر الأطلسي. وقال تروبويتز: «ما فعله ترمب هو إثارة شكوك وتساؤلات جدية حول مصداقية التزامات أميركا الدولية، ومهما كانت علاقات تلك الدول (في أوروبا) مع الولايات المتحدة، سواءً في الأمن أو الاقتصاد أو غيرها، فإنها الآن عرضة للتفاوض في أي لحظة». وأضاف: «أشعر أن معظم من يُحيطون بترمب يعتقدون أن عدم القدرة على التنبؤ أمر جيد؛ لأنه يسمح لترمب باستغلال نفوذ أميركا لتحقيق أقصى مكاسب... وهذا أحد الدروس التي استخلصها من التفاوض في عالم العقارات». ولقد أتى نهج ترمب بثماره. فقبل 4 أشهر فقط، أعلنت بريطانيا أنها ستزيد إنفاقها الدفاعي والأمني ​​إلى نسبة 2.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، بدلاً من 2.3 في المائة. والشهر الماضي، خلال قمة لحلف «الناتو»، ارتفعت هذه النسبة إلى 5 في المائة، وهي زيادة هائلة، سيصل إليها جميع أعضاء الحلف الآخرين. وتُقول جولي نورمان، أستاذة العلوم السياسية في كلية لندن، إن «من الصعب جداً معرفة ما سيحدث يوماً بعد يوم. وهذا هو نهج ترمب دائماً». ونجح ترمب في استغلال مزاجه المتقلب لتغيير العلاقة الدفاعية عبر الأطلسي. ويبدو أنه للحفاظ على دعم ترمب، عمد بعض القادة الأوروبيين إلى الإطراء والتودد له، مثلما قال الأمين العام لـ«الناتو»، مارك روته، خلال قمة للحلف الشهر الماضي في لاهاي، مخاطباً ترمب: «ستُحققون شيئاً لم يستطع أي رئيس تحقيقه منذ عقود». ورغم قدرة «نظرية الرجل المجنون» على التأثير في الحلفاء، فإنه يبدو أنها لا تنجح مع الخصوم. فهذا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يزال منيعاً أمام نهج ترمب. وعقب مكالمة هاتفية بينهما، الخميس، أعرب ترمب عن «خيبة أمله» لعدم استعداد بوتين لإنهاء الحرب ضد أوكرانيا. وفي إيران، وعد ترمب قاعدته الشعبية بإنهاء التدخل الأميركي في «حروب الشرق الأوسط الدائمة»، ولكنه قام بضرب المنشآت النووية الإيرانية في خيار هو «الأكثر تقلباً» في ولايته الثانية حتى الآن، وفق «بي بي سي». والسؤال هو: هل سيحقق هذا القرار النتيجة المرجوة؟ يرى وزير الخارجية البريطاني الأسبق، ويليام هيغ، أن هذا القرار سيؤدي إلى عكس النتيجة المرجوة منه تماماً، وسيزيد من احتمالية سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية. ويتفق معه في الرأي مايكل ديش، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة نوتردام الذي قال: «أعتقد أنه من المرجح جداً الآن أن تتخذ إيران قراراً بالسعي لامتلاك سلاح نووي»، وهو ما يعني أن نهج ترمب يأتي بنتائج عكسية مع الخصوم حتى الآن.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store